صفات المـُربي الناجح .. لتربية جيل صالح .. 1- القدوة ..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الشهيدة مسلم اكتشف المزيد حول الشهيدة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صفات المـُربي الناجح .. لتربية جيل صالح .. 1- القدوة ..


    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن القائم على عملية التربية يجب أن تتوافر فيه صفاتٌ خمسة ..
    من أهم هذه الصفات ..

    القدوة ..
    يا أيــــُّــــــــــــــها الرجلُ المُعلم ُغـَيرَهُ ..... هلاَّ بنفسك كانَ ذا التعليـم ؟
    تصفُ الدواءَ لذي السِقـامِ وذي الضَنى ..... كَيْمَا يَصِحُ بهِ وأنتَ سقيـــم
    ابدأ بنفسكَ فانهها عن غيهــــــــــِّـــــا ...... فإذا انتهت عنهُ فأنتَ حكيم
    فهنــــــــاكَ يَقبــــلُ ما وعظتَ ويقتدى ...... بالعلمِ منكَ وينفعُ التعليـــم
    [align=right]
    أهمية القدوة ..
    إن الطفل أسيرٌ لقدوة .. كما أن عينه شديدةُ المرقابة .. لذلك الحذر الحذر من أن تكون سقطاتك أمام أطفالك ..
    من المستحيل أن تكون مثالياً .. لكن احترز من هفواتك أمام أطفالك .. ولا تأمرهم بفعل لا تأتيه أنت ولا تنهاهم عن فعل أنت تأتيه ..
    عارُ عليك إذا فعلت عظيم ..
    لا شك أن الأمر يحتاج إلى جهد وصبر .. ولكن حسبنا ماقاله ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    (( الهدي الصالح و، والسمت الصالح ، والاقتصاد ، جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة )) صحيح سنن أبي داود للألباني .
    إن الذي يتحلى بالسمت الصالح والهدي الصالح يُقتدى به ، ويُحاكي بعض صفات النبوة .. وكفا بذلك شرفاً ..
    لكن .. وهل كان أنبياء الله إلا قدوة للبشر !!

    أوْلـَئِكَ الـَّذِينَ هَدَى اللهُ فـَبِهُدَهُمُ اقـْتـَدِهْ الأنعام 90
    إن المربي قدوة بأعماله وسلوكه قبل أن يكون موجهاً للناس بقوله .. والفعل يترك أثراً أعظم على النفس من أثر القول .. إن مجرد المخالطة والإحتماع تفتح مجالاً كبيراً لتبادل الطباع والأخلاق ..

    العوامل التي تهيأ الطفل لقبول المربي كقدوة ..
    1- حسن المظهر ..
    إن حسن اعتناء المربي بمظهره _ بما لا يخرج عن حد الإعتدال _ مَدعاةٌ للقـَبولِ والتقدير .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (( إن الله تعالى جميلٌ يحب الجمال ، ويُحب أن يَرى أثر نعمتِهِ على عبده ، ويبغض البؤسَ والتباؤس)) صحيح الجامع الصغير للألباني .
    وقد كان السلف الصالح يعنون بذلك ، ويوصون العالِم بحسن مظهره ..
    فنقرأ مثلاً في فهرس (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي) ما يلي :
    باب إصلاح المـُحّدِّث ( المحدث هو الذي يحدث الناس بالعلم ) هيئته وأخذه لرواية الحديث زينته .
    - مبحث : وليبتدئ بالسواك .
    - مبحث : لباس المُحَدِّث المُستحَبُ له .
    - مبحث : ويُكرَه له أن يلبس الثوبَ الخـَلِق وهو يقدر على الجديد .
    وقال : ( ينبغي للمحدث أن يكون في حال روايته على أكمل هيئة وأفضل زينة ، ويتعاهد نفسه قبل ذلك بإصلاح أموره ، التي تـُجمِّله عند الحاضرين من الموافقين والمخالفين).
    2- الوفاء بالوعد ..
    إن الوفاء بالوعد من سمات المؤمنين الصالحين .. وإخلاف الوعد من أخلاق المنافقين ..
    كما أنه مظهر من مظاهر عدم الجدية واللامبالاة .. ويعطي انطاعاً للطفل بأن قدره ضئيل عند معلمه أو مربيه ..
    وهذا كفيل بهدم المربي كقدوة في عين الطفل ..
    لذلك .. على المُربي أن يحرص على الوفاء بوعده للطفل .. وإن حال حائل دون ذلك ..
    فالإعتذار اللطيف _ مع توضيح السبب_ يُزيل ما قد يكون في نفس الطفل ..
    3- العمل بما يقول ..
    إن الخطاب التربوي ينقسم إلى ثلاثة أنواع :
    • النوع الأول من الخطاب التربوي : الكلام النظري ................. وهو بيان الأمر مع بيان عواقب عدم الاستجابة ..
    • النوع الثاني من الخطاب التربوي: حكاية الفعل ................... وهو ذكر مثال عملي لما سبق سواء أكان معاصراً أو تاريخياً ..
    • النوع الثالث من الخطاب التربوي: رؤية الفعل( فعل المربي ) ... التنفيذ العملي للقيمة أو السلوك من قبل المعلم أمام الطفل ..
    لو نظرنا في أثر كل نوع من أنواع الخطاب التربوي على الطفل على حدى .. لوجدنا الآتي :
    النوع الأول .. الكلام النظري :
    يلزمه التكرار .. فإذا كانت النفس على استعداد للتأثر بما يُلقى إليها عليها من كلام إلا أنه يبقى استعداد مؤقت في الغالب ..
    النوع الثاني .. حكاية الفعل :
    إن كانت تقرب المسافات أكثر إلا أنها لا تكفي لغرس قيمة أو سلوك ..
    النوع الثالث .. رؤية الفعل :
    أشد وأبقى أثراً .. لأنه قدوة ملموسة منظورة .. فهو يعلق المشاعرالطفل بالقيمة أو السلوك .. ولا يتركها تهبط ..
    إن رؤية المُربي وهو يمارس الفعل يعتبر المرحلة الحاسمة والأخيرة التي تـُبرز قيمة ما سبقها ..
    وتخرج ما أحدثه من مشاعر نفسية على أرض الواقع في صورة عملية ..
    وبدونها تظل القيم التي تعلمها الطفل حبيسة النفس .. مما يعرضها للنسيان ..
    مثال .. إن المربي الذي يتحدث مع الأطفال عن أهمية المحافظة على الصلاة في موقيتها ثم لا يلبث أن يراه أطفاله لا يصليها إلا في آخر وقتها .. هذا المربي يمحو بتصرف واحد عشرات الأقوال التي يصبها في آذان أطفاله ..
    [/CENTER]
    .. منْ أُلقيَ عنهُ حُبُّ المالِ فقدْ اسْترَاح ..

  • #2
    إن رؤية المُربي وهو يمارس الفعل يعتبر المرحلة الحاسمة والأخيرة التي تـُبرز قيمة ما سبقها ..


    مثال ٌعلى ذلك من السيرة ..
    في صلح الحديبية لما فرغ الرسول صلى الله عليه ولم من قضية الصلح ( صلح الحديبية ) قال لأصحابه :
    (( قوموا فانحروا ثم احلقوا )) فلم يقم منهم رجل ، حتى قال صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاث مرات ، فلم يقم أحد أيضاً ..
    والقصة معروفة أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل على أم سلمة رضي الله عنها وأخبرها ما كان من المسلمين قالت له :
    اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بُدَنـَكَ ، وتدعو حالقك فيحلقك ..
    فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكلم منهم أحداً حتى فعل ذلك ، فما لبثوا لما رأوا فعله صلى الله عليه وسلم أن قاموا فنحروا وحلقوا ..
    نرى أن الكلام النظري المتمثل في أمر الرسول لهم بالنحر والحلق قد أحدث أثراً في نفوس السامعين .. لقد عرفوا أنه الآن لزم عليهم تنفيذ أمر ما ..إلا أنه لم يـُترجم إلى عمل .. لكن عندما تلى الخطاب النظري رؤيتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يفعل الفعل بنفسه .. سهل ذلك عليهم تنفيذ ما كانوا مغتاظون منه ..

    كذلك نحن معشر الأمهات .. أكيد كلنا لاحظن ذلك مع أبنائنا .. وإليكم بعض الأمثلة التي تحدث في حياتنا اليومية ..
    مثلاً : عندما نقوم بوضع جدول للمهام المفروض القيام بها ويحين وقت ما قد يستثقله الأطفال .. مثل حفظ القرآن ..
    لا شك أن رؤيتهم لأمهم وهي ممسكة بمصحفها تراجع فيه أو تحفظ .. ذلك يسهل عليهم الأمر .. وبدورهم _ بدون تقاعس _ يمسكون مصاحفهم ويشرعوا في الحفظ أو المراجعة ..

    عندما تقول الأم لأطفالها : " رتبوا حجراتكم " .. لا تكون استجابتهم إيجابية مثلما تقول : " هيا نرتب كل واحد حجرته "..
    وتشرع هي في الترتيب .. ذلك يشجعهم ونجد الكل يعمل بنشاط وجد لأنه الآن ' وقت الترتيب '..

    عندما توبخ الأم أطفالها على قضاء وقت طويل في محادثات تليفونية ثم لا تلبث هي أن تمسك بسماعة الهاتف لتحادث yحدى صديقاتها بالساعات في أشياء تضر أكثر مما تنفع .. لا شك أن الأطفال هم أيضاً سينكرون ذلك عليها .. وسيتولد لديهم شعور بالظلم ..
    هذا ما يشعر به الأطفال في مثل هذه المواقف ..

    .. منْ أُلقيَ عنهُ حُبُّ المالِ فقدْ اسْترَاح ..

    تعليق


    • #3
      إن رؤية المُربي وهو يمارس الفعل يعتبر المرحلة الحاسمة والأخيرة التي تـُبرز قيمة ما سبقها ..
      وتخرج ما أحدثه من مشاعر نفسية على أرض الواقع في صورة عملية ..

      وبدونها تظل القيم التي تعلمها الطفل حبيسة النفس ..
      مثال :
      عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاءه قوم حفاةٌ عراةٌ مُجتابي النـِّمار أو العباء ، مُتقلدي السيوف ، عامتهم من مـُضر، بل كلهم من مضر ، فـَتـَمَعـَّرَ وجهه صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة ، فدخل ثم خرج ، فأمر بلالاً فأذن ثم أقام الصلاة ، ثم خطب فقال :(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) النساء1 .. والآية التي في الحشر :
      (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) الحشر 18
      " تصدق رجلٌ من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بـُرِّه ، من صاع تمره " حتى قال : " ولو بشقِ تمرة " ، قال : فجاء رجلٌ من الأنصار بـِصُرَّةٍ كادت كـَفـه تعجز عنها ، بل قد عجزت ، قال : ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مـُذهَبَة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سنَّ في الإسلام سنةً حسنة ، فله أجرُها وأجرُ من عَمِلَ بها بَعده ، من غير أن يَنقـُص من أجورِهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنةً سيئة ، كان عليه وزرُها و وزرُ من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء "
      رواه مسلم

      الشاهد هنا أن الناس قد سمعوا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم و دعوته و تأكيده ..
      لكنهم لما رأوا هذا الموقف من هذا الرجل ، تتابعوا في الإنفاق ..


      رؤية الفعل :
      أشد وأبقى أثراً .. لأنه قدوة ملموسة منظورة .. فهو يعلق المشاعرالطفل بالقيمة أو السلوك .. ولا يتركها تهبط ..
      .. منْ أُلقيَ عنهُ حُبُّ المالِ فقدْ اسْترَاح ..

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
      ردود 0
      40 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عاشق طيبة
      بواسطة عاشق طيبة
       
      ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
      ردود 0
      62 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عطيه الدماطى  
      ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
      رد 1
      64 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة د. نيو
      بواسطة د. نيو
       
      ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 نوف, 2021, 04:00 م
      ردود 0
      23 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة محمد بن يوسف
      بواسطة محمد بن يوسف
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 يون, 2021, 02:47 ص
      ردود 0
      75 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      يعمل...
      X