تمثيلات يسوع على لسان القساوسة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مجدى زكى اكتشف المزيد حول مجدى زكى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تمثيلات يسوع على لسان القساوسة

    تمثيلات يسوع


    على لسان القساوسة


    نتكلم عن يسوع الأناجيل ، لا عن عيسى ابن مريم عليهما السلام .
    كم تستوقفنى تمثيلات يسوع على لسان إخوتنا إياهم .
    لا أشك فى أن من يكتب منهم يبتسم فى دخيلة نفسه ، أو ربما يقهقه إن كان خاليا وحده ، حين تعجزه الحيلة فيضحك على الغِرّ الساذج من أتباع يسوع ، ثم يلقى إليه بالمَثَـل .

    يقول أحدهم فى حل صعوبة صرخة يسوع على الصليب : " إيلى إيلى لَما شبقتنى أى إلهى إلهى لماذا تركتنى " مت 27/46 :
    " أما الصعوبة الثانية فنقول فيها أن الترك المشار إليه فى النص ليس تركا جوهريا وإنما هو ترك أدبى . وآلام الصليب وقعت على الناسوت طبيعيا ، وفى نفس الوقت وقعت على اللاهوت أدبيا ... ومعنى العبارة : لماذا تركتنى للألم بينما هو لم يتركه تماما ، مثلما يقول طفل يحمله أبوه أمام طبيب يجرى له جراحة بسيطة . فيصرخ الطفل ويقول : يا بابا ليه سايبنى ؟ إن الأب لم يتركه بل هو ممسك به ويحتضنه ، لكن المعنى أنه تركه للألم .... وإن هذا الناسوت بعد اتحاده باللاهوت لا زال ناسوتا كاملا محتفظا بكل صفاته .
    ولو كان اللاهوت ترك الناسوت فى تلك اللحظة أو فارقه مفارقة جوهرية لكان معنى ذلك أن الفداء لم يتم ... " (1) .
    ويقول قبلها : " ولا صعوبة فى ذلك لأن الناسوت كامل ، وله كل الصفات الناسوتية . والاتحاد بين اللاهوت والناسوت لم يبطل صفات الناسوت أو يعطلها "

    ولنا ملاحظتان قبل أن ندخل فى موضوعنا :

    - أَلا يتصف الناسوت الكامل بأنه : يحمل فى بطنه الغوطة والبولة ، والضرطة والفسوة ، والإحساس بالاحتقان والحاجة إلى الإخراج ، والرغبة الجنسية وضرورة تصريف الغريزة ، وحب البقاء والشهوات ، والمرض والموت ، والسهو والنسيان ، والنوم والغفلة ، والجهل والخطأ ، والألم والصراخ ، والخوف والهرب ، والحزن والاكتئاب ، والسكْر والتعرى ، ..... إلخ .
    ما مدى ملازمة اللاهوت لبول يسوع وبرازه وضرطه وفسوه بعد أن يفارق إسته وأحشاءه . هل يظل متحدا بها ؟ أم ينسلخ عنها كما تنسلخ الحية من جلدها ؟ كذلك بالنسبة للقلفة المقطوعة عند ختانه وإلقائها فى النفايات ( الزبالة ) ، وبصاقه ومخاطه ، وعرقه ودموعه ، وشعره (شعر العانة واللحية ... ) وأظافره ؟ وما هى علاقة اللاهوت بناسوت يسوع السكران والعريان ؟ (2).

    فما بال القوم لا يعبدون اللهَ القدوسَ المنزهَ عن كل هذه النقائص ، سبحانه له الأسماء الحسنى ، ذو الجلال والإكرام ، ليس كمثله شىء ، لا إله إلا هو شكرا لنعمته ، وإقرارا بربوبيته ، وتنزيها لعظمته ؟ ؟ ؟
    ولكن " إن دققتَ الأحمق فى هاون بين السميذ بمدق ، لا تبرح عنه جهالته " أم 27/23 .

    يقول البابا شنوده : " ... ولذلك فإن شعائر العبادة لا تقدم للاهوت وحده دون الناسوت ، إذ لا يوجد فصل ، بل العبادة هى لهذا الإله المتجسد " (3) .
    وكثيـرا ما يلـبس الشيـطانُ مسـوحَ الرهبـان !!!!!

    - " ذهب كثيرون إلى أن تفسير قوله ( إيلى إيلى إلخ ) ليس فى الأصل ، بل كتبه أحد الناسخين لأن متى كتب إنجيله للعبرانيين ، وهم لا يحتاجون إلى تفسير الكلمات العبرانية " (4) .

    ونعود إلى موضوعنا :

    أيها الإله : لقد سكت القس دهرا ونطق كفرا .
    لقد عثر بعد جهد جهيد على مثال لك ، الطفل الصغير الباكى المتألم ، المستغيث المسترحم ، ذو العقل الصغير ، قاصر الإدراك ، الذى لا يدرى حكمةَ ما يُفعل به .
    وحـقا ، للذكاء حـدود ، ولكـن لا حـدود للغبـاء .

    " فلا تضربوا لله الأمثال ، إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون " سورة النحل : 74 .

    هل فوجئت أيها الإله من أبيك بما لم يكن فى حسبانك ؟
    " إذ تركته السماء بلا عزاء ، وستر الآب وجهه عنه ، فهنا ظهر المسيح فى مواجهة العدل الإلهى بمظهر ذبيحة الخطيئة المكروهة من الله فصرخ ... " (5) .
    " الآب يسحب حضوره الإلهى عنه ، ويملأ نفسه بشعور رهيب من الغضب ، نسبة إلى الخطية التى كان يحتمل دينونتها " (6) .
    " ومع أن يسوع رأى الآب قد تركه ، فإنه لم يزل واثقا به بدليل قوله : ( إلهى إلهى ) لا : الله الله " (7) .
    " كان هذا من فرط وعمق الصراع الداخلى ، والشعور بالتخلى عن المعونة والتعزية " (8) .
    " متروك من الله لأنه تعالى حجب وجهه عنه ... وعامَلَه كمذنب ليُظهرَ غضبَه على الخطيئة " (9) .


    لِمَ لمْ تتركه أنت أيضا يا يسوع ؟ ؟ إنه لا يزيد عنك خردلة ، إنكما متساويان فى المجد والقدرة والكرامة ، ولولاك لكان الآب أخرس أخرق ، فأنت الكلمة والحكمة ، ولولاك لما خُلِقتْ جميع الأشياء " كل شىء به كان ، وبغيره لم يكن شىء مما كان " يو 1/3 .

    إنك الإبن متجسدا ، هل نسى الآبُ حضورَه فرحَ أمك مريم .
    تحت عنوان : " شَرِكةُ الأقانيم فى عمل التجسد : فالروحُ حل على العذراء فحبلتْ منه ، والآبُ ظلل العذراءَ بقوته السرمدية كى يحتمل جسدُها جمرَ اللاهوت ، والإبنُ قَبِلَ أن يتجسد ويولد " (10) .
    لقد كان الروحُ يُحبّل ، والآبُ يظلل ، والإبنُ يتجسد فى بويضة قطرها 1,. مم ، ومريمُ تهنأ فى سعادة بما يحدث لها .
    إن الآبَ لم يكن لطيفا معك ، هل يُعقل أن يتخلى عنك أبوك ويتركَك ؟ هل يذْكُرُك فى بويضةٍ داخل الرحم ، وينساك رجلا ؟ ؟ تصرف مؤسف !!!!!

    يتخبط القوم ، ويختلط الأمر عليهم فيقولون إنه راض عنك ، إنه تمثيل فى تمثيل ، لقد مثّل الآب الدور جيدا . متى تفهم أيها الحَمَـل الغِرّ ؟ ؟ ألم تقرأ قول القس الآخر : " والحق أن الله لم يترك يسوع حقيقة لأنه فى ذلك الوقت عيْنِه كان يقوم بالعمل الذى سُرّ اللهُ بأن يضعَه عليه ، وأَحبّه باعتبار كونه ابنه ساعتئذ ،أكثرَ من كل محبته له فيما مضى " (11) .
    لقد أحبك أبوك الآن أضعاف محبته السابقة لك ، ربما " سبعين مرة ، سبع مرات " (12) .

    إذن هل كنتَ أنت أيضا تجيد دورك فى المسرحية : " إن هذا هو ( الكأس ) الذى تقبّله بسرور من يد الله أبيه " (13) .
    هل كنتَ تخدعنا ، تُوَلْوِلُ : " أجز عنى هذه الكأس " (14) ، "وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض " لو 22/44 ؟ ؟ وهل خدعتَ الملائكة أيضا " فظهر له ملاك من السماء يقويه " لو 22 /43 .
    ما أبرعكما فى التمثيل يا يسوع ، أنت وأبوك الذى ولدك .

    ولكن هذا يناقض ما ذهب إليه القس أولا : " يـا بـابـا ليـه سـايبـنـى " .

    أجـبنـى يـا ابن الله ، أيها الراعى الصالح ، بحق من حبّـل ، وبحق من ظلّل ، أى الأقـوال نصـدق ؟ ؟ .

    يـا مثـبّـتَ العـقـلِ والديـن .
    كلما قـرأتُ شيئـا من كتـابـاتهم ، أسـرعت أستعـيذ بالله من شيـاطـين الإنـس .

    " لقد كان رعب عظيم جعله يصرخ تلك الصرخة المُرّة ، وليس نتيجة ألم جسدى ، الشىء الذى لا يقيم له وزنا ، إلا عن الكفارة وهو سر لا يستطيع أحد أن يفك لغزه " (15) .
    وا حسرتاه على دين كل أموره ألغاز لا يفهمها أحد !!!!!!
    " فوقع تحت ثقل الصليب ، فلم يكن ثقله بسبب وزنه ، بل بسبب ثقل آثام البشر " (16) .
    " وهو حامل ثقل خطايا الناس " (17) .
    لقد حمل سمعان القيروانى صليبك ، ولكنه لم يرزح تحته ، أو يتعثر به .

    إن هـذا الثقـلَ المـزعـومَ وهْـمٌ يصدّقـه الحمقـى .

    يفتقـد الأمانـة والذكاء ، من يحـاول تبريـر إيمان لا يمكـن الدفـاع عن مصداقيتـه ، وهنـا تكمـن عـظَـمـة الإسـلام .


    المراجع :
    1. عقيدة المسيحيين فى المسيح – الأنبا يوأنس صـ 214 .
    2. انظر مشاركتنا ( سؤال عن لاهوت ما ينفصل عن يسوع ) .
    3. طبيعة المسيح - صـ 9 .
    4. الكنز الجليل فى تفسير الإنجيل – د. وليم أدى .
    5. تفسير الأناجيل الأربعة – د. شماس حمدى صادق معا صـ 280 .
    6. الكنز الجليل فى تفسير الإنجيل – د. وليم أدى .
    7. الكنز الجليل فى تفسير الإنجيل – د. وليم أدى .
    8. تفسير إنجيل متى – جون ويسلى صـ 307 .
    9. الكنز الجليل فى تفسير الإنجيل – د. وليم أدى .
    10. الثالوث الذى نؤمن به – مفيد كامل صـ 144 . ويقول متى : " وُجِدتْ حبلى من الروح القدس "، ويقول لوقا 1/25 : " الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك " . ( انظر مشاركتنا بعنوان : " هل الحمل المقدس فضيحة " ) .
    11. الكنز الجليل فى تفسير الإنجيل – د. وليم أدى .
    12. مت18/22 .
    13. التفسير الحديث للكتاب المقدس _ إنجيل متى : ر.ت. فرانس .
    14. مت 26/39 ، 42 ، 44 ، مر 14/36 ، 39 ، لو 22/42 .
    15. تفسير إنجيل متى – جون ويسلى صـ 307 .
    16. تفسير الأناجيل الأربعة معا صـ 275 .
    17. الكنز الجليل فى تفسير الإنجيل – د. وليم أدى .

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    موضوع جميل يحتاج لمن يفهمونه منهم ... أظن صعب
    الـ SHARKـاوي
    إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
    ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
    فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
    فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
    ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

    تعليق


    • #3
      شـكـر وتعـليـق

      أشكرك على الاطلاع وعلى التعليق . ولنذكر قول ربنا :

      - " فإنك لا تُسمعُ الموتى ولا تُسمعُ الصمَّ الدعاءَ إذا ولَّوْا مدبرين . وما أنتَ بهادِ العمىِ عن ضلالتِهم إن تُسمعُ إلا مَن يؤمنُ بآياتِنا فهم مسلمون " .
      - " فمَن يُردِ الله أن يَهديَه يشرحْ صدرَه للإسلامِ ، ومَن يُرِدْ أن يضلَّه يجعلْ صدرَه ضَيِّـقا حَرَجًا كأنما يصَّعَّـدُ فى السماء " .
      - " ومَن يَهدِ الله فهو المهتدِ ، ومَن يُضْللْ فلن تجدَ لهم أولياءَ مِن دونِه " .
      - " وتمتْ كلمةُ ربِّك لأملأنّ جهنمَ مِنَ الجِنّةِ والناسِ أجمعين " .
      - " فريقٌ فى الجَنةِ وفريقٌ فى السَّعير "

      تعليق


      • #4
        دائماً كلماتك هذه ثقيلة قوية يا استاذ زكي ..
        ما شاء الله زادك الله علماً وبركة ..

        يسوع اللاهوت لم يصرخ الذي صرخ الناسوت ..
        يسوع اللاهوت لم يتألم الذي تالم الناسوت ..
        يسوع تألم كناسوت لكنه غير قابل للألم كلاهوت ..
        إذن من حمل الخطايا حملاً حقيقياً ؟
        الناسوت ..
        فاللاهوت لم يشترك في الموت لم يشترك في الألم لم يشترك في أي شيء ..
        كل شيء كان على عاتق الناسوت ..
        فكيف تم الفداء إذن .. كيف نحل معضلة الفداء ؟

        الحل الرائع ولا تسأل عن معناه ولا كيفيته فإنه (فوق فهم البشر ) ..
        الطبيعة الإلهية تألمت وهي غير قابلة للألم ..
        أي أنها شعرت بالألم لكنها لم تتألم ..

        تعليق


        • #5
          ثنـاء وشـكـر

          عـزيـزى السـاجـد :

          كـلـمـاتـك تـعـليـق أســتـاذ متـمـكـن فـعـلا .

          بـل هـى الـعـلـم والـبـركـة .

          أشـكـر لـك .

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
          ردود 0
          26 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 4 أسابيع
          ردود 0
          25 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة زين الراكعين  
          ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 مار, 2024, 05:43 م
          ردود 0
          58 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة زين الراكعين  
          ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 5 مار, 2024, 10:20 ص
          ردود 3
          46 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة زين الراكعين  
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
          ردود 0
          18 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          يعمل...
          X