من عهد الإستعمار الفرنسي إلى عهد بورقيبة ثم إلى الأنكى والأمر عهد زين العابدين بن علي انتقلت تونس هذه النقلات الثلاث وهي في كل مرحلة من هذه المراحل ترزح تحت الظلم والإستبداد تحاول أن تنهض من نكسة فتجد نفسها غارقة في لجّة من الضياع والهوان ..
نهبونا وأرهبونا ، حاربوا فينا إسلامنا اغتصبوا هويتنا وانتزعوا قيمنا انتزاعا وبعد أن أيقنوا بهلاكنا ورأوا أن لا رجعة لنا وعلموا أننا صرنا قطيعا والجزار راعينا حق عليهم قول الله عز وجل : " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " .. فهل من معتبر ؟؟
هي تونس التي أظهروها للإعلام الغربي والعربي دولة التفسخ والإنحلال دولة العطل الصيفية والسياحة ، يأتيها من يأتيها من دول الغرب وحتى من دول الشرق للإستمتاع بشتى المحرمات ،
تلك صورة تونس الحديثة التي رسمها النظام ورمقها كثير من دول الشرق بنظرة ازدراء واحتقار وروّجوا أننا من أحفاد البربر و حنبعل وعليسة وتغافلوا عن قيروان عقبة ابن نافع التي كانت وستعود منارة الإسلام بإفريقية .. إنها تونس طارق بن زياد وليست تونس الفساد كما زعمو ا ..
لطالما روجوا لعري وعهر بنات تونس وليتهم أذاعوا ما عانته حرائر تونس من أجل الجلباب ليتهم تحدّثوا عن الإعتقالات في صفوف الفتيات الاتي اخترن الستر والعفاف ، ليتهم نصرونا حتى بالدعاء ولكنهم وجهوا إلينا أصابع الإتهام والإستخفاف ..
المرأة في تونس وتحريرها وسفورها هذه هي القضايا التي تناولها الإعلام وحتى المنابر من المغرب إلى المشرق وليتهم تحدّثوا عن ساعات الإستجواب الطوال :
منذ متى وأنت تصلين ؟؟
كيف تصلين ؟؟؟
هل تقرئين القرآن ؟؟؟؟
كم مرّة في اليوم تستغفرين ؟؟؟؟
ماذا تقرئين ؟؟
ماذا تسرين ؟؟؟؟
أم ماذا تعلنين ؟؟؟
كيف تفكرين ؟؟
ما هذا الذي تلبسين ؟؟؟
في أحلامك بماذا تحلمين ؟؟؟؟
هل ترين النظام الحاكم من المسلمين أو العلمانيين الكافرين ؟؟؟؟؟
وحين ترين السفور والعهر بماذا تتمتمين ؟؟؟؟؟؟؟
أسئلة بل كثير من الشتائم والإهانات لا لشيء إلا لأنّنا عدنا إلى أصولنا وجذورنا وأعلنها صريحة بعالي الصوت : ليس لأحد من علمائكم أو حتى عملائكم يا مسلمي هذا الزمان من فضل ولا منة علينا والمنّة والفضل كلّه لله ثم لرسوله وصحابته الكرام الذين بلّغوا عن الله فأحسنوا البلاغ ..
أين كنتم حين كان الشرطي يستوقفني في اليوم ألف مرّة ؟؟؟؟؟؟؟
أم ماذا فعلتم حين طردت من المعهد والجامعة شر طرد ؟؟؟؟؟؟
أم ماذا قلتم يا أئمتنا وبما أفتيتم في حق هؤلاء الطغاة ؟؟؟؟ هل استنفرتم الجموع لنصرتنا وأنتم تسمعون صرخاتنا كما فعل المعتصم حين وصلته صرخة من أقاصي البلاد أن وا معتصماه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طالما استغثنا : يا الله ، يا مغيث أغثنا .. فاستجاب الله الدعاء وكشف عنا الغمة ورفع عنا الذلة ..
لقد علمنا أن لا معتصم ببلاد المسلمين فكلكم راع مسؤول عن نفسه يقول : نفسي نفسي وسيقولها ولاة الأمور يوم المعاد حين لن تنفعهم طائراتهم الخاصة ولا الأموال العامة المنهوبه ولا مليشياتهم المبثوثة ..
كثيرون اليوم يتحسرون على حال تونس اليوم لأنه لم تكن لدينا أزمة خبز ، أقول لهؤلاء : لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنضل ، كثيرون يتحدّثون أن تونس ستصبح كالعراق وستترحم على بن علي كما يترحم كثير من العراقيين على صدّام أقول لهؤلاء لن تصبح تونس كالعراق لهذه الأسباب : أولا لئن أخطأ صدّام حسين في أمور إلا أنه لا مجال للمقارنة بينه وبين الرئيس المخلوع زين العابدين ، فصدّام طالما أقلق أمن إسرائيل وصدّام حقق لشعبه مكسبا عسكريا وأسطولا حربيا لا ينساه التاريخ ثم إنّ صدّام ما فرّ بليل بهيم فرار السراق الجبناء ، ثمّ إنّ زين العابدين عميل من عملاء إسرائل يحفظ كل حقوق اليهود في بلادنا بل يدعمهم ويؤازرهم كأنهم ولي حميم حتى أننا قمعنا ومنعنا من التظاهر لأجل غزة الأبية في الحرب الأخيرة .. ثم إنه لا مجال لفتنة طائفية في تونس والحمد لله .
وما لا يعلمه الكثيرون أن الفوضى الحاصلة اليوم في تونس من سرقة ونهب وحرق ليس الشعب مسبّبها بل هي ملّيشيات بن علي المتبقية بالبلاد وهم يعدون بالآلاف يختفون في النهار كالجرذان ويشنون حملاتهم الإرهابية على الشعب الأعزل ليلا مدججين بأحدث أنواع السلاح ..
فهل لعاقل أن يأسى على خائن سارق فار مجرم ترك مليشياته لتعيث في البلاد فسادا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والله إن ما تزعمون لشيء عجاب ..
لله درّك يا شعب تونس لله دركم يا شباب تونس يا من تواجهون إلى اليوم الرصاص الحي بصدور عارية يا من تجابهون العصابات وقناصي بن علي بالعصي والأحجار .. والله إن أمركم أقرب إلى الخيال ..
أيها الثوار الأحرار يا جيش تونس الأبي أنتم اليوم تقدمون دروسا لشعوب العالم .. عن رفض الظلم عن كسر القيد عن النظال ..
دروسكم لن تنسى لأن مدادها دم طاهر زكي دفاق يكتب اليوم تاريخ تونس من جديد بل تاريخ العالم الإسلامي ..
نحن جيل اليوم جند الله القادم لنكتسح الطغيان ، قادمون يا غزّة لرفع الحصار معكم يدا بيد قادمون لمحو النجمة السداسية وأكذوبة هيكل سليمان من الأقصى وربوعه لأنّ الله مولانا ومولى الطغاة و الكافرين النار وبئس القرار ....


أختكم هدى تونس من الضاحية الجنوبية للعاصمة