## تلخيص و ترجمة لمحاضرة للدكتور بارت ايرمان : ظاهرة تزوير الكتب " الإنتحالية " ##

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أويس القرنى مسلم اكتشف المزيد حول أويس القرنى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ## تلخيص و ترجمة لمحاضرة للدكتور بارت ايرمان : ظاهرة تزوير الكتب " الإنتحالية " ##



    http://www.youtube.com/watch?v=rPM3a...el_video_title




    The problem of pseudonymity

    مشكلة انتحال الأسماء



    فى المحاضرتين السابقتين ركزنا على حياة و رسائل القديس بولس , و نحن لا ندرى متى بدأ تجميع رسائل بولس فى شكل مجموعه واحده , ربما أن المسيحيين كانوا ينسخون عدة نسخ من رسائل بولس و يوزعونها على بعضهم البعض ....... اننا نعلم ايضا أن بعضا من رسائل بولس قد فقد , و نعلم هذا من اشارة بولس الى بعض هذه الرسائل مثلما ورد فى رسالته الأولى الى أهل كورنثوس فى الاصحاح الخامس و العدد التاسع :

    (9 كتبت اليكم في الرسالة ان لا تخالطوا الزناة)

    هذا ورد فى الرساله الأولى الى أهل كورنثوس و لكن كما هو واضح فإن بولس كان قد أرسل اليهم رسالة قبلها و لكنها مفقوده .


    يبدو لنا أن رسائل بولس كانت تتداول فى شكل مجموعه مع نهاية القرن الأول الميلادى , بعد حوالى ثلاثين الى أربعين عاما تقريبا من زمن كتابة بولس لرسائله , و اننا نعرف هذا من خلال آخر ما كتب من كتب العهد الجديد و هو رسالة بطرس الثانيه , و هى رساله لم يكتبها بطرس الرسول و يرجع تاريخها الى بدايات القرن الثانى الميلادى تقريبا , و يشير فيها الكاتب الى مجموعه من الهراطقه اعتقدت أن تعاليم بولس عسيرة على الفهم , فنقرأ فى هذه الرساله فى الاصحاح الثالث و العدد السادس عشر ما يلى :


    16 (كما في الرسائل كلها ايضا متكلما فيها عن هذه الامور.التي فيها اشياء عسرة الفهم يحرّفها غير العلماء وغير الثابتين كباقي الكتب ايضا لهلاك انفسهم)


    ما يثير الاهتمام هنا هو أن رسائل بولس قد تشكلت فى صورة مجموعه , و الشىء الآخر أنه بدأ ينظر اليها كوحى مقدس


    فى واقع الأمر فإن بولس أثناء كتابته لرسائله لم يكن يعتقد أنه يكتب كتابا مقدسا , كما هو الحال مع أى كاتب آخر يكتب كتابا , و سوف نتناول كيف تحولت هذه الكتابات الى كتابات مقدسه فى المحاضرات القادمه .


    من الواضح ايضا أن هناك خطابات زورت و نسبت الى بولس منذ العصر المبكر للمسيحيه , فكان بعض المسيحيين يكتبون رسائل معينه و ينسبونها الى بولس , و هناك أدلة قوية على هذا , و أحدها نجده فى رسالة تسالونيكى الثانيه فى الاصحاح الثانى و العدد الأول , حيث يقول الكاتب و الذى يزعم أنه بولس متحدثا عن عودة يسوع الى الأرض من أجل الدينونة ما يلى :



    1
    (ثم نسالكم ايها الاخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا اليه 2 ان لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم ولا ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كانها منا اي ان يوم المسيح قد حضر. 3 لا يخدعنكم احد على طريقة ما.لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا ويستعلن انسان الخطية ابن الهلاك 4 المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى الها او معبودا حتى انه يجلس في هيكل الله كاله مظهرا نفسه انه اله)


    أن هذا الكاتب يطلب من قرائه ألا يتزعزعوا بسبب كِتاب منسوب اليه يحدثهم أن يوم المسيح قد أتى , لأن هذا لا يمكن أن يحدث الا بعد حدوث أشياء أخرى قبله , و هى الارتداد و استعلان ابن الهلاك , و ربما يشير بذلك الى ضد المسيح ........ما يهمنا فى مقامنا هذا أن الكاتب لرسالة تسالونيكى الثانيه يشير الى أن شخصا ما أرسل رسالة تحمل اسمه الى أهل تسالونيكى مخبرا اياهم أن النهايه قد أوشكت .



    ان رسالة تسالونيكى الثانيه من الرسائل الثلاث عشره التى تنسب الى بولس ضمن اطار العهد الجديد , و ما ذكرناه منذ قليل يثبت أن الرسائل كانت تزور و تنسب الى بولس منذ القرن الأول الميلادى .



    المشكله التى تواجهنا هى أن بعض الدارسين غير مقتنعين أن هذه الرساله - أى تسالونيكى الثانيه- قد كتبها بولس , و هذا يخلق موقفا مفعما بالسخريه , أن نستشهد برسالة مشكوك فى نسبتها الى بولس كدليل على تزوير رسائل أخرى و نسبتها الى بولس , و لكن على كلا الحالين سواء كان بولس هو كاتب رسالة تسالونيكى الثانيه أم أنها رسالة نسبت اليه و هم لم يكتبها , فإننا فى كلا الحالين سننتهى الى نفس النتيجه و هى , أن بعض المسيحيين كانوا يكتبون رسائل معينه و ينسبونها الى بولس كذبا و زورا و هو لم يكتبها أصلا , أن هذا الأمر موجود منذ القرن الأول الميلادى .


    من الأسباب التى تجعل الباحثين يظنون أن بولس لم يكتب رسالة تسالونيكى الثانيه هى الفقره التى قرأتها لكم منذ قليل من هذه الرساله , فبحسب ما ورد فى رسالة تسالونيكى الثانيه فإن نهاية العالم ليست وشيكة , و المسيح لن يعود فورا ....يبدو أن بعض المسيحيين فى تسالونيكى تركوا أعمالهم و بدأوا فى انتظار قدوم المسيح فى الأيام القريبه القادمه , و بدأوا يعيشون عالة على غيرهم , و يريد كاتب تسالونيى الثانيه من هؤلاء الناس أن يعودوا الى حياتهم العاديه لأن النهاية ليست وشيكه .



    المشكله هى أن بولس نفسه كان يقول بغير هذا فى رسالة تسالونيكى الأولى , فقد كان يؤكد على قرب النهايه الوشيكه , أنها ستكون مثل لص بالليل , و ينبغى على المسيحيين أن يكونوا منتبهين و مستعدين لأنها قد تأتى فى أية لحظه .


    ربما أن بولس قد غير رأيه , أو أن رسالة تسالونيكى الثانيه قد كتبها شخص آخر غير بولس , كانت لديه رؤيه مختلفه عن الأحداث , لأن النهايه لم تحدث فورا كما أخبر بولس ....على أى حال فان هذه الرساله توضح لنا ان هناك رسائل كتبت زورا تحت اسم بولس مع أنه لم يكتبها .



    كما أوضحت لكم فى محاضرة سابقه , فإن هناك أسباب تدعو الى الاعتقاد أن ستة من رسائل بولس لم يكتبها بولس
    "pseudepigraphical"
    , و لكن كيف نفسر ظهور هذا التصرف بين المسيحيين الأوائل , أليست نسبة الكتب زورا الى كاتب لم يكتبها اصلا نوع من الخداع ؟؟؟ , فهل يقوم بذلك أناس على قدر عال من التدين ؟؟؟؟ .


    للأجابه على هذا السؤال لا بد أن نعرف شيئا عن " نسبة الكتابات زورا الى غير أصحابها " كظاهره فى العالم اليونانى-الرومانى , أى أن ندرس هذه الظاهره على نطاق أوسع .... اننا نعرف قدرا كبيرا من المعلومات عن هذه الظاهره لأنه يوجد العديد من الكتاب فى العالم القديم الذين تحدثوا عنها, و منهم مثلا طبيب شهير فى القرن الثانى الميلادى يدعى " جالان " , و قد ألف العديد من الكتب , و يخبرنا فى أحد كتبه هذه أنه فى يوم ما كان يتمشى فى أحد شوارع روما , و رأى محلا يبيع كتابا ينسب اليه , و رأى اثنان يتجادلان حول ما اذا كان " جالان" قد كتب هذا الكتاب أم لا , و سمعهما " جالان" , و اتضح أنه لم يكتب هذا الكتاب , و بالتالى فقد عاد " جالان " الى منزله و كتب كتابا عنوانه " كيف تتعرف على الكتب التى كتبها جالان" .



    اذن فقد كان تزوير الكتب أمرا شائعا فى العصور القديمه , أكثر منه فى عصرنا الحاضر , و تتذكرون بالطبع " مذكرات هتلر" التى ظهرت فى الثمانينيات من القرن العشرين , و التى ظن البعض أن هتلر بالفعل قد كتبها , الا أن اكتشف فى نهاية المطاف أنها مزورة عليه .


    كانت هناك العديد من الأسباب التى تدفع الناس أن يزوروا كتبا بهذه الطريقه , و سأخبركم ببعضها ....فى بعض الأحيان كان الدافع ربحيا , فقد كانت المكتبات تدفع ثمنا باهظا لشراء نسخه اصليه من كتب افلاطون و غيره من الكتاب المشهورين , و بالتالى فقد كان بعض الناس يزورن الكتب و ينسبونها الى هؤلاء الكتاب المشهورين من أجل الحصول على المال .

    و فى بعض الأحيان كان التزييف يتم فى داخل المدارس الفلسفيه , فيقوم بعض الطلاب بنسبة كتابات الى استاذهم , ليس بغرض اعلاء قدر هذه الكتابات , و لكن بهدف التواضع , و الإيهام بأن هذه الأفكار انما هى افكار معلمهم .


    و فى بعض الأحيان كان البعض يستخدم التزييف من أجل أن تحظى كتاباتهم باهتمام الناس , فلو تخيلت نفسك فيلسوفا لا يعرف الناس عنه شيئا و قمت بتوقيع الكتاب باسمك فإن أحدا لن يلتفت اليه , بخلاف ما لو وقعته باسم سقراط , فبكل تأكيد أن الناس سوف يتهافتون على قراءته .


    اذن ففى كثير من الأحيان , كان التزييف يتم لغرض نبيل , وليس من أجل الخداع , و اننا نعرف أشخاصا بارزين فى المسيحيه المبكره قاموا بالتزييف , و على سبيل المثال فهناك العديد من الرسائل يزعم أنها أرسلت ما بين بولس و الفيلسوف الأشهر فى زمنه " سينيكا" ....لقد كان "سينيكا" الفيلسوف الاشهر فى زمنه و لكنه لم يتكلم عن المسيحيين مطلقا و لم يذكر على الاطلاق اسم بولس أو بطرس أو يسوع , و لم يذكر أى شىء له علاقه بالمسيحيه على الاطلاق .


    أصاب المسيحيين اللاحقين نوع من التشويش , كيف أن هذا الفيلسوف الشهير " سينيكا" لم يذكر مؤسس دينهم على الاطلاق , و بالتالى فقد قام مسيحى فى القرن الرابع الميلادى بتزوير رسائل ما بين بولس و "سينيكا " , حتى يظهر أن بولس كان يعمل على أعلى المستويات الفلسفيه فى العالم القديم , و هذه الخطابات المزوره ممتعة جدا , فقد زور الكاتب على لسان "سينيكا" مدحا لبولس و أعجابا برسائله و فلسفته لدرجة أنه أراها للإمبراطور " نيرو" الذى تأثر بها أيضا و تعجب أن هذه الرسائل المذهله قد كتبها شخص محدود التعليم ......و بالتالى فقد كان الغرض من هذا التزوير أن يظن الناس أن أعظم الفلاسفه فى زمن بولس كان ينظر اليه باعتباره فيلسوفا عظيما أيضا .



    و دعونى أعطيكم مثالا آخر , لدينا فى العهد الجديد رسالة كورنثوس الأولى و الثانيه , و لكن أود أن أخبركم أن هناك ما يعرف باسم رسالة كورنثوس الثالثه و التى لا توجد فى العهد الجديد , و هو كتاب كتب فى القرن الثانى الميلادى يحذر من هرطقات معينه , و بالأخص " الهرطقه الدوسيتيه " , و الكاتب يزعم أن بولس هو كاتب هذه الرساله


    اذن هذا مثال آخر على التزوير من أجل غرض نبيل من وجهة نظر الكاتب و هو مقاومة " الهرطقه الدوسيتيه" , و قد كتبت هذه الرساله فى القرن الثانى الميلادى عندما شاعت الهرطقه الدوسيتيه , و التى لم تكن قد ظهرت بعد فى عهد بولس .


    لقد أشرت سابقا الى أن رسائل بولس تنقسم الى الآتى :


    1- سبع رسائل غير مشكوك فى نسبتها الى بولس و هى :
    الرساله الى روميه , و الرساله الأولى و الثانيه الى كورنثوس , الرساله الى غلاطيه , الرساله الى فيلبى , و تسالونيكى الأولى , و الرساله الى فيلمون


    2- ثلاث رسائل أخرى تعرف باسم رسائل بولس الثانيه
    " deutro-pualine epistles"
    , أى أنها تأتى فى مرتبة ثانيه أو أقل من الأولى , و التى يظن أن بولس ربما لم يكتبها , و هى تسالونيكى الثانيه , و رسالة أفسس , و رسالة كولوسى .........ان الدارسين يتجادلون حول موثوقية هذه الرسائل , بناء على نوعية التراكيب اللغويه المستخدمه فى هذه الرسائل , و أسلوب الكتابه , و الاعتقادات اللاهوتيه التى توجد بهذه الرسائل ... الخ .


    و سأعطيكم مثالا ..... كنت قد حدثتكم قليلا عن رسالة كورنثوس الأولى , و محور هذه الرساله أن الناس لم يستحقوا بعد الانتفاع الكامل بالخلاص الذى قدمه يسوع , و لكن المشكله ان بعض الكورنثيين اعتقد انه يعيش نوعا ما من القيامه و أن قد انتفع بكل قوة الخلاص , و بالتالى فإن بولس قد كتب هذا الخطاب ليوضح لهم أن يسوع قد قام من الموت , و لكن المسيحيين لم تحدث لهم قيامة بعد , فهذا حدث مستقبلى , و أن هذه القيامه ستكون جسديه , فسوف يبعث الناس من موتهم و تصير أجسامهم غير فانيه كجسد المسيح .



    الآن اذا قرأنا رسالة افسس , و التى تنسب الى بولس , فأننا نجد أن الكاتب يدافع عن الفكره التى عارضها بولس فى رسالة كورنثوس الأولى , فكاتب رسالة أفسس يعتقد أن المسيحيين قد قاموا مع المسيح و يحكمون معه , و أن المسيحيين قد انتفعوا بكل قوة الخلاص .......بسبب هذا التعارض بين رسالة أفسس و ما ورد فى رسالة كورنثوس الأولى , فإن بعض الدارسين يعتقد أن بولس قد كتب رسالة كورنثوس الأولى و لكنه لم يكتب رسالة أفسس حسب اعتقادهم .


    3- الرسائل الرعويه , و هى الرساله الأولى و الثانيه الى تيموثاوس و رسالة تيطس

    من الواضح عند معظم الدارسين أن بولس لم يكتب هذه الرسائل , و من الواضح أن من كتبها الجيل الثانى أو الثالث اللاحق لبولس , لأنها تختلف عما كتبه بولس من نواحى متعدده .


    يزعم أن هذه الرسائل قد كتبها بولس الى اثنين من أتباعه و هما تيموثاوس و تيطس , و هما اللذان عينهما بولس كرؤساء للكنيسه فى مدينة أفسس و جزيرة قبرص , و هذه الرسائل تعطى نصائح رعويه عن كيفية معالجة مشكلة "التعليم الكاذب" فى المجتمعين المسيحيين اللذين رأسهما تيموثاوس و تيطس , و هى تعطى نصائح عن الصفات الواجب توافرها فى الرجل الذي سيعين قائدا فى الكنيسه , و أننى اقول لكم " الرجل" لأن المرأه لم يكن مسموحا لها أن تعين فى الكنيسه .



    اذا قرأت هذه الرسائل الرعوية قراءة سريعه فسيبدو لك أن بها ما يشبه أسلوب بولس , ان الكاتب يزعم أنه بولس , و القراءه السريعه تجعلك تشعر أن هذا أسلوب بولس , و لكن المشكله أن الشخص الذى سيزور خطابا و ينسبه الى بولس سيحاول بكل تأكيد أن يبدو هذا الخطاب المزور مشابها لأسلوب بولس فى الكتابه , و بالتالى فإذا كنت تقرأ خطابا تجد به أسلوب بولس فى الكتابه , فإن هذا ليس دليلا على أن بولس هو الكاتب أو غير ذلك , لأن بولس بالطبع سيكتب بأسلوبه , و لو كان كاتب آخر فإنه سيقلد أسلوب بولس .



    فى واقع الأمر , فإنه من الواضح أن بولس لم يكتب هذه الرسائل الرعويه , و الدليل على هذا عدة أشياء :

    أولها أن أسلوب الكتابه اذا كنت مجيدا لليونانيه يختلف عن أسلوب بولس , فهذه الرسائل بنظرة سطحيه تبدو مثل أسلوب بولس , و لكن بالتحليل العميق لأسلوب الكتابه اليونانى يظهر لك الاختلاف بين اسلوب بولس و أسلوب من زور هذه الرسائل , فالتراكيب اللغويه -على سبيل المثال- التى استخدمت فى هذه الرسائل لا توجد فى رسائل بولس الموثوق فى نسبتها اليه , فهناك عدد كبير من الكلمات ذكرت فى الرسائل الرعويه و لم يستخدمها بولس فى رسائله الأخرى .


    ثانيا : الهرطقات التى تتكلم عنها الرسائل الرعويه يبدو أنها قد ظهرت أصلا بعد زمن بولس .


    الثالث و الأهم : هو وضع الكنيسه و شكلها الذى ترسمه هذه الرسائل , غير متوافق مع شكل الكنيسه و صورتها فى عصر بولس , فهذه الرسائل الرعويه تتكلم عن قاده مسيحيين يريدون أن يسيروا الكنيسه بنظام , و لكن فى عصر بولس لم يكن هناك قادة للكنائس التى أسسها بولس , فقد كانت الكنائس فى عصر بولس تدار بواسطة شخصيات كاريزماتيه لا أكثر , فهناك من له موهبة التعليم , و هناك من له موهبة الشفاء , و هناك من له موهبة التكلم بألسنه و هكذا .....لقد كانت هناك مشاكل فى كنيسة كورنثوس , فقد كان هناك مسيحيون يقتادون بعصهم البعض الى المحاكم , و كان بعضهم يشرب الخمر ...الخ , فلماذا لم يكتب بولس الى قادة الكنيسه و يأمرهم أن يضبطوا الأحوال فى كنيستهم ؟؟؟!!!!! , الجواب ببساطه , أنه لم يكن ثمة قادة للكنيسه فى عصر بولس , فلم يكن هناك هيكل تنظيمى للكنيسه بحيث يكتب بولس الى القاده فى قمة هذا الهيكل التنطيمى و يأمرهم أن يسيطروا على من تحت سلطتهم .



    و لكننا نجد فى الرسائل الرعويه شكلا مختلفا لهيكل الكنيسه , فتجد أساقفه و شمامسه , أى قادة كنسيين مسئولين عن النظام فى الكنيسه , و هناك شروط معينه يجب أن تتوفر فى كل رتبه من هذه الرتب الكنسيه , و بالطبع فإن هذا يختلف جذريا عن شكل الكنيسه و تنظيمها فى عصر بولس .


    و لهذا فإن معظم الدارسين يؤمنون أن هذه الرسائل الرعويه لم يكتبها بولس , و أنها كتبت بواسطة مجاهيل انتحلوا اسم بولس لرسائلهم هذه , و هذا مهم جدا اذا أردنا أن نفهم هذه الرسائل لعدد من الأسباب , و دعونى أذكر لكم واحدا منها , فهناك فقرة مهمه جدا فى الرسائل الرعويه تتحدث عن دور المرأه فى الكنيسه , و كما سيظهر لكم فإنه لا دور لها على الاطلاق , بل أن المرأه لا ينبغى لها أن تتكلم اطلاقا بحسب ما ورد هذه الرسائل الرعويه , فنقرأ الرساله الأولى الى تيموثاوس , الاصحاح الثانى , و العدد الحادى عشر و ما يليه :




    الغرض من هذا أن تعلموا أن هذا ليس تعليم بولس , بل هو تعليم شخص لاحق لزمن بولس , فبولس قد علم بخلاف هذا كما نجد فى رسالته الى غلاطيه , فى الاصحاح الثالث , و العدد الثامن و العشرين , فنقرأ ما يلى :



    و كذلك فى رسالة بولس الأولى الى أهل كورنثوس , أن نساء كورنثوس يسمح لهن بالصلاه و التنبؤ فى الكنائس و رؤوسهن مغطاه .....اذن فالنساء يستطعن أن يتحدثن فى الكنائس بحسب تعاليم بولس هذه , و أيضا فإنك اذا قرأت رسالة بولس الى روميه سيتضح لك جليا أن عددا من النساء كانت لهن مكانة بارزه فى الكنائس التى أسسها بولس , فهناك من يعرفن بأنهن "شمامسه" , و منهن "مبشرات" , و منهن راعيات للكنائس , و هناك امرأه تدعى يونيا تعرف بأنها الأولى بين الرسل , و نجد هذا فى رسالة روميه فى الاصحاح السادس عشر و العدد السابع .


    اذن , ما نجده هو أن النساء كان لهن دور بارز فى الكنائس فى عصر بولس , و لكن الكتبه المجهولين الذى كتبوا الرسائل الرعويه ينادون بعدم وجود أى دور للمرأه فى الكنيسه .


    خلاصة ما قلناه :


    إن العهد الجديد يتضمن رسائل لبولس , بعضها موثوق فى نسبتها اليه , و رسائل أخرى كتبها مجهولون و نسبوها الى بولس , و هذا مهم للمؤرخين الذين يبحثون عما قاله بولس و علمه للناس , و عما استجد من تعاليم بعد عصر بولس .

  • #2
    جزاكم الله خيرا



    ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 2 أسابيع
    ردود 3
    109 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ابن الوليد
    بواسطة ابن الوليد
     
    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 19 مار, 2024, 03:12 م
    ردود 0
    44 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة زين الراكعين  
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 مار, 2024, 04:29 ص
    ردود 0
    7 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 17 مار, 2024, 07:28 م
    رد 1
    51 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة زين الراكعين  
    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 16 مار, 2024, 12:29 م
    ردود 0
    22 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة زين الراكعين  
    يعمل...
    X