قبل أن نبدأ تحليل إجابات الضيف عندنا ملاحظة صغيرة على مسألة اختلاف الترجمة لهذا النص تحديدا .
توجد فى علم النقد النصى قاعدة مهمة يتفق عليها علماء النقد النصى لتحديد القراءة الأفضل بين القراءات المتعددة للنص الواحد ومقتضاها أنَّ القراءة الأفضل هى القراءة التى تُفسر سبب ظهور باقى القراءات .. وهذه القاعدة تحديدا من أكثر القواعد تفضيلا لدى علماء النقد النصى .. وهى وإن كانت تتعلق أساسا باختلاف القراءات بين المخطوطات وهو ما يخرج عن محل الحوار إلا أننا نرى لها تطبيقا مُهما فى هذا الحوار .. فالسؤال البديهى الذى يثور عند مراجعة تعليقات الضيف هو .. ما سبب ظهور هذه الترجمة - الشاذة - للنص ؟ هل يُمكن تصور أن علماء النصرانية تعمدوا إدخال هذه اللغة البذيئة إلى كلام الربِّ ؟ .. هل يُمكن القول بأنَّ نص التناخ ( الأصل العبرى ) لم توجد به أصلا تلك اللغة البذيئة ولكن المُترجمين أقحموها على النص لسبب ما ؟ .. لقد اكتفى الزميل بإنكار الترجمة البذيئة للنص واختار الترجمة الأقل بذاءة .. هكذا بطريقة الواو والياى دون أن يُقدِّم أىَّ تفسير يُذكر لسبب وجود مثل هذه الترجمة فى عدد من نُسخ كتابه المقدس .. نُلاحظ هنا أن نفس اللغة البذيئة موجودة أيضا فى ترجمات عديدة أخرى بخلاف تلك التى أحضرناها للضيف فما السبب فى كل ذلك ؟ .
أيضا تجاهل الضيف التعبير البذئ الآخر فى نهاية النص ( لخزيك وخزى عورة أمك ) أو ( لخزيك وعار أمك ) أو ( لخزى أمك ) .. تلك العبارات التى تقطع فى الدلالة على مقصود شاول من الكلام الذى وجهه ليوناثان من جهة .. وتقطع أيضا بوضوح اللغة البذيئة فى هذا النص تحديدا وعدم غرابتها فيه .. أعنى ليس النص بالغ الاحترام أساسا لكى نستبعد عنه هذه الإباحية اللفظية فى حكاية سباب شاول لابنه .
إذا فالتفسير الأقرب للتصور - من وجهة نظرنا - هو أنَّ ترجمة الملك جيمس ومثلها الفاندايك تعمدتا تخفيف حدة اللفظ العبرى بعبارات لا تعبر بصورة كاملة عن عبارات الأصل العبرى للنص .. لا سيَّما وأنَّ هذا الأمر كثير الحدوث فى ترجمات العهد القديم الذى اشتمل على عبارات من أشد العبارات التى عرفها البشر بذاءة وإباحية أعنى ليست عبارة ( لحمهم كلحم الحمير ) المُحرَّفة عن أصلها هى المثال الوحيد فى هذا الباب فالأمثلة فيه متعددة ولا يخفى أمرها على باحث مبتدئ ناهيكم عن نصرانى مُخضرم .. ولولا الرغبة فى الحفاظ على نظافة هذه الساحة قدر الإمكان لأتحفنا الضيف بسيل من عبارات كتابه المقدس االتى وصلت فى بعض الأماكن إلى حد وصف علماءه لها بأنها تحتوى على كل وساخة الزنا وفحشاء الإنسان .
مرة أخرى .. نرى أن ترجمة الفاندايك والملك جيمس قد راعتا الشعور النصرانى بتخفيف حدة اللفظ المستخدم فى هذا النص عن طريق اختيار لفظ مقابله لا يُعبر بصورة كاملة عن مغزى الأصل العبرى المستخدم .. وبهذا تكون الترجمة المقبولة للنص هى الترجمة الأشد بذاءة لأنها التى تعطى تفسيرا مقبولا ومنطقيا لمسألة اختلاف الترجمات فى هذا النص .
ملحوظة : قد يعجب المتابعون من استدلالنا بهذه القاعدة لتحديد الترجمة الأكثر قبولا على ما يبدو فيها من قدرة استدلالية محدودة .. ولكن يزول هذا العجب إذا أدركنا أن هذه القاعدة تتحكم وحدها فى قبول أو رفض العديد من نصوص الكتاب المقدس وتستخدم للمقارنة بين النصوص القديمة فى نسخ المخطوطات .. فإذا كان النصارى يقبلون ويرفضون الكلام الإلهى بناءا على هذه القاعدة ومثيلاتها ويُعملونها فى "نُسَـــــخ" مخطوطات كتابهم المقدس فما علينا نحن أن نُعملها فى "ترجمــــاته" !
يُتبع بإذن الله ........
توجد فى علم النقد النصى قاعدة مهمة يتفق عليها علماء النقد النصى لتحديد القراءة الأفضل بين القراءات المتعددة للنص الواحد ومقتضاها أنَّ القراءة الأفضل هى القراءة التى تُفسر سبب ظهور باقى القراءات .. وهذه القاعدة تحديدا من أكثر القواعد تفضيلا لدى علماء النقد النصى .. وهى وإن كانت تتعلق أساسا باختلاف القراءات بين المخطوطات وهو ما يخرج عن محل الحوار إلا أننا نرى لها تطبيقا مُهما فى هذا الحوار .. فالسؤال البديهى الذى يثور عند مراجعة تعليقات الضيف هو .. ما سبب ظهور هذه الترجمة - الشاذة - للنص ؟ هل يُمكن تصور أن علماء النصرانية تعمدوا إدخال هذه اللغة البذيئة إلى كلام الربِّ ؟ .. هل يُمكن القول بأنَّ نص التناخ ( الأصل العبرى ) لم توجد به أصلا تلك اللغة البذيئة ولكن المُترجمين أقحموها على النص لسبب ما ؟ .. لقد اكتفى الزميل بإنكار الترجمة البذيئة للنص واختار الترجمة الأقل بذاءة .. هكذا بطريقة الواو والياى دون أن يُقدِّم أىَّ تفسير يُذكر لسبب وجود مثل هذه الترجمة فى عدد من نُسخ كتابه المقدس .. نُلاحظ هنا أن نفس اللغة البذيئة موجودة أيضا فى ترجمات عديدة أخرى بخلاف تلك التى أحضرناها للضيف فما السبب فى كل ذلك ؟ .
أيضا تجاهل الضيف التعبير البذئ الآخر فى نهاية النص ( لخزيك وخزى عورة أمك ) أو ( لخزيك وعار أمك ) أو ( لخزى أمك ) .. تلك العبارات التى تقطع فى الدلالة على مقصود شاول من الكلام الذى وجهه ليوناثان من جهة .. وتقطع أيضا بوضوح اللغة البذيئة فى هذا النص تحديدا وعدم غرابتها فيه .. أعنى ليس النص بالغ الاحترام أساسا لكى نستبعد عنه هذه الإباحية اللفظية فى حكاية سباب شاول لابنه .
إذا فالتفسير الأقرب للتصور - من وجهة نظرنا - هو أنَّ ترجمة الملك جيمس ومثلها الفاندايك تعمدتا تخفيف حدة اللفظ العبرى بعبارات لا تعبر بصورة كاملة عن عبارات الأصل العبرى للنص .. لا سيَّما وأنَّ هذا الأمر كثير الحدوث فى ترجمات العهد القديم الذى اشتمل على عبارات من أشد العبارات التى عرفها البشر بذاءة وإباحية أعنى ليست عبارة ( لحمهم كلحم الحمير ) المُحرَّفة عن أصلها هى المثال الوحيد فى هذا الباب فالأمثلة فيه متعددة ولا يخفى أمرها على باحث مبتدئ ناهيكم عن نصرانى مُخضرم .. ولولا الرغبة فى الحفاظ على نظافة هذه الساحة قدر الإمكان لأتحفنا الضيف بسيل من عبارات كتابه المقدس االتى وصلت فى بعض الأماكن إلى حد وصف علماءه لها بأنها تحتوى على كل وساخة الزنا وفحشاء الإنسان .
مرة أخرى .. نرى أن ترجمة الفاندايك والملك جيمس قد راعتا الشعور النصرانى بتخفيف حدة اللفظ المستخدم فى هذا النص عن طريق اختيار لفظ مقابله لا يُعبر بصورة كاملة عن مغزى الأصل العبرى المستخدم .. وبهذا تكون الترجمة المقبولة للنص هى الترجمة الأشد بذاءة لأنها التى تعطى تفسيرا مقبولا ومنطقيا لمسألة اختلاف الترجمات فى هذا النص .
ملحوظة : قد يعجب المتابعون من استدلالنا بهذه القاعدة لتحديد الترجمة الأكثر قبولا على ما يبدو فيها من قدرة استدلالية محدودة .. ولكن يزول هذا العجب إذا أدركنا أن هذه القاعدة تتحكم وحدها فى قبول أو رفض العديد من نصوص الكتاب المقدس وتستخدم للمقارنة بين النصوص القديمة فى نسخ المخطوطات .. فإذا كان النصارى يقبلون ويرفضون الكلام الإلهى بناءا على هذه القاعدة ومثيلاتها ويُعملونها فى "نُسَـــــخ" مخطوطات كتابهم المقدس فما علينا نحن أن نُعملها فى "ترجمــــاته" !
يُتبع بإذن الله ........
تعليق