(من الحياة ) أبناء أحلام ...وعائله جاسر قصه حقيقه

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أم رودي مسلمه اكتشف المزيد حول أم رودي
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    الفصل الثانى عشر


    أنهى يوسف بعض أعماله ونظر الى ساعتة فوجد الوقت وقد قارب على الظهيرة ...تناول هاتفه وأتصل بأخته فرحه وطلب منها أن تحادث مريم وتسألها على ميعاد أنتهاء محاضراتها فى الكليه دون أن تخبرها ان يوسف هو من يسأل عنها ..أغلق الخط وأنتظر حوالى عشرة دقائق ثم عاود الاتصال بأخته مرة أخرى

    :أيوه يا فرحه ها قالتلك أيه
    :قالتلى هتخلص على الساعه 3 كده
    :ماشى يا فرحه متشكر اوى
    :يوسف ...ممكن أسألك سؤال
    :لا طبعا مش ممكن هو انا فاضيلك
    :متشكرة اوى ياخويا يا حبيبى انك وافقت ..قولى بقى انت عاوز تعرف معاد خروجها ليه ومش عاوزها تعرف ان انت اللى بتسأل ليه؟
    :كده سؤالين يا فرحه مش سؤال واحد
    :مش انت وافقت على تلت أسئلة
    :طب انا هجاوبك قبل ما يبقوا أربعه
    بصى يا ستى بنت عمك زعلت شويه بسبب هزارى الخفيف اللى انتى مجرباه وطلعت عيله وسابت الشغل ومشيت وانتى عارفه ابوكى بقى واللى عمله فيا

    :امممممممم...وانا اقول مريم مشيت من البيت ليه اتاريك انت اللى طفشتها
    :والله منا عارف يا فرحه عموما ابوكى صمم انى اكلمها واخاليها ترجع الشغل علشان كده عاوز اقابلها على باب الكليه واكلمها وخصوصا انها مقالتش لاخواتها على حاجه

    :والله بت جدعه
    :جدعه.....مش كفايه قالت لابوكى ومسكنى ادهملى فى عظمى...يلا بقى خلينى اخلص اللى ورايا علشان الحق أنزل
    فرحه:يعنى انا اللى فاضيه كويس اصلا انك لحقتنى قبل ما أقفل التليفون و ادخل المحاضرة


    """"""""""""""""""""""""""""""""""""""


    كانت مريم تقف بجوار سلمى فى أمام بوابة الكليه وهى ترى الاخيرة تنظر الى ساعتها ما بين الحين والاخر فقالت باهتمام:ايه يا سلمى انتى وراكى معاد ولا ايه
    ضحكت سلمى فى خبث وقالت:ومش اى معاد يا مريم

    مريم :مين المره دى
    اصطنعت سلمى الدهشه وقالت:معقوله متعرفيش ....ايه هو مش باين عليه الغرام ولا ايه
    اومال لو مكنتوش ساكنين فى بيت واحد وبتشتغلوا مع بعض

    تسمرت مريم مكانها وقالت بذهول:تقصدى مين...يوسف
    أطلقت سلمى ضحكه عابثه وقالت:ومالك اتخضيتى كده ليه ...استنى دلوقتى هتعرفيه زمانه جاى
    ثم أشارت الى ثلاث شباب مقبلين عليهما ونادتهم تقدم الشباب منهما بشغف وقال احدهم:ازيك يا مريم بقالك كتير مبتجيش كنتى تعبانه ولا ايه
    :لا ابدا مشغوله بس شويه
    :قال آخر:مالك يا مريم مضايقه ولا ايه
    :لا مفيش حاجه كويسه
    قال ثالثهم موجها حديثه الى سلمى:ايه يا قمر ماشيه بسرعه ليه كده النهارده
    سلمى :اصلى عندى معاد مهم
    قال:انا عارف مواعيدك يا سلمى وطبعا مريم رايحه معاكى ما انتوا مبتفارقوش بعض ابدا
    قالت مريم :قصدك ايه يعنى

    :ابدا يا ستى وانا مالى الله يسهلوا ثم غمز لصديقه فضحكا وضحكت معهم سلمى وهى تضرب احدهم بخفه على كتفه حتى جاء من خفها وقال:يا صباح الفرفشه ايه الضحك اللى جايب لاخر الدنيا ده

    استدارت له وقالت بميوعه:وليد أتأخرت كده ليه زعلانه منك
    صافحها بحرارة وهو يقول:مقدرش اتأخر على القمر ابدا معادى مظبوط 3 بالثانيه
    ثم نظر الى مريم وصافحها بابتسامه قائلا:وحشانا يا مريم ازيك عامله ايه

    لانت ملامحها كثيرا فهى كانت تظن ان الاتى لسلمى هو يوسف فتنهدت فى راحه وقالت:الحمد لله تمام ..ايه بقى رايحين فين
    :ولا حاجه هنتمشى شويه تحبى تيجى معانا
    مريم :لا شكرا انا هروح على طول علشان ايمان زمانها راجعه من شغلها
    سلمى:طب عن اذنك بقى يا مريومه ..سلام يا حبيبتى

    غادرت سلمى مع وليد واستقلت معه سيارته وانطلقا التفتت مريم فوجدت زملائها الثلاثه مالزالوا وافقين يتابعون ما يحدث فقال احدهم:أخص عليه الخاين كده ميجيبش صاحبه معاه

    مريم بعدم فهم:صاحبه مين هو انت تعرفه
    قال:لا معرفوش ..بقولك ايه ماتيجى معانا مادام خروجتك باظت كده
    مريم :اجى فين هو ده وقت كافتريات

    ضحك هو وصديقيه وقال: معقوله كل السنين دى مصاحبه سلمى ولسه أخرك الكافتريا
    مريم :مش فاهمه حاجه ..انا مصدعه مش نقصاكوا يالا سلام

    كان هناك من يراقب ما يحدث فى ضيق وهو يرى مريم تقف بصحبة سلمى وثلاثه من الشباب ثم تنصرف سلمى مع وليد وتظل مريم تتحدث معهم وهم يضحكون وينظرون اليها بطريقه لا يفهمها الا الرجال ..اذا فهو لم يظلمها عندما شاهدها فى المره الاولى هى اذن معتاده على الوقوف معهم وتتباسط معهم فى الحديث وهى ايضا تعلم ان هناك علاقة ما بين سلمى ووليد وتوافق على تصرفات صديقتها المقربه
    شعر بغضب شديد تجاهها وركب سيارته وغادر المكان ...

    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """

    أما هناك وأمام مدرسة البنات كانت ايمان تخرج من بوابة المدرسه بصحبة صديقاتها وماهى الا خطوات قليله حتى تفاجأة بعبد الرحمن يقف امام باب المدرسه مستندا الى سيارته ينتظرها

    وقفت للحظه ثم صرفت نظرها عنه فى ضيق وهمت ان تذهب ولكنه خطى نحوها خطوات سريعه ووقف امامها قائلا:ممكن كلمه يا ايمان
    نظرت له صديقاتها وقالت احداهن:مين حضرتك وازاى تقف قدامنا كده

    ارتبكت ايمان وقالت لهن: ده ابن عمى
    تبادلت الصديقات نظرات مبتسمه وقالت احداهن :طيب يا ايمان هنمشى احنا بقى
    أستوقفتهن ايمان وقالت:لا متمشوش استنوا ..

    عبد الرحمن بحرج :ممكن دقيقه واحده بس يا ايمان وبعدين ابقى امشى براحتك مع اصحابك ...ثم تابع برجاء...من فضلك
    قالت صديقتها:طيب يا ايمان هنعدى السكه وهنستناكى هناك علشان نركب مع بعض

    أومأت لها ايمان موافقة لها فى أحراج
    أبتسم عبد الرحمن وقال:واضح انك بتعرفى تختارى اصحابك كويس يا ايمان ماشاء الله كلهم تقريبا شبهك فى اللبس وباين عليهم بنات محترمه ..زيك برضه
    قالت بأقتضاب:شكرا ..... خير حضرتك جاى هنا ليه

    عبد الرحمن بارتباك :انا والله حاولت أجيب فرحه معايا بس اتفلقت اتصالات عليها وتليفونها مقفول ...
    :برضه حضرتك مقولتش جاى ليه

    أبتلع ريقه فى صعوبه وقال:بصى يا ايمان بدون مقدمات كده .....أنا آسف
    نظرت له فى صمت فأكمل :والله ما انتى المقصوده ..غصب عنى كنت غضبان اوى ومشوفتش قدامى..... جات فيكى يا بنت عمى ..سامحينى
    قالت دون ان تنظر اليه:لا انت مش غلطان انت معاك حق دى خصوصياتك وده بيتك وانت حر فيه وانا وضعى كضيفه المفروض مكنتش ادخل فى اللى ماليش فيه

    قال بأسف:لا يا ايمان انتى مش ضيفه ده بيتك قبل ما يبقى بيتى ....يعنى انا لما ازعلك تقوليلى امشى اطلع بره مش عاوزه اشوفك هنا تانى.... مش تاخدى هدومك وتمشى ..كده ينفع؟

    ايمان:لو سمحت سبنى امشى اصحابى وافقين لوحدهم فى الشارع وكده مينفعش ..واصلا واقفتنا دى غلط
    :مش هسيبك تمشى غير لما تسامحينى..سامحينى بقى ده المسامح كريم أو مهند على حسب

    نظرت له بتسائل فقال بسرعه متخديش فى بالك ..ها قوليلى بقى ...هترجعى البيت امتى
    :يومين كده اريح اعصابى من اللى حصل
    :بسيطه اليومين عدوا خلاص
    :لا يومين كمان كده
    قال مداعبا :لا مينفعش انتى قلتى يومين وخلصوا خلاص.... وبعدين يرضيكى يعنى ...ماما طول النهار مش مركزه فى شغل البيت وعماله تقول ايمان ايمان ايمان ....تيجى تطبخ الملوخيه تطلع باميه ..يرضيكى ابويا يطلق امى ونتشرد بسببك انا ويوسف وفرحه وانتى عارفه فرحه تنفع تبقى متشرده اساسا
    قاطعته ايمان:خلاص خلاص ...كل ده

    قال بجديه :وأكتر والله....البيت وحش اوى من غيرك
    صمتت قليلا وترددت هل تقبل ام ترفض ثم وجدت نفسها تقول:مش قلت دقيقه ..والدقيقه بتاعتك خلصت عن اذنك

    فوقف امامها مره اخرى وأخرج جنيه معدن من جيبه وقدمه لها وقال :طب ممكن تدينى مده تانيه...اصل الخط تقريبا وانا فى نص المكالمه
    حاولت ان تخفى ابتسامتها وهى تقول بجديه:لو سمحت يا عبد الرحمن مينفعش كده سبنى امشى بقى

    :خلاص هاجى بالليل تكونوا جهزتوا نفسكوا علشان اجى اخدكوا
    :لا مش هينفع النهارده

    :طب امتى حضرتك؟
    :مش عارفه قلتلك يومين كده
    :يعنى خلاص مش زعلانه مني...صافى يا لبن
    أحمرت وجنتاها وهى تذهب من امامه قائله:خلاص

    نظر لها وهى تعبر الطريق وتلحق بصديقاتها فقال بابتسامه وهو يركب سيارته:بتكسف أوى

    جلست ايمان بجوار صديقتها فى سيارة الاجره فمالت عليها قائلة بخفوت:بقى الواد القمر ده ابن عمك حسين ..انا لو منك مخرجش من البيت خااااااااالص

    نظرت لها ايمان وقالت بصوت هامس:الراجل لسه بيقول عليكى شكلك محترم ..مغشوش يعينى
    وضعت صديقتها كفها على فمها لتكتم ضحكتها

    """"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

    جلست فاطمة الى زوجها وهو يقرأ الجريده وتسائلت فى فضول:متعرفش يا ابراهيم الواد عبد الرحمن فسخ خطوبته ليه
    نظر لها الحاج ابراهيم فى دهشه وقال:لحقتى تعرفى يا فاطمة
    قالت بثقه :طبعا ما انت عارف عفاف مبتخبيش عليها حاجه

    ابتسم فى سخريه قائلا:ولما هى مبتخبيش عنك حاجه جايه تسألينى ليه
    قالت فى عتاب:كده برضه يا ابو وليد بتتريق عليا وانا اللى قلت انك انت اللى هتقولى المفيد

    زفر فى ضيق وقال:عاوزه ايه يا فاطمه هاتى من الاخر
    :عاوزه اعرف ساب البت هند ليه..أكيد اخوك حكالك
    :معرفش يا فاطمه ...كل اللى حسين قاله أنهم مش متفقين ..وعبد الرحمن كمان قال نفس الكلام

    و عاد يكمل قرائته مره اخرى وهو يقول فى نفسه ...ده أنتى لو اخر واحده فى الدنيا مش ممكن اقولك ابدا
    همت ان تقوم ولكنها جلست مره اخرى ووضعت يدها على الجريدة لتمنعه من القراءة وقالت:بقولك ايه يا ابو وليد المثل بيقول أخطب لبنتك ومتخطبش لابنك وانت واخوك روحكوا فى بعض واكيد مش هيرفضلك طلب

    التفت اليها بدهشه قائلا:قصدك ايه يا فاطمه شكلك اتجننتى على المسا
    :ليه بس ياخويا هما لو لفوا البلد هيلاقوا احلى من بنتى وفاء
    :أشار لها محذرا وقال بانفعال:شوفى يا فاطمه يلفوا ميلفوش هما حرين لو عاوزين بنتك هما اللى يطلبوها مش انا اللى اروح اعرضها عليهم واياكى تفتحى الموضوع ده تانى ولا تلمحى ليه حتى ....فاهمانى

    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""

    مضى اليومان بشكل معتاد الا انه لم تنقطع العلاقات الطيبه بين ايهاب وعبد الرحمن ويوسف وبين فرحه و وايمان ومريم وكانت وفاء تطمئن عليهما بين الحين والاخر

    وفى مساء اليوم الثانى كانت ايمان تضع الطعام على المائده أصدر هاتفها صوتا معلنا عن رسالة جديده ..فتحتها فوجدتها رسالة من عبد الرحمن كتب فيها(اليومين خلصوا أكتر من كده هضطر آجى بنفسى ..تعبنا من كتر أكل الباميه)ابتسمت وأتممت وضع الطعام ونادت على مريم لتأكل معهم وأثناء قيام ايهاب بتناول طعامه قال:مش خلصتى امتحاناتك يا ايمان عمامك كل شويه يكلمونى

    أستدارت له ايمان وقالت بجديه:هما بجد عاوزنا نرجع يا ايهاب ولا بيجاملونا بس
    أشار لها بالنفى وقال:لا يا ايمان والله كلهم بيتصلوا بجد كل شويه يسألوا ده حتى عبد الرحمن لسه مكلمنى قبل ما اجى وقالى اجى اخدكوا دلوقتى وكان مصمم اوى ...قلتله استنى لما اشوف البنات خلصوا اللى وراهم ولا لاء

    صمتت ايمان وفى داخلها تشعر بسعاده لتصميم عبد الرحمن على عودتهم قطعت صمتها مريم وهى تسألها:ها يا ايمان مردتيش يعنى
    ابتسمت وقالت :خلاص ماشى نرجع بكره بعد ما ايهاب يرجع من شغله

    دخلت مريم غرفتها لترد على هاتفها المحمول أغلقت باب الغرفه خلفها وهى تتحدث الى والدتها ...كانت مريم تجيبها بفتور وعدم حماس كعادتها شعرت والدتها انها ليست على طبيعتها فسألتها مباشرة:مالك يا مريم بتكلمينى كده كأنك مضايقه انى بكلمك

    :لا يا ماما مفيش حاجه والله بس مرهقه شويه
    :طب مش هتقوليلى سبتى الشغل ليه
    :يا ماما المحاضرات ..مينفعش اغيب اكتر من كده ده احنا خلاص على ابواب امتحانات
    قالت احلام بعصبيه:يابنتى امتحانات ايه وزفت ايه اللى انتى بتعمليه اهم من مليون شهاده وكليه ويا ستى لما تبقى تتجوزيه ابقى ارجعى كملى دراستك تانى

    :يا ماما من فضلك كفايه بقى الموضوع ده بقى يتعبلى اعصابى.. مين ده اللى يتجوزنى ده حتى مش طايق يشوف وشى
    :ماهو علشان انتى مبتنفذيش اللى بقولك عليه بتتصرفى من دماغك...
    :مش عاوزه انفذ حاجه ارجوكى يا ماما كفايه

    صاحت أحلام بشدة:انتى اتجننتى يا بت ولا ايه مش عاوزه ترجعى حقك وحق اخواتك
    انهارت مريم فى البكاء وهى تهتف بوالدتها :مش عاوزه حاجه نفسيتى تعبانه يا ماما ارجوكى كفايه قطعت الاتصال وجلست على فراشها وهى تبكى بشدة

    دخلت ايمان فوجدتها فى هذه الحاله من البكاء المتواصل هرولت اليها فى جزع قائله:مالك يا مريم فيكى ايه ..كنتى بتكلمى مين
    ارتمت فى حضن اختها فى انهيار شديد وظلت تبكى وهى تقص عليها مادار بينها وبين امها وماذا كانت تريد منها فعله ..أتسعت عينيها فى ذهول وهى تقول:معقوله يا مريم ..معقوله ماما تطلب منك كده ..وتابعت فى صدمه:معقوله ؟ معقوله أم ترمى بنتها فى النار بأديها بقى بدل ما تقولك خدى بالك من نفسك واتعاملى مع الرجاله بحدود تقوم تقولك علقيه بيكى وخاليه يتجوزك
    طب ازاى..ازاى

    حاولت مريم ان تخفف من بكائها وهى تقول:هى فاكره ان مفيش غير الطريقه دى علشان نرجع بيها حقنا من عمامنا
    ايمان:حق ايه ..ده احنا لسه مش متأكدين من كلام ماما ...مش متأكدين لينا حق ولا لا
    وحتى لو لينا حق مش دى الطريقه اللى نرجعه بيها ده ميرضيش ربنا يا مريم

    جلست ايمان ووضعت رأسها بين كفيها وقد اغمضت عينيها :مش قادره اصدق اللى بسمعه انتى يا مريم تعملى كده وتخبى عليه كل ده
    قالت مريم بسرعه وهى تمسك بكفى اختها:لا يا ايمان انا معملتش حاجه انا اه صحيح حاولت فى الاول بس بعد كده لما اتعاملت مع عمى حسين وولاده ومراته بصراحه حبيتهم ونسيت اللى ماما طلبته مني كله وبقيت اتعامل عادى والدليل على كده انى سبت الشغل مع يوسف

    :انا كمان يا مريم حبيت عمامى اوى ومش عارفه الحقيقه فين دماغى هتنفجر
    :يعنى ايه هنفضل كده مش عارفين حاجه والحقيقه ضايعه ما بينهم
    :لا يا مريم الحقيقة هتبان ومفيش غير طريق واحد بس
    :ايه هو
    قالت ايمان فى تصميم:مفيش غير المواجهه ...لما نرجع لازم اقعد مع عمى حسين وأواجهه واعرف الحقيقه بالظبط مفيش حل غير كده



    """"""""""""""""""""""""""""""""""""

    فى التالى عاد ايهاب من عمله مساءا دخل الشقه فوجد ايمان تتابع برنامج على قناةالرحمة ..ومريم تلعب على الحاسوب بلا مبالاه فهتف فيهما:يا حلاوتكم واحده بتتفرج على التلفزيون والتانيه بتلعب على الكمبيوتر ومفيش حاجه أتلمت ..أنتوا مش ناويين تمشوا ولا ايه
    قالت ايمان دون ان تلتفت:أحضرلك الأكل
    وقالت مريم:خلاص بقى خاليها بكره

    عقد ايهاب ذراعيه أمام صدره وهو ينظر اليهما بتعجب:مالكم فى ايه مش متحمسين ولا مكسلين ولا ايه بالظبط
    قالت ايمان وهى تقلب فى القنوات :خلاص يا ايهاب خاليها يوم الجمعه

    ايهاب:واللى جايين فى السكه دول اقولهم ايه روحوا وتعالوا يوم الجمعه
    أستدارت ايمان بانتباه فى حين قالت مريم:مين اللى جايين

    ايهاب:عبد الرحمن ويوسف فلقونى اتصالات من الصبح ومسبونيش الا لما وافقت يجوا ياخدونا بعربياتهم دلوقتى.... ده على اساس ان حضارتكم جهزتوا الشنط

    ووقف امام التلفاز وقال لايمان وهو يغلقه :يالا بقى قوموا البسوا وأجهزوا زمانهم على وصول

    أطفأت مريم الحاسوب ونهضت وهى تنظر الى مريم تبادلت معها ايمان نظرات القلق والحيرة .....نعم مشاعرهم متضاربه فهم مقدمون على مواجهة الماضى بكل آلامه وأحزانه وتاريخه الذى لا يعلمون عنه الا كلمات امهم التى كانت تحاول بكل جهدها ان تجمل صورتها وتقبح صورة أعمامها بكل الطرق الممكنه

    أرتدت ايمان ملابسها وشرعت فى تجهيز حقيبتها وكادت أن تنتهى لولا ان سمعت طرقات على باب المنزل فقالت لها مريم افتحى أنتى يا ايمان لو سمحتى انا لسه ملبستش

    ذهبت ايمان وفتحت الباب فوجدته أمامها بابتسامته العذبه
    أقترب من الباب وأستند الى حافته المفتوحه وهو واضع يديه فى جيبه وقال:كده ينفع ...فى يوم زياده

    كادت ان تبتسم ولكنها رأت يوسف يضربه على كتفه من الخلف ويهتف به:مالك سادد الباب كده ليه زى الحيطه ..عدينى
    التفت له عبد الرحمن وبادله الهتاف قائلا:لما انا حيطه اومال انت تبقى ايه
    قال يوسف:انا الحيطه اللى قدامها..خلاص وسعلى بقى

    جاء ايهاب فور سماعه أصواتهم وقال بابتسامه كبيرة:مفيش فايده عمركوا ما هتكبروا ابدا
    وضع عبد الرحمن يده على كتف ايهاب وقال:احنا بنكبر خمس ايام فى الاسبوع ...النهارده أجازه

    كانت ايمان قد تراجعت للخلف وهى تنظر لمزاحهم وقد ترددت الف مره عن ذى قبل ..خافت اكثر من المواجهه
    كانت تتمنى ان تبقى هذه العلاقات الطيبه للأبد ولا يعكرها ماضى ربما يكون مؤلم لهم جميعا
    ولكن ما باليد حيله
    اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

    تعليق


    • #32
      الفصل الثالث عشر

      كانت فرحه تقف مع والدتها فى شرفة غرفتها المطله على الحديقه فى أنتظار ايهاب فلقد مضت عليها الايام السابقه كئيبه ويكفى انها كانت خالية من وجود ايهاب معها فى نفس المكان

      لمعت عيناها بفرحه حقيقية وهى ترى ضوء سيارتا عبد الرحمن ويوسف يقترب من بوابة الحديقه الخارجيه أشارت الى البوابة بسعاده وهى تمسك بكف والدتها وتقول:جم يا ماما جم

      وقفت ام عبد الرحمن فى بهجه وارتسمت علامات السعاده على وجهها وقالت لفرحه يالا ندخل نقول لابوكى
      دخلت عفاف الى زوجها وقالت :وصلوا يا حسين انا هروح افتح الباب
      ابتسم فى سعاده وقال:اومال فرحه فين مش كانت معاكى
      عفاف:بتلبس الحجاب وجايه

      وقف عبد الرحمن امام المصعد وقال:يالا اطلعوا انتوا بقى بالشنط وانا ويويسف هناخدها سلالم
      ايهاب:لا انا هطلع معاكوا...ثم اشار الى مريم وايمان وقال:اطلعوا انتوا يابنات بالشنط فى الاسانسير

      القت مريم نظرة على يوسف فوجدته ينظر اليها بعتاب ..لا تعلم سر هذه النظرة المتواصله منذ ان خرجت من غرفتها وهى تحمل حقيبتها والقت عليه السلام هو واخوه وهو ينظر لها بعتاب دائما هل بسبب انها تركت العمل لديه ام غير ذلك لا تعلم
      أستيقظت من شرودها على صوت ايهاب وهو يكلمها :مالك يا مريم واقفه كده ليه
      مريم بانتباه:نعم ..لا مفيش حاجه انا داخله اهو

      وكادت ان تدخل المصعد ولكنها اصطدمت بايمان التى خرجت منه مره اخرى فى سرعه وقالت ل يوسف بلهفه:معلش يا يوسف ممكن تدينى مفتاح عربيتك
      نظر لها بتسائل فى حين قال ايهاب:ليه يا ايمان نسيتى حاجه
      أومأت برأسها قائله: معلش نسيت حاجه مهمه ومينفعش اسيبها للصبح
      قال يوسف بمزاح :اكيد حلة محشى صح

      ضحك عبد الرحمن قائلا:يابنى انت مبتفكرش غير فى الاكل ..هات مفاتيح عربيتك يالا
      وأخذ مفاتيح سيارة يوسف وقال أطلعوا انتوا وانا هروح اجيبها واجى بسرعه ووجه حديث لايمان قائلا:ها نسيتى ايه وفين
      طأطأت رأسها بخجل وقالت:مج لونه ابيض فيه وردة بيضا على تابلوه العربيه
      تذكر ايهاب وقال:اه صحيح نسيت اخدها فى ايدى وانا نازل معلش يا ايمان

      ابتسم يوسف وقال مداعبا ايهاب: ايه ده الورده طلعت بتاعة اختك وانا اللى كنت فاكر انك جايبهالى علشان تعبرلى بيها عن اعجباك بسواقتى
      ضحك كل من يوسف وايهاب فى حين نظر لها عبد الرحمن بخجل وقد تذكر ما فعله من حماقهة معها من اجل انقاها تلك الزهره وذهب الى الجراج الخاص فى صمت فى حين صعد الجميع الى شقة الحاج حسين الذى ما ان وقعت عينيه عليهم حتى ابتسم بترحاب وضمت عفاف مريم وايمان ورحبت بايهاب كثيرا أجتمعت الاسرة فى غرفة المعيشة وأقبلت فرحه متشوقه بملامح خجله نظرت ل ايهاب بخجل والقت عليه التحيه واحتضنت كل من ايمان ومريم بشوف

      وما ان اخذ الجميع اماكنهم حتى دخل عبد الرحمن وفى يده الكوب الذى يحوى الزهره وقدمه لايمان قائلا بنرة اعتذار:اتفضلى ..والله خدتى بالى منها جدا وانا جايبها

      رفع نظرة فوجد والدته ووالده ينظران اليه بتسائل وعلى وجوههم ابتسامه :فقال شارحا:دى ايمان نسيتها فى عربية يوسف
      وقفت فرحه بفضول وقالت:ايه ده معقول الورده دى فى زيها دى شبه اللى عندنا تحت اوى
      وضع عبد الرحمن كفه على وجهها ودفعها لتجلس مره اخرى على مقعدها ثم يلتلفت الى الجميع وهو يقول بضحكه بلهاء:ههههههه منورين يا جماعه والله

      نهضت عفاف وقالت:يالا يا جماعه العشا جاهز
      وقفت مريم وقالت بحزن: معلش يا طمط اعفينى انا..انا هطلع اريح شويه اصلى تعبانه شويه
      اقتربت منها عفاف بلهفه قائله:مالك يا مريم حاسه بأيه
      :ابدا مش تعبت يعنى ..انا بس مرهقه وعاوزه انام

      القت ايمان نظره الى عمها ثم قالت وانا كمان هلع اريح شويه
      وقف الحاج حسين اخيرا وقال بلهجه آمره مفيش نوم قبل العشا يالا على السفره


      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""

      خطت ايمان بخطوات بطيئه تنظر الى مبنى الشركة الضخم أنه يفوق ما كنت تتصور أوقفها الامن على البوابه ثم سمحوا لها بالدخول فور رؤيتهم لبطاقة هويتها الشخصية ظلت تنظر حولها فى انبهار اثناء اتجاهها فى الطريق الذى يشير اليه موظف الاستقبال الذى يصاحبها فيه حتى وصلت لى مكتب السكرتاريه الخاصه بعمها كانت تتوقع ان تنتظر رهه ليسمحوا لها بالدخول ولكنها تفاجأت بتواجد عمها شخصيا فى استقبالها اامام باب مكتبه الخاص وعلى وجهه ابتسامه كبيرو مرحبة بها وقال:نورتى الشركة يا ايمان طب مش كنتى تقولى انك جايه كنت بعتلك العربيه
      جلست على استحياء مقابلة له قائله:معلش يا عمى محبتش اتعبك

      نظر لها الحاج حسين بعتاب قائلا:تتعبينى ايه بس انتى مش هتبطلى الحساسيه الزايده دى
      ثم اردف :ها تحبى تشربى ايه
      :شكرا يا عمى انا مش هطول
      :لا مينفعش لازم تشربى...ثم اجرى اتصالا وأمر لها بكأس عصير طازج ثم اجرى اتصالا آخر بأخيه ابراهيم وتحدث معه فى بهجه واضحه:مش هتصدق يا ابراهيم مين عندنا فى الشركه دلوقتى
      ثم نظر لها مبتسما فبادلته الابتسامه فقال:ايمان فى مكتبى دلوقتى

      أنهى الاتصال والتفت لها قائلا:عمك مش مصدق قالى اقبض عليها لحد ما اجى اشوفها بنفسى
      ابتسمت ايمان وهى تقول بخجل:ربنا يخاليكوا يا عمى أنتوا بتعاملونا معامله مكناش نتوقعها ابدا

      دخل الساعى ووضع كأس العصير وقبل ان يخرج دخل الحاج ابراهيم متهللا وجهه عندما وقع نظره على ايمان سلم عليها وقال:ازيك يا ايمان عامله ايه
      :الحمد لله يا عمى بخير
      :حمدلله على السلامه يابنتى نورتى البيت والشركة
      :منوره بيكم يا عمى

      شردت قليلا وهى تنظر اليهم لا تعلم كيف تبدأ حديثها بعد هذا الترحيب الكبير ماذا ستقول هى تبدأ بكلام امها ام تسأل هى وكأنها لم تعلم ماذا حدث ..
      :عمى انا عارفه ان الموضوع اللى انا جايه فيها مينفعش اتكلم فيه فى الشغل لكن مكنتش عاوزه حد من البيت يسمعنا

      تبادل حسين وابراهيم النظرات المتسائله فتابعت فى تردد :بعد اذن حضرتك يا عمى انا عاوزه اعرف الحقيقة منكم ...ايه اللى حصل زمان خلى امى تطلق وتهرب بينا وتختفى عنكم وهل فعلا بابا الله يرحمه كان ليه فلوس عندكم ولا لاء

      تبادلا النظرات مره اخرى ولكن هذه المره كانت النظرات لها معنى آخر وساد الصمت لبرهه
      قطعته ايمان وهى تنظر اليهم وكأنها قد استشعرت الحرج فى نظراتهم فقالت:وانا هقبل الحقيقه دى مهما كانت
      ابراهيم:هو انتى يا بنتى امكوا محكتلكوش على حاجه

      ايمان :حكتلنا حاجات كتير وكنا مصدقنها لكن لما عشنا معاكوا وشوفناكوا مبقناش متأكدين من اى حاجه
      حسين:قالتكوا ايه يا بنتى

      ايمان:ياعمى من فضلك انا لو كنت واثقه ان اللى اعرفه صح مكنتش جيت النهارده انا زى ما يكون كان بيتحكيلى على ناس تانيه غيركوا من فضلك يا عمى ريحنى ولعلم حضرتك مريم عارفه انى جايالكم النهارده لان هى كمان عاوزه تعرف الحقيقه ومرضتش اقول لايهاب لانى لو قلتله كان هيصمم يجى معايا وانا عارفه ايهاب حمقى ومش هيستحمل كلمه على ماما وانا لسه مش عارفه االماضى كان شكله ايه
      أومأ ابراهيم برأسه موافقا لها وقال:عين العقل يابنتى

      تنهد حسين تنهيده قويه وهو يقول:انا كنت عارف ان مسيركم تسألوا وكنت خايف من اللحظه دى ثم نظر الى ابراهيم وكأنه يستشيره ماذا يقول وماذا يخفى فقرر ابراهيم ان يرفع عنه الحرج فبتدأ بالحديث قائلا:شوفى يا بنتى ...قاطعه حسين قائلا :استنى يا ابراهيم قبل اى كلام لازم نبعت نجيب كل الدفاتر والسمتندات علشان يبقى الكلام بالدليل

      أجرى حسين اتصالا بالموظف المسؤل عن حسابات الشركه ...أتى الموظف بالمستندات المطلوبه ووضعها على الطاوله امام ايمان كما امره الحاج حسين وأنصرف

      أشار لها الحاج حسين قائلا:دى كل المستندات ومتأرخه بصى على التواريخ وراجعى الحسابات وده العقد اللى ابوكى الله يرحمه مضاه بأنه اخد كل فلوسه وعمل تخارج من الشركه لما كانت لسه صغيره واخد نصيبه منها كله

      وده اعلام الوراثه بتاع املاك جدك الله يرحمه علشان ينورك اكتر خدى كل دول معاكى واعرضيهم على اى محاسب ومحامى تثقى فيه وساعتها هتعرفى الحقيقه

      ثم اردف ابراهيم:مفيش غير حاجه واحده بس مش موجوده على ورق ...جدك الله يرحمه اشترى الارض اللى مبنى عليها دلوقتى البيت الكبير لكن ملحقش هو اللى يبنيه بعدها على طول توفاه الله وأكتشفنا ان الارض خرجت من الميراث لان جدك كتبها بأسمى انا وحسين قبل ما يموت

      أكمل حسين:وأوعى تفتكرى يا بنتى ان جدك ظالم علشان كتب الارض بأسمى انا وابراهيم بس وابوكى لاء
      جدك ساعتها كان عنده بعد نظر وكان متأكد ان ابوكى هيسحب ورثه كله ومش هيتبقاله حاجه تعيشه وساعتها وصانى قبل ما يموت اننا نبنى البيت ويبقى ده بيت العيله الكبير ويبقى لاخويا علي الله وولاده نصيب فى البيت بنصيبهم فى الارض ..يعنى انتوا يابنتى عايشين فى ملككوا مش ضيوف عندنا

      :كانت ايمان تسمع وكأنها تشاهد فيلم ابيض وأسود وترى المشاهد امامها فقالت بخفوت:بس الارض باسم حضرتك وعمى بس يعنى قانونا احنا مالناش حاجه فيها

      ابتسم حسين قائلا:اديكى قولتى قانونا....لكن ضميرنا عارف ان جدك كان نيتوا ان الارض تبقى لينا احنا التلاته وجدك مربينا ومتأكد اننا مش هنخالفه حتى بعد ما يموت...جدك كان عاوز يجمعنا مع بعض بعد مماته زى ما كان جمعنا فى حياته
      قالت ايمان وقد لمعت عينيها :بس ده مخالف للشرع

      أومأ حسين براسه:صح يا بنتى الميراث بالذات لازم يبقى قانونى ومكتوب لان النفوس والضماير بتتغير
      لكن جدك كان ده تفكيره ساعتها علشان يحافظ اللى الحاجه الوحيده اللى هتبقى مجمعانا فى بيت واحد ومكان واحد وبصراحه هو كان عنده بعد نظر وكلامه اتحقق فعلا ابوكى الله يرحمه اخد ورثه كله ودخل فى مشاريع بعيد عننا وكلها خسرت ولو كان عارف انه حق فى الارض كان باعه هو كمان

      :انا مش فاهمه يا عمى ...ايه اللى يخلى بابا يبعد عنكم كده وياخد ورثه ويشتغل لوحده
      تردد حسين فقال ابراهيم:أمك هى السبب
      وقعت الكلمه على أذنيها ثقيله رغم انها كانت تتوقع الكثير فقالت:ازاى يا عمى امى هى السبب
      حسين :ده تاريخ طويل يابنتى ملوش لازمه نفتح فيه دلوقتى...ثم اردف ومعلش يابنتى ليا عندك طلب

      :اتفضل
      :مش عاوز حد يعرف دلوقتى بحكاية حقكوا اللى الارض ...انا هقولهم بنفسى بس مستنى الوقت المناسب..اتفقنا يا ايمان
      :حاضر يا عمى محدش هيعرف...بس حضرتك وعدتنى تجاوبنى على اسألتى لكن جابتنى على سؤال الورث والفلوس بس
      ورافض تجاوبنى على الباقى
      واردفت فى رجاء:ارجوك يا عمى ريحنى..انا عاوزه اعرف ليه امى بتكرهكوا اوى كده ايه اللى حصل بينكوا زمان ايه اللى يخلى واحده تطلق تاخد عيالها وتهرب ثم استدارت له بجسدها كله قائله:ياعمى احنا اتعذبنا اوى أحنا عشنا فى بلدنا زى الغرب بنخاف نقول اسمنها الرباعى بنخاف نجيب اسم عيلة جاسر ...ماما كانت محسسانا انوا لو عرفتوا طريقنا هتقتلونا وكانت مفهمانا ان انتوا السبب فى طلاقها من بابا الله يرحمه وكل ده علشان الورث اللى هو مالوش وجود اصلا كنا عايشين مع جوز أم بنكرهه ومكنش لينا مكان تانى نروحه علشان كده انا واخواتى مكنش لنا غير بعض كنا بنتحاما فى بعض لحد ما ربنا من علينا واحنا فى ثانوى وجالهم شغل بره ومحدش فينا رضى يسافر معاهم وقعدنا هنا مع بعض نذاكر ونعتمد على نفسنا ونشتغل كمان علشان مكناش عاوزين قرش من جوز امنا

      ليه يا عمى امى تشوفنا كده وتفضل تكرهنا فيكوا وتبعدنا عنكوا الا اذا كان فى سبب قوى
      فهمنى يا عمى يمكن قلبى يهدى شويه ثم بدأت فى البكاء وقد عادت اليها آلام السنين والذكريات السيئه
      نهض اليها حسين وبدأ فى تهدئتها فأشار له ابراهيم اشاره معناها وكأن يقول دع الامر لى :جلس ابراهيم اماها مباشرة وقال انا هريحك يابنتى
      رفعت ايمان رأسها وقالت برجاء ياريت ياعمى

      ابراهيم:يابنتى الحكايه قديمه من ساعة ما كانت جدتك فى مشاكل بينها وبين أختها سميحه أم أمك لدرجه انهم قطعوا بعض المشاكل دى كانت بتكبر لدرجه انها وصت ان محدش من ولادها يتجوز بنتها احلام ..امك يعنى
      لكن بقى ابوكى حبها وصمم يتجوزها بدون رغبة جدك ..جدك ساعتها غضب عليه وقاطعه لانه خالف وصية أمه الله يرحمها
      وفضلت العلاقات مقطوعه بين ابوكى وجدك لكن احنا كنا بنسأل عنه وبنعرف اخباره وبعد جدك ما مات دخلنا شركه مع بعض وان ابوكى معانا لحد ما أمك فضلت وراه لحد ما سحب نصيبه من الشركه وكانت بتفهمه اننا بنسرقه ومع الاسف كانت بيصدقها من كتر ما كان بيحبها
      بعد ما خد نصيبه ابتدت امك تدخله فى مشاريع خسرانه وهو ماشى وراها لحد ما خسر كل فلوسه وابوكى كان مريض من وهو صغير ان عنده مشكله كده فى القلب

      طبعا مستحملش الخساره الكبيره دى ودخل المستشفى وساعتها امك منتش بتزوره خالص لاننا كنا موجودين دايما معاه وهى كانت بتخاف تواجهنا لانها عارفه انها السبب وانها هى اللى وقعت بينا وبينه فى الوقت ده ابوكى وصانا عليكوا واننا لازم نراعيكوا ونضمكوا لحضننا ونربيكوا وسط ولادنا واحنا عاهدناه على كده

      بعدها امك راحتله المستشفى وهو قالها بوصيتوا لينا اتخانقت معاه وصممت انه يطلقها وهو تعبان كده ابوكى كان مضايق منها حاسس انها دمرتله حياته فرا مطلقها

      ومات فى نفس اليوم وأمك خافت اننا ناخدكوا منها هربت واخدتكوا معاها وضحكت علينا عن طريق البواب وفهمتنا انها هربت على المطار
      طبعا احنا عرفنا بعدها انها كانت حجزه تذاكر فعلا لكن ساعتها اللبخه اللى كنا فيها مخلتناش نتأكد هى كبت الطياره فعلا ولا لاء
      وطبعا خدتكوا بعيد عننا واحنا كل ده بندور عليكوا بره مصر وعن طريق المطار والكشوفات بتاعة المسافرين

      ايمان:ايوا بس ماما مسافرتش طيران خالص حتى لما سافرت مع جوزها سافرت برى
      ابراهيم:وهى دى غلطتنا يابنتى اننا كنا بندور فى الاتجاه اللى هى رسمته لينا ومدورناش فى اتجاه تانى لحد ما وفاء بنتى لفتت انتباهنا لانكم ممكن تكونوا فى مصر من الاساس وان كل ده كان وهم امك عيشتنا فيه

      بس طبعا ده جه متأخر اوى لان امك كانت قررت تعرفنا طريقكوا وبعتتلنا الجواب
      نظرت ايمان الى عمها حسين فوجدت فى عينيه نظرة امتنان لاخيه ابراهيم تفرست فى ملامحه جيدا فشعرت ان عمها ابراهيم لم يقل كل الحقيقه

      قالت موجهة حديثها الى حسن :عمى ... هى دى كل الحقيقه؟هو ده كل اللى حصل ؟
      نظر لها فى ارتياح قائلا:ايوا يا بنتى عمك قالك كل حاجه
      شعرت انهما لن يبوحا بأكثر مما قالا لها وتأكدت بأن هناك شىء ما ولكن مع الاسف سكوتهما عنه يؤكد انه شىء مخجل
      نهضت لتنصرف ولكن حسين قال مسرعا:استنى يا ايمان نسيتى الملفات والورق ده

      هزت رأسها نفيا وقالت بابتسامه مكسوره:ملهمش لازم يا عمى انا مصدقه كل كلمه قلتها
      قال بتصميم:مفيش حاجه اسمها ملهمش لازمه وأمسكها من يدها وأدخلها غرفة الاجتماعات الملحقه بمكتبه وقال لابراهيم لو سمحت يا ابراهيم اتصل بالمحامى والمحاسب وخاليهم يجوا حالا
      حاولت ايمان ان تذهب ولكنه كان اشد تصميما من ذى قبل على ان تجلس ايمان مع المحاسب والمحامى ليشرحوا لها الاوراق ويطلعوها على الامر برمته

      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

      خرجت ايمان من الشركه بين مشاعرها المتخبطه المختلطه وكأن مشاعرها ريشه فى مهب الريح نعم هى سعيده انها علمت انها تعيش فى ملك ابيها وليست كضيفه عند اعمامها ونعم قد شعرت بصدق مشاعر الحنان من اعمامها رغم تأكدهاانهم لم يصرحا بكل شىء ونعم قد عرفت حكاية زواج امها بأبيها وطبيعة هذا الزواج رغم علمها بانه كان زواج قائم على الطمع من أمها والثقه العمياء المفرطه من ابيها رغم علمها انها منقوصه وتفتقد حلقه مهما لوصلها ولكنه ارتاحت قليلا كانت تود ان تصر على معرفة كل شىء كانت تود ان تصرح بشكوكها تجاه والدتها ولكنها تذكرت قول الله تبارك وتعالى ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم
      فأبت الا الصمت لانها بصيرتها تؤكد لها ان ما خفى عنها سوف يسوئها كثيرا
      سوف تؤجل هذا فيما بعد والزمن كفيل ان يكشف الكثير

      """"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

      عادت الى المنزل دخلته ولاول مره تشعر انها فى مكانها وصعدت الى عفاف زوجة عمها أحتضنتها وقبلتها وعرضت عليها مساعدتها فى امر الطهى وقفت بجوار عفاف فى المطبخ وقالت بشكل عفوى :انتى عارفه يا طنط انى كنت عند عمى دلوقتى فى الشركه
      عفاف :لا..بجد ده تلاقى عمك طار من الفرحه ده كان نفسه اوى تزوريه انتى بالذات يا ايمان عمك بيقدرك اوى
      ابتسمت ايمان فى حب وقالت:وانا كمان بقدره وبحبه جدا ...ثم اردفت وهى تنظر الى عفاف...مش انا كمان عرفت كل حاجه ثم تنهدت تنهيده طيله قئله :عمى حكالى كل حاجه مكنتش اتصور ابدا ان ماما تعمل كده

      ظنت عفاف ان ايمان تتحدث عن عبد الرحمن وهند وسبب فسخ الخطبه :فقالت بسرعه :اوعى تزعلى يا ايمان والله عبد الرحمن عارف انك ملكيش دعوه لا انتى ولا اخواتك وان امك بتتصرف كده من دماغها وارجع واقول العيب مش عليها لوحدها العيب على خطيبته اللى كانت عامله نفسها بتحبه وفى الاخر تطلع ببتجسس وبتنقل لامك الاخبار بس عمل خير انه رمى دبلتها وابوه مسكتلوش على اللى عمله معاكى وعرفه غلطه وحسسه بالذنب

      تفاجأت ايمان بكلمات عفاف ووقعت عليها كالصاعقه الى هذا الحد أمها بهذا السوء
      نعم الان قد عرفت سر عبوس عبد الرحمن وقسوته ...لماذا اطاحت بها كلماته فى الحديقه لماذا كان ينظر لها بغضب شديد واخيرا عرفت السبب الحقيقى وراء اهتمام عبد الرحمن برجوعها المنزل مره اخرى ولماذا ذهب الى عند المدرسه ليعتذر لها ولماذا ارسل لها الرساله وجاء هو واخيه أعادهم الى البيت الكبير ولماذا نظراته كلها اعتذار وأسف ...فقط يشعر بالذنب

      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""""""""""
      جلست مع نفسها طويلا وشعرت بمدى الالم الذى يعتمل بداخل عبد الرحمن خطيبته التى يحبها وكان يتصور انها تحبه تظهر على حقيقتها بهذا الشكل المؤسف تنقل اخباره هو اعائلته ولمن لصالح امها هى ...يا الله كيف تتحمل ذلك كيف تستطيع ان تنظر اليه ...كانت تجلس فى الشرفه ورأته يروح ويغدو فى الحديقه ذهابا وايابا

      نعم هو الم الفراق هى لا تستحق ولكن قلبه مازال متعلق بها لا يزال يتذكرها
      نظرت فى الكتاب الذى تحمله فوجدت بعض الكلمات وكأنها كتبت له فتناولت هاتفها وكتبتها فى رسالة وأرسلتها اليه
      كان يدور فى الحديقه بلا هدف وفجأه سمع صوت هاتفه معلنا عن رساله جديده

      وقرأ فيها
      سيفتح باب إذا سد باب ..... نعم وتهون الأمور الصعاب
      ويتسع الحال من بعد ما ..... تضيق المذاهب فيها الرحاب
      مع العسر يسران هون عليك ..... فلا الهم يجدي ولا الاكتئاب
      (الشافعى )
      لا يعلم ما الذى جعله ينظر للأعلى ليراها من شرفتها تنظر اليه بصمت
      اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

      تعليق


      • #33
        أيها العاقل , عليك بالنظر لنفسك ومحاسبتها والتمسك بالحق وإن تركه الناس , والحذر مما نهى الله عنه
        وإن فعله الناس , فالحق أحق بالاتباع , كما قال تعالى : { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن
        سَبِيلِ اللّهِ } ( الشيخ عبد العزيز بن باز )
        اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

        تعليق


        • #34
          الفصل الرابع عشر


          أستيقظت ايمان صباح يوم الجمعه أكثر راحه عن ايامها السابقه وأسرعت لتوقظ ايهاب ليلحق بصلاة الجمعه .....كالعادة أستيقظ ايهاب وأغتسل وذهب للصلاة.... كانت ايمان قد دخلت غرفة مريم لتوقظها ولكنها لم تجدها
          بحثت عنها فى فى جميع الغرف ولكن لا أثر لها إرتدت إسدال الصلاة وخرجت إلى الشرفة وظلت تبحث عنها بنظرها حتى رأتها تجلس على الأرجوحة الكبيرة فى جانب من جوانب الحديقة بالقرب من أحواض الزهور
          كانت مريم يظهر عليها علامات الأسى الواضحة وهى تستعيد ما قصته عليها إيمان ليلة أمس عن مادار بينها وبين أعمامها فى الشركة ...
          وهي لا تكذب ما سمعته من إيمان لحظة واحدة فلقد عاشت مع أمها وخبرت ذلك جيدا ً منها ...

          وعاشت أيضا مع أعمامها وتعاملت معهم فترة كافية تجعلها تجيد الحكم عليهم وبمقارنة بسيطه تخسر أمها دائما ...
          نعم فالانسان يستطيع أن يغير فكرة الناس عنه بمعاملته وحسن عشرته أكثر من دفاعه عن نفسه بالكلام .
          كانت مريم غارقة فى بحر من الأفكار تتصارع في عقلها كالأمواج المتلاطمة لدرجة أنها لم تشعر بإقتراب أحدهم منها من الخلف ووضع كفيه على عنينيها فى صمت ...

          اختلج قلبها بشدة تصورت أنه يوسف ... لا تعلم لماذا تمنت هذا مع علمها أن يوسف مستحيل أن يفعل ذلك معها وخصوصا أن العلاقة بينهم متوترة هذه الأيام ..
          تحطمت أمنيتها على صخرة الواقع عند سماعها صوت وليد وهو يقول .. أنا مييييييييين

          أستدارت فجأه وقالت بغضب : لو سمحت متعملش الحركات دى تانى أنا مابحبهاش وشرعت فى النهوض ولكنها تعثرت فى الأرجوحة وكادت أن تقع ولكن وليد ساعدها بيديه وأمسكها من ذراعها بقوة ..

          إعتدلت مريم لتوبخه ولكنها تفاجأت بيوسف يقف خلفه وينظر لها بغضب ويقول لوليد : إيه اللى بيحصل ده
          لاحظ وليد غضب يوسف مما يرى فقرر أن يستـثيره أكثر فقال له غائظا ً : ولا حاجة إنت عارف ابن عمك دايما بيجى فى الوقت المناسب علشان يلحق العرض الاول
          قالت مريم بانفعال :عرض إيه ...ثم تابعت مدافعة عن نفسها .. أنا كنت هقع
          قال وليد بإستفزاز : آه طبعا ميضرش أبدا ...

          ثم نظر إليهما وقد حقق مراده وقال : طب ألحق أنا بقى الصلاة ...عن إنكم
          حاولت مريم شرح موقفها مرة أخرى وهى ترى علامات الغضب مازالت ترتسم على وجه يوسف قالت : أنا كنت قاعدة على المرجيحة وبعدين !!
          قاطعها قائلا : مايخصنيش ... أنا اللى عاوز أنبهك ليه .. إنك هنا مش فى الجامعة يعنى لازم تحافظى على شكلك قدام عيلتك ولو اتماديتى مع وليد إنتى اللى هاتكوني الخسرانة الوحيدة في اللعبة دي .

          قالت بنبره تشبه البكاء : إيه الكلام اللي بتقوله ده هو أنا يعنى باعمل إيه فى الجامعة علشان تقولى كده وبعدين هو اللى مسك إيدى لما كنت هقع يعنى أنا ماتماديتـش معاه فحاجة خالص
          قال بسخرية : صح أصل لو واحدة بتصد واحد هيجيله جرأه ويحط إيده على عينيها ويهزر معاها
          : وأنا مالى هو اللى دايما بيطلعلى من تحت الأرض وبيتصرف كده وبيغلس عليا من غير سبب
          تابع بنفس اللهجة الساخرة : من غير سبب ... متأكدة ؟
          : طبعا ً متأكدة
          يوسف : غريبة أومال يعنى مش بيغلس ليه على إيمان إختك
          : معرفش ... وأنا مالى ماتسأله هو
          : إنتى اللى مش عاوزه تعرفى
          قاطعهما صوت عمها إبراهيم وهو يلقى التحية من بعيد ويشير ليوسف أن يلحق بالصلاة فتركها وانصرف سريعا ً .

          **************************************************

          كانت إيمان تتابع ما يحدث من شرفتها فنادت على مريم التى نظرت للأعلى فأشارت لها بالصعود .. صعدت مريم إليها قائلة : خير يا إيمان فى حاجة .
          إيمان : أنا كنت واقفة وشفت اللى وليد عمله ولاحظت وشك وإنتى بتكلمى يوسف ...
          هو قالك حاجه زعلتك وبعدين يا مريم إنتى خليتي وليد ياخد عليكي للدرجة دى ليه...
          شعرت مريم أن الجميع يتكلم عنها بنفس الطريقة ويتهمها فى تصرفاتها فقالت بإنفعال : هو فى إيه كلكوا بتتهمونى إنى أنا السبب وأنا اللى باسمحله يضايقنى ويغلس عليا إنتى تقوليلى : مأخداه عليكى ، ويوسف يقولى : إنى باتمادى معاه هو إنتوا شايفنى إيه بالظبط
          مسحت إيمان على شعرها وهدأتها وجلست بجوارها وقالت فى حنان : مريم يا حبيبتى إنا قلتلك قبل كده الناس مش بتدخل جوانا وتشوف نيتنا إذا كانت طيبة ولا لاء ...

          الناس بتحكم بالتصرفات الظاهرية لينا يعنى مثلا إنتى وقفتى قدام فاترينة خمور فى الشارع أى حد معدى هيقول بتتفرج على الخمرة ليه أو نفسها تشترى منها ... لكن إنتى ممكن تكونى وافقة ترتاحى من مشوار طويل أو دايخه مثلا ووقفتى تاخدي نفسك شوية .
          لمعت عيون مريم وقالت : يعنى إيه يا إيمان ... يعنى أنا هيبقى ذنبى إنى واقفه أرتاح أو دايخة .

          إبتسمت إيمان وقالت : لا يا مريم مش ذنبك انك بترتاحى لكن ذنبك إنك إختارتى المكان الغلط اللى ترتاحى قدامه ...
          يعنى ماشيه مشوار طويل ومستحمله كان ممكن تستحملى أكتر وتمشى خطوتين كمان لكن إنتى إستقربتى ووقفتى فى حتة ممكن تشبهك وإنتى مش حاسة إن الناس هاتحكم عليكى من خلال المكان اللى وقفتى قدامه ...

          ثم طبعت قبلة حانية على وجنتها وقالت : يعنى إنتى كل مشكلتك يا مريم إن نيتك كويسة لكن بتستقربى الغلط وتقولى نيتى خير .
          نظرت لها مريم بحنق : يعنى مطلوب منى أعمل إيه علشان الناس تعرف إنى كويسة .

          إتسعت إبتسامة إيمان وقالت بهدوء : قوليلى يا مريم لما بتحبى تقرأي قصة ..إيه أول حاجة بتلفت نظرك ليها
          مريم : العنوان وبعدين بشوف مضمونها
          حصلت إيمان على ما تريد فقالت : بالظبط كدة ...
          العنوان الأول وبعدين المضمون علشان كدة لازم تخلى عنوانك مظبوط أوى
          مريم: يعنى إيه عنوانى
          ايمان:عنوانك يعنى لبسك ومظهرك الخارجي...يعنى صحابك اللى ماشية معاهم ومصحباهم .....يعنى وقفتك ومشيتك وطريقة كلامك وهزارك ...يعنى الأماكن اللى وافقة فيها أو جواها أو خارجة منها

          قالت مريم بتأفف : فاهمة ... تقصدى سلمى مش كدة
          قالت إيمان بصبر : مش سلمى وبس ... لا.. وكل سلمى ممكن تشبهك وتخلى الناس يفتكروكى زيها يابنتى الرسول عليه الصلاة والسلام قال : المرء على دين خليله ؛ فلينظر أحدكم من يخالل

          يعنى مافيش حاجة إسمها أصاحب واحدة تصرفاتها مش كويسة وأنا واثـقة من نفسى إنى مش هاعمل زيها ... فهمتى ...
          والدليل على كدة إنك قبل ما تصاحبيها كان لبسك جميل ومحتشم ولا نسيتي ...

          قالت مريم بعناد : طيب يا إيمان سيـبـيـنى مع نفسى شوية لو سمحتِ أنا مخنوقة دلوقتى
          قامت إيمان وقالت : ماشى هاسيبك بس عاوزاكى تعرفى إن أنا بحبك أوي وإنك أغلى واحدة عندي .. لكن ماتنسيش إنك مالكيش حجة أنا روحتلك كليتك كتير قبل كدة وشفت بنات محترمة كتير يعنى ماتجيش تقوليلى مش هلاقى أصحاب والكلام بتاع كل مرة ده .
          عن إذنك بقى هانزل عشان ألحق الخطبة من أولها في المسجد ...
          وإلتفتت إليها وقالت ماتنسيش تنزلى بعد الصلاة علشان الغدا
          زفرت مريم بقوه وقالت : مش طايقة أشوف حـد ... مش نازلة
          ضحكت إيمان وهى تفتح الباب قائلة : يبقى إنتى لسه معرفتيش عمك لحد دلوقتى

          تفاجأت إيمان بقبله على وجنتها من الخلف إلتفتت إلى وفاء بسعادة وهى تحتضها وتقول : وحشتينى يا إيمى
          : وإنتى كمان والله .. أخبار المذاكرة إيه
          : إسكتى ياختى مش أنا اتخانقت مع المعيد بتاعنا
          : ليه يا وفاء
          :عرضت عليه فكرة الرسالة بتاعته إنها تبقى مقارنه بين القانون الوضعي والشريعة
          : وبعدين
          : ولا قابلين ده طلع معيد فيونكة ولا فاهم أي حاجة فى الشريعة
          ضحكت إيمان وقالت : وإنتى بقى شرحتيله بطريقتك قام كرهها من غير ما يعرفها
          نظرت لها وفاء بتعجب وقالت : عرفتى منين

          تابعت والدتها إعداد الطعام وقالت : يابت خاليكى فى مذاكرتك وسيبك من الجنان ده متخليهوش يستقصدك
          قالت وفاء بتحدى وهى ترفع السكين : أنا وراه والزمن طويل

          """""""""""""""""""""""""""""""""""""

          وفى إحدى المشاهد المتكررة كثيرا ولكنها محببة للنفس إلتف الجميع حول مائدة واحدة كبيرة ,,, تناولت إيمان طعامها سريعا وقالت وهى تقوم : بعد إذنك يا عمى أنا نازلة
          الحاج حسين : رايحة فين يا بنتى النهاردة الجمعة
          إيهاب : أكيد عندك مقرأة ... ثم تابع قائلا : الله هو مش إنتى خدتى الإجازة بتاعتك
          أومأت برأسها قائلة : فعلا ... بس هاستلم شهادة الإجازة النهاردة

          نظرت لها فرحه بتساؤل وقالت : يعنى إيه شهادة الإجازة دى يا إيمان
          ابتسمت إيمان بخجل وقالت : يعنى شهادة معتمدة إنى ختمت القرآن برواية ورش عن عاصم وأقدر أدرسه فى أى مكان
          قال الحاج حسين بأعجاب : هو إنتى يا بنتى معاكى إجازه برواية حفص عن عاصم
          قال ايهاب : أيوه يا عمى دى خدتها الأول وبعدين دخلت على رواية ورش
          قال الحاج ابراهيم : ماشاء الله ربنا يبارك فيكى يابنتى .....

          قالت فرحة فى شغف : إحنا لازم نعملك حفلة يا إيمان لازم نحتفل بيكى
          قال يوسف وهو يخطف نظرة سريعة إلى مريم : آه طبعا لازم نحتفل بيها ياريت كل البنات كدة
          أشاحت مريم بوجهها فهى تعلم أن الكلام موجه لها وقالت بخفوت : مبروك يا إيمان
          قالت ايمان بحياء : لا حفلة إيه وبتاع إيه كفاية الكلمتين الحلوين دول ده أحسن تشجيع

          نظرت وفاء إلى فرحة وقالت لها : وأنا معاكى يا فرحة وتابعت وهى تنظر إلى إيمان : إنتى تروحى مشوارك ترجعى تلاقى الحفلة جاهزة ومستنياكى وهتلاقى الهدايا نازلة عليكى زى المطر
          ابتسم عبد الرحمن قائلا : ومش أى مطر

          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
          وفت وفاء بوعدها وقامت مع فرحة بتنظيم الحفلة السريعة ... ذهبت إليهما مريم وإيهاب الذى قال ممازحا : أنا قولت أساعدكم يعنى بصفتى بفهم فى الديكور .. ثم تابع على فكرة اللى إختار الركن ده فنان بجـد
          قالت فرحه فى خجل : أنا اللى اخترته .. حلو
          نظر فى عينيها قائلا : إلا حلو .. ده تحفة .. حلو خالص

          ضربته مريم على كتفه قائلة : إيه ياعم إنت أومال فين دروس غض البصر اللى كنت بتقولنا عليها
          فغض بصره وهو يستغفر وقال : طب أنا هستناكوا هناك لو احتاجتوا تنقلوا ولا تشيلوا حاجه عرفونى
          قالت مريم : ماشى يا عم هركليز

          ضحكت الفتيات وبدأت كل واحدة تقوم بالعمل المخصص لها .. نظرت مريم إلى فرحة وهى تختلس النظر إلى إيهاب الذى يجلس بعيدا وقد لحق به يوسف وعبد الرحمن ووليد
          فإقتربت منها قائلة بجرأة : بصراحة الواد يتحب
          إحمر وجه فرحة لكلمة مريم وقالت بصوت لا يكاد يسمع : قصدك إيه يا مريم
          : قصدى إيه لا ... ولا حاجه إشتغلى ياختى إشتغلى ربنا يوفقك

          عادت إيمان بعد صلاة المغرب فوجدت الحديقة قد أعدت على أكمل وجه بعض الزينة البسيطة والورود المنثورة حول طاولتين كبيرتين عليهما بعض أنواع الحلوى المختلفة وبعض المشروبات الملونة تحت المظلة الخارجية الكبيرة التى وضع عليها الأنوار الملونة فكان المنظر رغم بساطته إلا أنه بديع ويحمل معانى الدفىء التى افتقدتها منذ زمن
          إجتمعت العائلة الكبيرة فى الحديقة حيث قال الحاج حسين لو كانت الحفلة دى بكرة كنت جبتلك الهدية اللى تستحقيها لكن ملحوقة إن شاء الله

          وهنا قال عبد الرحمن بهدوء : أنا بقى عندى لإيمان هدية هاتخليها تعيط
          قال ايهاب بمزاح : طب إحتفظ بيها لنفسك
          عبد الرحمن : إستنى بس يا أخى ثم توجه بالكلام لإيمان : قوليلى بقى عندك جواز سفر
          إيمان بحيرة : لا ... ليه
          عبد الرحمن : طب إلحقى بقى طلعيه بسرعة علشان تلحقى الفوج السياحى
          قالت بحيرة أكبر : فوج إيه
          : ياستى الفوج اللى طالع بعد عشرين يوم ... إيه مش عاوزه تعملى عمره ولا إيه

          نظرت بإمتنان له وقد برقت عينيها بدموع الفرح وكادت أن تبكى ولكنها قاومت دموعها بصعوبة وهى تقول : جزاك الله خيرا يا عبد الرحمن بس مفيش داعى تكلف نفسك
          تدخل الحاج حسين قائلا : تصدق والله فكرة يابنى أنا كمان بقالى فترة نفسى أطلع عمرة ثم إلتفت إلى زوجته قائلا ها يا عفاف تيجى معانا
          قالت بسرعه ولهفه : إلا آجى طبعا هآجى
          قال : خلاص جهزى جواز السفر من بكرة يا إيمان ثم أشار إلى إيهاب وقال : وانت بقى تاخد أجازة وتلف معاها على حكاية جواز السفر دى عاوزينه يطلع بسرعة علشان نلحـق نسافر

          لم تستطيع إيمان أن تتمالك نفسها أكثر من هذا فانسابت دموعها على وجنتيها وهى تتمتم الحمد لله كان نفسى فيها من زمان... فقبلتها أختها واحتضنتها وقالت : ده عنده حق بقى لما قال هدية هتخاليها تعيط

          أقبل الجميع يهنىء إيمان فى بهجة ومن وسطهم انسحبت مريم بهدوء إلى مكان بعيد نسبيا ووقفت تتأمل الأبواب الحديدية التى تحيط بالحديقة فى صمت وحزن وهى تشعر أن هذه الأبواب القاسية بداخلها تحيط بقلبها وتعتصره فى قسوة
          تريد أن تتحرر
          تريد أن تتقرب إلى الله مثل أختها لعلها تنال إحترام الجميع مثلها
          ولكن هناك شىء يصدها دائما لا تعلمه

          شعرت أن أحدا يقترب من المكان التى تقف فيه فإستدارت فوجدت يوسف يقف خلفها قائلا ببرود : بابا بيسأل عليكى وقفه هنا لوحدك ليه
          أشاحت بوجهها عنه وقالت : حاضر جاية حالا ....
          مرت بجواره لتعود أدراجها ولكنه استوقفها بإشارة من يده وقال بهدوء : هسألك سؤال وعاوز إجابه بآه أو لاء ... ممكن ؟
          : إتفضل
          : إنتى فى حاجة بينك وبين وليد

          نظرت له بإستنكار وقالت : لاء طبعا ... وعلشان تتأكد وليد بيقابل سلمى صاحبتى
          وضع يديه فى جيبه وركل حصى صغيرة أمامه بخفه وقال ساخرا : ده دليل ميشرفكيش على فكرة ... بالعكس
          نظرت له بغضب وغيظ شديد ثم تركته ومضت فى طريقها حيث الإجتماع العائلى المبهج تحت مظلة الحديقة

          مضت الأيام سريعا وإيمان تستعد للسفر لأداء العمرة بصحبة الحاج حسين وزوجته عفاف
          وكانت المفاجأه أن عبد الرحمن أيضا سيذهب معهم لأداء العمرة فلقد كان يحتاج إلى مثل هذا الجو الروحانى ليخفف عنه ما يشعر به وليتقرب أكثر إلى الله بطاعة مثل هذه تخرجه من حالة الحزن الداخلى الذى يشعر به بإستمرار ويخفيه بمزاحه ومداعباته دائما مع الجميع ...

          *********************************

          وبعد السفر بعدة أيام جاءت سلمى لزيارة مريم مرة أخرى ولكنها كانت على حريتها فى المنزل أكثر من المرة السابقة فكانت تتحرك بحرية ولكن مريم لم تكن على طبيعتها معها فلقد بدأت تشعر بأن سلمى تسبب لها الكثير من الأذى دون أن تعلم وخصوصا نظرات الغضب التى تراها فى عيون يوسف كلما رآها بصحبتها ...كانت بداخلها تعلم أنه على حق ولكنها كانت تكابر دائما بعناد شديد
          وعندما حان وقت إنصراف سلمى وقفت عند باب الشقة وصافحت مريم لتذهب فعرضت عليها مريم أن تهبط معها ولكنها أبت ذلك فتركتها مريم وشأنها فهى أصلا لم تكن مرحبة بوجودها معها هذه المرة .

          إستقلت سلمى المصعد وبعد أن استقر وخرجت منه وجدت من يجذبها لداخل الشقة الموجودة بالدور الارضى بجوار المصعد والتى يستخدمونها فى تخزين الأشياء المهملة إلتفتت لتجده وليد ...
          حاولت أن تتملص منه بصوت هامس حتى لا يسمعها أحد وهى تنظر حولها وتقول : بس يا وليد مينفعش كده سيبنى
          ولكنه جذبها إلى الداخل وأغلق الباب بهدوء

          وبعد ساعة كانت تعدل من مظهرها وتعيد شعرها إلى هيئته وتقول بدلع وهى تنظر إلى وليد : على فكره بقى إنت متوحش دى طريقة برضه إنت مبتسمعش عن التفاهم أبدا
          وليد بخبث: لا مبسمعش وبعدين ما إحنا متفاهمين أهو .. ولا إيه ؟

          إنتهت من تعديل مظهرها وقالت له : يالا بقى عاوزه أمشى وكادت أن تفتح باب الشقة
          ولكنه أوقفها قائلا : إستنى هنا لما اشوف حد بره ولا لاء

          فتح الباب ببطء ونظر حوله بحذر فلم يجد أحد فأشار لها بالخروج وبمجرد خروجها كان يوسف عائد من الحديقة وفى طريقه إلى المصعد فتفاجأ بها تخرج مع وليد من الشقة وهى تهندم شعرها وهو يلمسها بطريقة معينه بمزاح
          بمجرد أن رأته إصفر وجهها وقالت فى خوف : يوسف

          لم يستطع يوسف أن يتحمل كل هذه القذارة التى رآها فلم يتمالك نفسه وصفعها على وجهها وطردها من المنزل فأسرعت تركض للخارج
          وتشاجر مع وليد وهدده أنه سيبلغ والده وعمه عن أفعاله هذه وأنه ينجس المنزل بتلك الأساليب الحقيرة ....
          رأي وليد في عيون يوسف أنه سيوفى بتهديده فأراد أن يقطع عليه الطريق فتوجه له قائلا بتحذير : إنت لو قلت حاجة يبقى مش هتفضحنى أنا وبس ... لا ده إنت كمان هتفضح بنت عمك أمسكه يوسف من ملابسه بغضب قائلا : تقصد إيه

          وليد : أقصد إن سلمى مش أول واحدة تدخل الشقة دى يا يوسف وخلينى ساكت أحسن ثم تابع بإنفعال زائف يعنى إنت تسكت أنا هدارى على شمعتها وأسكت لكن لو عملتلى فيها بطل ونضيف يبقى عليا وعلى أعدائى وهفضحها قدام العيلة كلها وإنت عارف بقى أنا فى الأول والآخر راجل ومفيش عليا لوم بالكتير هاخدلى كلمتين وخلاص ... ثم دفع يدى يوسف من عليه وتركه وصعد فى سرعة إلى شقته

          وقف يوسف غاضبا حائرا لا يدري ماذا يفعل ؟؟
          هل وليد صادق أم كاذب ؟
          ألم تخبره مريم أنه ليس بينهما أي علاقة !!!
          ماذا يفعل !! كاد أن يصعد إليها ويجذبها من شعرها ويسألها عن الحقيقة ولكن خاف من الفضيحة ...ومن ايهاب

          قضى ليلته فى الحديقة لم يذق طعم النوم وكلمات وليد تتردد فى عقله ...
          يريد أن يبرئ مريم بأي شكل ولكن المشاهد المخزية التى رأى فيها مريم تتصرف بأسلوب لا يليق بفتاة محترمة تتوالى أمام عينيه تمنعه من ذلك ...
          تغلي دماؤه في عروقه غيرة على ابنة عمه ، وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يلتمس لها عذرا
          كل الشواهد ضدها ...من وجهة نظره

          لقد نجح وليد في زرع بذور الشك في أعماق قلبه
          قطع أحبال أفكاره آذان الفجر يطرق مسامعه ...
          فانتبه من جلسته ثم قام لأداء الصلاة لعله يرتاح مما يجيش به صدره ...
          وبعد أن أدى الصلاة .. خرج منها بقرار حاسم ...

          فقد قرر أن ينتظر والده حتى يعود من أداء العمرة ثم يخبره بما رآه وسمعه من وليد ...
          نعم ... لا يوجد حل آخر ...
          اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

          تعليق


          • #35
            الفصل الخامس عشر



            توجهت مريم فى الصباح الباكر وقبل ميعاد ذهابها الى الجامعة الى الحديقة لفتح رشاشات المياه الاتوماتيكيه التى ترش المسطحات الخضراء فى الحديقه ووقفت تنظر اليها وتتأمل المياه المتصاعده فأقتربت منها حتى تصلها بعض رزازها المنعش ...

            شعرت بنشوه طفوليه فأقتربت أكثر من الرزاز ..ثناثرت قطرات المياه على وجهها وأبتلت ملابسها وكأنها تقف تحت قطرات مطر خفيف ...مما جعل وليد يغير طريقه وهو ذاهب الى الجراج الخاص بهم ويقترب منها وهو ينظر الى ملابسها التي ابتلت على أثر المياه فى تفحص وبنظرة ذات مغزى قال لها:صباح الخير ..ايه الروقان ده كله
            التفتت اليه قائله:صباح الخير يا وليد

            تصنع وليد الجديه قائلا:مريم انا كنت عاوز اقولك حاجه ونفسى متكسفنيش
            :خير يا وليد
            :انا كنت عاوز أتأسفلك على اى حاجه ضايقتك فى تصرفاتى...حقيقى انا بعاملك زى وفاء بالظبط علشان كده يمكن بتعامل بعشم شويه وده اللى بيضايقك منى لكن اوعدك معاملتى هتتغير

            أومأت مريم برأسها وهى تقول:خلاص يا وليد وانت برضه ابن عمى وزى اخويا
            وليد بابتسامه خفيفه:يعنى خلاص مش زعلانه مني
            ابتسمت مريم قائله:خلاص مش زعلانه
            :لا يا ستى الابتسامه دى متنفعش انتى كده لسه زعلانه

            ابتسمت مريم بشكل أوضح وهى تقول :خلاص والله مفيش حاجه
            وليد:لا برضه متنفعش انتى بتخمينى

            ضحكت مريم لطريقته الطفوليه ضحكه عاليه وأستجابت لكف وليد المدود لها فضربت كفها بكفه بخفه فقال بسرعه :خلاص انا كده اتأكد انك مش زعلانه بس انتى خمامه على فكره ..يالا بقى سلام احسن هتأخر على الشغل

            ابتسمت وهى تشير له بالتحية وهو يبادلها الاشاره ثم يطبق كفه ويضعه على أذنه اشاره الى انه سينتظر منها مكالمه لم تفهم معنى أشارته ولكنها عادت الى ما كانت تفعل بلا مبالاه....
            كانت تفعل ذلك لظنها ان وليد يعتذر فعلا عن افعاله معها ويريد ان يفتح معها صفحه جديده ولكنها لم تكن تعلم ان وليد يعرف ان يوسف فى طريقه للحديقه هو الاخر وكان يريد ان يجعله يرى هذا الموقف وكيف هما منسجمان فى المزاح والمداعبه........

            كما لم تلاحظ مريم ان كثرة رزاز المياه جعل ملابسها تلتصق بها ونسيت مريم كلمات ايمان عندما قالت لها "انتى بتختارى المكان الغلط واللى بيجبلك شبهه وبتقفى فيه".........
            وبالفعل شاهد يوسف ما حدث كما اراد وليد تماما راها بتتسم وتضحك وتداعبه بضرب كفها بكفه وتشير اليه بالسلام وهو يرحل ويقول لها بالاشاره انه سينتظر منها مكالمه .....وكل هذا وهى لا تخجل من شكلها وهى تقف امامه هكذا بمعالم جسدها الواضحه بلا حياء..... فصرف وجهه عنها فى غضب وأنصرف الى عمله


            ************************************************** ***********
            كان يوسف يجلس فى مكتب ابيه يقوم بأعماله الى حين عودته حين دخل عليه وليد يرسم على وجهه علامات الاعتذار ...
            نظر له يوسف بغضب ثم تابع عمله وكأنه لم يره ..جلس وليد أمامه قائلا:جرى ايه يا صاحبى هتفضل مخاصمنى كده ومتكلمنيش....
            أول مره يحصل بينا كده

            قال يوسف دون ان ينظر اليه:علشان اول مره اعرف انك كده يا وليد...انا مش عارف انت ابن عمى ازاى
            تصنع وليد الخجل قائلا:معاك حق يا يوسف انا فعلا غلطت جامد وجاى اعتذرلك
            قال يوسف بجمود:لا وفر اعتذارك لما عمك وابوك يعرفوا ساعتها هتعتذر كتير اوى

            قال وليد وهو يضغط احد ازرار هاتفه النقال :خلاص براحتك يا يوسف لو ده هيريحك من ناحيتى...ثم رن هاتف وليد فقام للرد على الفور وهو يخرج من مكتب يوسف ببطء شديد قائلا: ايوا يا حبيبتى انا جاى اهو ..كله تمام؟ نص ساعه هكون عندك ..لا لا مينفعش لو مش دلوقتى يبقى مش هينفع النهارده خالص

            خرج وليد من مكتب يوسف وقد حقق مراده بهذه المكالمه المزيفه ....
            بالفعل شك يوسف فى الامر فالمسافه بين الشركه والبيت نصف ساعه تماما..... كان من الممكن ان يفكر يوسف بشكل مختلف او كان من الممكن ان لا يفكر بالامر ابدا فوليد علاقاته متعدده
            ولكن وليد غير معتاد على ترك الشركه فى هذا الوقت المزدحم بالعمل لاى ميعاد مهما كان وقد ربط ذلك بآخر جمله قالها وهو يخرج من المكتب وبين اشارته لها فى الصباح

            تناول الهاتف وأتصل على الخادمه التى أتت بها والدته للطبخ زتنظيم المنزل لحين عودتها من العمره وسألها كأنه يسأل عن اهل البيت بشكل طبيعى قائلا:فرحه رجعت من كليتها
            :ايوا يا فندم أتغدت ونامت من ساعه
            يوسف:الانسه مريم اتغدت معاها
            :ايوا اتغدت وطلعت شقتها يا فندم
            يوسف:طيب شكرا وأغلق الهاتف ...

            كان يريد ان يتأكد ان مريم فى المنزل وهل هى وحدها فى شقتها ام مع فرحه

            ظل يطرق بالقلم على سطح المكتب فى توتر وهو يتخيل وليد وهو يدلف الى شقه مريم بحرص دون ان بنتبه اليه احد ويتخيلها وهى تغلق الباب وتتلفت حولها لتتأكد انه لا احد يراهم

            زادت طرقاته بعصبيه حتى كسر القلم فى يده ونهض وهو يدفع مقعده بعيدا كاد ان ينطلق خارج المكتب ولكنه تفاجأ بدخول السكرتيره تخبره بأن هناك عميل ينتظره والمسأله عاجله
            أضطر يوسف أن يستقبل العميل لم يستطع يوسف ان يركز ذهنه مع الرجل فلقد كان مشتتا فى خيالاته

            أنهى حديثه مع الرجل بوعد بلقاء آخر خرج العميل وخرج يوسف خلفه مباشرة من المكتب كالسهم ومنه الى الاسفل أستقل سيارته وانطلق مسرعا عائدا الى المنزل
            كان وليد يعلم ماذا يفعل جيدا فلقد كان يوسف صديقه قبل ان تدخل مريم حياتهم ويعلم كيف يثيره وكيف يستفزه وكيف يحركه فى الطريق الذى يريد
            وبالفعل خطط لكل شىء لكى يؤكد ليوسف ان هناك علاقه حقيقيه بينه وبين مريم

            كان يعلم ان هناك شىء ينبت فى قلب يوسف تجاه مريم فاراد وئده فى المهد فلقد شرب الكره الشديد لاولاد عمه علي من أمه كما انه يعلم ان يوسف لن يفضح ابنت عمه وبالتالى لن يفضح علاقته بسلمى

            أقترب يوسف من جراج البيت الكبير وتأكدت ظنونه عندما رأى سيارة وليد ترك يوسف سيارته بعيدا حتى لا يراها وليد عند عودته ودخل الى الباب الخلفى للحديقه ومنه الى الدرج المؤدى الى الطابق الثالث حيث شقة مريم

            ولكنه تفاجأ بهبوط المصعد منه الى الطابق الارضى عاد يوسف ادراجه بهدوء على الدرج ووقف على آخر سلمتين فى الطابق الارضى بجوار المصعد ..خرج وليد من المصعد وهو يطلق صفير من بين شفتيه بطريقه منغمه تدل على الانسجام الشديد

            خرج وليد الذى كان يعلم ان يوسف يتابعه فهو قد اعد كل شىء بدقه فبمجرد ان رأى سيارة يوسف تقترب من الجراج أسرع الى المصعد وأستقله الى الطابق الثالث وأنتظر قليلا ثم أستقله مره أخرى عائدا الى الدور الارضى

            خرج وليد من المصعد وأتجه الى الجراج مره اخرى وأستقل سيارته وهو مبتسما ابتسامه عريضه وعاد الى الشركة مره أخرى
            الشك أصبح يقين فى قلب يوسف تأكد انه توجد بينهم علاقه آثمه
            تأكد انها ليست فقط بنت تتصرف بطريقه غير لائقه .......لا أنها تعدت كل الحدود....... أشتعلت نار الغيرة فى قلبه أكثر وأكثر الان تأكد انه يغار عليها ولكن هى لاتستحق سوى السحق بالاقدام

            ************************************************** ****

            تعلن الخطوط الجويه السعودية عن اقلاع رحلتها رقم **** المتوجهة الى القاهرة
            نرجو من جميع الركاب ربط الاحزمه والامتناع عن التدخين..شكرا

            نظرت ايمان الى عفاف التى تجلس بجوارها بابتسامه وهى تقول لها الحمد لله عرفت اربطه لوحدى
            ضحكت عفاف وهى تقول:كده احسن برضه بدل ما نحتاس زى المره اللى فاتت ابتسمت ايمان قائله :ها يا طنط حفظتى دعاء الركوب
            :ايوا حفظته اسكتى بقى لما اقوله متلخبطنيش

            نظر الحاج حسين الى عبد الرحمن الذى يجلس يجلس على المقعد بجواره قائلا بابتسامه:عمره مقبوله يابنى ان شاء الله
            قبل عبد الرحمن يده وقال:ربنا يتقبل يا حاج وميحرمناش منك ابدا

            صمت الحاج حسين قليلا ثم التفت الى عبد الرحمن وقال بصوت خفيض وبنبره جديه:بقولك ايه يا عبد الرحمن
            انت مش ناوى بقى تفرحنا بيك ولا ايه
            أبتسم عبد الرحمن بحزن قائلا:ان شاء الله يا بابا ادعيلى انت بس ربنا يرزقنى ببنت الحلال

            اقترب منه وهمس وهو يشير الى المقعد الخلفى:طب ماهى بنت الحلال موجوده اهى
            التفت عبد الرحمن للخلف ثم نظر ابيه باستنكار وقال:حضرتك بتتكلم جد
            نظر له والده يتفرس فى وجهه يحاول ان يقرأ انفعالاته وقال:طبعا بتكلم جد وجد الجد كمان ..لو فيها عيب طلعهولى
            ارتبك عبد الرحمن وقال:مش مسألة فيها عيب يا بابا بس...بس انا بحس انها عندى زى فرحه كده مش اكتر
            :ده بس علشان مفيش بينكم معامله لكن لما تبقى خطيبتك المسافه بينكم هتقرب اكتر
            :خطيبتى ايه بس انا يا بابا مبفكرش فى الموضوع ده خالص دلوقتى

            شرد حسين وقال:اول مره تعارضنى يا عبد الرحمن
            قال عبد الرحمن بسرعه:اعوذ بالله انا مقدرش اعارضك يا بابا بس ده جواز وحياة يعنى مينفعش اتجوز واحده بحبها زى اختى
            :اول مره تاخد قرار من غير تفكير يا عبد الرحمن ..انت شكلك كده لسه قلبك مشغول باللى خانتك
            أعتصر كلام ابيه قلبه فقال بألم:لا يا بابا حضرتك فهمتنى غلط انا مبفكرش فيها خالص بالعكس
            :اومال ليه رفضت من غير تفكير بنت زى دى ..مؤدبه ومحترمه ومتدينه وبنت عمك يعنى دمك ولحمك

            شعر عبد الرحمن ان اباه يكاد يكون يحاصره ويضغط عليه فقال محاولا التخلص من هذا المأزق:خلاص يا بابا اوعدك هفكر فى الموضوع ده وارد على حضرتك قريب
            حسين:اسمع يا عبد الرحمن انا عمرى ما ضغطت عليك فحاجه لكن اعرف يابنى ان الموضوع ده مهم عندى فوق ما تتصور قدامك يومين وترد عليا علشا افاتح البنت فى الموضوع

            كاد ان ينفعل من وقع كلمات ابيه ولكنه تذكر انها وامه يجلسان خلفهم فحاول ضبط أعصابه واخفض صوته قائلا:بس حضرتك يابابا نسيت انا سبت هند ليه لو اللى حضرتك عاوزه ده حصل يبقى كده هنفذ لامها اللى هى عايزاه

            ابتسم حسين قائلا:ومين قالك انى مش هنفذلها اللى هى عايزاه
            قال عبد الرحمن بتعجب:اول مره مفهمش حضرتك بتفكر ازاى
            ابتسم والده فى هدوء وثقه قائلا:شوف يابنى انا واحلام واقفين على اول طريق والطريق ده اخره اتجاهين انا عاوز اخر الطريق احود يمين وهى عاوزه تحود شمال يعنى انا وهى لازم نمشى فى الطريق نفسه مع بعض لكن العبره فى اخر الطريق يابنى فهمتنى

            عبد الرحمن:طب هى عارفين هى عاوزه ايه عاوزه فلوسنا وخلاص لكن حضرتك بقى عاوزنى اتجوزها ليه؟
            حسين :كان لازم تعرف من ساعة ما كنت بدور عليهم يابنى انا مستغرب من سؤالك ده...ياما قلتلك وانا بدور عليهم انى عاوز الم لحمنا اللى مرات اخويا خادته وهربت
            وان عمك موصينى بكده قبل ما يموت... اومال انت فاكر يعنى ايه معنى ان اخويا يقولى وهو بيطلع فى الروح "خد عيالى فى حضنك يا حسين "لو كنت عرفت معنى الجمله دى مكنتش سألتنى السؤال ده يا عبد الرحمن

            شعر عبد الرحمن بالحرج من والده بشده وهو يقول:طب ليه حضرتك معرضتش الموضوع ده على يوسف اشمعنى انا
            ابتسم مره اخرى قائلا:علشان مينفعش اعرض عليه واحده هو بيحب أختها

            تفاجأ عبد الرحمن بكلمات ابيه وقال باندهاش:يوسف بيحب ...لالا مش معقول هما الاتنين غير بعض خالص يا بابا
            والده:معاك حق انا كمان مستغرب بس انت عارف ابوك مبيقولش حاجه غير لما يكون متاكد منها

            ثم اردف قائلا بجديه:قدامك يومين تفكر وترد عليا ..اتفقنا
            زفر عبد الرحمن بحنق وهو يشيح بوجهه بعيدا قائلا بضيق :حاض
            اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

            تعليق


            • #36
              اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

              تعليق


              • #37
                الفصل السادس عشر


                جعل ايهاب الحديقة فى ابهى صورة لاستقبال أخته وعمه وزوجة عمه بمساعدة فرحه ومريم ووفاء بشكل بسيط بعيدا عن التكلف بما يليق بالمناسبه .......فجعل من فروع الشجر الرفيعه على بوابة الحديقة بشكل متقابل بحيث تصبح كالسهم يتدلى منه بعض انوار الزينه البسيطه وكذلك غطى علية المظله الداخليه باوراق الشجر والورود البيضاء

                وكذلك ساعدته فرحه برسم بعض الزخارف الاسلاميه على اطباق الحلوى المصنوعه من الخوص وأستخدام بعض الزهور الجافه .....
                كان ايهاب وفرحه يشعران بمتعه حقيقه اثناء عملهم فى الحديقه لم تخلو هذه المتعه من بعض المنخصات التى تسبب بها وفاء ومريم بسبب تخبطهم فى الالوان واختلافهم فيها

                وأثناء عراكهم كفتيات صغيرات لمحت وفاء يوسف ووالدها يخرجان من المنزل ويتوجهان للخارج فاستوقفتهم بنداآتها المتكرره وهى تتجه اليهم بخطوات واسعه وقفت امامهم تسألهما ان يأخذوها معهم لاستقبالهم فى المطار
                ولكن والدها رفض قائلا:خليكى يا وفاء العربيه يدوب ده حتى انا مش هروح معاه كانت مريم قد لحقت بها فقالت هى الاخرى عاوزه اروح معاكم

                وهنا صاح يوسف بحده:تيجى معانا فين انتى عاوزه تتنططى فى اى حته وخلاص
                أضاءت عيناها بدموعها وقفزت على الفور الى وجنتيها تعلن غضبها من نفوره الدائم منها بلا سبب تفهمه
                رمقه عمه بنظره صارمه قائلا:بتكلمها كده ليه يا يوسف هى قالت حاجه غريبه يعنى ...مش كده يا يابنى
                يوسف :انا اسف يا عمى عن اذنك علشان كده يدوب الحق معاد الطياره

                أستدارت مريم وتراجعت خطوات بطيئه وهى تضع يديها على فمها وتبكى بمراره لحقت بها وفاء وأخذتها بعيدا حتى لا يراها ايهاب على حالتها هذه وحاولت ان تخفف عنها :متزعليش يا مريم هو يوسف كده بيطلع فجأه زى القطر
                بكت مريم بحراره وهى تقول:انا مش عارفه بيعاملنى كده ليه من ساعة ما شافنى وهو واخد منى موقف حتى لما تحصل حاجه بالغلط يفتكرها حاجه وحشه او انا قصداها
                قالت وفاء مستفهمه :حاجه وحشه ازاى يعنى

                تابعت مريم:اى حاجه تتخيليها اجى اقع يقوم وليد يمسك ايدى يقوم يفتكرنى موافقه انه يمسكنى كده يشوف واحده صاحبتى بتعمل حاجه غلط يقوم يفتكرنى موافقه على تصرفاتها وانا كمان بعمل كده
                وكل مره احاول اثبتله انى مش كده ميدنيش فرصه ويسيبنى ويمشى وبعد كل ده يهزأنى قدامك انتى وعمى ويشخط فيا كده...انتى متعرفيش البهدله اللى كنت بشوفها وانا بشتغل معاه

                صمتت وفاء فى تفكير ثم قالت:وانتى بتفسرى التصرفات دى بأيه
                أشاحت بذراعها قائله :مش طايقنى طبعا ومش عارفه ليه ..انا عملتله ايه علشان يعاملنى كده
                قالت وفاء وهى تمط شفتيها :امممممممم ..ياعينى يا يوسف هو انت وقعت ولا الهوا اللى رما ك
                رفعت مريم رأسها بعينين دامعتين قائله:تقصدى ايه
                ضحكت وفاء بصخب وقالت:وانتى كمان يا مسكينه ..الله يرحمكم ويحسن اليكم

                حاولت مريم جاهده مقاطعت ضحكات وفاء وهى تهتف بها:بطلى ضحك وفاهمينى قصدك ايه
                قامن وفاء من مكانها وجلست قريبا من مريم وقالت بخفوت :قصدى انه بيحبك يا عبيطه وبيغير عليكى

                تحجرت عيني مريم وهى تنظر الى وفاء بعدم تصديق ..فأومأت لها وفاء برأسها مؤكده وهى تقول:وانتى كمان بتحبيه
                نهضت مريم وكأنها لدغت وهى تصيح فى وفاء:انتى شكلك اتهبلتى يا بت انتى والقضايا اللى بتذاكريها لحست مخك ثم انصرفت وهى تتابعها ضحكات وفاء المتواصله فى شغف

                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""

                وبعد ثلاث ساعات كان الجميع يتجهز ويتم وضع اللمسات الاخيره على ديكور الحديقه الجديد حتى سمعوا صوت ابواق سيارة يوسف تنطلق متتاليه وكأنه فى زفاف ذهب الجميع الى بوابة الحديقه فى سعاده وقد كانت سعادة مريم لا توصف حينما رأت اختها ايمان تهبط من السياره وقد زاد نور وجهها أكثر وأكثر وزاد جمالها دون وضع اى من ادوات الزينه عليه نعم انه نور الطاعه يزداد بها

                اسرعت اليها بخطاوت قريبه الى العدو ولم تنتظر ايمان حتى يستطيع يوسف ان يدخل بالسياره بشكل كامل خرجت مسرعة الى اختها التى تعدو اليها وسكنت مريم فى حضن أختها كأنها أمها عادت اليها بعد غياب ......مسحت ايمان على رأس مريم وهى تنظر الى ايهاب بشوق كبير اقبل عليها ايهاب وحاول انتزاعها من مريم ولكنه لم يستطع كانت متشبثة بها بقوة فأضطر لاحتضانهما معا وقبل رأس أخته بحنان وشوق بالغ وهو يقول بابتسامه عذبه:وحشتينا يا حجه ..خلاص بقيتى حجه رسمى ها

                ضحكت ايمان ضحكة اشرق بها وجهها زاده بهاء وقالت:لا برده لسه مش رسمى اوى دى عمره مش حج
                قضى وقت طويل فى العناق والتحيات والسلام بينهم جميعا ودخل الجميع الى مكانهم المفضل تحت المظله ولكنها كانت مختلفه بديكورات ايهاب وفرحه ظلت تنظر ايمان حولها بتعجب وتقول لايهاب:طبعا انت صاحب الافكار البديعه دى
                اشار ايهاب الى فرحه قائلا وهو يغمز لها:مش لوحدى

                لم تفارق مريم ايمان ظلت ممسكة بيدها وهما جالسين فى الحديقة كأنها تقول لها أحتاجك بشدة وأفتقدك
                وهنا قامت ام وليد تصيح فى الخادمه يالا يا بت هاتى الاكل بسرعه
                عفاف:طب ما نطلع فوق احسن بدل ما البنت تقعد طالعه نازله تجيب فى الاكل

                قالت وفاء بسرعه:لا يا طنط احنا عاملين حفله باربكيو كلوا مشويات ثم اشارت الى مريم وهى تقول يالا يا مريم نساعد البنت الغلبانه دى
                منعتها امها وقالت:تساعديها ليه هى بتاخد شويه دى بتاخد على قلبها قد كده
                وهنا تحدثت ايمان قائله بهدوء:وفيها ايه يا طنط الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان بيجيله ضيف كان بيخدمه بنفسه رغم انه كان عنده ساعتها سيدنا أنس بن مالك اللى كانت امه وهبته لخدمة النبى عليه الصلاة والسلام

                رمقتها ام وليد بنظرة جانبيه وهى تقول عليه الصلاة والسلام ياختى
                عانقها اخاها مره اخرى وهو يقول وحشنا كلامك والله يا ايمان
                بعد الانتهاء من تناول الطعام قالت وفاء موجهة حديثها لايمان:قوليلى بقى يا ايمان لما روحتوا المدينه المنورة ووقفتى قدام قبر النبى عليه الصلاة والسلام حسيتى بأيه

                أشرق وجهها وهى تقول بعيون لامعه:يا يا وفاء مقدرش اوصفلك احساسى ابدا حسيت بسكينه وراحه فى قلبى وخصوصا وانا بقول السلام عليك يا رسول الله
                قلبى ارتجف كأنى واقفه قدامه عليه الصلاة والسلام ثم تابعت وكأنها انتبهت لشىء وقالت:بس تعرفى يا وفاء حجرة النبى اللى كان عايش فيها وادفن فيها كانت صغيرة اوى يمكن المظله دى أكبر منها فى الحجم مع أن النبى اكرم خلق الله على الله وحبيب الرحمن ورغم كده كان بيته بالحجم ده وبالتواضع ده وأحنا بيوتنا كبيرة اوضتين وتلاته ويمكن اكتر ورغم كده نقعد نشتكى ضيق الحال وضيق الرزق واللى ساكنه فى شقه عاوزه فيلا واللى عندها فيلا عاوزه قصر..سبحان الله
                نظر الحاج حسين الى عبد الرحمن نظرة ذات معنى وكأنه به يقول له "شوفت بقى انا اخترتلك ايه "

                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""""""

                جلست مع مريم وايهاب فى غرفة المعيشه فى شقتهم وهى تحكى لهم تفاصيل رحلتها الروحانيه الجميلة وهما يستمعان فى انتباه والابتسامه مرسومه على شفتيهما الى ان قال ايهاب:الله يا ايمان شوقتينى اروح عمره ..ان شاء الله اروح قريب أول ما اخلص تشطيب العماره اللى عمى ادانى شغلها ويبقى معايا مبلغ محترم هسافر على طول
                قالت مريم:ده مبلغ يابنى يطلعك حج مش عمره انت والعيله كلها

                رمقته ايمان بنظرة متفحصه وهى تقول:طب ايه رأيك طالما المبلغ حلو كده قبل ما تطلع العمره تخطب فرحه
                ابتسمت مريم وهى تنظر الى ايهاب الذى ابتسم بدوره ولكن ظهرت عليه علامات الحيره وهو يقول لها:تفتكرى يا ايمان ...تفتكرى عمى يوافق ثم نهض مترددا وقال:وبعدين هى نفسها ممكن متوافقش
                قالت ايمان بثقه :لالا انا متأكده انها هتوافق
                لمعت عيناه بشغف قائلا:وعرفتى ازاى هى قالتلك حاجه؟

                أشارت لها بأصبعها نافية وقالت بابتسامه مداعبه:لا طبعا هى دى حاجه تتقال انا اللى عندى الحاسه السادسه والسابعه والعشره كمان
                ايهاب:تفتكرى كده يعنى أتوكل على الله وأكلم عمى ..بس لو قالى هتعيشها فين اقوله ايه.... فى بيتك .......لا مينفعش استنوا لما يبقى معايا مبلغ تانى اجيب بيه شقه بره تليق بيها

                صاحت مريم بمرح:ليه بس يا هوبه انت ناسى الاعتراف اللى عمامى قالوه لايمان اننا لينا نصيب فى البيت هنا يعنى الشقه اللى هتجوز فيها بتاعتك من ورث بابا الله يرحمه يعنى ملكك
                قالت ايمان مؤكده:انا مع مريم يا ايهاب وعلى فكره عمى عاوز يكتبلنا نصيبنا بيع وشرا بس مش عاوز ماما تعرف حاجه زى كده ثم نظرت لمريم موجهة الحديث اليها:سامعانى يا مريم
                مريم:انا وعدتك يا ايمان خلاص

                تابعت ايمان وهى تنظر لإيهاب :وافق يا ايهاب علشان خاطرى انا نفسى تجوز بقى وكمان هتسكن معانا فى نفس الدور فى الشقه اللى قدامنا على طول يالا توكل على الله وأستخير ربنا
                أومأ ايهاب برأسه موافقا وقال بسعادة غامره:طول عمرك بتفتحيلى ابواب الخير يا ايمان وبتحفزينى دايما

                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""

                مضى اليومان المهله التى طلبها عبد الرحمن من ابيه ليفكر فيهما فى موضوع زواجه من ايمان
                كان يجلس فى مقعده الخاص فى شرفته المطله على الحديقه شاردا حتى أتاه صوت أخته تناديه...ألتفت اليها قائلا:ايوا يا فرحه فى حاجه
                فرحه:ايوا رومانسى بابا عاوزك فى اوضة المكتب حالا بالا

                عبد الرحمن وهو ينهض :طب روحى انتى يا غلباويه
                دخل عبد الرحمن غرفة والده بعد ان طرق الباب وأغلقه خلفه وهو يقول:السلام عليكم ..حضرتك بعتلى يا بابا
                أشار له والده ان يجلس وهو يقول:اقعد يا عبد الرحمن ...ثم تابع ايه يعنى مردتش عليا اليومين عدوا
                قال بعدم فهم:ارد على ايه

                رمقه والده بنظره صارمه وقال:وانا اللى قلت انك بتستخير ربنا اتاريك الموضوع مش فى دماغك اصلا
                تذكر عبد الرحمن الحديث الذى دار بينهما على متن الطائرة بالفعل لقد نسيه لا لعدم اهيمته ولكن لعلمه ان والده مصر على هذه الزيجه وفى كل الاحوال سوف يضطر للموافقه أنتزعه والده من بين افكاره قائلا:يعنى مردتش
                :بابا هو حضرتك لسه مصمم على الموضوع ده
                :أنت شايف ايه
                :خلاص يا بابا حضرتك اعمل اللى شايفه صح
                تنهد حسين وهو ينظر لولده يحاول ان يستشف ما بداخله فى صمت ثم قال لهدوء :يابنى انت عارف قيمتك عندى كويس وانا مش عايز اجبرك على حاجه وكمان ايمان زى بنتى ومرضاش ابدا انها تجوز واحد مجبور عليها

                أسند عبد الرحمن ظهره الى مقعده وهو يقول:يا بابا والله ايمان بنت زى الفل وزوجه رائعه لاى حد فى الدنيا وانا مش مجبور ولا حاجه كل الحكايه انى كان نفسى احب البنت اللى هتجوزها الاول لكن خلاص اللى فيه الخير يقدمه ربنا

                ابتسم والده برضى وقال :عظيم ..كده مفضلش غير ايمان يارب بقى هى متخزلنيش
                التفت اليه عبد الرحمن بتسائل:تفتكر ممكن ترفض
                حسين بتفكير:والله يابنى مش متأكد من موافقتها ...شوف انا هقعد معاها واكلمها ولو وافقت هكلم ايهاب على طول على كتب كتاب بلاش خطوبه وتضيع وقت
                نهض عبد الرحمن وهو يهتف:جواز كده على طول طب ناخد على بعض الاول

                ابتسم حسين وقال: لما انت بتقول كده وانت الراجل..اومال البنت بقى هتقول ايه...
                :يا بابا واحده واحده الحكايه مبتتاخدش قفش كده
                اشار له والده منبها :واعمل حسابك كتب الكتاب هيبقى شهر واحد بس وبعدين الفرح على طول صمت عبد الرحمن ولم يرد عليه فصاح فيه فجأة: مااااالك....... أنتفض عبد الرحمن لصيحة أبيه وقال بتلعثم حاضر يا بابا حاضر لو عاوز الدخله كمان ساعه انا جاهز

                ضحك حسين بصوت مرتفع ثم نادى على زوجته بصوت عالى دخلت والدته ولحقت بها فرحه التى قالت ايه ده بابا بيضحك بصوت عالى اكيد فى حاجه كبيرة ..نهض الحاج حسين من مكانه وتوجه اليها وأحتضنها وهو يقول عقبالك لما افرح بيكى انتى كمان نظرت له زوجته بتسائل وقالت:هى كمان

                أومأ برأسه قائلا:ايوه يا عفاف هى كمان اصل خلاص عبد الرحمن لقيناله عروسه
                ابتسمت فى حيره وهى تقول:عروسة مين يا حاج
                قال :ايمان.... ثم ثابع بحنين بنت أخويا الله يرحمه
                أنتفض عبد الرحمن للمره الثانيه على صوت الزغاريد الذى أطلقته والدته فجأه
                أصفر وجهه وقال :دى تانى مره اتخض فى نفس القاعده...على فكره انا كده مش هشرفكوا خالص

                قبلته والدته وأحتضنته وأنقضت عليه فرحه بسعاده وتقول :مبروك يا بودى مبروك مبروك ..
                عبد الرحمن:كل ده ولسه العروسه متعرفش اصلا ..وعلى فكره احتمال كبير ترفضنى
                عفاف :انا هطلعلها دلوقتى

                أوقفها الحاج حسين قائلا:لا محدش هيكلم ايمان غيرى انا عمها وعارفها كويس
                أطلعى يا فرحه ناديهالى وأوعى تلمحيلها بأى حاجه مفهوووم
                فرحه وهى تعدو :مفهوم يا باباااااااااا

                طرقت فرحه على الباب وعندما فتح أطرقت رأسها فى حياء وقالت :ازيك يا بشمهندس ممكن تناديلى ايمان لو سمحت
                ابتسم قائلا فى حب:طب وانا منفعش
                تضرج وجهها بحمرة الخجل وقالت:لا الصراحه مينفعش خالص
                جاءت ايمان وهى تقول :مينفعش ايه
                قالت فرحه بسرعه :ايمان بابا عاوزك تحت ضرورى جدا خالص

                ابتسم ايهاب وقال مداعبا:ضرورى جدا خالص كل ادوات التأكيد اللى فى اللغه
                ايمان:طب ثوانى يا فرحه هروح البس الاسدال وجايه على طول
                أرتدت ايمان اسدال الصلاة وهبطت بصحبة فرحه الى شقتة عمها أشارت فرحه الى غرفة المكتب وقالت:بابا مستنيكى فى اوضة المكتب
                طرقت ايمان ثلاث طرقات خفيفه ودخلت قال حسين بابتسامه أدخلى يا ايمان واقفلى الباب وراكى
                ثم اشار لها بالجلوس فقالت:خير يا عمى

                ابتسم بحنان وقال:قوليلى يا ايمان انتى بتثقى فيا
                :طبعا يا عمى
                :يعنى متأكده انى عاوز مصلحتك وانك عندى زى ولادى بالظبط
                :اكيد يا عمى مفيش عندى شك فى كده ..بس حضرتك بتسألنى ليه
                :هقولك بعد ما تردى عليا...نظرت له متعجبه وقالت:ما انا رديت يا عمى
                :لا فى سؤال كمان...ثم قال ببطء :ايه رأيك فى ولادى ..يعنى شخصيتهم وتربيتهم ...كده يعنى

                زادت حيرة ايمان أكثر وأكثر لا تعلم سر هذه الاسئله ولكنها مضطره للرد عليها قالت:ماشاء الله يا عمى ولادك حضرتك احسنت تربيتهم وأخلاقهم فوق الوصف ربنا يخاليهوملك
                أتسعت أبتسامته وقال:ريحتى قلبى يابنتى ..كده بقى ندخل فى الموضوع على طول
                صمتت ايمان وتركت له المجال لمتابعة حديثه فقال بشكل مباشر:ايه رأيك فى عبد الرحمن ابنى
                ارتبكت وقالت بتردد:من ناحية ايه
                قال :لو اتقدملك تقبليه

                وقفت ايمان فى خجل وأطرقت رأسها ولم ترد ..نهض عمها ووقف الى جانبها ولف ذراعه حول كتفها قائلا :يابنتى انا عاوز رأيك بصراحه متكسفيش مني لو شايفاه ميصلحش قوليلى لاء ..ليكى مطلق الحريه ده جواز مش لعبه...طال صمتها مما جعله يشعر بالقلق فقال:انا بس عاوز اقولك ان عبد الرحمن متربى ومواظب على صلاته وبيقوم بكل الفروض اللى عليه وعمره لا مسك سيجاره ولا غيره وطبعا انتى عشتى معانا فتره وشوفتى تصرفاته ثم تابع ..ولو وافقتى هتريحى قلبى يا ايمان انا عاوز اطمن عليكى انتى واختك قبل ما اموت
                قالت بلهفه:بعد الشر عليك يا عمى ربنا يديك طولت العمر وحسن العمل يارب

                تابع حديث قائلا:عاوز اطمن عليكى مع راجل عارف انه هيصونك لانك فى الاخر لحمه ودمه وتفضلى وسط عيلتك الكبيره دى ومتسبيناش ابدا نبقى حواليكى دايما وانتى عارفه عفاف بتحبك ازاى وهتراعيكى وهتبقى غلاوتك عندها من غلاوة فرحه وانتى عارفاها طيبه ازاى
                زاد شعوره بالقلق لعدم لطول صمتها مره أخرى فقال:ها يابنتى مردتيش عليا ايه رأيك

                قطعت صمتها وقالت بحياء:طيب حضرتك ادينى فرصه أفكر وأستخير وأخد رأى اخويا
                ابتسم لها قائلا:يومين كويس
                قالت بسرعه:لا يومين قليل اوى ..يعنى ..مش أقل من اسبوع كده
                قال:خلاص نقسم البلد نصين نخاليهم أربعه ..خلاص اتفقنا مش عاوز مقاوحه تانى يالا اتفضلى

                خرجت ايمان نظرت حولها ثم هرولت سريعا الى الاعلى حيث شقتها وقلبها يخفق بشدة نظر لها ايهاب وهى تغلق الباب خلفها وتحاول ان تتنفس بصعوبه قلق عليها واقترب منها مطمئنا :مالك يا ايمان فى حد ضايقك

                تضرج وجهها بحمرة الخجل أكثر وهى تقول:لا ابدا
                :اومال مالك كده وشك أحمر وزى ما يكون حد بيجرى وراكى
                صمتت وذهبت لتجلس حتى تستطيع تنظيم طريقة تنفسها ذهب خلفها فى حيرة وجلس بجوارها ونظر اليها ينتظر أجابتها ..خرجت مريم من غرفتها فوجدتهم هكذا فأقتربت وجلست بجوار أختها وهى تقول :مالكوا فى ايه
                قال ايهاب بنفاذ صبر:ما تكلمى يا ايمان ساكته ليه

                ارتبكت بشدة وهى تقول بخجل:عمى ..عمى بيقولى ايه رأيك فى عبد الرحمن
                ايهاب:مش فاهم يعنى ايه رايك فيه ازاى يعنى
                أطرقت برأسها تحاول ان تجد كلمات مناسبه ..وفجأه صفقت مريم بيديها بابتسامه كبيرة وهى تقول:يا ايمان يا جامد ..معقوله يا ايهاب مفهمتش ده انا فهمت...واكملت :عبد الرحمن عاوز يتجوز ايمان ها فهمت ولا نقول كماااااان
                قطب جبينه فى تفكير وقال:صحيح الكلام ده يا ايمان
                أومأت برأسها مؤكده كلام مريم

                ايهاب:وأنتى قولتى ايه وعمى ليه مكلمنيش انا الاول
                قاطعته مريم:ازاى يعنى يقولك انت الاول مش لما يعرف رأيها الاول يبقى يكلمك ويتفق معاك
                أومأت ايمان مره اخرى وقالت بخفوت :ايوه هو برضه قالى كده
                قالت مريم بسعاده:وانتى قولتيله ايه يا ايمان موافقه طبعا مش كده
                قالت ايمان بنفس الخفوت:قلتله عاوزه وقت افكر وأستخير ربنا

                نهض ايهاب وهو يقول:خلاص اللى فيه الخير يقدمه ربنا أستخيرى بس لما توصلى لنتيجه تقوليلى انا وانا هبلغه بالرد
                وافقته ايمان بإماءة من رأسها وقالت مريم:بطل تحبكها يا ايهاب ده عمنا يعنى فى مقام ابونا الله يرحمه ..مش راجل غريب وناس غريبه عننا نتعامل معاهم بالشكليات دى

                قال ايهاب متعجبا :يا سلام من امتى بقى العقل ده ثم اردف وهو يتجه للباب:انا ماشى بقى عندى مشوار شغل مهم اوى
                بمجرد ان اغلق ايهاب الباب خلفه أمسكت مريم ذراع ايمان واجلستها فى مواجتها وقالت وهى تصطنع الجديه:أعترفى بسرعه ...
                :اعترف بأيه يا مجنونه

                :ايه اللى خلاكى تغيرى رأيك ..مش قلتى انا عاوزه اتجوز واحد ملتزم
                سعلت ايمان وأنشغلت بطرحت اسدالها حتى تتحاشى النظر لمريم وقالت:انا لسه موافقتش يا مريم ..انا لسه هستخير
                أمسكت مريم وجهها بيدها وقالت بمكر:اومال ليه كده خير اللهم اجعله خير شكلك زى ما تكونى موافقه..وبعدين عبد الرحمن مش ملتزم زى ما انتى عاوزه

                ابعدت ايمان وجهها وقالت:بصى انا كمان محتاره لانه زى ما بتقولى مش ملتزم زى ما انا عاوزه لكن عموما احنا عشنا معاهم وشوفنا اخلاقهم وهو اخلاقه مش بعيده عن الالتزام ..يعنى بيصلى فى المسجد وبار بأبوه وأمه ومحترم ومالوش فى حكاية مصاحبة البنات والستات والكلام الفاضى ده مالوش فى السجاير ولا فى الحاجات الوحشه دى..... معاملاته وطريقة كلامه محترمه ده غير انى عارفه عمى مربيه ازاى .......
                وبما ان احنا قرايب فأنا متأكده من اخلاق البيت اللى اتربى فيه هو فيه بس شوية حاجات عاوزه تظبيط

                كانت ايمان تردد على نفسها هذه الكلمات دائما حتى تقنع نفسها بها وهى تتقلب على فراشها ليلا وكأنها تجد مخرجا او تبريرا يجعلها توافق على الزواج من عبد الرحمن فلقد كانت تطلعاتها اكبر من هذا فى الزوج الذى تريد

                طوال الاربع أيام لم يحدث أحتكاك بين مريم ويوسف ولقد ساعد على ذلك البعد أختبارات آخر السنه بالنسبه لمريم وفرحه ووفاء وبعد أنقضاء المهله المحدده وأستخاره يوميه أخبرت ايمان اخيها برأيها....فقال بحيرة:مش عارف يا ايمان يعنى اقول لعمك ايه دلوقتى
                ايمان :زى ما قلتلك يا ايهاب قوله انى عاوزه اتكلم مع عبد الرحمن مره واحده وبعدين هقول رأيى

                نهض ايهاب ليذهب لعمه ولكن ايمان استوقفته قائله :ايهاب...ايه رأيك تطلب ايد فرحه بالمره
                التفت اليها فى تفكير وقال :تفتكرى ده وقت مناسب
                ايمان بحماس:طبعا افتكر ونص ..وانا عارفه النتيجه من الكنترول مقدما
                ايهاب:مش عارف يا ايمان قلقان اوى من الحكايه دى

                ربتت على كتفه وقالت:صدقنى عمك بيحبك جدا وهيفرح اوى بطلبك ده وفرحه كمان مياله ليك
                شرد قليلا وقال:بس دى بتمتحن دلوقتى

                ابتسمت له قائله:خلاص فاضل اسبوع وتخلص امتحانات ..وبعدين يا باشا انا لو كنت عارفه انها هتقعد تفكر وتنشغل كنت قلتلك استنى لما تخلص امتحانات لكن انا متأكده انها هتطير من الفرح وهتتحمس للمذاكره اكتر
                وضع ايهاب يديه فى جيبه وقال بغرور مصطنع:طبعا يابنتى اخوكى لا يقاوم

                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""

                كانت سعادة الحاج حسين بالغه وهو يرى على وجه أبنته علامات الرضى بطلب ايهاب للزواج منها وهى تقول بخجل:اللى تشوفه حضرتك يا بابا
                فى حين قال عبد الرحمن مداعبا :يا سلام على الادب ايه يابنت الادب ده كله اللى نزل عليكى مره واحده

                نظرت له نظره جانبيه وهى تقول :طول عمرى مؤدبه على فكره بس انت كنت فى البلكونه هو محدش قالك ولا ايه
                ضحك والدها من مداعباتها لاخيها وهو يقول:مش لسه كنتى مكسوفه من شويه لحقتى تقلبى ثم التفت الى عبد الرحمن وقال :ها يا عبد الرحمن وانت فاضى امتى علشان القاعده اللى ايمان عاوزه تقعدها معاك دى

                :اى وقت يا بابا وياريت لو النهارده علشان بكره عندى شغل كتير مش هبقى فاضى وونظر لوالده فى تساؤل قائلا:بس هى مقالتش هى عاوزانى فايه بالظبط

                الفتت اليه والده متعجبا وقال:البنت من حقها تقعد معاك قبل ما توافق عليك..وانا الحقيقه مستغرب المفروض ان انت كمان تبقى عندك نفس الرغبه
                عانقت عفاف ابنتها عناق طويل وهى تبكى وتقول :الف مبروك يا حبيبتى مش مصدقه انى هشوفك عروسه اخيرا
                اعتدلت فرحه وهى تقول :ايه اخيرا دى يا ماما هو انا عندى خمسين سنه ولا ايه

                ثم نظرت الى يوسف الذى كان يتابع التلفاز واجما وقالت:ولا ايه رأيك يا يوسف
                قال دون ان يلتفت: اللى انتوا شايفنه اعملوه

                جلست والدته بجواره قائله:ازاى يابنتى انت اخوها ولازم يكون ليك رأى
                ابتسم ابتسامه باهته وقال:ايهاب مفيش غير غبارولا هو ولا ايمان وانا اتشرف بيهم بصراحه

                نظرت له فرحه بتساؤل وقالت:ومريم كمان بنت كويسه
                ابتسم فى سخريه وهو يقول :لا ومش اى بنت ونعم البنات
                اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                تعليق


                • #38
                  اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                  تعليق


                  • #39
                    الفصل السابع عشر



                    كان اللقاء فى الحديقه جلست ايمان على مسافه مناسبه من عبد الرحمن وهى تحاول استعادة اى شىء مما كانت تريد قوله ولكن عقلها وكأنه قد اغلق للصيانه ظلت تحاول ان تبدو متماسكه حتى لا تبدو بلهاء فهى من طلبت الجلوس اليه ولكن الحياء كان سيد الموقف شعر عبد الرحمن بما تعانيه فقرر أن يبدا هو قائلا بابتسامته المعهوده:أزيك يا إيمان ..أخبار الورده ايه

                    أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت :الحمد لله..الورده اعتنيت بيها على قد ما اقدر بس فى الاخر دبلت
                    أومأ برأسه قائلا:اكيد طبعا طالما اتقطفت خلاص ثم أستدرج مداعبا:منه لله الوحش اللى قطفها
                    أبتسمت رغما عنها فقال بسرعه:بصى يا ايمان انا عاوزك تبقى على راحتك خالص وتكلمينى فى اللى انتى عاوزاه
                    قالت بتماسك:انا كل اللى كنت عاوزاه انى اقولك على شوية حاجات كده أحب تبقى موجوده فى بيتىوأحب الانسان اللى هعيش معاه يعملها وكنت عاوزه اعرف رأيك فيها
                    حك ذقنه بتفكير وقال:اممممم ..اتفضلى قولى انا سامعك

                    أنطلقت فى الحديث بسرعه حتى لا تتوقف فتتراجع فقالت:اول حاجه انا مش عاوزه فى بيتى معاصى علشان ربنا يباركلنا فى حياتنا يعنى انا مش بتفرج الا على القنوات الاسلاميه بس..أنت عارف طبعا الافلام والمسلسلات رجاله وستات أكتر واحده محترمه فيها حاطه ميكب ومتزينه على الاخرده اذا كانت مغطيه شعرها يعنى وبعدين كده مش هيبقى فيه غض بصر لان الراجل هيقعد يتفرج ويطلق بصره على ستات غريبه عنه والست نفس الحكايه وطبعا ده باب من ابواب الفتن
                    عبد الرحمن :ها وايه كما
                    ن
                    تابعت مسترسله :تانى حاجه انا مبسمعش أغانى ومحبش بيتى يشتغل فيه اغانى أنت عارف طبعا ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ( وانا مش عاوزه يبقى فى حد فى بيتنا بيستحل المعازف
                    ابتسم ابتسامه واسعه وقد أعجب بالحديث وقال:يعنى التحريم فى الاغانى ولا فى الموسيقى
                    قالت بسرعه:لا انا ممكن أكون أخطأت التعبير ..التحريم فى المعازف نفسها لكن بالنسبه للأغانى وكلماتها فده على حسب الكلمات يعنى لو كلمات جميله بتدعو حاجه كويسه ومحترمه هتبقى حلال لكن لو كلمات بتثير الفتن والشهوات فى نفوس المسلمين فطبعا دى تبقى حرام وأعتقد هوده المنتشر وخصوصا فى الزمن ده
                    ابتسم مره اخرى وقطب جبينه بمرح وقال:طب بالنسبه للنوع التانى اللى بتاع الشهوات ده ينفع الست تغنيه لجوزها بصوتها كده من غير موسيقى

                    أطرقت برأسها خجلا من مقصد سؤاله ولم ترد ...حاول عبد الرحمن تغير مسار الحديث وقال :ها خلاص كده ولا فى حاجه تانيه
                    ايمان:حاجه واحده بس...بالنسبه للصور انا مش هعلق صور على الحيطان مهما كانت الصوره دى عزيزة عليا لان الرسول عليه الصلاة والسلام قال ان البيت اللى فيه صوره مش بتدخله الملائكه وطبعا البيت اللى مش بتدخله ملائكه هيبقى فيه ايه غير الشياطين ويمكن ده سبب محدش واخد باله منه للمشاكل الكتير اللى بتحصل فى البيوت

                    ونظرت اليه فوجدته يستمع لها بتركيز فقالت :هو كلامى ده مضايقك
                    عبد الرحمن:لا طبعا يضايقنى ايه ده انا مسلم زيى زيك يعنى دى اوامر دينى انا كمان
                    ابتهجت ايمان وقالت:أفهم من كده انك موافق على الكلام ده

                    أشرق وجهه بابتسامه عذبه قائلا:تصورى البنات دلوقتى لما تقول عايزة اقعد مع الراجل اللى متقدملى الواحد يتخيل انها هتقعد تتشرط عليه وتطلب بقى اللى هى عايزاه ثم تابع وهو ينظر لها باحترام:حقيقى يا ايمان انا كل يوم باحترمك اكتر ياريت كل البنات يبقى هو ده شغلها الشاغل فى جوازها مش الدهب والجهاز والمؤخر والقايمه وعايزة زى فلانه وهاتلى زى علانه

                    كان ينتظر منها ردا ولكنها وجدها صمتت فى خجل من أطراءه عليها فقال متابعا:انتى هتدى رأيك النهائى بعد ما تقعدى معايا ...ها رأيك النهائى ايه؟
                    نهضت وهى تبتسم فى راحه وقالت :هبلغ رايى لإيهاب عن أذنك وعادت الى الداخل فى سرعه بخطوات مرتبكه
                    كان لهذه الجلسه اثر بالغ فى نفس عبد الرحمن كلماتها جعلته يتأكد من أختيار ابيه انه بالفعل اختار له الزوجه الصالحه التى ستحمل اسمه وتحافظ عليه وخجلها والملامح التى كست وجهها وهى تحدثه جعله يشعر انه له مكان ما فى قلبها نعم كل هذا جعله راضيا اكثر عن هذه الزيجه ولكن مازالت مشاعره تجاهها كما هى

                    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"

                    أطلقت اصوات الزغاريد فى بيت آل جاسر بعد تحديد ميعاد العقدين معا فى آن واحد ويوم واحد بعد عشرة ايام
                    كانت العائله كلها فى سعاده غامره الا اثنين فقط وليد ووالدته التى كانت تأكل الغيره قلبها لكرهها لاولاد أحلام كما تقول دائما ولانها كانت تريد عبد الرحمن لابنتها وفاء أما وليد فقد أظهر عكس ما يبطن تماما فهو بارع فى هذا

                    وكانت هناك من تستمع للخبر وتقفز فرحا وسعادة وهى تقول فى الهاتف:الف مبروك يا حبيبتى ليكى انتى واخوكى انتى عارفه يا ايمان انا الود ودى انزلك مخصوص بس انتى عارفه بقى عمامك واخدين منى موقف وخايفه حضورى يبوظ الفرح وابقى انا سبب تعاستكم يا بنتى....لا يابنتى مش زعلانه ابدا انا راضيه عنكوا طول عمرى ...ماشى يا حبيبتى انا هتصل على ايهاب واباركله بنفسى ...مع السلامه يا نور عينى
                    وضعت سماهة الهاتف واستدارت لزوجها بانتصار قائله:شوفت تخطيطى يا عصام ..علشان كنت مش مصدقنى لما قلتلك فلوس العيله دى هترجعلى اضعاف مضاعفه ولحد عندى

                    صفق لها زوجها عصام بأعجاب وقال:كده ابصوملك بالعشره انتى معلمه
                    وضعت قدم فوق اخرى وهى تقول باستعلاء:ولسه ..مفضلش غير مريم وتبقى العيله كلها فى جيبى

                    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""

                    كانت الايام تمضى بطيئة على البعض وسريعة على البعض الاخر بل كانت اول مره تتمنى فرحه ان تأتى الأختبارات تباعا وتنتهى فى سرعه أخيرا ستتكلم معه وتنظر له وينظر لها دون الخوف من نظر الله اليهما
                    لم يكن حال ايهاب مختلفا كثيرا عنها فهو يحدث نفسه دائما بأنها ستصبح حلاله يبثها حبه وقتما شاء لن يغض بصره عنها بعد الان اخيرا ستكون هذه الطفله المدللة طفلته وزوجته الى الابد

                    وعلى النقيض كانت مشاعر عبد الرحمن بارده لا يشعر بسعاده ولا يشعر بحزن كلاهما سواء ولكن لم يكون كلاهما سواء بالنسبة لإيمان على العكس كانت تشعر بالسعاده المخلوطه بالخجل ولكنها لا تستحث الايام كما تفعل فرحه بل كلما مضى يوما تزداد لها اضطرابات قلبها
                    تم تحديد أقامة العرس فى الحديقة وتكفل ايهاب بها لمدة خمسة ايام قبل العرس وبالفعل خرجت من تحت يده زاهيه لاقصى حد كان يعمل بها بقلبه قبل يده وخبرته

                    كان عرس عائلى بسيط لم يكن به صخب كثير فقد كانت رغبة الجميع ان تكون الحفله الحقيقة هى يوم الزفاف
                    ارتدت ايمان فستان بسيط ورقيق من اللون الفضى المطعم بالخرز والكريستالات الملونه الصغيرة وضعت القليل من المكيب وكان حجابها من نفس لون الفستان والتى تتميز ببساطتها فى حين اصرت فرحه على ارتداء فستان منفوش من اللون الذهبى الفاتح يغلب عليه الخرز الامع كانت تريد ان تبدو كسندريلا فى فستانها ولفت حجاب صغير ووضعت ميكب يتماشى مع لون بشرتها الخمريه

                    تم عقد قرآن فرحه وايهاب أولا ثم تولى الحاج ابراهيم الولايه عن ايمان وتم عقد القرآنها على عبد الرحمن
                    وقف ايهاب فى مزاح وقال :يالا يا جماعه كله يقولنا فى نفس واحد بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير..يالا واحد اتنين تلاته ضحك الجميع مع اختلاف الاصوات وتنابزها وأطلقت ام عبد الرحمن الزغاريد الواحده تلو الاخرى حتى كادت ان يغشى عليها من الفرحه
                    على قدر بساطته لكنه كان بهيج جدا بكل هذه القلوب المحبه ......

                    لا تعلم مريم لماذا كلما نظرت اليه تشعر بغصه فى حلقها وكانها تريد البكاء تلاقت نظراتهما فى صمت قطعه يوسف بالحديث مع والده
                    كان من المقرر ان يجلس كل عريس الى عروسه بعض الوقت بعد انتهار الحفل فى مكان مخصص لكل منهما قد اعده ايهاب من قبل أنصرف الجميع كل الى شقته وظل الاربعه تحت مظله واحده نظر ايهاب الى عبد الرحمن قائلا:ايــه
                    عبد الرحمن:ايه
                    ايهاب:احنا هنستهبل من اولها متاخد مراتك وترح تقعد هناك
                    قال عبد الرحمن بتصنع عدم الفهم:ليه ما احنا قاعدين مع بعض احسن
                    نهض ايهاب وهتف به:ليه هى جمعيه تعاونيه ولا ايه ما تمشى يابنى انت هى الجوازه دى منظوره ولا ايه يا جدعان

                    نهض عبد الرحمن وهو يضحك ضحكات مستفزة وأمسك بيد ايمان وقال:يا يا ايمان لو استنينا اكتر من كده هنقضى الليله فى التخشيبه
                    رغم ان تصرفات عبد الرحمن كانت للمداعبه الا ان ايمان شعرت بقشعريرة فى جسدها جراء لمس عبد الرحمن ليدها ربما لانها اول مره تسمح برجل ان يلمسها

                    أخذها عبد الرحمن الى مظله صغيره اخرى كان ايهاب قد زينها بقماش التل تزينها الالوان الكهربائيه الملونه
                    جلس وهو يقول شفتى الواد اخوكى طردنا ازاى ..ابتسمت ايمان فى خجل قائله:معلش بقى اصله بيحب فرحه اوى ونفسه يقعد يتكلم معاها براحته

                    وضع عبد الرحمن كفه تحت ذقنه وظل ينظر اليها تاره والى الحديقة تارة اخرى فى صمت ويبتسم ابتسامات صماء
                    كانت ايمان تجلس فى مكانها ترى مظلة ايهاب وفرحه وترى علامات السعاده المرسومه على وجهيهما وترى انسجامهما سويا وهو ممسك بيدها يبثها مشاعره فى شوق وحب انسجمت معهما كأنها تجلس بينهما
                    تتبع عبد الرحمن نظراتها فوجدها شارده مع الاحبه كان يريد ان يتكلم معها ولكن لم يجد كلمات يقولها ومعه حق كيف يقول ما لا يشعر به فاللسان مغرفة القلب فأراد ان يقول اى شىء حفظا لماء الوجه فقال:
                    على فكره انتى النهارده زى القمر

                    أنتبهت على كلماته ونظرت اليه وكأنها لا تصدق انه تحدث اخيرا وقالت بحزن:بتقول حاجه
                    لمس عبد الرحمن حزنها فشعر بالاسى قال:بقولك انتى النهارده زى القمر
                    ابتسمت ابتسامه صغيرة لمجاملته وقالت جزاك الله خيرا على المجامله اللطيفه
                    قال بسرعه:لا مش بجاملك انتى فعلا زى القمر اول مره اشوفك بميكب حتى ولو خفيف

                    ابتسمت فى صمت حزين وأطرقت برأسها ولاول مره تشعر انها تسرعت بالموافقه على الزواج منه ..
                    هو لا يحبها كانت لابد ان تتاكد من مشاعره تجاهها قبل ان توافق
                    كان يطرق على الطاوله بانامله ويحاول ان يتكلم او يقول اى شىء ولكنه كلما وجد جملة معينه يشعر انها جوفاء ستخرج منه بلا معنى او احساس شعرت بتوتره اول مره تراه متوتر هكذا فرأت رفع الحرج عنه فقالت:تحب نقوم
                    عبد الرحمن :ليه بتقولى كده

                    كادت ان تبكى ولكنها تماسكت وقالت:يعنى شايفاك مرهق والظاهر ان الارهاق خلاك متوتر
                    زفر بقوة وقال:فعلا انا مرهق شويه
                    قالت :طب خلاص لو تحب نقوم علشان تنام مفيش مشكله
                    قالت هذه الجمله وهى تنظر الى اخيها وفرحه وهما غارقان فى بحر العشق وتقول فى نفسها ماشاء الله لا قوة الا بالله اللهم بارك كانت تخاف ان تصيبه بالعين فتؤذيه اوتقلل من فرحته
                    فنهضت قائله :طيب يالا بجد مفيش مشكله

                    شعر عبد الرحمن لاول مره انه لا يملك الا الصمت لا يعرف ماذا يقول وماذا يفعل فاتجه معها الى مدخل المنزل ومنه الى المصعد دلف الاثنان الى المصعد وأوصلها حتى باب شقتها وقال:تصبحى على خير
                    قالت بخفوت:وانت من اهله

                    تفاجأت مريم بعودة ايمان بهذه السرعه ولكنها كانت غارقه فى احزانها هى الاخرى فلم ترفع رأسها من تحت وسادتها وظلت تتصنع النوم
                    ابدلت ايمان ملابسها وخرجت الى الشرفه تنظر الى اخيها وفرحته فوجدتها تقف ثم يمسك يديها ويجبرها على الجلوس مره اخرى فابتسمت لشغف اخيها بحبيبته وعادت مره اخرى الى غرفتها أطفاءت المصباح ولاول مره تفعل كما تفعل مريم دائما تضع الوساده على وجهها وتبكى بصمت

                    سمع يوسف صوت غرفة عبد الرحمن وهو يغلق الباب بعد دخوله فخرج من غرفته وتوجه الى غرفة اخيه دخل خلفه وقال متعجبا :انت لحقت يابنى ده انت مكملتش نص ساعه
                    القى عبد الرحمن رابطة العنق على فراشه وهوى اليه بضيق قائلا:
                    معرفتش اقولها ولا كلمه..كان منظرى يكسف

                    جلس يوسف بجواره وقال متسائلا:انت مبتحبهاش يا عبد الرحمن
                    زفر عبد الرحمن بضيق وقال:يا اخى حتى لو مبحبهاش كنت المفروض اتكلم معاها انت مشوفتش وشها وهى بتبص على ايهاب وفرحه كان عامل ازاى وهما منسجمين وبيتكلموا وانا قاعد جمبها زى خيبتها

                    ربت يوسف على كتفه وقال:انت كده يا عبد الرحمن مبتعرفش تقول اللى مش حاسس بيه..معلش بكره تحبها وتعرف تتكلم معاها
                    شعر عبد الرحمن باختناق صوته وهو يقول:طب هى ذنبها ايه تنام يوم كتب كتابها حزينه كده وقلبها مكسور
                    نهض يوسف وشرد قائلا:ناس كتير اوى قلبها مكسور من غير ما يكون ليهم ذنب فى حاجه يا عبد الرحمن

                    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"
                    كان ضميره يؤنبه بشده حتى انه لم ينم جيدا وفى الصباح انتبهت ايمان على صوت هاتفها قفز قلبها تلقئيا عندما وجدت اسمه على شاشة الهاتف اجابت فى التماسك على سؤاله عنها:الحمد لله ..اه انا صاحيه
                    بره فين ..على باب مين...قالت وهى تنهض فى سرعه :على باب شقتنا احنا وفتحت الباب فوجدته امامها ملامحه يكوسها الاعتذار قال فى اسف:عملتلك قلق ولا حاجه

                    أغلقت الهاتف وهى تقول: لا ابدا انا كنت صاحيه
                    نظر لها متفحصا اياها كانت اول مره يراها بملابس البيت العاديه بدون حجابها شعرت بالحرج من نظراته وقالت:فى حاجه ولا ايه
                    ابتسم قائلا:انا جاى أتأسف على اللى عملته امبارح ..انا بجد مش عارف ايه اللى جرالى
                    أطرقت رأسها فى خجل وقالت:انا مش زعلانه ..انا عارفه انك

                    قاطعها :لا زعلانه ومعاكى حق لو زعلتى انا جد مضايق اوى من نفسى ومش عارف اعتزرلك ازاى
                    ايمان:حتى لو كنت زعلانه خلاص كونك انك تيجى علشان تصالحنى ده فى حد ذاته شال الزعل كله من قلبى
                    شعر بالامتنان لها وقال:انا كنت متأكد ان قلبك كبير ثم تناول كفها بين اصابعه وطبع عليه قبله صغيره وقال :انا آسف مره تانيه

                    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""""""""""""""""""""""""
                    مضى أسبوعان آخران ايهاب يعمل بجد لينهى ديكورات شقته وشقة اخته ايمان لم يكن هناك الكثير من العمل فقط ينقصها بعض اللمسات الفنيه وكان ايهاب بارعا فى هذا وكانت احيانا فرحه تتصل به لتؤنبه انه قد مضت عليه اربع ساعات لم تسمع فيهم صوته وهو منشغل فى عمله ووقت الاستراحه من العمل يتقابلان فى الحديقه ليسبح فى بحور شوقه وهو يبثها حبه

                    تحاول ايمان دائما تتقرب لزوجها وتبحث عن الاشياء التى يحبها وتفعلها من اجل ان تسكن قلبه كما سكن هو قلبها
                    فلقد اصبح زوجها شاءت ام ابت ولابد ان تبذل اقصى جهد لانجاح زواجهما رغم ما تقابله من مشاعر بارده لم تعتاد ايمان على الهزيمه ابدا كان من الممكن ان تطلب الطلاق ولكن رغبتها فى ان تصبح زوجته فاقت كل شىء لقد احبته بكل جوارحها حقا

                    كانت ام عبد الرحمن تخصص وقتها كله من اجل شراء كل ما يلزم فرحه وايمان من تجهيزات الزواج
                    وظهرت نتيجة الاختبارات ..كانت النتيجة مبهره للجميع حقا فهذه اول سنه تحقق فيها مريم تقدير مرتفع اما بالنسبه لفرحه فلقد كانت ساعدتها بإيهاب تفوق سعادتها بتخرجها من الكليه بتقدير جيد جدا وكذلك وفاء

                    اما وليد فلقد كان يحاول باستمامته ان يعيد علاقته الطيبه بيوسف بكل الطرق الممكنه حتى استطاع ان يعيدها طبيعيه بعض الشىء وخصوصا بعد ان استشف ان يوسف لن يتكلم عن ما رآه منه هو وسلمى ولكنه لا يعلم ان يوسف قرر ان يؤجل الحديث فى هذا الامر الى ما بعد زفاف اخيه وأخته حتى لا يحدث أزمه فى العائلتين

                    كانت استعدادات مهوله تجرى على قدم وساق فى البيت الكبير منزل آل جاسر ولقد سخر الحاج حسين كل امكانياته ليخرج حفل الزفاف فى ابهى صورة قام عبد الرحمن بحجز قاعه كبيرة فى فندق خمس نجوم


                    وفى المساء كانت قاعة الافراح مزدحمه بالمدعويين ..تلتف كل اسرة حول طاولتها الخاصه ..وكان هناك على احدى الطاولات الرئيسيه تجلس أسرة حسين جاسر وترتسم الابتسامه على شفتيه فى وقار وهو يتحدث الى زوجته عفاف :تصدقى يا أم عبد الرحمن انا حاسس انى بحلم ..خلاص عبد الرحمن بقى عريس دخلته النهارده

                    نظرت اليه زوجته عفاف فى سعاده وهى تقول:لا ومش اى عريس ده عريس زى القمر
                    تنهد الاب فى ارتياح وهو يقول:انتى عارفه ..انا كده حاسس انى ابو العريس والعروسه فى نفس الوقت

                    ردت عليه زوجته مؤكده:طبعا يا ابو عبد الرحمن ايمان زى بنتنا بالظبط ..ثم تابعت يارب عقبال مريم عن قريب يارب

                    وفى طاوله اخرى بجوارها كانت تجلس أسرة الحاج ابراهيم حيث قالت له زوجته فى سرعه:شفت الواد وليد ابنك داير فى كل حته ازاى من ساعة ما دخلنا القاعه وهو داير زى النحله

                    ضحك ابراهيم لحديث زوجته وقال:يا ستى سيبيه ده راجل هو بنت هتقعديه جنبك ..هنا ردت وفاء قائله :يعنى ايه يا سى بابا يعنى انا بقى علشان بنت ماما تفضل رابطانى جمبها كده

                    ابراهيم :سيبيها يا ام وليد تقوم براحتها ثم اشار لها وهو يقول روحى يابنتى
                    فاطمه:والله انت مدلعها يا ابو وليد..ثم اردفت تعال تعال نروح نقعد مع اخوك ومراته

                    فى هذه الاثناء كانت هناك مناقشه هامسه بين العروسين...
                    عبد الرحمن:مالك يا ايمان ...شكلك مضايق
                    نظرت اليه بعتاب وقالت:كده برضه ..هو ده اللى اتفقنا عليه
                    عبد الرحمن:ايه بس ايه اللى حصل
                    اشاحت ايمان بوجهها بعيدا عنه وقالت:مش عارف حصل ايه

                    عبد الرحمن فى خجل:والله يا إيمان ملقتش قاعه مفصوله الفندق هنا مفيهوش نظام الستات لوحدها والرجاله لوحدها اعمل ايه طيب يعنى كنت احجز قاعة مناسبات فى جامع

                    نظرة له فى ضيق وهى تقول:وماله الجامع يا عبد الرحمن ..على الاقل مكنش هيبقى فى رجاله قاعده تتفرج على زوجتك ولا كان هيبقى فيه اختلاط نتحاسب عليه قدام ربنا ثم تنهدت فى حسره وهى تقول مش هو ده يوم فرحى اللى كنت بحلم بيه وبعدين انا قلتلك من الاول وانت وعدتنى

                    كانت مريم تقف بجوارها ولاحظت ما يحدث ...اقتربت منها وقالت :مالك يا ايمان فى ايه
                    ايمان فى ضيق:مفيش يا مريم
                    تدخل عبد الرحمن فى الحديث قائلا:كلميها يا مريم فى عروسه تبقى زعلانه كده يوم فرحها
                    نظرت له ايمان وهى تقول بخفوت :يوم فرحى الحقيقى ان ربنا يبقى راضى عننا لكن لما يبقى غضبان علينا من اللى بيحصل ده ميبقاش اسمه يوم فرحى

                    عبد الرحمن:انا اسف يا ايمان معلش يا بنت عمى عديها والله لو كنت لقيت قاعه مفصوله كنت حجزت

                    مريم فى استنكار وهى تحدث ايمان:مفصوله ...انتى لسه بتفكرى كده.. ايه يا بنتى احنا فى فرح ولا فى جامع

                    صمتت ايمان وهى تشعر بالحسره تملىء قلبها فما كانت ابدا تحلم بهذا ..كانت تتمنى ان يكون عبد الرحمن رجل ملتزم وان يكون يوم فرحها هو يوم شكر نعمة الله عليها وليس يوم تحمل فيه كل هذه الذنوب التى تراها امام عينيها ولا تستطيع دفعها
                    ولكن قدر الله وماشاء فعل ...هذا هو قدرها وعزائها الوحيد انها غير راضيه عن ما يحدث وترفضه بقلبها وهذا اضعف الايمان

                    كانت مريم تقف بصفه مستمره بجوار سلمى التى أستطاعت ان تعيد علاقتها بمريم قويه كما كانت و كان يحيط بهم شابين فى أواخر العشرينات يتبادل الاربعه الاحاديث والضحك فى ركن ما فى قاعة الفرح..عندها قالت سلمى:ايه يا بنتى اختك دى ..عمرى ما شفت عروسه مغطيه شعرها يوم فرحها ايه العقد دى

                    مريم:والله حاولت اقنعها تقلع الحجاب لكن هى صممت وقعدت تدينى مواعظ
                    أنهت جملتها وضحك الاربعه بشكل ملفت للأنظار

                    ...كانت هناك عيون ترقبها باهتمام شديد تراقبها جيدا وتراقب ضحكاتها
                    نعم انه يوسف ..ينظر اليها من بعيد فى غضب ..فوجىء بيد تضربه بخفه على كتفه وصوت وليد الساخر يقول :قفشتك ....ثم تابع صاحب الصوت الساخر..انا مش عارف انت معذب نفسك ليه وهى ولا هى هنا واخر انسجام مع الشباب

                    التفت اليه يوسف فى غضب وهو يقول:كفايه يا وليد مش عاوز اسمع ولا كلمه زياده عنها ..يا أخى دى بنت عمك برضه

                    وليد مدافعا:لالالا مش بنت عمى دى بنت احلام
                    يوسف:وهى احلام دى مين مش تبقى مرات عمك علي الله يرحمه

                    وليد:هنعيده تانى ..يابنى منا قلتلك قبل كده احلام دى كانت ايه ومحدش يعرف ايهاب وايمان ومريم ولادها من عمك علي ولا لاء

                    صاح به يوسف :أخرس بقى يا أخى .. لو كان ابوك وابويا عارفين كده مكانوش جابوهم يعيشوا وسطنا تانى ..ولا كانوا دوروا عليهم السنين دى كلها

                    وليد باستهزاء:ياعم ابوك وابويا علانيتهم اوييييييى ...وبيدوروا على اى حد من ريحة عمى الله يرحمه...ثم اخرج علبة سجائر مفخخه من سترته وقدمها ل يوسف وهو يقول فى سخريه:خد دى بقى اتسلى فيها

                    نظر يوسف الى العلبه ثم نظر وليد وقال:ما انت عارف انى ماليش فى فيها وخصوصا وهى كده

                    وضعها وليد فى كف يوسف وقال وهو يتصنع الجديه:علشان تعرف تراقبها كويس اصل اللى زى دى طالعه لامها وعاوزه اللى يبصلها تبقى عنيه فى وسط راسه
                    واطلق ضحكه عاليه وسط صخب الحفل.... وترك يوسف يأكل الشك قلبه
                    كانت مريم تظن انها بهذه التصرفات ستجعله يغار عليها ... كانت تريد ان تتأكد من حديث وفاء بأى طريقه عندما قالت لها انه يحبها

                    ولكنها كانت تشعل النار فى قلبه وتزيد شكه بها حتى جعلته يقينا أصرف يوسف فى تناول علبة السجائر الذى اعطاها اياه وليد وهو فى حديقة الفندق كانت اول مره له يشرب مثل هذه الاشياء لم يتركه وليد اقترب منه وجلس بجواره ووجده فى حاله تشبه الغيبوبه ......أعطاه بعض الحبوب قائلا:دى بقى هتخاليك تنسى الدنيا ومافيها

                    انتصف الليل وحان وقت وداع العروسين خرج الجميع من القاعه ومن ثم من الفندق ركب العروسين سيارتهم همت مريم بالركوب فى سياره العروسين ولكن صديقتها سلمى جذبتها معها فى سيارتها قائله:تعالى هنا اركبى معايا انتى رايحه فين

                    مريم:ايه يا سلمى هروح معاهم نوصلها للمطار
                    وهى تدير محرك سيارتها:هتروحى تعملى ايه هتدبى مشوار المطار ده كله علشان توصليها ..وبعدين ما عليتكوا كلها رايحين وراهم بعربياتهم هيوصلوها
                    مريم فى استسلام:طيب ايه يعنى مش فاهمه هنروح احنا فين
                    سلمى :ابدا هنتمشى بالعربيه شويه واروحك البيت

                    وقبل ان تنطلق بالسياره فتح الباب الخلفى للسياره شابين تعرفهما سلمى مريم وانطلقت سلمى بسارتها مسرعه قبل ان يلاحظها احد

                    ولكنها لم تغيب عن اعين يوسف ووليد..كانا ينظران الى ما يحدث من بعيد وما لبث وليد ان قال ل يوسف باستفزاز:شفت يا عم اهى غارت من اختها وأخوها قالت اشمعنى انا معملش ليله دخلتى النهارده وانطلقت ضحكاته العابثه مره اخرى وهو يقول له اشر ب اشرب علشان تنسى ..استقل يوسف سيارته وعينيه تلاحق سراب سياره سلمى وتتردد فى أذنه عبارة وليد الاخيره وغضب شديد يجتاحه ولا يكاد يرى امامه شيئا

                    أنطلقت السيارات خلف سيارة العروسين ولم يلاحظ احد غياب مريم و بعد

                    بعد ساعتين كانت سياره سيارة سلمى تقف امام حديقة منزل البيت الكبير

                    ترجلت من السياره وهى تودع صديقتها وعندما التفتت لتدخل وجدت بوابه الحديقة مفتوح سارت بداخلها حتى وصلت الى باب فناء المنزل والذى كان مفتوحا ايضا والمكان مظلم جدا لا يوجد الا شعاع نور بسيط يأتى من أعمدة الاناره فى الحديقه

                    تحسست مريم طريقها فى قلق وظنت انهم عادوا من المطار نظرا لوجود البوابه مفتوحه اخرجت هاتفها واتصلت على عمها حسين
                    ...ايوا يا عمى انتوا فى البيت ولا فين...لا مجتش معاكوا انا كنت مع سلمى صاحبتى...لا انا عند البيت دلوقتى..ها كنت ..كنا بنتمشى بعربيتها شويه
                    ..اسفه يا عمى متزعلش منى..خلاص انا هطلع أنام فوق ..اه معايا مفتاح شقتنا..مع السلامه

                    تحسست الجدران فى بطىء لعلها تجد طريقها الى مفتاح الكهرباء
                    وبعد ثوانى سمعت صوت باب الشقه الكائنه فى الدور الارضى والتى يستخدمونها كمخزن للأشياء المهمله والمحطمه نفس الشقه التى خرجت منها سلمى ووليد ..توترت وتحركت فى سرعه بحثا عن مفتاح الكهرباء وهو تقول بخوف:مين..مين

                    واخيرا سمعت صوته وهو يقول:تعالى يا مريم متخافيش ده انا
                    وضعت مريم يدها على صدرها وهى تهدىء روعها وتقول:اوف ....رعبتنى بتعمل ايه عندك
                    ..:بصلح الكهربا تعالى نوريلى بالتليفون

                    تقدمت نحو مصدر الصوت حتى وجدته وشرعت فى اخراج الهاتف مره اخرى ولكنه جذبها داخل الشقه واغلق الباب بقدمه فى عنف وبعد لحظات من المقاومه والصراخ المتقطع والعنف والاستجداء والاصرار والدموع...ارتطمت رأسها بأحد قطع الاثاث المحطمه ووقعت على الارضى مغشيا عليها ,,نظر اليها وهى ملقاة على الارض دون حراك وترنح فى قوة ووقف ينظر اليها مره أخرى وهى بهذا الوضع ثم ...أقترب منها و....وسالت دمائها فى لحظه غدر دون أدنى مقاومة منها
                    اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                    تعليق


                    • #40
                      الفصل الثامن عشر

                      بعد حوالى ساعه ونصف كانت السيارات قد اقتربت الى المنزل عائده من المطار بعد توديع عبدالرحمن وايمان وايهاب وفرحه دخلت السيارات الى الجراج ترجل الحاج ابراهيم من سيارته هو ووفاء وفتح الباب لزوجته فاطمه التى كانت تستقل سيارة وليد وأمسك يديها وساعدها على النزول منها وكذلك فعل الحاج حسين مع زوجته عفاف التى قالت:تلاقى مريم دلوقتى فى سابع نومه

                      وفاء:اطلع اطمن عليها
                      قال الحاج حسين لا مفيش داعى نقلقها
                      قالت عفاف فى قلق لسه تليفون يوسف مقفول يا حاج
                      كرر حسين الاتصال بولده كثيرا ولكن هاتفه غير متاح
                      حاول الحاج ابراهيم طمأنتهم قائلا:يمكن كان راكن عربيته بعيد شويه عند المطار وجاى ورانا
                      عفاف:بس انا مشفتوش فى المطار خالص يا ابو وليد حتى مشوفتوش بيسلم على عبد الرحمن وايهاب فى صالة المطار
                      قال وليد:انا آخر مره شوفتوا واحنا بنركب العربيات على باب الفندق بعد كده معرفش راح فين

                      حاول ابراهيم ان يطمئنهم مره اخرى قائلا:خلاص يبقى اكيد جه ورانا واحنا مشوفناهوش وجراج المطار كان زحمه اكيد ركن بعيد وتلاقيه جاى ورانا دلوقتى
                      حاول الجميع الاقتناع بهذه الفكره وينتظروا حتى يعود ادراجه خلفهم
                      نظر حسين حوله قائلا اظاهر الكهربا بتاعة المدخل بايظه

                      اقتربوا من المدخل وهم فى حاله اجهاد شديد قالت وفاء وهى تمعن النظر فى مفاتيح الكهرباء الخارجيه :فى حد نزل الزراير بتاعة المدخل ثم قامت برفعها فأضاء المدخل بالكامل

                      لم يلاحظ أحد شىء غريب أستقلوا المصعد وأتجهت كل أسرة الى طابقها أستسلم الجميع للنوم فالجميع مجهد ومرهق جدا باستثناء الحاج حسين لم يمنعه الارهاق من القلق على ولده نظر بجانبه فوجد عفاف مستغرقه فى النوم ويبدو على ملامحها التعب الشديد فتركها نائمه ووقف فى الشرفه ينظر الى بوابة الحديقه لعله يجده عائدا بسيارته

                      ظل مترقبا حتى أذن المؤذن لصلاة الفجرتوضأ ونزل للصلاة فى المسجد وقد قرر أن يأخذ سيارته ويعود الى طريق المطار فلقد ساورته الشكوك انه من الممكن ان يكون وقع له حادث اثناء عودته صلى الفجر فى المسجد ثم عاد واستقل سيارته وما ان تحرك بها قليلا حتى لاحت له سيارة يوسف مركونه بين عمارتين متجاورتين فأوقف سيارته وهبط منها ..أتجه الى سيارة يوسف ودار حولها دورتين فى قلق واضح كانت خاويه تماما وضع يده على مقدمة السيارة فوجدها بارده لم يكن هذا له معنى اخر سوى ان السياره هنا منذ وقت ليس بالقصير أشتدت حيرته وهو يدور حول السياره مره اخرى

                      قطب جبينه فى تفكير ما الذى اتى بالسياره هنا واين هو يوسف لقد بحث عنه فى شقتهم ولم يجده اين يكون قد ذهب لا يعلم لماذا قفزت صورة مريم فى ذهنه فى هذه اللحظه فقال فى وجوم "مريم" وقرر ان يعود ادراجه للمنزل مره اخرى وقف ليطلب المصعد ليصعد اليها ولكنه سمع صوت تأوهات تأتى من خلف باب الشقه المهمله بجوار المصعد

                      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""

                      نزلت صفعه مدويه على وجه يوسف جعلته يرتطم بالجدار بقوة...... لم يكن يشعر يوسف بقوة الصفعه بقدر ما كان يشعر بالتجمد التام ويحاول الوقوف بصعوبه وهو ينظر الى ابيه الذى كان يلف عبائته حول مريم وهى متشبثت به فى قوه وهى تبكى وتتأوه بألم ....

                      ..كانت عينى ابيه مشتعله تفيض بالدموع كالحمم المتأججه من انفجار بركان كان خامدا وهو يزأر فيه
                      هاتفا:حسابك معايا مش دلوقتى يا حقير

                      كانت تمشى معه وكأنه يحملها حتى ادخلها شقتها ومنها الى غرفة نومها وضعها فى فراشها وهى تتألم بضعف ودثرها بغطائها وظل بجوارها حتى سكنت وهدأت انفاسها وأستغرقت فى النوم العميق........ نظر اليها وقلبه يعتصر عصرا من هول ما رأى
                      لم يكن يتخيل ابدا انه لن يستطيع حمايتها بل لم يتكن يخيل ان ابنه هو من سيبطش بها فى يوم من الايام انهمرت دموعه وهو يتخيل اخاه يقول له" كده ضيعت الامانه يا حسين ابنك ضيع بنتى"

                      كانت مشاعره ثائرة لدرجه انه فكر ان يهبط اليه مرة اخرى ويقتله بيديه ولكن هذا لن يعيد لها ما قد سلب منها لن تجلب الحماقه الا الفضيحه قرر فى نفسه ما سيفعله ليستطيع رأب هذا الصدع المدوى ونظر لها بألم وحسرة

                      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""

                      دخل حسين شقته بهدوء شديد ودخل غرفة يوسف ولكنه لم يجده ظن انه ما زال بالاسفل
                      ولكنه سمع صوت مياه بالحمام فأقترب من الباب فتأكد انه بالداخل
                      عاد الى غرفته مره أخرى وأنتظره فيها....... وبعد قليل دخل يوسف غرفته وهو يرتدى منشفته ويتقطر منه الماء وعينيه لونهما احمر كالدم
                      تجمد مكانه بمجرد ان رأى والده الذى لم يتمالك نفسه حينما رآه مرة اخرى فصفعه صفعة أخرى ألقته على الفراش
                      وضع يوسف كفه على وجهه وظل مطرقا رأسه للأسفل لم يستطع النظر فى عينيى والده أبدا...

                      وقف حسين امامه وقال بلهجه غاضبه محذره :اسمع يا ..... اعمل حسابك كتب كتابك على بنت عمك بعد أسبوع بمجرد ما اخواتها يرجعوا .. واياك وحذارى أي مخلوق على وجه الارض يعرفوا باللى حصل ولا حتى امك ....
                      لو سألوك كنت فين امبارح تقول انك روحت ورانا المطار ومعرفتش تركن عربيتك من الزحمه
                      وعلى ما دخلت صاله المطار ملقتناش ....وانت راجع لجنه وقفتك فى الطريق واخرتك ساعه .....ثم صاح بغضب هادر:فاهمنى ولا لاء
                      اومأ يوسف برأسه ولم يستطع ان يتفوه بكلمه واحده ..
                      القى عليه والده نظرة احتقار وبغض وخرج مرة اخرى عائدا الى مريم


                      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""
                      قضى الحاج حسين الساعات السابقه نائما على المقعد بجوار فراش مريم... ولكنه أستيقظ على همهماتها المتألمه وهى تستيقظ او تستعيد وعيها ببطء ايهما أصح
                      وبمجرد ان فتحت عيونها حتى استعادة ذكرى الامس فصرخت وهى تمسك بغطائها وتتشبث به بقوة
                      أقترب منها حسين مطمئنا ومسح على شعرها وأحتضنها ..وهو يقول:اهدى يا بنتى انا جنبك وانتى فى بيتك اهدى...

                      نظرت له بألم وحسرة وهى تبكى... تأوهاتها مزقت قلبه كما زادت من غضبه على نفسه وعلى ولده وهو يسمعها تقول بهستريا :انا عاوزه اموت انا عاوزه اموت.. موتنى يا عمى وريحنى
                      ظل يمسح على ظهرها بحنان وتنهمر عبراته بسكون وصمت ...كان كل ما يشغله هو طمئنتها..... وأخيرا وبعد ان سكنت قليلا قال بحنان:قومى يابنتى ادخلى الحمام المايه الدافيه هتهديكى شويه ..قومى ولما تخرجى هنتكلم

                      ساعدها واسندها حتى دخلت الحمام واغلقت الباب خلفها ....

                      ياله من الم نفسى وجسدى يترك جرحا غائرا لا شفاء له ...مؤلمة هى الطعنه التى تأتى من اقرب الناس اليك ..
                      مرت امامها ليلة أمس كشريط سينمائى يمر من امام عينيها يزيد شقائها شقاء
                      تذكرت كيف كانت تشعر بالخوف من الظلام ..
                      وأطمأنت بمجرد ان استمعت الى صوته لم تكن تتوقع ابدا ان يأتيها الغدر من حيث الامان
                      تذكرت انفاسه المتقطعه وهو يجذبها اليه ويعتصر جسدها بين ذراعه ...
                      تذكرت صراخها وهى تتوسل له ان يتركها وكأنها تصرخ فى صنم لا يسمع...
                      تذكرت استجدائها وهى تقول له: سيبنى يا يوسف ابوس ايدك ده انا بنت عمك ...
                      فوق يا يوسف انا مريم يا يوسف فوق

                      كانت تشعر وكأنه آله حديديه بلا روح بلا شعور وكأنه حجر بلا قلب ......
                      تردد بداخلها كلماته التى قالها بصوت كالسكارى وكأنه فى غير وعيه وهو يقول:انتى متستحقيش غير كده ..انتى متستاهليش الحب اللى حبتهولك يا حقيره

                      ثم كانت الدفعه القويه التى افقدتها وعيها ببطء
                      وغابت عن الوعى تماما ..أستفاقت من ذكرياتها على صوت عمها من الخارج يطرق عليها الباب بصوت قلق :مريم انتى كويسه يابنتى
                      قالت بصوت حزين فى ضعف:ايوا يا عمى

                      وبعد قليل خرجت وهى تتسند الى الجدارن ..ساعدها على الوصول لفراشها ..وكاد ان يساعدها على الدخول اليه ولكنها صرخت عندما رأت اثار الدماء عليه استدارت بجسدها كى لا تنظر اليه فكادت ان يختل توازها..

                      احتضنها فى حنان وهو ينظر الى ما رات من أثار دماء وأغمض عينيه فى الم وأخذها الى غرفة ايمان ..وادخلها فراشها ودثرها وهى فى حالة انهيار شديد من البكاء .....ظل بجوارها حتى هدأت ..أتى اليها ببعض الحليب وساعدها على تناوله فى صعوبه برغم رفضها ولكنه اصرعليها ..هدأت قليلا ...

                      فابتدء بالحديث قائلا: فى صبر:اسمعى يا بنتى انا معاكى ..انتى مش لوحدك ابدا وعمرك ما هتبقى لوحدك وانا على وش الدنيا ..
                      لازم تبقى متأكده انى هجبلك حقك واكتر لكن قبل كل ده ..لازم الاول يكتب كتابك .....
                      بكت وهى تنتحب وقالت:كمان.. كمان ...عاوز تجوزهولى يا عمى عاوز تجوزنى اللى دبحنى ..
                      ابنك دبحنى يا عمى ..ابنك دبحنى وضيع مستقبلى

                      قال فى تماسك:انا مش هجوزهولك علشان اكفأه انا هعمل كده علشان الستر يا بنتى ...
                      الاول لازم يسترك وبعدين انا هوريكى هعمل فيه ايه
                      صرخت قائله :مش طايقاه لو شفته قدامى هقتله
                      قال:متقلقيش الجواز ده هيبقى للستر بس وبعدين يبقى يطلقك فى الوقت اللى انتى تحدديه

                      ثم تابع فى جديه:واسمعينى كويس فى الكلام اللى هقوله ده..
                      مش عاوز مخلوق يعرف اللى حصل ..وانا هعرفهم انك عندك برد جامد وتعبانه...
                      وكلها اسبوع واخواتك يرجعوا ونكتب الكتاب عادى جدا ...هو طلبك منى وانا وافقت وانتى كمان وافقتى ...سمعانى يا مريم

                      أومأت فى ضعف ....فنظر لها متفحصا ثم قال:لو شايفه يا بنتى ان كده حقك ضاع وعاوزه تبلغى عنه بلغى وانا هشهد معاكى
                      أشارت برأسها نفيا ..فقال:وانا اوعدك انى اخلصلك حقك زى مانتى عاوزه واكتر

                      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""""
                      أستيقظت عفاف من نومها وقامت من الفراش وهى تشعر بألم فى عظام جسدها قاومت الاجهاد التى مازالت تشعر به منذ ليلة أمس ......
                      لم تجد زوجها بجوارها خرجت لتطمئن على عودة يوسف .....

                      فتحت باب غرفته ونظرت اليه بأطمئنان وهو نائم فى فراشه لاحظت حبات العرق المتزايده على جبينه..
                      أقتربت منه لتمسحها فأنتفضت على اثر حرارته المرتفعه حاولت ان توقظه ولكن لا يستجيب ويتمتم بكلمات غير مفهومه وهو يرتعش... خفق قلبها بشده وخرجت تبحث عن زوجها لم تجده فقامت بالاتصال به وبعد عدة رنات أجابها... فهتفهت به:انت فين يا ابو عبد الرحمن
                      :انا عند مريم فوق اصلها كلمتنى الصبح وكانت تعبانه اوى تقريبا جتلها نزلت برد جامده

                      قالت فى سرعه :لا حوله ولا قوة الا بالله هى كمان.... ده يوسف كمان تعبان اوى
                      :تعبان ماله يعنى
                      :حرارته عاليه اوى وبيترعش وعمال يخترف
                      نهض حسين بعد كلمتها الاخيره وهو يقول:بيخترف بيقول ايه يعنى
                      قالت عفاف بتعجب:يا حسين هو المهم بيقول ايه ....المهم انه تعبان ولازم نجيبله دكتور

                      قال:طيب انا نازل دلوقتى واغلق الهاتف..ثم التفت الى مريم
                      قائلا:انا هنزل اشوف الندل اللى تحت ده وهبقى اطلعلك تانى ولو عوزتى حاجه ولا حسيتى انك تعبانه كلمينى على طول وياريت لو تحاولى تكملى نومك علشان اعصابك ترتاح

                      كاد ان يغادر ولكنه قلق ان ترى اثار الدماء عندما تعود الى غرفتها فيحدث لها انهيار مره اخرى... فدخل المطبخ وأخذ شنظه بلاستيكيه ووضع فيها كل ماتبقى عليه من اثار للدماء من ملابس حتى غطاء السرير لم يتركه ...وهبط الى الاسفل... فى هذه الشقه المهمله وجمع ما بها من باقى ملابسهما والقى الشنطه فى صندوق القمامات لتنتهى آثار تلك الذكرى الاليمه تماما

                      دخل على زوجته فى غرفة يوسف فوجدها تجلس بجواره وتضع على جبينه كمادات بارده وهو يرتجف تحت الغطاء بقوه...
                      نظرت اليه عفاف قالئلة بتوتر:اتصلت بالدكتور ...
                      كان ينظر الى يوسف فى شرود "معقوله انت تعمل كده..... يخسارة تربيتى فيك"

                      سمع زوجته تكرر عبارتها الاخيرة:أتصلت بالدكتور ولا لسه....اخرج هاتفه وأستدعى الطبيب
                      وضع الطبيب سماعة الكشف فى حقيبته وهو يقول :عنده حمى

                      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""
                      :أصحى يا عبد الرحمن يالا قوم
                      تثائب عبد الرحمن وهو مازال نائما ويقول:سيبينى شويه يا ايمان
                      :ايمان مين يابنى انت معندكش تميز كمان... قوم يالا

                      رفع عبد الرحمن رأسه من على وسادته ولا يكاد يفتح عينيه بصعوبه وهو ينظر الى ايهاب الواقف امامه :انت ايه اللى جابك هنا انت ورايا ورايا فى كل حته حتى وانا نايم
                      ايهاب:يابنى احنا داخلين على العصر ومراتك الغلبانه بتصحى فيك من قبل الظهر ...قوم يالا عاوزين نخرج وانت معطلنا

                      وضع عبد الرحمن الوساده على رأسه وهو يقول :ما تخرجوا وانا مالى
                      نزع عنه الوساده وهتف به :انت متأكد انك عريس وفى شهر العسل ..
                      ماتقوم يابنى ادم خلينا نخرجهم شويه يتفرجوا على البلد ...
                      ثم خفض صوته وقال:ايمان شكلها مضايق اوى...
                      بتصحى فيك من بدرى وانت ولا انت هنا وقعده لوحدها من ساعة ما صحيت من النوم ..
                      قوم بقى متخليهاش تضايق كده فى شهر العسل يا اخى

                      نهض عبد الرحمن بكسل وأخذ منشفته ودخل الحمام ...
                      خرج ايهاب لايمان وفرحه غرفة المعيشه الملحقه بغرفتهم قائلا بنفاذ صبر:جننى لحد ما قام
                      قالت ايمان باستياء:اومال انا اعمل ايه ده عذبنى.... من الصبح وانا قاعده لوحدى ومش راضى يقوم

                      ارتدى عبد الرحمن ملابسه وخرج اليهم معتذرا ...توجه الجميع الى ردهة الفندق ومنه الى الشاطىء
                      كانت فرحه تتمشى على الشاطىء بجوار ايهاب وهو ممسك بيدها وتتشابك اصابعهما فى حب
                      بينما كان عبد الرحمن يمشى وهو واضع يديه فى جيبه... وايمان بجواره تنظر للبحر فى وجوم
                      قال وهو ينظر للمياه : الميه هنا صافيه اوى...

                      لم ترد عليه فالتفت اليها فوجدها شارده فقال:الشط هنا فاضى تحبى تقفى فى الميه شويه
                      أشارت براسها نفيا وقالت:لا مش هينفع هدومى لو اتبلت هتبقى لازقه على جسمى وهتفصله
                      لفت نظره فرحه وايهاب وهم يمزحون امامهم على الشاطىء ....
                      يتقاذفون الرمال وبعض المياه التى تأتى اليهم مسرعه على الشاطىء وكأنها تشاركهم سعادتهم ومرحهم ......ويرى ايهاب وهو ممسك بعصاه ويكتب بها على الرمال بحبك يا فرحه ويرسم حولها قلب كبير.... ابتسم و ونظر الى ايمان التى مرت بجوار القلب الذى رسمه اخيها ولمعت عيناها بالدموع ...وأسرعت الخطى

                      اسرع اليها عبد الرحمن بخطوات واسعه قائلا:فى حاجه يا ايمان
                      قالت:لا ابدا بس بردت شويه
                      عبد الرحمن :تحبى نرجع الفندق
                      ايمان:لا مش هينفع ايهاب قال هنتغدى مع بعض
                      قال:زى ما تحبى ...ثم تناول كفها فى تردد وطبع عليه قبله وظل ممسكا بها...

                      لم تشعر ايمان بحراره يده لم تشعر بشوقه لها ابدا ..... وكأنه يفعل ذلك مجاملة ...
                      وأن طبيعة الموقف تفرض عليه ذلك ......يفعل ذلك لانه يجب ان يفعله فقط
                      اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                      تعليق


                      • #41
                        الفصل التاسع عشر


                        صعدت الفتاتان كل منهم الى حجرتها فى الفندق بينما ذهب عبد الرحمن وايهاب لاداء صلاة العشاء
                        دخلت ايمان حجرتها توضأت لصلاة العشاء ...أختارت جانبا بعيدا نسبيا فى غرفتها ووقفت لصلاة وعند اول سجده انهار تماسكها بشكل كامل ظلت تبكى وتبكى وتدعو الله عزوجل ان يصرف عنها الهم والحزن وان يقذف حبها فى قلب زوجها

                        كانت تبكى وتدعو بمراره حتى انتهت من صلاتها وقامت لتصلى النوافل واصابها ما اصابها مره اخرى عند السجود... البكاء والالم تذكرت ليلتها الماضيه كيف كانت مثل اى عروس يكسوها الخجل والحياء تحتاج الى زوجها ليطمئنها ولكنه تعامل مع خجلها منه بالعزوف عنها

                        هو فى الاصل لم يكن مقبلا عليها لم يكن شغوفا بها مثل اى زوج ليلة البناء .....بل كان الامر وكأنه أستغل حيائها ليبيت ليلته بعيدا عنها وتذكرت كيف استيقظت باكرا لتوقظه بحجه الخروج مع ايهاب وفرحه ....كانت تتصور انه فعل ذلك بالامس لاجهاده بسبب السفر وحفلة الزفاف وسيتغير الحال بمجرد ان ينام ويرتاح
                        ولكنها وجدت شيئا اخر لم يستجيب لها ورد عليها قائلا:لما يجوا خارجين ابقى صحينى

                        أخذتها افكارها وغفيت وهى ساجده ...دخل عبد الرحمن الحجره بهدوء ووقع عليها نظره وهى ساجده فى سكون بدل ملابسه ودخل الى فراشه ..انتظرها ترفع من سجودها ولكنها لم تفعل ..توقع انها أخذتها غفوه فى سجودها أقترب منها ليوقظها قائلا
                        :ايمان ..ايمان انتى نيمتى وانتى كده ولا ايه

                        انتبهت من غفوتها ونهضت مستنده الى ذراعه وقالت:اظاهر انى نمت وانا ساجده
                        عبد الرحمن:شكلك تعبان ..تعالى نامى فى سريرك

                        خلعت اسدال الصلاة واستلقت على الفراش ولم تغمض عينيها ..نظر اليها قائلا:منمتيش ليه
                        نظرت اليه بانتباه وقالت:مش جايلى نوم
                        عبد الرحمن:لا لازم تنامى بكره بدرى عندنا فسحه بحريه من اول اليوم وايهاب هيصحينا من الفجر
                        .......تصبحى على خير.واغمض عينيه لينام

                        نظرت اليه فى ذهول لم تكن تتوقع ردا كهذا .....الهذه الدرجه لديه عزوفا منها الهذه الدرجه لا يحبها ولا يشعر انها زوجته.... لم يكن هناك الا تفسيرا واحده لتصرفاته..لقد تزوجها رغما عنه لقد ارغمه والده على الزواج منها هو لا يريدها ........
                        عندما وصلت لهذه النتيجه اغمضت عينيها فى الم وقررت ان تزيل عنه الاحراج الذى وقع فيه ..ستكون هى الرافضة له وليس العكس حفاظا على كرامتها

                        كان يتظاهر بالنوم يغمض عينيه ليهرب من نظراتها المتسائله لا يعلم الى متى الهروب لقد كان يتصور انه بمجرد ان تكون زوجته سيعتاد على وضعها الجديد فى حياته... وسيشعر تجاهها بالحب بل حتى اضعف الايمان انه كان سيتصرف بشكل طبيعى فلقد اصبحت زوجته ومن المفترض ان يبدأ حياته معها
                        وهل كل رجل يتزوج امراه لا يحبها يبتعد عنها هكذا ....تدور الكلمات فى عقله لا يجد لها تفسيرا واضحا سوى انه تزوجها برغبة ابيه لا برغبته هو قرر انه فى الغد وبعد عودتهم من الرحله البحريه ان يحاول اذابة الحواجز الجليلديه التى تفصله عنها

                        وفى الصباح ذهبوا جميعا الى رحلتهم البحريه كانت فرصه جيده لايمان ان تستنشق هواء البحر وتسرح فى جمال الوانه الصافيه وتشاهد الاسماك عن قرب كانت تحتاج الى مثل هذا التغيير...... انشغلت فى عبادة التفكر فى خلق الله وهى ترى هذه المناظر الجميله لاول مره لم تفارق شفتاها كلمة سبحان الله ...من جمال ما ترى
                        جلست فرحه بجوارها فى سعاده وهى تقول:ايه يا جميل قاعد لوحدك ليه
                        قالت ايمان بمزاح: انا ياختى مش قاعده لوحدى ...السمك قاعد معايا

                        ضحكت فرحه وجاء ايهاب يلف ذراعيه حول كتفيها قائلا:وحشتينى الثوانى دول
                        نظرت له ايمان بحنان وقالت :ربنا يخليكوا لبعض...قبل راسها قائلا:ربنا يخاليكى ليا يا ايمان .....ولا اقولك يا ستى ربنا يخاليكى لجوزك لحسن يزعل منى

                        رسمت ابتسامه مصطنعه على شفتيها وهى تقول:اه طبعا هيزعل كويس انه مش سامعك
                        ايهاب :انتى بتخوفينى بالحوت بتاعك ماشى يا ايمان ثم نادى على عبد الرحمن بصوت عالى جدا انت ياعم الحوت سايب الحوته بتاعتك لوحدها ليه
                        اقترب عبد الرحمن ضاحكا وهو يقول:حوته...لغتك العربيه فوق الوصف يا ايهاب
                        قالت فرحه بطفوليه وهى تضع يديها فى خصرها:لو سمحت متتريقش على جوزى

                        ظل عبد الرحمن يمازحها ويدفعها وتدفعه ....فى حين اقترب ايهاب من ايمان وهمس فى أذنها بلاش تتصنعى السعاده تانى قدامى ..متنسيش انى بحس بيكى
                        نظرت له فى توتر ثم انزلت نظارتها الشمسيه على عينيها وهى تقول هتعملى فيها كرومبو يالا يابنى روح شوف مراتك
                        أمسكها ايهاب من ذراعها بقوه والقاها فى اتجاه عبد الرحمن وهو يقول له :خد ياعم مراتك دى ..تلقى عبد الرحمن ايمان بين ذراعيه وأشار الى ايهاب اشاره تحذيريه وهو يقول بمزاح:حذارى اشوفك فى المعركه

                        أخذ ايمان وهو يلف ذراعه حول كتفها وأتجه الى سور القارب الكبير ..ازاحت ايمان يده بلطف واستندت الى السور وهى تنظر للمياه...صمت قليلا ثم التفت اليها قائلا:شيلتى ايدى ليه
                        قالت دون ان تلتفت:ابدا كنت عاوزه اسند على السور
                        قال:انتى زعلانه مني
                        شعرت بجفاف حلقها وهى تقول:وهزعل منك ليه
                        نظر الى البحر شاردا لا يعلم هل يعتذر الان عن ما بدر منه ام ينتظر حتى يعودوا الى الفندق

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""

                        أنقضت الرحله وعادوا الى الفندق مره اخرى ولكن بمجرد ان دخلوا حتى وجدوا اتصالا من وليد
                        رد عبد الرحمن فى قلق:خير يا وليد فى حاجه
                        وليد :لا ابدا كنت بطمن عليكوا بس ........ثم تصنع التردد والارتباك وهو يقول :طب اقفل انا بقى

                        ازداد قلق عبد الرحمن وقال:ما تكلم على طول يا وليد فى ايه حد جراله حاجه
                        وليد:انا مش عاوز اقلقك واقطع عليكوا شهر العسل بس انا عارف يوسف متعلق بيك قد ايه ووجودك جانبه هيساعده على الشفا
                        هتف به عبد الرحمن:ماله يوسف يا وليد ما تكلم
                        وليد:الدكتور قال عنده حمى جامده اوى والمشكله انه بقالوا كام يوم وحالتوا مش يتتحسن خالص
                        بالعكس

                        أغلق عبد الرحمن الاتصال فى وجوم اقتربت منه ايمان وفرحه التى سالته فى حاجه يا عبد الرحمن انا سمعت اسم يوسف
                        قال فى شرود وقلق:وليد بيقول تعبان وعنده حمى
                        اضطربت فرحه ولمعت عيناها بالدموع وهى تقول يالا نروحله يا عبد الرحمن عاوزه اشوف يوسف

                        قال:خليكى انتى وانا هرجع مصر اطمن عليه وهبقى اكلمك اطمنك
                        قال ايهاب:لا يا عبد الرحمن مينفعش احنا ننزل كلنا نطمن عليه استنى هروح اشوف فى حجز اقرب وقت امتى

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""

                        كانت عفاف تجلس بجوار مريم تحاول ان تطعمها شيئا وترفض فى ضعف قائله:والله مش قادره اكل حاجه يا طنط معدتى وجعانى اوى من البرد
                        عفاف:يابنتى ده انتى دبلتى خالص ووشك بقى اصفر من قلة الاكل
                        وفاء :مش معقوله كده يا مريم كل يوم تغلبينا ومترضيش تاكلى حاجه خالص مش شايفه نفسك اتعدمتى خالص ازاى

                        وضعت عفاف الاطباق على الطاوله امام وفاء وقالت لها:خدى حاولى تأكليها اى حاجه على ما انزل ابص على يوسف زمان الدكتور جايله دلوقتى
                        تنهدت وفاء فى قلق وهى تقول:انا مش عارفه ايه اللى حصلكوا انتوا الاتنين
                        هو عنده حمى ومفيش تحسن فى صحتوا خالص وانتى رافضه تاكلى وتشربى بسبب النازله المعويه
                        انتوا اتحسدتوا ولا ايه يا مريم

                        نظرت اليها فوجدتها شارده وكأنها فى عالم آخر تحسست جبينها وقالت:مالك يا مريم انتى تعبانه ولا ايه
                        مريم:لا ابدا بس محتاجه انام شويه
                        تفحصت وفاء فى وجهها وقالت:نفسى اعرف وشك اتجرح كده ازاى..... ده ربنا ستر على عنيكى
                        وضعت مريم يدها على الجرح بشكل تلقائى وهى تقول:اتخبطت فى مراية الحمام وانا بغسل وشى ومكنتش شايفه...ثم اردفت فى سرعه طب انا هقوم ارتاح شويه يا وفاء

                        تركتها وفاء لتنام وهبطت لشقة عمها وعندما رأتها والدتها اخذتها بعيدا وقالت:ايه ياوفاء مش قلتى هتحددى معاد مع العريس...مجيتيش قولتليلى المعاد ليه
                        وفاء:ياماما عريس ايه فى اللى احنا فيه ده دلوقتى مش لما نطمن على يوسف الاول

                        ضغطت فاطمه على يدها قائله:يابنتى ماهو مسيره هيخف النهارده ولا بكره هيخف نأجل ليه بقى
                        حاولت وفاء ان تتخلص من ذراع امها وهى تقول:يا ماما سيبينى دلوقتى مش وقته الكلام ده
                        اقتربت عفاف منهم وقالت متسائله:فى ايه يا جماعه مالكوا

                        قالت فاطمه بسرعه:شوفتى ياختى البت وفاء متقدملها عريس ومستعجل اوى اوى والبت يا عين امها رفضه انه يجيى البيت علشان خاطر يوسف..اقولها يا وفاء ده يوسف راجل انا عارفاه حمال قاسيه وهتلاقيه قام زى الحصان النهارده ولا بكره بالكتير تقولى لا يا ماما لما نطمن عليه الاول
                        رفعت عفاف حاجبيها بعدم اقتناع وقالت لوفاء:ليه يابنتى ......لا انا ميرضنيش كده ابدا يا وفاء كلميه وخليه يجى فى اى وقت ومتقلقيش يابنتى ان شاء الله يوسف هيتحسن قريب..وتركتهم وانصرفت

                        نظرت فاطمه الى وفاء فوجدتها تنظر لها باستنكار شديد فقالت:ايه يابت بتبصيلى كده ليه ماهى كانت لازم تعرف ولا يقولوا جوزوا عيالهم وانا بنتى قاعده كده
                        ضغطت وفاء على اسنانها بغيظ وذهبت ولكنها اصدمت بوالدها الذى قال:مالك يا وفاء واخده فى وشك كده ليه
                        وفاء:ابدا يا بابا بس رايحه اشوف طنط عفاف لو كانت محتاجه حاجه ..عن اذنك

                        استغلت فاطمه الموقف واقتربت منه وقالت :اصلها زعلانه يا ابو وليد علشان موضوع العريس ده
                        ابراهيم :ليه ايه اللى حصل
                        فاطمه:ابدا اصله كان حدد معاد معاها يجيلك بكره وهى محرجه ومش عارفه تعمل ايه
                        ابراهيم فى تفكير :هيجى ازاى بس فى الظروف دى

                        قالت فاطمه محاولة اقناعه:هو يعنى هيجى نلبس دبل ولا نعمل فرح .....ده هيجى يقعد معاك تشوفه بس مش اكتر وتتعرف عليه قاعده عاديه كده زى اى ضيف ما بيجى
                        صمت ابراهيم يفكر فى الامر ثم قال:خلاص متخليهاش تلغى المعاد يجى ويقعد معايا ساعة زمن كده ويمشى لما نشوف ميته ايه
                        ابتسمت فاطمه فى انتصار ونادت على وفاء التى جاءت متبرمه:افندم يا ماما
                        فاطمه:خلى العريس يجى بكره ابوكى حدد المعاد خلاص

                        اتسعت عيناها فى ذهول وقالت:ليه كده بس يا ماما مش هينفع طبعا قولى لبابا يأجل
                        قالت فاطمه فى مكر:عموما ابوكى عارف ان المعاد العريس هو اللى حدده .......يعنى لو روحتى وقلتيله انه لغى المعاد هيفتكر انه راجل بيرجع فى كلامه وهيرفضه من قبل ما يشوفه

                        زفرت وفاء فى ضيق وقالت :ليه كده بس يا ماما عملتى كده ليه
                        فاطمه:بكره تعرفى انى عاوزه مصلحتك يالا روحى كلميه بسرعه

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""
                        وبعد ظهر اليوم التالى تفاجأ الجميع بعودة عبد الرحمن وايهاب وايمان وفرحه... قبل عبد الرحمن كف امه وابيه الذى سأله:ايه اللى جابكوا دلوقتى يا عبد الرحمن
                        عبد الرحمن:مقدرناش نستنى لما عرفنا ان يوسف تعبان
                        الحاج حسين:مين اللى قالكوا انه تعبان
                        قالت فرحه :وليد كلمنا وقالنا انه تعبان اوى وعنده حمى

                        هتف حسين :وايه اللى خلاه يعمل كده هو خلاص بقى كل واحد يتصرف من دماغه
                        عبد الرحمن:اهدى يا بابا هو عارف ان يوسف هيتحسن لما يشوفنى يعنى اكيد قصده خير
                        ثم تابع عن اذنك يا بابا ادخله دخل ثلاثتهم الى يوسف وانتظر ايمان فى الخارج قليلا ثم قالت :انا هطلع اشوف مريم

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" ""
                        اما فى الداخل فى غرفه يوسف كان يجلس بصعوبه وهو يضم اخيه بقوة اتسعت ابتاسمة عفاف وهى تقول اللهم لك الحمد ده اول مره يتحرك دلوقتى لما شافك يا عبد الرحمن
                        تحسس عبد الرحمن جبين يوسف وقال:الحراره عاليه شويه تحسسته عفاف وهى تقول بسعاده:دى كده نزلت شويه الحمد لله ايدك فيها البركه يا عبد الرحمن..تقدم ايهاب من يوسف وقال :لا بأس طهور ان شاء الله ربنا يقومك بالسلامه يا يوسف
                        لم يستطع يوسف ان ينظر فى عيني ايهاب

                        وقال فى ضعف:متشكر يا ايهاب ..نظر الى اخيه قائلا:انتوا ايه اللى جابكوا من شهر العسل
                        قال ايهاب:شهر عسل ايه وانت تعبان كده يا يوسف انت اهم من اى حاجه تانيه
                        شعر يوسف بكلمات ايهاب تمزق قلبه وتكوى عروقه....... لعن نفسه وهو يستمع لكلماته الصادقه....... كاد ان يهتف قائلا:تركتها بيننا لنحميها فغدرت بها فى غيابك كأى كلب مسعور يتجول فى الطرقات ينهش الاعراض

                        طال صمته فشعر ايهاب انه ربما يود التحدث مع اخيه على انفراد فقال ايهاب:طب استأذن انا بقى هطلع اشوف مريم اصلحها وحشتنى اوى بنت الايه دى
                        حاول يوسف القيام ولكنه لم يستطع فساعده عبد الرحمن على النوم فى الفراش مره اخرى وهو يهتف بايهاب:استنى يا ايهاب عاوزك فى موضوع مهم
                        اقبل عليه ايهاب وهو يقول:استريح بس يا يوسف شكلك تعبان اوى

                        حاول يوسف الابتسام وهو يقول الموضوع اللى عاوزك فيه لو وافقت عليه هخف على طول واستريح
                        ايهاب:خير يا يوسف اؤمر انا عنيه ليك
                        يوسف:انا مش عاوز عنيك انا عاوز الاغلى من عنيك عندك ..عاوز اتجوز مريم

                        ابتسم ايهاب فى حين قال عبد الرحمن مداعبا تصدق انا غلطان اللى اتخضيت عليك....... بقى تعبان كده وعاوز تجوز
                        يوسف :اصلى بصراحه كنت عاوز اكلم ايهاب فى الموضوع ده قبل ما يسافر بس قلت أجل لما يرجع من شهر العسل.... بس طالما جه خلاص نأجل ليه
                        ايهاب:طب لما تتحسن كده نبقى نتكلم
                        يوسف:لا انا مش هتحسن الا لما ترد عليا

                        التفت له عبد الرحمن وهو يقول:رد عليه يا عم خلينا نخلص
                        ابتسم ايهاب وقال:انا مش هلاقى لاختى احسن منك يا يوسف بس لازم اخد رايها الاول وكمان عمى لازم اسمع رأيه الاول
                        قال يوسف بسرعه :انا كنت اتكلمت معاه قبل كده وهو موافق ومستنى موافقتك انت ومريم

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""
                        اندفعت مريم بين احضان ايمان وبكت بشده وهى تتشبث بها بقوة......... شعرت ايمان بالقلق على اختها فربتت على ظهرها ثم امسكت وجهها بين يديها ونظرت فى وجهها متفحصة اياه وقالت بقلق:مالك يا مريم فى حاجه حصلتلك ولا ايه...... مالك كده لونك مخطوف وايه الجرح اللى فى وشك ده
                        قالت مريم من بين دموعها:مفيش حاجه يا ايمان متقلقيش انتى بس وحشينى اوى انتى وايهاب حسيت من غيركوا انى ضايعه وماليش حد
                        ابتسمت ايمان وهى تجلس بجوارها وتلف ذراعها حول كتفها وقالت:ليه بس اومال عمى حسين وعمى ابراهيم وطنط عفاف كل دول مش معاكى

                        مريم :مهما كان مش زيكوا برضه يا ايمان
                        تحسست ايمان الجرح فى وجه مريم وقالت:من ايه ده
                        مريم بارتباك:ابدا اتعورت فى مراية الحمام وتابعت وبعدين ده حاجه بسيطه يعنى بكره يخف
                        ضمتها ايمان بحب وقالت :احكيلى بقى عملتى ايه اليومين اللى فاتوا دول..قاطعها طرقات ايهاب على الباب
                        نهضت ايمان وفتحت الباب لايهاب فدخل مبتسما ولكنه بمجرد ان راى مريم عقد حاجبيه قائلا:ايه ده مالك يا مريم

                        قالت ايمان :ابدا دى جالها نازلة برد جامده يوم الفرح وطنط عفاف قالتلى انها من ساعتها مش عاوزه تاكل
                        بدا علامات الاتياح على وجه ايهاب وسألها نفس السؤال عن جرحها فقالت :مراية الحمام الله يسامحها خدتنى على خوانه وانا مغمضه عنيه

                        احتضنها ايهاب وهو يقول :وحشتينى اوى مريم مكنتش اعرف انك هتوحشينى اوى كده .........هقولك بقى على خبر هيخاليكى تاكلى اكل البيت كله
                        مريم :خير يا ايهاب
                        ايهاب مبتسما:يوسف طلبك منى دلوقتى

                        أطرقت مريم رأسها واغمضت عينيها وأضاءت صورته فى عقلها وهو يدفعها للخلف فانتفضت بدون وعى منها نظر لها ايهاب بقلق:ايه مالك
                        حاولت مريم السيطره على مشاعرها وهى تقول متصنعة الخجل:ابدا يا ايهاب وانت قلتله ايه
                        ايهاب:قلتله لما اسالك الاول...
                        وقفت ايمان بشكل تلقائى وهى تقول بحسم: لاء ...انا مش موافقه
                        اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                        تعليق


                        • #42
                          الفصل العشرون

                          وقفت ايمان بشكل تلقائى وهى تقول بحسم:لاء.......انا مش موافقه
                          نظر لها ايهاب مندهشا وقال:ليه يا ايمان ..انتى تعرفى حاجه عن يوسف تخليكى ترفضى
                          كانت مريم تنظر اليها بوجه ممتقع وهى تقول:لا معرفش حاجه ...انا بقول وجهة نظرى وخلاص
                          ايهاب:طب ايه هى وجهة نظرك دى يمكن اقتنع بيها انا كمان
                          ارتبكت ايمان وهى تقول:انا بس خايفه تكون دى رغبة عمى حسين مش رغبة يوسف نفسه

                          زاد امتقاع وجه مريم وزادت ضربات قلبها بشده فكل منهما تفكر بشىء مختلف عن الاخرى
                          هز رأسه نفيا وقال:لا مفتكرش يا ايمان لو كان كده فعلا كان يوسف استنى لما يخف وبعدين يوسف قالى انه قال لوالده وهو موافق وبعدين احنا كل ده مسمعناش رأى مريم نفسها ثم نظر اليها قائلا:ها يا مريم انتى ايه رايك
                          قررت مريم حسم الخلاف فجميعهم لا يعلمون ما حدث وهذه الزيجه لن تكون الا للستر فقط ويوسف فى كل الاحوال مضطر الى الزواج منها فوقفت وهى تقول بخفوت:انا موافقه

                          صاحت ايمان وهى تلتفت اليها قائله:انتى هبله ولا ايه انتوا شخصيتكوا مختلفه تماما عن بعض ومكانش فى بينكوا اى عمار اساسا ولا ناسيه انتى سبتى الشغل معاه ليه فجأه كده عاوز يتجوزك مش تشغلى مخك اكيد عمى هو اللى ضغط عليه زى ما عمل مع .......
                          وبترت عبارتها وهى تنظر الى مريم وايهاب ثم قالت فى عصبيه انتوا حرين انا قلت رأى وخلاص
                          ودخلت غرفتها وتركتهما يتبادلان النظرات الحائرة

                          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""""""
                          طرق وليد باب غرفة يوسف ودخل مبتسما دون أذن وهو يقول:ازيك النهارده يابن عمى..
                          ثم وقع بصره على عبد الرحمن فقال مبتهجا وهو يعانقه :وانا اقول البيت نور ليه اتارى العرسان رجعوا
                          عانقه عبد الرحمن وهو يقول:ما انت السبب ياخويا

                          وليد:طبعا ياعم مين قدك لازم تبقى مضايق انك رجعت طبعا
                          اقترب وليد من فراش يوسف وجلس على طرفه قائلا:ها عامل ايه النهارده
                          أشاح يوسف برأسه بعيدا وقال باقتضاب:الحمد لله
                          نظر لهما عبد الرحمن وقال:طب اروح انا بقى اشوف حالى

                          قال يوسف بسرعه: لا استنى يا عبد الرحمن عاوزك فى موضوع مهم
                          وقف وليد متحرجا وقال:طب استأذن انا بقى يا جماعه..حمد لله على سلامتك يا صاحبى
                          ثم خرج واغلق الباب خلفه..قال عبد الرحمن بعتاب:ليه كده يا يوسف احرجته جامد
                          سوف:مبقتش طايقه يا عبد الرحمن بقى عامل زى الكابوس على صدرى
                          عبد الرحمن مستفهما:ليه هو عمل حاجه ضايقتك

                          يوسف باقتضاب:تصرفاته كلها بضايقنى انا مش عارف كنت مصاحبه ازاى
                          غير عبد الرحمن مسار الحديث وقال بجديه:طب قولى بقى انت عاوز تتجوز مريم بجد ولا ابوك هو اللى ضغط عليك
                          اصفر وجهه وهو يقول:وبابا هيضغط عليا ليه فى حاجه زى كده
                          عبد الرحمن:طب الحمد لله عموما انا كنت عارف انك بتحبها بس كنت عاوز أتأكد
                          نظرله يوسف بانتباه قائلا:وعرفت ازاى
                          غمز عبد الرحمن له وهو يقول:ابوك هو اللى قالى ..اه يا ندل بقى ابوك يعرف وانا لاء
                          يوسف:بابا قالك كده امتى

                          عبد الرحمن:واحنا راجعين من العمره ..قالى انه حاسس انك بتحبها
                          صمت يوسف فى شرود فقال عبد الرحمن:بس انت الحمد لله حاسس انك بقيت احسن من اول ما شفتك بكتير..ما تحاول تقوم كده معايا تاخد دش وننزل الجنينه شويه

                          خرجت فرحه من شرفة غرفة يوسف وهى تقول:هو مين اللى خرج دلوقتى
                          عبد الرحمن :انتى لسه فاكره يا هانم..حبك الكلام فى التليفونات دلوقتى
                          قالت فرحه وهى تجلس بجوار يوسف:بكلم صاحباتى بقى مش خلاص اطمنا على يوسف الحمد لله
                          ربت يوسف على يد فرحه وقال:قوليلى ايهاب عامل ايه معاكى
                          ابتسمت فرحه فى خجل وقالت:الحمد لله يا يوسف ايهاب انسان جميل اوى وبيحبنى جدا
                          أومأ يوسف فى حزن وهو قول:ربنا يسعدكوا

                          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""
                          يا ايمان مخبيش عليا انتى فى حاجه بينك وبين عبد الرحمن يابنتى ده انا اخوكى وعارفك كويس انتى من امتى يعنى عصبيه كده
                          :لو سمحت يا ايهاب كفايه بص..حتى لو فى حاجه بينى وبين جوزى مش هقولها لاى حد ابدا ولا حتى لاخواتى
                          ايهاب:يا ايمان يا حبيبتى اكيد اللى زعلك منه حاجه كبيره ده انتوا لسه مكملتوش اسبوع مع بعض قوليلى انا ليه طريقه معاه ومتقلقيش مش هتحمق عليه

                          ايمان:سبنى يا ايهاب لو سمحت عاوزه انام تعبانه من السفر اوى
                          وضع قبله على راسها وقال بحنان:كمان هتنامى هنا وهتسيبى شقتك عموما خلاص انا مش عاوز اعرف براحتك خالص بس لو احتاجتى تتكلمى انا موجود...انا هروح شقتى مش عاوزه حاجه
                          ايمان:لا شكرا ....خرج وهو ينظر اليها واغلق الباب خلفه
                          غادر ايهاب الى شقته الخاص وهو فى حيرة من امرها حاول الاتصال بفرحه ولكن هاتفها مشغول دائما..هبط الى شقة عمه طرق الباب ففتحت له عفاف قالت مرحبة :تعالى يا ايهاب ادخل

                          وعند دخوله وجد يوسف يخرج من حجرته وهو متكاء على اخيه ويمشى ببطء قال ايهاب فى سعاده:ايوه كده يا راجل قوم ورخم علينا تانى
                          ابتسم عبد الرحمن ويوسف وقال ايهاب:ها كنتوا رايحين فين
                          عبد الرحمن:يوسف هيدخل ياخد دش وننزل الجنينه شويه يغير جو.. تيجى معانا
                          ايهاب:اجى وانا بيهمنى يعنى
                          عفاف:اومال فرحه فين
                          عبد الرحمن:فى البلكونه جوه بتكلم صاحباتها
                          أومأ ايهاب قائلا:انا قلت كده برضه

                          دخل يوسف الحمام وجلس عبد الرحمن بجوار ايهاب واستند الى ظهر مقعده الوثير واغمض عينيه يحاول الاسترخاء .....تصنع ايهاب الامبالاه وقال:مش عارف يا اخى ايمان بقت عصبيه كده ليه
                          انتبه عبد الرحمن وفتح عينيه والتفت الى ايهاب قائلا باهتمام:ليه حصل ايه
                          مط ايهاب شفتيه :وقال:لما قلت لمريم على طلب يوسف لقيتها كده اتعصبت وقالت الاتنين طباعهم مختلفه ثم نظر الى عبد الرحمن وتفحص فى عينيه وهو يتابع:وقالت ان ممكن يكون عمى حسين هو اللى ضغط عليه
                          هرب عبد الرحمن ببصره وقال بحذر :وايه اللى خلاه تفتكر كده

                          عقد ايهاب يديه امام صدره وتنهد بقوة قائلا :مش عارف انا اول مره اشوفها منفعله كده
                          خرجت فرحه من غرفه يوسف فرأتهما يجلسان بجوار بعضهما والصمت هو سيد الموقف فقالت:وحدوووووووه
                          التفت ايهاب اليها ونظر لها نظرة شوق طويله أخفضت بصرها فى خجل وهى تقول:اومال فين يوسف
                          قام ايهاب وهو يقول:بياخد دش يا برنسيسه
                          رفعت حاجبيها وهو تقول بتتريق حضرتك
                          قال بعتاب:لا وهتريق ليه هو لا سمح الله انا بتصل بيكى من بدرى وانتى تليفونك مشغول ولا فكرتى تعبرينى من ساعتها لالالالا محصلش طبعا
                          قالت بعند:بكلم اصحابى يا ايهاب بلاش يعنى

                          ايهاب:لا بلاش ليه كلميهم بس ابقى افتكرينى بكلمتين انا كمان
                          قالت بدلال:طب خلاص متزعلش هفتكرك بتلت كلمات
                          امسكها من يدها وقال لعبد الرحمن طب يا عبد الرحمن عاوز حاجه احنا ماشين
                          رفع عبد الرحمن حاجبيه قائلا:انت مش قلت هتيجى معانا تحت يابنى
                          قال ايهاب بدهشه مصطنعه:انا قلت كده مش فاكر اصل انا ساعات بتكلم وانا واقف ادعيلى ربنا يشفينى
                          وسار بخطوات سريعه وهو يجر فرحه من يدها وهى تكاد تكون تعدو خلفه لتلحق بخطواته الكبيره

                          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""
                          وفى المساء كانت ايمان لاتزال نائمه ولكنها انتبهت على صوت مريم وهى توقظها بهدوء أعتدلت وهى تمسح وجهها لتزيل اثار النوم عنه فقالت مريم بخفوت:كل ده نوم انتى مش هتروحى شقتك ولا ايه
                          قالت ايمان بجديه:لا مش هروح

                          نظرت لها مريم بحيرة وقالت:ازاى يعنى يابنتى مينفعش
                          ايمان:مش هينفع اسيبك وانتى تعبانه كده
                          مريم:لا متتلككيش بيا انا بقيت كويسه من ساعة ما شفتكوا يالا بقى روحى شقتك
                          ايمان:من ساعة ما شوفتينا ولا من ساعة ما عرفتى ان يوسف عاوز يتجوزك
                          أطرت مريم رأسها بحزن وقالت:اه ...طبعا
                          رفعت ايمان راسها بيدها وقالت:انتى مخبيه عليا حاجه انتى مش مريم اللى اعرفها صمتت مريم فتابعت ايمان:انتى موافقه عليه ليه .بتحبيه ولا ماما اقنعتك

                          هزت رأسها نفيا وهى تقول:ماما مالهاش دعوه بالموضوع ولسه اصلا متعرفش انه طلبنى للجواز
                          قالت ايمان برفق:طب حبتيه امتى ده ...ده انتوا مكنتوش طايقين بعض
                          شعرت مريم بجفاف حلقها ونغز شديد فى صدرها وهى تقول بتماسك:حبيته لما عرفت انه بيحبنى
                          تابعت ايمان:هو قالك انه بيحبك؟

                          أجابت مريم :ايوه قالى ثم شردت وهى تقول:قالى يوم فرحك انتى وايهاب
                          سمعت صوته يدوى فى عقلها يزلزلها وهو يقول"انتى متستهليش الحب اللى حبتهولك يا حقيره"
                          فوضعت كفيها على اذنيها بانفعال ......امسكت ايمان يديها وهى تقول بقلق : مالك يا مريم

                          رفعت عينيها وهى تقول باجهاد وكانها كانت تحارب :لا مفيش اظاهر ان ودنى ملتهبه شويه..انا هقوم ارتاح فى اوضتى
                          قضت ايمان ليلتها تصلى وتبكى بين يدى الله عزوجل وقلبها تعتصره الالام هو حتى لم يسأل عنها ولو لمره واحده منذ ان تركته فى الاسفل وصعدت الى اختها شعرت بكبرياء انوثتها يتحطم على صخرة هذه الزيجه الغير مرغوب فيها وظلت تدعو تدعو وظلت على حالها هكذا حتى غفت مره اخرى وهى ساجده فرأت رؤيه اثلجت قلبها كثيرا ...

                          رأت نفسها ساجده وهى باكية العيون والقلب ثم رأت من بعيد حمامتان فى غاية الروعه والجمال شفافتان كالثلج من كثره بياضهما يحملان صدفه كبيرة بينهم فوقفا امامها فوجدت نفسها تنهض وتعتلى الصدفه المصقوله بالحرير طارت بها الحمامتان بعيدا حتى اتت على ارض خضاء واسعه مليئه بالزهور والرياحين ظلت تشم عبيرها وشذاها استفاقت ايمان من سجودها فوجدت نفسها كما هى لازالت ساجده فابتسمت لتلك الرؤيه الرائعه وشعرت بسعاده قلبيه لم تشعر بها من قبل

                          خرجت الى الشرفه لتتنسم الهواء الطلق واستنشقته بقوة حتى أمتلأت رئتيها بالهواء النقى فزفرت فى بطء شديد وهى تنظر الى الاسفل فوجدته نائما تحت المظله فى الحديقه واضعا يديه تحت رأسه وينظر الى السماء فى شرود

                          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""
                          تلقى الحاج حسين اتصالا من اخيه وهو فى مكتبه فى الشركة فأجابه :السلام عليكم
                          الحاج ابراهيم :عليكم السلام ..ايوا يا حسين انا هروح اتغدى فى البيت علشان فى ضيف جايلى واحتمال مرجعش النهارده تانى ...وعموما وليد مش جاى معايا هيفضل هنا فى مكتبى لو احتاجت حاجه منه
                          الحاج حسين:خير يا ابو وليد مين اللى جايلك

                          ابراهيم:ده واحد معيد كان فى كلية وفاء وجاى يتعرف علينا هو ووالدته وأخوه علشان طالبها للجواز
                          ابتسم حسين قائلا:طب مش كنت تقولى يا ابراهيم واجب ابقى موجود علشان اشوفه انا كمان ولا هى وفاء بنتك لوحدك
                          ابراهيم:انا مرضتش اعطلك النهارده انت كنت مشغول من ساعة ما يوسف تعب وفى شغل كتر بقى فوق راسك وخصوصا ان عبد الرحمن هو كمان اجازه

                          حسين :تعطلنى ايه بس يا ابراهيم ...اسمع انا نص ساعه واحصلك
                          أنهى الحاج حسين المكالمه ثم اتصل على عبد الرحمن يخبره بأمر الضيف وامره ان يستعد لاستقباله مع عمه ابراهيم حتى يلحق بهم
                          صعدت فاطمه الى عفاف التى رحبت بها فقالت فاطمه:والله يا عفاف انا تعبت من كتر الناس اللى بتيجى لوفاء يارب بقى توافق على ده وتريحنا
                          ابتسمت عفاف وقالت:طالما جاى عن طريقها يبقى هتوافق....ثم تابعت هو الحاج حسين وصل عندكوا ولا لسه
                          فاطمه :ايوا ياختى لسه داخل حالا ..يالا بقى هاتى فرحه وايمان ومريم وتعالوا علشان الست والدته جايه معاه
                          عفاف:طب ثوانى هكلم ايمان ومريم ينزلوا

                          حاولت ايمان ان ان تأخذ مريم معها ولكنها رفضت وقالت :معلش يا ايمان انزلوا انتوا انا اصلى تعبانه شويه
                          ايمان:خلاص وانا كمان مش هنزل
                          قالت مريم بسرعه:لا انزلى طنط عفاف كلمتنا بنفسها كده هتزعل وبعدين كمان علشان وفاء متزعلش
                          توجهت ايمان الى الطابق الاول حيث شقة عمها ابراهيم التى نادرا ما تتوجه اليها طرقت الباب فتح عبد الرحمن ووقف ينظر اليها فقالت وهى تتحاشى النظر اليه :السلام عليكم
                          ابتسم قائلا:عليكم السلام ..تعالى ادخلى

                          دخلت والقت التحيه على اعمامها وزوجاتهما وفرحه ووفاء التى جلست بجوارها وقالت مداعبه مش كنتى بتقولى عليه فيونكه اديكى هتلبسيه ضحكت الفتاتان فنظر عبد الرحمن لايمان مندهشا كان يتوقع ان تكون حزينه ومغلوب على امرها ولكنه وجدها تتحدث وتمزح وتضحك ظل ينظر اليها بتعجب وهو يحادث نفسه:انا كنت فاكرها هتبقى زعلانه ومضايقه مالها كده كأنها مصدقت ابعد عنها
                          بعد قليل حضر العريس بصحبة والدته واخوه وبعد التعارف جلس الجميع فى غرفة الصالون الكبيرة ولم يكن يبدو على وفاء انها هى العروس فكانت كعادتها دائما تمزح وتتكلم بسلاسه مع الجميع

                          قال عبد الرحمن للعريس :طبعا انت بقى يا استاذ عماد وفاء كانت مجنناك فى الكليه والسكاشن مش كده مبتسبش حقها ابدااااااااا
                          قال عماد وهو ينظر لوفاء:الانسه وفاء مثال رائع للطالب اللى بيحب يفهم مش يحفظ وبس ثم تابع ومن ناحية بتحب تاخد حقها فهى بتاخد حقها تالت ومتلت

                          وفاء :بس بالعدل كده مش انا اول واحده فتحت موضوع اننا نعمل مقارنه بين الشريعه والقانون الوضعى فى غير وقت السكاشن للطلبه
                          ضغطت امها على يديها وقالت لها هامسه وهى تتصنع الأبتسامه:هو ده وقته يا بت هتجبيلى نقطه
                          وفاء:ايه يا ماما هو انا قلت حاجه غلط
                          عفاف:دى كانت يابنى داوشانا بالموضوع ده كل جمعه لازم تاخد وقت الغدا كله كلام على الحكايه دى
                          قالت وفاء وكأنها قد انتبهت فجأه:اه صحيح ثم اشارت لايمان وقالت دى بقى ايمان اللى كنت قلتلك انها هى هتساعدنى فى الدراسه دى
                          نظر لها عماد قائلا:ايه ده بجد ... اتشرفت بيكى جدا هو حضرتك خريجة ايه
                          قالت ايمان بجديه:كلية شريعة جامعة الازهر
                          لفتت عبارتها الاخيره نظر محمد اخو عماد:فقال ماشاء الله ..انا كمان جامعة الازهر بس انا كنت قسم تفسير
                          قالت ايمان بهدوء :اهلا وسهلا
                          محمد :اهلا بحضرتك ...

                          اقتربت والدة عماد ومحمد بالقرب من ايمان وربتت على ظهرها وهى تقول بابتسامه:هو انتى عندك كان سنه يا ايمان
                          ايمان:23 يا طنط
                          قالت والدتهم وهى تنظر لابنها محمد :ماشاء الله ...ماشاء الله
                          ابتسم محمد وهو يلقى نظرة اخرى على ايمان قائلا:بصراحه عماد اخويا كانت ليه وجهة نظر معينه كده فى الحكايه دى ومكنتش عارف اقنعه ابدا لحد ما الانسه وفاء ابتدت تتناقش معاه وتقنعه بالحجه الشرعيه المناسبه لزمانا دلوقتى
                          قالت وفاء:الحق يتقال يا استاذ محمد كل اللى كنت بقوله فى مناقشاتى مجبتوش من عندى ده كلام ايمان بنت عمى هى اللى اقنعتنى وحمستنى انى اوصله للطلبه عندنا فى حقوق

                          قال عماد شارحا:وانا كمان اتحمست وقررنا نعمل ندوات ثقافيه للطلبه وهيبقى حقوق وغيرها الندوه هتبقى مفتوحه..ياريت لو تساعدينا فى تجميع الماده اللى هتتكبت وتتوزع على الطلبه
                          تحدثت ايمان بطلاقه واريحيه وقالت:انا معنديش مانع خالص انا كان نفسى من زمان اساعد فى الموضوع ده انا هبقى ان شاء الله ابعت الورق مع وفاء وانتوا بقى راجعوه واكتبوه على الكمبيوتر علشان انا بحب اكتب بخط ايدى بحس بالكلام اكتر
                          قال محمد وهو ينظر لها بإعجاب:وبعد اذنك يعنى لو ممكن حضرتك تحضرى معانا الندوات دى وتشرحى بعض الاجزاء بنفسك ثم قال وهو ينظر اليها:اصلك عندك طلاقه فى الكلام ماشاء الله وبتقدرى توصلى المعلومه

                          نظرة محمد الاخيرة وتصرفات والدته استفزت عبد الرحمن جدا فنهض وأخذ مقعده ووضعه بجوار مقعد ايمان ووضع ذراعه على ظهر مقعدها ومال عليها وقال وهو يضغط حروف كلماته بضيق موجها حديث ل محمد:ايمان مراتى معندهاش وقت تروح تشرح كفايه عليها هتساعد بالكتابه بس يدوب كده علشان وقت بيتها واشار الى صدره وهو يقول:وجوزها
                          تجهم وجه محمد اخو عماد وهو يقول بتلعثم:اه طبعا مفيش مشكله

                          تجهم وجه محمد استفز عبد الرحمن اكثر اذن فهو صدم عندما علم انها متزوجه
                          لم تغب تلك التصرفات عن عينين الحاج حسين الذى كان يتابع بصمت ويراقب ردود الافعال
                          قالت فاطمه بنفاذ صبر:منور يا عريس...منوره يا ام عماد
                          انتهت الزياره بالاتفاق على ميعاد الخطوبه بعد اسبوع وبعد انصراف الضيوف قال الحاج حسين وهو ينهض خلاص يا جماعه يبقى نتوكل على الله ونعمل الخطوبه مع كتب كتاب يوسف ومريم

                          تفاجاء الجميع بالامر ماعدا عبد الرحمن وايمان فقالت فرحه بسعاده:ايه ده يوسف ومريم امتى حصل ده
                          اتسعت ابتسامة عفاف وهى تقول:هو كلمك امتى يا حسين ..
                          حسين:كلمنى يوم فرح عبد الرحمن وطلبها من اخوها امبارح وايهاب بلغنى موافقتها
                          ثم نظر الى ايمان نظره ذات معنى وقال:وفرحهم الاسبوع اللى جاى مع خطوبة وفاء ان شاء الله
                          قالت فاطمه وهى مندهشه:فرح كده على طول ولا قصدك كتب كتاب يا حاج

                          تدخلت عفاف قائله:مش هينفع فرح ابدا بعد اسبوع مريم لسه مشمتش نفسها من نازله البرد اللى كانت عندها
                          وقف ابراهيم وقال:خلاص يا جماعه يكتبوا الكتاب مع خطوبه وفاء وبعدين نبقى نحدد معاد الفرح مفيش مشكله
                          قاطعتهم وفاء بشغف انا ماليش دعوه بكل الحوارات دى انا اتخطبت يا جماعه انتوا مش واخدين بالكوا منى ليه مسمعتش حد بيزغرت يعنى
                          انطلقت زغاريد فاطمه وعفاف مع تصفيق فرحه وضحكات ايمان ووفاء السعيده
                          اقترب حسين من ايمان قائلا:تعالى معايا عاوزك انتى وجوزك

                          وانصرف وهو يشير لعبد الرحمن بأن يلحقهم......دخل ثلاثتهم غرفة المكتب واغلق عبد الرحمن الباب خلفه أشار لهما بالجلوس فى مقابلته ثم نظر لايمان بصمت فقال عبد الرحمن خير يابابا
                          التفت له والده وقال بهدوء: انا كان ممكن مدخلش برضه كان ممكن اخد كل واحد فيكم على جنب واكلمه لواحده بس انا عارف انى قاعد قدام اتنين كبار بما فيه الكفايه ثم نظر الى ايمان قائلا:
                          ولا ايه يا ايمان ...
                          أومأت براسها وهى تقول:مظبوط

                          التفت الى عبد الرحمن وقال:انت نمت امبارح فى الجنينه ليه لحد صلاة الفجر وبعدين روحت كملت نومك فى اوضة اخوك
                          نظر له عبد الرحمن بدهشه فهو كان يظن ان احدا لم يره وارتبك وهو يفكر فى رد مناسب فقالت ايمان بسرعه:اصلنا امبارح يا عمى نمت مع مريم علشان زي ما حضرتك عارف انها لسه مخفتش فمحبتش اسيبها لوحدها وهى كده وحضرتك عارف بقى عبد الرحمن بيحب يقعد مع حوض الورد بتاعه كتير فتلاقيه النوم غلبه هناك

                          أخفض عبد الرحمن نظره ولم يعلق ولكنه فى داخله اعجب بكتمانها اسرار حياتهما الشخصيه
                          هز الحاج حسين رأسه بابتسامه وقال:لا برافوا كان المفروض تدخلى كلية حقوق....خلاص طالما انتى قلتى كده انا مش هدخل فى اللى بينكوا الا لو الامر احتاج لتدخلى

                          دلوقتى بقى انا عاوزك فى موضوع مريم اختك واعتقد انه مش بعيد عن موضوعك كتير
                          ايمان بصمود:موضوع ايه يا عمى
                          حسين:ايهاب قالى انك رفضتى جوازها من يوسف ولما ضغطت عليه علشان اعرف اسباب رفضك قالى انك قلقانه انه يكون يوسف معندوش رغبه حقيقه فيها وان دى رغبتى انا بس

                          قال جملته الاخيره وهو ينظر لعبد الرحمن بعتاب وقال:انت ايه رايك يا عبد الرحمن
                          نهض عبد الرحمن وهو ينظر لايمان وقال بثقه:مفيش حد يتغصب على الجواز دلوقتى يا بابا واعتقد انك غلطانه فى حكمك يا ايمان
                          نهضت وهى تنظر اليه وقالت:انت متأكد
                          بادلها نفس النظرات وقال:ايوه متأكد

                          هذا ما كان يريده الحاج حسين تماما فتح لهما مجال الحديث عن الامر بدون حرج وبشكل تلقائى
                          ثم قال:ها يا ايمان لسه مش موافقه على الجواز ولا غيرتى رأيك
                          ايمان:ياعمى دى حياة مريم وهى اللى تقرر انا قلت رأيى وخلاص وهى حره بعد كده
                          حسين:بس انا عاوزك انتى كمان تبقى راضيه
                          ايمان:طالما مريم شايفه كده وراضيه خلاص ..انامش عاوزه غير سعادتها
                          ابتسم قائلا:خلاص تقدروا تتفضلوا

                          خرجت ايمان من المكتب فتحت باب الشقه فى سرعه وتوجهت الى المصعد تدون ان تلتفت لنداءات عبد الرحمن الذى فتح باب المصعد ودخل خلفها ضغط على الازرار وهو يقول :مش بنادى عليكى مبترديش عليا ليه
                          صمتت حتى توقف المصعد خرجت منه مسرعه وقبل ان تضغط جرس الباب امسك يدها ليمنعها قائلا:انتى خلاص هتعيشى هنا ولا ايه
                          قالت دون ان تلتفت اليه :انا مش عاوزه اتكلم دلوقتى لو سمحت

                          طريقتها استفزته جدا فشعر بالغضب وجذبها من يدها الى شقتهم الخاصه وهو يقول بحنق: اشمعنى انا اللى ملكيش نفس تتكلمى معاه ..انا جوزك يا هانم ولا نسيتى
                          فتح بالمفتاح وهى تحاول ان تخلص يدها من يده المطبقه على يدها بقوه ..فتح الباب وادخلها وصفع الباب خلفه بعنف
                          اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                          تعليق


                          • #43
                            الفصل الحادى والعشرون


                            طريقتها استفزته جدا فشعر بالغضب وجذبها من يدها الى شقتهم الخاصه وهو يقول بحنق :اشمعنى انا اللى ملكيش نفس تتكلمى معاه... انا جوزك يا هانم ولا نسيتى
                            فتح بالمفتاح وهى تحاول ان تخلص يدها من يده المطبقه على يدها بقوه ..فتح الباب وادخلها وصفع الباب خلفه بعنف
                            بمجرد ان اغلق الباب افلتت يدها من قبضته وهى تتأوه وتقول:ايه اللى انت بتعمله ده وجايبنى هنا ليه

                            تغيرت ملامحه فى لحظه وعقد يديه امام صدره قائلا بهدوء:اعمل ايه عاوز اتكلم معاكى وانتى مش مديانى فرصه
                            نظرت له باندهاش فلقد كانت تتوقع ان معركة ستبدأ بينهما بعد صفعه للباب بكل هذا العنف لم تكن تتوقع هذا الهدوء ابدا وقد كانت متحفزة ومستعده للدفاع عن موقفها ولكن طريقته وهدوءه المفاجئ ألجمها واربكها ظلت تنظر له فى صمت تحاول استيعاب حديثه الهادىء

                            استدار واغلق الباب بالمفتاح ووضع المفتاح ف جيبه ثم التفت اليها مبتسما وقال :من ساعة ما جينا وانتى بتهربى مني حاولت اتصل بيكى مريم قالتلى نايمه ومش راضيه تصحى عرفت انك مش طايقانى وبصراحه معاكى حق بس لو كنت اعرف انك صاحيه و شايفانى وانا نايم فى الجنينه كنت طلعتلك

                            ارتبكت اكثر ومازالت علامات الدهشه على وجهها ووجدت نفسها تقول:بس مريم مجبتليش سيره انك اتصلت بيا
                            قال عبد الرحمن مؤكدا:لا اتصلت بالاماره مريم قالتلى انها حاولت تصحيكى وانتى شديتى المخده على راسك ومردتيش عليها
                            وجدت نفسها تندفع قائله :لو كنت عاوز تتكلم معايا كنت طلعت وصحتنى بنفسك لكن انت مصدقت

                            وضع يديه فى جيبه وهو مازال محتفظا بابتسامته وقال:يعنى اطلع وادخلك الاوضه وانتى نايمه ومريم قاعده بره بصراحه حسيت انها ممكن تتحرج وكمان مكنتش اضمن نتيجة كلامنا هتبقى ايه نفرض بقى صوتنا علي ولا حاجه البنت تتعقد من الجواز يعنى
                            قالت وهى تحاول استيعاب الموقف:طب ومجتش نمت فى بيتك ليه لو اللى بتقوله ده حقيقى

                            اتسعت ابتسامته وقال:محبتش ادخل الشقه من غيرك....نزلت الجنينه وقعدت مع نفسى شويه وقعت عينى على حوض الورد وافتكرتك وانتى بتنقذى الورده مني فضلت قاعد شويه لقيتنى بفتكر كل كلمه دارت بينا وكل موقف عجبتينى فيه محستش بالوقت لقيت الفجر أذن صليت وطلعت انام فى اوضتى لقيت يوسف سهران قعدت معاه لحد ما النوم غلبنى جنبه

                            كادت ان تنهار تحت وقع كلماته الهادئه ولكنها تماسكت فهى تعلم جيدا انه لا يحبها ولكنه ربما يكون يفعل ذلك من اجل ارضاء والده الذى شعر بالمشكله التى بينهما فقالت بجديه :خلصت قولت اللى عندك افتحلى الباب بقى خلينى امشى
                            أقترب منها وهو يقول:ومين قالك انى خلصت كلامى...ثم نظر لها باعتذار قائلا:انا آسف سامحينى ....ثم لمعت عينا بمرح قائلا:فكره لما جيت اعتذر لك قدام المدرسه وقلتلك المسامح كريم
                            قالت بسخريه :اه طبعا فاكره المسامح كريم او مهند على حسب يعنى مش كده؟

                            ضحك ضحكات عابثه وقال: الله .... ده انتى فاكره كل كلامى اهو حتى هزارى فاكراه ...ثم رفع ياقة قميصه قائلا بغرور مصطنع:يابنتى حاولى تخبى حبك شويه مش معقوله كده ...
                            حاولت ان تخفى ابتسامتها بصعوبه وقالت :طب سبنى امشى بقى لو سمحت..

                            وقف امامها قائلا:تمشى فين هو ده مش بيتك..وانا جوزك ..وبعدين انا اعتذرتلك وانتى مردتيش
                            ايمان:انت معملتش حاجه تعتذر وتتأسف عليها انت اتصرفت بتلقائيه واحد مبيعرفش يتكلم او يتعامل مع الناس غير من قلبه ابوه غصبه عليه بنت عمه هتكون ايه النتيجه يعنى غير كده
                            قطب جبينه بأسى وقال:ياه ده انتى شايله فى قلبك مني جامد

                            ايمان:لاء انا مش شايله فى قلبى ولا حاجه بالعكس انا تفهمت موقفك وعذراك كويس اوى انا بس عتابى الوحيد عليك انك مرفضتش الجوازه اللى انت مش عايزها دى وادى النتيجه
                            حاول الاقتراب منها اكثر وهو يقول:ياايمان انتى كده بتأسى عليا وعليكى جامد بالطريقه دى ..
                            انا ابويا مغصبنيش عليكى ولا حاجه وبعدين هو فى حد بيتغصب على الجواز دى حتى البنات دلوقتى محدش يقدر يغصبها

                            جلست ايمان وهى تقول بحزن:الغصب هنا انك تسمع كلامه علشان بتحبه ومش عاوز تزعله مش علشان هو جوزك بالعافيه..
                            بس انت باستسلامك ده ظلمتنى معاك ثم رفعت رأسها اليه وقد تجمعت دموعها فى عنيها قائله:يا اخى كنت قلتلى وانا اللى كنت رفضت نهائى وساعتها مكنش هيزعل منك

                            جلس بجوارها وحاول مسح دموعها بأنامله فابتعدت عنه فقال:يا ايمان بالله عليكى بلاش كده انا والله كنت معجب بيكى وباخلاقك وعلشان كده اتجوزتك
                            نهضت وقالت بأصرار:مفيش داعى انك تقعد تكدب علشان تجبر خاطرى بالكلام ده انا خلاص قررت انى احتفظ بالشويه اللى باقين من كرامتى وعزة نفسى
                            قطب جبينه بتساؤل وهو يقول:مش فاهم
                            ايمان:هنعيش زى ما احنا كده فتره وبعدين ..وبعدين ننفصل
                            نهض قائلا بحده:ننفصل ..انتى فاهمه بتقولى ايه

                            قالت بأصرار:ايوه فاهمه بقول ايه وفاهمه اكتر انى مقدرش اعيش مع راجل قلبه لسه متعلق بخطيبته السابقه
                            قال بذهول:انتى بتقول ايه هند دى انا نسيتها من زمان كرهتها وطلعتها من عقلى وقلبى ورمتها على طول دراعى دى حتى الورده اللى كات عزيزه عليا قطفتها وكنت هدوس عليها لمجرد انها كانت شايله اسمها

                            ابتسمت ايمان بألم وقالت:لو كنت فعلا طلعتها من دماغك ونستها مكنتش قطفت الورده ورمتها علشان تخفيها من قدامك يا عبد الرحمن..انا قلتلك قرارى الاخير عن اذنك ثم توجهت لغرفتها واغلقت بابها ووقفت خلفه تبكى بصمت
                            بعد فتره هدأت توضأت وقضت ليلتها فى الصلاة والدعاء تشكو بثها وحزنها الى الله السميع العليم وقضى هو ليلتها على الاريكه ينام تاره ويتقلب تاره ويفكر طويلا ويقرر ثم يتردد

                            صلت ايمان صلاة الفجر وبدلت ملابسها لتنام فتحت الشرفه لتستنشق نسيم الصباح قبل ان تنام قليلا ولكنها سمعت صوت باب غرفتها يفتح فالتفتت فوجدت عبد الرحمن مقبل عليها فى تردد ....التفتت مره اخرى تنظر للخارج تستنشق النسيم الذى داعب غرتها وبعض من خصلات شعرها برقه :شعرت بأنامل عبد الرحمن تتخلل خصلات شعرها المتطايره برقه وتمر خلالها ببطء
                            وسمعته يقول بحنان: ممكن اقولك على حاجه ملهاش علاقه بقرارك ده
                            ايمان بتردد :اتفضل

                            عبد الرحمن :ممكن متقعديش تانى قدام حد غريب وتتكلمى معاه كده..
                            انا محبش راجل يقعد يبص لمراتى كده ويتكلم معاها ثم تابع بنفس الهدوء:وبعدين هو مش المفروض انك متقعديش مع رجاله غير اخوكى وجوزك واعمامك ولا انا غلطان

                            انتبهت ايمان لكلماته بالفعل تعايشت مع هذه العائله الكبيره واتبعت عاداتهم وتناست امر الاختلاط بين الرجال والنساء وانها كان من الواجب عليها ان تفعل غير ذلك بحكم معرفتها بأمور دينها
                            التفتت اليه قائله:معاك حق متشكره اوى انك نبهتنى للحكايه دى..حاضر هبقى اخد بالى بعد كده
                            ازاح غرتها التى حركها النسيم عن عينيها بأنامله وقال بنبره حانيه:اصل انا بصراحه باغير ومحبش حد يعجب بيكى غيرى والواد الفيونكه ده هو واخوه كان فاضلهم شويه ويخطبوكى انتى

                            لم تستطع ايمان اخفاء ابتسامتها عندما استخدم عبد الرحمن نفس تعبير وفاء عن عماد فقالت وكأنها تدافع عن ابتسامتها :هى وفاء نشرت الاسم ده فى العيله كلها ولا ايه
                            مسح ذراعها بظهر كفه وهو يقول:متحاوليش ..انا شفت ابتسامتك خلاص

                            شعرت بقشعريره تسرى بجسدها على اثر لمسته الحانيه فقالت بخجل:طب لو سمحت انا عاوزه انام ممكن تتفضل بقى
                            عبد الرحمن :اتفضل ايه ماتحددى كلامك ..اتفضل اقعد ولا اتفضل انام ثم اقترب منها اكثر وقال:ولا اتفضل اقفل البلكونه
                            تحركت من مكانها مبتعده ووقفت عند باب غرفتها قائله بخجل تحاول ان تصبغه بنبرة جديه:
                            لا اتفضل أمشى وأشارت للخارج وهى تقول:اتفضل روح نام فى الاوضه التانيه

                            """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""""

                            اجرى وليد اتصالا داخليا من مكتبه قائلا:لو سمحتى يا انسه علا هاتى البوسطه وتعالى
                            علا:حاضر يا فندم
                            طرقت علا الباب ودخلت بخفه وضعت البوسطه امام وليد على مكتبه وهويتابعها بنظراته الجريئه وقالت:البوسطه يا فندم خدمه تانيه
                            وليد :ومستعجله ليه تعالى اقعدى شويه عاوزك فى موضوع مهم
                            جلست علا امامه قائله:خير يا وليد بيه
                            وليد باستنكار:مش انا قلتلك قبل كده بلاش وليد بيه دى تانى

                            تصنعت علا الخجل وقالت:انا اسفه مش هقدر انفذ طلب حضرتك واناديك من غير القاب كده
                            نهض وليد وجلس امامها وقال بتشجيع:مش هتقدرى ليه يا ستى انا اللى بقولك..احنا بنشتغل مع بعض ولازم نرفع التكلفه بينا ثم مال الى الامام قائلا: ولا ايه علا
                            نهضت علا وهى تتصنع الارتباك من اقترابه منها قائله:من فضل يا استاذ وليد انا محبش كده عن اذنك

                            استدارت لتخرج من المكتب وعلى شفتيها ابتسامه ماكره وهو يزفر بقوة من طريقة صدها له دائما
                            وفى المساء كانت علا تجلس بجوار اختها هند التى كانت تسألها بشغف:ها وبعدين حصل ايه
                            نهضت علا وسارت فى الغرفه وعلامات الخبث على وجهها وقالت:بس ياستى ونفخ نفخة كان هيطير المكتب باللى عليه
                            اطلقت هند ضحكات عاليه وهى تصفق بيديها وتقول باعجاب:انتى استاذه ورئيسة قسم يابنتى

                            جلست علا بغرور وقالت لاختها:طبعا يابنتى هو احنا بنلعب ..ولا انا حاربة الحرب دى كلها علشان اعرف اشبط فى الشغل ده بسهوله وبعدين منا لو عملتله اللى هو عاوزه هيزهق مني ويرمينى بعد شويه...الصنف ده علشان يحب ويفكر فى الارتباط لازم يتعذب الاول وريقه ينشف
                            قالت هند :يابنت الايه ..اومال يعنى كنتى بتنصحينى بحاجات تانيه اعملها مع عبد الرحمن ليه
                            ابتسمت علا قائله:علشان عبد الرحمن على نياته مالوش فى الستات والحاجات دى كانت هتخليه يقدم معاد الجواز لكن وليد ده مصيبه عاوز اللى تديله على دماغه عاشان ياخد طريق الجواز ..فهمتى

                            هند:الله عليكى..ده انتى معلمه..بس تفتكرى وليد ممكن يفكر يتجوزك يا علا
                            علا بتحدى:بكره تشوفى ..هو صحيح هيتعبنى بس فى الاخر اللى انا عايزاه هايحصل
                            قالت هند بغل واضح:من ساعة ما عرفت ان عبد الرحمن اتجوز وانا باكل فى نفسى الراجل الكبير عرف يضحك عليا لكن انا هدخل العيله دى يعنى هدخلها سامعانى يا علا
                            ظهرت ابتسامه ماكره فى عيني علا وهى تقول:هتدخليها يا هند وهتقعدى معاهم على ترابيزه واحده وهتبقى خالة ولادهم غصب عنهم كلهم

                            """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""

                            استيقظت ايمان بعد اذان الظهر خرجت من غرفتها مترقبه تلتفت يمينا ويسارا بحثا عنه فلم تجده تنهدت بارتياح توضأت وأخذت سجادة الصلاة فوقعت منها ورقة مطويه أخذتها وبتعجب وفتحتها وقرأت فيها "متنسيش تدعيلى وانتى بتصلى ..ادعيلى مراتى تحبنى زى ما بحبها" ظل تقرأها مرات ومرات لا تصدق اهتمامه بها ولا تصدق انه يحبها بالضروره هو يفعل ذلك من اجل انجاح علاقتهم الزوجيه فقط وليس من اجلها هى........

                            أدت الصلاة وذهبت لتطمئن على مريم التى تركتها وحدها منذ أمس فتحت الباب بهدوء واغلقته بدوء حتى لا تزعجها ان كانت مازالت نائمه اقتربت من غرفة نومها فسمعت نحيب وهمهمات لم تشعر بها مريم وهى جالسه على سجادة الصلاة وترتدى الاسدال وتقرأ فى المصحف وتردد تلك الايه من سورة مريم " فأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً" وظلت تردد" يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً "ترددها وتبكى كثيرا

                            طرقت ايمان على باب الغرفه حتى لا تفزعها التفتت مريم الى ايمان ووجهها وكأنه بركه من الدموع أقتربت منها ايمان واحتضنتها بلوعه وهى تقول:مالك يا مريم بتعيطى كده ليه
                            مسحت دموعها وهى تقول بابتسامه:تصدقى يا ايمان اول مره احس بالايات كده وانا بقرأها ..ثم تابعت تصدقى برضه انى اول مره احس بالسيده مريم كده وباللى مرت بيه

                            جلست ايمان بقربها ومسحت على وجنتيها بحنانا وقالت:هو ده اللى مخليكى بتعيطى يا مريم ولا فى حاجه تانيه
                            هزت مريم رأسها نفيا ثم قالت بتساؤل:هو مين اللى سمانى مريم يا ايمان بابا ولا ماما
                            ابتسمت ايمان وهى تقول:عمى كان مره قالى ان بابا هو اللى كان بيخترلنا اسامينا ...
                            ثم تابعت وهى تنظر لمريم بفرح:بس انا مبسوطه اوى انك بدأتى تحسى بالايات يا مريم ربنا يفتحها عليكى يارب اكتر واكتر

                            """******************************************* **** *****"""""""

                            دخلت وفاء غرفة وليد واستندت على الباب وهو يتحدث فى الهاتف عندما رآها تابع حديث قائلا:طب هكلمك بعدين سلام دلوقتى
                            اغلق الاتصال واتفت اليها قائلا:نعم عاوزه ايه
                            وفاء :مش مكسوف من نفسك بقى عبد الرحمن ينزل وايمان وفرحه يحضروا قاعدة الاتفاق واخويا مش موجود معايا
                            ضحك بسخريه وقال:وهما كانوا يقدروا ميحضروش دى كانت امك جرستهم وقالت عليهم مش عاوزين يشوفوا عريسك علشان بيغيروا منك...
                            وبعدين ما انتى عارفه النظام فى البيت ده كله لازم يحضر يعنى هما مجوش من نفسهم من كتر حبهم فيكى يعنى
                            وفاء:ولما انت عارف كده مجتش ليه
                            قال بنفاذ صبر:مكنش ينفع انا وابوكى نسيب الشركه فهمتى ولا اقول كمان

                            قالت وفاء بحزن:انت ليه وليد بعيد عنى مش زى عبد الرحمن ويوسف مع فرحه مش بحس انك اخويا كده وهامك مصلحتى
                            زفر بقوة وقال:اطلعى من نفوخى يا وفاء بلا عبد الرحمن بلا يوسف بلا زفت الطين انا مش فاضيلك
                            قالت بحزن:كده يا وليد اومال فاضى بس للبنات اللى بتعرفهم ده انا بحس ان عبد الرحمن بيقف جنبى اكتر منك
                            قام وهو يدفعها خارج غرفته:طب خاليه ينفعك بقى ياختى مع السلامه

                            """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""

                            دخلت عفاف غرفة الحاج حسين وهى يبدو عليها الحيرة وجلست بجواره وهى تقول :انا مش فاهمه حاجه يا حسين مريم مش عاوزه تستعد لكتب الكتاب خالص اقولها يابنتى ننزل نجيب الفستان تقولى هلبس فستان ايمان اقولها نتفق مع الكوافيره تجيلك انتى ووفاء تقولى تيجى لوفاء بس انا مش هحط حاجه فى وشى معقوله دول كتب كتابهم بعد يومين لالالا ده فى حاجه كبيره ولازم اعرفها الحكايه دى مش داخله دماغى ابدا

                            شعر الحاج حسين بالقلق فهو يعلم ان زوجته ستظل تضغط على مريم او يوسف حتى تعلم سبب واحد لما هم فيه الان نظر لها باهتمام وقال:انا هقولك بس متقوليش لمريم انك عرفتى حاجه ماشى يا عفاف
                            اومأت برأسها قائله :طالما عارف قولى وريحنى وانا مش هجيب سيره

                            حسين: مريم صحيح موافقه على يوسف وصحيح بتحبه وهو كمان بس اللى عامل فيها كده انها قلقانه لتكون بموافقتها دى بتنفذ خطة امها
                            صمتت عفاف بتفكير وقالت بحيره:طب وبعدين الحال هيفضل كده ولا ايه
                            هز رأسه نفيا وقال بجديه:لا طبعا انا هطلع اكلمها وهقنعها المره دى واشيل من دماغها احساسها بالذنب اللى هى حاسه بيه ده وان شاء الله تبقى كويسه زيها زى اى عروسه
                            نهضت وهى تقول :ربنا يصلح الحال يارب

                            """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """
                            دخلت ايمان غرفة مريم قائله:تعالى يا مريم عمك بره وعاوزك
                            مريم:عمى مين
                            ايمان:عمى حسين ..يالا بسرعه احسن مستعجل
                            خرجت مريم بصحبتها وسلمت على عمها نظر الى شحوب وجهها وقال بحزن:ازيك انتى يابنتى عامله ايه
                            مريم:الحمد لله ياعمى انا بخير

                            نظر الى ايمان وقال اعمليلى قهوة يا ايمان لو سمحتى ...فهمت ايمان انه يريد مريم على انفراد فدخلت المطبخ وتركتهما
                            جلس بجوارها وربت على يدها قائلا:ام عبد الرحمن بتقولى انك مش عاوزه فستان فرح ورافضه الكوافيره تجيلك زى وفاء
                            نظرت له بأنكسار وقالت:معلش ياعمى مش عاوزه فساتين ولا حتى عاوزه فرح

                            قال بحنان:انا فاهمك يا مريم وحاسس بيكى بس لازم تاخدى بالك ان انا بس اللى فاهمك لكن الناس اللى حوالينا مستغربين من اللى بيحصل وانا مش عاوز حد يقعد ينكش ورا تصرفاتك يابنتى
                            مريم:يعنى ايه يا عمى اعمل ايه يعنى

                            حسين:يعنى حاولى تبقى طبيعيه وطاوعى مرات عمك ولو حتى من ورا قلبك يا ستى انا مش عاوز حد يقعد يقول ليه ومش ليه ..فاهمانى
                            قالت باستسلام:حاضر يا عمى منا خلاص مبقتش املك حاجه غير كده...انا بس ليا عندك رجاء
                            :اتفضلى يابنتى قولى عاوزه ايه

                            مريم:يوم كتب الكتاب الله يخاليك مش عاوزه اشوفه ايهاب يبقى يطلعلى الدفتر وانا همضى عليه وخلاص
                            :يابنتى مينفعش اولا المأذون مش هيوافق ثانيا حتى لو وافق هنقول للناس ايه العروسه مش عاوزه تشوف العريس ليه
                            ثم تابع :انا عارف انك مش طايقاه ولا طايقه تشوفى وشه وانا كمان والله مبقتش طايقه فى البيت بس هنعمل ايه لازم كل واحد فينا ييجى على نفسه شويه علشان الامور تعدى ده انا كمان مش هاطلب منك هتشوفيه وبس لا ده انا كمان هاطلب منك تضحكى فى وشه وترسمى السعاده على وشك ومتنسيش انكم هتقعدوا لوحدكوا شويه بعد كتب الكتاب

                            انتفضت قائله:لا يا عمى لا انا مش ممكن اقعد معاه لوحدى ابدا حتى لو قتلتونى
                            قال مطمئنا:هو انتى مش بتثقى فى عمك ولا ايه
                            مريم:العفو يا عمى طبعا بثق فى حضرتك بس
                            قاطعها:مفيش بس احنا مش عاوزين فاطمه مرات عمك تاخد بالها من حاجه حاكم دى لما بتاخد بالها من حاجه بتفضل تحرك وراها لحد ما تجيب قرارها انتى هتقعدى معاه فى الجنينه مش فمكان مقفول وعلشان تطمنى انا هبقى واقف فى بلكونة اوضتى وشايف كل حاجه ده غير ان وفاء وخطيبها هيبقوا قريبين منكوا يعنى مفيش حاجه تخليكى تقلقى

                            شعرت مريم ان حمل من الجبال وضع على صدرها تكاد تتنفس بصعوبه كلما تخيلت نفسها تجلس معه بمفردها فقالت بصوت اشبه بالبكاء:حاضر يا عمى بس بعد اذنك قول لطنط عفاف انى عاوزه بجد البس فستان ايمان مش هعرف اجيب فستان محترم زيه ايمان ساعتها لقيته بالعافيه
                            ابتسم قائلا:اتفقنا بس اسمعى كلامها فى حكايه الكوافيره دى ..وارسمى الضحكه على وشك يابنتى
                            مريم:حاضر

                            """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""""""""""""
                            وفى المساء عادت ايمان الى شقتها أغتسلت وصلت العشاء ونقلت ملابس عبد الرحمن كاملة الى الغرفه الاخرى التى نام فيها بالامس........ جائتها رسالة منه على هاتفها النقال فتحتها وابتسمت رغما عنها وهى تقرأها "يا ايمانى انا كلى حيرة.. ونار... وغيرة... وشوق ليك.. نفسى اهرب من عذابى نفسى ارتاح بين ايديك "

                            اعدت طعام العشاء ل عبد الرحمن وبمجرد ان سمعت صوت سيارته هرولت الى غرفتها واغلقتها واطفأت المصباح وتدثرت جيدا وتصنعت النوم
                            دخل عبد الرحمن المنزل فوجد الطعام معد على المائده والجو يسوده الصمت والهدوء اغتسل وبدل ملابسه وطرق باب غرفة ايمان طرقات خفيفه لم ترد ايمان على طرقاته فزادها بتصميم نهضت فوقفت خلف الباب وقالت:نعم فى حاجه
                            عبد الرحمن:ممكن تفتحى فى حاجه مهمه عاوز اخدها من جوه
                            ايمان:انا نقلتلك كل حاجتك فى الاوضه التانيه

                            قال وهو يتصنع الجديه :لاء فى فردة شراب مش لاقيها اكيد فى الدولاب عندك
                            صدقته وذهبت تنظر فى الدولاب للتأكد ولكنها لم تجد شىء عادت مره اخرى قائله:ملقيتش حاجه
                            تحدث بنفس النبره قائلا:ازاى يعنى انا متأكد انها جوه انا محتاجها بكره ضرورى لو سمحتى افتحى

                            وقفت ايمان متردده ثم ارتدت اسدال الصلاه وفتحت الباب ببطء رسم على ملامحه علامات الحنق وهو يدخل الغرفه ويقول:مش معقول كده اقف ساعه بره علشان شراب اومال لو كانت فانله كنتى وقفتينى قد ايه
                            قالت بسرعه:انا دورت كويس وملقتش حاجه ولو مش مصدقنى شوف بنفسك
                            وقف امام خزانة الملابس ينظر بعبث ثم قال:مش موجوده ودتيها فين
                            ايمان :منا قلتلك مش هنا مصدقتنيش

                            عبد الرحمن:طبعا مش مصدقك شكلك كده طمعتى فيها طب كنتى قوليلى وانا كنت هجبلك
                            شعرت بنبرة المزاح بدأت تتسلل فى صوته فعلمت انه اخترع قصة الجوارب ليدخل ويتحدث معها
                            ايمان :لو سمحت اتفضل عاوزه انام

                            عبد الرحمن:على فكره لو بقيتى على طبيعتك هيبقى احسن وانا يا ستى مش هادخل الاوضه من غير ما استأذن لكن تقفلى الباب والحركات دى مش حلوه بحس كده انك خايفه منى
                            لم ترد عليه فوقف امامها قائلا:طب بلاش كل ده دعتيلى زى ما طلبت منك
                            قالت وهى تشيح بوجهها:ايوه دعتلك ربنا يرزقك بزوجه تحبها
                            أقترب وهو يقول:طب ماهو ربنا رزقنى بيها خلاص الحمد لله

                            ابتسمت بسخريه وقالت:لا منا عارفه ...ثم تابعت بجديه كل اللى بتعمله ده مالوش لازمه على فكره وفر على نفسك مجهود انك تحاول تقنعنى بحاجه مش موجوده ......
                            انا قلتلك انى قررت ومش هرجع فى قرارى ولعلمك انا من بكره هلم حاجتى كلها وارجع اقعد مع مريم انا مش هقبل على نفسى ولا على كرامتى اكتر من كده

                            وقف وعقد يديه امام صدره وقال:بس انا مش مصدقك انا متأكد انك بتحبينى وعايزة تعيشى معايا
                            زى ما انا متأكد انى بحبك وعايز اكمل حياتى معاكى
                            سيطر عليها الانفعال وهى تقول بعناد :انا قررت وخلاص....
                            وكلامى ده مفيهوش راجعه يا عبد الرحمن
                            بادلها نفس النبره العنيده قائلا:قرارك ده تبليه وتشربى ميته
                            قالت بدهشه:يعنى ايه

                            اقترب اكثر وامسك وجهها بين كفيه قائلا:يعنى انتى مراتى وهتفضلى مراتى لحد ما اموت فاهمه ولا لاء
                            قالت بانفعال :يعنى ايه هو بالعافيه
                            اغلق الباب وهو يقول :ايوه بالعافيه..انا مش هصبر عليكى اكتر من كده
                            انتى دماغك ناشفه اوى ...وبعدين انا عاوز افهم انتى ليه بتلبسى اسدال الصلاة قدامى

                            هو انا مش جوزك ولا ايه ..

                            لم تصدق ايمان ما يحدث لم تكن تتوقع انه يثور الى هذه الدرجه وينفعل هكذا حتى يخرج عن اطار هدوءة بهذه الطريقه ......
                            اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                            تعليق


                            • #44


                              الفصل الثاني والعشرون



                              مضى اليومان ووقف يوسف اما مرآته يرتدى حلته السوداء وهو شارد الذهن مشتت الافكار يشعربرهبه خفيه من لقائها ..كيف سينظر الى عينيها كيف سيواجهها عندما يخلو بها ماذا سيقول وكيف سيبدأ هل يبدأ بالاعتذار ام يقبل يديها لتسامحه .........نفسه لم تتركه ظلت تحدثه:"لم تكن انت المذنب الوحيد هى التى دفعتك لذلك دفعا ..وايضا لم تكن انت الوحيد هناك وليد والشباب الذى استقلت سيارة سلمى بصحبتهم والمكان الذى ذهبوا اليه هل نسيت كل هذا "

                              جلس على المقعد وهو ينظر لصورته بالمرآه وكأنه يحادثها قائلا بحيرة:بس انا أتأكدت بنفسى ..انا كنت اول واحد
                              حادثته نفسه مره اخرى"نعم كنت انت الوحيد ..ولكن كنت الوحيد الذى أندفع هكذا اما البقية فكانوا حذرين.. وهى استطاعت ان تفعل كل شىء دون ان تؤذى نفسها "

                              وضع يديه فوق رأسه... شعر انه سيذهب عقله خرج للشرفه ووقف ينظر للسماء وقد تجمعت الدموع فى عينيه قائلا:ياااااارب ...يارب بصرنى بالحقيقه

                              """""""""""""""""""""""""
                              أستعدت وفاء بفستانها المميز الرقيق بلونه الوردى ......
                              وارتدت مريم فستان العقد الذى ارتدته ايمان فى يوم عقد قرانها وكان فى غاية الروعه علي جسدها وبساطته وأحتشامه وبساطة الميكب اعطتها مظهرا ملائكيا

                              تحركت بصحبة ايهاب وهى ممسكه بيده كالطفله التى تتشبث بأبيها فى الزحام مخافة الضياع
                              التفت لها ايهاب مداعبا:مالك مرعوبه كده ليه
                              هزت رأسها بشكل عشوائى لم تجد كلمات ترد بها على دعابته ...لاول مره تستقل المصعد وتشعر انه يأخذها للجحيم لا الى الطابق السفلى... ارتجف قلبها بشده عندما توقف المصعد معلنا انتهاء رحلته

                              تحرك ايهاب خطوتين للخارج وهى تتبعه ومازالت ممسكة بيده وبمجرد ان وقع بصرها على الشقه مكان الحادث تجمدت قدماها واصفر وجهها ومادت بها الارض ...أسندها ايهاب ولحقت به ايمان التى كانت تنتظرهم بالاسفل وهو يقول فى قلق:مالك يا مريم
                              اشاحت بوجهها عن بعيدا عن اكثر مكان تكرهه فى حياتها وهى تقول فى اضطراب شديد :مفيش حاجه تلاقينى بس علشان بقالى كتير منزلتش فى الاسانسير دوخت شويه

                              تقدم الحاج حسين منهم وقال لايهاب وهو يرسم ابتسامه مبهجه على شفتيه:عن اذنك بقى العروسه دى تخصنى ..وأخذ يدى مريم واسندها الى يديه وربت عليها بحنان

                              كان يعلم انه المرة الاولى التى تتحرك فيها مريم وتهبط الى الاسفل كان يعلم انها لن تمر على مكان الحادث مرور الكرام ......كانت الخطوات بطيئه وهى تتذكر كل صوت وكل حركه مرت بهما منذ أكثر من اسبوع فى هذا المكان الذى لم يعد يحمل الا الالم
                              أتجه بها حسين الى حيث ينتظرها المأذون تحت مظلتهم ورأته لاول مره منذ الحادث فى البدايه لم تتعرف عليه لاول وهله كان وجهه شاحب جدا وكأن الايام مرت عليه سنوات طويله

                              تفرست ملامحه بغل واضح وكادت ان تتحرك من مكانها تجاهه دون وعى ولكن حسين قبض على يديها بقوة كانت يدها بارده كالثلج وترتجف من الانفعال ...
                              همس فى اذنها الناس كلها مركزه معاكى اقعدى هنا ومتبصيلوش

                              جلست بجانبه وهو مازال ممسك بيدها وبدأ المأذون فى اجراء مراسم الزواج نهض يوسف ليمضى على الاوراق فخطف نظره سريعه اليها حتى انتهى ووضع القلم مكانه وأشار لها المأذون ان تأتى لتذيل الاوراق بتوقيعها وضعت القلم وعادت بجانب عمها انتهى المأذون قائلا:زواج مبارك ان شاء الله
                              أنطلقت الزغاريد معلنة ارتباط جديد فى الاسرة ولكنه من نوع خاص جدا

                              ربت عبد الرحمن وايهاب على كتف يوسف وعانقاه واحدا بعد الاخر ومهنئين له زواجه وكذلك فعلت فرحه ووالدته وعمه ابراهيم وهنأته ايمان ووفاء بابتسامه ثم اقبلوا على مريم يعانقونها ويقبلونها وهى تجاملهم بابتسامه خاويه من اى مشاعر
                              اقترب وليد من يوسف ليعانقه ولكنه ابتعد عنه واكتفى بالمصافحه فقط نظر له وليد بحنق ثم اقترب من عبد الرحمن قائلا:هو اخوك بيعاملنى ناشف كده ليه هو انا دوستله على طرف

                              ربت عبد الرحمن على كتفه قائلا بمزاح:معلش بقى عريس لازم نستحمله
                              كان عبد الرحمن يحادثه وعينيه لم تفارق ايمان وهى تجلس بين مريم ووفاء وتداعبهما
                              جلس عماد بجوار وفاء وشرع فى وضع خاتم الخطوبه فى اصبعها فهمست لها ايمان مينفعش يمسك ايدك دلوقتى ده لسه خطيب مش زوج همست لها وفاء طب والعمل

                              قاطعهم صوت عماد هاتى ايدك يا وفاء علشان البسك شبكتك نهضت ايمان وهى مبتسمه وقالت له :ثانيه واحده يا عريس وأتجهت الى والدة عماد وقالت لها:تعالى يا طنط لو سمحتى ........أخذتها واجلستها بجوار وفاء وتناولت علبة القطيفه التى تحوى خاتم الخطبه وأعطتها لوالدة عماد وهى تقول لها بمرح :لو سمحتى يا طنط لبسيهالها حضرتك معلش بقى معندناش بنات بتسيبه يمسكها يا فوزيه

                              ضحك الجميع ونظر لها محمد اخو عماد بأعجاب شديد يكسوه الحزن ..لم تفارق نظراته عيون عبد الرحمن الذى كان يتابعه عن بعد
                              شرعت والدة عماد فى وضع الخاتم فى اصبع وفاء وأنطلقت الزغاريد مره اخرى .........تقدم عبد الرحمن من ايمان وجذبها بعيدا ولكن برفق وقف بجوارها قائلا بعتاب:ممكن تقعدى على جنب وتبطلى تتمشى قدام كل الناس كده
                              قالت ايمان بتلقائيه :انا مش بتمشى انا كنت ...

                              قاطعها بحنق:ولا كنت ولا مكنتش خالى الفرح ده يعدى على خير متخالنيش ارتكب جريمه ثم نظر الى محمد بطرف عينيه وقال لها:انتى مش شايفه اللى عمال يبصلك ده
                              نظرت ايمان الى حيث ينظر وحاولت ان تخفى ابتسامتها وهى تقول بلا مبالاه: يبص ولا ميببصش وانا مالى
                              وقف امامها ليحجب عنها الرؤيه قائلا بغضب:بقولك ايه متخلنيش اطلعك فوق واقفل عليكى ....انتى تفضلى فى ايدى لحد ما يغور من هنا فاهمه ولا لاء

                              وضعت يدها فى خصرها وقالت بلا مبالاه :زى ما تحب
                              عاد بها مره اخرى ولكنه لم يترك يدها ظل ممسكا بها واجلسها بجواره وهو ينظر ل محمد نظرات حاده جعلته يصرف بصره عنها طوال الحفله
                              لم يترك الحاج حسين مريم ابدا ظل بجوارها يربت على يدها ويطمئنها وكان يوسف يجلس بجوارها من الطرف الاخر ولكن بعيد عنها نسبيا لم تنظر له ابدا ومازالت ترسم ابتسامه بارده على شفتيها كأنها صورة مجسمه بلا روح

                              تفاجأت مريم بحضور سلمى التى اقتربت منها وقبلتها ببرود قائله:مبروك يا عروسه زعلانه منك يا وحشه كده متعزمنيش .....بادلتها مريم القبله البارده أعتدلت سلمى ومدت يدها لتصافح يوسف قائله :مبروك يا عريس
                              نظر لها بأحتقار وقال بجفاء:مبسلمش على حريم

                              اعادت يدها مع احتقان وجهها ونظر الناس اليها وأتخذت مكانا بجوار وليد الذى اشار لها ان تأتى بجانبه ...همس لها:متزعليش بكره هطلعه على جتته قالت ببرود اهو كلام قلتلى كده المره اللى فاتت ومعملتش حاجه
                              وليد :ومين قالك انى معملتش هى بس مظبطتش معايا بس اوعدك هتتعوض

                              وقفت فرحه بجوار ايهاب وقالت بطفوله:انا متغاظه عاوزه البس فستان فرح تانى ماليش دعوه عاوزه نتجوز تانى
                              قال ايهاب موافقا:من عنيا يا حبيبتى اوعدك هتجوز تانى واعزمك
                              ضربته على كتفه فوضع يده على كتفه متألما وهو يضحك آآآآآه ...يا مفتريه ......عقدت ذراعيها اما صدرها وقالت:قال يتجوز عليا قال ده انا كنت ادبحك

                              لف ذراعه حول كتفها وقال ضاحكا:بحبك يا مجنونه
                              أنتهى الحفل وسمح الحاج ابراهيم لوفاء ان تجلس بعض الوقت مع خطيبها فى الحديقه بجوار مريم ويوسف
                              كان الحاج حسين اخر من ينصرف ويترك مريم ولكنها اطبقت على ذراعه قائله :ماتمشيش يا عمى

                              أطرق يوسف برأسه وسمع والده يقول لمريم مطمئنا:متخافيش ثم التفت الى يوسف ناظرا اليه بحده وهو لا يزال يوجه حديث لمريم وقال:انا واقف فى البلكون وعينيا عليكى لحد ما تطلعى شقتك ثم انصرف وتركهما

                              ******************************
                              لم تعد تحتملها قدماها فجلست قبل ان تسقط..... شعرت بأطرافها متجمده وألم فى معدتها ...جلس امامها وهو ينظر الى الفراغ وطال الصمت ....تملك جسدها قشعريرة حتى لفت ذراعاها حول نفسها وكأنها تحتضن قلبها كأنها تطمئن عصفور طار طويلا تحت زخات المطر ووقع على ذراعيها فى اجهاد شديد يخفق فى ألم
                              ظن يوسف أنها تشعر بالبرد فأخذ الجاكت الذى وضعه من قبل على المائده امامه ومد يده به اليها قائلا بصوت مرتبك:خدى البسى ده شكلك بردانه

                              نظرت للجاكت ثم نظرت اليه فى أشمئزاز قائله:أخاف البسه يوصلنى منه نجاسه
                              كلمتها كانت ثقيله على اذنيه ولكنه لم يرد وضع الجاكت بجواره قائلا:أستغفر الله العظيم
                              قالت بسرعه:بتعرف ربنا اوى يا ندل

                              ابتلع ريقه فى صعوبه وشعر بجفاف حلقه ووضع رأسه بين يديه وهو يزفر بقوة.. فقالت:ياريت لما تنفخ تانى تودى وشك الناحيه التانيه علشان متلوسش الهوا اللى بتنفسه
                              شعر بأستفزازها له فقال وهو يضغط على اسنانه :الكلام ده مالوش لزوم
                              قالت بحقد:ان شاء الله ربنا هينتقملى منك يا حقير

                              أشار لها يحذرها قائلا:شوفى انا كنت ناوى اتأسفلك واستسمحك ..
                              بلاش تستفزينى علشان متضطرنيش ارد عليكى رد مش هيعجبك
                              قالت باستهزاء:كمان ليك عين تتكلم ..اما بجح صحيح

                              لم تكن تعلم مريم ما هذه الجرأه التى تملكتها وهى تتحدث معه ولكن كل ما تعلمه انها بمجرد ما خلت به شعرت بكمية حقد وغل لا مثيل لها وبحثت بنظرها على الطاوله لعلها تجد سكين او ماشبه ولكنها لم تجد فقررت ذبحه بكلماتها... وكانت مطمئنه ان عمها يراقبهما من بعيد ووفاء وخطيبها بالقرب منهم فشجعها ذلك على الاسترسال فى اهانته واشباع حاجتها فى تمزيقه وقتله بعباراتها

                              اشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يحاول كتم غيظه والسيطره على انفعالاته فهو يلتمس لها العذر فى كل ما تقول وتفعل...... ما فعله ليس بهينا ابدا فما جدوى الاعتذار فى مقابل الجريمه التى ارتكبها فقرر ان لا يرد عليها مهما قالت

                              صمته استفزها كثيرا فهى لم تنتهى بعد من أخراج ما بداخلها من لعنات عليه ولم يشفى صدرها مما يعتمل بداخله من حقد وغل تجاهه
                              فقالت بسخريه:لاء واخويا يباركلك ...ثم نظرت له باحتقار وقالت:فاكرك بنى آدم

                              ضرب المائده بقبضته فى غضب والتفت اليها قائلا:يابنت الناس بطلى تستفزينى انا ماسك اعصابى بالعافيه
                              قالت بسخريه لازعه:ده على اساس انك عندك دم زى البنى ادمين
                              قال بلهجه حاده:اوعى تفتكرى ان أنا علشان ساكت ومش عاوز اتكلم انك هتستضعفينى وتهزئى فيا براحتك
                              لاء انا ساكت علشان خايف عليكي أنا لو اتكلمت هاجرحك..

                              انا مش غلطان لوحدى يا هانم ومتعمليش عليا طاهره انا كنت بشوفك بعينى وانتى واقفه مع راجل واتنين كل واحد فيهم بيبصلك كأنك كنتى فى حضنه من شويه ....

                              قدام باب كليتك وفى فرح اختك كل ده كوم والسفاله اللى كنتى بتعمليها مع وليد كوم تانى
                              قالت بانفعال مكتوم:اخرس يا ندل كمان بتشوه سمعتى مش كفايه اللى عملتوا فيا

                              قبض على يدها بقوه قائلا:انا لو كنت ندل كنت مشيت من البيت وسافرت اى مكان ومكنتش اتجوزتك ومكنش هيهمنى غضب ابويا عليا مانا ندل بقى.. لكن انا ندمت على اللى عملته وتوبت لربنا وكان لازم استر عليكى علشان ربنا يقبل توبتى
                              الدور والباقى عليكى شوفى نفسك قبل ما تتهمينى بالحقاره على الاقل انا عملت كده وانا شارب مخدرات تغيب عقل بلد لكن انتى كنتى بتعملى اللى بتعمليه مع وليد ومع غيره وانتى عارفه انتى بتعملى ايه كويس... لا وطلعتى شاطره وحافظتى على نفسك لاخر لحظه رغم كل اللى كنتى بتعمليه

                              قالت بكره شديد :منك لله يا اخى مصمم تشوه سمعتى ماكفكش اللى عملته فيا
                              نهض وهو يقول:اقعدى مع نفسك وانتى تعرفى ان سمعتك كانت متشوهه لوحدها ...اه صحيح انا نسيت انى كنت ماشى وراكى بالعربيه انتى وصاحبتك السفله وشفتكوا شفت كنتوا رايحين فين ومع مين

                              وقبل ان ينصرف سمعها تقول بحقد:ربنا ياخدك ويرحنى منك
                              عاد مره اخرى وقال لها بألم :اهى دى احلى دعوه سمعتها من ساعتها... ايوه كده ادعيهالى دايما وان شاء الله ربنا هيستجيب منك ويريحك مني ويرحنى انا كمان...

                              """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""
                              أبدلت ايمان ملابسها ووقفت فى الشرفه تنظر الى نفس المشهد الذى تكرر من قبل ولكن مع أختها التى ترتدى نفس الفستان وتجلس مع زوجها وكل منهم ينظر فى اتجاه ..تذكرت كيف كانت تجلس هكذا فى يوم عقدها على عبد الرحمن واسترجعت نفس المشاعر المؤلمه...
                              كان عبد الرحمن يغتسل ويبدل ملابسه ثم دخل اليها غرفتها فوجدها تقف شارده أمام شرفتها تنظر الى مريم ويوسف فى وجوم....

                              شعر فورا بما يعتمل فى نفسها وانها تذكرت يوم عقدهما حاول ان يطفو جو من المرح على الموقف ...فأقترب منها وهو ينظر الى بجامتها الورديه قائلا بمرح:بتعملى ايه عندك يا باربى ..انتشلتها كلمته من اعماق ذكرياتها فألتفتت اليه ثم نظرت الى رسوم باربى المطبوعه على ملابسها وقالت:اه باربى اومال انت عاوز ايه

                              أقترب منها أكثر ووضع كفه على وجنتها قائلا برقه:مش عاوز حاجه غيرك
                              دفعته بخفه فى صدره وابتعدت عنه ..دخلت الفراش وتدثرت وهى تقول:لو سمحت اطفى النور وانت خارج
                              جلس بجوارها على طرف الفراش وازاح الغطاء قليلا وهو يقول بعذوبه:طب انا مش خارج
                              ايه رأيك نفضل فى السرير ونجيب حد يطفلنا النور

                              ابتسمت وهى تضع الوساده على رأسها واكتسب صوتها نبره جديه وهى تقول:من فضلك انا تعبانه وعاوزه انام روح نام فى اوضتك
                              طبع قبله صغيره على رأسها وقال:تصبحى على خير ..أطفأ المصباح وخرج لينام فى الغرفة الاخرى..

                              .دخل فراشه ووضع يديه تحت رأسه وهو ينظر للأعلى وهو شاردا فى حاله"معقول اكون حبيتها بسرعه كده.. هو انا لحقت ده انا لسه من كام يوم كنت حاسس انها زى اختى ...لا..بس انا لما زعلتها وسابت البيت ومشيت مكنتش عارف ارتاح ومرتحتش غير لما رجعت البيت ومكنتش عارف ليه..معقول كنت بحبها وانا معرفش ...اعتدل جالسا فى فراشه وقال وكأنه يحدث شخص آخر:الله ..طب لما هو كده ليه واحنا مسافرين مكنتش حاسس بحاجه ناحيتها ومكنتش عاوز حتى المسها ...يمكن علشان كنت حاسس ان بابا هو اللى كان عاوزنى اتجوزها

                              نهض من فراشه وسار قليلا يتكلم مع نفسه ويتذكر يوم زفافه وكيف تركها ونام .......حتى وقعت عينيه على صورته فى المرآه فوقف امامها قائلا:ماهو حاجه من الاتنين انت يا اما عبيط يا اما اهبل والاحتمال الاكبر انك الاتنين مع بعض

                              """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""
                              اوقف وليد سيارته امام منزل سلمى وقال بضجر:ادينى وصلتك اهو زى ماكنتى عاوزه يالى اتفضلى
                              أستدارت بجسدها كله اليه قائله:دلوقتى بقيت توصلنى غصب عنك الله يرحم....ثم تابعت بغيظ مش كفايه الكسفه اللى اكسفتها فى الفرح وهى بتسلم عليا ببرود والناس شايفانا
                              وليد:ياستى قلتلك اصبرى هخدلك حقك

                              قالت بعصبيه:كله بسببك قعدت توقعدنى انك هتاخدلى حقى من القلم اللى يوسف ضربهولى قدامك.. وانا صدقتك لما قلتلى هتفضحه فى كل حته ونفذتلك اللى انت عاوزه وادى النتيجه مفيش حاجه حصلت لا وفى الاخر اتجوزها كمان
                              وليد:ومين قالك ان مفيش حاجه حصلت..انا بس لسه مش متأكد

                              قالت بسخريه:ما انت قلتلى قبل كده الكلام ده وادى النتيجه اهو راح اتجوزها
                              قال بنفاذ صبر:يا غبيه افهمى الجواز السريع ده حصل نتيجه لحاجه من الاتنين....
                              يا اما بعد ما شافها طالعه معاكى انتى وولاد خالتك وقرر يواجهها وفعلا واجهها وهى قدرت تضحك عليه ...ودى حاجه بستبعدها لانه كان شارب
                              ....يا اما حصل عكس اللى كنت مخططله واضطر يستر عليها

                              سلمى:عكس اللى كنت مخططله ازاى.... انت مش كان هدفك انه يحاول معاها وهو شارب وهى تروح تفضحه عند ابوك وتبقى كده ردتله اللى عمله معاك لما هددك انه يفضحك ...وفى نفس الوقت ابوك ميصدقوش بعد كده لو قال عليك حاجه
                              وليد:بالظبط كده بس واضح ان اللى حصل اكبر من كده واضح ان الحكايه تعدت المحاوله بمراحل

                              شكله عمل حاجه اكبر من كده والامكانش شكلهم بقى زى ما شفتى كده كأنهم بيتجوزوا غصب عنهم ومش طايقين بعض...وبينى وبينك انا حاولت أتأكد ودخلت الشقه بس ملقتش اثر لاى حاجه ..ممكن يكون حصل فى مكان تانى لسه مش متأكد من حاجه
                              واستدار اليها قائلا بضيق:يالا انزلى بقى وجعتيلى دماغى...... عاوز اروح امخمخ كده مع نفسى ..الحكايه دى لازم اتأكد منها بأى شكل.... بس مش عارف ا
                              اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                              تعليق


                              • #45
                                الفصل الثالث والعشرون


                                دخل يوسف مكتب أبيه مطرقا وقال:حضرتك بعتلى يا بابا
                                نظر له والده فى حده وهو يقول:انت ايه اللى جابك الشركه النهارده
                                نظر له يوسف بدهشه قائلا:جاى اشوف شغلى

                                نهض والده وقال بلهجه صارمه:ملكش شغل عندى
                                ثم تابع بنفس نبرته الحاده:تروح دلوقتى تلم حاجتك من مكتبك وتروح بيتكوا ولا تشوفلك مصيبه تانيه تروحها
                                شعر بغصه فى حلقه وهو يقول:يعنى ايه يابابا
                                الحاج حسين:زى ما سمعت مشوفش وشك فى الشركه تانى وكفايه انى مطردتكش من البيت
                                وشغلك هيتوزع على اخوك ...واسمع مش عايز اشوف خيالك فى البيت طول مانا هناك تغور فى اى حته من قدامى فاهم ولا مش فاهم

                                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""

                                خرج يوسف من مكتب والده والدنيا تميد به لماذا لم يدافع عن نفسه ولو بكلمة واحده ...لماذا دائما لاعيطيه فرصه ليتحدث .....لماذا لا يتكلم معه ليعرف لماذا فعل ذلك؟
                                أستقل سيارته وقاداها بلا هدف وجد نفسه يمر بكورنيش النيل ركن سيارته جانبا ونزل منها .....وقف امام سور الكورنيش ينظر الى الماء فى وجوم يتذكر الليله المشؤمه

                                تذكر عندما قاد سيارته مراقبا لسيارة سلمى ....وظل خلفها متابعا لها بتركيز والغيرة تفتك بقلبه .....وبدون سابق انذار توقفت سلمى تحت أحدى البنايات.. خرجت سلمى من سيارتها ثم الرجلين... وقفا يتحدثان قليلا ثم صعد الرجلين لفتره من الزمن قصيرة وهبطا اليها مره اخرى ....وخرجت مريم من السياره وصعدت معهما هى وسلمى

                                توجه يوسف الى حارس العقار وتحجج انه يسأل عن شقه مفروشه خاليه فى البنايه فقال له الحارس بتأفف :بلا مفروش بلا قرف ثم أشار الى سيارة سلمى قائلا ادى اللى بناخده من المفروش بلا هم.. بنات عايزة قطم رقبتها ملهمش اهل يلموهم

                                توقفت ذكرياته عند هذه النقطه عندما شعر بألم شديد فى عضلات قلبه عاد الى السيارة وقادها مره اخرى عائدا الى المنزل
                                بمجرد ان دخل من بوابه المنزل الخارجيه تفاجأ بخروج فرحه ومريم من المصعد وما ان رأته فرحه حتى تعلقت فى ذراعه قائله:جيت فى وقتك يا اخويا يا حبيبى ثم طبعت قبله على كتفه تداعبه وقالت:ممكن توصلنا الكليه وهنيالك يا فاعل الخير والثواب

                                لم تعد مريم تحتمل رؤية ابغض وجه اليها اكثر من هذا أشاحت بوجهها بعيدا وهو يقول لاخته:معلش يا فرحه خلى ايهاب يوصلكوا
                                فرحه:ايهاب مش هنا وهيتأخر النهارده واحنا كنا هناخد تاكسي بس ربنا بعتك لينا يرضيك نروح ندور على تاكسى انا ومراتك وانت موجود
                                نظر يوسف لمريم ولكنه تفاجأ بشكلها الجديد ملابسها مختلفة كثيرا ...واسعه ومحتشمه ولا تفصل جسدها كما كانت ترتدى من قبل ....نظر الى وجهها الحجاب طويل يغطى صدرها لم تصبغ وجهها بأى الوان .....ظل ينظر اليها حتى قاطعته فرحه قائله بمشاغبه:انت ياعم الرومانسى سيبك من مراتك دلوقتى وركز معايا

                                انتبهت مريم انه ينظر اليها بتمعن فقالت لفرحه:انا هستناكى عند باب الجنينه بره
                                تابعها يوسف بعينيه حتى وصلت لباب الحديقه ادارت فرحه وجهه بيدها قائله:ياعم انت هنتأخر تعالى وصلنا وابقى بحلق براحتك فى السكه بس اوعى تعمل بينا حادثه

                                أضطرت مريم ان تركب بجواره وفرحه فى الخلف وطوال الطريق تتحدث فى الهاتف مع صديقتها المقربه كعادتها دائما
                                أخرجت مريم مصحف صغير من حقيبتها وظلت تقرأ فيه طوال الطريق كان يختلس النظر اليها من حين لاخر وهو لا يصدق ما يرى تردد قليلا ثم قال:انتوا رايحين دلوقتى تعملوا ايه مش المفروض فى اجازه
                                لم تسمعه فرحه وهى تتحدث الى صديقتها فى الهاتف فأعاد السؤال مره اخرى وهو ينظر لمريم:فقالت ببرود:عندى تدريب صيفى
                                وجد نفسه يقول:هتخلصى امتى
                                قالت بصوت اشبه للهمس:ملكش دعوه

                                بعد ان اانتهت فرحه واغلقت الهاتف قال يوسف بسرعه:هتخلصوا امتى يا فرحه علشان اجى اخدكم
                                قالت فرحه بسعاده :ايه ده بجد
                                أومأ برأسه :ايوه خلصينى هتخلصوا امتى؟
                                فرحه:انا هخلص على 3 ..ثم نظرت الى مريم قائله :وانتى يا مريم هتخلصى امتى
                                تصنعت مريم ابتسامه وهى تقول:لا متشغلوش بالكوا انا لما هخلص هروح

                                قال يوسف:خلصى براحتك بس قوليلى على امتى علشان اجى اخدك
                                قالت فى سرها"ربنا ياخدك انت يا اخى"
                                فرحه:ها يا مريم هتخلصى امتى
                                مريم:يعنى على الساعه 2 او 3 مش عارفه بالظبط
                                قال يوسف بحسم:الساعه اتنين هتلاقينى واقف مستنيكى

                                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""

                                خرج وليد من مكتبه وأقترب من مكتب علا التى لا تعيره اهتماما رسم ابتسامه على شفاه قائلا:انا هروح اتغدى تحبى تيجى معايا
                                هزت رأسها نفيا قائلا بجديه:متشكره يا استاذ وليد وبعدين لسه معاد الراحه فاضل عليه نص ساعه
                                اتكأ على المكتب قائلا:ياستى انا صاحب الشغل ولا يهمك وبعدين انا عاوزك فى موضوع مهم ومش هينفع هنا
                                نهضت ونظره له بجديه وقالت:انا مفيش مواضيع بينى وبين حضرتك غير الشغل وبس... لو فى حاجه فى الشغل افتكر هنا مكانها مش فى حته تانيه

                                أعتدل وهو يتفحصها ببرود وعقد ذراعيه امام صدره قائلا:انتى بتعاملينى ناشف كده ليه
                                جلست وهى تتابع عملها:اصل حضرتك متصور انى علشان بشتغل عندك يبقى سهل عندك تاخدنى اى مكان بره الشغل .....لايافندم انا مش كده واظن حضرتك تعرف ان ابن عمك كان خاطب اختى يعنى لو كانت اخلاقنا عليها غبار مكنش فكر يرتبط بيها من الاول.... ثم القت عليه عبارتها الاخيره قاصدة اياها:احنا مالناش غير فى الجد وبس يا فندم...ولو سمحت يا استاذ وليد سبنى اكمل شغلى
                                أخرج وليد علبة من القطيف من جيبه ورسم على وجهه علامات الحزن قائلا:انتى فهمتينى غلط على فكره انا بس كنت عاوزك علشان اقدملك دى وفتحها وادارها اليها

                                القت عليها نظره سريعه كانت تحوى خاتم ذهبيا مرصع بفصوص الالماس اللامعه اعادت نظرها اليه ببرود وقالت:ايه دى
                                وليد :دى هديه بسيطه
                                علا: بمناسبة ايه
                                وليد:بمناسبة جمالك

                                تصنعت الانفعال وهى تقول:حضرتك ليه مصمم تضايقنى.. قلت لحضرتك انى ماليش فى الحاجات دى ......انت ليه مبتقدرش تفرق بين البنات وبعضها وأخذت حقيبتها وهى تتصنع البكاء وهرولت سريعا من امامه وهى تخفى ابتسامة خبيثه بداخلها
                                شعر بحيرة شديده من تصرفاتها معه فهو لم يعتاد على ذلك من اى فتاة أخرى

                                هاتف صديقا له وواعده على الغذاء ..التقى به فى احدى المطاعم القريبه من الشركة
                                :ايه يا عم مختفى فين بقالى مده مش شايفك على الشاشه يعنى
                                وليد:اسكت يا معتز فى بت مطلعه عينى

                                معتز باندهاش:ايه ده بقى وليد باشا مش قادر على حتة بت لا قول كلام غير ده..مين البت دى
                                زفر وليد بضيق قائر:بتشتغل معايا فى مكتبى فى السكرتاريه ..بس رخمه رخامه يا أخى
                                ولا تضحك فى وشى الا بطلوع الروح.. اقولها نرفع الالقاب تقولى مينفعش...أعزمها على غدا مترضاش وتقولى انا مش بتاعة الكلام ده.. اجيبلها هديه تديهوملى فى جنابى وتسيبنى وتمشى.. لما خنقتنى

                                ضحك معتز ضحكات عابثه قائلا:لا ده انت حالتك صعبه اوى..قولى هى حلوه تستاهل يعنى
                                وليد:وانا هعمل ايه بحلاوتها وهى منشفه ريقى كده..لا وقال ايه تقولى انا ماليش غير فى الجد
                                معتز:اوبااااااا... بس يا باشا انا كده فهمت..البت دى رسمه على جواز

                                قال وليد بسخريه :جواز مين يابا هو انا بتاع جواز ..ما انت عارفنى كويس..انا بس مش متعود ان واحده تنفضلى كده
                                معتز:طب انا بقى عندى حتة فكره تخليك تاخد راحتك معاها على الاخر
                                وليد :منكم نستفيد

                                معتز:بص يا باشا البت اللى تلاقيها معصلجه معاك وماشيه فى طريق الجواز ..اخطبها
                                وليد باستهزاء:لا والله وده من ايه
                                معتز :اسمع بس لما اكمل كلامى...الحكايه دى ناس اصحابى جربوها كتير قبل كده
                                الواحد منهم يخطب البت اللى منشفه راسها معاه يروح ويتقدم بقلب جامد ويعمل خطوبه ويقدم شبكه متوسطه كده ..ويقعد سنه بقى داخل خارج معاها ماسك ايدها عزومات وسهر وسينما والذى منه... ولما تحبك معاه اوى ياخدها تتفرج على شقة المستقبل وهى بتتوضب اه طبعا يعنى تعيش فى شقه من غير ما تقول رأيها فيها

                                لمعت عينى وليد وهو يقول:يابنى اللعيبه شقة المستقبل ..ازاىمخطرتش على بالى الفكره دى قبل كده ..صمت ثوانى فى تفكير ثم قال :بس يابنى ده كده ممكن يتدبس فيها ويضطر يتجوزها
                                قال معتز بسخريه:لا ماهو اللى يعمل كده لازم ياخد باله انه ميدبس نفسه يعنى ياخد راحته من غير ما يدخل فى الغريق علشان فى الاخر لما يزهق يقولها معلش يا حبيبتى احنا شكلنا كده متفقناش ومش قادرين نفهم بعض كل شىء نصيب بتمنالك حياه سعيده
                                وليد:طب ماهى البت ممكن تروح تقول لاهلها

                                معتز:هتقولهم ايه كنت بروح معاه شقه بيقول اننا هنتجوز فيها ......وحتى لو عملت كده هيقولهم محصلش دى كدابه واكشفوا عليها هتلاقوها صاغ سليم...واهو اتبسط وعمل كل حاجه بالدبله اللى لبسهالها وفى الاخر طلع منها زى الشعره من العجينه ولا حد يقدر يقوله تلت التلاته كام
                                قال وليد بمكر:يابن الايه ده انت حلتهالى على الاخر..ده على كده الدبله دى بتحل مشاكل كتير وبتقرب البعيد

                                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""

                                خرجت سلمى من الكليه ووقفت تبحث عن سيارتها بين السيارات فرأت فتاه تشبه مريم أقتربت منها ثم قالت بدهشه :ايه ده مريم
                                التفتت لها مريم وقالت ببرود:اهلا يا سلمى
                                أقتربت سلمى اكثر منها وهى تنظر لملابس مريم:ايه اللى لابساه ده من امتى ......يعنى ثم قالت بسخريه :ايه هو يوسف غصبك تلبسى كده ولا ايه من اولها كده هيتحكم فيكى

                                نظرة لها مريم بحنق:لا يا سلمى انا غيرت لبسى علشان ابقى محجبه زى ما ربنا عايز مش زى ما الموضه عاوزه
                                صفقت سلمى ببطء وهى تقول:برافووووو ايه ده ياربى واقفه قدام ايمان بذات نفسها
                                نظرت لها مريم بضيق وهمت بالانصراف تاركه لها المكان ولكن سلمى قبضت على ذراعها وتصنعت التفهم:متزعليش بس استنى هنا انا والله مبسوطه انك مرتاحه انا بهزر معاكى مش اكتر.. انتى حبيبتى يا مريم

                                مريم:خلاص مفيش حاجه عن اذنك بقى مش عاوزه اتأخر استدارت لتذهب فوجدت احد الشباب مقدم فى اتجاههم وهو يشير لسلمى من بعيد بالتحيه ..حاولت ان تذهب ولكن سلمى قبضت على يدها مره اخرى وهى تقول استنى بس انتى وحشانى اوى ولسه مشبعتش منك
                                ارتبكت مريم ونزعت يدها من يد سلمى وقالت:معلش مش دلوقتى عن اذنك

                                التفتت لتذهب مره اخرى فوجدت الشاب قد اقترب منهما قائلا وهو يبتسم لمريم:ازيك يا مريم وحشتينا
                                قطبت جبينها وهى تقول :ايه وحشتينا دى لو سمحت اتكلم معايا بأحترام وتركتهم وذهبت مسرعه
                                التفت الشاب الى سلمى وهو يقول بسخريه دى مالها دى

                                ما ان خطت مريم خطوات قليله وكأنها تعدو حتى اصطدمت بيوسف.. توترت وهى تنظر اليه وهو يقول لها:الواد ده ضايقك
                                هزت رأسها نفيا فقال لها وهو ينظر الى سلمى وصديقها :طب يلا كويس انى جيت بدرى
                                أستقلت معه السياره نظرت للخلف فلم تجد فرحه فقالت فى توتر :فين فرحه
                                يوسف :صحابها روحوا بدرى وخدوها فى سكتهم

                                توترت اكثر وشعرت باضطراب فى جسدها وخفق قلبها بشده ادار محرك السياره وهو يقول:كان بيقولك ايه
                                مريم:هو مين
                                نظر لها نظره جانبيه وهو يقول:الواد اللى ضايقك من شويه
                                قالت بضيق قلتلك مضايقنيش

                                يوسف:اومال انا ليه شفتك بان عليكى ملامح الضيق اول ما شفتيه وسبتيه ومشيتى على طول
                                نظرت له بدهشه:انت كنت بتراقبنى ولا ايه....ثم اضافت بحنق :وبعدين انا بطلت اقف مع ولاد
                                نظر امامه ولم يرد عليها فقالت بأستنكار:اظاهر انك نسيت نفسك وافتكرت انك جوزى بصحيح
                                قال بهدوء :متبدأيش فى استفزازى تانى من فضلك كفايه اللى قولتيه قبل كده

                                كانت تتمنى ان تستفزه فعلا وان توجه اليه اللعنات ولكن هذه المره تختلف كثيرا انها وحدها معه فمن الافضل ان تصمت
                                فتحت مصحفها وظلت تقرأ بعينيها فى صمت وهو ينظر اليها بين الحين والاخر حتى وصل الى المنزل
                                وعند البوابه تفاجأ بمرور سيارة والده فى طريقه للعبور للداخل لمح والده مريم تجلس بجواره فى السياره ..تراجع يوسف بسيارته ليفسح المجال امام ابيه للعبور توقفت السيارتان وهبطت مريم فى سرعه وتوجهت الى سيارة عمها وهو يترجل منها فى هدوء ..وضع يده على كتفها بترحاب قائلا:ازيك يا بنتى كنتى فين

                                مريم:كان عندى تدريب فى الكليه وكان المفروض ارجع مع فرحه بس هى روحت بدرى مع اصحابها
                                نظر الحاج حسين الى يوسف الذى يقف امام والده باحترام شديد ثم نظر مره اخرى الى مريم وقال لها:ضايقك؟
                                هزت رأسها نفيا وهى تقول :لاء

                                اعاد الحاج حسين نظره الى يوسف قائلا:انا كنت هسحب منك العربيه كمان بس خلاص خليها اهو تبقى توصلهم بدل ما تقعد عاطل كده ..واخذ مريم وأتجه بها الى الداخل
                                استند يوسف الى سيارته ومسح على شعره وقد احمر وجهه مما سمعه من كلمات لازعه امام مريم
                                توقف بهما المصعد فى الطابق الثانى فقال الحاج حسين بحنان:متيجى تقعدى معايا بدل ما تطلعى تقعدى لوحدك فوق تلاقى ايمان عندنا دلوقتى

                                اومأت برأسها موافقه لمح فى عينيها التوتر والحيره فقال:عاوزه تسألى على حاجه
                                قالت :ايوه يا عمى عاوزه اعرف معنى الكلام اللى قلته تحت من شويه
                                ابتسم وهو يقول:يهمك تعرفى
                                زاغت نظراتها ولم ترد ..فقال وقد اتسعت ابتسامته أكثر:طردته من الشركه وقلتلوا مالكش شغل عندى وكنت ناوى اسحب منه العربيه بس خلاص طالما ممكن ينفعك بيها خليها معاه

                                شعرت مريم بشىء من الارتياح عندما تخيلته وهو يطرد من عمله ويتكلم معه ابيه بهذه الطريقه المهينه
                                طرق الباب وفتحت له ايمان بابتسامتها المشرقه:حمد لله على سلامتكوا ايه كان عندكوا راند فو ولا ايه
                                قال الحاج حسين مداعبا :هزرى براحتك علشان جايبلك خبر هيفرحك اوى
                                ايمان:خبر ايه
                                حسين:عبد الرحمن سافر بور سعيد وهيقعد كام يوم هناك

                                شعرت ايمان بصدمه وهى تقول:سافر امتى ومقاليش ليه
                                ابتسم وهو يقول طب كويس انا كنت فاكرك هاتفرحى اكمنه كان كابس على نفسك يعنى
                                أنطفأ اشراقتها وقالت:مكلمنيش يعنى للدرجة دى مش فاضى

                                حسين:كان لازم يسافر بسرعه مع العملاء فى مشكله فى المينا ومفيش حد غيره هيعرف يحلها وتلاقيه مش عارف يكلمك وهو راكب معاهم
                                قالت بذبول:طب ياعمى متشكره انك قولتلى اروح اكمل الغدا مع طنط عفاف
                                جلس بجوار مريم بعد انصراف ايمان وقال لها:بقولك ايه يا بنتى انا شايف ان مفيش داعى نستنى كتير... ايه رأيك نعمل الفرح اول ما عبد الرحمن يرجع

                                انتفضت وهى تلتفت اليه:لا يا عمى كده بدرى اوى
                                حسين :بدرى على ايه انتى ناسيه انتوا هتعيشوا مع بعض ازاى.... يعنى مش هتفرق بقى نعمل الفرح دلوقتى ولا بعدين كده ولا كده مش هيبقى فى بينكوا تعاملات
                                مريم بتوتر:بس انا اخاف اقعد معاه فى مكان واحد ده انا كنت مرعوبه وانا راكبه معاه العربيه لوحدى
                                قال فى ثقه متخافيش:ميقدرش يأذيكى بأى شكل من الاشكال هو عارفنى كويس وعارف انا ممكن اعمل فيه ايه
                                :بس يا عمى

                                حسين :خلاص بقى يا مريم خلينا نخلص من الحكايه دى بدل مانتى كده على ذمة واحد بتكرهيه ......خليكى تدخلى وتقعدى معاه شهر ولا حاجه وبعدين تطلقى تبدأى حياتك من جديد ..عاوز أطمئن عليكى يا بنتى...ها قولتى ايه
                                مريم :معاك حق يا عمى التأجيل مالوش لازمه خلينا نخلص

                                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""
                                جلس وليد امام ابيه وهو يقول:يابابا الكلام ده مالوش لازمه البنت عاجبانى وهاخطبها خلاص
                                والده:انت ناسى دى تبقى مين دى اخت هند اللى ابن عمك فسخ خطوبته منها والله اعلم عمل كده ليه
                                وليد ببرود :ميهمنيش ..وبعدين انا قلت هاخطبها هو انا قلت هتجوزها
                                نظر له والده بتسائل:نعم ...يعنى ايه

                                قال وليد بارتباك:لا انا قصدى يعنى انى هخطبها واشوف اخلاقها لو طلعت كويسه نكمل ..طلعت غير كده يبقى خلاص
                                والده :يابنى مش عاوزين حاجه تفرق بينا وبينا وعمك وولاده ازاى بس هتيجى بينا كده هى واختها اللى كانت مخطوبه لأبن عمك
                                قال وليد فى تصميم يابابا انت مكبر الموضوع اوى دى مجرد خطوبه وخلاص ...وبعدين يعنى هو عبد الرحمن ومشاعره اهم عندك مني انا

                                قال ابراهيم فى انكار: لله الامر من قبل ومن بعد انا عارفك لما بتحط حاجه فى دماغك ..خلينى اقول لعمك واشوف هيتصرف ازاى
                                وليد بلا مبالاه :يتصرف فى اى بس انا خلاص دخلت بيتهم وقعدت مع امها وحددنا معاد كمان يومين ....ولا يرضيك ابنك يخلف وعده ويطلع عيل

                                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""
                                ربت الحاج حسين على كتف اخيه ابراهيم وقال بابتسامه:هدى نفسك يا ابراهيم خلاص سيبه يعمل اللى هو عاوزه
                                ابراهيم:ازاى بس الواد ده مخه طول عمره تاعبنى يا حسين ومش قادر عليه

                                حسين:خلاص يا ابراهيم يخطبها هو حر هو اللى اختار سيبه على راحته علشان ميجيش بعد كده يقولك انت غصبت عليا
                                ابراهيم :هتدخل العيله ازاى دى هى واختها.... طب وعبد الرحمن
                                ابتسم حسين وقال محاولة تهدئته:عبد الرحمن بيحب مراته يا ابراهيم ووجود هند من عدمه مش هيفرق معاه بلاش نعاند مع وليد وانا متأكد انه هيسيبها لوحده

                                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""
                                جلس وليد بجوار علا وامسك يدها والبسها خاتم الخطبه الذهبى ..والذى حرصت علا على ان تنتقيه بسيط لتعطى انطباع لوليد عنها انها قنوعه ولا تطمع فى امواله وانما وافقت على الخطبه من أجل مشاعرها تجاهه فقط لا غير
                                جلست هند فى بهجه بجانبها وطبعت قبله على وجنتها قائله بسعاده كبيره:مبروك يا لولى

                                كانت هند تشعر انها اقتربت خطوه كبيرة من عبد الرحمن ولابد ان تلحقها بخطوة اخرى سريعه ولكنها ستنظر عودته اولا
                                كانت فاطمه تجلس بجوار الحاج ابراهيم وتهمس له ابنك اتجنن باين عليه.... بقى دول ناس نناسبهم
                                وخزها بلطف قائلا:مالناش دعوه يا فاطمه احنا جينا بس علشان منسيبوش لوحده لكن كده ولا كده كان هينفذ اللى فى دماغه
                                مالت وفاء عليها قائله :بس يا ماما الناس بتبص

                                نظرت علا لوليد بدلال وقالت:اومال عمك مجاش ليه هو وولاده هما مش موافقين على خطوبتنا
                                طبع قبله على يديها قائلا:مش بابا وماما واختى موجودين عاوزه عمى فأيه بس .....وبعدين يا حبيبتى ملكيش دعوه غير بيا انا بس انتى فى قلبى واللى مش عاجبه بخبط دماغه فى الحيطه
                                ضحكت بدلال وهى تقول:ربنا يخليك ليا يا حبيبى

                                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """
                                دخلت عفاف مندفعه الى زوجها فى غرفته:انا عاوزه اعرف فى اى بينك وبين ابنك
                                رفع وجهه من بين اوراقه وقال بهدوء:مالك يا عفاف فى ايه وابنى مين
                                عفاف بانفعال:ابنك يوسف ...انا عاوزه اعرف فى ايه تشوفه فى مكان تسيبه وتمشى.. وهو مبيقعدش معاك فى مكان واحد ودايما قاعد فى الجنينه وامبارح نام فيها.. انا عاوزه افهم فى ايه
                                نظر لها بضيق قائلا:وانا مالى متسأليه يا عفاف

                                قالت بحنق:انا عارفاكوا كويس ..مش ده يوسف اللى كان بينقى الكرسى اللى جنبك ويقعد فيه ..قولى فى ايه يا ابو يوسف
                                نظر لها نظره جانبيه وقال:مفيش هو بس غلط غلطه كبيرة اوى فى شغله حملنا بيها خساير كتيرة وكان لازم يتعاقب... اصله مش صغير يعنى علشان يغط غلطه زى دى ميغلطهاش موظف لسه جديد

                                عفاف:كلنا بنغلط يا ابو يوسف مش معقول علشان حاجه غصب عنه يتعامل بالشكل ده... ده بقى لا بياكل ولا يشرب لحد ما خس وعدم
                                رسم ابتسامه رضى على محياه قائلا:خلاص يا عفاف علشان خاطرك انتى هسامحه علشان تعرفى بس غلاوتك عندى ولو انى مبسامحش فى الشغل ابدا
                                ابتسمت فى رضى قائله:ربنا يخاليك لينا يا حاج.. وخرجت بغير الوجه الذى دخلت به

                                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""""""""""""
                                كانت مريم تمسك بجهاز التحكم وهى تشاهد التلفاز وتتقلب بين قنواته فى ملل شديد.. اطفأته ونهضت ..ذهبت للشرفه لتجلس فيها قليلا ..رأته يتجول فى الحديقه ويدور حول نفسه
                                ..يدور كالنمر المحبوس بين قضبانه لا يجد مخرجا ..ظلت تنظر اليه فى شرود وهى تتذكر كلماته

                                "" اقعدى مع نفسك وانتى تعرفى ان سمعتك كانت متشوهه لوحدها ...اه صحيح انا نسيت انى كنت ماشى وراكى بالعربيه انتى وصاحبتك السفله وشفتكوا وشفت كنتوا رايحين فين ومع مين""

                                جلست على المقعد فى وجوم وهى تقول:كنت ماشى ورايا ليه يا يوسف ولما شفتنى وانا طالعه معاهم ليه مجتش تاخدنى..كنت همشى معاك والله

                                """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""""""
                                فى نفس اللحظه كانت ايمان تتقلب فى فراشها يجافيها النوم لقد تعودت على وجوده فى المنزل كيف تنام بدونه.. نهضت ودخلت الغرفه التى ينام فيها دست جسدها تحت غطاؤه وتدثرت به وأغمضت عيونها وهى تستنشق عبيره الذى يملاء فراشه ووسادته وبدأت بالفعل فى الاسترخاء
                                حتى سمعت صوت هاتفها التقتت الهاتف ونظرت فيه وابتسمت عندما وجدت اسمه تضىء به شاشته

                                ردت بلهفه :السلام عليكم
                                اتاها صوته عبر الهاتف بشوق كبير:وعليكم السلام وحشتينى يا حبيبتى وحشتينى اوى
                                :لم تستطع كلماتها ان تعبر عما يحمله قلبها فصمتت فى خجل وشوق
                                أتاها صوته مرة اخرى بشوق اكبر:هو انا كل ما اقولك حاجه تتكسفى كده
                                انا قلت وحشتينى يا حبيبى.. يعنى مش قصدى حاجه عيب.. انتى دايما كده تفهمينى صح

                                ابتسمت ابتسامه كبيره فتابع:ابتسامتك وحشتنى اوى
                                نظرت للهاتف فى دهشه ثم قالت بصوت هادىء:هتيجى امتى
                                عبد الرحمن:وحشتك؟

                                حاولت ايمان ان تصبغ صوتها بصبغة جديه وهى تقول:اخبارك ايه
                                قال مادعبا :لا يا شيخه ..عليا انا

                                احمر وجهها بشده وهو يتابع حديثه :انا دلوقتى فى الفندق ولسه قدامى يومين مش عارف هبات يومين كمان بعيد عنك ازاى يا حبيبتى
                                واكمل مداعبا كل ما اتقلب على السرير اشوف صورتك على الوساده الخاليه اللى جانبى
                                ابتسمت رغما عنها وهى تقول:هو انت مبتتكلمش جد ابدا

                                ظهر الشوق فى صوته وهو يقول:ماهو انا لو اتكلمت جد معاكى دلوقتى مش عارف هيحصلى ايه مش بعيد اقوم انط فى اى عربيه واجيلك
                                قالت محاولة ان تغيير مجرى الحديث:مش عمى حدد معاد فرح مريم ويوسف
                                قال عبد الرحمن:قديمه عارفها من ساعه ...كنت بكلم بابا وقالى احاول اخلص واجى فى اقرب وقت....ثم همس لها وهو يقول:ميعرفش انى عاوز اطير واجى بسرعه

                                قالت معاتبة:يعنى كنت فاضى اهو من ساعه وبتكلمى عمى اومال مكلمتنيش ليه
                                تنهد بقوة قائلا:كنت بكلمه وانا بره مع الناس وكنت مستنى لما اقعد لوحدى علشان اكلمك..اول ما دخلت اوضتى فى الفندق كلمتك على طول
                                ثم قال مداعبا مره اخرى:بصراحه باربى وحشتنى اوى

                                ضحكت برقه وهى تقول:مكنتش اعرف انك بتحبها اوى كده
                                فقال بسرعه:اعمل ايه بس من ساعة ما شفتها وانا نفسى اروح معاها للرذيله وهى اللى مش موافقه

                                وظل يحادثها ويبثها حبه ولا ينتظر منها ردا فهو يعلم انها مازالت تخجل منه ولن تستطيع ان تجاريه فى الحديث الان
                                أنهى اتصاله وهو يضع قبله على هاتفه لتصل الى قلبها بل لاعماق قلبها بحديثه الهامس
                                احتضنت الهاتف وهى تغمض عيونها لتنام تفاجأت بصوت رساله جديده فتحتها لتقرأ كلماته لها
                                وقلبها يختلج بشده بين ضلوعها

                                أسمع صوتك أشهد وجهك
                                أشعر أنك بين جفوني
                                وأذوب حنان وحنينا
                                للقائك يا ضوء عيوني
                                دخلت عفاف مندفعه الى زوجها فى غرفته:انا عاوزه اعرف فى اى بينك وبين ابنك
                                رفع وجهه من بين اوراقه وقال بهدوء:مالك يا عفاف فى ايه وابنى مين
                                عفاف بانفعال:ابنك يوسف ...انا عاوزه اعرف فى ايه تشوفه فى مكان تسيبه وتمشى.. وهو مبيقعدش معاك فى مكان واحد ودايما قاعد فى الجنينه وامبارح نام فيها.. انا عاوزه افهم فى ايه
                                نظر لها بضيق قائلا:وانا مالى متسأليه يا عفاف

                                قالت بحنق:انا عارفاكوا كويس ..مش ده يوسف اللى كان بينقى الكرسى اللى جنبك ويقعد فيه ..قولى فى ايه يا ابو يوسف
                                نظر لها نظره جانبيه وقال:مفيش هو بس غلط غلطه كبيرة اوى فى شغله حملنا بيها خساير كتيرة وكان لازم يتعاقب... اصله مش صغير يعنى علشان يغط غلطه زى دى ميغلطهاش موظف لسه جديد

                                عفاف:كلنا بنغلط يا ابو يوسف مش معقول علشان حاجه غصب عنه يتعامل بالشكل ده... ده بقى لا بياكل ولا يشرب لحد ما خس وعدم
                                رسم ابتسامه رضى على محياه قائلا:خلاص يا عفاف علشان خاطرك انتى هسامحه علشان تعرفى بس غلاوتك عندى ولو انى مبسامحش فى الشغل ابدا
                                ابتسمت فى رضى قائله:ربنا يخاليك لينا يا حاج.. وخرجت بغير الوجه الذى دخلت به

                                اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                14 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                 
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 12 فبر, 2024, 07:30 م
                                ردود 0
                                17 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 ينا, 2024, 12:01 ص
                                ردود 0
                                6 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 ينا, 2024, 12:00 ص
                                ردود 0
                                2 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 12 سبت, 2023, 02:05 ص
                                ردود 0
                                9 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                يعمل...
                                X