مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولد، وأصلى وأسلم على خاتم رسل الله أجمعين، أما بعد ..

    استمعت للمناظرة التى تمت بين الشيخ عمار والسيد رشيد حول دلائل نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورأيت أن فى جعبتى شيئًا أضيفه إلى ما قاله أخى عمار صالح، فاستمعت إلى كل ما قاله السيد رشيد، ورددت عليه فى هذا الكتاب، الذى بلغ ما يقرب من 1076 صفحة. وسأضيفه فى المرفقات فى مجلد واحد إن تمكنت من ذلك، إن شاء الله


  • #2
    رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

    لم أتمكن للأسف من تنزيل الكتاب وسأضعه الآن على صفحات المنتدى مثل كل المشاركات الأخرى

    تعليق


    • #3
      رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

      المناظرة الكبرى مع رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
      مقدمة الكتاب
      بسم الله الرّحمن الرّحيم
      الحمد لله رب العالمين وحده الذى شرف الإنسان، بالأصغرين القلب واللسان وفضله على سائر الخلق، بنعمتى المنطق والبيان، ورجحه بالعقل الذى وزن به قضايا القياس فى أحسن ميزان، فأقام على وحدانيته، وصدق رسالته، وخيرية رسله الدليل والبرهان.
      الحمد لله مخرج الحي من الميت، ومخرج الميت من الحي، العليم بما تخفي الصدور وتبديه من كل شي ، أحمده على نعمه، وأعوذ به في أداء شكرها من المطل واللي.
      الحمد للّه الذي أخرجنا بهذا الدين القويم من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم.
      الحمد لله منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، والصلاة والسلام على شفيعنا يوم المآب.
      وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي هدانا إلى الرشد رغم أنف أهل الغي، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي أباح له الفيء، وأظل أمته من ظل هديه بأوسع فيء، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه من كل قبيلة وحي.
      وأصلى وأسلم على سيد الخلق، وأشرف الأنبياء، وحبيب الحق، الذي أخرجنا بسنته المطهرة من وحول الشهوات إلى جنات القربات.
      أما بعد:
      فإن الله تعالى أنزل خاتم كتبه، على خير أنبيائه ورسله؛ ليكون كلمة الله الأخيرة للعالمين، فانقسم الناس في تلقّيه أحزابا (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) فاطر: 32
      ولئن كان هذا القرءان (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ) الزمر: 23، فإن هناك من (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ) التوبة: 32، وما يزال هذا دأبهم جيلا بعد جيل (أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ) الذاريات: 53، فكان الواجب على كل مسلم قادر خدمة كتابه، وتبيين علومه، والذبّ عنه، خاصة في تلك الأوقات العصيبة التي تنطلق فيها سهام التشكيك من كل صوب، من وسائل الإعلام العالمية المتنوعة المرئية والمسموعة والمقروءة.
      ولن تعدم خير الأمم من يقوم بهذا الواجب، فما زالت أيدي علمائها ومتعلميها تسطّر من العلوم وتزيل الشبهات بما تبهر به العقول، وتقر أعين المؤمنين، وتنكّس رءوس المنافقين.
      شاهدت المناظرة التى أقيمت بين الشيخ عمار صالح، ممثلا للجانب الإسلامى، والسيد رشيد ممثلا عن الجانب المسيحى، وقام رجل يتصف بالاحترام والعدل فى إدارة هذه المناظرة، ورأيت أن عندى ما أضيفه إلى هذه المناظرة، حيث لم تشبع بعض النقاط من الطرفين شهوتى العلمية، أو منطقى العقلى.
      لقد كانت المناظرة بعنوان: (هل محمد رسول من عند الله؟)
      أراد فيها السيد رشيد أن يُسقط نبوة رسول الله، وخير البشرية، محمد صلى الله عليه وسلم، ويلغيها، مكذبًا فيها قول الله تعالى وشهادته لرسوله بالنبوة، لاغيًا فيها شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه بالنبوة، ومبطلا اعترافات أصحابه وأتباعه، بل كل منصف قرأ سيرته وتاريخه من غير المسلمين، مستعملا فى ذلك ما يسميها دلائل، للتدليل على صحة ما يذهب إليه، ثم قام الشيخ عمار صالح بالرد عليه.
      وقد قمت في هذه المناظرة بطرح ما قاله السيد رشيد، وردى عليه، بعد أن ذكرت المعايير الحقيقية للنبوة، التى غفلها السيد رشيد جاهلا لها أو متعمدًا، وهى التى يتفق عليها كل العقلاء، وتتفق مع أقوال الكتاب الذى يقدسه، وبينت مدى تطابق أى معيار من المعايير التى افترضها هو أو أنا على كون محمد صلى الله عليه وسلم نبيًا من عند الله، فهل صدقت هذه المعايير على نبوة يسوع لله؟ وهل تثبت هذه المعايير ألوهيته؟ وهل توجد معايير تصدق على نبوة يسوع أو ألوهيته؟ هل هناك معايير تصدق على نبوة أى نبى فى كتابه المقدس؟
      سوف نرى ..
      وقد تناولت فى دلائل النبوة النقاط الآتية:
      الدلائل التى تثبت النبوة
      غ 1- السلامة العقلية
      غ 2- المصالح الشخصية
      غ 3-الشهادات الخارجية
      غ 4-المحتويات الدعوية
      غ 5- أن يعرف اسم هذا الإله الذى يدعوا إليه
      غ 6- لابد من وجود تشريع معه يتبعه المرسل إليهم
      غ 7- أن يكون أساس دعوته توحيد الله تعالى
      غ 8- أن يرد غيبة واتهامات ظالمة قيلت عن اخوانه من الأنبياء السابقين
      غ 9- أن يكون صادقًا أمينًا، يبلغ كل ما يوحى إليه
      غ 10- يخبر بأمور مستقبلية صادقة
      غ 11- أن يحسن الأدب فى الكلام على الأنبياء السابقين!
      غ 12- أن يؤمن بكل الأنبياء والرسل السابقين وكتبهم
      غ 13- أن تشمل دعوته كل مناحى الحياة
      غ 14- أن لا يأمر بمنكر تعارف عليه العقل والعلم أو يسكت عنه
      غ 15- أن لا ينهى عن معروف تعارف عليه الدين والعقل والعلم
      غ 16- أن يُرَغِّب الناس فى اتباع شرع الله تعالى، ويخوفهم عقابه فى الآخرة بالحكمة والموعظة الحسنة
      غ 17- أن يحسن الأدب فى الكلام عن الله تعالى وصفاته ومعه
      غ 18- أن تتصف رسالته بكل معانى الكمال، فلا يوجد فيها إسفاف،ولا أخطاء
      غ 19- صدق النبى قبل البعثة وبعدها
      غ 20- يتمتع بشخصية وصفات القائد الناجح
      غ 21- أن يكون هو الإمام والقاضى والقائد بين أتباعه
      غ 22- أن يكون لديه ثقة تامة لا تتزعزع فى نصر الله له
      غ 23- أن يكون أمينًا فى نقل كل ما يُوحى إليه، حتى لو كان عتاب له، أو عدم موافقة لرأيه
      غ 24- عدم تضارب عقيدته أو تعاليمه مع بعضها البعض
      غ 25- الإلتزام التام للنبى بتعاليم الله له على نفسه وأسرته وأصدقائه، وأتباعه
      غ 26- يؤيد الله تعالى هذا النبى بالمعجزات، إثباتًا لنبوته أمام الناس، وتصديقًا له
      غ 27- يحفظه الله تعالى فى نفسه وعقله حتى يتم دعوته.
      غ 28- يحفظ الله تعالى دعوته من التحريف والتبديل لتكون حجة على العالمين.
      غ 29- يتقبل الله تعالى دعاءه تأييدًا له وتصديقًا لرسالته أمام الناس.
      غ 30- يهتم بالجانب العقلى لنفسه ولأتباعه، فلا يشرب المسكرات من المشروبات أو يتناول ما يُعرف اليوم باسم المخدرات، ولا يأمر بتناول مغيبات العقل من المُسْكرَات، حتى يفهم الناس دعوته، ولا يفقدوا اتزانهم ووقارهم وعقلهم بين الناس، أو يستهزىء بهم غيرهم. وهذا مصداق لبعض النصوص التى يأمر بها الرب فى الكتاب الذى يقدسه السيد رشيد:
      غ 31- أن ينصره الله على أعدائه، تثبيتًا له ولمن معه، وإلا لضاع الدين والمؤمنون، وفشل الإله فى نشر دعوته.
      غ 32- أن يحفظ الله تعالى لغة الكتاب الخاتم الذى أرسل به رسوله الخاتم، حتى تكون دعوته حجة على العالمين، وحتى لا يضيع مراد الرب بين المترجمين والمتفلسفين ورجال الدين.
      غ 33- تأييد الله تعالى لدعوته بمعجزات خارقة للعادة، يجريها الله على يديه، كحديثه صلى الله عليه وسلم مع الحيونات، وسجود الجمل بين يديه، وطاعة الشجرة وشهادتها أنه لا إله إلا الله وأنه رسول الله، وتسبيح الحجر والثمر بين يديه. فكل هذه إشارات أن الحيوانات والجمادات عرفت نبوته، وآمنت به، وسلمت له بالنبوة. ولا يتأتى هذا إلا من عند الله، الذى أراد بهذه المعجزات تثبيت نبوته فى قلوب الناس، حتى يسمعوا لدعوته، ويذعنوا لها.
      غ 34- ينتقم الله تعالى منه بالموت والقتل لو كان كاذبًا مدعيًا للنبوة، ويخلص الناس من شروره ودعوته الكاذبة.
      غ 35- لا يتركه الله تعالى يفعل ما يحلو له، لو كان مخالفًا لتعاليمه.
      غ 36- يظهر الله تعالى الحق ويجريه على أيدى أو ألسنة أعدائه تثبيتًا له ولدعوته أمام الناس ليعتبروا.
      غ 37- يظهر الله تعالى الحق ويجريه على أيدى أو ألسنة أعدائه تثبيتًا له ولدعوته أمام الناس ليعتبروا.
      غ 38- أن يفضل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، أى يضع الله تعالى ورسالته فى مقدمة كل حدث، وقبل اتخاذ أى قرار.
      غ 39- أن يكون الموت فى سبيل الله أغلى أمانيه
      غ 40- أن يؤثر السلم والدعوة على القتال
      غ 41- أن يكون كتابه أرقى الكتب لغة وفصاحة وعلمًا
      غ 42- أن يكون كتابه بنفس اللغة التى يتكلم بها هذا النبى وأمته والتى أوحى بها، وليست ترجمة أو تفسير.
      غ 43- أن يحفظ الله تعالى أصول هذه اللغة، لأن حفظها هوحفظ للكتاب ومعانيه التى أرادها الله تعالى.
      غ 44- أن يشهد أهل هذه اللغة وعلماؤها بقيمتها مقارنة بما سمعوا أوتعلموا منها
      غ 45- أن يتحكم فى غرائزه، دون أن تتحكم هى فيه.
      غ 46- أن يكون نظيفًا ويدعو للنظافة، إذ لا يُعقل أن يمثل بين يدى الله نجسًا أوقذرًا.
      غ 47- أن لا يكون من النساء أو الجان أو الملائكة
      غ 48- أن لا يكون إلها، وإلا لما سمى رسول، بل مرسل
      غ 49- أن يتصف بالذكاء، فالغبى ينفر الناس منه
      غ 50- أن يتمتع بالكفاءة القيادية
      غ 51- أن يفقه الشريعة التى يعلمها الناس
      غ 52- عدم الوقوع فى معصية أو ذنوب أو رذيلة أو أن يتصف بالسفاهة
      غ 53- ويستحيل عليهم أيضاً كلُّ مرضٍ يَنْفُرُ منه الطبعُ السليم
      غ 54- أن تكون صحبته قدوة صالحة وليسوا من المفسدين
      غ 55- أن يكون ذو نسب، طاهر المولد، أى لا يكون ابن زنى.

      وأهدى هذه المناظرة للشيخ عمار صالح، لما بيننا من معرفة ومودة
      وأرجو أن يعذرنى القارىء فى تكرار بعض النقاط التى رأيت أهمية وجودها أيضًا فى هذه النقطة، وهذا المكان بالذات.
      وفى انتظار تعليق السيد رشيد على كل ما قلته، وأنا على يقين أنه لن يفعل، تمامًا مثلما فعل القمص زكريا بطرس، والقمص عبد المسيح بسيط من قبله!
      وأسأل الله تعالى أن يهدى المدعو رشيد للحق، ويثبته عليه
      ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
      علاء أبو بكر
      فهرس الكتاب
      المقدمة
      1
      خصائص النبوة عند اليهود والمسيحيين
      13
      شروط النبوة عند السيد رشيد
      16
      1- السلامة العقلية
      17
      1- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم سُحر
      17
      2- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم أراد الانتحار
      29
      3- شبهة وقوعه صلى الله عليه وسلم أثناء حادثة بناء الكعبة
      39
      4- شبهة وقوع النبى صلى الله عليه وسلم مغشياً عليه عند حليمة السعدية
      46
      5- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يغط كغطيط البكر عند نزول الوحى
      50
      6- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم كانت عيناه تنقلب وشفتاه تتحركان عند نزول الوحى
      67
      7- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يفقد الوعى
      67
      8- شبهة اتهام قوم النبى صلى الله عليه وسلم له بالجنون
      69
      9- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم عرضت على الجنة بما فيها
      74
      من الغيوب التي تنبأ بها صلى الله عليه وسلم ووقعت حال حياته
      75
      1- إشارته صلى الله عليه وسلم بموت عمه أبى لهب وزوجة كفارًا
      75
      2- اخباره أبى هريرة بالشيطان الذى يقابله فى صورة رجل
      75
      3- اخباره بهزيمة الفرس فى بضع سنين وهى فى أوج قوتها من الروم وهى فى أضعف حال وصلت إليه
      76
      4– الإخبار بالنار التي خرجت من أرض الحجاز
      78
      5- اخباره وهو فى المدينة باستشهاد ثلاثة من قادة المسلمين فى معركة ببُصرى ونصر الله لهم بالقائد الرابع قبل أن يرجعوا
      79
      6- اخباره بموت أبى جهل فى بدر، ومكان مصرعه
      80
      7- إشارة النبى بأن غزوة الأحزاب آخر حرب يشنها المشركون على المسلمين
      80
      8- إشارة نبوية إلي أن المسلمون سيفتحون مصر
      81
      10- اخباره صلى الله عليه وسلم بفتح فارس
      81
      11- إشارته إلى موت النجاشي يوم وفاته مع بعد ما بين أرض الحبشة والمدينة
      82
      12- إخباره صلى الله عليه وسلم بمدة الخلافة بعده
      82
      13- إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابة بنصرة الله للإسلام وإظهاره علي الدين كله
      83
      14- التنبوء بفتح بيت المقدس وطاعون عمواس وكثرة المال في زمن الفتوحات الإسلامية
      83
      15- إخباره عن موته صلى الله عليه وسلم وموت أبى بكر الصديق ميتة طبيعية، واستشهاد عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير رضي الله عنهم جميعا
      84
      16- اخباره لإبنته السيدة فاطمة بوفاته وإعلامها بأنها أول آل بيته لحوقًا به
      85
      17– اخباره زوجته السيدة ميمونة رضى الله عنها أنها لن تموت بمكة
      85
      18– اخباره سيدنا الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه بالإمارة وقتله بعدها
      85
      19- اخباره بمقتل عمار بن ياسر وفي ذلك دليل علي معرفة الفرقة الباغية
      86
      20- اخباره صلى الله عليه وسلم عن خروج إحدى أزواجه على جمل، وأنه يقتل حولها كثير من المسلمين
      86
      21– اخباره عن من يقتل من المشركين يوم بدر ومكان مصرعهم
      87
      22– الإخبار بنهاية الرجل الذي كان يكتب له وارتد وافترى على النبى
      87
      23– الإخبار بأن مُلك أمته سيبلغ المشرق والمغرب
      88
      24- إشارة نبوية إلي أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه سيتولي أمر الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
      88
      25- إشارة نبوية إلي أن عمر رضي الله عنه سيقتل
      89
      26- إشارة نبوية إلي أن الله سيصلح بالحسن رضي الله عنه بين فئتين عظيمتين من المسلمين
      89
      27– إخباره بمقتل الحسين رضي الله عنه ومكان حدوث ذلك
      89
      28– الإخبار بفتح الشام واليمن والعراق تِباعًا
      90
      29- إخبار النبى عن موت أحد المسلمين المجاهدين كافرًا وأنه من أهل النار
      90
      30- اخباره بكتاب حاطب بن أبى بلتعة الذى أرسله سرًا للمشركين
      91
      31- إشارته صلى الله عليه وسلم أن هياج الريح لقتل منافق بالمدينة
      91
      32- إشارته إلى قدومُ أُويس القَرَني من اليمن
      91
      33- اخباره بأن المسلمين سيغزون من بعده عن طريق البحر، واستشهاد أم حرام
      92
      34- اخباره قبل الهجرة بانتصاره على المشركين، وحدث ذلك فى بدر
      93
      35- اخباره بشهادة أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث
      93
      36- اخباره بأن أبا ذر يمشى وحده ويموت وحده، ويبعث وحده
      93
      هل كان يسوع مدعيًا للنبوة؟
      95
      10- كيف علم رشيد بتشنج عضلات فخذ النبى؟
      97
      11- إنى خشيت على نفسى
      99
      اعتراف أحبار اليهود بوقت ومكان مولد خاتم رسل الله
      104
      1- الراسخون فى العلم من أحبار اليهود عرفوا بيوم مولده
      104
      2- إعلان أحد أحبار اليهود بمولده صلى الله عليه وسلم
      104
      3- عرفه اليهود يوم ولادته ويوم تلقيه الوحى
      105
      4- عرفه أحد الكهان من علامات تدل على نبوته فأراد قتله
      105
      5- أحد اليهود يخبر بقدومه وبخصائص من دينه، ثم يكفر به بغياً وحسداً
      106
      أقوال بعض المؤرخين والمستشرقين الغربيين فى الرسول
      107
      1) والمؤرخ الإنجليزي السير "توماس كارليل"
      107
      2) الكاتب والمؤرخ الأمريكي "ول ديورانت"
      107
      3) المستشرق الألماني "ماكس مايرهوف"
      108
      4) برتراند راسل
      108
      5) دكتور شوميس
      108
      6) العلامة كارل هيرنش بكر، الألماني
      108
      7) العلامة ماكس فان برشم - السويسري
      109
      8) المسيو ميخائيل اماري - الإيطالي
      109
      9) ادوارد لين - الإنكليزي
      109
      10) العلامة لوزان - الفرنسي
      110
      11) العلامة ساديو لويس - الفرنسي
      110
      عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم العسكرية
      111
      عظمة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم
      112
      عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم فى عيون أكبر قائد عسكرى عرفه التاريخ
      113
      بونابرت وتغيير العقيدة العسكرية
      114
      بونابرت ومفهوم الأمة المؤمنة
      113
      بونابرت وتنفيذ أوامر الله
      114
      دراسة عسكرية أميركية: الرسول الكريم نجح في تشكيل أول جيش عقائدي متماسك في تاريخ العرب
      114
      إستراتيجيات النبي الكريم العسكرية
      115
      ثورية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
      116
      وحدة العرب حول الرسول صلى الله عليه وسلم
      117
      الخلاصة
      117
      محمد الشخصية القيادية العسكرية المثلى
      118
      المقدمة
      118
      أقوال بعض زعماء الفكر الغربى وقادته فى الرسول صلى الله عليه وسلم
      136
      1- الزعيم الهندي مهاتما غاندي
      136
      2- العلامة كارل ماركس
      136
      3- العلامة الإنكليزي جورج برناردشو: في كتابه (محمد)، الذي أحرقته السلطات البريطانية
      136
      4- الفيلسوف والشاعر الفرنسى الشهير فولتير
      137
      5- مايكل هارت: في كتابه (مائة رجل من التاريخ)
      137
      6- ساروجني ندو- شاعرة الهند
      138
      7- مونتجومري وات: من كتاب (محمد في مكة)
      138
      8- بوسورث سميث: من كتاب (محمد والمحمدية)
      138
      9- جيبون أوكلي: من كتاب (تاريخ إمبراطورية الشرق)
      139
      10- المستشرق الكندي الدكتور زويمر: في كتابه (الشرق وعاداته)
      139
      11- العلامة الألماني برتلي سانت هيلر: في كتابه (الشرقيون وعقائدهم)
      139
      12- السير ويليام موير الإنكليزي: في كتابه (سيرة النبي والتاريخ الإسلامي)
      139
      13- العلامة سنرستن الآسوجي: محرر مجلة (العالم الشرقي)
      140
      14- المستشرق الأمريكي سنكس: في كتابه (ديانة العرب)
      140
      15- آن بيزينت: من كتاب (حياة وتعاليم محمد)
      140
      16- الأديب العالمي الروسى ليف تولستوي
      140
      17- الدكتور شبرك النمساوي
      141
      18- العالم اللاهوتي السويسري الدكتور هانز كونج
      141
      19- العلامة توماس كارليل
      141
      20- راما كريشنا راو
      142
      21- الفيلسوف الفرنسي المستشرق إدوار مونتيه (1817-1894)
      142
      22- الشاعر والأديب الألمانى جوته
      142
      23- برتراند راسل
      143
      24- المستشرق الأمريكى بروكلمان
      143
      25- المفكر الفرنسي لامارتين: من كتابه (تاريخ تركيا)
      143
      26- الدكتور جارى ميلر
      144
      تطبيق معيار العقل على شخصيات الكتاب المقدس
      146
      1- هل من الذكاء أو المنطق أن يأمر الرب نبيه أن يقدم قربانًا للشيطان؟
      147
      2- أين العقل عندما نصدق أن الشيطان اعتقل إلهه أربعين يومًا؟
      150
      3- هل من العقل أو المنطق أن يضرب عبد إلهه القوى العزيز؟
      154
      4- هل كان يهوه ذكيًا فى انتقاء أنبيائه، الذين سيمثلون شريعته على الأرض؟
      155
      5- هل كان الرب ذكيًا فى أمره لنبيه إشعياء أن يمشى حافيًا عاريًا؟
      160
      6- هل كان الرب ذكيًا فى نهيه عن شرب الخمر فى الوقت الذى يشربها هو ويصنعها ويأمر بشربها؟
      161
      7- هل كان الرب ذكيًا فى ترك اسمه يضيع من كتابه، فى الوقت الذى يأمر الناس بتقديس اسمه، والتسبيح باسمه؟
      166
      8- هل من الذكاء اختيار يسوع حملة لواء الدعوة من بعده أغبياء لا يفهمونه ولا يستوعبون دعوته؟
      172
      9- هل من الذكاء أن يحفز يسوع/يهوه المؤمنين به لإخصاء أنفسهم، فى الوقت الذى يحرم على المخصى الدخول فى جماعة الرب؟
      177
      10- هل كان يسوع ذكيًا فى تحقيره للمرأة؟
      179
      11- هل من الذكاء قول الرب عن رؤساء للكهنة، فى الوقت الذى يعلم أنه يوجد رئيس واحد لهم؟
      183
      12- هل من الذكاء أم الغباء جهل الرب بجغرافية فلسطين؟
      184
      13- هل من الذكاء أن لا يعرف الرب إن كان يكرز فى اليهودية أم فى الجليل؟
      186
      14- هل ذكاء الرب الذى أوحى الكلام القادم لم يسعفه ليتخل عن تمهيده للاستيلاء على فلسطين؟
      187
      15- هل فشل الرب أيضًا فى التاريخ وحساب الأزمنة يُضاف إلى علمه وذكائه؟
      188
      16- هل فشل علم الرب فى معرفة زمن قيام المدن؟
      188
      17- هل وصل ذكاء يسوع/يهوه إلى فشله فى معرفة الاتجاهات وتحليل النص الذى يوحيه وفهمه؟
      188
      18- وما قولك فى أقوال الرب غير الفصيح وأقواله المبهمة؟
      189
      19- نصوص غير مفهومة، تخرج من فم الرب. فهل ذكرها بعد أن ثمل من الخمر ليلا؟ أم بعد أن استيقظ لا يستطيع التركيز من أثر ليلة أمس؟
      189
      20- هل من باب الذكاء أو المحبة أن يأمر الرب نبيه حزقيال أن يأكل الخراء؟
      190
      21- ومن أخطاء الرب العلمية التى لا تشهد له بعلم
      191
      22- من أخطاء الرب العلمية فى الكتب القانونية الثانية
      192
      2- المصلحة الشخصية
      196
      زهده صلى الله عليه وسلم
      199
      الغنائم والخمس لله ولرسوله
      202
      استشهاد رشيد بأحاديث يرويها الواقدى
      205
      هل تزوج محمد صلى الله عليه وسلم امرأة ثرية لتنفق عليه؟
      207
      الغنائم فى الكتاب المقدس
      208
      الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب النساء
      214
      تفرُّد الرسول فى كل شىء عن أقرانه
      222
      تنام عينه ولا ينام قلبه
      223
      طيب عرقه وريحه ولين مسه
      223
      اشتداد المرض عليه
      224
      التبرك بآثاره كوضوئه وريقه وشعراته
      225
      شق صدره وإزالة حظ الشيطان منه
      226
      قوته الجسدية
      226
      قوته الجنسية
      228
      للجنس فوائد منها
      234
      أسباب وفوائد تعداد النبى للزوجات
      236
      ومضات تنير لك الطريق إلى الحق
      239
      جنون العظمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم
      288
      تعظيم الله لأنبيائه فى القرآن الموحى إلى رسوله الأمين
      306
      تعظيم الله لبعض المؤمنين فى القرآن الموحى به إلى رسوله الصادق الأمين
      307
      رسول الله والرسل السابقين
      312
      تعظيم النبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه
      316
      يسوع يحقِّر تلاميذه
      318
      يسوع يحقِّر أمه واخوته
      320
      يسوع يحقِّر أمته من اليهود
      320
      يسوع يحقِّر رئيس الكهنة
      321
      يسوع يحقِّر الأنبياء السابقين
      321
      هل طاعة المسلم للرسول تأليه له وشرك بالله؟
      326
      وهل لم يأمر يسوع بطاعته، لأن طاعته هى طاعة لله أيضًا؟
      328
      فهل كان يسوع عبدًا لله ربه؟
      329
      لقد أقر أن الله ربه بعدة طرق، منها التصريح المباشر
      330
      ومنها بصلاته لله
      330
      ومنها إقراه أن كل ما يعمله فهو بأمر الله وحوله وقوته ولنيل رضاه
      330
      منها أنه كان يطلب منه العون فى القيام بالمعجزات، سواء بالقول والدعاء أو برفع عينيه إلى السماء طالبًا المدد من الله
      331
      ومنها إقراره أنه رسول الله أرسله إلى بنى إسرائيل
      332
      ومنها اعتراف بطرس
      332
      ومنها اعتراف اثنين من تلاميذه كانا فى الطريق إلى قرية عمواس
      332
      ومنها اعتراف كل تلاميذه
      333
      ومنها اعتراف رئيس الكهنة
      333
      ومنها اعتراف جموع الناس
      333
      ألم يأمر يسوع/يهوه بطاعة تعاليمه واتباع فرائضه التى جاءت على أيدى أنبيائه؟
      333
      ألم يمتثل يسوع لأوامر الله ربه وخالقه؟
      334
      هل على المؤمن العاقل أن يتبع تعاليم الكتاب الذى تقدسه سيد رشيد؟
      335
      اعتراف الرب بتحريف تعاليمه، وقبول الشعب هذه التعاليم واستحسانها
      336
      هل زواج محمد من زينب هو استغلال للطاعة التى فرضت على المؤمن؟
      343
      قول السيدة عائشة للنبى صلى الله عليه وسلم إن الله يسارع فى هواه
      346
      هل كان يجرؤ محمد أن يقول هذا؟
      353
      3- الشهادات الخارجية
      366
      بما شهد الرب لموسى؟
      366
      ما هو اسم الإله الذى كلم موسى من وسط العليقة؟
      372
      من هو يهوه؟
      402
      الشهادة الربانية وبولس
      404
      هل اعتنق بولس فعلاً دين يسوع؟
      404
      هل فعلا قام بولس برحلة إلى دمشق؟ ومتى؟
      408
      لكن لماذا لا يريد المسلمون تصديق توبة بولس واتباعه يسوع؟
      412
      هل توجد شهادة ربانية على كون يسوع رسول الله؟
      418
      2- شهادة الأشخاص
      423
      الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل شهادة اليهود دون الأنصار المسلمين
      424
      شهادة زيد بن سعنة للرسول بالنبوة
      425
      شهادة عبد الله بن سبأ
      426
      شهادة اليهودى ابن الهيبان
      428
      شهادة يهودى من بنى عبد الأشهل
      429
      اعتراف زعيم يهود بنى قريظة بنبوة الرسول
      430
      شهادة أحد يهود مكة يوم مولده
      430
      كعب بن لؤى يشهد بمجىء الرسول قبل مجيئه بخمسة قرون
      431
      شهادة الحبر العالم مخيريق بنبوة الرسول
      431
      شهادة الحبر العالم ميمون بن يامين رأس اليهود بالمدينة بنبوة الرسول
      432
      شهادة ورقة بن نوفل
      432
      شهادة النجاشى
      433
      شهادة هرقل
      433
      شهادة المقوقس رئيس أقباط مصر لحاطب بن أبى بلتعة
      434
      شهادة المقوقس وأساقفة مصر للمغيرة بن شعبة قبل إسلامه
      435
      شهادة الحاكم الرومانى ببراءة يسوع من المِسِّيِّانية (آخر النبوة)
      438
      شهادة سَلْمَان الفارسى
      439
      شهادة نصارى نجران واعترافهم بنبوة محمد
      441
      شهادة أبى جهل بصدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم
      442
      شهادة قريش بصدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم
      442
      شهادة الله تعالى له بالنبوة
      443
      هل السيدة خديجة وثنية وناقصة عقل ودين ولا يقبل لها شهادة؟
      444
      مقارنة سريعة بين المرأة فى الإسلام والكتاب الذى يقدسه رشيد
      445
      رأى الإسلام فى الأنثى
      445
      ما رأى يهوه/يسوع فى المرأة؟
      464
      شهادة المرأة بين الإسلام وكتابك الذى تقدسه
      471
      النساء ناقصات عقل ودين
      484
      معجزات النبى صلى الله عليه وسلم
      485
      هل فعل يسوع معجزاته بقدرته؟
      485
      هل فعل يسوع معجزة ما ليثبت ألوهية ما؟
      486
      إنجيل يسوع الحقيقى ورأى علماء الكتاب المقدس فى نصوصه
      490
      خصائص النص السينائى والفاتيكانى
      506
      نصوص مقدسة ناقصة من المخطوطة السينائية
      508
      نصوص مقدسة ناقصة من المخطوطة الفاتيكانية
      508
      أمثلة عن اختلاف مخطوطات الكتاب المقدس
      511
      شروط صحة الحديث
      530
      الشرط الأول: اتصال السند
      530
      الشرط الثاني: عدالة الراوي
      531
      الشرط الثالث: ضبط الرواة
      533
      أنواع الضبط
      533
      ما يعرف به ضبط الراوي
      535
      الشرط الرابع: عدم الشذوذ
      538
      الشروط الخامس: انتفاء العلة
      538
      تدريبات عملية في تصحيح الأحاديث
      540
      تدريبات عملية في معرفة سند بعض أسفار الكتاب المقدس
      541
      من معجزات النبى صلى الله عليه وسلم
      549
      4- المحتويات الدعوية
      553
      خصائص اختص الله بها نبيه
      558
      أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين
      563
      عدم توضؤ الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة
      566
      خاتم النبوة
      567
      وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي
      569
      باقى شروط النبوة
      573
      5- أن يعرف اسم هذا الإله الذى يدعوا إليه
      573
      6- لابد من وجود تشريع معه يتبعه المرسل إليهم
      574
      7- أن يكون أساس دعوته توحيد الله تعالى
      574
      8- أن يرد غيبة واتهامات ظالمة قيلت عن اخوانه من الأنبياء السابقين
      576
      9- أن يكون صادقًا أمينًا، يبلغ كل ما يوحى إليه
      579
      10- يخبر بأمور مستقبلية صادقة
      580
      11- أن يحسن الأدب فى الكلام على الأنبياء السابقين!
      582
      12- أن يؤمن بكل الأنبياء والرسل السابقين وكتبهم
      586
      13- أن تشمل دعوته كل مناحى الحياة
      591
      14- أن لا يأمر بمنكر تعارف عليه العقل والعلم أو يسكت عنه
      591
      15- أن لا ينهى عن معروف تعارف عليه الدين والعقل والعلم
      593
      16- أن يُرَغِّب الناس فى اتباع شرع الله تعالى، ويخوفهم عقابه فى الآخرة بالحكمة والموعظة الحسنة
      605
      17- أن يحسن الأدب فى الكلام عن الله تعالى وصفاته ومعه
      606
      18- أن تتصف رسالته بكل معانى الكمال، فلا يوجد فيها إسفاف،ولا أخطاء
      608
      19- صدق النبى قبل البعثة وبعدها
      612
      صدق رسول الله قبل البعثة وبعدها
      613
      اعتراف قريش بصدق رسول الله
      613
      شهادة أبي سفيان بن حرب على صدق رسول الله أمام هرقل
      614
      شهادة أبي جهل عدو الله ورسوله على صدق الرسول
      615
      شهادة الوليد بن المغيرة أشعر شعراء العرب
      616
      اعترف زعماء اليهود بصدق رسول الله
      617
      اعترف نصارى نجران بصدق رسول الله
      617
      صدق رسول الله في الفكاهة
      618
      صدق رسول الله في الحرب
      618
      شهادة أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان
      619
      شهادة أم المؤمنين صفية بنت حيى بن أخطب
      620
      شهادة قادة الفكر فى الغرب على صدق رسول الله
      620
      شهادة توماس كارليل
      621
      شهادة المستشرق الإنجليزي الكبير وليم موير
      621
      شهادة عالم الاجتماع غوستاف لوبون
      621
      شهادة الشاعر الفرنسي ألفونس دو لامارتين
      622
      20- يتمتع بشخصية وصفات القائد الناجح
      623
      21- أن يكون هو الإمام والقاضى والقائد بين أتباعه
      626
      22- أن يكون لديه ثقة تامة لا تتزعزع فى نصر الله له
      627
      23- أن يكون أمينًا فى نقل كل ما يُوحى إليه، حتى لو كان عتاب له، أو عدم موافقة لرأيه
      631
      هل من الممكن أن يخطىء الرب ولو خطأ واحدًا؟
      634
      24- عدم تضارب عقيدته أو تعاليمه مع بعضها البعض
      657
      25- الإلتزام التام للنبى بتعاليم الله على نفسه وأسرته وأصدقائه، وأتباعه
      666
      عظمة أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم
      668
      شواهد عظمة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
      669
      تكافؤ وتكامل أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم
      669
      أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع أعدائه
      671
      شهادة وليم موير
      671
      شهادة إدوارد جيبون
      672
      شهادة لومارتان
      672
      شهادة مونتجومري وات
      673
      شهادة بوسورث سميث
      673
      شهادة الدكتور زويمر
      674
      شهادة برناردشو
      674
      26- يؤيده الله تعالى بالمعجزات، إثباتًا لنبوته أمام الناس، وتصديقًا له
      675
      27- يحفظه الله تعالى فى نفسه وعقله حتى يتم دعوته
      691
      من وسائل حفظ الله لرسله
      694
      28- يحفظ الله دعوته من التحريف والتبديل لتكون حجة على العالمين
      700
      مقارنة بين المجلد السينائى والمجلد الفاتيكانى
      707
      عودة لوسائل حفظ الله لدعوته
      716
      العلم الحديث يؤكد صحة وحى القرآن، ونبوة رسولنا صلى الله عليه وسلم
      724
      ومازلنا بصدد ادعائهم بتحريف القرآن الكريم
      765
      عدد الآيات التى تبدأ بكلمة الله
      771
      2- تكرار كلمة (قرآن) في سور ق
      771
      3- تكرار حروف (المدثر) في سورة المدثر
      772
      4- اسم (أحمد) في سورة الصف
      773
      5- اسم (يوسف ) واسم (محمد) في سورة يوسف
      773
      6- اسم (محمد) في سورة البلد
      774
      7- اسم (محمد) في سورة التحريم
      774
      8- تكرار كلمة (قرآن) في سور ق
      775
      9- اسم سورة الكافرون والرقم سبعة
      775
      10- سورة النبأ والرقم سبعة
      775
      11- سورة الطور والعددين 7 و17
      776
      12- سورة عبس والرقم 7
      776
      13- أم الكتاب ... سورة الفاتحة
      776
      14- سورة الضحى والرقم 7
      777
      15- سورة القارعة والرقم 7
      778
      16- سورة النجم والرقم 7
      778
      17- اسم محمد (ص) في سورة الإسراء
      778
      18- اسم محمد (ص) في سورة القيامة
      779
      19- اسم سورة الرعد والرقم 7
      779
      20- تكرار الم في سورة الروم
      779
      21- ما هي أكثر آية ذكر فيها حرف القاف وتبدأ بحرف القاف؟
      780
      ما هي أكثر آية ذكر فيها حرف القاف وتنتهي بحرف القاف؟
      780
      22- عمر النبي (محمد) في سورة محمد (صلى الله عليه وسلم)
      780
      23- سورتا "الشورى" و"ق" وعدد ورود حرف القاف فيهما
      781
      24- هل هناك علاقة مادية ملموسة بين النبي الكريم وبين القرآن؟
      781
      أول حرف وآخر حرف في القرآن
      783
      أول آية وآخر آية في القرآن
      783
      25- هل تعلم أن عدد ورود اسم الله تعالى فى القرآن يشير إلى التوحيد؟
      783
      26- من عجائب سورة مريم
      784
      27- سورة الغاشية والعدد 19
      785
      28- كلمة (بينة) في سورة البينة
      785
      29- سورة فاطر والرقم 19
      785
      30- سورة الفتح واسم (محمد) والعددين 7 و19
      786
      31- سورة النمل والعدد 19
      786
      32- سورة الشرح والعدد 19
      787
      33- سورة النور والرقم 19
      788
      34- اسم (محمد) في سورة الدخان
      788
      35- سورة الجن والرقم 19
      788
      36- اسم (الله) في حروف القرآن
      789
      37- سورة الناس وإعجاز الرقم 7
      789
      الإعجاز فى كلمات القرآن
      790
      الإعجاز فى تكرار قوله (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان)
      790
      لا مصادفة في كتاب الله
      792
      هل فى عدد فروض الصلاة وعدد الركعات إعجاز عددى مع آيات الرحمن؟
      793
      التناسق العجيب بين عدد الركعات المفروضة وعدد سور القرآن
      794
      التناسق العجيب بين مدة نزول القرآن وعدد سوره
      794
      التناسق العجيب بين مدة نزول القرآن وعدد الركعات المفروضة
      794
      يستحيل التحريف مع دقة ترتيب آيات القرآن وحروفه رياضيًا
      795
      ولكن ما رأى المستشرقين المنصفين حول هذا الموضوع؟
      798
      الكاتب والمفكر الفرنسى إرنست رينان
      798
      المستشرق الإنجليزي لين بول
      799
      عالم اللاهوت الكاثوليكى هانس كونج
      799
      المستشرق الألمانى نولدكه
      799
      القس وهيري
      799
      المستشرق لوبلوا
      799
      السير وليم ميور
      800
      اللاهوتى شفارتزيناو
      800
      المستشرق ارب ثونت
      800
      البروفسير رينولد نيكلسون
      801
      المفكر دكتور جونسون
      801
      كورسل ( مفكر- مترجم لمعاني القرآن)
      801
      لوزتنا بوز
      801
      دكتور ماورث (متعمق في الأدب العربي ومترجم لمعاني القرآن)
      801
      م/جون داون بورت (كاتب – مفكر)
      802
      إدوارد جيبون (مفكر ومؤرخ إنجليزي من القرن الثامن عشر)
      802
      توماس كارليل (مفكر إنجليزي مشهور)
      802
      البرفسور/ جرالد ج جورنجر (أستاذ علم الأجنة الطبي، جامعة جورج تاون)
      802
      دكتور موريس بوكي (جامعة باريس، ورئيس قسم الجراحة الإكلينيكية)
      803
      البروفسور لي جو سيمبسون (أستاذ علم الوراثة الجزيئي والبشرية)
      803
      المستشرق أربوتنت
      803
      المستشرق رينولد ألين نيكلسون
      803
      المستشرق فولتير
      804
      المستشرق كبيب
      804
      الفيلسوف جوستاف لوبون
      804
      جوكوهام دورلوف (عالم غربي)
      805
      الأمير بسمارك (موحد ألمانيا فى القرن التاسع عشر)
      805
      جون جاكوبريسي (فيلسوف ألماني)
      806
      الكونت هنري دي كاستري
      806
      كلوفارير (كاتب فرنسي معاصر وعضو مجمع اللغة العربية)
      806
      بارتملي شتيلر (أديب الكبير)
      807
      المستشرق جيمس منشز
      807
      المستشرق بول كازانوفا
      810
      المستشرق جورج سيل
      810
      المستشرق جيمز مينجر
      810
      المستشرق بارتلمي سنت هيلر
      810
      المستشرق روديل
      811
      المستشرق وليام موير
      812
      ادموند (سياسي انجليزي)
      813
      كارليل (فيلسوف أمريكي)
      813
      المستشرق كوته
      813
      المستشرق هرتوبك هير جفيلد
      813
      دكتور سيتى يونغست (متخصص في الأدب العربي _الانجليزي)
      813
      شهادة القرآن على صدق رسول الله
      820
      29- يتقبل الله تعالى دعاءه تأييدًا له وتصديقًا لرسالته أمام الناس
      821
      30- يهتم بالجانب العقلى لنفسه ولأتباعه
      831
      31- أن ينصر الله رسوله على أعدائه
      834
      32- أن يحفظ الله تعالى لغة الكتاب الخاتم الذى أرسل به رسوله الخاتم
      841
      33- تأييد الله تعالى لدعوته بمعجزات خارقة يستوجب معها التسليم بنبوته
      841
      34- ينتقم الله تعالى منه بالموت والقتل لو كان كاذبًا مدعيًا للنبوة، ويخلص الناس من شروره ودعوته الكاذبة
      845
      35- لا يتركه الله تعالى يفعل ما يحلو له، لو كان مخالفًا لتعاليمه
      846
      اولا: الناموس
      846
      ثانيًا: إلغاء الختان
      849
      ثالثًا: الخطيئة الأزلية
      850
      رابعًا: إخراجكم من جماعة الرب
      853
      خامسًا: إلغاء الختان
      853
      36- يُمهِّد الله تعالى له ولدعوته فى حياته وقبل بعثته
      857
      هل ابن الجارية كان من المغضوب عليهم؟
      866
      شريعة جديدة، وقبلة جديدة وبيت جديد للعبادة مع المِسِّيِّا
      871
      37- يظهر الله تعالى الحق ويجريه على أيدى أو ألسنة أعدائه تثبيتًا له ولدعوته أمام الناس ليعتبروا
      880
      38- أن يفضل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة،
      889
      39- أن يكون الموت فى سبيل الله أغلى أمانيه
      910
      40- أن يؤثر السلم والدعوة على القتال
      923
      كم كان عدد قتلى حروب النبى صلى الله عليه وسلم؟
      932
      مجازر الصليبيين عند دخول القدس
      935
      تعامل صلاح الدين مع الصليبيين
      536
      كم قتل الرسول بيديه فى حروبه؟
      939
      ما هى أخلاقيات الحرب فى الإسلام؟
      939
      من تسامح القرآن مع المخالفين
      940
      ما هى أخلاق الحرب فى الإسلام؟
      941
      ما دلائل تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه للسلم على الحرب؟
      941
      41- أن يكون كتابه أرقى الكتب لغة وفصاحة وعلمًا
      950
      42- أن يكون كتابه بنفس اللغة التى يتكلم بها هذا النبى وأمته والتى أوحى بها، وليست ترجمة أو تفسير.
      950
      43- أن يحفظ الله تعالى أصول هذه اللغة، لأن حفظها هوحفظ للكتاب ومعانيه التى أرادها الله تعالى.
      950
      44- أن يشهد أهل هذه اللغة وعلماؤها بقيمتها مقارنة بما سمعوا أوتعلموا منها
      950
      ثمانية عشر معجزة من معجزات القرآن الكريم باختصار شديد:
      952
      45- أن يتحكم فى غرائزه، دون أن تتحكم هى فيه
      982
      46- أن يكون نظيفًا ويدعو للنظافة، إذ لا يُعقل أن يمثل بين يدى الله نجسًا أوقذرًا
      984
      47- أن لا يكون من النساء أو الجان أو الملائكة
      984
      48- أن لا يكون إلها، وإلا لما سمى رسول، بل مرسل
      985
      49- أن يتصف بالذكاء، فالغبى ينفر الناس منه
      985
      50- أن يتمتع بالكفاءة القيادية
      985
      51- أن يفقه الشريعة التى يعلمها الناس
      987
      52- عدم الوقوع فى معصية أو ذنوب أو رذيلة أو أن يتصف بالسفاهة
      989
      53- ويستحيل عليهم أيضاً كلُّ مرضٍ يَنْفُرُ منه الطبعُ السليم
      989
      54- أن تكون صحبته قدوة صالحة وليسوا من المفسدين
      989
      55- أن يكون ذو نسب، طاهر المولد، أى لا يكون ابن زنى
      990

      تعليق


      • #4
        رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم


        الرد على دلائل النبوة عند رشيد

        المقدمة:
        أقام الشيخ عمار من السودان، ممثلا للجانب الإسلامى مناظرة بينه وبين رشيد، الذى مثل الجانب المسيحى، وأعجبنى فيها إلتزام الاثنين بقواعد المناظرة، والحيادية التامة لمنظم المناظرة. ولكن ما لم يعجبنى فهو كثير. وأرى أن أطرح رأيى، تأييدًا وتكملة لما بدأه أخى الشيخ عمار، ومحاولة لدعوة السيد رشيد إلى إعمال العقل بصورة أعمق، دون تحيز مسبق لعقيدة ما، أو محاولة مسبقة لهدم ثوابت فى عقيدة أخرى:
        1- ادعاء السيد رشيد أن دلائل النبوة لكل من يدع النبوة هى أربعة فقط، وأجملهم فى الآتى:
        1- السلامة العقلية 2- المصالح الشخصية
        3-الشهادات الخارجية 4-المحتويات الدعوية
        لكن قبل أن نبدأ فى تناول ما قاله السيد رشيد، يجب علينا أن نعلم أنه لم يذكر دلائل النبوة من كتابه، وتبعًا لتعريف إلهه يهوه/يسوع. فلماذا تجنب دلائل النبوة فى الكتاب الذى يقدسه؟ هل لأن هذا لن يخدم أغراضه فى هذه المناظرة؟ أم سيثبت أكثر نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحبط أى محاولة لإثبات نبوة يسوع لديهم؟ لماذا لم يضع الأخلاق القويمة شرطًا ودليلا من دلائل نبوة أى نبى؟ هل لأن هذا سيحرجه، ويسقط تقريبًا كل من يؤمن بهم أنبياء فى العهد القديم؟ لماذا لم يضع توحيد الله وتنزيهه شرطًا من شروط نبوة أى إنسان يقول إنه نبى؟ لماذا... ولماذا ... ولماذا...؟
        لقد اعترفوا بإبراهيم نبيًا، وأقروا نبوة لوط، وكان إلهه من نسل سليمان، الذى جاء بدوره من نسل داود، ومن قبل من نسل يهوذا. فهل تعرف سيرة وسريرة هؤلاء الأنبياء، كما يحكيها الكتاب الذى يؤمن بقداسته؟ فاقرأ الآتى، وابحث عن صدق كلامى:
        فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب كذب على أبيه وسرق البركة والنبوة من أخيه، وبذلك فرض على الرب أن يوحى إليه (تكوين الإصحاح 27)، بل ضرب الرب وأجبره أن يباركه (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22؛ 49: 3-4) ، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب ولم يقدساه أمام بنى إسرائيل (تثنية 32: 48-51)، وهذا هارون صنع العجل ودعا بنى إسرائيل لعبادته، وتركه موسى ولم يعاقبه (خروج 32: 1-6)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراء فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، وعلى الرغم من ذلك فإن المسِّيِّا المنتظر (الرئيس)، الذى يُعد خاتم رسل الله، وشريعته التى سوف تكون الشريعة الباقية، سيأتى فى نظرهم من داود، بعد كل ما قالوه عنه، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).
        والمشكلة ليست فى فجور وكفر الأنبياء فحسب، بل إن علم الله الأزلى، واختياره عن عمد هذه الأنبياء بهذه الأخلاق، يطعن فى ألوهيته هو نفسه، فهل اختارهم أثناء سُكره؟ أم هو إله أهطل لم يعرف ما يفعل، ولا النتائج المترتبة على هذا الاختيار؟ أم فرض عليه الشيطان هذه النوعية من البشر ليكونوا أنبياء، كما فرض عليه من بعد الإقامة فى الصحراء أربعين يومًا حتى أنهى تجربته له؟
        ولو أحصرنا الرد على سبب اختيار الرب لهذه الأنبياء بهذه الكيفية فى اثنتين:
        إما عن جهل، وإما عن علم.
        فلو اختارهم عن جهل، سقطت ألوهيته، وسقطت معه قداسة كتابكم، وبالتالى انتهى أمر يسوع، ولا داعى لعبادته أو حتى التفكير فيه.
        ولو اختارهم عن عمد بهذه الكيفية، فإن من يتأسى بهم، ويتبعهم، فسوف يكون مصيره جهنم خالدًا فيها، وبالتالى يجب أن تنزعوا من الرب صفة المحبة، لأنه بهذا التخطيط سيدمر كل عبيده الذين سيتبعون أنبيائه، وبالتالى تلتصق به صفة الكذاب، وتنزع منه صفات الألوهية الدالة على الرحمة بعباده، وحسن التدبير، وهى صفة لصيقة بالإله، وبالتالى ستسقط أيضًا ألوهيته، وسيسقط كتابكم ويسوعكم.
        أليس هذا بإله فاشل؟ وهل هذا إله ذكى؟ وهل من يؤمن بهذا الإله يعرف فعلا حق النبوة أو تعريفًا بصفات النبوة؟ إن كل من يتبع نبيًا من هؤلاء الذين أرسلهم الرب سيضل، وبالتالى فإن مصيره إلى الهلاك الأبدى. وإن كل من سيعمل عقله ويتدبر فى أحوال وأخلاق هؤلاء الأنبياء سيرفضهم، وبالتالى سيرفض رسالتهم، وإلههم، وهو من الذين سيمتعهم الرب بالخلود الأبدى. وبالتالى فقد فشل الرب فى إيصال رسالته إلى البشر وناقضها هو نفسه، وربح الشيطان فى ضلالهم. واستحق عن جدارة أن يسمى نفسه فى الكتاب الذى يقدسه السيد رشيد "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11)، بل واستحق أن يأمر الرب هارون أن يساويه مع الشيطان فى تقدمة الأضاحى: (لاويين 16: 5-10)، بل استحق أن يأسره الشيطان أربعين يومًا فى الصحراء، يتلاعب به ويأخذه معه أينما ذهب، ولم يتركه الشيطان إلى الأبد، بل إلى حين (لوقا 4: 1-13).
        فهو يقبل يعقوب الذى يقول كتابه فيه إنه كذب بالاتفاق مع أمه، زوجة نبى الله إسحاق، وضرب الرب، وأجبره على أن يباركه بدلا من أخيه عيسو، ولا يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذى شهد له الكل على صدقه، وحسن خلقه، وحيائه!!
        ويقبل إبراهيم الذى كان أبًا لكل الأنبياء وليسوع ولليهود الذين جاء منهم يسوع، وذلك على الرغم من أن كتابه الموحى به يؤكد أنه تاجر بعرض امرأته واغتنى من ورائه، ولا يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم!! لماذا؟!
        ويقبل سليمان الذى كان له 1000 امرأة، وكفر، وعبد الأوثان وبنى لها المذابح، ودعا لعبادتها، ويقبلون أربعة أسفار تنسب لنبى يشهد عليه الكتاب المقدس بالكفر؟ لكنها لا يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذى هدم الأصنام، ومنع عبادتها فى الجزيرة!! لماذا؟!
        لذلك سبهم يسوع كلهم، فقال: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8، ولم يأت قبله غير اخوته من الأنبياء!! لكن لماذا سبهم وهم من اختياره؟ هل يريد أن يتبرَّأ من أفعالهم وأخلاقهم؟ فهل يريد أن يفهمنا أن الإله ليس بعليم بكل شىء؟ ولو كان إلهًا عليمًا بكل شىء، فلماذا اختارهم بهذه الكيفية؟ أم يريد أن يعلمنا أن من يرتكب جريمة ما أو خطأ ما فعليه أن يتبرأ منه، دون الاعتراف بالخطأ أو التوبة منه؟
        وبالتالى فقد أثبت جهله فى انتقاء أنبيائه الذين يمثلونه ودعوته على الأرض بين الناس، أو انتقاهم عامدًا متعمدًا إضلال البشرية. وفى كلتا الحالتين يثبت هذا عدم نبوته، وعدم ألوهيته فى نفس الوقت.
        وقبل نبوة يسوع الذى جاء من هذه الذرية، بل رفعوه لمصاف الآلهة، على الرغم من قول الرب إنه لا يدخل مخصىّ ولا ابن زنى، ولا عمونى ولا موابى فى جماعة الرب إلى الأبد. والأغرب من ذلك أنهم جمعوا الثلاثة فى شخص يسوع:
        فنسبوا له أنه أمر الرجال أن يخصوا أنفسهم إن استطاعوا، أى إنه يبعد أتباعه، ومن يصدقه، ويعمل بأوامره من جماعة الرب: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
        (1«لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3
        أسلاف الرب زناة، مطرودين من رحمة الله، مستوجبين القتل أو الرجم:
        (يهوذا ولد فارص وزارح من ثامار) متى 1: 3 ،
        وثامار هذه زوجة أبناء يهوذا التى زنى يهوذا معها (تكوين 38)
        (وسلمون ولد بوعز من راحاب) متى 1: 5،
        (راحاب امرأة زانية) يشوع 2: 1-15،
        (وبوعز ولد عوبيد من راعوث) متى 1: 5،
        (وراعوث هى راعوث الموابية) راعوث 4: 5
        (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3
        (وداود الملك ولد سليمان من التى لأوريا) متى 1: 6 اقرأ قصة زنا داود بامرأة جاره (صموئيل الثانى 11)
        (وسليمان ولد رحبعام) متى 1: 7 ، ونعمة العمونية هى أم رحبعام وزوجة سليمان (ملوك الأول 14: 21 ، (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3
        سليمان كافر عابد للأوثان: (وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءَه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب) ملوك الأول 11: 4 وعقوبة المرتد الرجم حتى الموت (تثنية 13: 6-10)
        ورأوبين بن يعقوب يزنى بسرية أبيه التى هى فى حكم أمه: (لأنك صعدت على مضجع أبيك حينئذ ودنسته) تكوين 49: 4 وحكمهما هو: (وإذا اضطجع رجل مع امرأة أبيه فقد كشف عورة أبيه ، إنهما يقتلان كلاهما ، دمهما عليهما) لاويين 20: 11
        وقد دخل إبراهيم وموسى وهارون الذى يتهمه الكتاب بصناعة العجل (خروج 32: 1-6)، ويهوذا وداود وسليمان ويسوع وغيرهم فى جماعة الرب، واعترف بهم السيد رشيد وكتابه كأنبياء عظام، ويغفر لهم أنهم بشر مثلنا يخطئون أيضًا مثل باقى البشر، لكنه لا يغفر لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه عدد الزوجات بصورة شرعية، وهو ليس بذنب، فقد قبل لسليمان تزوجه بألف امرأة أضللنه، وأنه حارب دفاعًا عن الدعوة مضطرًا، وهو ليس بذنب، على الرغم من الإبادة الجماعية وقتل المدنيين من النساء والشيوخ والأطفال، بل والأجنة فى بطون أمهاتهم!! فلماذا يا سيد رشيد؟! أين ذهب العقل والمنطق؟ لماذا التعصب الأعمى؟
        ولا يعلم السيد رشيد ولا المسيحيين أن النبوة فى الكتاب المقدس تُباع وتُشترى، وأن نبى الرب يعقوب اشترى النبوة من أخيه عيسو بطبق عدس! أى والله هذا ما يقوله الكتاب المقدس! والغريب أن يبارك الرب هذه الصفقة ويوحى إلى يعقوب!
        (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 29-34
        وهذان نبيا الله موسى وهارون عليهما السلام لم يؤمنا بالله، ولم يتبعاه، ومع ذلك فهم من أنبياء الكتاب المقدس: (12فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيل لِذَلِكَ لا تُدْخِلانِ هَذِهِ الجَمَاعَةَ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا».) العدد 20: 13
        بل جاء يسوع متبعًا لهذه الأنبياء، ولم ينقض حرفًا واحدًا أو نقطة واحدة من تعاليمهم:
        (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
        وها هو بولس الذى يعتبرونه رسولا، ويعترفون بحوالى 14 رسالة من مجموع 27 رسالة وإنجيل فى العهد الجديد، يقول برأيه، بل يَذكِّر من يراسله أن يأتى بسترته وكتبه التى نساهم عنده، ويُعلم آخر أنه ينوى أن يُشتِّى فى نيكوبوليس وينسبونه للرب:
        1- (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
        2- (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا كورنثوس الأولى 7: 25-26
        3- (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
        4- (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2 ، وهو نفس الأمر الذى أدانه فيه التلاميذ ، وكفروه بسببه.
        5- (8لَسْتُ أَقُولُ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ، بَلْ بِاجْتِهَادِ آخَرِينَ، مُخْتَبِراً إِخْلاَصَ مَحَبَّتِكُمْ أَيْضاً.) كورنثوس الثانية 8: 8
        6- (1فَإِنَّهُ مِنْ جِهَةِ الْخِدْمَةِ لِلْقِدِّيسِينَ هُوَ فُضُولٌ مِنِّي أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ.) كورنثوس الثانية 9: 1
        7- بولس ينوى أن يشتِّى فى نيكوبوليس! فهل هذا من وحى الله؟ (12حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ.) تيطس 3: 12
        8- (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.) ثيموثاوس الثانية 4: 11-14
        ويقتبس من الشعراء اليونان ويدعون أنه رسول مرسل: يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه “شبهات وهمية حول الكتاب المقدس” (ص 14):
        1) استشهاد بولس بأقوال الشعراء: فمن أقوال الشاعر (أراتس) اقتبس: (28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ.) أعمال الرسل 17: 28
        2) استشهاد بولس بقول الشاعر (مناندو) وهى: (33لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ.) كورنثوس الأولى 15: 33
        3) استشهاد بولس بقول الشاعر الكريتى (أبيمانديس) وهو: (12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ».) تيطس 1: 12 ، فما حاجة الرب لأقوال الشعراء لتأييد أقواله؟ أيستشهد الرب بأقوال الشعراء ليقنع الناس بدينه؟
        ويناقض نفسه، ويقول الشىء وعكسه، ويدعون أنه فيلسوف لا يستطيع البسطاء أن يفهموه، وبالرغم من ذلك فهو رسول يوحى إليه من يسوع!:
        فيؤيد الناموس ويقول: (12لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. 13لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.) رومية 2: 12-13
        (31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ) رومية 3: 31
        (12إِذاً النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ.) رومية 7: 12
        (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
        بينما يكفر بالناموس ويحاربه فى غلاطية: (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، .. .. ..) غلاطية 3: 10
        (وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ) غلاطية 3: 12
        (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
        (19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّباً بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. 20وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. 21فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 19-21
        (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.) غلاطية 5: 4
        (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2، {مع أن المسيح تم ختانه}
        (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56
        (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
        بل حارب الناموس داخل الرسالة الواحدة، ففى الرسالة إلى رومية يقول أيضًا:
        (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
        (27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
        (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
        ويكذب وينافق ويفضل طريق الكذب فى الدعوة، ويعتبرونه رسولا:
        (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7، فهل يحتاج الله لمجد بولس؟ وهل يحتاج مجد الرب لكذب بولس؟ وهل يزداد مجد الرب بكذب شخص ما؟
        هذا هو بولس الذى لعب بالكل ليربح الكل وليكون شريكًا فى الإنجيل (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23 ، وهو نفس حال المنصرين لليوم: الكذب ليربح الكل!!
        واتهمه رئيس تلاميذ يسوع "يعقوب" أنه ضال مضل، ويعلم الشعب الارتداد عن تعاليم موسى، لكن السيد رشيد لا يرى هذه النصوص، ولا يقرأها، لأنه لم يأخذ تعليمات من الكنيسة التابع لها أن يقرأ كل الكتاب، بل فقرات معينة يحددها له القس الذى يتبعه، وعلى الرغم من كل ما ستقرأه وتعلمه فى هذا الرد، سيظل بولس هو الرسول المحبب لكم:
        (21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ) أعمال الرسل 21: 21-26
        ويؤكد آباء الكنيسة القدماء أنه لم يكتب هذه الرسائل الأربعة عشر، وتصر الكنيسة على أنه رسول:قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: «أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد،لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.» (يوسابيوس 6: 25)
        وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: “قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور”. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
        فهل علمتم لماذا لم يضع عنصر الأخلاق فى دلائل النبوة؟ هل علمتم لماذا لم يضع عنصر عدم تضارب تعاليمه أو عقيدته مع بعضها البعض؟ هل علمتم لماذا يبتدىء بعنصر السلامة العقلية دون باقى العناصر؟ لأنه ... سنرى بعد قليل!
        وليس هذا فقط بل إن تكلمنا عن الإله وصفاته لديهم لكانت الكارثة أكبر، فعلى الرغم من كل التحقير الذى يتلقاه الرب من أنبيائه ومن الشيطان، إلا أنه الرب العزيز، القوى، القادر، العليم، الحكيم. ولكن ندخر جهدنا فى هذا الموضوع لوقت آخر، ولكننى أنهى مقدمتى بمخاطبة الرب للشيطان، وعدله فى التقدمة بينه وبين الشيطان:
        اقرأ: هارون يقدِّم تيسًا لإرضاء الشيطان بأمر الرب: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
        ثم علا الشيطان على الرب، وقدرته على اختراق اجتماعات الرب مع كل جنوده، وفشل الملائكة فى إيجاد الحل المناسب لإغواء أخاب، ويجد الرب الحل المنقذ من هذه الأزمة عند الشيطان، الذى أنقذ بذلك الرب وجنوده.
        اقرأ: رب الأرباب يتفق مع الشيطان للإنتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!
        بل استطاع الشيطان أن يلقب نفسه داخل الكتاب المقدس بإله هذا الدهر، ورئيس هذا العالم ورئيس سلطان الهواء:
        (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
        (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
        (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
        (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
        والأشنع من ذلك أن الشيطان أسر الرب واقتاده فى الصحراء أربعين يومًا إلى أن فك أسره، أو أطعمه للسباع، وتجسد هو فى صورته، فلا يوجد دليل يكذب هذا الرأى، بل أمر الشيطان إلهه أن يسجد له:
        بل استحق أن يأسره الشيطان أربعين يومًا فى الصحراء، يتلاعب به ويأخذه معه أينما ذهب، ولم يتركه الشيطان إلى الأبد، بل إلى حين: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13
        وها هو أمصيا يعبد أوثان بنى ساعير: (14ثُمَّ بَعْدَ مَجِيءِ أَمَصْيَا مِنْ ضَرْبِ الأَدُومِيِّينَ أَتَى بِآلِهَةِ بَنِي سَاعِيرَ وَأَقَامَهُمْ لَهُ آلِهَةً وَسَجَدَ أَمَامَهُمْ وَأَوْقَدَ لَهُمْ.) أخبار الأيام الثانى 25: 14
        وها هو الرب يمتدحه، ويعدَّه من أصحاب العمل الصالح والاستقامة التى ترضى الرب: (3كَانَ عُزِّيَّا ابْنَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ يَكُلْيَا مِنْ أُورُشَلِيمَ. 4وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ.) أخبار الأيام الثانى 25: 3-4
        وعلى الرغم من كل هذا يسمى السيد رشيد هؤلاء أنبياء، وذلك إله وتلك شيطان. وبذلك أقول بملىء فمى: إنه لا يعرف المعيار الحقيقى للنبوة ولا للألوهية، أو يكيل هذا الأمر بمكيالين، أو يرمينا بدائه.
        وصدق الله تعالى الذى أوحى لرسوله الكريم: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) الزمر 67
        على الله توكلت
        ربنا افتح بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاتحين
        * * *

        خصائص النبوة عند اليهود والمسيحيين:
        كان هذا جزء من خصائص النبوة فى كتابه الذى يقدسه. وتختلف خصائص النبوة عند اليهود والمسيحيين، فهى عند اليهود تنتهى بالنبى ملاخى، وينتظرون مسيحهم المخلص والذى يؤمنون أنه سيكون من نسل داود أو من نسل يوسف على اختلاف مذاهبهم، أما عن المسيحيين فمازالت قائمة، ولكن عليهم أن يحظروا الأنبياء الكذبة فقط. وقد ظهر بعد يسوع أنبياء كثيرون مثل بولس وبطرس وغيرهم. وهم أنبياء حتى لو خالفوا تعاليم يسوع فى الأناجيل الأربعة، كما سنرى فيما بعد.
        ومعنى ذلك أن باب النبوة عند الاثنين مازال مفتوحًا، فاليهود أيام يسوع كانوا يعتقدون أن المسِّيِّا أى النبى الخاتم، أو المسيح الرئيس، سيأتى من نسل داود، ورد يسوع غلطهم، وأثبت لهم أنه لن يكون من نسل داود:
        فقد سأل الفريسيين عن المسِّيِّا بأسلوب الغائب، وفى هذا الأسلوب وحده تأكيد أن المسِّيِّا شخص آخر غيره، مثبتًا ذلك من الكتاب المقدس، وأفحمهم، ولم يتمكن أحد أن يرده: (وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
        وهذا يعنى أيضًا أن النبى الرئيس لن يكون من نسل داود، ولم يكن هو يسوع، ولكنه شخص آخر سيأتى بعد يسوع، ليس من نسل داود.
        (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14، وإيليا هذا ليس يوحنا المعمدان: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ».) يوحنا 1: 19-21
        وقال لهم: (إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 39
        وأخبر بنى إسرائيل أن ملكوت الله، أى شريعة الله وولايتهم على تطبيقها ستنزع منهم وتعطى لأمة أخرى: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
        نعم فالحجر الذى رفضه البناؤون ، وطلبت سارة أن لا يرث مع ابنها ، هو قد صار رأس الزاوية: (10أَمَا قَرَأْتُمْ هَذَا الْمَكْتُوبَ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ 11مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!» 12فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الْجَمْعِ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ. فَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.) مرقس 12: 10-12
        كما أنبأ سفر التكوين عن إزالة ملكوت الله من بنى إسرائيل: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10
        (لا يَزولُ الصَّولَجانُ مِن يَهوذا ولا عَصا القِيادةِ مِن بَينِ قَدَميه إِلى أَن يأتِيَ صَاحِبُها وتُطيعَه الشُّعوب) الترجمة الكاثوليكية
        (لا يزولُ الصَّولجانُ مِنْ يَهوذا ولا عصا السُّلطانِ مِنْ صُلْبِهِ،إلى أنْ يتَبوَّأَ في شيلُوه مَنْ لَه طاعةُ الشُّعوبِ) الترجمة العربية المشتركة
        والنبوة فى المسيحية لا يمكن حصرها، فقد سمَّى يسوع نفسه نبيًا (4فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ».) مرقس 6: 4، واعتبر من أتباعه ومعاصريه نبيًا، وهناك نصوص كثيرة تدل على ذلك (مرقس 8: 28)، وإلى جانب التلاميذ كان يوجد أيضًا أنبياء آخرون (28فَوَضَعَ اللهُ أُنَاساً فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً ثَانِياً أَنْبِيَاءَ ثَالِثاً مُعَلِّمِينَ ثُمَّ قُوَّاتٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ أَعْوَاناً تَدَابِيرَ وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ.) كورنثوس الأولى 12: 28
        ولم تنته النبوة عندهم برفع يسوع، فقد أرسل يسوع 70 رسولا، ودعى كل من يؤمن بيسوع تلميذًا فى أنطاكية، بل دُعى يوسف النجار نبيًا، ويوحنا البطمسى، الذى يُعزى إليه تأليف رؤيا يوحنا، ودُعى بولس أيضًا رسولا. ومازلنا نسمع عن قديسين، وأنبياء، بل أجبر الأنبا شنودة أتباعه على السجود له.
        ودُعيت جان دارك فى فرنسا الكاثوليكية نبية، ادعت الإلهام الإلهى، وقادت فرنسا فى حرب المائة عام (1337 الى عام 1453م) إلى عدة انتصارات، مهدت إلى تتويج شارل السابع ملكًا على البلاد، وأعدمت حرقًا وعمرها 19 سنة، عام 1431، ثم تم تبرئتها فيما بعد، وأعلنت قديسة وشهيدة.
        وهم لا يفرقون بين النبى والرسول، فهما اسمان لمسمى واحد، كما أنهم يخلطون بين النبوة وبين عدة ظواهر أخرى مثل: الكهانة والعرافة والسحر وتفسير الأحلام والتنبؤ، وذلك بيّن في تعدّد أصناف الأشخاص الذين ينتسبون إلى النبوة في التاريخ الديني الإسرائيلي.
        بينما يصر اليهود على أن النبوة أمر اختص به الإله بني إسرائيل وحدهم دون غيرهم من البشر، إذ لا يعترفون بأنبياء غير أنبيائهم عدا أيوب عليه السلام، أما عن نبوة عيسى ومحمد عليهما الصلاة السلام فينكرونها أشدّ الإنكار، ويقيمون الشبه الزائفة على ذلك.
        ويعدون العلاقة الرابطة بين الأنبياء بعضهم ببعض علاقة دم ونسب؛ نتيجة لإصرارهم على اختصاص النبوة بهم دون غيرهم، أما أخلاقهم وغاياتهم ووحدة دعواهم وفحواها فأمر ليس بالاعتبار مطلقًا.
        كما أن انتقال النبوة من نبي لآخر أمر شائع بين أنبياء بني إسرائيل إلى غيرهم من البشر العاديين بمجرد اللمس، فإذا وضع نبي يده على آخر ليهبه النبوة فإنه يتنبّأ دون أن يختصه الله بذلك (عدد 11: 25).
        من النساء الإسرائيليات من حملن رسالة النبوة، وهن يتنبأن بالدفوف والناي وترقص النساء من ورائهن (انظر: خروج (15: 20). وانظر: قاموس الكتاب المقدس (850)، عدد (26: 59)، صموئيل الأول (10: 5)، خروج (68: 25)، قضاه (11: 24)، مزامير (150: 4).)، كأمثال: مريم أخت موسى وهارون، ودبورة، وخلدة امرأة شلوم، وحنة أم صموئيل، ومنهن نبيات كاذبات مثل: نوغدية.
        وقد يتنزل الوحي على الأنبياء باختيار الله تعالى قضاءً وقدرًا منه على رسله وأنبيائه، وقد يكون نتيجة طلب وبحث عنه بالرقص والطرب والضرب على الآلات الموسيقية كالناي والمزمار (ملوك الثاني 3: 13-20).
        وقد يسعى إلى النبوة شخص ما، سواء اشتراها بطبق عدس من أخيه، الذى يتوارث النبوة من أبيه عن طريق مباركته له، وبصفته الابن الأكبر، وذلك مثل ما فعل يعقوب مع أخيه عيسو (تكوين 25: 29-34)، أو عن طريق إجبار الرب، بعمل معركة لا مبرر لها معه، وإجباره على مباركته، ومنحه النبوة (تكوين 32: 22-30) مثل يعقوب أيضًا.
        ونظرًا للإقبال الشديد والطلب الملح على النبوة أنشأ اليهود مدارس للنبوة في الرامة، وكذا في بيت إيل وأريحا والجلجال (ملوك الثاني 2: 3-5؛ 4: 38؛ 6: 1)، يتخرج طلابها باسم أبناء الأنبياء، ويدعى رئيس المدرسة أبًا أو سيدًا (صموئيل الأول 10: 12) و(ملوك الثاني 2: 3)، وكانت مناهج تلك المدارس تشتمل على تفسير التوراة وتعليم الموسيقى والشعر، لهذا نمت موجة الشعر والغناء واللعب على آلات الطرب عند الأنبياء (قاموس الكتاب المقدس (ص 949). (نقلا عن خصائص النبوة عن اليهود)
        ويجب أن يؤمن المسيحيون بهذه الأفكار أيضًا، لأنها من صنع إلههم، يسوع إله العهدين القديم والجديد، كما يؤمن المسيحيون، وهى جزء أيضًا من الكتاب المقدس.
        شروط النبوة عند السيد رشيد:
        رأينا فى المقدمة إيمان السيد رشيد تبعًا لكتابه بأنبياء منحطين خلقيًا وأسرهم، كفار، عابدى أوثان، خالفوا شريعة الرب، بل تركوه وعبدوا الأصنام. وهؤلاء أنبياء لا غبار عليهم، ويستسيغ عقل السيد رشيد واليهود والنصارى كل هؤلاء الأنبياء، اللذين أرسلهم الله قدوة لقومهم. ولكننى أتفق معه جزئيًا فى الشروط الأربعة التى استهل بهم مناظرته. فشروط النبوة عنده هى:
        غ 1- السلامة العقلية غ 2- المصالح الشخصية
        غ 3-الشهادات الخارجية غ 4-المحتويات الدعوية
        وفى الحقيقة هذه شروط يعترف بها المسلمون أيضًا ولا ينكرونها، ولكن ليست هذه كل الشروط. وهناك من الشروط العقلية أيضًا، التى يجب أن تُضاف إلى ما سبق، ولا أعلم لماذا تغافل عنها السيد رشيد! ولا أعرف لماذا لم يلجأ إلى كتابه المقدس لبحث وتنفيذ شروط النبوة عندهم!
        ونبدأ بما أقره السيد رشيد أولا، وهو السلامة العقلية، حيث كانت مداخلته الأولى تنفى نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه سُحر، وحاول الانتحار، واتهمه أهله بأنه مجنون، وأنه قال (خشيت على نفسى) أو (على عقلى) يعنى الجنون، وأنه لم يكن يفرق بين الخيال والواقع، وإصداره أصوات كغطيط البقر وقت نزول الوحى عليه.
        غ 1- السلامة العقلية
        وتعرض فيها السيد رشيد لعشر نقاط أراد نفى السلامة العقلية عن النبى:
        1- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم سُحر.
        2- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم أراد الانتحار
        3- شبهة وقوع النبى صلى الله عليه وسلم أثناء حادثة بناء الكعبة
        4- شبهة وقوع النبى صلى الله عليه وسلم مغشيًا عليه عند حليمة السعدية
        5- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم يغط كغطيط البكر وقت نزول الوحى
        6- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم كانت عيناه تنقلب وشفتاه تتحركان
        7- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يفقد الوعى
        8- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم عرضت على الجنة بما فيها
        9- كيف علم رشيد بتشنج عضلات فخذ النبى؟
        10- قول النبى إنى خشيت على نفسى

        تعليق


        • #5
          رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

          1- ونبدأ بالشبهة الأولى: شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم سُحر
          وقال فيها السيد رشيد بأن النبى سحر، ولم يكن يعلم هل أتى زوجاته أم لا. وبنى على ذلك عدم الثقة فيما نقله إلى المسلمين. وأكد مصدر نقله من البخارى عن حديث روته السيدة عائشة.
          فى الحقيقة هو معذور، لأنه غير باحث ولا مدقق فى الإسلام، وقد لا يعلم أن هناك من رد هذا الحديث وضعفه متنًا ومن أمثال ذلك الإمام الغزالى وغيره الكثيرون.
          ويعدد الإمام الغزالي أسباب ضعف هذا الحديث بقوله (بتصرف منى):
          1- إنه من الأحاديث الآحاد، التى لا ينبنى عليها اعتقاد، ولا يأخذ بها الفقه: ما من أحد من الصحابة إلا وقد رد خبر الواحد, كرد علي رضي الله عنه خبر أبي سنان الأشجعي في قصة (بروع بنت واشق) وقد ظهر منه أنه كان يحلف على الحديث. وكرد عائشة رضي الله عنها خبر ابن عمر رضي لله عنه في تعذيب الميت ببكاء أهل بيته عليه.
          وكل تلك الأحاديث الآحادية مردودة في الفقه فكيف في العقيدة؟ وحديث السحر حديث آحاد لا يفيد إلا الظن فكيف نبني عليه اعتقاد وقد روته عائشة رضي الله عنها دون غيرها من الصحابة, ودون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم اللواتي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت كل ليلة يتنقل بينهن, فلماذا لم تروي الحديث حفصة, وأم سلمة وزينب ........ رضي الله عنهن؟
          2- إن سورة الفلق رقم (20) فى ترتيب النزول، وسورة الناس رقم (21) فى ترتيب النزول، والاثنتان مكيتان، أى نزلتا بمكة، ولم يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة إلا فى السنة الثانية بعد الهجرة. وتبعًا لرواية السيدة عائشة فى البخارى أن الرسول صلى الله عليه وسلم بنى بها وهى ابنة تسع سنوات، وكانت إلى نهاية الفترة المكية ابنة سبع سنوات. فمتى سمعت من الرسول صلى الله عليه وسلم فى الفترة المكية؟ ومتى قال لها ذلك؟ ومتى عايشت هذه الأحداث؟ وكيف غفل الرسول صلى الله عليه وسلم فى ترتيل السورتين لإنهاء السحر والمس؟
          3- تقول بعض الروايات إن هذا السحر المزعوم استمر شهرين وتقول أخرى ستة أشهر، فلماذا لم تحكيه احدى زوجات النبى صلى الله عليه وسلم أو غيرها من الصحابة؟ مع الأخذ فى الاعتبار أن الرسول صلى الله عليه وسلم عدد الزوجات فى المدينة وليس فى مكة.
          4- وإن السحر المذكور في هذه الأحاديث تسلط للشيطان على النبي صلى الله عليه وسلم بفعل ساحر يهودي، وكانت فترة المدينة صراعات اليهود مع النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمين والإسلام، فلو تمكن يهودى من صنع هذا السحر، فلماذا لم يجر على لسان النبى كلمات تؤيد أقوالهم، وتجعل لهم العلو فى الدين، أو الدنيا أو تطعن فى الإسلام؟ ولماذا لم يعاودوا تكرار سحرهم للرسول صلى الله عليه وسلم لينتصروا عليه فى أى حرب من حروبهم معه؟
          5- كيف كان الصحابة في هذا الوقت يأخذون تشريعهم عنه؟
          6- كيف كان يخطب الجمعة دون أن يلاحظ الناس ذلك؟ ولاحظ أن احدى روايات الحديث تقول إنه (كان يُخيّل إليه صنع شيئا لم يصنعه)، وفى رواية أخرى أنه (كان يرى أن يأتي النساء ولا يأتيهن). فهل لم يلاحظ المسلمون أى تضارب فى أقوال أو أفعال النبى؟ أليس هذا بسبب كاف لارتداد الناس عنه؟ لم تحكِ زوجة من زوجاته أنه كان يتطهر من جنابة بعد مضاجعة زوجه، وهو لم يفعل!!
          7- فهل لم يلاحظ أحد أنه مسحور إلا عائشة دون سائر الصحابة وباقى الزوجات؟
          8- وكيف كان يصلي بالناس وهو مسحور لا يدرى إن كان ركع أم لا، أو إن كان سجد سجدة أو سجدتين؟
          9- لم نسمع بلبيد بن الأعصم هذا شيئًا إلا فى هذه الرواية، ولم نسمع بخادم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم، فهو شخص وهمى، لا وجود له فى التاريخ. فكتب التواريخ والسير والتراجم لم تذكره إلا في هذا الحديث الموضوع.
          10- لم تتفق الروايات على لبيد بن الأعصم، فمنهم من قال إنه من بنى زريق، دون أن يحدد أنه كان يهوديًا، ومنهم من قال بيهوديته، ومنهم من قال إنه كان منافقًا، وحليفًا لليهود: ففي البخاري (سحر النبي رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم) وفي رواية (سحر النبي يهودي من بني زريق) ووقع في رواية ابن عيينه (رجل من بني زريق حليف اليهود وكان منافقا) " فتح الباري شرح صحيح البخاري" وفي رواية للبيهقي:عن عائشة قالت: (كان لرسول الله غلام يهودي يخدمه اسمه لبيد بن أعصم ..)
          والغريب فى الموضوع أن بنى زريق بطن من الأنصار من الخزرج وليسوا يهودا. وبرواية ابن عيينة انه حليف اليهود أي ليس يهودي.
          11- لم يعلم التاريخ وسيرة النبى صلى الله عليه وسلم خادمًا للرسول بهذا الاسم.
          12- لا يعتد بما قاله البعض بأن سبب نزول سورتى الفلق والناس بسبب سحر النبى صلى الله عليه وسلم، حيث قال المحققون إن أكثر أسباب النزول واهية فمخطئون من استدل بأسباب النزول من الواحدي فهو كحاطب الليل لايدري الغث من السمين.
          13- سحر النبى صلى الله عليه وسلم يتنافى مع قول الله تعالى له: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ) المائدة 67 (مدنية النزول)، فكأن من قال بحديث السِحر هذا فقد أهان الله سبحانه وشك فى قدرته وقوته؛ لأن الله تعالى هو العاصم لنبيه.
          والعِصمة هنا على إطلاقها لأن الآية فى المُطلق ليست مقيدة بقتل أو غيره على وجه الخصوص إنما هى مفتوحه أى إن عِصمة الله تعالى لرسوله ستكون من كل ما من شأنه أن يعيقه أو يصدّه صلى الله عليه وسلم فى تبليغ ما أمر الله به.
          فإن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مما علم من الدين بالضرورة. لأن النبي مشرِّع يؤخذ عنه كلامه وسكوته وأفعاله وحتى بعض صفاته الظاهرة؛ لذلك محال أن يلبِّس الشيطان على النبي صلى الله عليه وسلم شيئا, والعِصمه هنا على اطلاقها لأن الآية فى المُطلق ليست مقيدة كما قلنا.
          أما ما ورد في صحيح مسلم والبخاري من قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم فإن كل الأحاديث الواردة هي أحاديث آحاد أي: رواها آحاد الرواة فهي ظنية الثبوت, والقاعدة تقول: إذا تعارض القطعي مع الظني فإن الدليل هو القطعي ولا نظر إلى الظني ولاسيما فيما يخص العقائد.
          14- ثم لماذا يتصدى الله تعالى له بالعصمة من القتل حتى يتم رسالته، ويتركه يُسحر ليشك الناس فى هذه الرسالة، ويهدم ما فعله وما أوحاه؟ وهل المسحور يؤتمن على وحى؟ هل المسحور معصوم؟
          15- ولو استطاعوا مرة أن يسحروا الرسول صلى الله عليه وسلم، فلماذا لم يعاودوا سحره مرات ومرات؟ لماذا لم يسحروا زوجة من زوجاته؟ لماذا لم يسحروا أحد أصحابه أو أحد قادة جيوشه؟ لماذا لم يفرقوا بينه وبين زوجاته، ويدمروا بيته من داخله؟ أم ظل الرسول صلى الله عليه وسلم طوال عمره مسحورًا، كلما فك السحر جددوه، وبالتالى يمكنهم الطعن فى كل ما نزل على الرسول من وحى؟
          16- وسوف يتيح هذا القول أيضًا: إذا كان لبيد بن الأعصم قد اخترق بيت النبوة وسرق شعيرات للرسول صلى الله عليه وسلم، فما الذى سرقه إضافة إلى ذلك؟ وإذا كان الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم قد سحر، فما الذى منع اليهود من سحر أحد الصحابة كتبة القرآن، ليلعبوا فى مخطوطة من المخطوطات التى لديه؟
          17- ثم تبين الرواية أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءه من يقول له ماذا يفعل لفك السحر لكن ماذا يفعل الآخرون من الناس الذين يُسحرون؟! هل نتّهم الرسول أنه قصّر في هذه المسألة؟
          18- وإذا كانت السورتان مكيتان، ويعلم أنهما لفك السحر، فكيف ترك الرسول صلى الله عليه وسلم أمته لا يخبرهما فمقدرة هاتين السورتين على فك السحر حتى يبتلى هو نفسه به فى المدينة؟
          19- وكيف أغفلت زوجته عائشة عن قدرة هاتين السورتين على فك السحر، وتركت الرسول صلى الله عليه وسلم هكذا دون أن تحاول هى أو أحد الصحابة علاجه؟
          20- من المعروف أن النبى صلى الله عليه وسلم كان ينفث فى يديه عند ثم يقرأ بسورة الإخلاص ثم المعوذتين ويمسح بهما على جسده، وكانت من وصاياه أنه من فعل ذلك ليلا كفتاه حتى الصباح، ومن فعلها حين يصبح كفتاه حتى يمسى: فعن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا، قال: فأدركته فقال: قل فلم أقل شيئا ثم قال: قل فلم أقل شيئا قال: قل فقلت ما أقول، قال: (قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء) [رواه الترمذي وصححه الألباني / 2829]
          16985- وعن أبي أيوب الأنصاري قال‏:‏ لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل علي فقال‏:‏ ‏"‏يا أبا أيوب ألا أعلمك‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏ما من عبد يقول حين يصبح‏:‏ لا إله إلا الله، وحده لا شريك له؛ إلا كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات، وإلا كن له عدل عشر رقاب محررين، وإلا كان في جنة من الشيطان حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي كذلك‏"‏‏.‏ رواه أحمد والطبراني بنحوه‏
          17013- وعن الشعبي قال‏:‏ قال عبد الله - يعني ابن مسعود -:‏ من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في بيت؛لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة حتى يصبح، أربع آيات من أولها، وآية الكرسي، وآيتين بعدها وخواتيمها‏.‏) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود‏
          فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن هاتين السورتين من المنجيات، ويعلمها أصحابه، ولا يعمل هو بهما؟ وإذا علم الصحابة فضلها، فلماذا لم يحاول أحدهما إنقاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورقيته بهما أو علاجه؟
          21- سحر النبى صلى الله عليه وسلم يتنافى مع قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)} سورة النحل
          فالآية تقول لا سلطان للشيطان على المؤمن، فكيف يكون له سلطان على النبي صلى الله عليه وسلم؟ ألا ينفى هذا الحدث الإيمان عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويطعن فى نبوته؟ فكيف تتسلط عليه الشياطين وهو لايغفل عن ذكر الله، ولم يبعد عن الحضرة الربانية؟
          22- سحر النبى صلى الله عليه وسلم يتنافى مع قوله تعالى: { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا(48) } سورة الإسراء
          فالقول بسحر النبى صلى الله عليه وسلم فيه سب للنبى وخروج عن الإيمان به، لأنه تصديق لقول المشركين فيه (إذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا). وتكذيب لقول الله تعالى بأن قائل هذا الكلام ضال (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا)
          23- هل من المنطق أن يترك الله تعالى نبيه يُسحر، بعد اتهام القائلين بسحره بالظلم؟ فلماذا وصفوا بالظلم إذن طالما أنه سحر؟
          24- فى رواية مسلم: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة بعد أن أزال الملاكان السحر: (فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي، أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما وجع الرجل؟) وهذا يعنى أن الرسول مازال مسحورًا، ولا يعلم أيهما قال للآخر. فهل مازال بعد شفائه على أيدى الملاكين يُخيَّل إليه ولا يعلم بدقة من قال للآخر؟
          25- أقر القرآن أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينطق عن الهوى، وليس قوله بقول شيطان رجيم. ألا يطعن القول بسحر الرسول صلى الله عليه وسلم فى القرآن أو جزء منه؟ وذلك أنه لو جاز على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتخيل أنه يفعل الشيء وما فعله، لجاز عليه أن يظن أنه بلَّغ شيئـًا وهو لم يبلِّغه، أو أن شيئـًا ينزل عليه ولم ينزل عليه، وهو أمر مستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم لأنه يتنافى مع عصمته في الرسالة والبلاغ.
          {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} سورة النجم،وهى رقم (23) فى ترتيب النزول بمكة

          {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41)} سورة الحاقة، وهى رقم (78) فى ترتيب النزول بمكة
          {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25)} سورة التكوير، وهى رقم (7) فى ترتيب النزول بمكة
          26- إن من يؤمن بسحر النبى صلى الله عليه وسلم خوفًا من أن يخطىء البخارى، فقد قال بعصمة البخارى، ونفى هذه العصمة عن الرسول.
          27- هل ترك جبريل عليه السلام مدة شهرين أو ستة أشهر دون أن ينزل عليه قرآن؟
          28- أم نزل عليه جبريل ولم يلاحظ هذا السحر؟
          29- وكيف لم يرسل الله تعالى جبريل ليدفع السحر عن الرسول صلى الله عليه وسلم دفاعًا عن عصمة الوحى والدين؟
          30- ولو سحر الرسول صلى الله عليه وسلم فلماذا لم يعاتبه الله تعالى على نسيان رقية نفسه بالمعوذتين؟
          31- هل مر على الرسول صلى الله عليه وسلم شهرين أو ستة أشهر دون أن يحارب غازيا أو مدافعًا وهو على هذا السحر المزعوم؟
          32- وهل راسل الملوك، وعقد المعاهدات وهو مسحور؟
          33- اختتم الإمام الغزالى مقاله بحديث ورد في البخاري يظهر فيه ضعف الشيطان وذلته أمام النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث يتوافق مع الآيات الكريمة ويتعارض مع حديث السحر: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا روح، ومحمد بن جعفر، عن شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة - أو كلمة نحوها - ليقطع علي الصلاة، فأمكنني الله منه، فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان: {رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}، قال روح: "فرده خاسئا" (صحيح البخاري - كتاب الصلاة - حديث : ‏451)
          34- رفض روايات سحر النبى صلى الله عليه وسلم كوكبة من العلماء، نذكر منهم: الإمام محمد عبده، والإمام المراغي، والإمام الجصاص، أحد أئمة الحنفية، والماتريدي والدكتور علي الطنطاوي، والإمام الطوسي، والإمام القاسمي تفسير القاسمي، ومحمد جواد تفسير الكشاف، ونقل عن الإمام الصادق إنكاره وكذلك الإمام الزمخشري انكره في كتابه الكشاف، وقال أبو بكر الأصم إنه متروك ومخالف لنص القرآن، كما رده وأنكره الدكتور محمد هداية.
          وكل ذلك على الرغم من أن الرواية تثبت هيمنة القرآن وقوة تأثيره على الشيطان، وتثبت نزول ملاك الله جبريل، أو ملاكين من السماء أبلغا الرسول صلى الله عليه وسلم بمكان السحر وكيفية عمله ومن اقترف السحر هذا. إلا أنها كانت بمثابة تغليف السم فى غلاف جميل الشكل، حتى يستسيغه البسطاء من المسلمين.
          35- هناك من يقول إن سحر النبى استمر فى المدينة لمدة ستة أشهر. وكل دارس لتاريخ النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة يعلم أنه كان فى حالة حرب مستمرة، ودعوته لرؤساء القبائل والملوك وغيرهم، وتأمين لدولته. فأين توفر لديه ستة أشهر ليحدث له ذلك؟ وهل نسى الصحابة وزوجاته لمدة ستة أشهر أنه كان مسحورًا؟ وما هى الحالة الشرعية للقرآن أو الأحكام التى أصدرها فى هذه الأشهر؟
          36- نعلم أن قوة الرسول صلى الله عليه وسلم الجنسية كانت تمكنه من مجامعة أزواجه كلهن فى ليلة واحدة. وكان لكل منهن يومها، وكانت الغيرة بينهن، فهل سكتت نساءه كلهن عن عدم مجامعته لهن؟
          37- تعلمنا من الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إذا شك أحدنا فى عدد الركعات التى قام بها فى الصلاة، فعليه أن يبنى على الأقل، وبالمثل إذا شك أحدنا هل اغتسل من الجماع أم لا، فعليه أن يغتسل ويبنى على الأقل. فهل لم تلاحظ احدى زوجاته أنه اغتسل غسل الجنابة دون أن يجامعها؟
          38- إلا أن موضوع رفض الحديث أو قبوله على تأويلات أخرى لم يُحسم بين العلماء. ومن يقول بصحته يرى أن سحر التخييل هذا لم ينل بأى حال من الأحوال من دعوته، ولم يستمر إلا أيامًا معدودة. أما قول البعض بأنه استمر ستة اشهر فلا توجد رواية أو حديث يؤكد هذا الادعاء.
          فعن زيد بن أرقم سحر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل من اليهود فاشتكى لذلك أيامًا فأتاه جبريل، فقال: إن رجلاً من اليهود سحرك عقد لك عقدًا في بئر كذا وكذا فأرسل -صلى الله عليه وسلم- فاستخرجها فحلها فقام كأنما أنشط من عقال فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط. رواه النسائي. والأيام جمع قلة، ولكن بالغ بعض الرواة في غير الصحيحين فجعلوها أشهرًا.
          كما أنه لم يؤثر إلا قدرته على إتيان زوجاته، ولم يؤثر فى عقله أو ذاكرته وإلا لتركه الناس وانفضوا عنه، أو لكان شغلهم الشاغل، للزود عنه. وهذا لم يحدث، وخاصة فى المدينة كان وقت الرسول صلى الله عليه وسلم مشغول لأقصى درجة، فإلى جانب حروبه للدفاع عن دولته الناشئة، كان قاضيًا، وكانت هناك تحالفات بين القبائل المختلفة، وكانت هناك رسائل ومراسلات للملوك والأمراء والزعماء يدعوهم للإسلام، أو الدخول فى حلف سلام معهم.
          فقد قال القاضي عياض رحمه الله: "يحتمل أن يكون المراد بالتخيل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء، فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك كما هو شأن المعقود".
          لقد شاء الله سبحانه - وله الحكمة البالغة - أن يبتلي أنبياءه بشتى أنواع البلاء ليعلم الناس أنهم بشر مثلهم، فلا يرفعوهم إلى درجة الألوهية، وليزداد ثواب الأنبياء، وتعظم منازلهم ودرجاتهم عند الله تعالى بما يلاقونه ويتحملونه في سبيل تبليغ رسالات الله.
          وللإمام ابن القيم كلام حول هذا الموضوع نرى أن نختم به حديثنا، حيث قال رحمه الله بعد أن ذكر الأحاديث الدالة على سِحر النبي صلى الله عليه وسلم: "وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم بالحديث، مُتَلقَّى بالقبول بينهم لا يختلفون في صحته، وقد اعتاص على كثير من أهل الكلام وغيرهم، وأنكروه أشد الإنكار، وقابلوه بالتكذيب، وصنف فيه بعضهم مصنفـًا منفردًا حمل فيه على هشام - يعني ابن عروة بن الزبير -، وكان غاية ما أحسن القول فيه أن قال: غلط واشتبه عليه الأمر، ولم يكن من هذا شيء، قال: لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز أن يُسْحَر، فإنه تصديق لقول الكفار: {إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} (الإسراء 47، الفرقان 8) .... قالوا: فالأنبياء لا يجوز عليهم أن يُسحروا، فإن ذلك ينافي حماية الله لهم، وعصمتهم من الشياطين.
          قال: وهذا الذي قاله هؤلاء مردود عند أهل العلم، فإن هشامًا من أوثق الناس وأعلمهم، ولم يقدح فيه أحدٌ من الأئمة بما يوجب رد حديثه فما للمتكلمين وما لهذا الشأن؟ وقد رواه غير هشام عن عائشة، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن، والحديث، والتاريخ، والفقهاء، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأيامه من المتكلمين (ثم أخذ يذكر بعض الروايات في إثبات سحره - صلى الله عليه وسلم- ) . . . . . . إلى أن قال: والسحر الذي أصابه كان مرضًا من الأمراض عارضًا شفاه الله منه، ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما، فإن المرض يجوز على الأنبياء، وكذلك الإغماء، فقد أغمي عليه - صلى الله عليه وسلم - في مرضه، ووقع حين انفكت قدمه، وجُحِشَ شِقه (أي انخدش)، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعةً في درجاته، ونيل كرامته، وأشد الناس بلاء الأنبياء؛ فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به من القتل والضرب والشتم والحبس، فليس ببدع أن يبتلى النبي - صلى الله عليه وسلم- من بعض أعدائه بنوع من السحر كما ابتلي بالذي رماه فشجه، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك، بل هذا من كمالهم، وعلو درجاتهم عند الله " أهـ .
          ولا ننسى أنه صلى الله عليه وسلم كان يعى كل ما يحدث حوله، بدليل أنه عرف مكان السحر، وهو الذى أرسل الصحابة للإتيان به، وتخلص منه بقرآن يقرأ لليوم.
          وبذلك نكون قد انتهينا من محاولة ادعاء السيد رشيد أن النبى قد سُحر، ومحاولته استخدام هذا الحديث فى التشكيك فى نبوته صلى الله عليه وسلم.
          وأسأل السيد رشيد:
          هل من المنطق أن تكذب بنبى قيل إنه سُحر فأصبح لا يتذكر إن كان جامع زوجته أم لا، أو إنه لا يستطيع إتيان زوجته عند الاقتراب منها، وتصدق أن الشيطان اعتقل إلهك لمدة أربعين يومًا، وسيطر عليه وعلى تصرفاته، حتى لم يدعه يأكل أو يشرب؟
          (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13
          هل تصدق أن الشيطان أراه ممالك المسكونة من فوق الهيكل الذى يبلغ ارتفاعه (13.35 مترًا) 30 ذراع تبعًا لملوك الأول 6: 2)، وذلك باعتبار أن الذراع كان فى وقتها يساوى 44.5 سنتيمترًا.
          وحتى لو تم ذلك من ارتفاع كيلومترًا، فهل كان يمكنه أن يرى كل المسكونة من هذا الارتفاع ومن هذه البقعة، وبالعين المجردة؟ إن كاتب هذه الرواية ليمجد الشيطان على حساب الرب، ويعتبره قادرًا على تقريب الزمان والمكان، بصورة لم يقم بها يسوع نفسه!!
          فمن الأحق بالرفض: يسوع الإنجيلى الذى سيطر عليه الإله سيطرة تامة، واعتقله فى الصحراء وعاش معه هناك أربعين يومًا، ولا يُعلم ماذا فعل به فى الصحراء طوال هذه المدة غير الاختبارات الثلاثة التى لا تستغرق عشر دقائق، ولا نعلم إن كان قتله أو ذبحه وأطعمه لحيوانات الصحراء، ثم تجسد هو فى شكله وعاد إليكم لتؤلهوه وتعبدوه، أم محمد صلى الله عليه وسلم نبى الرحمة والهداية، الذى لم يتمكن السحر من كيانه أو عقله، فربما نام من التعب ولم يتمكن من إتمام عملية الجماع، وظن أنه ربما أتمها، هذا على صحة هذا الحديث؟
          وأى إله يجب أن يرفض: هل يسوع/يهوه الذى اعتقله الشيطان وتلاعب به أربعين يومًا، وضربه يعقوب، وأجبره على أن يباركه، ويعطيه النبوة، أم الله العزيز الذى لا يُقهر ولا يُذل، الرحيم، الودود، الذى حافظ على نبيه من كل سوء، وما أصابه من مرض أو فرح أو حزن أو هزيمة أو نصر كان لتعليم الأمة، والاقتداء به؟
          وأى نبى يجب أن يتبع: هل أنبياء العهد القديم الذى مثلهم كتابك بأن منهم الديوث الذى يبيع عرض زوجته ويكتسب من ورائه، أو الزانى بابنتيه، أو الزانى بزوجة جاره والقاتل لها، وغيره من التحريفات، أم نبى الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم، الذى إن صح حديث السحر له، فهذا لا يعيبه، لأن كل مؤمن مصاب، والأنبياء يعصمهم الله تعالى من أجل رسالتهم. ألم يُبتلى نبى الله أيوب؟ فهل هذا ينقض نبوته؟
          وأى إله يجب أن يتبع: هل الرب الذى يتآمر مع الشيطان للنيل من آخاب أو لهدم إيمان أيوب بعد ابتلاءات الرب له، أم إله يأمركم أن تتخذوا الشيطان عدوًا؟
          اقرأ: رب الأرباب يتفق مع الشيطان للإنتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!
          اقرأ: رب الأرباب يتفق مع الشيطان لإغواء عبده البار أيوب: (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 6-12
          * * *
          2- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم أراد الانتحار
          أولًا: يقول حديث البخارى رقم (6581)، في كتاب "التعبير"، باب "أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة": "قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: ... وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ ؛ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ".
          ثانيًا: هذه الزيادة ليست من كلام عائشة رضي الله عنها، بل هي من كلام الزهري، وهو من التابعين لم يدرك تلك الحادثة، ولم يذكر هو أن أحدًا من الصحابة حدثه بها، ولذا نصَّ على ذلك في الرواية نفسها بقوله: "فيما بلَغنا".
          قال ابن حجر – رحمه الله: ثم إن القائل "فيما بَلَغَنا" هو الزهري، ومعنى الكلام: أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة. وهو من بلاغات الزهري وليس موصولًا، وقال الكرماني: هذا هو الظاهر. "فتح الباري"(12 / 359). وأكد هذا أبو شامة المقدسي – رحمه الله فى "شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى"(ص 177)
          ثالثًا: وبلاغات الزهري وغيره لا تُقبل؛ لأنها مقطوعة الإسناد من أوله، فهي كالمعلَّقات تعريفًا وحكمًا، ومجرد وجود مثل هذه البلاغات أو المعلقات في كتاب الإمام البخاري لا يعني أنها صحيحة عنده، أو أنها مما يصح أن يقال فيها: رواه البخاري؛ لأن الذي يقال فيه ذلك هو ما رواه فيه مسندًا.
          قال الشيخ الألباني رحمه الله "هذا العزو للبخاري خطأ فاحش، ذلك لأنه يوهم أن قصة التردي هذه صحيحة على شرط البخاري؛ وليس كذلك، وبيانه أن البخاري أخرجها في آخر حديث عائشة في بدء الوحي ... [وذكر الرواية السابقة] .
          هكذا أخرجه بهذه الزيادة أحمد (6/232-233) وأبو نعيم في (الدلائل) (ص68-69) والبيهقي في (الدلائل) (1/393-395) من طريق عبد الرزاق عن معمر به. ومن هذه الطريق أخرجه مسلم (1/98) لكنه لم يسق لفظه، وإنما أحال به على لفظ رواية يونس عن ابن شهاب، وليس فيه الزيادة. وكذلك أخرجه مسلم وأحمد (6/223) من طريق عقيل بن خالد: قال ابن شهاب، به، دون الزيادة . وكذلك أخرجه البخاري في أول الصحيح عن عقيل به .
          قلت [القائل هو الشيخ الألباني]: ونستنتج مما سبق أن لهذه الزيادة علتين:
          الأولى: تفرد معمر بها، دون يونس وعقيل؛ فهي شاذة .
          الأخرى: أنها مرسلة معضلة؛ فإن القائل: (فيما بلغنا) إنما هو الزهري، كما هو ظاهر من السياق، وبذلك جزم الحافظ في "الفتح"...
          ونقول للقارىء: لا تظن أن كل حرف في "صحيح البخاري" هو على شرطه في الصحة، فعليك أن تفرق بين الحديث المسند فيه والمعلق، وأن تفرق بين الحديث الموصول فيه والحديث المرسل الذي جاء فيه عرضا، كحديث عائشة هذا الذي جاءت في آخره هذه الزيادة المرسلة .لذلك أضاف الشيخ الألبانى هذه الزيادة في (سلسلة الأحاديث الضعيفة) برقم (4858)،وأشار إلى ذلك في التعليق على "مختصري لصحيح البخاري". انتهى ـ مختصرًا ـ من "دفاع عن الحديث النبوي" (40-41).
          فالحادثة المذكورة قد اجتمع فيها إذن الشذوذ في السند، والنكارة في المتن، فلا معنى لأن تُتخذ مطعنا في النبي الكريم.
          رابعًا: لو كانت محاولة الانتحار هذه خوفًا من أن يكون هناك شك لديه من نبوته، ومما حدث له، فقد كان يكفيه مناصرة زوجته خديجة له، وتأكيدها أنه خير من يسوس الناس ويأمهم خلقًا وعملا، فقد دخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عقب نزول الوحى عليه أول مرة فى غار حراء، فقال «زملوني، زملوني» فزملوه، حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر «لقد خشيت على نفسي» وقالت له: (كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).
          الأمر الذى يدل على أن هذا الحدث روعه، ولكن خوفه هذا ذهب منه قبل أن يُحدِّث زوجته، وزادت من طمأنة قلبه. الأمر الذى يدل على هدوء قلبه من روعه، فما الذى يجبره على الانتحار ويدفعه إليه؟ لا يوجد.
          كما كان يكفيه قول الحبر العلامة ورقة بن نوفل له: (فقال له ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم يا ليتني فيها جذعا يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم قال ورقة نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا). فقد تأكَّد إذن أنه نبى الله حقًا، ولا يوجد لديه خوف من ذلك أو عدم يقين أو تردد. وبالتالى لا يوجد شك لديه ولا خوف من أن يكون هناك ضرر قد مسه من لقائه الأول بملاك الله جبريل عليه السلام. فلا يوجد إذن سبب يدعوه إلى الانتحار. وأن ذهابه للجبال كان بسبب اشتياقه لرؤية جبريل وليعلم ما هى رسالته.
          ولو كانت محاولة الانتحار خوفًا مما حدث له وعدم يقين بما حدث، لكان هذا الانتحار تم مرة واحدة فقط، ويكفيه تأكيد جبريل له مرة واحدة. إذ لا معنى أن يؤكد له جبريل أنه رسول الله، ثم يحاول الانتحار من جبل آخر، وإلا لكان كلام الرب المبلغ من ملاكه لا يهدى إلى البر أو الطمأنينة!
          خامسًا: إن القارىء لنص الحديث يتأكد أن حزن النبى صلى الله عليه وسلم كان شوقًا لرؤية جبريل وخوفًا من إنقطاع الوحى: (وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ ؛ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ). ومثل هذا لا يدفعه مطلقًا لضيق النفس واليأس، حتى يفكر فى الانتحار، بل يجعله فى شوق لرؤياه مرة أخرى، والشوق لا يدفع للانتحار.
          سادسًا: جدير بك أن تعلم أن فتور الوحى استمر بضعة أيام؛ ليمهِّد الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه نفسيًا، وليحدث له الاشتياق لرؤية ملاك الرب، والتسليم للنبوة وقيادة الأمة. ومثل هذه المدة لا تصيب إنسان تيقن بنبوته من ملاك الرب نفسه، ومن أهل العلم الدينى (ورقة بن نوفل)، ومن زوجته، التى قال عنها إنها من أكمل النساء. أى لم يكن لديه أدنى دافع للانتحار أو حتى اليأس.
          سابعًا: لو افترضنا جدلا صحة هذه الروايات متنًا وسندًا، ما كان فيها ما يعيب الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إن الدعوة لم تكن قد بدأت بالفعل، فبماذا يُدان، ولم تكن هناك شريعة؟ ولم يقم بالفعل نفسه، بل همَّ به على فرض صحة الرواية.
          ثامنًا: لو افترضنا جدلا صحة هذه الروايات متنًا وسندًا، فليس فيها ما يعيب شخص النبي صلى الله عليه وسلم أو يقدح في عصمته، وبيان ذلك أنه قد همّ – على فرض صحة الرواية- بأن يلقي بنفسه، والهمّ هنا لم ينتقل إلى مرحلة التنفيذ، وذلك شبيهٌ بما حكاه الله تعالى عن يوسف عليه السلام في قوله: {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه}، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة: "ولهذا لما لم يذكر عن يوسف توبة في قصة امرأة العزيز، دلّ على أن يوسف لم يذنب أصلا في تلك القصة " . وهذا كحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له واحدة أو يمحوها الله) متفق عليه .
          تاسعًا: لو افترضنا جدلا صحة هذه الروايات متنًا وسندًا، لكانت دليل من دلائل نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث سيكون الله تعالى قد أنقذه من نفسه، كما أنقذه فيما بعد من الانخراط فى الخمر أو الجلوس مع فتيان قريش أو التعرى قبل البعثة، أو محاولات قتله بعدها. فهل يُعقل أن يصطفى الله نبيًا، فينتحر هذا النبى ويموت؟ وهل لو حدث هذا لطعن ذلك فى علم الرب الأزلى، بأنه لم يكن يعرف أن من اصطفاه سيموت قريبًا، وأنه لا يعرف ما بقلبه أو بعقله، وأن تبليغه ليقوم بالدعوة سوف يقضى عليه؟

          تعليق


          • #6
            رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

            عاشرًا: قد جاءت أسانيد أخرى فيها ذِكر حكاية محاولة النبي صلى الله عليه وسلم الانتحار أثناء انقطاع الوحي بعدما جاءه أول مرة، وكلها أسانيد مردودة، ما بين ضعيف وموضوع .منها:
            1- إسناد ابن مردويه:
            قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله: ووقع عند ابن مردويه في "التفسير"من طريق محمد بن كثير عن معمر بإسقاط قوله "فيما بلغنا"، ولفظه: "... فترة حزن النبي صلى الله عليه وسلم منها حزنًا غدا منه"إلى آخره، فصار كله مدرجًا على رواية الزهري عن عروة، عن عائشة والأول هو المعتمد ."فتح الباري" (12/359، 360)
            ومعنى قول الحافظ "والأول هو المعتمد" أي: أن رواية الزهري فيها لفظ "فيما بلغنا" وليست هي موصولة .
            قال الشيخ الألباني – رحمه الله – معلِّقًا على ترجيح الحافظ: ويؤيده أمران:
            الأول: أن محمد بن كثير هذا ضعيف؛ لسوء حفظه -وهو الصنعاني المصيصي.
            قال الحافظ: "صدوق كثير الغلطوليس هو محمد بن كثير العبدي البصري؛ فإنه ثقة .
            والآخر: أنه مخالف لرواية عبد الرزاق حدثنا معمر ... التي ميزت آخر الحديث عن أوله، فجعلته من بلاغات الزهري ... .فدل هذا كله على وهم محمد بن كثير الصنعاني في وصله لهذه الزيادة، وثبت ضعفها. "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة"(10/453).
            2- إسناد ابن سعد:
            قال محمد بن سعد: أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي بحراء مكث أيامًا لا يرى جبريل فحزن حزنًا شديدًا حتى كان يغدو إلى "ثبير" مرة وإلى "حراء" مرة يريد أن يلقي نفسه منه فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك عامدًا لبعض تلك الجبال إلى أن سمع صوتًا من السماء فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم صعقا للصوت ثم رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء والأرض متربعًا عليه يقول: "يا محمد أنت رسول الله حقًّا وأنا جبريل" قال: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أقرَّ الله عينه وربط جأشه ثم تتابع الوحي بعد وحمي. "الطبقات الكبرى"(1/196).
            قال الشيخ الألباني – رحمه الله -:وهذا إسناد موضوع؛ آفته: أما محمد بن عمر - وهو الواقديفإنه متهم بالوضع، وقال الحافظ في "التقريب": "متروك مع سعة علمه"، وقد تقدمت كلمات الأئمة فيه أكثر من مرة.
            وإما إبراهيم بن محمد بن أبي موسى - وهو ابن أبي يحيى - واسمه: سمعان الأسلمي مولاهم أبو إسحاق المدني -، وهو متروك أيضًا مثل الواقدي أو أشد؛ قال فيه الحافظ أيضًا: "متروك"، وحكى في "التهذيب"أقوال الأئمة الطاعنين فيه، وهي تكاد تكون مجمعة على تكذيبه، ومنها قول الحربي: "رغب المحدثون عن حديثه، روى عنه الواقدي ما يشبه الوضع، ولكن الواقدي تالف".
            وقوله في الإسناد: "ابن أبي موسى "أظنه محرَّفًا من "ابن أبي يحيى"، ويحتمل أنه من تدليس الواقدي نفسه؛ فقد دلس بغير ذلك، قال عبد الغني بن سعيد المصري: "هو إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء الذي حدث عنه ابن جريج، وهو عبد الوهاب الذي يحدث عنه مروان بن معاوية، وهو أبو الذئب الذي يحدث عنه ابن جريج ".
            "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (10/451).
            وقد أجمع المحدثون على تكذيب الواقدى، وإليك لفيف من أقوالهم فيه:
            وقال علماء الإسلام عن الواقدي إنه كاذب:
            قال البخارى: الواقدى مدينى سكن بغداد، متروك الحديث، تركه أحمد، وابن نمير، وابن المبارك، وإسماعيل بن زكريا.
            وقال فى موضع آخر: كذبه أحمد.
            وقال معاوية بن صالح: قال لى أحمد بن حنبل: هو كذاب.
            وقال معاوية أيضا عن يحيى بن معين: ضعيف.
            وقال فى موضع آخر: ليس بشىء.
            وقال فى موضع آخر: قلت ليحيى: لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك؟ قال:
            أستحى من ابنه،وهو لى صديق. قلت: فماذا تقول فيه؟ قال: كان يقلب حديث يونس يغيرها عن معمر، ليس بثقة.
            وقال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ليس بشىء.
            وقال عبد الوهاب بن الفرات الهمدانى: سألت يحيى بن معين عن الواقدى، فقال: ليس بثقة.
            وقال المغيرة بن محمد المهلبى: سمعت على ابن المدينى يقول: الهيثم بن عدى أوثق عندى من الواقدى، ولا أرضاه فى الحديث ولا فى الأنساب ولا فى شىء.
            وقال أبو داود: أخبرنى من سمع على ابن المدينى يقول: روى الواقدى ثلاثين ألف حديث غريب.
            وقال مسلم: متروك الحديث.
            وقال النسائى: ليس بثقة
            قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 9/366 :
            الشافعى فيما أسنده البيهقى: كتب الواقدى كلها كذب.
            وقال النسائى فى "الضعفاء": الكذابون المعروفون بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: الواقدى بالمدينة، ومقاتل بخراسان، ومحمد ابن سعيد المصلوب بالشام. وذكر الرابع.
            وقال ابن عدى: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
            وقال ابن المدينى: عنده عشرون ألف حديث ـ يعنى ما لها أصل.
            وقال فى موضع آخر: ليس هو موضع للرواية، وإبراهيم بن أبى يحيى كذاب، وهو عندى أحسن حالا من الواقدى.
            وقال أبوداود: لا أكتب حديثه ولا أحدث عنه؛ ما أشك أنه كان يفتعل الحديث، ليس ننظر للواقدى فى كتاب إلا تبين أمره، وروى فى فتح اليمن وخبر العنسى أحاديث عن الزهرى ليست من حديث الزهرى.
            وقال بندار: ما رأيت أكذب منه.
            وقال اسحق بن راهويه: هوعندى ممن يضع.
            وقال أبوزرعة الرازى، وأبوبشر الدولابى، والعقيلى: متروك الحديث.
            وقال أبوحاتم الرازى: وجدنا حديثه عن المدنيين عن شيوخ مجهولين مناكير، قلنا: يحتمل أن تكون تلك الأحاديث منه ويحتمل أن تكون منهم، ثم نظرنا إلى حديثه عن ابن أبى ذئب ومعمر فإنه يضبط حديثهم، فوجدناه قد حدث عنهما بالمناكير، فعلمنا أنه منه فتركنا حديثه.
            وحكى ابن الجوزى عن أبى حاتم أنه قال: كان يضع.
            وقال النووى فى "شرح المهذب" فى كتاب الغسل منه: الواقدى ضعيف باتفاقهم.
            وقال الذهبى فى "الميزان": استقر الإجماع على وهن الواقدى.
            وقال الدارقطنى: الضعف يتبين على حديثه.
            وقال الجوزجانى: لم يكن مقنعا. اهـ.
            وعلى ذلك فإن الزيادة مردودة بهذا الحديث، لوجود اثنين من غير أهل الثقة به، وهما محمد بن عمر الواقدي وإبراهيم بن محمد بن أبي موسى
            3- إسناد الطبري:
            قال ابن جرير الطبري: حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي: حدِّثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم من النبوة حين جاء جبريل عليه السلام فقال عبيد - وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس -: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرًا ... جاءه جبريل بأمر الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب فقال اقرأ فقلت ماذا أقرأ فغتني حتى ظننت أنه الموت ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ماذا أقرأ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلي بمثل ما صنع بي قال ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) إلى قوله ( علَّم الإنسان ما لم يعلم ) قال: فقرأته، قال: ثم انتهى ثم انصرف عني وهببت من نومي وكأنما كتب في قلبي كتابًا، قال: ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إليَّ من شاعر أو مجنون كنت لا أطيق أن أنظر إليهما قال: قلت: إن الأبعد - يعني نفسه ! - لَشاعر أو مجنون لا تحدث بها عني قريش أبدًا لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحنَّ نفسي منه فلأقتلنها فلأستريحن، قال: فخرجت أريد ذلك حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتًا من السماء يقول: يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل قال: فرفعت رأسي إلى السماء فإذا جبرئيل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول يا محمد أنت رسول الله وأنا جبرئيل) ... "تاريخ الطبري" (1/532، 533).
            ومتن هذه الرواية منكر مخالف للروايات الصحيحة؛ ففي هذا المتن أن لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل كان في المنام لا يقظة! ثم إن فيه قوله صلى الله عليه وسلم (ماذا أقرأ)! وكلاهما باطل، فاللقاء بين الرسولين كان يقظة، والذي قاله صلى الله عليه وسلم (ما أنا بقارئ) نفيًا عن نفسه أن يكون قارئًا والرواية المنكرة تثبت أن ليس أمِّيًّا!
            وأما إسناد الرواية: فقال الشيخ الألباني – رحمه الله: لكن هذا الإسناد مما لا يُفرح به، لا سيما مع مخالفته لما تقدم من روايات الثقات؛ وفيه علل:
            الأولى: الإرسال؛ فإن عبيد بن عمير ليس صحابيًّا، وإنما هو من كبار التابعين، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
            الثانية: سلمة - وهو ابن الفضل الأبرش -، قال الحافظ: "صدوق كثير الخطأ".
            قلت: ومع ذلك فقد خالفه زياد بن عبد الله البكائي؛ وهو راوي كتاب "السيرة" عن ابن إسحاق، ومن طريقه رواه ابن هشام، وقال فيه الحافظ: "صدوق ثبت في المغازي".
            وقد أخرج ابن هشام هذا الحديث في "السيرة" (1/252، 253) عنه عن ابن إسحاق به دون الزيادة التي وضعتها بين المعكوفتين [ ]، وفيها قصة الهمّ المنكرة.
            فمن المحتمل أن يكون الأبرش تفرد بها دون البكائي، فتكون منكرة من جهة أخرى؛ وهي مخالفته للبكائي؛ فإنه دونه في ابن إسحاق؛ كما يشير إلى ذلك قول الحافظ المتقدم فيهما .
            ومن المحتمل أن يكون ابن هشام نفسه أسقطها من الكتاب؛ لنكارة معناها، ومنافاتها لعصمة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد أشار في مقدمة كتابه إلى أنه قد فعل شيئًا من ذلك، فقال (1/4): "... وتارك ذكر بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ذكر ... وأشياء بعضها يشنع الحديث به".
            وهذا كله يقال على احتمال سلامته من العلة التالية؛ وهي:
            الثالثة: ابن حميد - واسمه محمد الرازي - ؛ وهو ضعيف جدًّا، كذَّبه جماعة من الأئمة، منهم أبو زرعة الرازي .
            وجملة القول: أن الحديث ضعيف إسنادًا، منكر متنًا، لا يطمئن القلب المؤمن لتصديق هؤلاء الضعفاء فيما نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهم بقتل نفسه بالتردي من الجبل، وهو القائل - فيما صح عنه-: (من تردى من جبل فقتل نفسه ؛ فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدًا مخلدًا فيها أبدًا) متفق عليه - "الترغيب" (3/205) - لا سيما وأولئك الضعفاء قد خالفوا الحفاظ الثقات الذين أرسلوه .
            "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (10/455–457).
            رابعًا: قد ثبت بما تقدم ضعف الأسانيد التي رويت في محاولة النبي صلى الله عليه وسلم الانتحار، بل وبطلان بعضها، ولا يخفى أن متنها أيضًا باطل منكر، وذلك من وجوه:
            1- أن فترة انقطاع الوحي كانت لإزالة الخوف الذي جاء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم أول ما جاءه الوحي، وأنها للاستعداد لما بعده، فكيف يلتقي هذا مع همِّه صلى الله عليه وسلم بالانتحار؟!
            قال ابن طولون الصالحي – رحمه الله -: الحكمة في فترة الوحي - والله أعلم -: ليذهب عنه ما كان يجده صلى الله عليه وسلم من الروع وليحصل له التشوق إلى العود ."سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" (2/272)
            2- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشك للحظة في كونه نبيًّا، فقد ثبَّت الله تعالى قلبه بالوحي، وما وجده من الرهبة من نزول الوحي أول مرة فيدل على بشريته، وعلى شدة الوحي، وقد كان يعاني صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عند نزول الوحي في بعض صوره .
            خامسًا: على أن هناك مؤشرات تدل على ضعف هذه القصة، فمن تلك المؤشرات:
            ما رواه الإمام البخاري عن عروة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: "هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: (لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على بن عبد يا ليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب..) الحديث .
            فهنا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن أشد ما وقع عليه، هو ذلك الأذى النفسي الحاصل من تكذيب أهل الطائف له، حتى إنه بقي مهمومًا حزينًا لم يستفق إلا وهو بعيد عن الطائف، ولم يحاول الانتحار من أشد الحوادث له ألمًا! نعم، إن حزن النبي صلى الله عليه وسلم على فتور الوحي ثابت في نصوص أخرى، غير أن حزنه ما كان ليبلغ حد الرغبة في إلقاء نفسه من علو، وإلا لكان هذا أجدر بالذكر من حادثة الطائف المذكورة هنا.
            ومما يبيّن ضعف القصة: أن الرواية ذكرت أن سبب حزن النبي صلى الله عليه وسلم ومحاولته للانتحار؛ إنما كان خوفًا من انقطاع الوحي والرسالة، ولو كان هذا صحيحاً، لكان ظهور جبريل عليه السلام مرة واحدة وقوله: (إنك لرسول الله حقا) كافياً في تأكيد أنه مبعوث إلى العباد وتحقّق الاصطفاء له، فلا معنى لأن يدخل الحزن في قلبه وأن يحاول الانتحار مرات ومرات – كما في رواية الزهري –. ولو قال قائل إنه حاول الانتحار خوفًا من جبريل، وما حدث له أول مرة فى لقائه، ربما لكان السبب مفهومًا، لكن أن يمتلىء خوفًا منه ورعبًا ملك عليه كل جوارحه، ثم يشتاق إليه شوقًا يدفعه إلى الانتحار، فهذا مناف للعقل.
            فالحادثة المذكورة قد اجتمع فيها الشذوذ في السند، والنكارة في المتن، فلا معنى لأن تُتخذ مطعنا في النبي الكريم .
            والخلاصة:
            لم تصح رواية همِّ النبي صلى الله عليه وسلم وسلم بالانتحار لتأخر الوحي عليه أول أمر الرسالة، والزيادة التي في البخاري ليست على شرطه فلا تنسب للصحيح، وقد أثبتها البخاري رحمه الله أنها من قول الزهري لا غيره، فهي بلاغ مقطوع الإسناد لا يصح، وقد ذكرنا للحديث روايات أخرى كلها يؤكد عدم صحة القصة لا سندًا ولا متنًا. (http://islamqa.info/ar/152611 بتصرف)
            وبالتالى تثبت السلامة العقلية للمرة الثانية، ويتأكد لنا عدم تخصص السيد رشيد فيما ينقل، سواء كان متعمدًا، أو غير عالم به، كما ندرك كذب الحديث حول محاولة انتحاره.
            * * *
            3- شبهة وقوعه صلى الله عليه وسلم أثناء حادثة بناء الكعبة
            وعلينا هنا أن نسمع حكاية بناء الكعبة كاملة:
            أول من بنى الكعبة المشرفة إبراهيم الخليل وولده إسماعيل ـ عليهما السلام ـ، كما قال الله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم) البقرة: 127
            ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة، أى قبل بعثته بخمس سنوات، اجتمعت قريش لتجديد بنائها لما أصابها من تصدع جدرانها، وكانت لا تزال كما بناها إبراهيم عليه السلام رضما (حجارة) فوق القامة، فأرادوا هدمها ليرفعوها ويسقفوها ولكنهم هابوا هدمها، فقال الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم في هدمها، فأخذ المعول، ثم قام يهدمها وهو يقول: اللهم لم نزغ، ولا نريد إلا الخير. فتربص الناس تلك الليلة وقالوا: ننظر، فإن أصيب لم نهدم منها شيئًا، ورددناها كما كانت، وإن لم يصبه شيء فقد رضي الله ما صنعنا، فأصبح الوليد غاديًا يهدم، وهدم الناس معه حتى انتهوا.. وكانوا قد قسموا العمل وخصوا كل قبيلة بناحية، واشترك سادة قريش وشيوخها في نقل الحجارة ورفعها ..
            وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة. فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (لما بُنيت الكعبة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان الحِجارَةَ، فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل إزَارَك على رقبَتِكَ يَقِيكَ الحِجارةَ، فَخَرَّ إلى الأرض، فطمَحَتْ عيناه (أمد نظره في السماء، فقال: إزاري، إزاري، فشدَّه عليه) وفي رواية «فسقطَ مغشيّا عليه، فما رؤي بعدُ عُريانا» أخرجه البخاري ومسلم.
            وقد تم تقسيم العمل في بناء الكعبة بين القبائل، وتولت كل واحدة منها ناحية من نواحي الكعبة، فجعلوا يبنونها بحجارة الوادي، ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود دبَ الشقاق بين قبائل قريش، فكل يريد أن ينال شرف رفع الحجر إلى موضعه، وكادوا أن يقتتلوا فيما بينهم، حتى جاء أبو أمية بن المغيرة المخزومي فاقترح عليهم أن يحكّموا فيما اختلفوا فيه أول من يدخل عليهم من باب المسجد الحرام، فوافقوا على اقتراحه وانتظروا أول قادم، فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وما إن رأوه حتى هتفوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد، وما إن انتهى إليهم حتى أخبروه الخبر فقال: هلمّ إليَّ ثوبا، فأتوه به فوضع الحجر في وسطه ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا ففعلوا، فلما بلغوا به موضعه، أخذه بيده الشريفة ووضعه في مكانه ..
            فحاز النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الشرف الذي كادوا يقتتلون عليه جميعًا، وهذه من أول المقدمات للتكريم، ومن اعترافات قريش له صلى الله عليه وسلم بأنه الأمين. وفي ذلك إظهار لشرف النبي صلى الله عليه وسلم على كافة رجالات قريش، فقد كان محبوبا منهم كلهم، وكانوا لا يرتابون في صدقه إذا حدث، وفي عدله إذا حكم، وفي أمانته وكريم وعظيم أخلاقه إذا عومل ..
            ومن ثم فإن رضاء جميع العرب في مكة بحكم النبي صلى الله عليه وسلم في قضية وضع الحجر الأسود، وشهادتهم له بأنه الصادق الأمين، تكشف عن مدى الحقد والكبر والعناد الذي امتلأت به أفئدة هؤلاء أنفسهم بعد أن جاءهم بالرسالة من عند الله، وأخذ يبلغها إليهم، ويدعوهم إلى الله، فقابلوه بالعناد والإيذاء، وقالوا: (لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) الزخرف: من الآية31)، وصدق الله ـ عز وجل ـ حيث قال عنهم وعن أمثالهم ممن يكذبون رسول الله ولا يؤمنون به: (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) الأنعام: من الآية 33
            إن اشتراك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بناء الكعبة وتجديدها، بين لنا حكمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد كانت طريقة حله للنزاع والخلاف موفقة وعادلة وحكيمة، ومن ثم رضي بها الجميع، وحقنت دماء كثيرة، وأوقفت حروبًا طاحنة ..
            وقد حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مشاركته في بناء الكعبة خمسة أمور منها: إنهاء الخصومة ووقف القتال المتوقع بين قبائل قريش،
            والثاني: حصوله هو صلى الله عليه وسلم على شرف وضع الحجر الأسود بيديه الشريفتين في مكانه من البيت .. وهذا من توفيق الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، وبيان لفضله وعلو منزلته.
            والثالث تبيان وثوق أهل مكة فى عدله صلى الله عليه وسلم، ورجاحة عقله، وسلامة مقصده، حتى صدروه فى الحكم بينهم كلهم، وفيها قبيلة الرسول نفسه.
            والرابع هو تمهيد الله تعالى لأهل مكة، (لمن كان له عقل، ويتعظ من التاريخ) لقبول دعوته، عندما تأتى، ويقيم عليهم الحجة فى رفضه، حيث كانوا طوال حياتهم يلقبونه بالصادق الأمين، وهى صفة تتحقق للأنبياء وللمؤمنين راجحى العقول، سليمى النية والمقصد، لا يلويهم عن اكتساب رضى الله تعالى شىء ما.
            والخامس أنه فى هذا السن، وقبل البعثة كان شديد الحياء، حتى سارع بتغطية عورته بسرعة كبيرة بعد إفاقته، وما تكشفت له عورة من بعد. الأمر الذى يثبت حسن سريرته وخلقه وحياءه قبل البعثة. لكن ما المشكلة أن يقع إنسان من على سقالة وهو يعدل من إزاره، أو ينظر إلى أسفل ثم إلى أعلى؟ ألا يحدث هذا لكل البشر؟
            أى إن سقوطه ليس بسبب مرض عقلى أو نفسى كما يحلو للسيد رشيد أن يُفهم غيره. بل تبين لكم أنه لإقامة الحجة على الآخرين فى تقبل هذا الرجل (صلى الله عليه وسلم) وحكمه عليهم أو قضائه بينهم فى كل شىء قبل النبوة، وتمهيدًا للنبوة. بل حتى يستر الله تعالى عورته، ولا تتكشف: عن جابر بن عبد الله: لما بنيت الكعبة ذهب النبى صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة فقال عباس للنبى: اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة، فخر إلى الأرض، وطمحت عيناه الى السماء، ثم أفاق، فقال: (ازارى ازارى) فشد عليه ازاره وفى رواية (فما رؤيت له عورة بعد ذلك) اخرجه البخارى برقم (1852)
            ونقرأ من كتاب الرحيق المختوم طبعة دار الوفاء صفحة 69 فالله جل وعلا فعل ذلك حتى لا تنكشف عورة النبى صلى الله عليه وسلم، وليس بسبب مرض عقلى كما يكذب رشيد، متخذًا بولس وأقواله فى هذا الصدد قدوة يحتذيها: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
            وأعلن أنه هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
            ووقوعه لا يُنقص منه كشخص، سواء كان نبيًا أم لا.
            ولو قسنا بعض ما ترويه الأسفار التى يقدسها السيد رشيد لرأينا ما لم يتمكن من الرد عليه، ولا دفعه عن كتابه:
            سقوط موسى وهارون على الأرض اعتراضًا لرفض شعبهما دخول الأرض التى أمرهم الرب بدخولها: (1فَرَفَعَتْ كُلُّ الجَمَاعَةِ صَوْتَهَا وَصَرَخَتْ. وَبَكَى الشَّعْبُ تِلكَ الليْلةَ. 2وَتَذَمَّرَ عَلى مُوسَى وَعَلى هَارُونَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيل وَقَال لهُمَا كُلُّ الجَمَاعَةِ: «ليْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ أَوْ ليْتَنَا مُتْنَا فِي هَذَا القَفْرِ! 3وَلِمَاذَا أَتَى بِنَا الرَّبُّ إِلى هَذِهِ الأَرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ؟ تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا غَنِيمَةً. أَليْسَ خَيْراً لنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلى مِصْرَ؟» 4فَقَال بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «نُقِيمُ رَئِيساً وَنَرْجِعُ إِلى مِصْرَ». 5فَسَقَطَ مُوسَى وَهَارُونُ عَلى وَجْهَيْهِمَا أَمَامَ كُلِّ مَعْشَرِ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل. 6وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ وَكَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ مِنَ الذِينَ تَجَسَّسُوا الأَرْضَ مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا 7وَقَالا لِكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل: «الأَرْضُ التِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا جَيِّدَةٌ جِدّاً جِدّاً. 8إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلنَا إِلى هَذِهِ الأَرْضِ وَيُعْطِينَا إِيَّاهَا أَرْضاً تَفِيضُ لبَناً وَعَسَلاً. 9إِنَّمَا لا تَتَمَرَّدُوا عَلى الرَّبِّ وَلا تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ خُبْزُنَا. قَدْ زَال عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ وَالرَّبُّ مَعَنَا. لا تَخَافُوهُمْ».) عدد 16: 1-9
            هل من يرمى نفسه على الأرض بهذه الطريقة المهينة عاقل أو يستحق النبوة والقيادة؟ وهل من يمزق ثيابه من العقلاء؟ وهل من كانت هذه أحواله يستحق أن يقتدى به يسوع والأنبياء السابقين له فى حياتهم، فيقول: (10وَلمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيل مِثْلُ مُوسَى الذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ) تثنية 34: 10
            وسقط صموئيل من على الكرسى وانكسرت رقبته ومات: (18وَكَانَ لَمَّا ذَكَرَ تَابُوتَ اللَّهِ أَنَّهُ سَقَطَ عَنِ الْكُرْسِيِّ إِلَى الْوَرَاءِ إِلَى جَانِبِ الْبَابِ، فَانْكَسَرَتْ رَقَبَتُهُ وَمَاتَ - لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً شَيْخاً وَثَقِيلاً. وَقَدْ قَضَى لإِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.) صموئيل الأول 4: 18، ولم يلغ هذا نبوة صموئيل أو ما ينسب إليه من كتابات فى العهد القديم!!
            كما سقط بولس نفسه أثناء رحلته إلى دمشق: (3وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ 4فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً قَائِلاً لَهُ: «شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟») أعمال 9: 3-4؛ و22: 7؛ و26: 14
            وهل الإله الذى يقبل أن يعتقله الشيطان أربعين يومًا فى الصحراء يتمتع بصحة نفسية أو عقلية؟ (لوقا 4: 1-11)
            هل من المنطق أن يسجد الإله ويتعبد لإله غيره؟ هل من العقل أن يضعف الإله وينزل ملاك من السماء ليقويه؟
            لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
            هل من العقل أن يهرب الإله من عبيده خوفًا أن يقتلوه؟
            (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.) يوحنا 7: 1
            (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ...) يوحنا 11: 53-54
            (59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.) يوحنا 8: 59
            هل من العقل أن يتفق الإله مع الشيطان لتضليل أحد أنبيائه أو حتى عبيده؟ فكيف سيثق باقى الخلق فى هذا الإله؟ ولماذا لا يذهب بعض الناس منهم لعبادة الشيطان والتوسل له أن لا يتفق مع الرب (فى حالة فشل الرب) فى إضلاله؟ ولماذا يظن البعض أن جنة إبليس أفضل من جنة هذا الإله الفاشل؟ فأين العقل الذى تتكلم عنه أيها السيد رشيد فى كتابك؟ فهل تريد أن ترمينا بما تعانوا أنتم منه؟ ليس من الأمانة!
            اقرأ: رب الأرباب يتفق مع الشيطان للإنتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!
            وهل حوار الأشجار مع بعضهم البعض من العقل أو المنطق؟
            (8مَرَّةً ذَهَبَتِ الأَشْجَارُ لِتَمْسَحَ عَلَيْهَا مَلِكاً. فَقَالَتْ لِلّزَيْتُونَةِ: امْلِكِي عَلَيْنَا. 9فَقَالَتْ لَهَا الّزَيْتُونَةُ: أَأَتْرُكُ دُهْنِي الَّذِي بِهِ يُكَرِّمُونَ بِيَ اللَّهَ وَالنَّاسَ، وَأَذْهَبُ لأَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟ 10ثُمَّ قَالَتِ الأَشْجَارُ لِلتِّينَةِ: تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا. 11فَقَالَتْ لَهَا التِّينَةُ: أَأَتْرُكُ حَلاَوَتِي وَثَمَرِي الطَّيِّبَ وَأَذْهَبُ لأَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟ 12فَقَالَتِ الأَشْجَارُ لِلْكَرْمَةِ: تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا. 13فَقَالَتْ لَهَا الْكَرْمَةُ: أَأَتْرُكُ مِسْطَارِي الَّذِي يُفَرِّحُ اللَّهَ وَالنَّاسَ وَأَذْهَبُ لأَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟ 14ثُمَّ قَالَتْ جَمِيعُ الأَشْجَارِ لِلْعَوْسَجِ: تَعَالَ أَنْتَ وَامْلِكْ عَلَيْنَا. 15فَقَالَ الْعَوْسَجُ لِلأَشْجَارِ: إِنْ كُنْتُمْ بِالْحَقِّ تَمْسَحُونَنِي عَلَيْكُمْ مَلِكاً فَتَعَالُوا وَاحْتَمُوا تَحْتَ ظِلِّي. وَإِلاَّ فَتَخْرُجَ نَارٌ مِنَ الْعَوْسَجِ وَتَأْكُلَ أَرْزَ لُبْنَانَ!) قضاة 9: 8-15
            هل من الممكن أن تكون جنة فرعون أجمل من جنة الرب؟
            (7فَكَانَ جَمِيلاً فِي عَظَمَتِهِ وَفِي طُولِ قُضْبَانِهِ، لأَنَّ أَصْلَهُ كَـانَ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. 8اَلأَرْزُ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ يَفُقْهُ، السَّرْوُ لَمْ يُشْبِهْ أَغْصَانَهُ، وَالدُّلْبُ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ فُرُوعِهِ. كُلُّ الأَشْجَارِ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ تُشْبِهْهُ فِي حُسْنِهِ. 9جَعَلْتُهُ جَمِيلاً بِكَثْرَةِ قُضْبَانِهِ حَتَّى حَسَدَتْهُ كُلُّ أَشْجَارِ عَدْنٍ الَّتِي فِي جَنَّةِ اللَّهِ].) حزقيال 31: 7-9
            وهل البصق على الإله والاستهزاء به وقتله برمح من المنطق أو العقل أو الإيمان أو المنطق السليم الذى يتفق مع نصوص الكتاب الأخرى؟
            متى 27: 28-31 (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ)
            (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 46
            لا يمكن أن أربط مصيرى الأبدى بشخص سلم نفسه للشيطان، ويظل تحت اعتقاله وتصرفه أربعين يومًا!
            لا أستطيع أن أرهن مستقبلى وعبادتى بشخص فاقد للقوة والثقة بنصر الله له، أو حتى انتصاره لنفسه، فتارة يهرب من اليهود، وتارة لا يدخل المدينة خوفًا منهم، وتارة يقبضون عليه ويستهزئون به، بل بصقوا على وجهه وانتزعوا منه روحه!
            فهل فاقد الشىء يعطيه؟
            هل من فقد الكرامة يكرمك إذا تمسكت به؟
            هل فاقد القوة ينصرك إذا لجأت إليه؟
            هل تركه إلهه يموت مصلوبًا ميتة الملاعين يستحق التأليه؟
            وهل من يسأل (إلهى إلهى لماذا تركتنى؟) يكرم الرب أم يظهره بمظهر الكاذب، الذى فشل فى انقاذ ابنه أو تخلى عنه متعمِّدًا؟
            لماذا أضيع مستقبلى ومصيرى فى الدنيا والآخرة رهن عبادة هذا الشخص؟
            وعلى ذلك فإن استشهاد السيد رشيد بوقوع النبى صلى الله عليه وسلم قبل البعثة أثناء رفعه للحجر فى إعادة بناء الكعبة لأمر يظهره بمظهر الذى يجمع نصوصًا، ويخرجها عن سياقها وزمانها ومكانها، ليحقق انتصار وهمى، يطعن من خلاله فى نبوة خي ر البشر صلى الله عليه وسلم. وقد استدللت له على وقوع موسى وصموئيل وبولس. كما سقط منوح وزوجته على الأرض بسبب رؤية ملاك الرب (القضاة 13: 20)، وسقط داود والشيوخ الذين كانوا معه أيضًا عند رؤية ملاك الرب (أخبار الأول 21: 16) فما معيار حكمه الآن؟
            * * *
            4- شبهة وقوع النبى صلى الله عليه وسلم مغشياً عليه عند حليمة السعدية
            حدث هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان فى الرابعة من عمره (انظر ابن سعد 1/112، ومروج الذهب للمسعودي 2/281 )، وهو يلعب مع الأطفال فى بنى سعد، فجاءه جبريل عليه السلام، فصرعه، ثم شق صدره، ويروي القصة مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه، فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه - أي جمعه وضم بعضه إلى بعض - ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره (صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء 1/147 حديث 261، والبيهقي في دلائل النبوة 1/146)
            عن أنس رضى الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل وهو يعلب مع الغلمان، فأخذه فصرع، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه عقلة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله فى طسط من ذهب بما زمزم، ثم لأََمَه، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعنى ظئره- فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون) صحيح مسلم باب الاسراء 1/ 92
            وعلى ذلك فهذا دليل من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، إلا أن السيد رشيد كتم حقيقة الحدث، حتى يخفى دليل من دلائل نبوته وتمهيده للنبوة، ونزع حظ الشيطان من قلبه. يؤكد هذا الحدث أيضًا أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، تسميته من صغره بالصادق الأمين، قول خديجة له بعد أول نزول للوحى عليه: (كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).
            ونكرر مرة أخرى: إن وقوع الرسول صلى الله عليه وسلم بقوة جبريل، لينفذ هذه المهمة التى أرسله الله من أجلها، كان فى سن الرابعة، ولا علاقة له بالعقل أو بمرض. وعلاقته وثيقة جدًا بالنبوة، لأن هذا لا يحدث إلا لشخص يمهده الله تعالى لقيادة كل البشر.
            فلو تؤمن يا سيد رشيد بما حدث للنبى صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل عليه السلام صرعه أو خدره بمفهومنا اليوم، ليشق صدره، وينزع حظ الشيطان منه، لكنت آمنت أنه رسول من عند الله حقًا، وأنه خير الرسل بما حدث له، مقارنة بما اقترفه الأنبياء من قبل من زنى وسرقة وكذب وقتل وفجور وكفر (كما تؤمن به من كتابك)!
            أليس من الغريب أن تؤمن بهذا الحدث وترفض بعد ذلك نبوة الرسول؟
            فهل يؤمن عقلك برفض نبوة إنسان نزع الله حظ الشيطان منه، ويؤمن بنبوة إنسان وألوهية إله يسيطر عليه الشيطان سيطرة كاملة، فيأمر بتقديم ذبيحة لإبليس مماثلة لذبيحة الرب، ويجتمع مع ملائكة الرب، ولا تستطيع حراسة ما للرب أن تمنعه من دخول اجتماعات الرب، بل يستأنس بأفكاره، ويعمل باستشاراته؟
            يا سيد رشيد: إنك للأسف لا تقرأ لتفهم وتحلل الأحداث، بل إنك تقرأ بتعصب وبكره شديد للإسلام، وبالتالى تُحلل كل حدث بصورة ترضى ما بداخلك. وهذا ليس بعلم أو إنصاف للحق. إنه التعصب الأعمى المقيت. هداك الله وعافاك منه!
            فكيف تؤمن يا سيد رشيد بيسوع وقد سيطرة الشيطان عليه سيطرة كاملة مدتها أربعين يومًا، وعندما تركه تركه إلى حين وليس للأبد؟
            (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13
            كيف تؤمن بألوهية إله ضربه عبد من عبيده، ولم يترك الرب حتى باركه؟
            (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 22-30
            كيف تؤمن بألوهية إله فشل هو ملائكته فى إغواء أخاب، وأنقذه الشيطان بحل هذه المعضلة؟
            (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
            كيف تؤمن بألوهية إله استمع لنصيحة الشيطان وتركه يضلل نبيه أيوب؟ فلو فعل الرب ذلك مع نبيه فكيف يثق فيه بعد ذلك نبى أو حتى شخص عادى؟ إن مثل هذه الأقاصيص كتبها كافر يريد أن يفقدكم الثقة فى الرب، ويعلمكم أنه ليس بإله يستحق التقدير أو العبادة، حيث يصفه بالظلم والتعاون مع الشيطان ضد عباده المؤمنين!
            (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 6-12
            كيف تؤمن بإله أمر نبيه أن يقدم ذبيحة لعزازيل مماثلة لذبيحة الرب، ليخطب ود الشيطان ورضاه؟ فإذا كان هذا حال الرب مع الشيطان، فكيف سيفهم المنتمى لهذا الدين من المحبة التى تجمع الرب بالشيطان؟
            (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
            كيف تؤمن بإله يفخر بأن يسمى الشيطان فى كتابه "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11)؟
            (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
            (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
            (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
            (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ) أفسس 2: 2
            أسأل الله لك الهداية، والرشاد، والحكم السليم، وأن يبصرك بالحق، ويملأ قلبك به، ويدفعك إلى اعتناقه، ويجعلك تدافع عنه دفاع المقاتل!
            * * *

            تعليق


            • #7
              رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

              5- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم يغط كغطيط البكر وقت نزول الوحى
              أثار السيد رشيد من قول عمر إلى يعلى بن أمية رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصدر منه شخير (غطيط)، يحسبه عمر كغطيط البكر، وهو الفتي من الإبل، أن هذا صرع كان ينتاب النبى صلى الله عليه وسلم، وبذلك يعطى لنفسه الحجة لنفى النبوة عنه، ونفى نزول الوحى عليه، وبالتالى نفى نبوته.
              يقول الله تعالى فى تبيان أحوال الكفار تجاه الرسول المبعوث فيهم: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) الذاريات: 52-53
              ومما روته كتب السنة النبوية كاشفة عن أحواله صلى الله عليه وسلم فى التنزيل القرآنى ما يلى:
              أولاً: تعددت طرق الوحي التي كان يوحي بها الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها:
              1- تكليم الله تعالى مباشرة من وراء حجاب، يقظة كما حصل ليلة المعراج، ومناماً كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ - أي: في المنام - فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: رَبِّ لَا أَدْرِي ...) رواه الترمذي ( 3234 )، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
              2- النفث في الرُّوع
              وهو ما يقذفه الله تعالى في قلب الموحَى إليه، وهو داخل في "الوحي" المذكور في قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) الشورى: 51 .
              وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي [أي: ألقى الوحي في خلَدي وبالي، أو في نفسي، أو قلبي، أو عقلي، من غير أن أسمعه ولا أراه] أَنّه لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتكْمِلَ رِزْقَهَا فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا في الطَّلَبِ وَلاَ يَحْمِلَنّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَن تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَإِنَّ مَا عِنْدَ اللهِ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ). رواه الحاكم في "المستدرك" (2/4) من حديث أبي أمامة، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2085).
              3- الرؤيا الصادقة
              عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ". (رواه البخاري 138)
              4- عن طريق جبريل عليه السلام، وكان يأتيه على صور، منها:
              أ) أن يأتيه على صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها
              عن مسروق أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) التكوير: 23 وقوله (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) النجم: 13-14: فَقَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ (إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنْ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ. (رواه مسلم 177)
              ب) أن يأتيه في مثل صلصلة الجرس
              عن عائشة رضي الله عنها: أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ). (رواه البخاري (2) ومسلم (2333))
              وقال أبو العباس القرطبي رحمه الله: وقوله (وهو أشده عليَّ) إنما كان أشد عليه لسماعه صوت الملك الذي هو غير معتاد، وربما كان شاهَدَ الملَك على صورته التي خُلق عليها، كما أخبر بذلك عن نفسه في غير هذا الموضع، وكان يشتد عليه أيضاً؛ لأنه كان يريد أن يحفظه ويفهمه مع كونه صوتا متتابعا مزعجاً، ولذلك كان يتغير لونه، ويتفصد عرقه، ويعتريه مثل حال المحموم، ولولا أن الله تعالى قواه على ذلك، ومكَّنه منه بقدرته: لما استطاع شيئا من ذلك، ولهلك عند مشافهة الملك؛ إذ ليس في قوى البشر المعتادة تحمل ذلك بوجه .
              (وهو أشده علي) أي: هذا القسم من الوحي أشد أقسامه على فهم المقصود؛ لأن الفهم من كلام مثل الصلصلة، أشكلُ من الفهم من كلام الرجل بالتخاطب المعهود، وفائدة هذه الشدة: ما يترتب على المشقة من زيادة الزلفى ورفع الدرجات، وإثبات النبوة أيضًا، فلا يتحمل هذا الرجل العادى. "تحفة الأحوذي" (10/79)
              قال ابن إسحاق: "وللنبوة أثقال ومؤنة لا يحملهما ولا يستطيع لها إلا أهل القوة والعزم من الرسل بعون الله عز وجل". [شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى] (ص73-74)
              ت) أن يتمثل له رجلاً، قد يُرى من الصحابة، كما في حديث جبريل المشهور، وقد تمثل للنبي صلى الله عليه وسلم بصورة الرجل الغريب، فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان.
              وقد لا يُرى منهم، كما جاء عن عائشة رضي الله عنها: أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (... وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ) (رواه البخاري (2) ومسلم (2333))
              وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعاني من التنزيل عليه بالوحي، ويظهر ذلك بالعرق الذي كان يسيل من جبهته وجبينه في اليوم الشديد البرد، إلا أن بعض صور الوحي كانت عليه يسيرة كتشكل جبريل بصورة رجل، إلا أن أشدَّها عليه صلى الله عليه وسلم كانت مجيئ الوحي على مثل صلصلة الجرس. وكانت تحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم بنزول الوحي عليه أحوال، يراها ويسمعها ويشعر بها من حوله من أصحابه رضي الله عنهم، وفي بعضها معاناة شديدة، ومن ذلك:
              1- أنهم كانوا يسمعون عند وجهه دويّاً كدويّ النحل
              عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل". رواه الترمذى (3173)
              ويمكن أن يكون صوت دوي النحل باعتبار ما يسمعه من حول النبي صلى الله عليه وسلم، وأما هو صلى الله عليه وسلم فيسمعه كصلصلة الجرس، كما قال الحافظ ابن حجر، رحمه الله فى (فتح الباري: 1/19)
              2- أن جبينه وجبهته تفيضان بالعَرَق حتى في اليوم الشديد البرد
              قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا". (رواه البخاري (2) ومسلم (2333))
              قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وفي قولها في اليوم الشديد البرد دلالة على كثرة معاناة التعب والكرب عند نزول الوحي لما فيه من مخالفة العادة وهو كثرة العرق في شدة البرد، فإنه يشعر بوجود أمر طارئ زائد على الطباع البشرية". فتح الباري (1/21)
              وعن عائشة – في حديث البراءة من الإفك– قالت:حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ [حب من فضة يعمل على شكل اللؤلؤ، وقد يسمى به اللؤلؤ] مِنَ الْعَرَقِ فِى الْيَوْمِ الشَّاتِ مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الذي أُنْزِلَ عَلَيْهِ .(رواه مسلم 2770)
              3- أنه يثقل وزنه صلى الله عليه وسلم جدّاً حتى إن البعير الذي يكون عليه يكاد يبرك، وحتى خشي زيد بن ثابت على فخذه أن ترضَّ وقد كانت فخذه رضي الله عنه تحت فخذ النبي صلى الله عليه وسلم .
              عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: "إِنْ كَانَ لَيُوحَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَتَضْرِبُ بِجِرَانِهَا". (أحمد (41/362) والبيهقي "دلائل النبوة" (7/53).
              قال السندي – رحمه الله: قوله (فَتَضْرِبُ بِجِرَانِهَا) - بكسر الجيم -: باطن العنق، والبعير إذا استراح مدَّ عنقه على الأرض .حاشية "مسند أحمد" (41/362)
              وعن زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قال: "... فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ فَخِذِي". (البخاري 2677)
              4- وكان تصيبه الشدة
              وعن عائشة – في حديث البراءة من الإفك – قالت: فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسَهُ وَلاَ خَرَجَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَدٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ [شدة الكرب] عِنْدَ الْوَحْيِ" (رواه مسلم 2770)
              5- وكان يتغير وجهه صلى الله عليه وسلم فيتربَّد ثم يحمرُّ
              عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: "كَانَ نبي اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوحي كُرِبَ لِذَلِكَ وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ [علته غبرة، والربد تغير البياض إلى السواد أو الرماد، وقال النووى يتربَّد ثم يحمر]". رواه مسلم (2334)
              وقد وصف الصحابي الجليل يعلى بن أمية وجه النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه بقوله "فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ يَغِطُّ سَاعَةً ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ (أَيْنَ الَّذِي سَأَلَنِي عَنْ الْعُمْرَةِ آنِفًا)، كما رواه رواه البخاري (1463) ومسلم (1180)
              6- وكان صلى الله عليه وسلم ينكس رأسه، ويغطيه بثوب
              عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: "كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْىُ نَكَسَ رَأْسَهُ وَنَكَسَ أَصْحَابُهُ رُءُوسَهُمْ فَلَمَّا أُتْلِىَ عَنْهُ رَفَعَ رَأْسَهُ" (رواه مسلم 2335)
              وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "... وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَعَرَفْنَا ذَلِكَ فِيهِ فَتَنَحَّى مُنْتَبِذًا خَلْفَنَا قَالَ فَجَعَلَ يُغَطِّي رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ وَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى عَرَفْنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَأَتَانَا فَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا. رواه أحمد (7/426، 427).
              7- كان صلى الله عليه وسلم يحرِّك لسانه بسرعة وشدة ليحفظ عن جبريل حتى نهاه الله عن ذلك وطمأنه أنه سيجمع القرآن له في صدره
              عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ شَفَتَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) قَالَ: جَمْعُهُ لَه فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) قَالَ: فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ .(رواه البخاري (5) ومسلم (448)
              8- وكان يُسمع له غطيط كغطيط البَكر، وهو الفتي من الإبل
              عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال: "وددت أنى قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أنزل عليه الوحي فقال عمر: تعال، أيسرك أن تنظر إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقد أنزل الله عليه الوحي؟ قلت: نعم، فرفع طرف الثوب، فنظرت إليه له غطيط، وأحسبه قال: كغطيط البَكر .رواه البخارى (1789) ومسلم (1180).
              ثانيًا: وكل ما أصاب النبيَّ صلى الله عليه وسلم من كربٍ وشدَّة لا شك أنه بسبب ثقل الوحي الذي أخبره الله تعالى به قبل إنزاله عليه، وقد هيَّأه تعالى لذلك التلقي .
              قال أبو شامة المقدسي – رحمه الله -:وهذا العرق الذي كان يغشاه صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث، واحمرار الوجه، والغطيط، المذكوران في حديث يعلى بن أمية، وثقله على الراحلة، وعلى فخذ زيد بن ثابت كما ورد في حديثين آخرين: إنما كانت لثقل الوحي عليه كما أخبره سبحانه في ابتداء أمره بقوله (إنِّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً)، وذلك لضعف القوة البشرية عن تحمل مثل ذلك الوارد العظيم من ذلك الجناب الجليل، وللوجل من توقع تقصير فيما يخاطب به من قول أو فعل .
              قال ابن إسحاق: "وللنبوة أثقال ومؤنة لا يحملهما ولا يستطيع لها إلا أهل القوة والعزم من الرسل بعون الله عز وجل". [شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى] (ص73-74)
              ثالثًا: لم يثبت فيما وقفنا عليه من أحاديث أنه كان صلى الله عليه وسلم: يحنق عند فمه أو يخرج زبد منه، ولم يفقد القدرة على النطق، ولا أنه كان يعض على شفتيه أو لسانه، ولا أنه يغلق عينيه، ولا تنتابه دوخة أو غثيان أو خدر أو تنميل قبل نزول الوحى أو أثناء وجوده أو بعد ارتفاعه، ولا يجد صعوبة فى الكلام والتنفس، ولا كان ينتابه مشاعر الخوف أو الحزن، ولم يفقد الوعى، ولم يرتمى على الأرض أو يتمدد عليها، ولم تنتابه تشنجات أو رعشات أو هلوسة سمعية أو بصرية، ولم يشم روائح خيالية، أى لا وجود لها، ولم يتبول على نفسه، كما يحدث لبعض مرضى الصرع أثناء النوبة، ولم يشعر بصداع شديد بعد ارتفاع الوحى، كما يحدث للمصروع، ولم يُصب باضطرابات فى المعدة، أو بعض الأعضاء الداخلية فى البطن، ومايصحب ذلك من الشعور بالجوع – والغثيان والقئ – وعدم التحكم في البول، وهى من الظواهر التى تلحق بمريض الصرع عندما تنتابه النوبة.
              بل إن كل ما حدث للنبى صلى الله عليه وسلم كان نقيض ما يُصاب به المصروع:
              1) فالمريض بالصرع يبرد جسمه أثناء الصرع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصاب بالبُرَحاء [شدة الكرب]، وكان يعرق بشدة حتى في اليوم الشديد البرد.
              2) أن المصروع يتخبط ويتمايل ويُلقى على الأرض ويتمدد ولا يملك نفسه، وواقع النبي صلى الله عليه وسلم على العكس من ذلك، فهو ثابت القلب، قوي البدن، وهو إما يكون قائمًا على منبره، أو جالسًا على دابته، أو بين أصحابه، ويبقى هكذا حين نزول الوحي عليه لا يميل يميناً ولا شمالاً، ولا يُلقى على الأرض ولا يتمدد، ولا يظهر عليه أي أثر من أولئك المصابين بالصرع، والأدلة السابقة خير شاهد على هذا .
              وها هو دليل آخر أخَّرناه لمناسبة وضعه هنا:
              عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ خَرَجَتْ سَوْدَةُ بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ لِحَاجَتِهَا وَكَانَتْ امْرَأَةً جَسِيمَةً لَا تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَا فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا سَوْدَةُ أَمَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ؟! قَالَتْ: فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى وَفِي يَدِهِ عَرْقٌ [أى العظم الذي أخذ عنه أكثر اللحم]، فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي فَقَالَ لِي عُمَرُ كَذَا وَكَذَا؟! قَالَتْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ وَإِنَّ الْعَرْقَ فِي يَدِهِ مَا وَضَعَهُ، فَقَالَ: (إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ). (رواه البخاري (4517) ومسلم (2170))
              فدلَّ هذا على أنه لم يكن الوحي يغيِّب عنه إحساسه بالكلية، بدليل أنه جالس ولم يسقط العَرْق أيضا من يده صلوات الله وسلامه دائماً عليه. "السيرة النبوية" (1/423)
              3) المصروع لا يذكر ما حصل معه أثناء صرعه، وواقع النبي صلى الله عليه وسلم على العكس من ذلك، فهو يأتي بما يسمعه على أتم وجه، ويسأل عن الذي كان الوحي السبب في نزوله، كما سأل عن صاحب الجبَّة في العمرة، كما في حديث يعلى بن أمية، وغيره من المواضع .
              4) المصروع يأتي بالهذيان والكلام الذي لا معنى له أثناء صرعه، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي بالحكَم الجليلة والمواعظ الحسنة والأحكام العظيمة، فأين هذا من ذاك؟!
              5) المصروع يحتاج بعد نوبة صرعه إلى فترة راحة؛ لشدة ما عاناه من تعب وألم، وواقع النبي صلى الله عليه وسلم على العكس من ذلك، فبعد انتهاء مهمة الوحي يسرَّى عنه، ويكون على حاله الذي كان عليه من قبل في قوة بدنه وعظمة فكره.
              6) المصروع يسقط ما يكون قابضاً عليه في يده، وواقع النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ذلك، وسيأتي بعد قليل الدليل على ذلك .
              7) المصروع يحزن على حاله ويتأسف عليها، بل وكثيرون انتحروا أو حاولوا الانتحار بسبب إصابتهم بذلك المرض، وواقع النبي صلى الله عليه وسلم على العكس من هذا؛ فإنه لما انقطع عنه الوحي لفترة "حزن حزناً شديداً"! فأين هذا من ذاك؟!
              8) المصاب بالصرع يصفر وجهه، وواقع النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتغير بالحمرة،
              9) المصاب بالصرع يصيح صيحات عالية، وليس هذا واقع النبي صلى الله عليه وسلم،
              10) المصروع كثيراً ما يُغمى عليه، وليس هذا واقعه صلى الله عليه وسلم، ويؤذي المصروع نفسه بجرحها أو تقريب بدنه من نار، ولم يكن شيء من هذا في واقع النبي صلى الله عليه وسلم،
              11) المصروع يعض لسانه ويمتزج لعابه بالدم، وليس هذا واقع النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ما يُذكر في آثار الصرع على المصابين به لا تجده عند نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا شيئًا يسيرًا منه.
              فتبين بذلك كذب السيد رشيد، ومن أملى عليه ذلك الافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ينظر: "الرسل والرسالات"، لفضيلة الشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر (ص65-66)
              فهل لا يعلم السيد رشيد ما يعترى المصاب بالصرع؟ ولماذا لم يقارنه السيد رشيد بما كان يعترى الرسول صلى الله عليه وسلم أثتاء نزول الوحى عليه؟ لماذا يصر السيد رشيد على الكذب أو تجاهل الخطوات العلمية والمنطقية فى البحث؟
              ويعلم السيد رشيد هذه الظواهر التى تصيب مريض الصرع جيدًا، لذلك نراه قد كذب فقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم (كانت عيناه تنقلب وشفتاه تتحركان ويفقد الوعى)، وهذا افتراء أملاه عليه ضميره، متخذًا من كذب بولس لازدياد مجد الرب أسوة سيئة: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
              رابعًا: حقائق لابد من تداركها بشأن قول الصحابي إنه كان يُسمع للنبي صلى الله عليه وسلم غطيط كغطيط البَكر:
              1- أن الواصف لهذا الصوت هو محب للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس بمبغض له، ولو كان في ذلك أدنى منقصة أو مذمة لتكلمت بها العرب، ولذموا صاحبهم بذلك، وهيهات!
              2- أن التشبيه بالإبل في أصواتها وهيئاتها وبروكها وتحملها وحقدها وغير ذلك: أمرٌ معروف عند العرب قديمًا وحديثًا، وليس فيه ما يعيب؛ لأن المقصود ضرب المثل، وتقريب الصورة، وأكثر ما يرونه ويعرفونه هو الإبل، فكان التشبيه بها لمناسبة حال المتكلم والسامع.
              3- لم ير الصحابة مشكلة فى وصف النبى صلى الله عليه وسلم، ولو كان مريضًا بالصرع، لما تردد أحدهم بوصفه أو التصريح بذلك.
              4- كان العرب يعرفون الصرع، وما يحدث للمصروع أثناء النوبة.
              5- لم تظهر علامات الصرع طوال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، لا فى صغره، ولا فى كبره. الأمر الذى يدل على أن هذا الغطيط جاءه بعد توليه النبوة، ونزول الوحى عليه بصورة محددة. فهى إذن دليل من دلائل نزول الوحى عليه.
              6- لو كان النبى صلى الله عليه وسلم مصابًا بالصرع، ما كان أعداؤه تركوه، وكانوا تحججوا برفض نبوته لهذا السبب.
              7- لو كان النبى صلى الله عليه وسلم مُصابًا بالصرع، لكان وجهه أحد الصحابة أن يدعو الله لنفسه، ليبرأه من هذا المرض. وهو لم يحدث.
              8- إن الذين كانوا يبتلون بداء الصرع – بل بعموم الأمراض حتى لو كان مرض العمى – كانوا يأتون للنبي صلى الله عليه وسلم ليدعوَ الله لهم أن يشفيهم من مرضهم ذاك، فكيف لا يدعو لنفسه مع الآخرين وهو يعلم منزلته عند ربِّه وأن دعاءه مستجاب عند ربه؟
              فعن عَطَاء بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: (أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ (إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ) قَالَتْ: أَصْبِرُ، قَالَتْ: فَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا). فما تكشفت بعدها. (رواه البخاري (5328) ومسلم (2576)
              9- تعمدنا ذِكر أنواع الوحي وطرقه لنبين للناس كذب المكذبين وتهافت حججهم؛ فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاني من شدة الوحي في بعض الصور فالأمر ليس كذلك في بعضها الآخر، فماذا هم قائلون عن تلك الصور الأخرى كالنفث في الروع والرؤيا ومجيء جبريل بصور رجل من البشر؟!
              10- لماذا لم يحللوا كلامه، وبلاغاته عن الغيب، وتصرفاته تجاه ما يقول بعد ذلك، ليتبينوا أنه وحى الله وكلامه للبشر؟
              11- كان المشركون في جاهليتهم يأتمنون النبي صلى الله عليه وسلم على أغراضهم، وبقي الأمر على ذلك حتى بعد أن دعاهم إلى الإسلام، وقد أوصى بإرجاعها قبل أن يهاجر إلى المدينة، أفيمكن أن يكون مصابًا بذلك المرض ثم يأتمنه أهله وأقرباؤه وجيرانه على أموالهم؟! إنهم بالتأكيد أعلم به من السيد رشيد، ومن أملى عليه هذا الافتراء.
              12- إن قلة النوم والإجهاد من العوامل المحفزة لظهور الصرع، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم ساعات طويلة من الليل، حتى تورمت قدماه، كما كان يقود أمة كاملة، وجيوشًا، ويحارب الكفار، ويستقبل الوفود، ويراسل الملوك، ويصلح بين الناس، ويحكم بينهم بحكم الله تعالى الذى أوحى إليه. فلماذا لم تظهر عليه حالة الصرع هذه؟
              13- ونختم بذكر شهادات من المستشرقين مضادة لأولئك الكذبة، وهى ليست من شهادات أئمة الإسلام، بل هي شهادات لكتاب ومؤرخين غربيين، من بلدان مختلفة:
              1) قال الكاتب والمؤرخ الإنجليزي السير "توماس كارليل:
              "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب، وأن محمدا خَدَّاع مُزَوِّر؛ وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة؛ فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنا [ توفي كارليل (1881م) ]، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا؛ أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين من الفائتة الحصر والإحصار أكذوبة وخدعة؟! أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبدا، ولو كان الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم مثل ذلك التصديق والقبول: فما الناس إلا بُلْهٌ ومجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث وأضلولة، كان الأولى بها ألا تخلق!!
              فوا أسفاه؛ ما أسوأ مثل هذا الزعم، وما أضعف أهله، وأحقهم بالرثاء والمرحمة!!
              وبعد؛ فعلى من أراد أن يبلغ منزلةً ما في علوم الكائنات أن لا يصدق شيئا ألبتة من أقوال أولئك السفهاء؛ فإنها نتائج جيل كفر، وعصر جحود وإلحاد؛ وهي دليل على خبث القلوب، وفساد الضمائر، وموت الأرواح في حياة الأبدان، ولعل العالم لم ير قط رأيا أكفر من هذا ولا ألأم!!". "الأبطال" (45-55) ترجمة محمد السباعي
              2) ويقول الكاتب والمؤرخ الأمريكي "ول ديورانت":
              ولم يكن المحيطون بالنبي في هذه الأوقات يرون جبريل أو يسمعونه، وقد يكون ارتجافه ناشئاً من نوبات صرع فقد كان يصحبه في بعض الأحيان صوت وصفه بأنه يشبه صلصلة الجرس، وتلك حال كثيراً ما تحدث مع هذه النوبات، ولكننا لا نسمع أنه عض في خلالها لسانه، أو حدث ارتخاء في عضلاته كما يحدث عادة في نوبات الصرع, وليس في تاريخ محمَّد ما يدل على انحطاط قوة العقل التي يؤدي إليها الصرع عادة، بل نراه على العكس يزداد ذهنه صفاء، ويزداد قدرة على التفكير، وثقة بالنفس، وقوة بالجسم والروح والزعامة، كلما تقدمت به السن، حتى بلغ الستين من العمر.
              وقصارى القول: أنا لا نجد دليلاً قاطعاً على أن ما كان يحدث للنبي كان من قبيل الصرع، ومهما يكن ذلك الدليل: فإنه لا يقنع أي [باحث منصف، أو قارىء يبحث عن الحق ويعقله]. "قصة الحضارة" ( 13/26 ) ط الهيئة المصرية العامة للكتاب .
              3) ويقول المستشرق الألماني "ماكس مايرهوف":
              لقد أراد بعضهم أن يَرى في محمَّد رجلاً مصاباً بمرض عصبي، ولكن تاريخ حياته من أوله إلى آخره ليس فيه شيء يدل على هذا، كما أن ما جاء به فيما بعدُ من أمور التشريع والإدارة يناقض هذا القول". بواسطة "آراء المستشرقين حول القرآن وتفسيره" (1/403) للدكتور عمر بن إبراهيم رضوان، وفيه نقض لتلك الشبهة .
              وننتهى هنا بتسجيل كذب التهمة الموجهة للرسول صلى الله عليه وسلم، والبحث فى الكتاب الذى يؤمن السيد رشيد أنه كتاب موحى به من الرب عن أحوال الأنبياء عند نزول الوحى عليهم:
              ماذا حدث للنبى دانيال عند رؤيته جبريل عليهما السلام:
              خاف وخر على وجهه
              (15وَكَانَ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَا دَانِيآلَ الرُّؤْيَا وَطَلَبْتُ الْمَعْنَى إِذَا بِشِبْهِ إِنْسَانٍ وَاقِفٍ قُبَالَتِي. 16وَسَمِعْتُ صَوْتَ إِنْسَانٍ بَيْنَ أُولاَيَ فَنَادَى وَقَالَ: [يَا جِبْرَائِيلُ فَهِّمْ هَذَا الرَّجُلَ الرُّؤْيَا]. 17فَجَاءَ إِلَى حَيْثُ وَقَفْتُ. وَلَمَّا جَاءَ خِفْتُ وَخَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي. فَقَالَ لِي: [افْهَمْ يَا ابْنَ آدَمَ. إِنَّ الرُّؤْيَا لِوَقْتِ الْمُنْتَهَى].) دانيال 8: 15-17
              وحزن وفزع
              (15[أَمَّا أَنَا دَانِيآلَ فَحَزِنَتْ رُوحِي فِي وَسَطِ جِسْمِي وَأَفْزَعَتْنِي رُؤَى رَأْسِي.) دانيال 7: 15
              فزع وتغيرت هيئته
              (28إِلَى هُنَا نِهَايَةُ الأَمْرِ. أَمَّا أَنَا دَانِيآلَ فَأَفْكَارِي أَفْزَعَتْنِي كَثِيراً وَتَغَيَّرَتْ عَلَيَّ هَيْئَتِي وَحَفِظْتُ الأَمْرَ فِي قَلْبِي) دانيال 7: 28
              خر على وجهة أمام جبريل
              (18وَإِذْ كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي كُنْتُ مُسَبَّخاً عَلَى وَجْهِي إِلَى الأَرْضِ فَلَمَسَنِي وَأَوْقَفَنِي عَلَى مَقَامِي.) دانيال 8: 18
              ضعف وأصبح نحيلا غير فاهم لعدة أيام
              (27وَأَنَا دَانِيآلَ ضَعُفْتُ وَنَحَلْتُ أَيَّاماً ثُمَّ قُمْتُ وَبَاشَرْتُ أَعْمَالَ الْمَلِكِ. وَكُنْتُ مُتَحَيِّراً مِنَ الرُّؤْيَا وَلاَ فَاهِمَ.) دانيال 8: 27
              ناح 3 أسابيع ولم يأكل ولم يدهن ثم تقبل الوحى
              لم ير أحدٌ ملاك الرب إلا هو
              وجه ملاك الرب كالبرق، وذراعاه ورجلاه كعين النحاس المصقول، وصوته كصوت جمهور
              ارتعد من كان معه وهربوا
              رأى رؤيا وحده لا يراها الناس
              تحولت قوته إلى فساد
              سمعه ووجهه إلى الأرض من الرعب
              (1فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ كُشِفَ أَمْرٌ لِدَانِيآلَ الَّذِي سُمِّيَ بِـاسْمِ بَلْطْشَاصَّرَ. وَالأَمْرُ حَقٌّ وَالْجِهَادُ عَظِيمٌ وَفَهِمَ الأَمْرَ وَلَهُ مَعْرِفَةُ الرُّؤْيَا. 2فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَا دَانِيآلَ كُنْتُ نَائِحاً ثَلاَثَةَ أَسَابِيعِ أَيَّامٍ 3لَمْ آكُلْ طَعَاماً شَهِيّاً وَلَمْ يَدْخُلْ فِي فَمِي لَحْمٌ وَلاَ خَمْرٌ وَلَمْ أَدَّهِنْ حَتَّى تَمَّتْ ثَلاَثَةُ أَسَابِيعِ أَيَّامٍ. 4وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ إِذْ كُنْتُ عَلَى جَانِبِ النَّهْرِ الْعَظِيمِ (هُوَ دِجْلَةُ) 5رَفَعْتُ وَنَظَرْتُ فَإِذَا بِرَجُلٍ لاَبِسٍ كَتَّاناً وَحَقَوَاهُ مُتَنَطِّقَانِ بِذَهَبِ أُوفَازَ 6وَجِسْمُهُ كَالزَّبَرْجَدِ وَوَجْهُهُ كَمَنْظَرِ الْبَرْقِ وَعَيْنَاهُ كَمِصْبَاحَيْ نَارٍ وَذِرَاعَاهُ وَرِجْلاَهُ كَعَيْنِ النُّحَاسِ الْمَصْقُولِ وَصَوْتُ كَلاَمِهِ كَصَوْتِ جُمْهُورٍ. 7فَرَأَيْتُ أَنَا دَانِيآلُ الرُّؤْيَا وَحْدِي وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا مَعِي لَمْ يَرُوا الرُّؤْيَا لَكِنْ وَقَعَ عَلَيْهِمِ ارْتِعَادٌ عَظِيمٌ فَهَرَبُوا لِيَخْتَبِئُوا. 8فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي وَرَأَيْتُ هَذِهِ الرُّؤْيَا الْعَظِيمَةَ. وَلَمْ تَبْقَ فِيَّ قُوَّةٌ وَنَضَارَتِي تَحَوَّلَتْ فِيَّ إِلَى فَسَادٍ وَلَمْ أَضْبِطْ قُوَّةً. 9وَسَمِعْتُ صَوْتَ كَلاَمِهِ. وَلَمَّا سَمِعْتُ صَوْتَ كَلاَمِهِ كُنْتُ مُسَبَّخاً عَلَى وَجْهِي وَوَجْهِي إِلَى الأَرْضِ. 10وَإِذَا بِيَدٍ لَمَسَتْنِي وَأَقَامَتْنِي مُرْتَجِفاً عَلَى رُكْبَتَيَّ وَعَلَى كَفَّيْ يَدَيَّ. 11وَقَالَ لِي: [يَا دَانِيآلُ أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمَحْبُوبُ افْهَمِ الْكَلاَمَ الَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ وَقُمْ عَلَى مَقَامِكَ لأَنِّي الآنَ أُرْسِلْتُ إِلَيْكَ]. وَلَمَّا تَكَلَّمَ مَعِي بِهَذَا الْكَلاَمِ قُمْتُ مُرْتَعِداً. 12فَقَالَ لِي: [لاَ تَخَفْ يَا دَانِيآلُ لأَنَّهُ مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ الَّذِي فِيهِ جَعَلْتَ قَلْبَكَ لِلْفَهْمِ وَلِإِذْلاَلِ نَفْسِكَ قُدَّامَ إِلَهِكَ سُمِعَ كَلاَمُكَ وَأَنَا أَتَيْتُ لأَجْلِ كَلاَمِكَ.) دانيال 10: 1-12
              وخاف إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء من توجيه الرب كلامه له فى الرؤيا:
              (1بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى أَبْرَامَ فِي الرُّؤْيَا: «لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدّاً».) تكوين 15: 1
              خاف موسى وغطى وجهه، لأنه أصيب بالرعب:
              (6ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلَهُ أَبِيكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ.) خروج 3: 6
              (21وَكَانَ الْمَنْظَرُ هَكَذَا مُخِيفاً حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ!».) عبرانيين 12: 21
              إيلياء يعايش ريح عظيمة، وانهيارات فى الجبال والصخور، ونار، وصوت ملاك الرب منخفض يكلمه:
              (9وَدَخَلَ هُنَاكَ الْمَغَارَةَ وَبَاتَ فِيهَا. وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: [مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟] 10فَقَالَ: [قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا]. 11فَقَالَ: [اخْرُجْ وَقِفْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامَ الرَّبِّ]. وَإِذَا بِالرَّبِّ عَابِرٌ وَرِيحٌ عَظِيمَةٌ وَشَدِيدَةٌ قَدْ شَقَّتِ الْجِبَالَ وَكَسَّرَتِ الصُّخُورَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الرِّيحِ. وَبَعْدَ الرِّيحِ زَلْزَلَةٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الزَّلْزَلَةِ. 12وَبَعْدَ الزَّلْزَلَةِ نَارٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي النَّارِ. وَبَعْدَ النَّارِ صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيفٌ. 13فَلَمَّا سَمِعَ إِيلِيَّا لَفَّ وَجْهَهُ بِرِدَائِهِ وَخَرَجَ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْمَغَارَةِ) ملوك الأول 19: 9-13
              وخاف نبى الله إشعياء من صراخ الملائكة، الذى تسبب فى اهتزاز أساست العتب، وامتلأ البيت دخانًا:
              (1فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ الْهَيْكَلَ. 2السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ. بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. 3وَهَذَا نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ». 4فَاهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ وَامْتَلَأَ الْبَيْتُ دُخَاناً. 5فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ». 6فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ 7وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ».) إشعياء 6: 1-7
              ونبى الله حزقيال يستشعر ثقل يد [ملاك] الرب عليه
              (14رفَعَني الرُّوحُ وذهبَ بي، فمَضَيتُ وقلبي مَليءٌ بالمَرارةِ والغَيظِ، ويَدُ الرّبِّ ثقيلةٌ عليَ.) حزقيال 3: 14 (الترجمة العربية المشتركة)
              وسقط منوح وامرأته على وجهيهما عند رؤية ملاك الرب:
              ألم يسقط منوح وزوجته عند رؤيتهم لإمكانية ملاك الرب فى مغادرة المذبح متجها نحو السماء؟ (فَكَانَ عِنْدَ صُعُودِ اللَّهِِيبِ عَنِ الْمَذْبَحِ نَحْوَ السَّمَاءِ، أَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ صَعِدَ فِي لَهِيبِ الْمَذْبَحِ، وَمَنُوحُ وَامْرَأَتُهُ يَنْظُرَانِ. فَسَقَطَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا إِلَى الأَرْضِ.) القضاة 13: 20
              وسقط داود وشيوخ بنى إسرائيل على وجوههم عند رؤية ملاك الرب:
              ألم يسقط داود والشيوخ المصاحبين له على وجوههم من رؤية ملاك الرب وبيده سيف مسلول، خوفًا من أن يكون نزوله لعقابهم؟ (وَرَفَعَ دَاوُدُ عَيْنَيْهِ فَرَأَى مَلاَكَ الرَّبِّ وَاقِفًا بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ بِيَدِهِ وَمَمْدُودٌ عَلَى أُورُشَلِيمَ. فَسَقَطَ دَاوُدُ وَالشُّيُوخُ عَلَى وُجُوهِهِمْ مُكْتَسِينَ بِالْمُسُوحِ.) أخبار الأول 21: 16
              وعلى الرغم من أمر الرب لملاكه أن يغمد السيف، إلا أن الخوف لم يفارق داود؟ (27وَأَمَرَ الرَّبُّ الْمَلاَكَ فَرَدَّ سَيْفَهُ إِلَى غِمْدِهِ. ... 30وَلَمْ يَسْتَطِعْ دَاوُدُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أَمَامِهِ لِيَسْأَلَ اللهَ لأَنَّهُ خَافَ مِنْ جِهَةِ سَيْفِ مَلاَكِ الرَّبِّ.) أخبار الأول 21: 27-30
              فلماذا طلب منه ملاك الرب عدم الخوف، لو كان عدم الخوف شيئًا طبيعيًا؟
              وإذا كان نزول ملاك الرب يسبب زلزلتها، فهل تريد ألا يخاف البشر من غضبته وبطشه؟ (وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ) متى 28: 2
              ألم يتعلموا أن ملاك الرب يمكنه تحويل البشر إلى عصافة يبيدها الهواء؟ (لِيَكُونُوا مِثْلَ الْعُصَافَةِ قُدَّامَ الرِّيحِ، وَمَلاَكُ الرَّبِّ دَاحِرُهُمْ) مزامير35: 5
              وأنه قادر على إبادة مدن بأكملها؟ (وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ خَرَجَ وَضَرَبَ مِنْ جَيْشِ أَشُّورَ مِئَةَ أَلْفٍ وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا. وَلَمَّا بَكَّرُوا صَبَاحًا إِذَا هُمْ جَمِيعًا جُثَثٌ مَيْتَةٌ.) ملوك الثانى 19: 35، وإشعياء 37: 36
              (فَأَرْسَلَ الرَّبُّ مَلاَكًا فَأَبَادَ كُلَّ جَبَّارِ بَأْسٍ وَرَئِيسٍ وَقَائِدٍ فِي مَحَلَّةِ مَلِكِ أَشُّورَ) ملوك الثانى 32: 21
              وماذا حدث للنساء اللاتى رأين الملكين فى القبر لأول مرة فى حياتهن؟ (فَخَرَجْنَ سَرِيعًا وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ.) مرقس 16: 8
              وها هو بولس يسقط على الأرض فقط لظهور نور قد بغته أثناء رحلته إلى دمشق: (3وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ 4فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً قَائِلاً لَهُ: «شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟») أعمال 9: 3-4؛ و22: 7؛ و26: 14
              لكن فى الحقيقة أنت فى حاجة إلى إعادة التفكير مرات ومرات سيد رشيد فى موقفك من الكتاب والأسفار التى تؤمن بقدسيتها. إذ لا يُعقل أن يكون ملاك الرب بكل هذا الثقل والرعب الذى يسببه للأنبياء الأتقياء وغيرهم، ثم يحتاج الذى تعتبره إلهًا إلى من يواسيه ويقويه من الملائكة:
              لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
              أتؤمن بإله انتزعت منه قوته، وهو بزجرته تنشف البحار، وتنهار الدنيا كلها؟:
              (تزلزلت الجبال من وجه الرب) قضاة 5: 5
              (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!)مزامير 24: 8
              (هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا») إشعياء 50: 2-3
              (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
              فكيف ضُرب هذا الإله من يعقوب؟
              (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 22-30
              وكيف أسره اليهود وأهانوه وقيدوا حركته ومسمروه على جذع شجرة، وانتزعوا منه روحه؟
              متى 27: 28-31 (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ)
              (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 46
              ألا ينفى هذا ألوهية يسوع المزعومة؟
              ألا يثبت هذا نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم واشتراكه مع أنبياء الكتاب المقدس فى المعاناة الشخصية من نزول ملاك الرب عليه؟
              وفى النهاية أضع لك نص ذكره إنجيل يوحنا على لسان التلاميذ، فقد دعا يسوع الله تعالى أن يمجد اسمه، ولا يختفى، كما ضيعه اليهود من قبل، ورد عليه صوت من السماء. اقرأ كيف فهم الناس هذا الرد! (28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضاً». 29فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفاً وَسَمِعَ قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ ملاَكٌ».) يوحنا 12: 28-29
              لقد ظنوه رعدًا، وفهم العارفون منهم بدينهم أنه ملاك من السماء. ولكنهم لم يفسروا الصوت ولم يفهموا ما قاله الملاك. أليس هذا مشابه لموقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحى، والصلصلة التى كانوا يسمعونها أو الدوى أو الغطيط؟
              * * *

              تعليق


              • #8
                رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                6- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم كانت عيناه تنقلب وشفتاه تتحركان
                هذا افتراء من السيد رشيد، إذ لا يوجد حدث مثل هذا فى حياة أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم. لذلك تراه ذكره ولم يأت بدليل أو بمرجع له.
                ولا نعرف حدث قريب منه، لنقول ربما التبس عليه الأمر، غير أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحرك لسانه مع جبريل عليه السلام خوفًا من أن يضيع شئ من القرآن قد ينساه، فنهى الله جل وعلا الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا بقوله: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18)) القيامة: 16-18
                كما نهاه أن يسابق جبريل فى قراءته، ولا يخشى ضياع شىء منه، فقد تكفل الله تعالى بجمعه فى صدره، وحفظه فى صدور المؤمنين، وتيسير تلاوته، وتفسيره: (... وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) طه: 114
                * * *
                7- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يفقد الوعى
                ما رأى القارىء فى أن هذا لم يحدث للرسول صلى الله عليه وسلم إلا بعد انتهاء الدعوة، وهو على فراش الموت وبسبب شدة مرضه؟ هل هذا يجعلنا نثق فى تحليلات السيد رشيد أو قراءاته أو حتى فكره؟ أليست تفضل مصلحتك الشخصية بهذا الادعاء؟ أم إن هذا نتاج سوء القراءة أم سوء الفهم أم الانتقام من أحد من المسلمين أم منهم جميعًا أم تحاملك على خير البرية صلى الله عليه وسلم؟
                قال البخارى (رقم الحديث: 1282 (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ .ح وَحَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو .ح وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ ، قَالَ: ثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ . ح وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ ، قَالُوا: ثَنَازَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ ، قَالَ: قَالَ ثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: أَلا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: بَلَى، ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "أَصَلَّى النَّاسُ؟" فَقُلْنَا: لا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ"، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: "أَصَلَّى النَّاسُ؟" فَقُلْنَا:لا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ"، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: "أَصَلَّى النَّاسُ بَعْدُ؟" قُلْنَا: لا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ " فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: "أَصَلَّى النَّاسُ ؟ " قُلْنَا: لا وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، قَالَتْ: وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلاةِ عِشَاءِ الآخِرَةِ، قَالَتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، قَالَتْ: فَأَتَاهُ الرَّسُولُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ رَجُلا رَقِيقًا يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، قَالَتْ: فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِهِمْ تِلْكَ الأَيَّامِ، قَالَتْ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ: أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ لِصَلاةِ الظُّهْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالَتْ: فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَى إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَتَأَخَّرَ، وَقَالَ لَهُمَا: "أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ " فَأَجْلَسَاهُ، قَالَتْ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ قَائِمٌ بِصَلاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاةِ أَبِي بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ: هَاتِ، فَعَرَضْتُ حَدِيثَهَا عَلَيْهِ فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا غَيْرَ، أَنَّهُ قَالَ: أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الآخَرَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ )
                وعلى ذلك فقد خاب قصد السيد رشيد فيما نواه! وأثبت جهله فى الحكم على ما وعاه! وأقر بتحامله على سيده فى مرضه وضعفه قبل ذهابه إلى وليه ومولاه!
                * * *
                8- شبهة اتهام قوم النبى صلى الله عليه وسلم له بالجنون
                قبل أن أشرع فى الرد على هذا الكلام، نتساءل: هل ما يقوله العدو فى عدوه يؤخذ مصدر ثقة، ونقيم عليه الحجج؟ فى الأحوال الطبيعية (لا). أما إذا كنت متحاملا عليه، وأضع يدى فى أيديهم، ونتقاسم الكره والحقد للنيل من هذا الرجل، فنعم، وهو لسان حال السيد رشيد، هداه الله تعالى للحق، وثبته عليه!
                يقول رشيد إن القرآن ذكر أكثر من عشر مرات اتهام العرب لمحمد بأنه مجنون. والغريب أنه يستشهد بأقوال الكفار والمشركين، وشهادة الأعداء المتحيزة المتعصبة غير المبنية على حقائق لا يُعتد بها، لأنها فى الغالب تضر بمصالحهم الشخصية، والتى تعتبر لدى رشيد نفسه ليست دليل إثبات لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فمن يدع النبوة وله فيها مصلحة شخصية، سقطت نبوته عند رشيد. فما بالك بالشاهد الذى يقوم بشهادة تحافظ على مصلحته الشخصية؟ هل تقبل يا سيد رشيد أن يكون حكمان مختلفان على نفس القضية بنفس الملابسات؟ إن وجود معيارين للشخص على نفس القضية ليدل على تحامله وعدم موضوعيته فى تناول هذه القضية.
                وفى الوقت الذى يستشهد فيه السيد رشيد بالقرآن الكريم يأخذ ما يريده من الآيات تاركًا الباقى؛ لأنه لا يخدم أغراضه. فقد اتهم قوم كل نبى نبيهم بالجنون، وهذا ما نص عليه القرآن.
                1- ولم يتفرد الرسول صلى الله عليه وسلم باتهام المجرمين به بالجنون، بل كان هذا دأب كل المشركين مع كل رسل الله: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52)) الذاريات 52
                فقد ذكرت كلمة (مجنون) بالفعل احدى عشر مرة، اثنان منها خاصة بموسى عليه السلام، وواحدة بنوح عليه السلام، وواحدة أقر الله تعالى أن هذا قول المشركين عن كل نبى، وسبع مرات ذكر القرآن اتهام المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم، ومعها دفاع الله عنه:
                2- اتهم فرعون موسى عليه السلام بأنه مجنون: (قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)) الشعراء 27
                3- وحكى الله تعالى مرة أخرى ما قاله المشركون عن موسى واتهامه بالجنون، ودفاع الله تعالى عنه، وانتقامه من المجرمين: (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)) الذاريات 39-40
                وذلك على الرغم من قول الكتاب إن موسى وهارون لم يتبعا شريعة الرب:
                اقرأ: موسى وهارون خانا الرب: (48وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى فِي نَفْسِ ذَلِكَ اليَوْمِ: 49«اِصْعَدْ إِلى جَبَلِ عَبَارِيمَ هَذَا جَبَلِ نَبُو الذِي فِي أَرْضِ مُوآبَ الذِي قُبَالةَ أَرِيحَا وَانْظُرْ أَرْضَ كَنْعَانَ التِي أَنَا أُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيل مُلكاً 50وَمُتْ فِي الجَبَلِ الذِي تَصْعَدُ إِليْهِ وَانْضَمَّ إِلى قَوْمِكَ كَمَا مَاتَ هَارُونُ أَخُوكَ فِي جَبَلِ هُورٍ وَضُمَّ إِلى قَوْمِهِ. 51لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ إِذْ لمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل.) تثنية 32: 48-51
                وعلى الرغم من ادعاء الكتاب أن الرب أمر موسى أن يتبع خطة ساذجة لسرقة حلى المصريين عند خروجهم من مصر:
                اقرأ: الرب يأمر موسى أن يأمر بنى إسرائيل بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22
                (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
                بل اعترف الرب أن موسى وهارون لم يؤمنا به، ولم يتبعا كلامه:
                اقرأ: الرب يعترف أن موسى وهارون لم يؤمنا به، ولم يقدساه: (12فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيل لِذَلِكَ لا تُدْخِلانِ هَذِهِ الجَمَاعَةَ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا».) العدد 20: 13
                لكن هل لو قال المنافقون أو الكاذبون أو الكافرون والمشركون على نبى أنه كاذب يجب نبذه واستبعاده، هل على العقلاء من المؤمنين وغيرهم أن يصدقوهم؟ يجيب على هذا السؤال موقف يسوع نفسه من موسى:
                فقد جاء يسوع متبعًا موسى والأنبياء اتباعًا تامًا، ولم ينقض نقطة واحدة من الناموس، بل جاء متبعًا له، منفذًا لتعاليمه: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
                وبخصوص كلمة (بَلْ لِأُكَمِّلَ) جاءت فى التراجم الأمينة الأخرى، لأتبع، لأنفذ، لأتمم حيث تعنى الكلمة اليونانية لها فى أصول الكتاب اليونانى Plerosia وهى تعنى أيضًا أطاع ، حقق، أظهر المعنى الكامل (كما يقول التفسير الحديث للكتاب المقدس ”تفسير متى“ ص117). يؤكد هذا أن يسوع فى الأناجيل لم يُخالف الناموس فى أى تصرُّف، وإلا لما رحمه اليهود، ولما احتاجوا لشهود زور عليه.
                فهل جاء يسوع كإله ويتبع من قال عنه قومه إنه مجنون؟
                ألم يفعل يسوع الصواب، ولم يُقم وزنًا لكلام الأعداء بسبب كفرهم وعدم عدلهم وتحاملهم على رسل الله؟
                وماذا قال اليهود والمعاصرون عن يسوع؟ هل امتدحوه؟ لا. لقد وصفه أقرب الأقربين له بالجنون. فلماذا تتبعه يا سيد رشيد؟ لماذا لم تهاجمه وتتمسك بنفس المعيار الذى حكمت به على خير الأنام؟
                وها هم أقرباؤه يتهمونه أنه مختل عقليًا، ويتهمه الكتبة بأنه ساحر يتخذ الشياطين ليشفى الناس من المس الشيطانى: (21وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!». 22وَأَمَّا الْكَتَبَةُ الَّذِينَ نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ فَقَالُوا: «إِنَّ مَعَهُ بَعْلَزَبُولَ وَإِنَّهُ بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ».) مرقس 3: 21-22
                فهل يصدق هذا مؤمن؟ لماذا لم تقل إن أقرب الأقرباء هم أعلم الناس بقريبهم، وعلى ذلك كان عليك تصديقهم! لماذا تطبق معيار محدد على محمد صلى الله عليه وسلم دون غيره من اخوته الأنبياء؟
                وهل بمعيارك تستطيع أن تُجزم أن يسوع كان مستقرًا عقليًا أو نفسيًا؟ لا. فبمعيارك لا يستحق النبوة ناهيك عن التأليه، الذى تلحقونه به.
                (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) الأنفال 36
                والآية الرابعة التى ذكر فيها الجنون، كانت على نوح من قومه:
                4- (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)) القمر 9
                وبالتالى جاءت فى معراض ذم نهجهم وفكرهم وكلامهم وصدهم عن نبى الله. فماذا قال الكتاب المقدس جدًا عن نوح، الذى يؤمنون به على الرغم من ذلك كنبى؟
                اقرأ: نبى الله نوح يسكر ويتعرى، ويُمارس معه ابنه اللواط: (21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ».) (تكوين 9 :21-25) تُرى ما الذى فعله حام بأبيه؟ هل زنى بأبيه كما صرح أحد قساوسة أمريكا؟
                Some commentators have suggested that Ham committed homosexual rape on his drunken father, and that this was why Ham's descendants were eternally punished with slavery. (skepticsannotatedbible (المصدر:
                والله إنها لنصوص تثير الغثيان! وتفاسير أقل ما نقول فيها حسبنا الله ونعم الوكيل، إنه قس تافه، لا علم له، بل أعمى يقود عميان!
                أما الآيات السبعة التى ذكرت فيها كلمة (مجنون) وتخص الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ذكرها الله تعالى على لسان أعدائه، ورد كذبهم وكفرهم، وامتدحه وخلقه صلى الله عليه وسلم:
                1- (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11)) الحجر 2-6
                2- واتهم المشركون الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنون، ورد الله تعالى عليهم مؤيدًا رسوله، مدافعًا عنه: (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)) الصافات 36-37
                3- وثبت الله المؤمنين، وأقر نبوة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر كفرهم فى اتهامه بالجنون: (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)) الدخان 13-14
                4- ونفى الله عنه الجنون والكهانة، وأمره بتذكير الناس وتبليغ دعوة الله إليهم: (فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29)) الطور 29
                5- ونفى الله عنه الجنون مرة أخرى، وهدد وتوعد من يكذبه، ومدح خلقه، وذم مكذبيه: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)) القلم 1-13
                6- ومرة بعد مرات يقرر الله تعالى أن الذين يتهمون النبى صلى الله عليه وسلم بالجنون هم الكافرون: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)) القلم 51-52
                7- وهنا يقسم الله تعالى بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول كريم، وأنه ليس بمجنون، وأن كلامه ليس بقول شيطان: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)) التكوير 15-29
                وبالتالى خاب استشهاد السيد رشيد غير المحايد، وكذبت ادعاءاته.
                * * *
                9- شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم عرضت على الجنة بما فيها
                يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عرضت علي الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت منها قطفا من عنب لآتيكم به، فحيل بيني وبينه، ولو أتيتكم به لأكل منه ما بين السموات والأرض لا ينقصونه شيئا...... ثم عرضت علي النار، فلما وجدت سفعها يعني: لفحها وشعاعها - تأخرت عنها، وأكثر ما رأيت فيها النساء اللاتي إن أؤتمنّ أفشين، وإن يُسألن يبخلن، وإن يَسألن ألحفن) حسن أخرجه أحمد في"المسند" (3/352)، والضياء في "المختارة" (3/395)، من حديث جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، وقال: "إسناده حسن".
                (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْحَابِهِ شَيْءٌ فَخَطَبَ فَقَالَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا) مسلم (2359 )
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عرضت علي النار فرأيت فيها عمرو بن لحي)
                وتكلم الرسول صلى الله عليه وسلم عن غيبات كثيرة يصدقها المؤمن، وأثبت التاريخ صدقها، فلنرى صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فى ذكر الغيب:
                من المعلوم لكل مؤمن أن الإخبار بالغيب إحدى الدلائل على نبوة أى نبى؛ وذلك لأن الغيب سر الله، فهو وحده تبارك وتعالى الذي يعلم السر وأخفى، فقد أخبر تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) الأنعام: 59
                فالنبي صلى الله عليه وسلم كسائر البشر لا يعلم الغيب: (قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ) الأنعام: 50
                وقال الله تعالى: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف: 188
                وعلى ذلك إذا ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشىء من الغيب، كان هذا مما اختصه الله به وأوحاه إليه؛ ليكون برهان نبوته ودليل رسالته.
                ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن زهاء ألف أمر غيبي، بعضها في القرآن، وبعضها في السنة، وكل منها دليل على نبوته ورسالته.
                والغيوب التي أخبر بها صلى الله عليه وسلم على ضروب، فمنها ما تحقق حال حياته صلى الله عليه وسلم، ومنها ما تحقق بعد وفاته، ومنها ما يكون قريبًا من الساعة، وفي كل ذلك دلائل على نبوته ورسالته.
                ومن الغيوب التي تنبأ بها صلى الله عليه وسلم ووقعت حال حياته:
                1- إشارته صلى الله عليه وسلم بموت عمه أبى لهب وزوجة كفارًا:
                تنبأ صلى الله عليه وسلم بهلاك عمه أبي لهب وزوجِه على الكفر، حين أخبر - فيما نقله عن ربه - ببقائهما على الكفر وهلاكهما على ذلك، قال تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)) (سورة المسد)،
                فكيف جزم النبي صلى الله عليه وسلم بضلال عمه، إن لم يكن بإعلام الله له؟
                ألم يكن فى استطاعة أبى لهب محاربة الإسلام بهذه الآية؟ ألم يكن فى مقدرته أن يستخدمها سلاحًا ضد القرآن، والرسول صلى الله عليه وسلم ودينه؟ قالت له الآية يا أبا لهب أنت ستموت كافرًا, مشركًا أنت وزوجك، وستعذبان في النار, وذلك قبل موته بعشر سنوات، وكان يكفي أن يذهب أبو لهب لأي جماعة من المسلمين ويعلن إسلامه، ولو كذبًا ورياءً ليثبت لهم كذب محمد صلى الله عليه وسلم، وخطأ ما جاء به من قرآن! وهذا لم يحدث؛ لأنه قول الله تعالى العليم بكل شىء.
                2- اخباره أبى هريرة بالشيطان الذى يقابله فى صورة رجل:
                (... أَخْبَرَنَا عَوْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ. قَالَ: فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ". فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلا أَعُودُ. فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالا، فَرَحِمْتُهُ وَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ ". فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاثِ مَرَّاتٍ، إِنَّكَ تَزْعُمُ لا تَعُودَ ثُمَّ تَعُودُ. قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا. قُلْتُ: مَا هِيَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ سورة البقرة آية 255 حَتَّى تَخْتَمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَلا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ سورة البقرة آية 255 وَقَالَ: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبَحَ، وَكَانُوا أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى الْخَيْرِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مِنْ ثَلاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟" قُلْتُ: لا. قَالَ: "ذَاكَ شَيْطَانُ".) (معالم التنزيل، تفسير البغوى)
                فهذه الغيوب وغيرَها مما أخبر به صلى الله عليه وسلم أدلةٌ واضحة وبراهينُ ساطعة على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي غيوب أخبره بها عالمُ السر والنجوى.
                3- اخباره بهزيمة الفرس فى بضع سنين وهى فى أوج قوتها من الروم وهى فى أضعف حال وصلت إليه:
                ومن إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيوب تنبؤه بهزيمة الروم للفرس،في وقت كادت دولة الفرس أن تزيل الإمبرطورية الرومانية من خارطة الدنيا، فقد وصلت جيوش كسرى أبرويز الثاني إلى وادي النيل، ودانت له أجزاء عظيمة من مملكة الرومان.
                سنواتٌ معدودة تمكن فيها جيش الفرس من السيطرة على بلاد الشام وبعض مصر، واحتلت جيوشهم أنطاكيا شمالاً، مما آذن بنهاية وشيكة للإمبرطورية الرومانية.
                وأمام هذا الطوفان الفارسي أراد هرقل ملك الروم أن يهرب من عاصمة ملكه القسطنطينية، وكاد أن يفعل لولا أن كبير أساقفة الروم أقنعه بالصمود وطلب الصلح الذليل من الفرس.
                ووسط هذه الأحداث - وخلافًا لكل التوقعات - أعلن النبي صلى الله عليه وسلم في أجواء مكة المتربصة به وبدعوته أن الروم سينتصرون على الفرس في بضع سنين، أي فيما لا يزيد عن تسع سنين، فقد نزل عليه قول الله تعالى: (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)) الروم: 2-6
                يقول المؤرخ إدوار جِيبون في كتابه"تاريخ سقوط وانحدار الإمبراطورية الرومانية": "في ذلك الوقت، حين تنبأ القرآن بهذه النبوءة، لم تكن أية نبوءةٍ أبعدَ منها وقوعًا؛ لأن السنين العشر الأولى من حكومة هرقل كانت تؤذن بانتهاء الإمبرطورية الرومانية".
                لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتنبأ بانتصار المهزوم الذي يكاد يستسلم لخصمه، ويحدد موعدًا دقيقًا لهذا النصر الذي ما من شيء أبعد في تحققه منه.
                وتناقلت قريش هذه النبوءة الغريبة التي خالفت أهواءهم التي مالت إلى جانب الفرس إخوانِهم في الوثنية، بينما أحب المسلمون انتصار الروم لأنهم أهل كتاب، واستبشروا بالخبر.
                لقد كان الأمر كما تنبأ عليه الصلاة والسلام، ففي عام 623م وما بعدها استطاع هرقل أن يتخلص من لهوه ومجونه، وشن ثلاث حملات ناجحة أخرجت الفرس من بلاد الرومان.
                وفي عام 626م واصل الرومان زحفهم حتى وصلوا إلى ضفاف دجلة داخل حدود الدولة الفارسية، واضطر الفرس لطلب الصلح مع الرومان بعد هزيمتهم في معركة نينوى، وأعادوا لهم الصليب المقدس - عندهم - وكان قد وقع بأيديهم.
                فمن ذا الذي أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بهذه النبوءة العظيمة؟ إنه وحي الله، وهو دليل رسالته ونبوته عليه الصلاة والسلام.
                ولو تأملنا قوله تعالى: (غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) فإن أعيننا لن تخطئ برهاناً آخر من براهين نبوته صلى الله عليه وسلم، فقوله تعالى: (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) يشير إلى حقيقة علمية كشف عنها العلم الحديث، وهي أن البقعة التي انتصر فيها الروم على الفرس في منطقة الأغوار قريبًا من البحر الميت هي أدنى الأرض، أي أخفض مكان على سطح الأرض كما تؤكده الموسوعة البريطانية وغيرها، إنه بعض علم اللطيف الخبير.
                هذا ويعتبر منخفض بحيرة طبريا ثاني أكبر المنخفضات في العالم، حيث تنخفض فيه اليابسة إلى 209م تحت سطح البحر، بينما هي في منطقة البحر الميت تصل إلى 395 م تحت سطح البحر. انظر: أطلس العالم، مكتبة بيروت (ص 95) نقلاً عن كتاب "إنه الحق" الذي أصدرته هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي (ص 79).
                4– الإخبار بالنار التي خرجت من أرض الحجاز:
                عن أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى. (البخارى)
                قال الإمام النووي: وقد خرجت فى زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة وكانت نارًا عظيمة جدًا من جنب المدينة الشرقى وراء الحرة تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان وأخبرنى من حضرها من أهل المدينة. (مسلم بشرح النووي ج 18 ص 27)
                ويسرد لنا بن كثير فى (البداية والنهاية ج 17 ص 329) فيقول عن هذه الحادثة العظيمة: أخبرني من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب بتيماء على ضوئها الكتب قال وكنا في بيوتنا تلك الليالي وكان في دار كل واحد منا سراج ولم يكن لها حر ولفح على عظمها إنما كانت آية من آيات الله عز وجل قال أبو شامة وهذه صورة ما وقفت عليه من الكتب الواردة فيها:
                لما كانت ليلة الأربعاء ثالث جمادي الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة، ظهر بالمدينة النبوية دوي عظيم، ثم زلزلة عظيمة، رجفت منها الأرض والحيطان والسقوف والأ***ب والأبواب ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة الخامس من الشهر المذكور، ثم ظهرت نار عظيمة في الحرة قريبة من قريظة، نبصرها من دورنا من داخل المدينة كأنها عندنا، وهي نار عظيمة إشعالها أكثر من ثلاث منارات، وقد سالت أودية بالنار إلى وادي شظا مسيل الماء، وقد مدت مسيل شظا وما عاد يسيل. والله لقد طلعنا جماعة نبصرها، فإذا الجبال تسيل نيرانا، وقد سدت الحرة طريق الحاج العراقي، فسارت إلى أن وصلت إلى الحرة، فوقفت بعد ما أشفقنا أن تجيء إلينا، ورجعت تسيل في الشرق، فخرج من وسطها سهود وجبال نيران تأكل الحجارة فيها، أنموذج عما أخبر الله تعالى في كتابه: إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر، وقد أكلت الأرض، وقد كتبت هذا الكتاب يوم خامس رجب سنة أربع وخمسين وستمائة، والنار في زيادة ما تغيرت، وقد عادت إلى الحرار في قريظة طريق عير الحاج العراقي إلى الحرة، كلها نيران تشتعل، نبصرها في الليل من المدينة كأنها مشاعل الحاج، وأما أم النار الكبيرة فهي جبال نيران حمر، والأم الكبيرة التي سالت النيران منها من عند قريظة، وقد زادت وما عاد الناس يدرون أي شيء يتم بعد ذلك، والله يجعل العاقبة إلى خير، فما أقدر أصف هذه النار.
                5- اخباره وهو فى المدينة باستشهاد ثلاثة من قادة المسلمين فى معركة ببُصرى ونصر الله لهم بالقائد الرابع قبل أن يرجعوا:
                وفي معركة مؤتة لم يشارك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها، إلا أنه نعى للمسلمين قادة جيش المسلمين الثلاثة، وأخبر باستشهادهم، وهم ما زالوا في أرض المعركة، وبينهم مسافات شاسعة، فحدث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه بالمدينة عن أحداث المعركة وكأنه يشاهد سير القتال، ولم يخطئ في شيء منها، وهذا يدل على أن الله زوى له الأرض، فأصبح يرى ما يحدث لأصحابه وهم يقاتلون على مشارف الشام، فعن أنس - رضي الله عنه -، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نعى زيدا وجعفر وابن أبي رواحة قبل أن يرجعوا إلى المدينة أو يأتي خبرهم، فقال ـ صلى الله عليه وسلم: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب، ثم أخذ الراية ابن أبي رواحة فأصيب، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم) (البخاري) وهذا من جملة معجزاته وآياته الدالة على أنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويتلقى الوحي من الله عز وجل..
                6- اخباره بموت أبى جهل فى بدر، ومكان مصرعه:
                وهو ما أخبر به ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المغيبات فوقع في أثناء حياته ورآه أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ.. فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: (انطلق سعد بن معاذ معتمرا, قال: فنزل على أمية بن خلف أبى صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت، فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد أنا سعد. فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنا، وقد آويتم محمدًا وأصحابه؟ فقال: نعم, فتلاحيا بينهما, فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبى الحكم، فإنه سيد أهل الوادي, ثم قال سعد: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام, قال: فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك, وجعل يمسكه، فغضب سعد، فقال: دعنا عنك، فإني سمعت محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ يزعم أنه قاتلك, قال: إياي؟ قال: نعم, قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث, فرجع إلى امرأته، فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟, قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي, قالت: فوالله ما يكذب محمد, قال: فلما خرجوا إلى بدر، وجاء الصريخ, قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي, قال: فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي، فسر يومًا أو يومين، فسار معهم, فقتله الله). (أحمد)
                والعجب كل العجب من يقين أمية وزوجته بتحقق وعده صلى الله عليه وسلم وتصديقه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، ووعده له بمقتله، وفَرَقِه من ذلك، لكن أنى له أن يُكذِّبَ الصادقَ الأمين الذي مازالوا منذ شبابه يشهدون له بالصدق: (...فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) الأنعام: 33
                7- إشارة النبى بأن غزوة الأحزاب آخر حرب يشنها المشركون على المسلمين:
                عندما انقضت غزوة الأحزاب، وولت جموعهم الأدبار، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال: ((الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم)). (رواه البخارى)
                قال ابن حجر عن قوله صلى الله عليه وسلم: ((الآن نغزوهم ولا يغزوننا)): "وفيه علمٌ من أعلام النبوة، فإنه صلى الله عليه وسلم اعتمر في السنة المقبلة، فصدّتهُ قريش عن البيت، ووقعت الهدنة بينهم إلى أن نقضوها، فكان ذلك سببَ فتح مكة، فوقع الأمر كما قال صلى الله عليه وسلم". (فتح الباري (7/468))
                فمن الذي أعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الألوف التي دهمت المدينة لن تعود إليها بعد هذه الكَرَّة الخاسرة؟ إنه الله رب العالمين.
                8- إشارة نبوية إلي أن المسلمون سيفتحون مصر:
                وقد افتتحها عمرو بن العاص في سنة عشرين أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما). (أخرجه مسلم في صحيحه)
                9- إشارة نبوية إلى أن دولتي فارس والروم ستذهبان إلي غير عودة:
                عن أَبِي هريرة أَنّه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذا هلَك كسرى فلا كسرى بعده وإِذا هلَك قيصر فلا قيصر بعده والّذي نفس محمد بِيده لَتُنفقُن كنوزهما في سبِيل اللّه). (البخارى)
                10- اخباره صلى الله عليه وسلم بفتح فارس:
                وأما فتح فارس، فقد بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال: ((لتفتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض)). (رواه مسلم (2919))
                وتحقق الوعد زمنَ خلافة عمر بن الخطاب، ففتحه الصحابة فكان أول من رأى القصر الأبيض ضرار بن الخطاب، فجعل الصحابة يكبرون ويقولون: هذا ما وعدنا الله ورسوله. (البداية والنهاية (7/64))
                ومن معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيبية أيضًا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح بلاد فارس، وانتشار الأمن والأمان في ربوع الجزيرة العربية، فعن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجلٌ، فشكا إليه الفاقة، ثمَّ أتاه آخر، فشكا قطع السَّبيل، فقال: "يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟" قلتُ: لم أرها، وقد أُنبئت عنها. قال: "فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ (المرأة في الهودج) تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ، حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، لاَ تَخَافُ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ". قلتُ فيما بيني وبين نفسي: فأين دُعَّار طيِّئ (قطاع الطريق) الَّذين قد سعَّروا البلاد (ملئوا الأرض شرًّا وفسادًا) "وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى" قلتُ: كسرى بن هرمز. قال "كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ، فَلاَ يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ، وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، فَيَقُولَنَّ: أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولاً فَيُبَلِّغَكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالاً، وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ جَهَنَّمَ." قال عدي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقَّةِ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ."
                قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتَّى تطوف بالكعبة، لا تخاف إلاَّ اللَّه، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياةٌ لترونَّ ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم "يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ" (البخاري: كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (3400)) وحدث هذا في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه فقد كان عماله يطوفون على مَنْ يَقْبَل الصدقة فلا يقبلها أحد؛ فقد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس، وعن ذلك يقول مهاجر بن يزيد: بعثنا عمر بن عبد العزيز فقسمنا الصدقة، فلقد رأيتنا وإنا لنأخذ الزكاة في العام القابل ممن يُتَصَدَّق عليه في العام الماضي. (محيي الدين النووي: تهذيب الأسماء واللغات 2/21)
                11- إشارته إلى موت النجاشي يوم وفاته مع بعد ما بين أرض الحبشة والمدينة:
                عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، فخرج إلي المصلى فصفهم وكبر أربعا. (البخارى)
                12- إخباره صلى الله عليه وسلم بمدة الخلافة بعده:
                عن سفينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء أو ملكه من يشاء".
                وهذا الخبر من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إذ كانت خلافتة أبي بكر سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال، وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة إلا اثنى عشر يوماً، وكانت خلافة علي خمس سنوات إلا شهرين وتكميل الثلاثين كان بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنه إذ كانت نحوأ من ستة أشهر، ثم نزل عليها لمعاوية عام أربعين من الهجرة، ومصداق هذا في قوله صلى الله عليه وسلم" إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين". (البداية والنهاية ج 9 ص 153)

                تعليق


                • #9
                  رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                  13- إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابة بنصرة الله للإسلام وإظهاره علي الدين كله:
                  (عَنْ خَبَّابِ بْنِ الَأَرَتِّ، قَالْ : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ عِنْدَ الْكَعْبَةِ ، أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا ، قُلْنَا : أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا ؟ قَالْ : فَجَلَسَ مُغْضَبًا مُحْمَرًّا وَجْهُهُ، فَقَال: "َكَانَ الرَّجُلُ مِنْ قَبْلِكُمْ يُؤْخَذُ، فَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ." (رواه البخارى (3366))
                  والأمر الذي أشار إليه الحبيب صلى الله عليه وسلم كما قال العلماء هو الإسلام وقد تحقق هذا وانتشر الأمن وآمن الناس علي أنفسهم عكس ما كان الحال عليه في الجاهلية وزال الخوف وأذي المشركين ولله الحمد. (فتح الباري لابن حجر ج 7 ص 166)
                  14- التنبوء بفتح بيت المقدس وطاعون عمواس وكثرة المال في زمن الفتوحات الإسلامية:
                  عن عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "أَتيت النبِي صَلَّى اللَّه عليه وسَلّمفي غزوة تبوك وهو في قبة منْ أَدم فَقَال اعدد سِتا بين يدي الساعة موتي ثُم فتح بيت الْمقْدس ثُم موْتان يأْخذ فيكم كقعاصِ الْغنمِ ثم استفاضة المال حتّى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إِلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأَصفر فيغدرون فَيَأْتُونَكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثْنا عشر أَلْفا". (البخاري)
                  وقد وقع الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام: ففتح بيت المقدس بعدما توفاه الله صلى الله عليه وسلم في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
                  وقال الإمام الحافظ عماد الدين بن كثير: ذكره أبو جعفر بن جرير في هذه السنة عن رواية سيف بن عمر وملخص ما ذكره هو وغيره أن أبا عبيدة لنا فرغ من دمشق كتب إلة أهل إيلياء يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، أو يبذلون الجزية أو يؤذنون الحرب. فأبوا أن يجيبوا إلي ما دعاهم إليه. فركب إليهم في جنوده واستخلف علي دمشق سعيد بن زيد ثم حاصر بيت المقدس وضيف عليهم حتى أجابوا إلي الصلح بشرط أن يقدم إليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب..... ثم سار – عمر – حتى صالح نصارى بيت المقدس، واشترط عليهم إجلاء الروم إلي ثلاث، ثم دخلها إذ دخل المسجد من الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء. (البداية والنهاية ج 9 ص 655، 656)
                  وقوله عليه السلام "ثُم موْتان يأْخذ فيكم كقعاصِ الْغنمِ" وقد تحقق هذا في طاعون عمواس فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان بالشام مات فيه خمسة وعشرون ألفًا من المسلمين (المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج ج 1 ص 105) سنة ثماني عشرة، ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة منهم معاذ بن جبل وأبو عبيدة عامر بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وأبو جندل بن سهيل بن عمرو، وأبوه، والفضل بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم أجمعين. (البداية والنهاية ج 9 ص 164)
                  وحدثت إستفاضة المال وكثرته في خلافة عثمان عند تلك الفتوح العظيمة، وكان أيضاً في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقد وقع في زمنه أن الرجل كان يعرض ماله للصدقة فلا يجد من يقبل صدقته. (فتح الباري ج6 ص227، ج13 ص86)
                  15- إخباره عن موته صلى الله عليه وسلم وموت أبى بكر الصديق ميتة طبيعية، واستشهاد عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير رضي الله عنهم جميعا:
                  عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد. (مسلم)
                  وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها إخباره أن هؤلاء شهداء وماتوا كلهم غير النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر شهداء. فإن عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير رضي الله عنهم قتلوا ظلمًا شهداء، فقتل الثلاثة مشهور وقتل الزبير بوادي السباع بقرب البصرة منصرفا تاركًا للقتال وكذلك طلحة اعتزل الناس تاركا للقتال فاصابه سهم فقتله وقد ثبت أن من قتل ظلمًا فهو شهيد. (مسلم بشرح النووي ج 15 ص 189)
                  16- اخباره لإبنته السيدة فاطمة بوفاته وإعلامها بأنها أول آل بيته لحوقًا به:
                  عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت، فسألنا عن ذلك فقالت: سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت. (البخارى)
                  وقد لحقت السيدة فاطمة بوالدها صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بستة أشهر كما في الحديث الذي أخرجاه في الصحيحين عن السيدة عائشة عليها الصلاة والسلام.
                  17– اخباره زوجته السيدة ميمونة رضى الله عنها أنها لن تموت بمكة:
                  عن يزيد بن الأصم ثقلت ميمونة بمكة وليس عندها من بني أختها أحد فقالت أخرجوني من مكة فإني لا أموت بها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني لا أموت بمكة فحملوها حتى أتوا بها إلى سرف الشجرة التي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها في موضع القبة فماتت رضي الله عنها. (أخرجه بن أبي شيبة، وعنه وعن المصنف نقله السيوطي في الخصائص الكبرى ج 2 ص 148)
                  وكان موتها سنة إحدى وخمسين على الصحيح. (البداية والنهاية ج9 ص224)
                  18– اخباره سيدنا الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه بالإمارة وقتله بعدها:
                  عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري (وكان أبو فضالة من أهل بدر) قال خرجت مع أبي عائدا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من مرض أصابه ثقل منه قال فقال له أبي ما يقيمك في منزلك هذا لو أصابك أجلك لم يلك إلا أعراب جهينة تحمل إلى المدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك فقال علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى أن لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه يعنى لحيته من دم هذه يعنى هامته فقتل وقتل أبو فضالة مع على يوم صفين. (أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 336 – ح 8946)
                  19- اخباره بمقتل عمار بن ياسر وفي ذلك دليل علي معرفة الفرقة الباغية:
                  رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر عند بناء مسجده صلى الله عليه وسلم يحمل لبِنَتين لبنتين، فيما كان الصحابة يحملون لبِنة لبِنة، فجعل صلى الله عليه وسلم ينفض التراب عنه، ويقول: ((ويح عمار، تقتلُه الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار))، قال أبو سعيد: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن. (رواه البخاري ح (428)، ومسلم ح (5192) واللفظ للبخاري)
                  قال العلماء هذا الحديث حجة ظاهرة فى أن عليا رضى الله عنه كان محقا مصيبا والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم.
                  20- اخباره صلى الله عليه وسلم عن خروج إحدى أزواجه على جمل، وأنه يقتل حولها كثير من المسلمين:
                  فعن ابن عباس رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيتُكنَّ صاحبة الجمل الأدبب [أي كثير وبر الوجه]، يقتل حولها قتلى كثيرة، تنجو بعدما كادت)). (رواه ابن أبي شيبة في المصنف ح (37785))
                  وقد تحققت نبوءته صلى الله عليه وسلم حين سارت عائشة رضي الله عنها جهة البصرة قبيل وقعة الجمل، فلما بلغت مياه بني عامر نبحت الكلاب، فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا أني راجعة.
                  فقال لها الزبير: بل تقدمين، فيراك المسلمون، فيصلح الله عز وجل بينهم، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي ذات يوم: ((كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب)). (رواه أحمد ح (23733)) فتحقق ما أخبرها به النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بخمس وعشرين سنة، ليكون إنباؤه دليل صدقه وبرهان نبوته.
                  وإذا كانت الفتنة قد عصفت رياحها بالكثيرين، فإن ثمة من لا تضره الفتنة ولا يشترك فيها، إنه محمد بن مَسْلَمة، يقول حذيفة رضى الله عنه: ما أحد من الناس تدركه الفتنة إلا أنا أخافها عليه؛ إلا محمد بن مسلمة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تضرك الفتنة)). (رواه أبو داود ح (4663))
                  ولما أطلَّت الفتنة برأسها حقق محمد بن مسلمة نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فاعتزلها، وكسر سيفه، واتخذ سيفاً من خشب. (انظر العبر، الذهبي (1/9)
                  21– اخباره عن من يقتل من المشركين يوم بدر ومكان مصرعهم:
                  عن أنس قال كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت حديد البصر فرأيته فجعلت أقول لعمر أما تراه قال سأراه وأنا مستلق على فراشي ثم أخذ يحدثنا عن أهل بدر قال إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارعهم بالأمس يقول هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله تعالى وهذا مصرع فلان إن شاء الله تعالى غدا إن شاء الله تعالى قال فجعلوا يصرعون عليها قال قلت والذي بعثك بالحق ما أخطئوا تيك كانوا يصرعون عليها ثم أمر بهم فطرحوا في بئر فانطلق إليهم فقال يا فلان يا فلان هل وجدتم ما وعدكم الله حقا فإني وجدت ما وعدني الله حقا قال عمر يا رسول الله أتكلم قوما قد جيفوا قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا.
                  وفي رواية مسلم: "فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم". (مسلم)
                  22– الإخبار بنهاية الرجل الذي كان يكتب له وارتد وافترى على النبى:
                  عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا [عند مسلم: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ] فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، [وعند مسلم: فَانْطَلَقَ هَارِباً حَتَّىَ لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَرَفَعُوهُ] فَكَانَ يَقُولُ: "مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبْتُ لَهُ" [وعند مسلم: قَالُوا: هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ، فَأُعْجِبُوا بِهِ] [وَ‏فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ " كَانَ يَقُول: "مَا أَرَى يُحْسِن مُحَمَّد إِلَّا مَا كُنْت أَكْتُب لَهُ"]، [ويقول الإمام ابن تيمية فى الجواب الصحيح (6/ 284) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: اللهم اجعله آية. وذكرها الشوكانى فى والشوكاني كما في إرشاد الثقات (ص: 66)] فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ [وعند مسلم: فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ]، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ [وعند مسلم: قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَىَ وَجْهِهَا] فَقَالُوا: "هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ [‏فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ "لَمَّا لَمْ يَرْضَ دِينهمْ"] نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُفَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ فَقَالُوا: "هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُفَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الْأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ [وعند مسلم: فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذاً]. (أخرجهُ البخاري (3617)، ومسلمٌ (2781))
                  وقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في "الصارمِ المسلولِ" (ص233) معلقاً على القصةِ: "فهذا الملعونُ الذي افترى على النبي صلى اللهُ عليه وسلم أنه ما كان يدري إلا ما كتب له؛ قصمهُ اللهُ وفضحهُ بأن أخرجهُ من القبرِ بعد أن دُفن مراراً، وهذا أمرٌ خارجٌ عن العادةِ، يدلُ كلّ أحدٍ على أن هذا عقوبة لما قالهُ، وأنه كان كاذباً، إذ كان عامةُ الموتى لا يصيبهم مثل هذا، وأن هذا الجُرمَ أعظمُ من مجرد الارتداد، إذ كان عامةُ المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا، وأن اللهَ منتقمٌ لرسولهِ صلى اللهُ عليه وسلم ممن طعن عليه وسبهُ، ومظهرٌ لدينه، ولكذبِ الكاذبِ إذا لم يمكن للناسِ أن يقيموا عليه الحد" ا.هـ
                  وهكذا كانت آية من الله تعالى فى الدفاع عن نبيه صلى الله عليه وسلم.
                  23– الإخبار بأن مُلك أمته سيبلغ المشرق والمغرب:
                  عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا. (مسلم)
                  وهذا أخبر به في أول الأمر، وأصحابه في غاية القلة قبل فتح مكه وكان كما أخبر. (الجواب الصحيح ج 6 ص 90)
                  24- إشارة نبوية إلي أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه سيتولي أمر الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم:
                  (عن محمد بنِ جبير بن مطعم عن أَبِيه قَال أَتت امْرَأَة النَّبِي صَلَى اللَّه عَلَيه وسَلَم فأَمرها أَن ترجع إِلَيه قالَت أَرأَيت إِن جئْت ولَم أَجدك كأَنها تقول الموت قال صلَى اللَّه علَيه وسلَم إِن لَم تجديني فاْتي أَبا بكر.) (أخرجه البخاري في صحيحه)
                  فكان هذا، وتولي أبو بكر الصديق أمر وولاية المسلمين بعده صلى الله عليه وسلم فكان هو القائم بعده بالأمر.
                  25- إشارة نبوية إلي أن عمر رضي الله عنه سيقتل:
                  عن حذيفه أنه قال: كنا عند عمر فقال أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة كما قال؟ قال: فقلت أنا. قال: إنك لجريء وكيف قال قال قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال عمر ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر قال فقلت مالك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال أفيكسر الباب أم يفتح قال قلت لا بل يكسر قال ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا قال فقلنا لحذيفة هل كان عمر يعلم من الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد الليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط قال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا لمسروق سَلْهُ فسأله فقال عمر. (صحيح مسلم)
                  وهكذا وقع الأمر سواء بعد ما قتل في سنة ثلاث وعشرين وقعت الفتن بين الناس وكان قتله سبب انتشارها بينهم. (النهاية في الفتن والملاحم ج 1 ص 10)
                  26- إشارة نبوية إلي أن الله سيصلح بالحسن رضي الله عنه بين فئتين عظيمتين من المسلمين:
                  عن ابي بكرة رضي الله عنه قال: سمعْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّم عَلَى الْمنْبر وَالْحسن إِلَى جَنْبه يَنْظر إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وإِلَيه مرة ويقُول: ابني هذا سيد وَلَعل اللَّه أَن يصْلح بِه بين فئتينِ من الْمسلمين". (البخارى (2704))
                  وقد وقع هذا الخبر كما أخبر بعد موت الرسول بنحو ثلاثين سنة، وهو سنة أربعين من الهجرة، لما أصلح الله بالحسن بين الفئتين المتحاربتين بصفين، عسكر علي وعسكر معاوية.
                  27– إخباره بمقتل الحسين رضي الله عنه ومكان حدوث ذلك:
                  ومن هؤلاء الذين تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن وفاتهم، سِبطُه الحسين بن علي ريحانة أهل الجنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لإحدى أزواجه: ((لقد دخل علي البيت ملَك لم يدخل عليَّ قبلًها فقال لي: إن ابنك هذا حسين مقتول، وإن شئت أريتُك من تربة الأرض التي يقتل بها. قال: فأخرج تربة حمراء)). (رواه أحمد في المسند ح (25985)، والحاكم (3/194))
                  وهكذا كان فقد قُتل رضيى الله عنه في كربلاء العراق عام 60 هـ، فمن أدرى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن الحسين مقتول؟ ومن الذي أراه تربة مقتله؟ إنه الله العليم.
                  28– الإخبار بفتح الشام واليمن والعراق تِباعًا:
                  عن سفيان بن أبي زهير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح الشام فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم تفتح اليمن فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم تفتح العراق فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. (البخارى)
                  قال العلماء في هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أخبر بفتح هذه الأقاليم، وأن الناس يتحملون بأهليهم إليها، ويتركون المدينة، وأن هذه الأقاليم تفتح على هذا الترتيب، ووجد جميع ذلك كذلك بحمد الله وفضله وفيه فضيلة سكنى المدينة والصبر على شدتها وضيق العيش بها والله أعلم. (شرح النووي علي مسلم ج 9 ص 158)
                  29- إخبار النبى عن موت أحد المسلمين المجاهدين كافرًا وأنه من أهل النار:
                  وروى الشيخان من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه نحواً من هذه القصة، في قصة رجل يدعى قزمان، حيث ذكرا أن المسلمين اقتتلوا مع المشركين , وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قزمان لا يدع لهم شاذّة ولا فاذّة إلا اتّبَعها يضربها بسيفه, فقيل: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان [أي قزمان]. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما إنه من أهل النار))، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه.
                  قال سهل: فخرج معه، كلما وقف وقف معه, وإذا أسرع أسرع معه.
                  قال: فجُرح الرجل جرحًا شديدًا، فاستعجل الموتَ، فوضع سيفَه بالأرض، وذُبابَه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه.
                  فخرج الرجل الذي يتابعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: ((وما ذاك؟)) فأخبره بخبر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة - فيما يبدو للناس - وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار - فيما يبدو للناس - وهو من أهل الجنة)). (رواه البخاري ح (2742), ومسلم ح (112))
                  30- اخباره بكتاب حاطب بن أبى بلتعة الذى أرسله سرًا للمشركين:
                  ومما أطلع الله نبيه عليه من الغيوب التي لا يعرفها لولا إخبار الله له؛ خبر كتاب حاطب بن أبي بلتعة رضى الله عنه الذي أرسله إلى قريش مع امرأة، يخبرهم فيه بعزم النبي صلى الله عليه وسلم على غزو مكة.
                  فلما كشف الله ذلك لنبيه؛ بعث عليًا والزبيرَ والمقدادَ بنَ الأسود، وقال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب، فخذوه منها))، يقول علي رضى الله عنه فانطلقنا حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب. (رواه البخاري ح (3007)، ومسلم ح (2494))
                  31- إشارته صلى الله عليه وسلم أن هياج الريح لقتل منافق بالمدينة:
                  وبينما النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قادمون من سفر؛ إذ هاجت ريحٌ شديدة، تكاد أن تدفن الراكب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بُعِثَت هذه الريح لموت منافق))، فلما قدم المدينة، فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات. (رواه مسلم ح (2782)) وهَذَا الْمُنَافِقُ هُوَ: رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ التَّابُوتِ
                  32- إشارته إلى قدومُ أُويس القَرَني من اليمن:
                  ومما أخبر به صلى الله عليه وسلم من المغيبات - التي أطلعه الله عليها لتكون برهان نبوته - قدومُ أُويس القَرَني من اليمن، وقد ذكر صلى الله عليه وسلم لأصحابه بعضَ صفته وأحواله، فقال: ((إن رجلاً يأتيكم من اليمن، يقال له: أُويس، لا يدع باليمن غيرَ أمٍ له، قد كان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه؛ إلا موضعَ الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فليستغفر لكم)). (رواه مسلم ح (2542))
                  وقد كان كما أخبر صلى الله عليه وسلم، فقد أقبل أهل اليمن زمن عمر؛ فجعل يستقري الرفاق، فيقول: هل فيكم أحد من قَرَن؟ حتى أتى على قرن، فقال: من أنتم؟
                  قالوا: قَرَن.
                  قال: فوقع زِمامُ عمر رضى الله عنه أو زِمام أويس، فناوله أحدهما الآخر، فعرفه.
                  فقال عمر: ما اسمك؟ قال: أنا أويس.
                  فقال: هل لك والدة؟ قال: نعم.
                  قال: فهل كان بك من البياض شيء؟ قال: نعم، فدعوتُ اللهَ عز وجل فأذهبَه عني إلا موضعَ الدِرهم من سُرَّتي لأذكر به ربي.
                  فقال له عمر رضى الله عنه: استغفر لي. قال: أنتَ أحقُّ أن تستغفر لي، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                  فقال عمر رضى الله عنه: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن خير التابعين رجل يقال له أويس، ولهُ والدة، وكان به بياض، فدعا الله عز وجل، فأذهبَه عنه إلا موضعَ الدِرهم في سُرَّتِه)) فاستغفَر له أويس، ثم دخل في غِمار الناس، فلم يُدر أين وقع [أي ذهب]. (رواه مسلم ح (2542))
                  33- اخباره بأن المسلمين سيغزون من بعده عن طريق البحر، واستشهاد أم حرام:
                  ففي حديث يرويه الشيخان أنه صلى الله عليه وسلم نام يومًا في بيت أم حرام، ثم استيقظ وهو يضحك، فسألَتْه: ما يضحكك يا رسولَ الله؟ قال: ((ناس من أمتي عُرضوا عليّ غُزاة في سبيل الله، يركبون ثبج [ظهر] هذا البحر، مُلوكاً على الأَسِرّة، أو مثل الملوك على الأَسرّة)).
                  قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها.
                  ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فسألته أم حرام: ما يضحكُك يا رسول الله؟ قال: ((ناس من أمتي عُرِضوا عليّ غُزاة في سبيل الله)) فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: ((أنت من الأولين)).
                  فركبت أمُّ حرامٍ بنتِ مِلحانٍ البحرَ في زمن معاوية رضيى الله عنه، فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت. (البخاري ح (2789)، ومسلم ح (1912))
                  وقد نقل الطبراني وغيره أن قبرها معروف في جزيرة قبرص. (الطبراني في الكبير ح (316))
                  فمن الذي أعلم النبي صلى الله عليه وسلم بما يكون بعده؟ من الذي أعلمه بأن أمته سوف تغزو البحر من بعده، وأن أم حرام بنت ملحان ستعيش حتى تدرك هذا الغزو، فتشارك فيه؟
                  34- اخباره قبل الهجرة بانتصاره على المشركين، وحدث ذلك فى بدر:
                  تنبؤه صلى الله عليه وسلم بنصر بدر العظيم، وذلك في وقت كان المسلمون يعانون في مكة صنوف الاضطهاد ويُسامون سوء النكال؛ وفي وسط هذا البلاء نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)) القمر: 43-46
                  فقال عمر بن الخطاب [أي في نفسه]: أي جمع يهزم؟ أي جمع يُغلَب؟ فلما كان يوم بدر رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يثِب في الدرع، وهو يقول: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) فعرفتُ تأويلها يومئذ. (جامع البيان (22/602))
                  فهذه الآية نزلت قبل الهجرة بسنوات؛ تتحدث عن غزوة بدر واندحار المشركين فيها، وتتنبأ بهزيمتهم وفلول جمعهم.
                  وقبيل معركة بدر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم اقتراب تحقق الوعد القديم الذي وعده الله، فقام إلى العريش يدعو ربه ويناجيه: ((اللهم إني أنشِدُك عهدَك ووعدَك، اللهم إن شئت لم تُعبَد بعدَ اليوم)).
                  ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عريشه، وهو يقول: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) (البخاري ح (2915))
                  وهكذا كان، فقد هزمت جموعهم، وولوا على أدبارهم، وصدق الله نبيَه الوعدَ، وعدَ الله لا يخلف الله الميعاد.
                  35- اخباره بشهادة أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث:
                  36- اخباره بأن أبا ذر يمشى وحده ويموت وحده، ويبعث وحده:
                  وهناك الكثير أحجمنا عن ذكره، ففى هذا القدر ما يكفر لإثبات ما نذهب إليه.
                  وعلى ذلك إذا ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشىء من الغيب، كان هذا مما اختصه الله به وأوحاه إليه؛ ليكون برهان نبوته ودليل رسالته.
                  وبناء على ذلك فإن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عرضت علي الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت منها قطفا من عنب لآتيكم به، فحيل بيني وبينه، ولو أتيتكم به لأكل منه ما بين السموات والأرض لا ينقصونه شيئا...... ثم عرضت علي النار، فلما وجدت سفعها يعني: لفحها وشعاعها - تأخرت عنها، وأكثر ما رأيت فيها النساء اللاتي إن أؤتمنّ أفشين، وإن يُسألن يبخلن، وإن يَسألن ألحفن)، لا يسعنا إلا أن نقول فيه: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                  والغريب مع السيد رشيد أنه يؤمن بيسوع كإله أو حتى نبى على الرغم من النبوءات الكاذبة التى قالها، والتى لم تتحقق، والتى تنفى عن يسوع النبوة، كما حدد الرب فى الكتاب المقدس، وبالتالى الألوهية:
                  إن المعيار الإلهى عند السيد رشيد فى الكتاب الذى يقدسه يقول إن النبى الذى يتنبأ بنبوءة ما ولم تحدث، فهو نبى كاذب، ويجب أن يُقتل ذلك النبى، كما جاءت فى النسخة السامرية والترجمة العربية المشتركة والكاثوليكية: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلامًا لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».) التثنية 18: 20-22
                  الترجمة العربية المشتركة (وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ. )
                  الكاثوليكية اليسوعية: (ولكن أَيُّ نَبِيٍّ اعتَدَّ بنَفْسِه فقالَ بِاَسْمي قَولًا لم آمُرْه أَن يَقولَه، أَو تكَلَّمَ بِاَسمِ آِلهَةٍ أُخْرى، فليَقتَلْ ذلك النَّبِيّ)
                  وكيف مات يسوع؟ لقد قتل مصلوبًا، وهى قتلة تؤدى إلى لعن من ينالها، والأغرب من ذلك أنهم يتفاخرون بكون يسوع مات ملعونًا لأجلهم: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                  ألم أخبرك يا سيد رشيد أن كتبة هذه الأناجيل والرسائل من أعداء يسوع؟
                  هل تعلم أن بولس لم يكتب أى رسالة من الرسائل المنسوبة له؟ هل تعلم أنه كتب فقط بضعة أسطر إلى هذه الكنائس؟
                  يقول يوسابيوس القيصرى مؤرخ الكنيسة فى كتابه (تاريخ الكنيسة)، الذى يرجع إلى القرن الرابع عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلًا عن أوريجانوس الذى يرجع إلى القرن الثالث (185-254): «أما ذاك الذى جعل كفئًا لأن يكون خادم عهد جديد، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها». (يوسابيوس 6: 25)
                  وطالما أن الأناجيل الأربعة بٌنيت على مرقس تلميذ بطرس، الذى هو رفيق بولس فى رحلاته التبشيرية، فيجب أن تُرفض هى الأخرى، لأن ما بُنى على باطل فهو باطل.
                  وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: “قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئًا إلى جميع الكنائس، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور”. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
                  هل كان يسوع مدعيًا للنبوة؟
                  ودليلنا على أنه كان مدعيًا للنبوة هى نبوءاته التى لم تتحقق: (29«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 31فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا. 32فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ. 33هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا مَتَى رَأَيْتُمْ هَذَا كُلَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى الأَبْوَابِ. 34اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ. 35اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.) متى 24: 29-35
                  لقد أخبرهم يسوع بسقوط نجوم السماء، وانتهاء ضوء القمر، وظلام الشمس، وتزعزع قوات السماوات قبل أن ينتهى هذا الجيل. (34اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ.) وقد انتهى الجيل الذى كان يخاطبه، وانتهى بعده أكثر من 80 جيل، ولم يحدث ما أشار إليه الإنجيل. أى لم تتحقق النبوءة. بل أجزم أن كلامه لا يزول، وقد زال كلامه، ولم يَصْدق فى نبوءته أو وعده بعدم زوال كلامه.
                  وأكد كاتب إنجيل لوقا على هذه المعلومة، فقال: (27حَقًّا أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ».) لوقا 9: 27
                  وأكد كاتب إنجيل مرقس أيضًا على نفس الكلام بقوله: (وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللَّهِ قَدْ أَتَى بِقُوَّةٍ».) مرقس 9: 1
                  فما مفهومك يا سيد رشيد عن النبوة، وعن نبوة يسوع، إذا كان تطبيقك لها مخالف للأسس التى تضعها لنبى الإسلام وللمعايير التى قعَّدها الرب فى كتابك الذى تقدسه؟
                  لماذا تجنبت تعريف الكتاب الذى تقدسه للنبوة؟ هل لكى لا تظهر المشكلة التى يغوص فيها يسوع من هذا الجانب؟ أم لأنه لا يمكنك إثبات نبوة يسوع فى وجود معيار النبوءات الكاذبة وموته مقتولا؟
                  والنبوءة الثانية هى قوله: (50أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ. 51اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ».) يوحنا 8: 50-51
                  فهل لم يحفظ باباوات الكنائس وكل رجالها بفروعها المختلفة كلام يسوع؟
                  هل لم يحفظ التلاميذ أنفسهم كلام يسوع؟
                  هل هذا الكلام الذى نقرأه عند يوحنا لا يمت ليسوع بصلة؟ أم إن هذا كلام يسوع وهى نبوءة كاذبة، استحق عليها القتل؟
                  والنبوءة الثالثة هى قوله عن صفات المؤمنين أنهم: (18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».) مرقس 16: 18
                  متى تجرأ أحد المؤمنين المسيحيين من الباباوات أو الأساقفة أو القمامصة أو غيرهم من القساوسة وشرب شيئًا مميتًا ليثبت به صحة هذا النص وهذه النبوءة؟ وما الذى يدفعهم للعلاج فى الخارج إذا كان أحد مؤمنيهم يستطيع أن يضع يده على المريض فيبرأ؟ فهل فهموا أن المؤمنين هم من الكاثوليك أو البروتستانت أو الملحدين بالخارج؟ أم إن سفرهم للخارج للعلاج هو تكذيب لقول يسوع والنبوءة المنسوبة له؟
                  النبوءة الرابعة، قول يسوع لتلاميذه: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 24
                  والنبوءة الخامسة عن عودة ابن الإنسان فى حياة بعض أتباعه: (28فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَعُودُ فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، فَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ».) متى 16: 28
                  فهل عاد ابن الإنسان قبل موت كل جيل يسوع والأجيال التى تلته؟ لا. لم يرجع حتى الآن. فهى نبوءة فهموها خطأ أنها تقصد يسوع، فضلوا وأضلوا وقاموا بتتويه القارىء حتى يظن أن يسوع هو نفسه ابن الإنسان، ولا يعرف أن ابن الإنسان هو المسِّيِّا، النبى الخاتم، والذى بشر يسوع بقدومه بعده.
                  ناهيك عن النبوءات المخترعة التى ألفها كتبة الأناجيل ونسبوها ليسوع، وهو براء منها؛ حتى يكون هو المسيح الرئيس (المسِّيِّا)، النبى الخاتم، الذى تكلمت عنه كل الكتب، وذكره كل الأنبياء، ولا تنطبق نهائيًا على يسوع، بل كلها تنطبق على محمد صلى الله عليه وسلم، مثل القول: (46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ) لوقا 24: 46
                  ففى أى كتاب من كتب العهد القديم كتب هذا؟ لا يوجد فى العهد القديم بأكمله!
                  * * *
                  10- كيف علم رشيد بتشنج عضلات فخذ النبى؟
                  يقول السيد رشيد: (كانت تتشنج عضلاته، خصوصًا عضلة الفخذ حتى تبرك الناقة). وفى الحقيقة هذا تخيله، يرميه، ثم يقيم عليه النتائج، وبه يصل لمراده. فهل تشنج عضلة إنسان تجبر الناقة أن تبرك، ولا تتحرك، أم تدفعها للمضى قدمًا مثل الحصان؟ أم إن هذا حمل من على الناقة وثقلهما عليها أو حتى احترام الناقة لملاك الله، أو خوفها منه، وهذا عين ما حدث لأتان بلعام: (21فَقَامَ بَلعَامُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلى أَتَانِهِ وَانْطَلقَ مَعَ رُؤَسَاءِ مُوآبَ. 22فَحَمِيَ غَضَبُ اللهِ لأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ وَوَقَفَ مَلاكُ الرَّبِّ فِي الطَّرِيقِ لِيُقَاوِمَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلى أَتَانِهِ وَغُلامَاهُ مَعَهُ. 23فَأَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ وَاقِفًا فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ فَمَالتِ الأَتَانُ عَنِ الطَّرِيقِ وَمَشَتْ فِي الحَقْلِ. فَضَرَبَ بَلعَامُ الأَتَانَ لِيَرُدَّهَا إِلى الطَّرِيقِ. 24ثُمَّ وَقَفَ مَلاكُ الرَّبِّ فِي خَنْدَقٍ لِلكُرُومِ لهُ حَائِطٌ مِنْ هُنَا وَحَائِطٌ مِنْ هُنَاكَ. 25فَلمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ زَحَمَتِ الحَائِطَ وَضَغَطَتْ رِجْل بَلعَامَ بِالحَائِطِ فَضَرَبَهَا أَيْضًا. 26ثُمَّ اجْتَازَ مَلاكُ الرَّبِّ أَيْضًا وَوَقَفَ فِي مَكَانٍ ضَيِّقٍ حَيْثُ ليْسَ سَبِيلٌ لِلنُّكُوبِ يَمِينًا أَوْ شِمَالًا. 27فَلمَّا أَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاكَ الرَّبِّ رَبَضَتْ تَحْتَ بَلعَامَ. فَحَمِيَ غَضَبُ بَلعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالقَضِيبِ. 28فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ فَقَالتْ لِبَلعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الآنَ ثَلاثَ دَفَعَاتٍ؟» 29فَقَال بَلعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي. لوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلتُكِ». 30فَقَالتِ الأَتَانُ لِبَلعَامَ: «أَلسْتُ أَنَا أَتَانَكَ التِي رَكِبْتَ عَليْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلى هَذَا اليَوْمِ؟ هَل تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَل بِكَ هَكَذَا؟» فَقَال: «لا». 31ثُمَّ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلعَامَ فَأَبْصَرَ مَلاكَ الرَّبِّ وَاقِفًا فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ فَخَرَّ سَاجِدًا عَلى وَجْهِهِ.) العدد 22: 21-31
                  وهل تتشنج عضلات النبى بهذه القوة ولا يدمع أو يبكى أو يتأوَّه؟ وكيف لاأى عضلات فخذ النبى من تحت الجلباب الذى كان يرتديه؟ هل سبق أحد من الصحابة وحكى ذلك؟
                  يا سيد رشيد إنك تكذب ظنًا منك أن كذبك هذا لازدياد مجد الرب وهو فى الحقيقة لا يزيد إلا مجد الشيطان، الذى باركه الرب وأمر هارون أن يقدم له أضحية مشابهة لأضحية الرب، بل أمره أن يلقى القرعة بينهما (لاويين 16: 5-10):
                  (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                  وماذا تقول فى زيد بن ثابت الذى جاءت ساق الرسول صلى الله عليه وسلم على ساقه أثناء نزول الوحى على النبى، فقال إنه لم ير أثقل من رجل الرسول صلى الله عليه وسلم؟
                  وماذا تقول فى نزول الوحى على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو جالس، لم يتحرك ليضبط ساقه أو عضلاته تجنبًا للتقلص والتشنج الذى تزعمه؟
                  * * *

                  تعليق


                  • #10
                    رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                    11- إنى خشيت على نفسى:
                    يعترض السيد رشيد على قول الرسول صلى الله عليه وسلم وقت نزول الوحى عليه لأول مرة، وقوله للسيدة خديجة: "إنى خشيت على نفسى"، أو "خشيت على عقلى"، وعلق عليها السيد رشيد قائلا: تعنى أننى خشيت أن لا أكون سويًا أو مجنونًا؟
                    أولا: ليس للسيد رشيد أن يعترض، حيث كان قوله (إنى خشيت على نفسى) قالها صلى الله عليه وسلم، ولم يكن قد تولى النبوة، أو حمل الرسالة. كما أنه بشر، ليس أكثر، وهذا أمر يحدث بصورة طبيعية للبشر، والأنبياء، وسأكرر عليك بعض ما حدث للأنبياء فى لقائهم مع ملاك الرب. فقد كان هذا اللقاء الأول بملاك الله جبريل عليه السلام. ولو وضع إى إنسان نفسه مكان الرسول صلى الله عليه وسلم، وظهر له ملاك يحتضنه بقوة، حتى بلغ منه الجهد. فهل لن يخشى على نفسه؟ هل إنسان لا علاقة له بالنبوة ولا الملائكة، ويظهر له جبريل لأول مرة، لا يخشى على نفسه الموت أو أن يكون قد أصابه مس، أو تجانب عيناه الرؤيا السليمة، أو تخيب حواسه فى تقدير هذه الرؤية وهذا الموقف؟
                    ثانيًا: قول (إنى خشيت على عقلى) يقول العلماء إنها إضافة من الناسخ، فلا علاقة لها بالموضوع. لكن بفرض أنها صحيحة، ما المشكلة أن يخشى محمد صلى الله عليه وسلم فى هذا الموقف، الذى يعايشه لأول مرة فى حياته أن يكون هذا الذى عايشه يمثل خطرًا على حياته أو عقله أو صحته؟ ألم يسقط أنبياء العهد الجديد على وجوههم فور رؤية ملاك الرب؟ ألا تعتقد أن عدم فقدان الرسول صلى الله عليه وسلم عقله فى هذا الموقف، وأنه لم يرمِ نفسه على وجهه على الأرض كان موقفًا يحسب له، حيث لم يسجد لملاك، ولكن كان سجوده لله، وأن قواه لم تخر، وظل متماسكًا رغم خوفه؟
                    وقد أنكر ابن حجر وأبو بكر بن العربي تفسير (إني خشيت على نفسي) أي خشي من الجنون. وهناك خطأ فاحش فلعله من الناسخ (خشيت على عقلي) وتتضح صفاته الطيبة صلى الله عليه وسلم في حديث هرقل الطويل مع أبي سفيان لما ذكر صفات النبي صلى الله عليه وسلم.
                    ثالثًا: لقد تجنبت قول زوجه السيدة خديجة رضي الله عنها، فهى من أكثر الناس الذين يمكنهم تقييم حالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذا الموقف، لقد بادرته بقولها: (كلا، والله لا يخزيك الله، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق) وذلك لما جاءه الوحي، وقال (إني خشيت على نفسي)
                    بديهى أن يخشى الرسول صلى الله عليه وسلم على نفسه، فلم يدري صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما هذا الأمر، ولا يعرف ما نهايته، وإلى أى حد سوف يتوقف، فكل ذلك غيب بالنسبة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنه ما كَانَ يرجو أن يلقى الله إليه الكتاب، ولا كَانَ يتوقع ذلك، ولا علم له بأمثال هذه الأمور المغيبة.
                    وبديهى أن تخشى عليه زوجته أن يكون ماحدث له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الجان والشيطان، لكنها فكرت في ذلك بهذا العقل الراجح، وبهذه البصيرة التي لديها. فهدَّأته وهدَّأت نفسها بهذا الفكر وهذا الإيمان، الذى تعلمته فى حياتها. لذلك ذكرت خديجة ما ينفي هذا، وهو ما كَانَ مجبولًا عليه من مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، وقد علمت من سنة الله أن من جبله عَلَى الأخلاق المحمودة ونزهه عن الأخلاق المذمومة: فإنه لا يخزيه.
                    فأهل الجاهلية عَلَى ما فيهم، كانوا إذا اجتمع في الرجل منهم حب العدل والعفاف والكرم، توقعوا له الخير، وحسن العاقبة والسمعة الحسنة والقبول، لأن كل النفوس مجبولة عَلَى أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عدل كريم يُجازي الإِنسَان من جنس ما يعمل، فهل يكون امرؤٌ يعمل هذه الأعمال الجليلة النبيلة التي تجمع العقول والفطر عَلَى نبلها وفضلها وشرفها، ويخزيه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
                    بينما رجل فاجر يتقحم في الموبقات، وفي المهلكات، والطغيان، والبغي، والعدوان ويكون له لواء المحامد والمناقب منشورًا مرفوعًا؟‍! هذا لا يمكن وليس هذا من سنة الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- حتى عند الجاهليين عَلَى ما لحق بفطرهم، وعقولهم من الضلال، والزيغ والانحراف.
                    وهذه الصفات النبيلة وَصَفَ بها ابن الدغنة فى الجاهلية أبا بكر الصديق -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وهذا دليل عَلَى المرتبة العليا التي كانت للصديق.
                    رابعًا: لو قال إنه يخشى على عقله، لكان ردها اختلف، ولكانت أفهمته أنه عاقل ويعى ما يحدث وغيرها من التعبيرات التى تُذهب عنه خوفه على عقله. إنما كانت تعبيراتها كلها تدور حول أن أخلاقه التى تؤهله لتولى النبوة، وأن ما حدث له، لا يمكن أن يتأتى من عدو أراد به شرًا، لأنه أهل لكل الخير، لحسن خلقه وصدقه، وبما يفعله مع الناس.
                    خامسًا: عندما سمع ورقة بن نوفل حكايته، قال له: (هذا هو الناموس الذي كَانَ يأتي موسى). وهذا يعنى أنه معروف لدى علماء الكتاب المقدس حالة النبى وقت نزول الوحى عليه لأول مرة، وغيرها. الأمر الذى يثبت صدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم. فأهل العلم برأوا الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل فاتهم وفات كل الناس بعدهم ما خطر على بالك؟
                    سادسًا: لقد صور البخارى حالة النبى صلى الله عليه وسلم بقوله: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء، وفؤاده يرجف. فهل سلم أى نبى فى الكتاب الذى تقدسه من الخوف والوجل، عندما التقاه ملاك الرب؟ لا، ولا حتى أم يسوع نفسها.
                    لقد خاف إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء من توجيه الرب كلامه له فى الرؤيا:
                    (1بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى أَبْرَامَ فِي الرُّؤْيَا: «لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدًّا».) تكوين 15: 1
                    وخاف موسى (الذى كان يسوع يتبعه) وغطى وجهه، لأنه أصيب بالرعب:
                    (6ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلَهُ أَبِيكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ.) خروج 3: 6
                    (21وَكَانَ الْمَنْظَرُ هَكَذَا مُخِيفًا حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ!».) عبرانيين 12: 21
                    وانظر ما حدث لنبى الله دانيال عند رؤيته لملاك الرب:
                    خاف وخر على وجهه
                    (15وَكَانَ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَا دَانِيآلَ الرُّؤْيَا وَطَلَبْتُ الْمَعْنَى إِذَا بِشِبْهِ إِنْسَانٍ وَاقِفٍ قُبَالَتِي. 16وَسَمِعْتُ صَوْتَ إِنْسَانٍ بَيْنَ أُولاَيَ فَنَادَى وَقَالَ: [يَا جِبْرَائِيلُ فَهِّمْ هَذَا الرَّجُلَ الرُّؤْيَا]. 17فَجَاءَ إِلَى حَيْثُ وَقَفْتُ. وَلَمَّا جَاءَ خِفْتُ وَخَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي. فَقَالَ لِي: [افْهَمْ يَا ابْنَ آدَمَ. إِنَّ الرُّؤْيَا لِوَقْتِ الْمُنْتَهَى].) دانيال 8: 15-17
                    وحزن وفزع
                    (15[أَمَّا أَنَا دَانِيآلَ فَحَزِنَتْ رُوحِي فِي وَسَطِ جِسْمِي وَأَفْزَعَتْنِي رُؤَى رَأْسِي.) دانيال 7: 15
                    فزع وتغيرت هيئته
                    (28إِلَى هُنَا نِهَايَةُ الأَمْرِ. أَمَّا أَنَا دَانِيآلَ فَأَفْكَارِي أَفْزَعَتْنِي كَثِيرًا وَتَغَيَّرَتْ عَلَيَّ هَيْئَتِي وَحَفِظْتُ الأَمْرَ فِي قَلْبِي) دانيال 7: 28
                    خر على وجهة أمام جبريل
                    (18وَإِذْ كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي كُنْتُ مُسَبَّخًا عَلَى وَجْهِي إِلَى الأَرْضِ فَلَمَسَنِي وَأَوْقَفَنِي عَلَى مَقَامِي.) دانيال 8: 18
                    ضعف واصبح نحيلا غير فاهم لعدة ايام
                    (27وَأَنَا دَانِيآلَ ضَعُفْتُ وَنَحَلْتُ أَيَّامًا ثُمَّ قُمْتُ وَبَاشَرْتُ أَعْمَالَ الْمَلِكِ. وَكُنْتُ مُتَحَيِّرًا مِنَ الرُّؤْيَا وَلاَ فَاهِمَ.) دانيال 8: 27
                    خافوا وصاروا كالأموات:
                    بل خاف الحراس المدججين بالسلاح وصاروا كالأموات، وخافت مريم أم يسوع ومريم الأخرى، وطمأنهما الملاكان، وهذا يدل على أنه من الطبيعى أن يخاف الإنسان من لقائه المفاجأ لملاك الرب: (2وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. 3وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. 4فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. 5فَقَالَ الْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.) متى 28: 2-5
                    لكن هل لم يخشَ يسوع على نفسه وعلى حياته من الموت، وهو إله فى عرفكم المفروض أنه لا يموت؟
                    فى الحقيقة كان يخشى على نفسه الموت، وصلى لله تعالى وأطال الصلوات، ودعاه أن يُذهب عنه كأس الموت هذا، ومن خوفه ورعدته نزل ملاك من السماء يدىء روعه، فلماذا لا تطبق معيارك الذى تتبناه هنا، وهو أن الخوف على النفس يُذهب النبوة؟ وحتى لا يذهب الموضوع بعيدًا أسألك: هل الخوف على النفس يُذهب الألوهية؟
                    (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
                    سابعًا: إن موقف السيدة خديجة ليعلمنا يا سيد رشيد دليلا من أقوى دلائل النبوة، وأقوى أنواع اليقين، فهذه الصفات دليل للعقل وللحكمة وللتسليم لهذا النبى، فهو الصادق، الأمين. وعلى الرغم من ذلك فإن خديجة - رَضِيَ اللهُ عَنْها- قد سلكت أقوى أنواع الاستدلال في النبوة، وأقوى أنواع اليقين، وأقوى أنواع العلم الضروري، كما يسمى العلم الضروري أي اليقيني الذي يقع في النفس بالبداهة، وخديجة -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْها- هي أكثر إنسان يهمها هذا الأمر، لأن هذا زوجها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فالأمر يهمها أكثر من أي إنسان آخر، والخبر لا يزال إِلَى الآن محصورًا فيها وفيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا تريد أن يظهر إلا وهي متأكدة، فماذا حصل منها؟
                    جمعت بين دليلين: العقلي والنقلي.
                    أما العقل فهو هذا الذي نظرته بنظرها الثاقب.
                    وأما النقل فإنها ذهبت، إِلَى أصحاب الكتب الذين لديهم العلم، ولديهم الآثار عن الأنبياء، فذهبت إِلَى ورقة بن نوفل وأخذت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالت له: قُص عَلَى ورقة ماذا جرى لك، فلما أخبره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك قال ورقة: (إن هذا لهو الناموس الذي نزل عَلَى موسى).
                    وهذه إشارة ربانية للعقلاء لكى يستخدموها كمعيار للتعرف على نبى أو تصديقه!
                    وهى لم تنس ما تناقله الأهل والعشيرة من أقوال اليهود من أن نبى آخر الزمان سيظهر فى هذه المدينة وأن اسمه أحمد، وهو الذى سيذهب بالنبوة والملكوت من بنى إسرائيل، مصداقًا لأقوال أنبيائهم وكتبهم. فهى ظنت أنه هو نبى هذه الأمة، لأنه يستحقها بما حباه الله بهذه الأخلاق، وحب الناس ومساعدتهم؛ لذلك كانت أكثر منه رباطة جأش.
                    وأذكر نماذج قليلة لما كان يتداوله اليهود قبل بعثته صلى الله عليه وسلم:
                    اعتراف أحبار اليهود بوقت ومكان مولد خاتم رسل الله:
                    1- الراسخون فى العلم من أحبار اليهود عرفوا بيوم مولده:
                    روى ابن سعيد عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت: سكن يهودى بمكة يبيع بها تجارات، فلما كان ليلة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فى مجلس من مجالس قريش: هل كان فيكم من مولود هذه الليلة. قالوا: لا نعلمه، قال: أخطأت والله حيث كنت أكره، انظروا يا معشر قريش، واحصوا ما أقول لكم: وُلِدَ اليوم نبى هذه الأمة أحمد الآخر. فإن أخطأكم فبفلسطين، به شامة بين كتفيه سوداء صفراء، فيها شعرات متواترات، فتصدع القوم من مجالسهم وهو يعجبون من حديثه، فلما صاروا فى منازلهم ذكروا لأهاليهم، فقيل لبعضهم: وُلِدَ لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام فسمَّاه محمداً، فالتقوا بعدُ من يومهم فأتوا اليهودى فى منزله فقالوا: أعلمت أنه ولد فينا مولود؟ قال: أبعد خبرى أم قبله؟ قالوا: قبله واسمه أحمد، قال: فاذهبوا بنا إليه، فخرجوا معه حتى دخلوا على أمه، فأخرجته إليهم، فرأى الشامة فى ظهره، فغشى على اليهودى ثم أفاق، فقالوا: ويلك! مالك؟ قال: ذهبت النبوة من بنى إسرائيل، وخرج الكتاب من أيديهم، وهذا مكتوب يقتلهم ويَبَزُّ أحبارهم، فازت العرب بالنبوة، أفرحتم يا معشر قريش؟ أما والله ليسطُوَنَّ بكم سَطْوَةً يخرج نبؤها من المشرق إلى المغرب. [الطبقات الكبرى: ج 1 ص 162-163]
                    2- إعلان أحد أحبار اليهود بمولده صلى الله عليه وسلم:
                    قال ابن اسحاق وحدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري قال حدثني من شئت من رجال قومي عن حسان بن ثابت قال: والله إني لغلام يفعه ابن سبع سنين أو ثمان أعقل كل ما سمعت إذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته علي أطمة [حصن ما] بيثرب يا معشر يهود! حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له: ويلك ما لك ؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به، قال ابن اسحاق فسألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت فقلت ابن كم كان حسان بن ثابت مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقال ابن ستين وقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فسمع حسان ما سمع وهو ابن سبع سنين. [السيرة النبوية ج 1 ص 295-296، وحكاه الأصبهانى فى دلائل النبوة ج 1 ص 75-76 تحت رقم 35]
                    وفى رواية أخرى: فإذا يهودى على أُطُم من آطام المدينة، معه شُعلة من نار، فاجتمع إليه الناس، فقالوا: ما لك ويلك؟ قال حسان: فأسمعه يقول: هذا كوكب أحمد قد طلع، هذا كوكب لا يطلع إلا بالنبوة، ولم يبق من الأنبياء إلا أحمد، قال: فجعل الناسُ يضحكون منه ويعجبون لما يأتى منه.
                    وهذا مصداقًا لقول يسوع: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14، وإيليا هو أحمد بحروف الجُمَّل، وتساوى 53
                    وأضاف ابن حزم قائلاً: وكان أبو قيس من بنى عدى ابن النجارى قد ترهب ولبس المسوح، فقال: يا أبا قيس انظر ما يقول هذا اليهودى، قال: انتظارى النبى صنع بى هذا فأنا أنتظره حتى أصدقه وأتبعه.
                    3- عرفه اليهود يوم ولادته ويوم تلقيه الوحى:
                    حكى الواقدى مُحيصة عن حويصة بن مسعود: كنا ويهود فينا كانوا يذكرون نبياً يُبعثُ بمكة اسمه أحمد، ولم يبق من الأنبياء غيره، وهو فى كتبنا، وما أُخذَ علينا منه، وصفته كذا وكذا، حتى يأتوا على نعته، قال وأنا غلام وما أرى أحفظُ، وما أسمعُ أعى إذ سمعت صياحاً من ناحية بنى عبد الأشهل، فأرى قوماً فزعوا وخافوا أن يكون أمر حدث، ثم خفى الصوت، ثم عاد فصاح ففهنا صياحه، يا أهل يثرب: هذا كوكب أحمد الذى ولد به، قال: فجعلنا نعجب من ذلك، ثم أقمنا دَهراً طويلاً، ونسينا ذلك، فهلك قوم وحدث آخرون، وصرت رجلاً كبيراً: فإذا مثل ذلك الصياح، يا أهل يثرب: قد خرج أحمد وتنبأ، وجاءه الناموس الأكبر الذى كان يأتى موسى عليه السلام، فلم ألبث أن سمعتُ أن بمكة رجلاً خرج يدَّعى النبوة، وخرج من خرج من قومنا، وتأخر من تأخر، وأسلم فتيان منا أحداث، ولم يُقضَ لى أن أُسلِمَ حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. [دلائل النبوة للأصبهانى ج 1 ص 77 تحت رقم 36 من الفصل الخامس]
                    4- عرفه أحد الكهان من علامات تدل على نبوته فأراد قتله:
                    عن أبى بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسترضعاً فى بنى سعد بن بكر، فقالت أمه آمنة لمرضعته: انظرى ابنى هذا فسلى عنه، فإنى رأيت كأنه خرج منه شهاب أضاءَت له الأرض كلها، حتى رأيت قصور الشام، فسلى عنه، فلما كان ذات يوم مرت به حتى إذا كانوا بذى المجاز [سوق من أسواق العرب]، إذا كاهن من تلك الكهان، والناس يسألونه، فقالت: لأسألنَّ عن ابنى هذا ما أمرتنى به أمه آمنة، قال: فجاءت به، فلما رآه الكاهن أخذ بذراعيه وقال: أى قومِ اقتلوه اقتلوه، أى قومِ اقتلوه اقتلوه، قالت: فوثبتُ عليه فأخذت بعضديه، واستغثتُ فجاء أناس، كانوا معنا، فلم يزالوا حتى انتزعوه منه وذهبوا به. [دلائل النبوة للأصبهانى ج 1 ص 137 تحت رقم 79 من الفصل التاسع]
                    5- أحد اليهود يخبر بقدومه وبخصائص من دينه، ثم يكفر به بغياً وحسداً:
                    أخرج البخارى فى تاريخه وابن إسحاق وغيره، عن سلمة بن سلامة: كان لنا جار يهودى فى بنى عبد الأشهل، فخرج علينا من بيته، وذلك قبل مَبْعَثِ النبى صلى الله عليه وسلم بيسير، حتى وقف على مجلس بنى عبد الأشهل، قال سلمة: وأنا يومئذ أحدث من فيه سناً على بُردة لى مُضطجع فيها بفناء أهلى ـ فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار، قال ذلك لقوم أهل شرك، أصحاب أوثان، لا يرون أن بعثاً كائن بعد الموت، فقالوا ويحك، وتكون دارٌ فيها جنة ونار يُجزونَ فيها بأعمالهم؟ قال: نعم والذى [أحلف به، ولودَّ أنَّ حظه من تلك النار أعظم من التنور فى هذه الدار يُحمونه ثم يُدخلونه أياه فيُطبقون عليه، ثم ينجو من تلك النار غداً] قالوا: ويحك، وما آية ذلك؟ قال: نبىُّ يُبعثُ من هذه البلاد، وأشار بيده نحو مكة واليمن، قالوا: فمتى نراه؟ فرمى بطرفِه فرآنى مضطجعاً بفناء باب أهلى، وأنا أحدث القوم سناً فقال: إن يستنفد هذا الغلام عُمُرَهُ يُدركه، قال سلمة: فو الله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله عز وجل نبيه وهو حىُّ بين أظهرنا، فآمنا به، وكفر به بغياً وحسداً، فقلنا له: ويلك يا فلان، ألست الذى قلت لنا ما قلت؟ قال: بلى ولكن ليس به ـ وكان يقال له يوشع. [دلائل النبوة للأصبهانى ج 1 ص 74-75 تحت رقم 34 من الفصل الخامس]
                    وهو نفس قول يسوع عن نبى آخر الزمان، وذهاب النبوة من بنى إسرائيل: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44
                    وأنهى ردى على السيد رشيد بإعادة تذكيره بأقوال بعض المؤرخين والمستشرقين الغربيين، الذين درسوا تاريخ وأقوال، ونتائج أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم دون تحيز، وبتجرُّد للحق:
                    1) قال الكاتب والمؤرخ الإنجليزي السير "توماس كارليل":
                    "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب، وأن محمدا خَدَّاع مُزَوِّر؛ وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة؛ فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنا [ توفي كارليل (1881م) ]، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا؛ أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين من الفائتة الحصر والإحصار أكذوبة وخدعة؟! أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبدا، ولو كان الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم مثل ذلك التصديق والقبول: فما الناس إلا بُلْهٌ ومجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث وأضلولة، كان الأولى بها ألا تخلق!!
                    فوا أسفاه؛ ما أسوأ مثل هذا الزعم، وما أضعف أهله، وأحقهم بالرثاء والمرحمة!!
                    وبعد؛ فعلى من أراد أن يبلغ منزلةً ما في علوم الكائنات أن لا يصدق شيئا ألبتة من أقوال أولئك السفهاء؛ فإنها نتائج جيل كفر، وعصر جحود وإلحاد؛ وهي دليل على خبث القلوب، وفساد الضمائر، وموت الأرواح في حياة الأبدان، ولعل العالم لم ير قط رأيا أكفر من هذا ولا ألأم!!". "الأبطال" (45-55) ترجمة محمد السباعي
                    2) ويقول الكاتب والمؤرخ الأمريكي "ول ديورانت":
                    ولم يكن المحيطون بالنبي في هذه الأوقات يرون جبريل أو يسمعونه، وقد يكون ارتجافه ناشئًا من نوبات صرع فقد كان يصحبه في بعض الأحيان صوت وصفه بأنه يشبه صلصلة الجرس، وتلك حال كثيرًا ما تحدث مع هذه النوبات، ولكننا لا نسمع أنه عض في خلالها لسانه، أو حدث ارتخاء في عضلاته كما يحدث عادة في نوبات الصرع, وليس في تاريخ محمَّد ما يدل على انحطاط قوة العقل التي يؤدي إليها الصرع عادة، بل نراه على العكس يزداد ذهنه صفاء، ويزداد قدرة على التفكير، وثقة بالنفس، وقوة بالجسم والروح والزعامة، كلما تقدمت به السن، حتى بلغ الستين من العمر.
                    3) ويقول المستشرق الألماني "ماكس مايرهوف":
                    لقد أراد بعضهم أن يَرى في محمَّد رجلًا مصابًا بمرض عصبي، ولكن تاريخ حياته من أوله إلى آخره ليس فيه شيء يدل على هذا، كما أن ما جاء به فيما بعدُ من أمور التشريع والإدارة يناقض هذا القول". بواسطة "آراء المستشرقين حول القرآن وتفسيره" (1/403) للدكتور عمر بن إبراهيم رضوان، وفيه نقض لتلك الشبهة.
                    4) برتراند راسل
                    أخلاق "محمد" تمنح معنى للوجود
                    برتراند راسل وهو أحد فلاسفة بريطانيا الكبار والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1950، قال: "لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية، فالتعاليم التي جاء بها محمد والتي حفل بها كتابه مازلنا نبحث ونتعلق بذرات منها وننال أعلى الجوائز من أجلها".
                    5) دكتور شوميس
                    ومن ألمانيا يكرر الدكتور شوميس ما قرره كارليل:
                    (يقول بعض الناس إن القرآن كلام محمد وهو حقًا محض افتراء، فالقرآن كلام الله الموحى على لسان رسوله محمد، فليس في استطاعة محمد ذلك الرجل الأمي في تلك العصور الغابرة أن يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء، ويهدي الناس من الظلمات إلى النور).
                    ثم يردف كلامه الأول بقوله ردًا على المتعجبين من موقفه:
                    (وربما تعجبون من اعتراف رجل أوروبي بهذه الحقيقة. إني درست القرآن فوجدت فيه تلك المعاني العالية، والنظم المحكمة، وتلك البلاغة التي لم أجد مثلها قط في حياتي، جملة واحدة منه تغني عن مؤلفات. هذا ولا شك أكبر معجزة أتى بها محمد عن ربه).
                    6) العلامة كارل هيرنش بكر، الألماني
                    قال في كتابه ـ الشرقيون ـ: لقد أخطأ من قال أن نبي العرب دجال أو ساحر لأنه لم يفهم مبدأه السامي، إن محمدًا جدير بالتقدير، ومبدؤه حري بالاتباع وليس لنا أن نحكم قبل أن نعلم، وأن محمدًا خير رجل جاء إلى العالم بدين الهدى والكمال، كما أننا لا نرى أن الديانة الإسلامية بعيدة عن الديانة المسيحية.
                    7) العلامة ماكس فان برشم - السويسري
                    قال في مقدمة كتابه - العرب في آسيا: إن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) نبي العرب من أكبر مريدي الخير للإنسانية، إن ظهور محمد للعالم أجمع إنما هو أثر عقل عال وإن افتخرت آسيا بأبنائها، فيحق لها أن تفتخر بهذا الرجل العظيم، إن من الظلم الفادح أن نغمط حق محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي جاء من بلاد العرب وإليهم، وهم على ما علمناه من الحقد البغيض قبل بعثته، ثم كيف تبدلت أحوالهم الأخلاقية والاجتماعية والدينية بعد إعلانه النبوة، وبالجملة مهما ازداد المرء اطلاعًا على سيرته ودعوته إلى كل ما يرفع من مستوى الإنسانية، أنه لا يجوز أن ينسب إلى محمد ما ينقصه ويدرك أسباب إعجاب الملايين بهذا الرجل ويعلم سبب محبتهم إياه وتعظيمهم له.
                    8) المسيو ميخائيل اماري - الإيطالي
                    قال في كتابه "تاريخ المسلمين": لقد جاء محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي المسلمين بدين إلى جزيرة العرب يصلح أن يكون دينًا لكل الأمم لأنه دين كمال ورقي، دين دعة وثقافة، دين رعاية وعناية، ولا يسعنا أن ننقصه، وحسب محمد ثناء عليه أنه لم يساوم ولم يقبل المساومة لحظة واحدة في موضوع رسالته، على كثرة فنون المساومة واشتداد المحن، وهو القائل (لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته) عقيدة راسخة، وثبات لا يقاس بالنظير، وهمة تركت العرب مدينين لمحمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، إذ تركهم أمة لها شأنها تحت الشمس في تاريخ البشرية.
                    9) ادوارد لين - الإنكليزي
                    قال في كتابه "أخلاق وعادات المصريين": إن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) كان يتصف بكثير من الخصال الحميدة، كاللطف والشجاعة ومكارم الأخلاق، حتى أن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن يتأثر بما تتركه هذه الصفات في نفسه من أثر، كيف لا، وقد احتمل محمد (صلى الله عليه وسلم) عداء أهله وعشيرته بصبر وجلد عظيمين، ومع ذلك فقد بلغ من نبله أنه لم يكن يسحب يده من يد من يصافحه حتى ولو كان يصافح طفلًا، وأنه لم يمر يومًا من الأيام بجماعة رجالًا كانوا أو أطفالًا دون أن يقرأهم السلام، وعلى شفتيه ابتسامة حلوة، وقد كان محمد (صلى الله عليه وسلم) غيورًا ومتحمسًا، وكان لا يتنكر للحق ويحارب الباطل، وكان رسولًا من السماء، وكان يريد أن يؤدي رسالته على أكمل وجه، كما أنه لم ينس يومًا من الأيام الغرض الذي بعث لأجله، ودائمًا كان يعمل له ويتحمل في سبيله جميع أنواع البلايا، حتى انتهى إلى إتمام ما يريد.
                    10) العلامة لوزان - الفرنسي
                    قال في كتابه "الله في السماء": ليس محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي العرب وحدهم بل هو أفضل نبي قال بوحدانية الله، وأن دين موسى وإن كان من الأديان التي أساساها الوحدانية، إلا أنه كان قوميًا محضًا وخاصًا ببني إسرائيل، وأما محمد (صلى الله عليه وسلم) فقد نشر دينه بقاعدتيه الأساسيتين وهما التوحيد والإيمان بالبعث. وقد أعلن دينه لعموم البشر في أنحاء المسكونة.
                    ويقول في نفس الكتاب: فرسول كهذا الرسول يجدر باتباع رسالته والمبادرة إلى اعتناق دعوته، إذ أنها دعوة شريفة، قوامها معرفة الخالق، والحث على الخير والردع عن المنكر، بل كل ما جاء به يرمي إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح أنشودة المؤمن، هذا هو الدين الذي أدعو إليه جميع النصارى.
                    11) العلامة ساديو لويس - الفرنسي
                    لم يكن محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي العرب بالرجل البشير للعرب فحسب بل للعالم، لو أنصفه الناس، لأنه لم يأت بدين خاص بالعرب، وأن تعاليمه الجديرة بالتقدير والإعجاب تدل على أنه عظيم في دينه، عظيم في أخلاقه، عظيم في صفاته، وما أحوجنا إلى رجال للعالم أمثال محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي المسلمين.
                    وطالما أننا بصدد عقلية الرسول صلى الله عليه وسلم، فسوف أضع لك مقالات قليلة تتكلم ليس فقط عن عقل الرسول صلى الله عليه وسلم، بل عن عبقريته العسكرية والسياسية والإدارية، وخاصة إدارة الأزمات:
                    عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم العسكرية
                    محمد عبد الشافي القوصي ((متواجد على النت فى عدة مواقع))
                    كثير من العظماء والعباقرة الذين أنصفوا الإسلام ونبيه الكريم، ليسوا من العرب أو المسلمين. بل من الغربيين أنفسهم (غير المسلمين) وبعضهم من الغلاة والمتطرفين المعروفين بكراهيتهم للحضارة الإسلامية، والمشهورين بعداوتهم للإسلام وأهله! أمثال: عالم اللغات الشرقية المستشرق الإنجليزي البروفيسور هامفري بريدو 1648-1724م (H.prideaux)، الذي اعترف -رغم أنفه- في كتابه "حياة مُحمّد" (باريس 1699م) - بالصفات السامية لمُحمّد وعظمة أعماله، إنه يؤكد أن مُحمّدًا طوال فترة بعثته "امتاز بشجاعة وفطنة عقله، وبدرجة عالية من المجد؛ مما جعله أعظم القادة الذين عرفهم التاريخ، وقد أنشأ إمبراطورية في أربعة وعشرين عامًا امتدت لتشمل المناطق التي تحتلها الإمبراطورية الرومانية لمدة خمسمائة عام بلْ وأكثر منها، وقد رأينا تلك المملكة الواسعة استمرت لقرون عديدة وهي في أوج عظمتها، وقد رأينا كثيرًا من الإمبراطوريات والممالك الإسلامية التي لا تُقارن بغيرها في الامتداد والسيطرة لمدة طويلة".
                    كذلك المفكر الأيرلندي "المتطرف" أدموند بيرك 1729-1797م (Edmund Burke)، الذي أكد "أن القانون المُحَمَّديَّ قانونٌ ضابطٌ للجميع من الملِك إلى أقل رعاياه، وهو قانونٌ نُسِجَ بأحكم نظام حقوقيّ، وأعظم قضاء علميّ، وأعلم تشريع عادل، لم يسبق قط للعالم إيجاد مثله".
                    ويعد المستشرق الإنجليزي مارجليوث 1858-1940م (Margoliouth) الأكثر عداءً للإسلام ونبيه، ومع ذلك نراه يقول في كتابه (محمد ونهضة الإسلام): "إذا نحن قارنّا بين الوحي القرآني وبين ما في أيدينا من كتب مقدسة، سندرك على الفور أن الإسلام وحده هو الدين الحقيقي".
                    ومعاصره المستشرق اليهودي المجري جولد زيهر 1850-1921م (joldziher) إذْ يقول في كتابه (العقيدة والشريعة في الإسلام): "كان محمدٌ يريد إقامة دين الله الواحد كما جاء به إبراهيم، كما أنه بوجه عام كان مُصدّقًا لما سبق أن أوحاه الله لمن تقدّمه من الرسل والأنبياء؛فمحمد كان بلا شك أول نبيّ مصلِح حقيقي من الوجهة التاريخية".
                    كذلك المستشرق اليهودي المعاصر برنارد لويس L.pernard نصير الحركة الصهيونية، وشديد العداء والافتراء على المسلمين ودينهم وقضاياهم الوطنية والقومية، وشديد الاستعداء لصانع القرار الأمريكي ضد الإسلام وأُمته.. إلا أن ذلك كله لم يمنعه من أن يعترف للإسلام بالتميز كدين ودولة، وبالسماحة في الانتشار السلمي، وبالعدل الذي تميز به الحكم الإسلامي مع الشعوب غير المسلمة، فيشهد L.pernard أن: "مؤسِّس المسيحية نادى أتباعه: أن أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله"، أمَّا مؤسِّس الإسلام فقد جعل من نفسه قسطنطين (274-337م)، ففي حياته أصبح المسلمون جماعة سياسية ودينية، كان الرسول سيدها المطلق، يحكم أرضًا وشعبًا، ويقضي بين الناس، ويجمع الضرائب، ويقود الجيوش، ويسيِّر الدبلوماسية، ويخوض الحرب... وبينما كان شيخ القبيلة يحتل منصب الرئاسة على أساس الموافقة الطوعية للقبيلة، وهي موافقة يمكن إلغاؤها، فإنَّ محمدًا جاء إلى الحكم على أساس من الامتياز الديني المطلق، واستمد سلطته ليس من الطرف المحكوم، بلْ من الله".
                    عظمة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم
                    الملاحظ في شهادة الغربيين أنهم كثيرًا ما يركِّزون على أزماتهم الاجتماعية والنفسية ومشاكل الحضارة الغربية؛ لذلك لجئوا إلى سيرة "نبي الإسلام" للبحث عن حلول لمعاناتهم، وإنقاذ مجتمعاتهم من الضياع والانهيار. وبالفعل فقد وجدوا أن الإسلام وحده هو القادر على حل معضلات حضارتهم، واكتشفوا أن الخروج من مشاكلهم المستعصية يكمن في قوانين الإسلام وشريعته العالمية، وأيقنوا أن سيرة محمد وأقواله وأفعاله هي الملاذ الآمِن، وشاطئ النجاة، ومرفأ السلامة.
                    هذا، وقد شَهِد كبار الزعماء والقادة ورجال السياسة الغربيين على عظمة نبي الإسلام، ويأتي على رأس هؤلاء القادة: نابليون بونابرت 1769- 1821م ( Napoleon Bonaparte) فقد أفصح في مذكراته عن إعجابه بعبقرية نبي الإسلام، ووصفه بأنه أعظم قائد عرفه التاريخ. كما أشاد بونابرت بالتشريع الإسلامي، فكتب في الباب الرابع من رسائله، يقول: "أرجو ألا يكون قد فات الوقت الذي أستطيع فيه أن أُوحِّد جميع الرجال العاقلين والمثقفين في الدولة، وأن أُنشئ نظام حكم متناسق، مؤسَّس على مبادئ القرآن، التي هي وحدها الصادقة، والتي يمكنها أن تقود الناس إلى السعادة، بعيدًا عن (المسيحية) التي تبشِّر فقط بالعبودية والتبعية".
                    عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم فى عيون أكبر قائد عسكرى عرفه التاريخ:
                    هذه المذكرات الشخصية لبونابرت -التي أُفرِج عنها أخيرًا، والتي تقع في حوالي 300 صفحة- كشفت عن إيمانه بالدين الإسلامي، بلْ إنه دعا الناس إلى فهمه والاستفادة من توجيهاته الإلهية.
                    ونحن لسنا بصدد مناقشة موضوع إسلام بونابرت الذي ما زال يشهد جدلًا بين الغربيين أنفسهم، لكن نحب أن نتناول جانبًا مما سجّله هذا القائد العسكري التاريخي عن بطولات الرسول وعبقريته العسكرية.. يقول بونابرت: "إن الرسول محمدًا هو أول من أحدث تغييرًا ثوريًّا في العقيدة العسكرية، فجعل أتباعه يقاتلون تحت راية الدين، وإنه أول من أوجد مفهوم الأُمَّة (Nation)، لتحلّ محل الولاءات القبلية والعائلية الصغيرة".
                    ويرى بونابرت أنه "بدون عبقرية ورؤية الرسول محمد العسكرية الفذة ما كان ليبقى الإسلام، ويصمد وينتشر بعد وفاته. ويصفه -أيضًا- بأنه أول جنرال عسكري محنَّك first insurgent في الإسلام، وأنه لولا نجاح الرسول محمد كقائد عسكري، ما كان للمسلمين أن يغزوا الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية".
                    بونابرت وتغيير العقيدة العسكرية
                    يعزو "بونابرت" نجاح الرسول في إحداث تغيير ثوري في العقيدة العسكرية لما كان معروفًا وسائدًا في جزيرة العرب؛ لإيمانه بأنه مُرسَل من عند الله. ويشير إلى أنه وبفضل ذلك نجح في إيجاد أول جيش نظامي عربي قائم على الإيمان بنظام متكامل للعقيدة الإيديولوجية (الدين الإسلامي)، وبمفاهيم مثل "الحرب المقدسة" و"الجهاد" و"الشهادة" من أجل الدين، قدمها أولًا واستخدمها الرسول محمد قبل أي شخص آخر".
                    ويقول بونابرت: "إنّ مُحمّدًا الرسول كان نموذجًا ناجحًا لما تقوم عليه إستراتيجيات القادة في العصر الحديث، وتوفرت لتلك الإستراتيجيات ظروف مكَّنت من نجاح الرسول في نشر الإسلام في الجزيرة العربية".
                    بونابرت ومفهوم الأُمة المؤمنة
                    يرى "بونابرت" في الدين الإسلامي نظامًا متكاملًا حلّ بنجاح مذهل محل ما كان موجودًا من نظم اجتماعية وسياسية واقتصادية متخلفة في جزيرة العرب، فأوجد الرسول مفهوم الأُمة، "الأُمة المؤمنة" Gods community of believers لتحلّ محل الولاءات القبلية والعائلية الصغيرة.
                    ويذهب إلى أن الرسول نجح في بناء منظومة عسكرية للقيادة والسيطرة للمرة الأولى في التاريخ العربي، وأن مُحمّدًا الرسول أوجد للمرة الأولى في التاريخ مفهوم "الحرب النفسية" التي لم تكن معهودة من قبل! ويؤكد أن الرسول نجح في خلق منظومة عسكرية متطورة كان هو شخصيًّا محورها الأساسي، إضافةً إلى خلق هوية جديدة لا تفرِّق بين المواطن والمقاتل في إطار مفهوم "المساواة".
                    بونابرت وتنفيذ أوامر الله
                    يشير "بونابرت" إلى أن الرسول مُحمّدًا نجح في إقناع أتباعه أنهم ينفِّذون أوامر الله في الأرض، وأنهم جند الله، وكانت تلك المرة الأولى في التاريخ التي يعتقد ويؤمن فيها جيش نظامي أنه ينفذ أوامر الله في الأرض، ومن هنا تطور مفهوم "الحروب المقدسة". وترى الدراسة أن الرسول نجح في جعل "الدين" أهم مصدر للوحدة بين جنوده.
                    كما يرى "بونابرت" أن نجاح الرسول في إقناع المقاتلين بالتضحية بحياتهم من أجل نصرة هذا الدين جعل المقاتِل المسلم لا يهاب الموت؛ إيمانًا منه بتمتعه بالجنة بعد وفاته -كما تقول تعاليم الدين الإسلامي- مشيرًا إلى أن "الجهاد في الإسلام جوهره الكفاح والتغلب على المصاعب من أجل تحقيق السعادة".
                    دراسة عسكرية أميركية: الرسول الكريم نجح في تشكيل أول جيش عقائدي متماسك في تاريخ العرب
                    ميدلايست اونلاين: عرضت دورية عسكرية أميركية دراسة رئيسية حملت عنوان "محمد: العقلية العسكرية الفذة" والمقصود هنا رسول المسلمين صلى الله عليه وسلم.
                    و"فصلية التاريخ العسكري" متخصصة في الدراسات العسكرية التاريخية، ويقوم بقراءتها كبار رجال القوات المسلحة في الولايات المتحدة ممن لهم اهتمامات بالشؤون التاريخية وانعكاساتها المعاصرة.
                    وتوزع الدورية نحو 22 ألف نسخة، وهي من أقدم الدوريات المتخصصة في الشئون العسكرية ويكتب فيها نخبة المؤرخين العسكريين الأميركيين.
                    أما كاتب الدراسة فهو المؤرخ العسكري ريتشارد جابريل الذي عمل سابقا في جهات حكومية مختلفة في الولايات المتحدة وخدم في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وله 41 كتابا، ويقوم الكاتب بتدريس التاريخ والسياسة في الكلية الملكية العسكرية بكندا.
                    تذكر الدراسة في مقدمتها أنه بدون عبقرية ورؤية الرسول محمد العسكرية الفذة ما كان ليبقى الإسلام ويصمد وينتشر بعد وفاة الرسول. وتقول أيضا أنه وبرغم توافر الكثير من الدراسات العلمية عن حياة وإنجازات الرسول، إلا أنه لا توجد دراسة تنظر لمحمد كأول جنرال عسكري في الإسلام.
                    وترى الدراسة أنه لولا نجاح الرسول محمد كقائد عسكري، ما كان للمسلمين أن يغزو الإمبراطورتين البيزنطية والفارسية بعد وفاته.
                    وتقول الدراسة إن النظر للرسول محمد كقائد عسكري هو شيء جديد للكثيرين، حيث إنه كان عسكريا من الطراز الأول قام في عقد واحد من الزمن بقيادة 8 معارك عسكرية، وشن 18 غارة، والتخطيط لـ38 عملية عسكرية محدودة.
                    وتذكر الدراسة ان الرسول الكريم أصيب مرتين أثناء مشاركته في المعارك. ولم يكن محمد قائدا عسكريا محنكا وحسب، بل ترى الدراسة أنه كان "منظرا عسكريا" و"مفكرا إستراتيجيا" و"مقاتلا ثوريا".

                    تعليق


                    • #11
                      رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                      إستراتيجيات النبي الكريم العسكرية
                      تشيد الدراسة بـ"أجهزة المخابرات" التي أنشأها وأدارها الرسول، والتي تفوقت على نظيراتها عند الفرس والروم أقوى إمبراطوريتين آنذاك.
                      وتعزو الدراسة نجاح محمد في إحداث تغيير ثوري في العقيدة العسكرية لما كان معروفًا وسائدًا في جزيرة العرب، لإيمانه بأنه مرسل من عند الله، وتشير إلى أنه وبفضل ذلك نجح في إيجاد أول جيش نظامي عربي قائم على الإيمان بنظام متكامل للعقيدة الإيديولوجية "الدين الإسلامي".
                      مفاهيم مثل "الحرب المقدسة" و"الجهاد" و"الشهادة" من أجل الدين قدمها أولا الرسول محمد واستخدمها قبل أي شخص أخر، ومن المسلمين اقتبس العالم المسيحي مفهوم "الحرب المقدسة"، وباسمها شن الحروب الصليبية فيما بعد ضد المسلمين أنفسهم.
                      وترى الدراسة أن الرسول شكل القوات العربية المسلحة المتحدة التي بدأت غزواتها بعد عامين من وفاته، وكانت تلك القوات العربية المسلحة تجربة جديدة للجزيرة العربية ليس للعرب سابق عهد بها. وقدم الرسول طبقا للدراسة ثمانية مناهج إصلاحية عسكرية على الأقل كان لها أثر كبير في تغيير نوعي وشكلي في منظومة القوات المسلحة العربية.
                      ثورية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
                      تمتدح الدراسة كثيرا قدرة الرسول الكريم ونجاحه في إحداث تغيير ثوري في الطريقة التي حارب بها العرب، فبدلا من مجموعات قتالية صغيرة ذات ولاءات قبلية محدودة تقوم بهجمات صغيرة من "كر وفر"، استطاع الرسول بدرجة عالية من الحنكة خلق أول جيش عربي موحد جمع جنوده من مختلف القبائل العربية. وكان الجيش ذا طبيعة تنظيمية واضحة وصارمة.
                      وبدون هذا النجاح، ترى الدراسة أن الإسلام كدين ما كان لينجح في الصمود والانتشار داخل الجزيرة العربية بعد وفاة الرسول. وتأخذ الدراسة حالة ردة بعض القبائل عن الدين الإسلامي بعد وفاة الرسول كنموذج لعبقرية جنرالات الجيش الذي أنشأه الرسول، إذ استطاعوا أن يهزموا المرتدين ويحافظوا على الدين الإسلامي بعد غياب الرسول.
                      وترى الدراسة أن الرسول نجح في دمج التشكيلات العربية المقاتلة التي انقسمت إلى فئتين: فئة جنود المشاة المكونة من رجال فقراء من سكان القرى الصغيرة والواحات والتجمعات خارج المدن الرئيسية، وفئة الفرسان المكونة من رجال القبائل ممن لهم مهارات قتالية عالية متوارثة.
                      وترى الدراسة أن المقاتلين العرب قبل الإسلام كانوا فقط يهتمون بمصالحهم المباشرة والمحدودة، فقد كان الهدف من القتال الحصول على غنائم مادية، لذا غاب عن العرب مفهوم الجيوش النظامية.
                      وكانت الحروب في الجزيرة العربية صغيرة محدودة متكررة. ولم يكن هناك ضابط أو رابط لتوقيت المعارك أو موعد تجمع المقاتلين، فقد كان ينضم المقاتل وقد يغادر أرض المعركة قبل أن تنتهي إذا حظي بغنائم ترضيه.
                      ومن أجل إصلاح هذه المعضلات، ترى الدراسة أن الرسول نجح في بناء منظومة عسكرية للقيادة والسيطرة للمرة الأولى في التاريخ العربي.
                      وحدة العرب حول الرسول صلى الله عليه وسلم
                      تقول الدراسة إن الرسول نجح في خلق منظومة عسكرية متطورة، هو شخصيًا محورها الأساسي، إضافة إلى خلق هوية جديدة لا تفرق بين المواطن والمقاتل في إطار مفهوم "الأمة" الذي كان مفهومًا ثوريًا جديدًا على القبائل العربية.
                      وترى الدراسة أن الرسول نجح في جعل الدين أهم مصدر للوحدة بين القوات العربية، وفاقت أهمية الدين أهمية عامل الدم والروابط القبلية المعروفة أهميتها عند العرب. وفاقت أهمية الإيمان بالدين الجديد أهمية الروابط الأسرية للمرة الأولى في تاريخ العرب، مشيرة إلى أنه من المعروف تاريخيا أن رابطة الدم هي أهم ما كان يوحد بين قبائل العرب.
                      وتذكر الدراسة أن الرسول محمد نجح في إقناع أتباعه أنهم ينفذون أوامر الله في الأرض وأنهم جند الله، وكانت تلك المرة الأولى في التاريخ التي يعتقد ويؤمن فيها جيش نظامي أنه ينفذ أوامر الله في الأرض، ومن هنا تطور مفهوم "الحروب المقدسة".
                      وترى الدراسة أن التاريخ لا يوفر مادة علمية تكشف كيف درب الرسول جيوش المسلمين على القتال، إلا أن الدراسة تؤكد أن الرسول وكبار قادته العسكريين قد قاموا بذلك.
                      الخلاصة
                      تنهي الدراسة عرضها للأساليب العسكرية للرسول بالإشارة إلى مفهوم الجهاد. وترى الدراسة أن الجهاد في الإسلام جوهره الكفاح والتغلب على المصاعب، إلا أن المفهوم يساء تصنيفه في الغرب في زمننا المعاصر، ويتمحور حول مفهوم "الحرب المقدسة" فقط.
                      وتذكر الدراسة أن الجهاد طبقا للتعاليم الإسلامية هو كفاح الإسلام ضد الكفار والملحدين، وأن الأمة الإسلامية بقيادة الخليفة الإسلامي عليها واجب تطبيق قواعد الإسلام حتى يصبح العالم بأكمله محكوما بالقانون الإسلامي.
                      لذا فالتوسع الجهادي هو واجب على كل المسلمين، فالأرض التي احتلها المسلمون تعرف بـ" دار الإسلام" والأراضي الأخرى تعرف بـ "دار الحرب".
                      وترى الدراسة أن هناك مفهوم "الجهاد الدفاعي" ويتمثل في حالة الهجوم على أي من أراضي المسلمين، وحينذاك ينبغي على المسلمين مقاومة المهاجمين، وينبغي على بقية المسلمين مساعدة من وقع عليه الهجوم من المسلمين
                      http://www.moslm.org/vb/showthread.php?246460-
                      محمد الشخصية القيادية العسكرية المثلى
                      بقلم: الشيخ سعيد حوى
                      مقدمة
                      قبل الكلام عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم العسكرية، نحب أن نذكر بعضًا من مواقفه العسكرية كنماذج تكون بمثابة مقدمة للحديث في هذا الموضوع:
                      أ – قال ابن هشام يروي قصة فتح حصون خيبر عن أنس بن مالك:
                      "واستقبلنا عمال خيبر غادين قد خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والجيش قالوا: محمد والخميس، فأدبروا هرابًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر خربت خيبر إنا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.
                      قال ابن إسحاق:
                      وكان رسول الله حين خرج من المدينة إلى خيبر سلك على عصر (جبل بين المدينة ووادي الفرع) فبنى له فيها مسجد ثم على الصهباء (موضع بينه وبين خيبر روحة) ثم أقبل رسول الله بجيشه حتى نزل بواد يقال له الرجيع، فنزل بينهم وبين غطفان، ليحول بينهم وبين أن يمدوا أهل خيبر، وكانوا لهم مظاهرين على رسول الله، فبلغني أن غطفان لما سمعت بمنزل رسول الله من خيبر جمعوا له ثم خرجوا ليظاهروا يهود عليه، حتى إذا ساروا منقلة سمعوا خلفهم في أموالهم وأهليهم حسًا. ظنوا أن القوم قد خالفوا إليهم فرجعوا على أعقابهم فأقاموا في أهاليهم وأموالهم وخلوا بين رسول الله وبين خيبر... يفتحها حصنًا حصنًا... ".
                      تأمل: عنصري المفاجأة والمداهمة، حيث لم يستطع يهود حصون خيبر أن يجمعوا قوتهم، وتأمل حيلولة رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم وبين المدد، وتأمل الاحتياطات المتخذة لإبقاء غطفان في مواقعها.
                      ب – بعد فتح مكة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قبائل هوازن وثقيف ونصر وجشم وسعد بن بكر وناس من بني هلال، قد جمعوا جموعهم لحربه، فبعث إليهم عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي وأمره أن يدخل في الناس فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم، ثم يأتيه بخبرهم فانطلق ابن حدرد فدخل فيهم فأقام فيهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمع عن مالك وأمر هوازن ما هم عليه، ثم أقبل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر.
                      يقول ابن هشام: فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى هوازن ليلقاهم ذكر له أن عند صفوان ابن أمية أدراعًا له وسلاحًا فأرسل إليه وهو يومئذ مشرك فقال: يا أبا أمية أعرنا سلاحك هذا نلحق فيه عدونا فقال: أغَصْبًا يا محمد؟ قال: بل عارية مضمونة حتى نؤديها لك قال: ليس بهذا بأس فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح.
                      وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيش عدته اثنا عشر ألفًا منهم ألفان من أهل مكة. وجعل أمير مقدمته خالد بن الوليد. وطبعا المفروض أن تكون مهمتهما استطلاعية.
                      يقول جابر بن عبد الله فيما يرويه عنه ابن هشام: "لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارًا وفي عماية الصبح (أي ظلامه قبل أن يتبين) وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه ومضايقه وقد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا".
                      وهنا تجد أن خالدًا رجل الحرب العظيم، قد فشل في مهمته الاستطلاعية الضاربة، إذ أصبح في الكمين هو ومقدمته. وكانت صدمة فرت منها المقدمة وثبت خالد، إلا أن الجيش لما رأى المقدمة فارة دون معرفة السبب، والجيش فيه من أهل مكة الكثير وهم بعد ليسوا في حالة نفسية جيدة. ففروا وأخذ الناس هول المفاجأة وبدقائق معدودات فر الجيش كله، ولم يبق حول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد.
                      أخرج الإمام البخاري عن أنس – رضي الله عنه – قال: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف والطلقاء فأدبروا عنه حتى بقي وحده فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما التفت عن يمينه فقال: يا معشر الأنصار! قالوا: لبيك يا رسول الله، أبشر نحن معك ثم التفت عن يساره فقال: يا معشر الأنصار! فقالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال: أنا عبد الله ورسوله.
                      وروى ابن هشام عن العباس بن عبد المطلب قال: إني أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذًا بحكمة بغلته (أي لجامها) البيضاء قد شجرتها بها وكنت امرءًا جسيمًا شديد الصوت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى ما رأى من الناس: أين أيها الناس؟
                      فلم أر الناس يلوون على شيء فقال: يا عباس! اصرخ يا معشر الأنصار يا معشر أصحاب السمرة! فقال: فأجابوه لبيك لبيك، فيذهب الرجل ليثني بعيره فلا يقدر على ذلك فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ويأخذ سيفه وترسه ويقتحم عن بعيره ويخلي سبيله فيؤم الصوت حتى ينتهي إلى رسول الله، حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة استقبلوا الناس فاقتتلوا وكانت الدعوى أول ما كانت: ياللأنصار ثم خلصت أخيرًا ياللخزرج وكانوا صبرًا عند الحرب..
                      عن جابر بن عبد الله قال: بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله يصنع ما يصنع، إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه فيأتيه علي بن أبي طالب من خلفه فضرب عرقوبه الجمل فوقع على عجزه، ووثب الأنصار على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجف عن رحله واجتلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                      تأمل هذه المقتطفات عن غزوة حنين: إرسال العيون للاستطلاع، اختياره خالدًا. استعارته الأدراع والسلاح، تلافيه الهزيمة. إدارته المعركة بنفسه. معرفته برجاله الذين يعتمد عليهم في ساعة المحنة.
                      وقبل الانتقال عن هذا المقام، نحب أن نذكر هنا موقفًا يجمع بين أعلى ما في العبقرية العسكرية والسياسية: فبعد الانتهاء من معركة حنين قرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفتح الطائف، فذهب إليها وحاصرها، وكان أهلها عندهم خبرة في فن الدفاع العسكري، والبلدة محصنة وخيراتها كثيرة ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحصار سيطول فاستشار نوفل بن معاوية فقال:
                      يا نوفل! ما ترى في المقام عليهم؟
                      فقال: يا رسول الله ثعلب في جحر إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أن يؤذن في الناس بالرحيل.
                      والآن تصور منطقة الطائف وحولها قبائل موتورة منذ قريب لا زالت مستقلة فهي لا شك إذا تفرغت لنفسها ولم تشغل قد تسبب مشكلة خطيرة في قلب الدولة الإسلامية. إذ قد تكون مجمعًا لكل موتور حاقد.
                      فانظر كيف هيأ لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشغلها ويضايقها حتى أسلمت: كان قائد القبائل المحاربة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين مالك بن عوف وقد فر بعد المعركة ولجأ إلى ثقيف فلما جاء وفد هوازن يفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم سألهم عن مالك بن عوف ما فعل؟ فقالوا: هو بالطائف مع ثقيف.
                      فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبروا مالكًا أنه إن أتاني مسلمًا رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل، فأتي مالك بذلك فخرج من الطائف، وقد كان مالك خاف ثقيفًا على نفسه أن يعلموا أن رسول الله قال ما قال فيحبسوه فأمر براحلته فهيئت له، وأمر بفرس له فأتي به إلى الطائف فخرج ليلًا فجلس على فرسه فركض حتى أتى راحلته حيث أمر بها أن تحبس، فركبها فلحق برسول الله فأدركه بالجعرانة أو بمكة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة الإبل وأسلم فحسن إسلامه... فاستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من أسلم من قومه وتلك القبائل: ثمالة وسلمة وفهم، فكان يقاتل بهم ثقيفًا لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم فقال أبو محجن الثقفي: هابت الأعداء جانبنا ثم تغزونا بنو سلمة.
                      فانظر كيف استطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشغل ثقيفًا ويضايقها فيقضي على الأخطار والمشكلات المتوقعة بهذه البساطة الكبيرة.
                      لعلك بهذين المثالين من مواقفه العسكرية عليه الصلاة والسلام أخذت صورة على أن محمدًا صلى الله عليه وسلم في القيادة العسكرية كهو في كل شيء، يمثل دائمًا القمة التي لا يرقى إليها آخرون، وقد حلا لعباس محمود العقاد أن يعقد مقارنة بين محمد صلى الله عليه وسلم والقائد العسكري الفرنسي النابغة في فن الحرب نابليون بونابرت، فأرانا في هذه المقارنة أنه ما من قضية مهمة في أمر الحرب فطن لها نابليون وطبقها إلا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سباقًا لها.
                      هذا مع أن نابليون كان متفرغًا مختصًا بفن الحرب.
                      ثم إنه صادف في حياته العسكرية من الفشل ما لم يَحدث قط لرسول الله صلى الله عليه وسلم عسكريًا، ولا لمن رباهم ودخلوا المعارك الكبرى بعده، هذا مع ملاحظة الإمكانيات المحدودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والإمكانيات الكثيرة الموجودة بيد غيره من أمثال نابليون، وقد استطرد العقاد استطرادات مفيدة في هذا الموضوع نحب أن ننقلها مع شيء من الحذف لبعض الجمل لفائدتها ولكن قبل ذلك نحب أن نقرر هذه الحقيقة وهي:
                      أن الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ حياة دولته العسكرية بجيش مقداره ثلاثمائة وأربعة عشر رجلًا. محاط بقبائل الجزيرة العربية كلها.
                      مشركيها ويهودها ونصاراها وكلها معادية له، وفي الجزيرة العربية وعلى أطرافها سلطان لفارس والروم، وقد استهدفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحربه وبهذه القوة الصغيرة وبدعوته الكبيرة شق رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقه دعوة وسياسة وحربًا. فأخضع الجزيرة العربية كلها، ولم يتوقف إلا وقد هيأ المسلمين لحرب الفرس والروم بآن واحد.
                      فأتم خلفاؤه ما بدأه عسكريًا. فسقطت الدولة الفارسية وتقلصت الدولة الرومانية عن آسيا وأفريقيا تقريبًا. وكل ذلك في أقل من عشر سنوات وما حدث بعده من فتوحات لا يمكن أن ينسب إلا إليه فإنه من آثار تربيته صلى الله عليه وسلم وتأسيسه وتخطيطه.
                      وهذا شيء يتحدى التاريخ سابقًا ولاحقًا أن يكون قد حدث مثله ولو مرة في تاريخ العالم. فنحن إذا ما نقلنا هذه المقارنة لا نعني التساوي. حاشا، وإنما نريد أن نبرهن على أن كل عظمة يرجح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاختصاصيين المتفرغين لها، وهو في كماله بها كماله في كل شيء غيرها، يرجح الناس كلهم بكمالاتهم كلها.
                      يقول "العقاد": ونختار أبرع القادة المحدثين وهو نابليون بونابرت على أسلوب حرب الحركة الذي كان هو الأسلوب الغالب في العصور الماضية، والذي ظهر في الحرب العالمية الحضارة أنه لا يزال الخطوة الأخيرة في جميع الحروب، على الرغم من الحصون والسدود.
                      لأن اختيار نابليون بونابرت يبين لنا السبق في خطط النبي العسكرية، بالمضاهاة بينها وبين خطط هذا القائد العظيم.
                      1- "فنابليون" يوجه همه الأول إلى القضاء على قوة العدو العسكرية بأسرع ما يستطيع فلم يكن يعنيه ضرب المدن ولا اقتحام المواقع.. وإنما كانت عنايته الكبرى منصرفة إلى مبادرة الجيش الذي يعتمد عليه العدو بهجمة سريعة يفاجئه بها أكثر الأحيان وهو على يقين أن الفوز في هذه الهجمة يغنيه عن المحاولات التي يلجأ إليها جلة القواد.
                      وعنده أنه يستفيد بخطته تلك من ثلاثة أمور..
                      أن يختار الموقع الملائم،
                      وأن يختار الفرصة،
                      وأن يعاجل العدو قبل تمام استعداده.
                      وكان النبي صلى الله عليه وسلم سابقًا إلى تلك الخطط في جميع تفصيلاتها... فكان كما قدمنا لا يبدأ أحدًا بالعدوان، ولكنه إذا علم بعزم الأعداء على قتاله لم يمهلهم حتى يهاجموا جهد ما تواتيه الأحول، بل ربما وصل إليه الخبر كما حدث في غزوة تبوك والناس مجدبون والقيظ ملتهب والشدة بالغة... فلا يثنيه ذلك عن الخطة التي تعودها، ولا يكف عن التأهب السريع وعن حض المسلمين على جمع الأموال وجمع الرجال ولا يبالي ما أرجف به المنافقون الذين توقعوا الهزيمة للجيش المحمدي، فلم يحدث ما توقعوه.
                      وكان عليه الصلاة والسلام يعمد إلى القوة العسكرية حيث أصابها، فيقضي على عزائم أعدائه بالقضاء عليها... ولا يضيع الوقت في انتظار ما يختاره أولئك الأعداء وإضعاف أنصاره بتركه زمام الحركة في أيدي المهاجمين، إلا أن يكون الهجوم وبالًا على المقدمين عليه، كما حدث في غزوة الخندق.
                      2- وكان نابليون يقول إن نسبة القوة المعنوية إلى الكثرة العددية كنسبة ثلاثة إلى واحد.
                      والنبي عليه الصلاة والسلام كان عظيم الاعتماد على هذه القوة المعنوية التي هي في الحقيقة قوة الإيمان. وربما بلغت نسبة هذه القوة إلى الكثرة العددية كنسبة خمسة إلى واحد في بعض المعارك مع رجحان الفئة الكثيرة في السلاح والركاب إلى جانب رجحانهم في عدد الجنود..
                      ومعجزة الإيمان هنا أعظم جدًا من أكبر مزية بلغها نابليون بفضل ما أودع نفوس رجاله من صبر وعزيمة، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يحارب عربًا بعرب، وقرشيين بقرشيين، وقبائل من السلالة العربية بقبائل من صميم تلك السلالة... فلا يقال هنا إن الفضل لقوم على قوم في المزايا الجسدية أو المزايا النفسية كما يمكن أن يقال هذا في جيوش نابليون.
                      وكل فضل هنا فهو فضل العقيدة والإيمان.
                      3- وقد كان نابليون مع اهتمامه بالقضاء على القوة العسكرية لا يغفل القضاء على القوة المالية أو التجارية التي يتناولها اقتداره، فكان يحارب الإنجليز بمنع تجارتها وسفنهم أن تصل إلى القارة الأوربية وتحويل العملات عن طريق إنجلترا إلى طريق فرنسا.
                      وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحارب قريشًا في تجارتها، ويبعث السرايا في إثر القوافل كلما سمع بقافلة منها.
                      وأنكر بعض المتعصبين من كتاب أوربة هذه السرايا وسموها "قطعًا للطريق" وهي سنة المصادرة بعينها التي أقرها "القانون الدولي" وعمل قادة الجيوش في جميع العصور، ورأينا تطبيقها في الحرب الحاضرة والحرب الماضية، رشيدًا تارة وغاليًا في الحمق والشطط تارة أخرى.
                      4- وقد أسلفنا أن نابليون كان يوجه همه إلى الجيش، ولا يقتحم المدن أو يشغل باله بمحاصرتها لغير ضرورة عاجلة.
                      ونرجع إلى غزوات النبي عليه الصلاة والسلام فلا نرى أنه حاصر محله، إلا أن يكون الحصار هو الوسيلة الوحيدة العاجلة لمبادرة القوة التي عسى أن تخرج منها قبل استعدادها، أو قبل نجاحها في الغدر والوقيعة، كما حدث في حصار بني قريظة وبني قينقاع، فكان الحصار هنا كمبادرة الجيش بالهجوم في الميدان المختار بغير كبير اختلاف.
                      5- وقد كان نابليون معتدًا برأيه في الفنون العسكرية، ولا سيما الخطط الحربية، ولكنه مع هذا الاعتداد الشديد لا يستغني عن مشاورة صحبه في مجلس الحرب الأعلى قبل ابتداء الزحف أو قبل العزم على القتال.
                      ومحمد عليه الصلاة والسلام كان على رجاحة رأيه يستشير صحبه في خطط القتال وحيل الدفاع ويقبل مشورتهم أحسن قبول، ومن ذلك ما صنعه ببدر، وألمحنا إليه آنفًا – حين أشار عليه الحباب بن المنذر بالانتقال إلى مكان غير الذي نزلوا فيه أول الأمر، ثم بتغوير الآبار وبناء حوض للشرب لا يصل إليه الأعداء.
                      وقيل في روايات كثيرة إنه عمل بمشورة سلمان الفارسي في حفر الخندق عند المنفذ الذي خيف أن يهجم منه المشركون على المدينة. فحفر الخندق وعمل النبي بيديه في حفره.
                      وقبول النبي مشورة سلمان عمل من أعمال القيادة الرشيدة وسنة من سنن القواد الكبار، غير أننا نعتقد أنه عليه الصلاة والسلام كان خليقًا أن يشير بحفر الخندق لو لم يكن سلمان الفارسي بين أهل المدينة في إبان الهجمة عليها، لأنه عليه الصلاة والسلام كان شديد الالتفات إلى سد الثغور وحماية الظهور في جميع وقعاته.
                      وفي وقعة أحد جعل الجبل إلى ظهره وأقام على الشعب الذي يخشى منه النفاذ والالتفاف خمسين راميًا مشددًا عليهم في التزام موقفهم قائلًا لهم: احموا ظهورنا فإنا نخاف أن يجيئوا من ورائنا والزموا أماكنكم لا تبرحوا منه.
                      وإن رأيتمونا ننهزم حتى ندخل عسكرهم فلا تفارقوا مكانكم، وإن رأيتمونا نقتل فلا تعينونا ولا تدفعوا عنا، وإنما عليكم أن ترشقوا خيلهم بالنبل فإن الخيل لا تقدم على النبل.
                      والذي يفعل هذا في شعب جبل لا يفوته أن يفعل مثله في ثغرة مدينة، ولكن المشاورة هنا هي المقصودة بالمضاهاة بين ما سبق إليه النبي وما تبع فيه نابليون، فهذه خصلة معهودة في كبار القواد لا تقدح فيما عرفوا به من قدرة على وضع الخطط وابتكار الأساليب.
                      6- وَلم يعرف عن قائد حديث أنه كان يعنى بالاستطلاع والاستدلال عناية نابليون.
                      وكانت فراسة النبي في ذلك مضرب الأمثال، فلما رأى أصحابه يضربون العبدين المستقيين من ماء بدر لأنهما يذكران قريشًا ولا يذكران أبا سفيان، علم بفطنته الصادقة أنهما يقولان الحق ولا يقصدان المراء.
                      وسأل عن عدد القوم فلما لم يعرفا العدد سأل عن عدد الجزور التي ينحرونها كل يوم فعرف قوة الجيش بمعرفة مقدار الطعام الذي يحتاج إليه.
                      وكان صلوات الله وسلامه عليه إنما يعول في استطلاع أخبار كل مكان على أهله وأقرب الناس إلى العلم بفجاجه ودروبه ويعقد ما يسمى اليوم مجلس الحرب قبل أن يبدأ بالقتال فيسمع من كل فيما هو خبير من فنون أو دلائل استطلاع.
                      7- واشتهر عن نابليون أنه كان شديد الحذر من الألسنة والأقلام وكان يقول: إنه يخشى من أربعة أقلام، ما ليس ي***ه من عشرة آلاف حسام.
                      والنبي عليه الصلاة والسلام كان أعرف الناس بفعل الدعوة في كسب المعارك وتغليب المقاصد، فكان يبلغه عن بعض أفراد أنهم يخفرون الذمة التي عاهدوا عليها ويشهرون به وبالإسلام، أو يثيرون العشائر لقتاله ويقذعون في هجوه وهجو دينه، فينفذ إليهم من يحاربهم في حصونهم أو يتكفل له بالخلاص منهم.
                      وعاب هذا بعض المغرضين من الكتاب الأوروبيين وشبهوه بما عيب على نابليون من اختطاف الدوق دانجان وما قيل عن محاولته أن يختطف الشاعر الإنجليزي كولردج الذي كان يخوض في ذمه ويستهوي الأسماع بسحر حديثه.
                      إلا أن الفارق عظيم بين الحالتين، لأن حروب الإسلام إنما هي حروب دعوة أو حروب عقيدة، وإنما هي في مصدرها وغايتها كفاح بين التوحيد والشرك أو بين الإلهية والوثنية. وليس وقوف الجيش أمام الجيش إلا سبيلًا من سبل الصراع في هذا الميدان.
                      فليس في حالة سلم مع النبي إذن من يحاربه في صميم الدعوة الدينية ويقصده بالطعن في لباب رسالته الإسلامية. وإن لم ينفر مع الناس لقتاله ولم يحرضهم على النكث بعهده وإنما هو مقاتل في الميدان الأصيل ينتظر من أعدائه ما ينتظره المقاتل من المقاتلين، ولا سيما إذا كانت الحرب قائمة دائمة لا تنقطع فترة إلا ريثما تعود.
                      أما نابليون فالحرب بينه وبين أعدائه حرب جيوش وسلاح، فلا يجوز له أن يقتل أحدًا لا يحمل السلاح في وجهه أو لا يدينه القانون بما يستوجب إزهاق حياته.
                      وما نهض نابليون لنشر دين أو تفنيد دين، ولو كان للرسول الإسلامي من غرض لجاز له أن يقل المسالمة ممن يحاربونه في دينه وإن لم يشهروا السيف في وجهه. فإن الضرب بالسيف لأهون من المقتل الذي يضربون فيه.
                      تلك مقابلة مجملة بين الخطط والعادات التي سبق إليها محمد وجرى عليها نابليون بعد مئات السنين، ومن الواجب أن نحكم على قيمة القيادة بقيمة الفكرة أو الخطة قبل أن نحكم عليها بضخامة الجيوش وأنواع السلاح، ولم يتخذ محمد الحرب صناعة.. فإذا كان مع هذا لم يتقن منها ما يتولاه مدفوعًا إليه فله فضل السبق على جبار الحروب الحديثة الذي تعلمها وعاش لها ولم ينقطع عنها منذ ترعرع إلى أن سكن في منفاه، ولم يبلغ من نتائجه بعض ما بلغ القائد الأمي بين رمال الصحراء.
                      ولقد كانت خبرة النبي ببعوث الاستطلاع كخبرته ببعوث القتال فكانت طريقته في اختيار القائد وتزويده بالوصايا والأتباع مثلًا يحتذى في جميع العصور، ولا سيما العصر الحديث الذي كثرت فيه ذرائع التخبئة والمراوغة وذرائع الكشف والدعوة فكثرت فيه – من ثم – حاجة المقاتلين إلى استقصاء أحوال العدو.
                      ففي الحروب الحديثة يتردد ذكر الأوامر المختومة التي تصدر إلى قواد السرايا والسفن ليفتحوها عند مدينة معلومة أو بعد مسيرة ساعات أو في عرض البحر على درجة معينة من درجات الطول والعرض. إلى أمثال ذلك من العلامات التي تعين بها الجهات.
                      ويتفق في أمثال هذه البعوث أن يكون القائد وحده مطلعًا على سر البعث ورجاله جميعًا يجهلونه ولا يعرفون أهم خارجون في غزوة أم في مناورة استطلاع، إلى ما قبل الحركة المقصودة بساعات معدودات وهناك تصدر الأوامر التي لا بد من صدورها للتهيؤ والتنفيذ ولا خوف من كشفها في تلك الساعات لصعوبة الاستعداد الذي يقابلها به العدو إذا انكشفت له قبل تنفيذها بفترة وجيزة. ولا سيما إذا كانت الحركة من حركات البحار. فهذه الأوامر المختومة ليست بحديثة.
                      وقد عرفت في المأثورات النبوية على أتم أصولها التي تلاحظ في أمثالها، ومن ذلك أنه عليه الصلاة والسلام بعث عبد الله بن جحش ومعه كتاب أمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين، وفحواه أن "سر حتى تأتي بطن نخلة على اسم الله وبركاته، لا تكرهن أحدًا من أصحابك على المسير معك وامض فيمن تبعك حتى تأتي بطن نخلة فترصد بها عير قريش وتعلم لنا من أخبارهم".
                      وهذا نموذج من الأوامر المختومة جامع لكل ما يلاحظ فيها حديثًا وقديمًا وعند بداءة الدعوات على التخصيص.
                      فأولها كتمان لخبر عمن يحيطون بالنبي عليه الصلاة والسلام، فلا يبعد أن يكون منهم من هو مدخول النية عليه وعلى أصحابه من قبل قريش، ولا يبعد أن يكون منهم من يبوح بالخبر ولا يريد به السوء أو يدرك ما في البوح به من الخطر المحظور، ولا يبعد أن يكون منهم الضعفاء والمخالفون , وأن الاستعانة على قضاء الحاجات بالكتمان لسنة حكيمة من سنن النبي عليه الصلاة والسلام في جميع المطالب وهي في حروب الدعوات على التخصيص أقمن بالاتباع، ولهذا كان إذا أراد غزوة ورى بغيرها على النحو الذي يتبعه قادة الحروب إلى الآن.
                      ومما لوحظ في كتاب النبي لعبد الله بن جحش كتمان الخبر عن أصحابه ثم وصاته ألا يكره أحدًا منهم على المسير معه بعد معرفته بوجهته، وهذا هو أهم الملاحظات في هذا المقام.
                      فقد يحارب الرجل وهو مكره مهدد بالموت الذي يتقيه إذ يفر من القتال، ولكنه لا يستطلع وهو مكره ثم يفيد استطلاعه من أرسلوه، بل لعله ينقلب إلى النقيض فيحرف الأخبار عمدًا أو يتلقاها على غير اكتراث، أو يطلع الأعداء على أسرار أصحابه وهم غافلون عنه.
                      ولهذا تعاني الدول أكبر العناء في مراقبة الجواسيس بالجواسيس وفي امتحان كل خبر بالمراجعة بعد المراجعة والمناقضة بعد المناقضة حتى تطمئن إلى صحته قبل الاعتماد عليه.
                      وفي الحروب الحاضرة تجربة جديدة من المستطلعين أو الرواد المتقدمين فقد عرف أن هتلر يعتمد على أفراد من جنده يهبطون إلى الطيارات وراء الصفوف، فيتسللون إلى مراكز المواصلات ويعبثون بين القرى المعزولة، فيشيعون فيها الرعب والحيرة ويوهمون من يراهم أن الجيش المغير كله على مقربة منهم فلا جدوى لهم من الاستغاثة أو المقاومة، ويحمل معظم هؤلاء الرواد المتقدمين أجهزة للمخاطبة يستعينون بها على الاتصال برؤسائهم من بعيد.
                      قيل في الإعجاب بهذه الخطة الهتلرية كثير، وقيل في انتقادها والتنبيه إلى خطرها كثير.
                      فمن دواعي الإعجاب بها أنها أفادت في قطع المواصلات وإشاعة الذعر وتضليل المدافعين وأنها شيء جديد في شكله وإن لم يكن جديدًا في غايته ومرماه.
                      ومن أسباب انتقادها أن كل فائدة فيها تتوقف على العقيدة وحسن النية.
                      فهي تستلزم أن يكون الرائد غيورًا على عمله متحمسًا لإنجازه رقيبًا على نفسه وهو بمعزل عن رقبائه فليس أيسر له إذ هو انفرد وأعوزته الرغبة في إنجاز عمله من أن يستأسر في أول مكان يصل إليه من بلاد الأعداء طلبًا للسلامة.
                      ولا عقاب عليه إلى نهاية القتال. ثم يتعلل بما شاء من المعاذير إن وجد بعد ذلك من يحاسبه ويعاقبه.
                      وهيهات أن تستجمع الأدلة عليه في أمثال هذه الفوضى بين معسكرين أو عدة معسكرات.
                      فالخطة الهتلرية فاشلة لا محالة إن لم ينفذها مريدون متعصبون غير مكرهين ولا متشككين فيما هو موكول إليهم، وهي لهذا أحرى أن تحسب من وحي إخوان الطريق وإلهام العقائد لا من النظام الذي يدرب عليه كل جيش ويصلح لجميع الجنود، فلولا أن النازيين قضوا قبل الحرب الحاضرة زهاء عشر سنين ينفخون في نفوس الناشئة جذوة البغضاء، ويلهبونهم بحماسة العقيدة ويخلقون فيهم اللدد الذي يغني عن الرقابة ساعة التنفيذ، لحبطت الخطة كل الحبوط وانقلبت على النازيين شر انقلاب.
                      وها هنا تتجلى حكمة النبي عليه الصلاة والسلام في اشتراط الرغبة والطواعية واجتناب القسر والإكراه. فهذه "أولًا" بعثة منفردة لا سبيل إلى الإكراه الفعال بين رجالها إذا أريد.
                      وهي "ثانيًا" بعثة استطلاع لا يغني فيها عمل الكاره المقسور، وألزم ما يلزم العامل فيها إيمانه وصدق نيته وحسن مودته لمن أرسلوه، فإن أعوزته هذه الصفة فقد أعوزه كل شيء.
                      أما غرض البعثة كلها وهو الاستطلاع، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام عليمًا بمزاياه. معنيًا به غاية العناية، فالعدو المجهول كالعدو المستتر بأسوار الحصون، في حمى من الجهل به قد يحول دون الاستعداد له بالعدة الضرورية في الوقت الضروري، ويحول من ثم دون الانتصار عليه.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                        ونحن نكتب هذه الفصول والحرب الروسية تذكرنا كيف أصيب نابليون في هذا الميدان حيث أصيب في وسائل الاستطلاع، ثم تذكرنا كيف تكررت هذه الغلطة بعينها على نوع من المشابهة بين غزوة نابليون في روسيا أمس وغزوة هتلر لتلك البلاد اليوم.
                        فمن أسباب هزيمة نابليون إهماله النصائح التي سمعها في مجلس الحرب من بعض الثقات قبل التوغل في الحرب الروسية، لاعتقاده خطأ أن القيصر سيطلب صلحه بعد أسابيع.
                        ومن أسباب تلك الهزيمة أن الروس كانوا يتراجعون أمامه تحت جنح الظلام، ويخلون المدن والطرقات حتى لا يرى فيها ديارًا يسأله عن مكان الجيش المتراجع. أو يلتقط من خلال أجوبته ما يعينه على الاستطلاع الذي كان شديد التعويل عليه.
                        أما "هتلر" فقد أتى من قبل هذين النقصين كما أتى من قبله من هو أعظم منه وأولى بالتحرز والأناة. فقد اشتهر أنه كان في مجلس الحرب على خلاف مع قواده الثقات الذين علموا من شأن الروس ما ليس له به علم.
                        واشتهر أنه أخطأ في استطلاع القوم إذ خيل إليه أن الشعب الروسي يتحفز للثورة ويترقب الإغارة عليه لنصرته كائنًا من كان ولو جاءت الغارة من عنصر معاد للعنصر السلافي وهو عنصر الجرمان.
                        ومحمد عليه الصلاة والسلام لم يتعلم ما تعلمه هتلر ونابليون، ولكنه لم يخطئ قط مثل هذا الخطأ في جميع غزواته وكشوفه، ولعلنا نفهم – كما درسنا زمانه الحافل بالعبر والأمثلة الباقية – أن دراسته ضرب من دراسة العصر الحديث والقادة المحدثين عندما تنعقد المقارنة بين المعارك القديمة والمعارك العصرية.
                        ينبغي أن ننظر إلى فكرة القائد قبل أن ننظر إلى ظواهر المعارك أو أشكالها أو أحجامها، لأننا إذا نظرنا إلى الظواهر فلا معنى إذن للمقارنة على الإطلاق، إذ من المقطوع به أن عشرة ملايين يجتمعون في ميدان واحد أضخم من عشرة آلاف، وأن حربًا تدار بالمذياع والتليفون أعجب من حرب تدار بالفم والإشارة، وأن نقل الجنود بالطائرات والدبابات أبرع من نقلهم على ظهور الخيل والإبل، وأن المدفع أمضى من السيف والرصاصة أمضى من السهم، فلا معنى إذن لمقارنة بالظواهر تنتهي إلى نتيجة واحدة وهي استضخام الحرب الحديثة والنظر إلى القيادة الغابرة كأنها شيء صغير إلى جانب القيادة التي توجه هذه الضخامة.
                        لكننا إذا نظرنا إلى فكرة القائد، أمكننا أن نعرف كيف أن توجيه ألف رجل قد تدل على براعة في القيادة لا نراها في توجيه مليون بينهم الراجل والراكب، ومنهم من يركبون كل ما يركب من مخلوقات حية وآلات مخترعة.
                        وهذه الفكرة هي التي ترينا محمدًا عليه الصلاة والسلام قائدًا حربيًا بين أهل زمانه بغير نظير في رأيه وفي الانتفاع بمشورة صحبه، وتبرز لنا قدرته النادرة بين قادة العصور المختلفة في توجيه كل ما يتوجه على يدي قائد من قوى الرأي والسلاح والكلام.
                        وهذه القدرة هي شهادة كبرى للرسول تأتي من طريق الشهادة للقائد الخبير بفنون القتال.
                        ويزيد هذه الشهادة عظمًا، أن الرجل الذي يجتنب القتال في غير ضرورة رجل شجاع غير هياب، شجاع وليس كبعض الهداة المصلحين الذين تجور فيهم فضيلة الطيبة على فضيلة الشجاعة، فيحجمون عن القتال لأنهم ليسوا بأهل قتال.
                        فمحمد كان في طليعة رجاله حين تحتدم نار الحرب ويهاب شواظها من لا يهاب، وكان علي فارس الفرسان يقول: "كنا إذا حمى البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب منه إلى العدو".
                        ولولا ثباته في وقعه حنين، وقد ولت جمهرة الجيش وأوشك أن ينفرد وحده في وجه الرماة والطاعنين، للحقت الهزيمة بالمسلمين، وخروجه والليل لما يسفر عن صبحه ليطوف بالمدينة مستطلعًا، وقد هددها الأعداء بالغارة والحصار أمر لو لم تدعه إليه الشجاعة الكريمة لم يدعه إليه شيء؛ لأن المدينة كانت يومئذ حافلة بمن يؤدون عنه مهمة الاستطلاع وهو قرير في داره، ولكنه أراد أن يرى بنفسه فلم يثنه خوف ولم يعهد بهذا الواجب إلى غيره.
                        ومشاركته في الوقعات الأخرى هي مشاركة القائد الذي لا يعفي نفسه وقد أعفته القيادة من مشاركة الجند عامة فيما يستهدفون له، فهي شجاعة لا تؤثر أن تتوارى حيث يتاح لها أن تتوارى وعندها العذر المقبول بل العذر المحمود.
                        وإذا كان القائد خبيرًا بالحرب قديرًا عليها غير هياب لمخاوفها، ثم اكتفى منها بالضروري الذي لا محيص عنه، فذلك هو الرسول تأتيه الشهادة بالرسالة من طريق القيادة العسكرية وتأتي جميع صفاته الحسنى تبعًا لصفات الرسول. اهـ "عبقرية محمد"
                        نقلنا كلام العقاد الآنف لما فيه من فوائد، إلا أننا لا نعتقد أنه أحاط بمزايا رسول الله صلى الله عليه وسلم العسكرية.
                        ولا نعتقد أنه أراد ذلك، وإنما لمس بعض هذه المزايا لمسًا خفيفًا، ولا نعتقد كذلك أننا نستطيع استجلاء هذه المزايا كلها لقصورنا أولًا وللإيجاز الذي نقصده ثانيًا في هذه الكتابات، غير أن هناك ميزة تربو على كل ما ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم من ميزات في قضية الحرب لم يتعرض لها حتى الآن هي تأمينه صلى الله عليه وسلم لجيشه ولدولته دائمًا (الهيبة العسكرية) التي تجعل الآخرين دائمًا في حالة رعب وقد عبر هو نفسه صلى الله عليه وسلم عن هذه الحقيقة بقوله "ونصرت بالرعب مسيرة شهر" وأن من جملة عوامل النصر المهمة دائمًا في حرب المسلمين هذه الناحية التي وطد رسول الله صلى الله عليه وسلم أركانها في حياته، وحافظ عليها أصحابه بعده، وهي التي كانت تفعل في قلوب أعدائه المقاتلين الأفاعيل.
                        ولو درسنا حياة الرسول صلى الله عليه وسلم العسكرية لرأينا أن هدفًا كبيرًا دائمًا من أهداف عملياته العسكرية كان إبقاء هذه الهيبة وزيادتها وتأكيدها وتوسيع دائرتها حتى وصل المسلمون إلى حالة في النهاية كان الناس كلهم يهابونهم ولا يهابون هم أحدًا، لا دولة كبرى ولا صغرى ولا قبيلة ولا جيشًا ولا سلاحًا ولا عددًا ولا عدة فترى الجيش الصغير (3000) يهجم على الجيش الكبير (200.000) يوم مؤتة ولا يبالي بالنتائج، وإليك عرضًا موجزًا لأعمال الرسول صلى الله عليه وسلم العسكرية خلال سنة من أول سني المدينة لتعرف كيف أوجد هذه الهيبة العسكرية وأمنها.
                        ما كاد يستقر بالمدينة حتى يرسل في رمضان من السنة الأولى للهجرة حمزة بن عبد المطلب في ثلاثين من المسلمين، فيلتقي بأبي جهل يقود قافلة لقريش ومعه ثلاث مائة راكب فيحجز بين الفريقين مجدي بن عمرو الجهني فلا يقع قتال.
                        وفي شوال من نفس السنة يرسل عبيدة بن الحارث في ستين راكبًا إلى وادي رابغ فيلتقي بأبي سفيان ومعه مائة مشرك فيترامى الفريقان بالنبل ولا يقع قتال.
                        وفي ذي القعدة يرسل سعد بن أبي وقاص في نحو عشرين رجلًا يعترض عيرًا لقريش ولكنها تفوته، وفي صفر يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه بعد أن يستخلف سعد بن عبادة على المدينة فيسير حتى يبلغ ودّان يريد قريشًا وبني ضمرة فلم يلق قريشًا وعقد حلفًا مع بني ضمرة.
                        وفي ربيع الأول خرج الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس مائتين من المهاجرين والأنصار إلى بواط معترضين عيرًا لقريش يقودها أمية بن خلف ومعه مائة من المشركين ففاتته.
                        وفي جمادى خرج إلى العشيرة من بطن ينبع وأقام بها شهرًا صالح فيه بني مدلج.
                        ثم أغار كرز بن جابر الفهري على المدينة واستاق سرحها فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في طلبه حتى بلغ وادي سفوان قريبًا من بدر فهرب كرز ولم يدركه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                        وعند مقفله من هذه الغزوة أرسل عبد الله بن جحش بسرية فيها ثمانية من المهاجرين.
                        وفي رمضان كانت موقعة بدر الكبرى التي كانت أول صدام عنيف مسلح بين المسلمين وغيرهم سقط فيه قتلى أعنى المشركين، فانظر من رمضان إلى رمضان كم سرية وكم غزوة حركها رسول الله ومن حكم هذه السرايا:
                        1- إنها تدريب عملي وإعداد نفسي للمسلمين يجعلهم دائمًا في حالة تعبئة عامة وحذر دائم واستعداد يقظ وحركة قتالية سريعة.
                        2- إشعار الأعداء بالقوة التي تهاجم ولا تنتظر حتى تهاجم، وإلقاء الرعب في قلوب من يفكر بغدر وشر.
                        3- الإشعار بالانتقال من مرحلة الصبر إلى مرحلة الرد بالمثل على الظلم وإيقاف المشركين في غير حدهم.
                        وكانت معركة بدر الضربة الساحقة التي حققت هذه الأغراض جميعًا، وكان ما قبلها مقدمة لها، وخلال عشر سنوات قضاها الرسول في المدينة، تجد أن أعماله العسكرية من غزوات إلى سرايا بلغت عشرات وكلها كانت محكمة وسريعة وناجحة، من غزوة ضد قريش إلى عملية ضد اليهود، إلى تحرك نحو القبائل العربية على الحدود الرومانية والفارسية. إلى مناوشة مع الدولة الرومانية، ولم يقبض عليه الصلاة والسلام حتى فتح للمسلمين طريق العمل العسكري الذي انطلقوا منه إلى العالم. فلم يوقفهم شيء إلا ضعف جذوة الإسلام في أنفسهم لأمد.
                        والأهم من الناحية العسكرية مما قدمناه هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ بأتباعه من الانضباط العسكري مبلغًا ما بلغه قائد عسكري آخر، ونحن نعلم أن الانضباط العسكري هو كل شيء في المعركة ولا يمكن أن تظهر عبقرية قائد عسكريًا إلا إذا كان الانضباط موجودًا ولذلك فإن ثمانين بالمئة من عبقرية القيادة العسكرية تظهر في انضباط جندها معها في اللحظة الحاسمة، فإذا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قمته وفي أمة العرب الشعب المارد المتمرد الذي لا يعرف انضباطًا ولا طاعة فتلك معجزة المعجزات.
                        وكمثال على مدى الروح الانضباطية التي تمتع بها المسلمون في آخر حياته عليه الصلاة والسلام ما حدث يوم غزو تبوك. إذ تخلف بعض الأتباع عن الذهاب معه صلى الله عليه وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بمقاطعتهم (وهم ثلاثة) فلم يكلمهم أحد حتى تاب الله عليهم.
                        إن عبقرية هذه القيادة لا مثيل لها في كل تصرف من تصرفاتها الصغيرة والكبيرة، نجدها حيث يبقى أبا سفيان يوم فتح مكة على الطريق تمر به كتائب المسلمين كلها، حتى ينقطع آخر أمل له في المقاومة وحتى يتلاشى آخر تردد عنده في الاستسلام، والتي نجدها حيث يغزو الروم يوم تبوك ويعقد المعاهدات مع أطراف دولتهم، ممهدًا بذلك لاستقبال الجيوش الإسلامية في المستقبل.
                        وإذا كانت نتائج العمل العسكري ميزانًا توزن به قيمة هذا العمل العسكري فإنه لا يوجد في ميزان العالم أثقل من العمل العسكري الذي قام به رسول الله إذ ما من معركة حدثت للأمة الإسلامية بعد إلا وكانت قبسًا من شمس رسول الله، وما من ظفر حققه المسلمون إلا ووراءه الروح التي بثها رسول الله في موات القلوب، ولئن مرت ظروف انتصرت فيها الأمة الإسلامية في عصرنا.
                        فاستغل انتصارها أعداؤها، فإن تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم ستجعل هذه الأمة في وضع آخر مرة أخرى بإذن الله.
                        وبعد: إنما أردنا إبراز الكمال الذي يتمتع به رسول الله في كل شيء بحيث استجمع أعلى قمم السلوك البشري في كل شيء فكان الإنسان الوحيد الذي يصح أن يكون قدوة البشر العليا في كل شيء وبعد أن تقرأ جزءًا من تعاليمه سترى بوضوح أن البشرية لن يستقيم أمرها إلا بأخذها بتعاليم محمد والاقتداء به، وأن الحدود التي حدها رسول الله في حياته السلوكية والعملية في كل الجوانب هي أرفع وأعدل ما ترتقي إليه آمال البشر مع الواقعية التي لا تخرج هذه التعاليم إلى مثل معطلة، وإن أي انحراف عن التأسي برسول الله واتباع تعاليمه إنما هو في الواقع ارتكاس وانتكاس مهما حاول أهل الباطل أن يفيضوا عليه من الألقاب والنعوت والتسميات.
                        فالرسول عليه الصلاة والسلام قد أعطى البشر بوحي من الله الصيغة الوحيدة للحق، فمهما ابتغت البشرية الهدى في غير هذه الصيغة فإنها إلى ضلالٍ تسير.
                        لقد رأيت في هذا الباب:
                        أن رسول الله صادق ودلّكَ هذا على أنه رسول الله.
                        وأن رسول الله أمين في تنفيذ ما دعا إليه ودلك هذا على أنه رسول الله.
                        وأن رسول الله قد بلغ دعوة الله حقًا ودلك هذا على أنه رسول الله.
                        وأن رسول الله أعقل البشر وأعظمهم فطانة فدلك هذا على أنه رسول الله حقًا.
                        وأن رسول الله أعظم الناس في باب التربية والتعليم ودلك هذا على أنه رسول الله حقًا.
                        وأن رسول الله أكمل الخلق أبًا وزوجًا وأخلاقًا وقيادة وكل ذلك دلك على أنه رسول الله حقًا.
                        ورسول تدلك صفاته على رسالته إلى أين تفارقه متبعًا أصنام الهوى وأباطيل الهوس ومجانين الضلال، إن هؤلاء لا يسيرون بك إلا إلى الهاوية.
                        ولكن رسول الله لا يدلك عليه فقط صفاته بل قامت الأدلة على رسالته حتى إنه لم يزغ عن الرؤية إلا أعمى.
                        ألا يدلك هذا أيها الرشيد على عظمة عقلية الرسول صلى الله عليه وسلم، بل وعبقريته، ويدلك على تهافت استنتاجاتك، وروابطك غير الأمينة فى بعض الأحيان، وغير الموضوعية فى البعض الآخر؟
                        ولطالما أنكم تميلون إلى الغرب، وما يقولونه دون تمحيص أو قراءة ذاتية، وبناء رأى أمين دون تعصب، فقد فضلت أن لا أكتب لك عن إنجازات الرسول صلى الله عليه وسلم، لأننى احترت عن أى إنجازات أكتب: هل إنجازاته فى التوحيد وإنهاء الوثنية، أم إنجازاته فى مجالات الأخلاق أم السياسة أم الاقتصاد أم العلم أم حقوق الإنسان، أم اهتمامه بالحيوان والبيئة أم ... أم ...
                        ورأيت أن هذا يتطلب مجلدات أفرغ فيها إنجازاته صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة. لذلك فضلت أن أنقل لك آراء بعض الذين درسوا تاريخه وأقواله صلى الله عليه وسلم، ولم يمنعهم عدم إسلامهم من قول الحق والتمسك بالفضيلة:
                        1- الزعيم الهندي مهاتما غاندي:
                        أردتُ أن أعرف صفاتِ الرجل الذي يملك دون نزاع قلوبَ ملايين البشر، لقد أصبحتُ مقتنعًا كلَّ الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلةَ التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول، مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه، وفي رسالته.
                        2- العلامة كارل ماركس:
                        جدير بكل ذي عقل أن يعترف بنبوة محمد، وأنه رسول من السماء إلى الأرض. هذا النبي افتتح برسالته عصرًا للعلم والنور والمعرفة حريٌّ أن تُدوَّن أقوالُه وأفعالُه بطريقة علمية خاصة، وبما أن هذه التعاليمَ التي قام بها هي وحيٌ، فقد كان عليه أن يمحوَ ما كان متراكمًا من الرسالات السابقة من التبديل والتحوير.
                        3- العلامة الإنكليزي جورج برناردشو: في كتابه (محمد)، الذي أحرقته السلطات البريطانية:
                        لقد درست محمدًا باعتباره رجلًا مدهشًا، فرأيته بعيدًا عن مخاصمة المسيح، بل يجب أن يُدعى: منقذ الإنسانية. إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضعَ الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالدٌ خلود الأبد، وإني أرى كثيرًا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة. إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً. وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يُؤمِّن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها، وإني أعتقد أنّ هذا الدينَ سيجد مجاله الفسيح في أوروبا.
                        أليس هذا تقرير من هذا العلامة المنصف، غير المسلم، بأن العالم أجمع اليوم فى مسيس الحاجة إلى عقل محمد صلى الله عليه وسلم ودينه؟ أليست هذه الشهادة تعنى أنه أعقل البشر جميعًا من يوم خلق الله الإنسان على الأرض؟
                        4- الفيلسوف والشاعر الفرنسى الشهير فولتير:
                        وهو صاحب حركة الاستنارة الفرنسية في القرن الثامن عشر والذي كان يؤمن بالتسامح الديني عندما تحدث عن رسول الإسلام قال: "السنن التي أتى بها محمد كانت كلها ما عدا تعدد الزوجات قاهرة للنفس ومهذبة لها، فجمال تلك الشريعة وبساطة قواعدها الأصلية جذبا للدين المحمدي، أممًا كثيرة أسلمت".
                        ويتابع قائلًا "إنه دين يستحق الإعجاب والإجلال والتقدير ذلك لأنه جعل زنوج أواسط إفريقيا، يشعرون بآدميتهم، وجعل سكان جزر البحر الهندي يعرفون أن هناك قوة غير التي اعتادوا عليها".
                        وينفي ما يتردد حول أن الإسلام استولى قهرًا وبالسيف على أكثر من نصف الكرة الأرضية، فيقول: "هذه شائعات تحاول أن تقلل من قيمة الإسلام ورسوله، وإن الدليل على ذلك أن كثيرين اعتنقوا الإسلام وهم بعيدون عن بلاده وغزواته وفتوحاته، فكيف إذن وصلهم السيف الذي يدعيه مؤرخونا وخطباؤنا".
                        إنّ أكبر سلاح استعمله المسلمون لبث الدعوة الإسلامية هو اتصافهم بالشيم العالية اقتداءً بالنبي محمد، والذين لا يقرؤون التاريخ الإسلامي لا يستحقون الاحترام، والذين يسبّون محمدًا لا يستحقون الحياة، فقد رأيناه طول حياته راسخَ المبدأ، صادقَ العزم، كريمًا بَرًّا رؤوفا تقيًا فاضلًا حرًا.
                        5- مايكل هارت: في كتابه (مائة رجل من التاريخ):
                        إن اختياري محمدًا ليكون الأولَ في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي، فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها؛ كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم كموسى في اليهودية، ولكن محمدًا هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته.
                        فى الحقيقة لم يقل مايكل هارت أكثر مما قاله يسوع فى محمد صلى الله عليه وسلم، فهو نفس قول يسوع عنه. لقد أخبر يسوع أن يوحنا المعمدان هو أعظم من أنجبت امرأة، أى أعظم منه نفسه، ولكن الأصغر فى ملكوت الله، وهو إيليا، المزمع أن يأتى، أى آخر نبى فى سلسلة أنبياء الله هو أعظم منه: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
                        6- ساروجني ندو- شاعرة الهند:
                        يُعتبر الإسلامُ أولَ الأديان مناديًا ومطبقًا للديمقراطية، وتبدأ هذه الديمقراطية في المسجد خمسَ مرات في اليوم الواحد، عندما يُنادى للصلاة، ويسجد القروي والملك جنبًا إلى جنب اعترافًا بأن الله أكبر. ما أدهشني حقيقةً هو هذه الوحدة.
                        7- مونتجومري وات: من كتاب (محمد في مكة):
                        إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه، واعتبروه سيدًا وقائدًا لهم إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة. كل ذلك يدلُّ على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه، فافتراضُ أنّ محمدًا مدّعٍ افتراضٌ يثير مشكلات أكثرَ مما قد يحلها، بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنلِ التقديرَ اللائقَ بها مثلما فُعل بمحمد.
                        8- بوسورث سميث: من كتاب (محمد والمحمدية):
                        لقد كان محمد قائدًا سياسيًا وزعيمًا دينيًا في آن واحد؛ لكن لم تكن لديه عجرفةُ رجالِ الدين، كما لم تكن لديه فيالقُ مثل القياصرة، ولم يكن لديه جيوشٌ مجيشة، أو حرسٌ خاصٌ، أو قصرٌ مشيدٌ، أو عائدٌ ثابت، وإذا كان لأحد أن يقول: إنه حكم بالقدرة الإلهية، فإنه (محمد) لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتِها، ودون أن يسانده أهلها.
                        9- جيبون أوكلي: من كتاب (تاريخ إمبراطورية الشرق):
                        ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهارَ، وإنما استمراريتها وثباتها على مرّ العصور، فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له ذات الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنًا من الزمان.
                        10- المستشرق الكندي الدكتور زويمر: في كتابه (الشرق وعاداته):
                        إن محمدًا كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضًا أنه كان مصلحًا قديرًا، وبليغًا فصيحًا، وجريئا مغوارًا، ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفاتِ، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.
                        11- العلامة الألماني برتلي سانت هيلر: في كتابه (الشرقيون وعقائدهم):
                        كان محمد رئيسًا للدولة، وساهرًا على حياة الشعب وحريته، ... فكان النبي داعيًا إلى ديانة الإله الواحد، وكان في دعوته هذه لطيفًا رحيمًا حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحمِلُها النفس البشرية، وهما: العدالة والرحمة.
                        12- السير ويليام موير الإنكليزي: في كتابه (سيرة النبي والتاريخ الإسلامي):
                        السير ويليام موير هو إسكتلندي درس الحقوق في جامعتي أدنبره، وجلاسجو وبدأ يبحث عن الإسلام ويدرس أخلاق نبي الإسلام في بداية وجوده بالهند وله دراسات جديدة منها "سيرة النبي والتاريخ الإسلامي".
                        ويقول في كتابه هذا: "من صفات النبي الجديرة بالتنويه والإجلال "الدقة والاحترام" اللتان كان يعامل بهما أتباعه حتى أقلهم شأنًا، فالتواضع والرأفة والإنسانية وإنكار الذات والسماحة والإخاء وثقت به محبة كل من حوله".
                        ويقول أيضًا: "ولقد امتاز محمد بوضوح كلامه وسهولة دينه ولقد أتم من الأعمال مالم ولن يستطيعه مصلح اجتماعي، فقد أحيا الأخلاق وحث على الفضيلة، وهذا حال الأنبياء والرسل حينما يربيهم الله ويرسلهم برسالة حق كما أرسل محمدًا بالإسلام الحقيقة والحق ليختم الرسالات وأيضًا ليختم الأنبياء".
                        ويقول أيضًا: "صنع محمد أمة من قوم كانوا من قسوة القلب والبداوة بحيث يصعب التأثير فيهم فأصبحوا كما أراد الإسلام ونبيه وراحوا يملأون العالم بعد ذلك علمًا ونورًا بعد أن كانوا من الجهالة والجاهلية".
                        ويقول أيضًا: إن محمدًا نبي المسلمين لُقّب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده؛ لشرف أخلاقه، وحسن سلوكه، ومهما يكن هناك من أمر، فإنّ محمدًا أسمى من أن ينتهيَ إليه الواصفُ، ولا يعرفه من جهله، وخبيرٌ به من أمعن النظرَ في تاريخه المجيد، ذلك التاريخ الذي ترك محمدًا في طليعة الرسل ومفكري العالم.
                        13- العلامة سنرستن الآسوجي: محرر مجلة (العالم الشرقي):
                        إننا لا ننصف محمدًا إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات، وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية مُصرًّا على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكملَ الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ.
                        14- المستشرق الأمريكي سنكس: في كتابه (ديانة العرب):
                        ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفتُه ترقيةَ عقول البشر بإشرابها الأصولَ الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإلهٍ واحد، وبحياة بعد هذه الحياة.
                        15- آن بيزينت: من كتاب (حياة وتعاليم محمد):
                        من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم، ويعرف كيف عاش هذا النبي، وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء. وإنني أشعر في كل مرة أعيد فيها قراءة سيرته بإعجاب وتبجيل متجدّدَين لهذا المعلم العربي العظيم.
                        16- الأديب العالمي الروسى ليف تولستوي:
                        وقال: "لا يوجد نبي حظي باحترام أعدائه سوى النبي محمد مما جعل الكثرة من الأعداء يدخلون الإسلام".
                        وقال أيضًا: يكفي محمدًا فخرًا أنه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح أمامهم طريقَ الرُّقي والتقدم. وإنّ شريعة محمدٍ ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة، وأنا واحد من المبهورين بالنبي محمد، الذي اختاره الله الواحد لتكون رسالته آخرَ الرسالات على يديه، وليكون هو أيضًا آخر الأنبياء.
                        17- الدكتور شبرك النمساوي:
                        إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها؛ إذ إنّه رغم أُمّيته استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع سنكونُ نحنُ – الأوروبيين - أسعدَ ما نكون إذا توصلنا إلى قمّته.
                        18- العالم اللاهوتي السويسري الدكتور هانز كونج:
                        محمد نبيٌّ حقيقيٌّ بمعنى الكلمة، ولا يمكننا أبدًا إنكارَ أنّ محمدًا هو المرشدُ القائد إلى طريق النجاة.
                        19- العلامة توماس كارليل:
                        إنما محمد شهاب قد أضاء العالم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء؛ ولكم قرأت حياة رسول الإسلام جيدًا مراتٍ ومرات، فلم أجد فيها إلا الخُلق كما ينبغي أن يكون، وكم ذا تمنيتُ أن يكون الإسلامُ هو سبيلَ العالم.
                        وقال أيضًا مادحًا إنجازاتهم العلمية العقلية: "قوم يضربون في الصحراء عدة قرون لا يؤبه بهم ولهم فلما جاءهم النبي العربي،أصبحوا قبلة الأنظار في العلوم والمعرفات وكثروا بعد قلة، وعزوا بعد ذلة، ولم يمض قرن حتى استضاءت أطراف الأرض بعقولهم وعلومهم".
                        كما يفند كارليل مزاعم الكارهين مدافعًا عن رسول الإسلام والرسالة بقوله: "لم يكن رسول الإسلام من محبي الشهرة كما يدعي البعض لم يكن في فؤاد ذلك النبي العظيم أي طمع دنيوي، لأن الذي يتمسك بحبل الله لا تهمه الظواهر ولا السطحيات، فقد تمسك بحبل الله ضاربًا حسابى الربح والخسارة عرض الحائظ غير مهتم بجاه أو شهرة أو سلطان، ولو كان يريد ذلك لركن إلى أقوال الذين ساوموه على ذلك، لكنه أقسم أنهم لو وضعوا في يديه القمر والشمس على أن يترك هذا الدين ما تركه".
                        20- راما كريشنا راو:
                        يقول البروفسور "رما كريشنا راو" في كتابه "محمد النبي": "لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها. ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة. فهناك محمد النبي، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامي العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضي، كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلًا."
                        ألا تؤهله كل هذه الأوصاف ليكون أعقل العقلاء، وأشرف الشرفاء، وسيد البشر والأنبياء أجمعين؟
                        21- الفيلسوف الفرنسي المستشرق إدوار مونتيه (1817-1894):
                        قال في آخر كتابه (العرب): عرف محمد بخلوص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق، وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وأرحم عرب عصره، وأشدهم حفاظًا على الزمام فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل، وأسس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم.
                        ألا يصبو ويحلم كل عاقل فى الدنيا أن يتأسى بسنته، ويتخلق بأخلاقه، ويحلم أن تكون له مثل عبقريته، وأن يكون نافعًا للناس وللحياة مثله صلى الله عليه وسلم؟
                        22- الشاعر والأديب الألمانى جوته:
                        وعن الرسول قال جوته: "كان الرسول معدًا إعدادًا ربانيًا أنفرد به من بين سابقيه من الرسل والأنبياء على كثرتهم".
                        وقال "كان رسول الإسلام متواضعًا محبًا للخير وجاءته رسالة الخير، استطاع بحبه لرسالته أن يجعلها تمتد وتنتشر وتضرب جذورها في أعماق النفس البشرية التواقة دائمًا للتعرف على النواحي الإيجابية في الحياة".
                        إن التشريع في الغرب ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية ، وإننا أهل أوربا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد.
                        23- برتراند راسل، عالم الرياضة والمنطق، والمؤرخ والناقد الاجتماعى:
                        أخلاق "محمد" تمنح معنى للوجود.
                        برتراند راسل وهو أحد فلاسفة بريطانيا الكبار والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1950، قال: "لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية، فالتعاليم التي جاء بها محمد والتي حفل بها كتابه مازلنا نبحث ونتعلق بذرات منها وننال أعلى الجوائز من أجلها".
                        و"كان محمد بتعاليمه وكتابه أحق بكل الجوائز لكنه لم يسع إلى ذلك وترك الأمور تسير بطبيعتها حتى لا يتهم بأن الإسلام بالسيف ساد وانتشر".
                        "لقد كانت ومازالت ديانة محمد توحيدًا سهلًا ولم يزعم لنفسه أنه إله ولا زعم أتباعه له هذه الطبيعة الإلهية نيابة عنه، لقد كانت الأخلاق الإسلامية منذ محمد وحتى اليوم وغدًا هي المفتاح الحقيقي للإنسان الذي يحلم بأن يكون لوجوده معنى".
                        24- المستشرق الأمريكى بروكلمان:
                        بروكلمان أحد كبار المستشرقين الأمريكيين الذين عشقوا اللغة العربية وله عدة كتب عن تاريخ العرب الأدبي والتاريخ الإسلامي، قال عن سيدنا "محمد": "لم تشبه شائبة من قريب أو من بعيد، فعندما كان صبيًا وشابًا، عاش فوق مستوى الشبهات، التي كان يعيشها أقرانه، من بني جنسه وقومه بدليل أن شريفة مكة وهي السيدة "خديجة" استدعته راجية أن يراعي تجارتها ولفرط ثقتها فيه وأمانته في مالها ولثقته الكبيرة في نفسه طلبته زوجًا لها".
                        وعن الكيفية التي تعامل بها الرسول "صلى الله عليه وسلم" مع اليهود قال الزعيم الألماني هتلر "أعتقد أن الذي استطاع أن يتعامل مع اليهود، ويكسبهم ويشل حركتهم في نفس الوقت هو رسول الإسلام محمد الذي فهم ما تدور به عقولهم وقلوبهم، لذا كان محمد حريصًا منهم حريصًا عليهم ليبلغ رسالته فاستقطبهم بطريقته التي لم ولن يصل إلى مرتبتها أحد، فالتعامل مع اليهود مشكلة غير عادية ... إلا أن محمدًا كان واسع الصدر يملك منطقا غير عادي، تأكدنا منه لتعامله معهم بالود الذي لم يألفوه وبالقوة التي شهدوها".
                        ويتابع هتلر: "أعتقد أنه لو كان محمد في عصرنا هذا لما فعل ما فعلت مع اليهود".
                        25- المفكر الفرنسي لامارتين: من كتابه (تاريخ تركيا):
                        إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سموّ الغاية والنتائجَ المذهلة، لذلك رغم قلة الوسيلة، فمَنْ ذا الذي يجرؤ أن يُقارِن أيًا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة، وسنّوا القوانين، وأقاموا الإمبراطورياتِ، فلم يجنوا إلا أمجادًا بالية لم تلبث أنْ تحطمت بين ظهرانِيهم، لكن هذا الرجلَ (محمدًا) قاد الملايين من الناس، وقضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة. إنه قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة.. فأيُّ رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك (محمد)؟ وأيُّ إنسان بلغَ من مراتب الكمال مثلما بلغ (محمد) بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية؟ أودُّ أنْ أتساءلَ: هل هناك من هو أعظم من النبيّ محمد؟!
                        فهل رجل بهذه العبقرية، وهذا الخلق، الذى زكاه الله تعالى، قبل أن يزكيه علماء البشر، ومفكرى الأمم، يُشك فى عقله أو علمه أو نبوته؟
                        26- الدكتور جارى ميلر:
                        فى عام 1977 قرر الدكتور جاري ميلر (المبشر الكندي النشيط وأستاذ الرياضيات والمنطق في جامعة تورنتو أن يقدم خدمة جليلة للمسيحية بالكشف عن الأخطاء العلمية والتاريخية في القرآن الكريم، بما يفيده وزملاؤه المبشرين عند دعوة المسلمين للمسيحية ولكن الرجل الذي دخل بمنطق تصيد الأخطاء وفضحها، غلب عليه الإنصاف وخرجت دراسته وتعليقاته أفضل مما يمكن أن يكتبه معظم المسلمين دعاية للكتاب الحكيم، ذلك أنه أحسن 'تدرب القرآن'. وكان أول ما أذهله: هو صيغة التحدي التي برزت له في مواضع كثيرة مثل: 'ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا'، 'فأتوا بسورة من مثله'، 'عشر آيات'، 'آية'، دخل الرجل الحلبة متحديًا وخرج منها منبهرًا بما وجده.
                        وأستعرض فيما يلي بعضًا من نتائج تدبره كما جاء في كتابه: "القرآن المذهل":
                        1- يقول د. ميلر: "لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابًا ثم يقول هذا الكتاب خال من الأخطاء. ولكن القرآن على العكس تمامًا يقول لك لا يوجد أخطاء بل يتحداك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد". [طبع كتابه أيضًا بعنوان "القرآن المعجز"]
                        2- لا يستعرض القرآن أيضًا من الأحداث العصيبة التي مرت بالنبي – صلى الله عليه وسلم – مثل وفاة زوجته خديجة أو وفاة بناته وأولاده. بل الأغرب أن الآيات التي نزلت تعقيبًا على بعض النكسات في طريق الدعوة، كانت تبشر بالنصر، وتلك التي نزلت تعقيبًا على الانتصارات كانت تدعو إلى عدم الاغترار والمزيد من التضحيات والعطاء. لو كان أحد يؤرخ لسيرته لعظم من شأن الانتصارات، وبرر الهزائم، ولكن القرآن فعل العكس تمامًا، لأنه لا يؤرخ لفترة تاريخية بقدر ما يضع القواعد العامة للعلاقة مع الله والآخرين.
                        3- توقف ميلر عند قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) سبأ: 46، مشيرًا إلى التجربة التي أجراها أحد الباحثين في جامعة تورنتو عن 'فعالية المناقشة الجماعية'، وفيها جمع أعدادًا مختلفة من المناقشين، وقارن النتائج فاكتشف أن أقصى فعالية للنقاش تكون عندما يكون عدد المتحاورين اثنين، وأن الفعالية تقل إذا زاد هذا العدد.
                        4- هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام بما لا مثيل له في الكتاب المقدس، بينما لا توجد سورة باسم عائشة أو فاطمة. وكذلك فإن عيسى عليه السلام ذُكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد لم يذكر إلا 5 مرات فقط.
                        5- يرى المنكرون للوحي وللرسالة أن الشياطين هي التي كانت تملي على الرسول ما جاء به، والقرآن يتحدى: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ) الشعراء: 210-211. فهل تؤلف الشياطين كتابًا ثم تقول لا أستطيع أن أؤلفه، بل تقول: إذا قرأت هذا الكتاب فتعوذ مني؟
                        6- لو كنت في موقف الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو وأبي بكر محاصرين في الغار، بحيث لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآهما. ألن يكون الرد الطبيعي على خوف أبي بكر: هو من مثل 'دعنا نبحث عن باب خلفي'، أو 'أصمت تمامًا كي لا يسمعك أحد'، ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال بهدوء: "لا تحزن إن الله معنا"، 'الله معنا ولن يضيعنا'. هل هذه عقلية كذاب أو مخادع، أم عقلية نبي ورسول يثق بعناية الله له؟
                        7- نزلت سورة المسد قبل وفاة أبي لهب بعشر سنوات. وكان أمامه 365 × 10 = 3650 فرصة لإثبات أن هذا الكتاب وهم، ولكن ما هذا التحدي؟ لم يسلم أبو لهب ولو بالتظاهر، وظلت الآيات تتلى حتى اليوم. كيف يكون الرسول واثقًا خلال عشر سنوات أن ما لديه حق، لو لم يكن يعلم أنه وحي من الله؟
                        8- وتعليقًا على قوله تعالى (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ) هود: 49 تعقيبًا على بعض القصص القرآني، يقول ميلر: 'لا يوجد كتاب من الكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب، إنه يمد القارئ بالمعلومة ثم يقول له هذه معلومة جديدة!! هذا تحدّ لا مثيل له؟ ماذا لو كذبه أهل مكة – ولو بالادعاء – فقالو: كذبت كنا نعرف هذا من قبل. ماذا لو كذبه أحد من الباحثين بعد ذلك مدعيًا أن هذه المعلومات كانت معروفة من قبل؟ ولكن كل ذلك لم يحدث.
                        وأخيرًا يشير د. ميلر إلى ما ورد في الموسوعة الكاثوليكية الجديدة تحت موضوع 'القرآن'،وكيف أنها ورغم تعدد الدراسات والمحاولات للغمز في صدق الوحي القرآني، (مثل أنه خيالات مريض أو نفث شياطين، أو كان يعلمه بشر، أو أنه وقع على كتاب قديم، ... الخ)، إلا أنها انتهت إلى: (عبر القرون ظهرت نظريات كثيرة حول مصدر القرآن إلا أن أيّ من هذه النظريات لا يمكن أن يعتد به من رجل عاقل).
                        ويقول د. ميلر إن الكنيسة التي كان بودها أن تتبنى إحدى هذه النظريات التي تنفي صدق الوحي لم يسعها إلا أن ترفض كل هذه النظريات، ولكنها لم تملك الجراءة على الاعتراف بصدق نظرية المسلمين.
                        اللهم كما هديت الكثيرين من عظماء العالم وعلمائه وباحثيه إلى الحق، اهد من يسمى نفسه رشيد إلى الحق، وثبته عليه، وأمته على الإسلام، واملأ قلبه بالإيمان، وحب رسولك صلى الله عليه وسلم، ثم احشره مع المؤمنين المتقين!!
                        اللهم آمين!
                        * * *

                        تعليق


                        • #13
                          رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                          تطبيق معيار العقل على شخصيات الكتاب المقدس:
                          ولطالما أن السيد رشيد اتخذ عنصر العقل كدليل على نبوة إنسان ما، نطبق هذا الدليل على دينه وعقيدته وأشخاص الكتاب الذى يؤمن بقدسيته.
                          فهو يؤمن أن يسوع هو الرب الخالق، العزيز، العالم بكل شىء، والذى كان اسمه يهوه فى العهد القديم، وغيره إلى يسوع فى كتابه الآخر. كما أنه هو الذى اصطفى أنبياءه، وأوحى إليهم هذا الكلام الذى يؤمن بقدسيته. كما أنه يعيش ليس بمفرده، ولكن فى صحبة الآب والروح القدس. والآن نسأل السيد رشيد:
                          هل كان يتمتع الإله يهوه (يسوع) بذكاء خارق أو عبقرية؟
                          1- هل من الذكاء أو المنطق أن يأمر الرب نبيه أن يقدم قربانًا للشيطان؟
                          اقرأ: هارون يقدِّم تيسًا لإرضاء الشيطان بأمر الرب: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشًا وَاحِدًا لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
                          ومن هو عزازيل هذا؟ (8: عزازيل هو شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة) كما يقول هامش هذه الفقرة فى الترجمة العربية المشتركة بين كل طوائف المسيحية الكبار: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. وبعد أن كتب الهامش هذا المعنى أراد أن يتوَّه القارىء، فقال: (هناك رأى آخر يقول إن كلمة عزازيل مشتقة من الفعل عزل ومعناه أبعد كذلك فى العربية). لكن نترجم ما قاله آخرًا ونضعه فى النص لنرى هل سيكون لهذا الكلام معنى!!
                          ولنرجع إلى الترجمة الكاثوليكية لنرى ماذا قالوا: يقول هامش هذه الفقرة: (يبدو أن عزازيل، بحسب الترجمة السريانية، هو اسم شيطان كان العبرانيون القدامى يعتقدون أنه يسكن البريَّة. والبريَّة أرض عقيمة لا يمارس فيها الله عمله المُخصب (راجع الآية 22 و17ظ7+).)
                          كيف يوجد فى هذا الكون مكان لا يمارس الرب فيه عمله، ولا سيطرة له عليه؟ أليس هذا اعتراف بأن رب هذا الكتاب إله ناقص، وأن الشيطان ينافسه على الحكم وانتزع منه الأرض والصحراء؟
                          وها هى المواضع الذى يقر فيها كتابك أن الشيطان هو سيد هذا العالم وإله هذا الدهر ورئيس سلطان الهواء، فارجع إليها! "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11)،
                          (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
                          (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجًا.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
                          (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
                          (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
                          ولا تتعجب من أن الرب نفسه يدافع عن الأوثان، ويدعو للذبح لها، أسوة بما فعله هو مع عزازيل، فقد اختار العديد من أنبيائه بعلمه الأزلى، وهو يعلم أنهم سيتركونه وسيعبدون الأوثان، ويُضلون عباده. فماذا فعل الرب مع بعضهم؟ لقد حكم على سليمان أنه حكيم، وحكم على أمصيا أنه عمل المستقيم أمامه. فهل الاستقامة فى عبادة الأوثان؟
                          وها هو الكتاب المقدس يذكر أن أمصيا كان يعبد الأوثان ويسجد لها: (14ثُمَّ بَعْدَ مَجِيءِ أَمَصْيَا مِنْ ضَرْبِ الأَدُومِيِّينَ أَتَى بِآلِهَةِ بَنِي سَاعِيرَ وَأَقَامَهُمْ لَهُ آلِهَةً وَسَجَدَ أَمَامَهُمْ وَأَوْقَدَ لَهُمْ.) أخبار الأيام الثانى 25: 14
                          وها هو الرب يمتدحه، ويعدَّه من أصحاب الأعمال الصالحة والاستقامة التى أرضته: (3كَانَ عُزِّيَّا ابْنَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ يَكُلْيَا مِنْ أُورُشَلِيمَ. 4وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ.) أخبار الأيام الثانى 25: 3-4
                          فهل عبادة الأوثان ترضى الرب؟
                          فإن كان "نعم"، فقد عرفنا بأى دين تتمسك؟
                          وإن كان "لا"، فلماذا اختار أنبياء يعلم بعلمه الأزلى أنهم سيضلون، ويعبدون الأوثان؟
                          ولماذا امتدح بعضًا من هذه الأنبياء؟
                          بل لماذا طالب هارون أن يقدم تيسين، واحدًا له، والآخر لعزازيل؟
                          بل لماذا طالب الرب بنى هارون أن يقتلوا كل من عبد الأوثان؟ ألم يقل الكتاب إن هارون هو الذى صنع العجل لهم، وأضلهم عن عبادة الله إلى عبادة الأوثان؟ (21وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ هَذَا الشَّعْبُ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيْهِ خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟» 22فَقَالَ هَارُونُ: «لاَ يَحْمَ غَضَبُ سَيِّدِي! أَنْتَ تَعْرِفُ الشَّعْبَ أَنَّهُ شِرِّيرٌ. 23فَقَالُوا لِيَ: اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا. لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ. 24فَقُلْتُ لَهُمْ: مَنْ لَهُ ذَهَبٌ فَلْيَنْزِعْهُ وَيُعْطِنِي. فَطَرَحْتُهُ فِي النَّارِ فَخَرَجَ هَذَا الْعِجْلُ». 25وَلَمَّا رَأَى مُوسَى الشَّعْبَ أَنَّهُ مُعَرًّى (لأَنَّ هَارُونَ كَانَ قَدْ عَرَّاهُ لِلْهُزْءِ بَيْنَ مُقَاوِمِيهِ) 26وَقَفَ مُوسَى فِي بَابِ الْمَحَلَّةِ وَقَالَ: «مَنْ لِلرَّبِّ فَإِلَيَّ!» فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لاَوِي. 27فَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ». 28فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُلٍ.) خروج 32: 21-28
                          ولو حدث هذا لكان الرب لا يأخذ الإنسان إلا بجريرته، أى لا تزر وازرة وزر أخرى، فقد حاسب الرب من أخطأ، واستمرت النبوة مع موسى أخى هارون اللاوى!!
                          ولو حدث هذا لكان غباء شديد من الرب مقارنة بما أمر به هارون من قبل! ألم يأمر هارون أن يقدم تيسًا لعزازيل مماثلا للتيس الذى سيقدمه للرب؟ فالرب إذن هو الذى قبل عبادة شعبه للشيطان، وهو الذى أمر هارون أن يقدم تيسًا لإبليس نفسه، إلا إذا كان الغرض أن يتقدم الرب بنفسه لاسترضاء الشيطان، فيكون الرب نفسه هو العابد لعزازيل، فما الذى يمنعه من قبول عبادة شعبه للعجل؟
                          وفى الوقت الذى يتهمه الرب فى الكتاب الذى تقدسه أنه عبد الأوثان، وبنى المعابد ليشاركه الناس فى عبادتها: (3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8وَهَكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لِآلِهَتِهِنَّ)ملوك الأول 11: 3-8
                          وما هى الحكمة الجلية فى اختيار نبى لا يفهم دينه، ولا يخلص له، وتتلاعب به نساءه فيخرجنه عن دينه، ويجعلوه يعبد الأوثان؟ وكاتب هذا الكلام الذى تسميه مقدسًا يشرك الرب نفسه فى هذه الوثنية ويجعله يمتدح سليمان ويصفه بأنه حكيم!! فأين ذهبت هذه الحكمة؟ لماذا لم يحافظ الرب على حكمته؟ بل لماذا اختاره الرب وهو يعلم بعلمه الأزلى أنه سيكفر وسيعبد الأوثان؟ أم يعلم الرب أنه بهذه الحكمة التى أعطاها له، أنه يزكى دينه الذى اختاره، والوثنية التى فضلها على دين الرب؟
                          وها هو الرب يصفه بالحكيم، وأن ملكة التيمن جاءت لتسمع حمته: (42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 42
                          فهل من الذكاء أن يأمر الرب (يسوع) هارون أن يقدم تيسًا لإبليس (عزازيل) مشابهًا للتيس الذى سيقدمه للرب؟ ألا يعنى ذلك أن الرب يبجل الشيطان أو ي***ه أو يعتبره إلهًا مثله؟ فما هى الحكمة الذكية التى أراد الرب أن ينقلها للمتعبدين بكتابه، والقارئين لكلامه، والمصدقين لكتابه؟
                          أم أراد الرب أن يعطيهم تعاليم فاسدة وفرائض غير صالحة ليضلوا ليقذف بهم فى الآخرة فى أتون النار، بعد أن ضحك عليهم وأفهمهم أن يحبوا أعداءهم؟ أليس الشيطان هو أعدى أعداء البشر؟
                          (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20: 25
                          أم أن هذه تعاليم الشيطان حيث مجد نفسه فى كتاب نسبه للرب، ليتمتع بعبادة السذج من البشر الذين لم يدركوا حقيقته فى هذا الكتاب الذى تقدسه؟ أم سيطر الشيطان على هذا الكتاب ومجَّد نفسه بادعائه أن الأنبياء المختارين كانوا يعبدونه، وعليكم أيها الأذكياء أن تنتهجوا نهجهم!!
                          2- أين العقل عندما نصدق أن الشيطان اعتقل إلهه أربعين يومًا؟
                          اقرأ: الرب يعترف فى كتابه باعتقال إبليس له فى الصحراء أربعين يومًا: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13
                          هل من الذكاء أن يتصف الإله بالضعف والذلة، فيأسره الشيطان، ويعبث به أربعين ليلة، يتركه دون طعام أو شراب، يقوم بتجارب معه تستهلك ربع ساعة من الوقت، ثم يتركه إلى حين؟
                          فهل اتفق الرب مع الشيطان فى هذا الوقت أن يسميه يسوع فى كتابه إله هذا الدهر، ورئيس سلطان الهواء وغيره من ألقاب التتويج والتأليه؟ "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)،و"رئيس هذا العالم" (يو12: 31؛ 16: 11)
                          هل من الذكاء أن يجرب الشيطان إلهه؟
                          هل من الذكاء أن يُخالف ما قاله فى كتابه من أنه لا يُجرب الرب أحد؟ (لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يُجَرِّب أحدًا) يعقوب 1: 13
                          أم كان يعتبر الرب اعتقال إبليس له فى الصحراء من القربات التى يتقرب بها هو نفسه للشيطان؟
                          لماذا تركه يعتقله؟ هل ضعف على مقاومته؟ أم كان الشيطان أقوى منه؟ أم أراد الرب أن يعلم البشر رسالة محددة؟ فما هى هذه الرسالة التى تخالف تعاليمه فى أن الرب غير مُجرب بالشرور، وهو لا يجرب أحدًا؟
                          أم اعتبر الرب أسر الشيطان له ليس بتجربة، فالطبيعى أن يجتمعا سويًا فى السماء وفى الأرض وفى الصحراء؟
                          فقد دخل إبليس مكان اجتماع الرب مع كل جند السماء، ولم يسأله ملك إلى أين تذهب؟ أو ما الذى جاء بك؟ فكان من الطبيعى أن يجتمع ويقابل الرب دون توجيه دعوة له: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذًا كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!
                          واجتمع مرة أخرى وسط أبناء الرب: (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًَا فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 6-12
                          هل انتظر الشيطان إلهه بعد أن طرده من الجنة وتربص لنزوله فتخلص منه، أو أذله متعمِّدًا أمام عابديه؟
                          هل ذبحه الشيطان وأطعمه للحيوانات المفترسة، ثم عاد متجسدًا فى صورته؟
                          أين كانت جنود الرب، الذى يقول إن بزجرته تنشف البحار؟
                          هل اعتقل الشيطان الآب والروح القدس مع الابن؟ لو "نعم" لكانت كارثة.
                          ولو "لا". فأين ذهب الاثنان؟ ولماذا تركاه أربعين يومًا دون أن يخلصاه؟ وهل فى هذا الزمن تمكن الاثنان من الخلق وإدارة شؤون الملكوت بدونه؟ ولو حدث هذا فما حاجتهم الحقيقية لأقنوم ثالث يُجلب لهما العار بتمكن الشيطان منه؟
                          وكيف تخليا عنه فى أشد الظروف احتياجًا لهما؟
                          وهل تخليا عنه حتى تركاه يموت ميتة الملاعين على الصليب؟
                          فقد بجل الرب وركع له، وسجد أمامه متعبدًا له، طالبًا منه أن يذهب عنه كأس الموت: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
                          وقد وعد الرب أنه يسمع لعباده المؤمنين دعاءهم ويخلصهم من كل شر: (... الرَّبُّ. قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.) مزامير 9: 16 ؛ (8تُصِيبُ يَدُكَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ. .... 11لأَنَّهُمْ نَصَبُوا عَلَيْكَ شَرًّا. تَفَكَّرُوا بِمَكِيدَةٍ. لَمْ يَسْتَطِيعُوهَا.) مزامير 21: 8-11
                          (9لأَنَّكَ قُلْتَ: [أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي]. جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ 10لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. 11لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرْقِكَ. 12عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. 13عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ. 14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي) مزمور 91: 9-16
                          إلا أنه تركه يعذب ويُهان، بل ويُبصق فى وجهه، ويُطعن بحربة فى جانبه: (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًَّا 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31
                          (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 46
                          وأين الذكاء فى أن يعد الرب بإنقاذ المؤمنين، ثم يتركهم للهوان والعذاب والموت دون أن يخلصهم كما وعد من قبل؟ ألا يفقد هذا التصرف المؤمنين الثقة فى الرب؟ ألا يجعلهم هذا التصرف فى شك من وجود إله أو كتاب أو نبى، ويدفعهم للإلحاد ومحاربة جميع الأديان؟ وإذا تدبرت فى القصص الكتابية تجد أن سليمان الكافر لم يلق هذه العقوبة، وداود الزانى القاتل لم ينكَّل به، ولم يترك لأعدائه، وموسى الذى لم يرضى الرب لم يلق الهوان على يد أعدائه، فلماذا خص الرب يسوع بهذا الهوان؟ وإن شئت فقل: لماذا خص يسوع نفسه بهذه الإهانات وهذا التحقير، والموت ميتة الملاعين؟ أين الذكاء؟ وأين العقل؟ وأين المعيار الموحَّد الذى يستعمله رب الكتاب الذى تقدسه؟
                          3- هل من العقل أو المنطق أن يضرب عبد إلهه القوى العزيز؟
                          اقرأ: يعقوب يضرب الرب، ويهزمه، ويجبره أن يباركه ويجعله نبيًا: (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلًا: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 22-30
                          هل من الذكاء أو المنطق أو التفكير السليم أن يُضرب الرب من أحد عبيده ويترجاه أن يترك رجله ليهرب قبل بزوغ النهار؟ فمن من عبيده سيحترمه أو يقدسه بعد ذلك؟ ألا ينفى الرب بهذه العلقة قداسته وعزته؟ ألا يكذب الرب نفسه فى ادعاء القوة والبطش بأعدائه؟
                          يقول الرب: (تزلزلت الجبال من وجه الرب) قضاة 5: 5
                          ويقول: (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!) مزامير 24: 8
                          ويقول: (هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ.أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْرًا. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَمًا وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا») إشعياء 50: 2-3
                          ويقول: (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
                          فهل من العقل أن يدعى كل هذه القوة فى الوقت الذى يضربه عبد من عبيده، ويعتقله إبليس، ويقتحم إجتماعاته عزازيل، وينقذه الشيطان من جهله بكيفية إغواء أخاب، ويذله اليهود فيهرب منهم، ويهينه الرومان ويبصقون فى وجهه ويطعنونه بحربة، وينتزعون روحه؟
                          4- هل كان يهوه ذكيًا فى انتقاء أنبيائه، الذين سيمثلون شريعته على الأرض؟
                          فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب كذب على أبيه وسرق البركة والنبوة من أخيه، وبذلك فرض على الرب أن يوحى إليه (تكوين الإصحاح 27)، بل ضرب الرب وأجبره أن يباركه (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب ولم يقدساه أمام بنى إسرائيل (تثنية 32: 48-51)، وهذا هارون صنع العجل ودعا بنى إسرائيل لعبادته، وتركه موسى ولم يعاقبه (خروج 32: 1-6)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراء فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، وعلى الرغم من ذلك فإن المسِّيِّا المنتظر، الذى يُعد خاتم رسل الله، وشريعته سوف تكون الشريعة الباقية، سيأتى فى نظرهم من داود، بعد كل ما قالوه عنه، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).
                          اقرأ: نبى الله يعقوب يصارع الرب ويهزمه: (تكوين 32: 22-30)
                          اقرأ: نبى الله يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه وبذلك فرض على الله أن يوحى إليه أو اتهم الله بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين الإصحاح 27)
                          اقرأ: نبى الله رأوبين بن يعقوب يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)
                          اقرأ: نبى الله يعقوب يشترى النبوة من أخيه عيسو بطبق عدس: (تكوين 25: 29-34)
                          اقرأ: نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
                          اقرأ: موسى وهارون خانا الرب: (51لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ إِذْ لمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل)تثنية 32: 51
                          اقرأ: نبى الله هارون يعبد العجل ويدعوا لعبادته: (خروج 32: 1-6)
                          اقرأ: الرب يعترف أن موسى وهارون لم يؤمنا به، ولم يقدساه: (12فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيل لِذَلِكَ لا تُدْخِلانِ هَذِهِ الجَمَاعَةَ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا».) العدد 20: 13
                          اقرأ: موسى لا يتبع شرع الله ولا يختن ابنه: (خروج 4: 24-26)
                          اقرأ: نبى الله داود عليه السلام يزنى بجارته ”امرأة أوريا“ وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
                          اقرأ: نبى الله داود يُسمِّى ابنه (بعليا داع أى بعل يعرف) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 14: 7 ويُسمَّى أيضًا (أليادع أى الله يعرف) أخبار الأيام الأول 3: 8
                          اقرأ: نبى الله داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4
                          اقرأ: رب الأرباب ينتقم من نبيه داود على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ)صموئيل الثانى 12: 11
                          اقرأ: نبى الله داود يقتل أولاده الخمس من زوجته ميكال لإرضاء الرب: (صموئيل الثاني 21: 8-9) وقد عُدِّلَت فى التراجم الحديثة من ميكال إلى ميراب. ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله .
                          الرب يأمر بسبّ داود: (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟») صموئيل الثانى 16: 10
                          اقرأ: نبى الله شاول يُزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) (صموئيل الأول 25: 44) و(14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلًا إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.
                          اقرأ: نبى الله شاول يكفر بذهابه لعرَّافة: (8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَابًا أُخْرَى، وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلًا. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ، كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكًا لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ».) صموئيل الأول 28: 9-10
                          اقرأ: نبى الله شاول يعترض على اختيار الله داود نبيًا ويحاول قتله: صموئيل الأول 19: 1
                          اقرأ: الرب يندم على تنصيب شاول نبيًا لأن النبى لم يُطع الله وقتل الشعب كله وأبقى فقط على خيار الغنم والبقر والخراف: صموئيل الأول 15: 5-11
                          اقرأ: نبى الله إرمياء يحكم على نبى الله حننيا بالكفر ويقتله: (15فَقَالَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ لِحَنَنِيَّا النَّبِيِّ: [اسْمَعْ يَا حَنَنِيَّا. إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُرْسِلْكَ وَأَنْتَ قَدْ جَعَلْتَ هَذَا الشَّعْبَ يَتَّكِلُ عَلَى الْكَذِبِ. 16لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا طَارِدُكَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. هَذِهِ السَّنَةَ تَمُوتُ لأَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِعِصْيَانٍ عَلَى الرَّبِّ]. 17فَمَاتَ حَنَنِيَّا النَّبِيُّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ.) إرمياء 28: 15-17
                          اقرأ: يفتاح الجلعادى ينذر ذبح وشى ذريته تقربًا للرب: (30وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْرًا لِلرَّبِّ قَائِلًا: «إِنْ دَفَعْتَ بَنِي عَمُّونَ لِيَدِي 31فَالْخَارِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي عِنْدَ رُجُوعِي بِالسَّلاَمَةِ مِنْ عِنْدِ بَنِي عَمُّونَ يَكُونُ لِلرَّبِّ، وَأُصْعِدُهُ مُحْرَقَةً». .. .. .. 39وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ الشَّهْرَيْنِ أَنَّهَا رَجَعَتْ إِلَى أَبِيهَا، فَفَعَلَ بِهَا نَذْرَهُ الَّذِي نَذَرَ.) القضاة 11: 30-39
                          اقرأ: نبى الله يوناثان يُسمِّى ابنه (مرى بعل) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 8: 34 و 9: 40
                          اقرأ: نبى الله شمشون يذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها(قضاة 16: 1)
                          اقرأ: نبى الله سليمان يعبد الأوثان: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.) الملوك الأول 11: 4-7
                          اقرأ: زوجة نبى الله سليمان مقلة ابنة أبشالوم عملت تمثالًا لسارية: (ملوك الأول 15: 13 و أخبار الأيام الثانى 15: 16)
                          اقرأ: نبى الله جدعون يبنى مذبحًا لغير الله ويُضلِّل بنى إسرائيل: (قضاة 8: 24-27)
                          اقرأ: نبى الله آحاز يعبد الأوثان:(ملوك الثانى16: 2-4،وأيضًا أخبارالأيام الثانى28: 2-4)
                          اقرأ: نبى الله يربعام يعبد الأوثان: (ملوك الأول 14: 9)
                          اقرأ: نبى الله بعشا بن يربعام يعبد الأوثان (ملوك الأول 15: 33-34)
                          اقرأ: نبى الله يفتاح الجلعادى يقدم أضحية للأوثان (قضاة 11: 30-31)
                          اقرأ: نبى الله أخاب بن عُمرى يعبد البعل ويسجد له (ملوك الأول 16: 31-33)
                          اقرأ: نبى الله يهورام يعبد العجل (ملوك الثانى 3: 1-25)
                          اقرأ: نبى الله أمصيا يعبد الأوثان (أخبار الأيام الثانى 25: 14)
                          بل قال الرب عن أنبياء بنى إسرائيل إنهم أنبياء للضلالة والكذب، أى أتباع الشيطان، (11لَوْ كَانَ أَحَدٌ وَهُوَ سَالِكٌ بِـالرِّيحِ وَالْكَذِبِ يَكْذِبُ قَائِلًا: أَتَنَبَّأُ لَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ لَكَانَ هُوَ نَبِيَّ هَذَا الشَّعْبِ!) ميخا 2: 11
                          (11لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعًا بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 23: 11
                          (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) إرمياء 23: 13
                          اقرأ: الرب يختار نبيًا أحمقًا، وتمنع حماقته حمار أعجم ناطقًا بصوت إنسان: (16وَلَكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ.) بطرس الثانية 2: 16
                          ويُنسب إلى يسوع القول: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                          وها هو الرب يتعمَّد اختيار أناس يعلم أنهم سيكفروا، ويعبدوا الأوثان، فلماذا اختارهم؟ (5أَجرَموا كلُهم ما عَدا داودَ وحِزقِيَّا ويوشِيَّا. تركوا شَريعةَ العَلِيّ. وزال مُلوكُ يَهوذا) يشوع بن سيراخ 49: 5 (الترجمة الكاثوليكية)
                          (5كلهم اجرموا ما خلا داود وحزقيا ويوشيا، 6تركوا شريعة العلي ارتد ملوك يهوذا) يشوع بن سيراخ 49: 5-6 (ترجمة الفاندايك)
                          فمن الذى اختار هؤلاء الناس ليمثلوا شريعة الرب على الأرض بين أقوامهم؟
                          وهل من الذكاء انتقاء شرار الناس وكفارهم للنبوة؟ ألا ينفى هذا الألوهية عن يهوه/يسوع؟ ألا يخرجكم هذا من دائرة الإيمان إلى دائرة الغباء، إذا صدقتم أن هؤلاء كانوا أنبياء أو أن الرب عندكم أزلى العلم؟ وإلا فلماذا تعمَّد الرب انتقاء أسافل الناس وكفارهم للنبوة؟
                          هل اختارهم الرب هكذا غباءً منه؟ أم اختارهم بخطة عبقرية مسبقة تهدف إلى تسجيل كفر المرسل إليهم هؤلاء الأنبياء، وبالتالى يكون مصيرهم إلى النار وبحيرة الكبريت؟ ولكن هذه الخطة العبقرية شديدة الغباء أيضًا؛ لأنها ستنفى فى هذه الحالة صفة المحبة من عند الرب وكذلك صفة العدل، حيث لن يتمكن من إقامة الحجة على كافر! أم تراه اتفاق مسبق بين الرب والشيطان؟ أم كانت مبادرة من الرب استرضاءً لإبليس، كما استرضاه من قبل عندما أمر هارون أن يقدم له أضحية مماثلة لأضحية الرب؟
                          أم كتب هذا الكلام أعوان الشيطان، فسبوا فى الرب واتهموه بالجهل والغباء والظلم وعدم الأزلية، وعدم الذلة والموت ليكون لدى الناس الحجة الكافية للكفر به، وتركه والاتجاه للإلحاد والعلمانية؟
                          أم تركهم الرب يحرفون هذا الكتاب حتى يخرج منافيًا للعقل والإيمان الفطرى القويم، ليكفر العقلاء به، ويتجهوا إلى الإسلام، دين العقل والفطرة والتوحيد وتنزيه الله عن ما ألحقوه به فى الكتب السابقة من غباء وضعف وجهل وظلم وذلة، وييسر لهم بذلك الحجج لترك ما يدينون به والتعرف على الإسلام والإيمان به؟
                          5- هل كان الرب ذكيًا فى أمره لنبيه إشعياء أن يمشى حافيًا عاريًا؟: (فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِيًا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِيًا ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 2-3
                          ألا يُعد هذا أول فيلم بورنو (جنسى إباحى) فى التاريخ من إنتاج الرب وتوزيعه؟
                          فهل من الذكاء أن يأمر الرب نبيه أن يمشى عاريًا بين الناس لمدة ثلاث سنوات؟ أين سيذهب حياء النبى؟ أين سيذهب حياء أتباعه من الرجال والنساء؟ كيف سيسجد هذا النبى أمام قومه؟ كيف سيركع وهم خلفه؟
                          ألم يعلم الرب أن مثل هذا الإجراء سينشر الزنى أو الشذوذ أو الفجور بين عباده؟ فهل هذا ذكاء من الرب أم غباء أم تحريف فى الكتاب الذى تقدسه والله أعز وأجل وأعلى وأقدس من أن يُنسب إليه هذه التفاهات؟
                          أم تقصدون أن فى هذا الأمر تتجلى عبقرية الرب الذى أخفى علاقته بإبليس وفعل ما أمر عزازيل به أو ما تمناه دون علم من البسطاء غير المدققين فى كتابه؟
                          بالله عليكم فكروا ولو لثوانى: إذا كان الكتاب يأمر بالفحشاء والمنكر، وينهى عن العدل والإحسان والأخلاق والتقوى والأدب، فمن يكون مؤلفه؟ فلو كان الرب هو الذى يأمر بالفحشاء والمنكر، فما هو عمل الشيطان؟ هل نجح الشيطان فى تلبيس دوره وأفعاله وما يأمر به من فحشاء ومنكر للرب، وتحريف كتابه ليُظهر الرب بهذه الصورة الحقيرة؟
                          وما الذى يمنع الشيطان من تحريف كتاب الرب لديكم، طالما أنه فرض نفسه على الرب وجنوده فى اجتماع الرب مع كل جنوده للبحث فى إغواء أخاب (ملوك الأول 22: 19-22)، ولطالما أنه اختطف الرب واعتقله أربعين يومًا فى الصحراء (لوقا 4: 1-13)، ولطالما أنه سمَّى نفسه فى الكتاب الذى تعتبرونه مقدسًا بإله هذا الدهر (2 كو 4: 4)، ورئيس هذا العالم (يو12: 31؛ 16: 11)، ولطالما أنه وضع على لسان يسوع/يهوه أن تُقدم له الذبيح المساوية للذبيحة التى ستقدم لذبيحة الإله، بل تلقى القرعة بينهما (لاويين 16: 5-10)؟

                          تعليق


                          • #14
                            رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                            6- هل كان الرب ذكيًا فى نهيه عن شرب الخمر فى الوقت الذى يشربها هو ويصنعها ويأمر بشربها؟
                            نهى الرب عن شرب الخمر فقال: (1الخمرُ مُجونٌ والسُّكْرُ عَربَدَةٌ، ومَنْ يَهيمُ بِهِما فلا حِكمةَ لهُ.) أمثال 20: 1 الترجمة العربية المشتركة
                            وقال: (20لاَ تَكُنْ بَيْنَ شِرِّيبِي الْخَمْرِ بَيْنَ الْمُتْلِفِينَ أَجْسَادَهُمْ.) أمثال 23: 20
                            وقال أيضًا: (14مِنْ كُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ جَفْنَةِ الْخَمْرِ لاَ تَأْكُلْ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ تَشْرَبْ، وَكُلَّ نَجِسٍ لاَ تَأْكُلْ. لِتَحْذَرْ مِنْ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُهَا) القضاة 13: 14
                            (كُرُومًا تَغْرِسُ وَتَشْتَغِلُ وَخَمْرًا لا تَشْرَبُ وَلا تَجْنِي لأَنَّ الدُّودَ يَأْكُلُهَا) تثنية 28: 39
                            وقال: (29لِمَنِ الْوَيْلُ؟ لِمَنِ الشَّقَاوَةُ؟ لِمَنِ الْمُخَاصَمَاتُ؟ لِمَنِ الْكَرْبُ لِمَنِ الْجُرُوحُ بِلاَ سَبَبٍ؟ لِمَنِ ازْمِهْرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ 30لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ الْخَمْرَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي طَلَبِ الشَّرَابِ الْمَمْزُوجِ. 31لاَ تَنْظُرْ إِلَى الْخَمْرِ إِذَا احْمَرَّتْ حِينَ تُظْهِرُ حِبَابَهَا فِي الْكَأْسِ وَسَاغَتْ مُرَقْرِقَةً.) أمثال 23: 29-31
                            بل إن من يشربها يعتبر من المرتدين، بل ويخرج من دائرة العقلاء: (الْخَمْرُ والنِّسَاءُ تَجْعَلانِ الْعُقَلاءِ أَهْلَ ردَّةٍ) سيراخ 19: 2
                            وهى من المشروبات التى حرمها الله تعالى على أنبيائه وقديسيه، وأصبحت علامة من علامات التقوى والورع والقداسة التى تلازم النبوة: (8وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: 9«خَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ تَشْرَبْ أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ عِنْدَ دُخُولِكُمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ لاَ تَمُوتُوا. فَرْضًا دَهْرِيًّا فِي أَجْيَالِكُمْ) اللاويين 10: 8-9
                            لذلك منع أليصابات أم نبى الله يوحنا المعمدان من شربها أثناء حملها بنبيه يوحنا: (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15
                            ومنع المنذورين له من شرب الخمر، بل حرمها على أمهاتهم أثناء الحمل: (4وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْرًا وَلاَ مُسْكِرًا وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا. 5فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا، وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيرًا لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ، وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».) قضاة 13: 4-5
                            بل إن من يشربها فهو هالك: (6أَعْطُوا مُسْكِرًا لِهَالِكٍ وَخَمْرًا لِمُرِّي النَّفْسِ. 7يَشْرَبُ وَيَنْسَى فَقْرَهُ وَلاَ يَذْكُرُ تَعَبَهُ بَعْدُ.) أمثال 31: 6-7 هكذا يعالج الرب مشاكل الناس!!
                            وها هو الرب نفسه يشرب ويسكر، ثم ينام مثقل الرأس ويستيقظ فى الصباح تدمع عيناه من أثر شرب الخمر فى الليلة السابقة: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65
                            فهل هذا ذكاء من الرب أن يشرب الخمر، بعد أن حرمها ووصف شاربها بالهالك؟
                            بالله عليك: هل يوجد إله يشرب الخمر ويسكر، ثم يسحب صفة القداسة والعظمة من نفسه فى نصوص أخرى من كتابه؟ فأين العقل الذى تشترطه فى النبوة؟ وأين العقل الذى تظنه فى هذا الإله السكران؟
                            إلا أنه من عجب العجاب أنك تجد يسوع/يهوه (الرب فى عُرفكم) فى الكتاب المقدس جدًا جدًا يقوم هو بنفسه بصناعة الخمر المعتقة من الماء الطيب: (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». ..... 7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ - لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا - دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلًا وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ». 11هَذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُهُ) يوحنا 2: 3-11
                            بل ويشربها فى عشائه مع التلاميذ: (26وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هَذَا هُوَ جَسَدِي». 27وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ 28لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. 29وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي»)متى26: 26-29
                            ووصموا بها أيضًا نبى الله يوحنا: (19جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا».) متى 11: 19
                            وهذه المشروبات لا يشربها العظماء، الذين منهم الأنبياء والصالحون: (4لَيْسَ لِلْمُلُوكِ يَا لَمُوئِيلُ لَيْسَ لِلْمُلُوكِ أَنْ يَشْرَبُوا خَمْرًا وَلاَ لِلْعُظَمَاءِ الْمُسْكِرُ.) أمثال 31: 4،
                            فهل كان يسوع وضيوفه من الصعاليك، الذى لا يشملهم أمر شرب الخمر والمسكر؟ أم كذب كاتب هذه الأسفار ونسب ليسوع هذه الصغائر تحقيرًا له، وتفريقًا للناس وإبعادهم عنه وعن دعوته؟ ألم أقل لك إن كتاب هذه الأسفار من أعداء يسوع، ويشوهون سيرته؟ أم فقد الرب رشده ونسى ما قاله من قبل؟ أم كان غبيًا ولم يستطع أن يحسب نتائج تضاربه فى هذه الأقوال؟ أم كان ضعيفًا ولم يتمكن من الحفاظ على كتابه؟ أم أوكل حفظ الكتاب للكهنة والكتبة ورجال الدين فحرفوا ولم يكونوا أمناء؟
                            وها هو اعتراف الكتاب باستحفاظ الرب كتابه لدى بنى إسرائيل، ولم يكونوا أمناء: (1إِذًا مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلًا فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا.) رومية 3: 1-4
                            (53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟».) أعمال الرسل 7: 53
                            1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
                            2) (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ.) إرميا 23: 13-14
                            3) (16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلًا. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.) إرميا 23: 16
                            4) (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4-5
                            5) (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                            6) (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) إرمياء 23: 30
                            7) (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ.) إرمياء 23: 31
                            8) (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
                            9) (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34
                            10) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
                            11) (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9
                            12) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16
                            13) (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئًا. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3
                            14) وها هو حزقيال يشهد بتحريف اليهود لكلام الرب: (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً، وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ، قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7
                            15) (8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِـالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِبًا، فَلِذَلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 13: 8
                            16) (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفًا لِسَفْكِ الدَّمِ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ، رَائِينَ بَاطِلًا وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِبًا، قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28
                            17) ويتضح نية بنى إسرائيل السيئة فى تحريف كلمة الرب فى قوله لعاموس، وذلك عن طريق إفساد الأنبياء وأخلاقهم: (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْرًا وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.) عاموس 2: 11-12
                            18) (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلًا: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. 9وَبَاطِلًا يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                            19) (6فَأَجَابَ: «حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا 7وَبَاطِلًا يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَنًا! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُورًا كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 6-13
                            وأكرر قول الرب لبنى إسرائيل زمن يسوع: (الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟) أعمال الرسل 7: 53 فكيف لم يحفظوا الناموس، إلا إذا أدخلوا تقاليدهم واستبدلوا بها تعاليم الله؟ رومية 3: 2-3 (... أَمَّا أَوَّلًا فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟)
                            وأسألك: هل كان الرب سكران من أثر شربه للخمر عندما اختار هذه الأنبياء بهذا السوء وهذا التدنى الخلقى؟ أما كان فى وعيه، واختارهم هكذا عن علم؟
                            وهل ذكاء من الرب أن يسىء اختيار من يمثل شريعته على الأرض أم ...؟
                            هل لم يجد الرب أناسًا أشرف من هؤلاء وأرفع منهم خُلُقًا ليصطفيهم للنبوة؟ أم فعل هذا متعمدًا ليضلل عباده مصداقًا لقوله: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـامًا لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20: 25، وبالتالى ينشكح سعادة، ويغمر وجدانه الفرح، بل ويملأ فؤاده ويسكن أحاسيسه، عندما ينتهى أمر عبيده إلى بحيرة الكبريت!
                            7- هل كان الرب ذكيًا فى ترك اسمه يضيع من كتابه، فى الوقت الذى يأمر الناس بتقديس اسمه، والتسبيح باسمه؟
                            قال يسوع مخاطبًا ربه قائلا: (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ.) يوحنا 17: 6
                            (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».) يوحنا 17: 25-26
                            فما هو اسم الرب هذا؟ هل غفل يسوع أن يعرفهم اسم الرب (الآب)، أم عرفهم وحذفوه كالمعتاد؟ فإن لم يكن الكتاب محرفًا، فهو يشير إلى غباء ما بعده غباء: إذ كيف يدعوهم إلى إله مجهول الاسم أو يكتم اسمه عن أتباعه؟ ولن يسعك هنا سيد رشيد إلا أن تقر بتحريف الكتاب الذى تؤمن بقدسيته إنقاذًا لذكاء يسوع وصدقه؟
                            ولا تتعجب من حذف اليهود لاسم الرب، فقول يسوع إنه أظهر لهم اسم الرب، لا يعنى إلا أنهم كانوا يخفونه، ومعنى أنه عَرَّفهم اسم الرب أنهم كانوا يجهلونه، وهو مطابق لقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): “ثالثا - أسماء الله : كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها: 1- الاسماء العامة: من أقدم أسماء الله المعروفة للجنس البشري واكثرها انتشارا اسم "إيل" مع مشتقاته "إيليم" "إلوهيم"، "إلوي"، وهو مصطلح عام مثل "ثيوس وديوس" في اليونانية ويطلق على كل من يشغل مرتبة الألوهية، بل قد يدل على مركز من التوقير والسلطة بين الناس، وقد كان موسى إلها "إلوهيم" لفرعون" (خر 7: 1)، ولهارون (خر 4: 16 – قارن قض 5: 8، 1 صم 2: 25، خر 21: 5 و 6، 22: 7 وما بعده، مز 58: 11، 82: 1)”.
                            وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة إن هذا الاسم: “مصطلح عام يعبر عن العظمة والنفوذ، واستخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد عندما اعتبر اسم العلم القديم "ياه" أو "يهوه" اقدس من أن يتردد على الشفاه، والغموض الكامل يلف معنى الأصل "إيل"،وحقيقة العلاقة بينه وبين "إلوهيم"و"إلوي"”.
                            ما معنى أنه مصطلح عام؟ وماذا يقصد بأن هذا المصطلح استخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد؟ وماذا كان اسمه قبل موسى؟ وكيف عبده البشر من آدم إلى موسى؟
                            ثم إن أول مرة ظهر فيها اسم "يهوه" في كتابهم فى الصفحة رقم (90)، أى بعد انتهاء سفر التكوين، وبالضبط فى (خروج 3: 15). وهذا يعني أن الرب أنزل (89) صفحة، وما جاء فيها اسمه. فهل تعمَّدَ الرب ذلك ليضل الناس ويعبد كل إنسان الإله الذى يرغب فى عبادته تحت أى مسمَّى؟ أم تمَّ حذفه عن عمد؟
                            وقد يظن البعض أن اسم يهوه ذكر فى سفر التكوين 22: 14 (14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».)، فهذا اسم لمكان ما، والترجمة هى من المترجم فى وقت متأخر بعد أن عرفوا اسم الرب. حيث يقول الكتاب على لسان الرب: (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 3
                            ولم يُذكر اسم الرب بعد ذلك قرابة 800 صفحة. فقد ذكر فى المزمور 83: 18 ص892، إلا أنه فى سفر الخروج 17: 15 ذكر اسم المذبح الذى بناه موسى وهو يهوه منسّى، وفى القضاة 6: 24 ذكر اسم مذبح آخر بناه جدعون وأسماه يهوه شلوم، وفى حزقيال 48: 35 بنيت مدينة أطلقوا عليها (يهوه شمّه). وإذا تم استثناء هذه المواضع، لأنها أسماء أماكن، يكون اسم الرب "يهوه" قد ذكر فى الكتاب المقدس كله 11 مرة فقط. ولم يُذكر مرة واحدة بهذا الاسم فى العهد الجديد!!
                            فلم يُذكر إلا فى سفر الخروج والمزامير وإشعياء وإرمياء وهوشع وعاموس. أى فى ستة كتب من مجموع 66 كتاب، تبعًا للكتب التى يقدسها البروتستانت. فهل تصدق هذا؟!! هل يمكنك أن تتخيل أن الكتاب الذى أنزله الرب ليتعبد به الناس يخلو من اسمه؟ إن دائرة المعارف الكتابية صريحة فى هذا الأمر، إنها تقول إن اسمه فُقِدَ!! فهل فُقِدَ من الرب الذى يحفظ كتابه أم أضاعه كهنة بنى إسرائيل عمدًا؟
                            هل تعلم كم مرة ذكر اسم الشيطان فى الكتاب الذى يقدسه اليهود والنصارى؟
                            لقد ذكرت كلمة شيطان 70 مرة، وذكر إبليس 31 مرة، وبعلزبول 7 مرات، كلهم فى العهد الجديد فقط. هذا غير باقى الأسماء التى اشتهر بها الشيطان. فهل الشيطان أهم من الرب لهذه الدرجة؟ وإذا كان من الأهمية بمكان أن يحذرنا الرب من الشيطان وينهانا عن اتباعه، فما هو اسم الإله الذى يجب أن نتبعه بديلًا عن الشيطان؟
                            وما الحكمة أن يحتفظ الرب باسم الشيطان فى كتاب يُنسب إليه ويحذف اسمه من عقول بنى إسرائيل وعيونهم؟ هل يعنى هذا أن الرب أسلمهم للهوان وللشيطان؟ أم هذه هى الفرائض غير الصالحة التى تكلم عنها الرب من قبل؟ (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـامًا لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25
                            أم كان هذا تنفيذ وعد الرب الذى هدد به بنى إسرائيل لكفرهم وعبادتهم الأوثان؟
                            (11«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ أُرْسِلُ جُوعاً فِي الأَرْضِ لاَ جُوعاً لِلْخُبْزِ وَلاَ عَطَشاً لِلْمَاءِ بَلْ لاِسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. 12فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا.) عاموس 8: 11-12
                            فهل كان الرب غبيًا عندما أمر بنى إسرائيل أن لا يحلفوا إلا باسمه وهو غير موجود؟ أم تم التحريف ونسى الأغبياء أن يحذفوا هذا الأمر؟ أم تركوه بأمر من الشيطان لتتوه عقولكم؟ أم كان تركهم إياه رحمة من الله عليكم لتكتشفوا التحريف وتبحثوا عن دين الله دون تصديق المنتفعين من ضلالكم؟
                            (13الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.) تثنية 6: 13 ، و10: 20
                            (8فِي ذَلِكَ الوَقْتِ أَفْرَزَ الرَّبُّ سِبْطَ لاوِي لِيَحْمِلُوا تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ وَلِيَقِفُوا أَمَامَ الرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِهِ إِلى هَذَا اليَوْمِ) تثنية 10: 8
                            (30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ.) مزامير 69: 30
                            (20فَقَالَ دَانِيآلُ: [لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ.) دانيال 2: 20
                            وهل تعتقدون أن يسوع كان يُخاطب الله داعيًا إياه أن يُمجِّد اسمه دون أن يكون لهذا الإله اسمًا؟ ما هو اسم الله الذى سيمجده؟ (28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضاً».) يوحنا 12: 28
                            وما هو اسم الله القدوس الذى سيحفظهم فيه؟ (أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ.) يوحنا 17: 11
                            وما هو اسم الإله الذى تطلبون فى صلاتكم أن يتقدس؟ (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9
                            وما هو اسم الإله الذى يُجدف عليه؟ (24لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ.) رومية 2: 24
                            وما هو اسم الإله الذى تخشون الافتراء عليه؟ (1جَمِيعُ الَّذِينَ هُمْ عَبِيدٌ تَحْتَ نِيرٍ فَلْيَحْسِبُوا سَادَتَهُمْ مُسْتَحِقِّينَ كُلَّ إِكْرَامٍ، لِئَلاَّ يُفْتَرَى عَلَى اسْمِ اللهِ وَتَعْلِيمِهِ.) تيموثاوس الأولى 6: 1
                            وما هو اسم الإله الذى جدف الناس عليه فى الرؤيا؟ (9فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقاً عَظِيماً، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هَذِهِ الضَّرَبَاتِ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْداً.) رؤيا 16: 9
                            الأمر الذى انتقده الله ، وفضح من يحاول أن يُنسى الشعب اسمه، وذلك بالطبع عن طريق الكذب وادعاء النبوة، وأن هذه هى أوامر الله، فقال: إرمياء 23: 25-27 (25قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ. 26حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ! 27الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ.)
                            لذلك صارحهم يسوع دون مجاملة أو نفاق قائلا إنهم أبطلوا وصية الله فى التسبيح باسمه والقسم به واحتفظوا بتقليدهم فى منع الناس النطق باسمه حتى نسوه: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                            ألم أقل لك إن كتبة أسفاركم ورسائلكم من اليهود أعداء يسوع؟
                            وهل تعلم أن معنى اسم "يهوه" سر مجهول حتى اليوم؟ هل تعلم أن يهوه هو إله الجبل الذى فى رأسه نار؟
                            إن أول ظهور لاسم "يهوه" كان حين استوطن اليهود فلسطين، أى بعد موت موسى ودفنه فى برية سيناء. ويكتبه اليهود بالأحرف: (ي هـ و هـ) (J. H. V. H) دون أحرف العلة أو التشكيل لخلو العبرية منها آنذاك. وحينما ابتكرت علامات ضبط الحروف العبرية في القرن السابع للميلاد، ركبوا الكلمة "يهوه" أحرف العلة (JeHovaH) وينطق Jahweh. بعد أن كان محرمًا عليهم النطق به فكانوا يستخدمون بدلًا من "يهوه" "أدوناي" أي الرب.
                            وتقول دائرة المعارف الكتابية: “وهناك مصطلح له معنى غير معروف تماما هو يهوه صباءوت (رب الجنود) أو "إلوهيم صباءوت" (أو إله الجنود) .. .. .. .. ومن هنا جاء الاعتقاد بأنه يشير إلى أجناد السماء، وهو في الواقع يستخدم اسم علم في الأنبياء، وقد يكون معناه الأصلي قد نسى أو سقط، ولكن لا يستتبع ذلك أن دلالة خاصة جديدة كانت مرتبطة بالكلمة "جنود" والمعنى العام للمصطلح كله تعبر عنه الترجمة السبعينية "الرب كلي القدرة"”.
                            وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: ”3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ "إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريدًا ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23)“.
                            وإذا علمنا أن الشيطان له عدة أسماء أنقلها كما ذكرتها دائرة المعارف الكتابية مادة (إبليس – الشيطان): فهو يُسمَّى إبليس والشيطان و”"أبدون" أو "أبوليون" (رؤ 9: 11) ومعناهما "المهلك". كما يطلق عليه "المشتكي على الإخوة" (رؤ 12: 10)، و"الخصم" (1 بط 5: 18)، و"بعلزبول" (مت 12: 24)، و"بليعال" (2كو 6: 15)، و"المضل لكل العالم" (رؤ 12: 9) و"التنين العظيم" (رؤ 12: 9)، و"العدو" (مت 13: 28 و 39)، و"الشرير" (مت 13: 19 و 38)، و"أبو الكذاب" (يو 8: 44)، و"إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"الكذاب" (يو 8: 44)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"القتاَّل" (يو 8: 44)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31، 14: 3، 16: 11)، و"الحية القديمة" (رؤ 12: 9)، و"المجرب" (مت 4: 3، 1 تس 3: 5)“. أى له 21 اسمًا فى الكتاب.
                            ونعلم أن كثرة أسماء المسمَّى تشريفًا له. فهل احتفظ الكتاب بأسماء الشيطان تشريفًا له، ولم يحفظ اسم الإله الذى يقدسونه؟
                            بل إن بعض الأشخاص احتفظوا باسمين فى حياتهم، مثل إبرام الذى أصبح إبراهيم، وإسرائيل الذى كان يعقوب.
                            عزيزى رشيد: احذر! أنت لست من شعب الله أو أحبائه! (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي.) أشعياء 52: 6 إن عباد الله المؤمنين هم الذين يعرفون اسم الله كما قال إشعياء. ألا تريد أن تكون من عباد الله وأحبائه؟
                            وإذا كنتم قد كتبتم أن اسم الإله الأعظم هو الله، وإذا كان الكتاب لديكم يقولها صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى، فهذا اعتراف واضح منكم أننا أصحاب الدين الحق، الذين يعرف كتابهم الله، ويوحده وينادى باسمه!!
                            يا سيد رشيد احذر أنت من الهالكين! لأن من عرف اسم الله نجَّاه الله من كل هم وضيق: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
                            اقرأ بتمعن يا رشيد ما قاله يوحنا فى رؤياه: إن اسم الله الحى سوف يُختم على جباه المؤمنين قبل أن يُدمِّر ملائكة الله الأرض والبحار: (2وَرَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَالِعًا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَعَهُ خَتْمُ اللهِ الْحَيِّ، فَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أُعْطُوا أَنْ يَضُرُّوا الأَرْضَ وَالْبَحْرَ 3قَائِلًا: «لاَ تَضُرُّوا الأَرْضَ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الأَشْجَارَ، حَتَّى نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلَهِنَا عَلَى جِبَاهِهِمْ».) رؤيا 7: 2-3
                            وكرر أن المؤمنين سوف يكتب اسم إلههم على جباههم: (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا حَمَلٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 14: 1
                            وأن أهل الجنة سينظرون وجه الله وسيكون اسم الله مكتوبًا على جباههم: (4وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 22: 4
                            لذلك قالها الله صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى. (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا».) أشعياء 52: 6
                            طبعًا! إن عباد الله يعرفون على الأقل اسمه، كما يعرفون صفاته الدالة عليه، ويعرفون تعاليمه. فعلى أى أساس إذن يعبدون إلهًا ضاع اسمه، والصفات الدالة عليه، وادعوا تعاليم تشينه. فمن ينادى فى صلاته؟ ومن يدعو فى دعائه؟ ولمن ينوى الصلاة أو الصيام؟ ولمرضاة من يعمل الصالحات؟ وخوفًا من من يجتنب السيئات؟
                            لكن هنا أطرح سؤالًا فى أذن كل مسيحى ويهودى: مِن عباد مَن أولئك الذين لا يعرفون اسم الله؟ إنهم بالفعل ليسوا من عباد الله. فكيف تقبل عزيزى المسيحى واليهودى أن تكون من عباد غير الله؟ وإذا كان الله طردهم من رحمته ومن زمرة عباده المؤمنين فأين مكانهم فى الآخرة؟
                            فعندما غضب الله على الكفرة من بنى يهوذا (إسرائيل)، الساكنين فى مصر، بسبب بعدهم عن شريعته وعبادتهم للإلهة إيزيس، حيث أوقدوا لها البخور، طردهم الله من زمرة عباده المؤمنين، وحرمهم من معرفة اسمه أو النطق به، إضافة إلى عقوبات أخرى: (25هَكَذَا تَكَلَّمَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ وَنِسَاؤُكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِفَمِكُمْ وَأَكْمَلْتُمْ بِأَيَادِيكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نُتَمِّمُ نُذُورَنَا الَّتِي نَذَرْنَاهَا أَنْ نُبَخِّرَ لِمَلِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَنَسْكُبُ لَهَا سَكَائِبَ فَإِنَّهُنَّ يُقِمْنَ نُذُورَكُمْ وَيُتَمِّمْنَ نُذُورَكُمْ. 26لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا جَمِيعَ يَهُوذَا السَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. هَئَنَذَا قَدْ حَلَفْتُ بِاسْمِي الْعَظِيمِ قَالَ الرَّبُّ إِنَّ اسْمِي لَنْ يُسَمَّى بَعْدُ بِفَمِ إِنْسَانٍ مَا مِنْ يَهُوذَا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا:حَيٌّ السَّيِّدُ الرَّبُّ)إرمياء 44: 26
                            فهل معنى ذلك أن هذا الكتاب وهذه العقيدة توقعك تحت عذاب الله لأنك لست من أصحاب العقيدة السليمة؟ وإلا ما معنى ألا يحتوى كتابك على اسم الله؟
                            عزيزى رشيد أنت لست من عباد الله الذين يحملون اسم الله: (14سِمْعَانُ قَدْ أَخْبَرَ كَيْفَ افْتَقَدَ اللهُ أَوَّلًا الْأُمَمَ لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا عَلَى اسْمِهِ.) أعمال 15: 14
                            8- هل من الذكاء اختيار يسوع حملة لواء الدعوة من بعده أغبياء لا يفهمونه ولا يستوعبون دعوته؟
                            من المعلوم أن يسوع انتقى اثنى عشر تلميذًا ليكونوا حملة لواء الدعوة ونشر الدين وإفهام أتباع يسوع من بعده. فما قولك لو كان التلاميذ من الأغبياء؟ ألا يشير هذا إلى غباء من انتقاهم بهذه الكيفية؟ أم يشير ذلك إلى سوء نيته فى القضاء على الدعوة بين أغبياء لا يفهمون أن يسيئون الفهم؟ أم يشير إلى عدم ألوهيته، حيث لا يمكن لإله أن يتعمَّد إضلال شعبه؟
                            لقد شوَّه كُتَّاب الأناجيل صورة يسوع، وشوَّهوا أيضًا صورة تلاميذه وحملة لوائه من بعده للإجهاز على الدين كله، فكثيرا ما تراهم ينسبون لهم عدم فهم معلمهم، بل كثيرًا ما فهموه نفسه خطًا، وسوف أنقل جزءًا مما ذكرته الأناجيل للتدليل على كلامى هذا.
                            فقوله لبطرس: (... «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 23
                            ففى موقف ما لم يفهموا مثل الزوان، على الرغم من فهم باقى الجموع له: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
                            وفى موقف آخر: (27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.) يوحنا 8: 27
                            وفى موقف ثالث: (6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.) يوحنا 10: 6
                            وفى موقف رابع: (16وَهَذِهِ الأُمُورُ لَمْ يَفْهَمْهَا تلاَمِيذُهُ أَوَّلًا وَلَكِنْ لَمَّا تَمَجَّدَ يَسُوعُ حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّ هَذِهِ كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ وَأَنَّهُمْ صَنَعُوا هَذِهِ لَهُ.) يوحنا 12: 16
                            وفى موقف خامس أقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ».16فَقَالَ يَسُوعُ:«هَلْ أَنْتُمْ أَيْضًا حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟)متى15: 15-16
                            وفى موقف سادس: (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52، ومعنى قلوبهم غليظة أى شديدى الغباء
                            وفى موقف سابع: (44«ضَعُوا أَنْتُمْ هَذَا الْكَلاَمَ فِي آذَانِكُمْ: إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ». 45وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا هَذَا الْقَوْلَ وَكَانَ مُخْفىً عَنْهُمْ لِكَيْ لاَ يَفْهَمُوهُ وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ هَذَا الْقَوْلِ.) لوقا 9: 44-45
                            ووصفهم بقلة الإيمان: (فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟») متى 8: 26
                            ووصفتهم الأناجيل بسوء القلب والنفس، فوصفتهم بأنهم يحقد بعضهم على بعض: (41وَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.) مرقس 10: 41
                            ولم يهتموا لسماعهم عن موته وفراقهم له، بل تنازعوا على الزعامة كأفراد العصابات: (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضًا مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.) لوقا 22: 21-24
                            كما وصف بطرس أيضًا بقلة الإيمان: (31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟») متى 14: 31
                            وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) متى 17: 16-21
                            وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم، ولم يتمكنوا من إخراجه، فهم إذن لم يكونوا من المصليين الصائمين!! ولو كان عندهم أقل القليل من الإيمان لأخرجوا الشياطين.
                            (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَدًا لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) مرقس 10: 13-16 .
                            على الرغم من أنه قال لهم عن الأولاد الصغار من قبل: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَدًا وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
                            ووعدوه بنصرته، وتخلوا عنه كلهم: (35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضًا جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.) متى 26: 35، (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.) متى 26: 56
                            بل لقد أقسم بطرس كذبًا أنه لا يعرف معلمه (إلهه؟)، وتركه (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا خَارِجًا فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلًا: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» .. …) متى 26: 69-74
                            كما تركه التلميذ الذى كان يحبه وقت القبض عليه (؟) وهرب (صحيح أن الإنجيل يقول بعد ذلك إن بطرس أدخل يوحنا وظل مع المصلوب أثناء عملية الصلب، لكنى أرى الإستخفاف بالعقول فى هذه الحكاية: فهل يُعقل أن من ترك إزاره وهرب من قوم أن يرجع إليهم مرة أخرى، وهم يعرفونه حق المعرفة، حيث كان التلاميذ يرافقونه فى كل وقت وحين، وكان يسهُل التعرف عليه جيدًا؟ أم كان بطرس ويوحنا هما الخائنان وليس يهوذا، ومدحا أنفسهما فى الكتاب تتويهًا للحق؟): (50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. 51وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ 52فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا.) مرقس 14: 50-52
                            حتى مع علمهم باقتراب القبض على إلههم (؟) وأنه سوف يُصلَب، ولن يروه مرة أخرى على الأرض، إلا أن الأناجيل تصفهم بالتخاذل وعدم الإكتراث، فقد ناموا وتركوا إلههم (؟) يبكى، يصلى، يتضرع إلى إلهه أن ينقذه، طالبًا منهم أن يقفوا بجواره ليشجعوه وليهونوا عليه الأحداث العصيبة القادمة، راجيًا إياهم أن يصلوا هم أيضًا، لكى ينقذهم الله من الفتنة القادمة، لكن هيهات هيهات:
                            (32وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». 33ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ. 34فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ! امْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا». 35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلًا وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ». 37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَامًا فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 38اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 39وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى قَائِلًا ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. 40ثُمَّ رَجَعَ وَوَجَدَهُمْ أَيْضًا نِيَامًا إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ. 41ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ!) مرقس 14: 32-41
                            بل نام بطرس نفسه الذى انتقاه يسوع مع يعقوب ويوحنا عندما ذهب للصلاة: (37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَامًا فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟) مرقس 14: 37
                            لقد تخلى عنه بطرس وأنكره وأقسم كاذبًا أنه لا يعرفه، على الرغم من قول الكتاب عنه: (أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاوَاتِ.)متى 16: 18-19
                            فهل من الذكاء أن يعطى يسوع مفاتيح الملكوت لغبى، نعته بأنه شيطان، ويهتم بما للناس، ولا يهتم بما لله، ومن سينكره؟ ألا ينفى هذا ألوهية يسوع ومعرفته بالغيب والمستقبل؟ ألا ينفى هذا نبوة يسوع ووحى الرب إليه؟
                            وإنى لأتعجب وأتساءل: ما هو الدور الذى قام به تلاميذه ومحبوه وأتباعه وقت القبض عليه والصلب؟ إننا كشرقيين عندما نرى إنسانًا يُضرَب ويُنكَّل به، نقول فى سذاجة (هذا حرام) ونحاول أن نكف عنه، وهذا يحدث دون أن نعلم سببًا لضربه، وحتى لو علم الناس أن هذا الشخص يُضرَب لأنه تم القبض عليه أثناء السرقة، تجد من يقول (صحيح هو لص، لكن ما تفعلونه به حرام، سلِّموه للشرطة) وننتقد كذلك تصرفات الشرطة فى التنكيل بأحد اللصوص. فما بالك بتصرفات هؤلاء الناس الطيبين تجاه من أشفى أبناءهم وأحيا موتاهم وأبرأ أسقامهم المستعصية (كل هذا بإذن الله)، تجاه نبى أرسله الله إليهم لهدايتهم، ألم يوجد فيهم من كانت عنده النخوة لنصرة الله ودينه ورسوله؟
                            ووصفتهم أيضًا بأنهم غليظى القلوب: (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
                            فهل من الذكاء يا سيد رشيد أن تعبدوا إلهًا ليس هذا اسمه؟ بل لا يُعرف اسمه؟
                            هل من الذكاء أن تعتبروا العهد القديم جزءًا من الكتاب المقدس وقد استحفظ عليه أناس غير أمناء، أى حرفوه بما يتفق وهواهم؟
                            هل من العقل أن يُنزل الإله الذى تعبدونه كتبًا وأسفارًا على أنبياء، وعندما ينزل هو لا يأتى بكتاب معه؟
                            هل من العقل أن يعتمد الإله الذى تعبدوه على أناس وصفهم بالغباء فى نقل دينه وتعاليمه للبشر؟

                            تعليق


                            • #15
                              رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                              9- هل من الذكاء أن يحفز يسوع/يهوه المؤمنين به لإخصاء أنفسهم، فى الوقت الذى يحرم على المخصى الدخول فى جماعة الرب؟
                              حرم يهوه على الرجال أن يخصوا أنفسهم، واعتبر هذه الجريمة مثل جريمة الزنى، وحرم عليهم دخول جماعة الرب للأبد: (1«لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 1-3
                              وقد يكون قول الرب القادم خاص بالمولود مخصيًا، أو اضطر لمرض ما أو حادث ما أن يفقد خصيته: (... وَلاَ يَقُلِ الْخَصِيُّ: هَا أَنَا شَجَرَةٌ يَابِسَةٌ. 4لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِلْخِصْيَانِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ سُبُوتِي وَيَخْتَارُونَ مَا يَسُرُّنِي وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي: 5إِنِّي أُعْطِيهِمْ فِي بَيْتِي وَفِي أَسْوَارِي نُصُباً وَاسْماً أَفْضَلَ مِنَ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ. أُعْطِيهِمُِ اسْماً أَبَدِيّاً لاَ يَنْقَطِعُ.) إشعياء 56: 3-5
                              وأمر بكثرة الإنجاب: (27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا ....) تكوين 1: 27-28
                              (لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً) تكوين 2: 24
                              وأن الأولاد ميراث من الله: (3هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ. 4كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ هَكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ. 5طُوبَى لِلَّذِي مَلَأَ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ. لاَ يَخْزُونَ بَلْ يُكَلِّمُونَ الأَعْدَاءَ فِي الْبَابِ.) مزمور 127: 3-5
                              فما هى حكمة يسوع من أمره بتحبيذ أن يخصى الر جل نفسه؟ (11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 11-12
                              هل من الذكاء والعقل والمنطق أن يحرم المرأة وزوجها من المتعة التى خلقها بداخلهما؟ وكيف سيكون حال الدنيا إذا بطل الزواج والإنجاب بسبب هذا الأمر؟ كيف ستصرف المرأة طاقتها الجنسية؟ لماذا يتعمَّد إشعال الفتنة فى المجتمع؟ لماذا يهين المرأة ولا يراعى مشاعرها الجنسية التى خلقها فيها تجاه زوجها؟ من سيعبده على الأرض ويكثر النسل فيها ويخضع الأرض ويتسلط على الأسماك وغيرها من الخيرات الإلهية، إذا طبق كل الرجال هذا الأمر وخصوا أنفسهم؟
                              وهل نسخ الرب أمره فى العهد القديم بمنع الرجل أن يخصى نفسه؟ أم نسى ما قاله من قبل؟ أم قرر أن يبيد البشرية، فعصته البشرية لذكائها؟ أم كتب هذا أعداء يسوع ودعوته لتقليل أتباع يسوع، وانتهائهم من على الأرض يومًا ما؟
                              ألا ينفى هذا الذكاء عن يسوع وعن يهوه؟ ألا ينفى هذا الألوهية عن يسوع ويهوه؟
                              ألا ينفى هذا النبوة عن يسوع، حيث أمر بأوامر تُخالف أقوال الرب فى عهده القديم، ومات مقتولا على الصليب، ميتة الملاعين، ولم يستجب له الرب فى دعائه، ولم يخلصه من براثن الموت أو القابضين عليه كما تحكى الأناجيل، وتُخالفهم الرسالة إلى العبرانيين؟
                              (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7
                              بل تُخالف أقوال يسوع لليهود وتحديه لهم بأنهم لن يقبضوا عليه، ولن يعثروا حتى عليه، لأنه سيكون قد رُفع من قبل الله إلى أعلى، أم هم فسيظلون على الأرض: (33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».) يوحنا 7: 33
                              وكرر الإنجيل حكايته هذه فقال: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» ...23... «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. .... 28... «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
                              10- هل كان يسوع ذكيًا فى تحقيره للمرأة؟
                              ألم تقرأ كيف أهان أمه أمام الجمع فى عرس قانا؟ (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
                              ألم تقرأ كيف انتهرها أمام مريديه؟ (31فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجاً وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ. 32وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِساً حَوْلَهُ فَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجاً يَطْلُبُونَكَ». 33فَأَجَابَهُمْ: «مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟» 34ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي 35لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) مرقس 3: 31-35
                              بل يُنسب إليه القول: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25
                              والغريب أنك عندما تقرأ هذا القول أعلاه يتملكك العجب. فهل قائل تلك الكلام هو نفسه قائل هذا: (39... لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. .... 44... أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟) متى 5: 39-46
                              وقوله: (22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 22
                              بل جعلوه هو نفسه يقول بأقوال الإرهابيين، الذين يريدون تقويض الأمن والسلام فى المجتمع بأكمله، فيُنسب إليه قوله: (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40
                              ثم اقرأ قول يهوه/يسوع الذى يعترف فيه أن السيف للقتل: (.. .. يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ .. ...) إرمياء 15: 3
                              واقرأ قول يسوع/يهوه : (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ، وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10
                              (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
                              (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53
                              فهل من الذكاء القول بمحبة الأعداء، وعدم التشاحن بأى وسيلة، وببغض الوالدين والاخوة والزوجة والذرية؟ هل من قال بمحبة الأعداء يأمر بذبحهم؟ هل من جاء بالمحبة يقول إنه جاء بالسيف، الذى قال عنه إنه للقتل، ولعن من يمنعه من أن قتل به ويغمسه فى الدم؟
                              فى الحقيقة هذا التعارض لا يتأتى إلا من مريض نفسيًا أو مجنون، مكانه الطبيعى ليس بين البشر! لكن الحقيقة عكس ذلك: فهذا الكلام كتبه أعداء يسوع، الذين أرادوا تشويه تعاليمه وشخصه، حتى ينفض الناس عنه، ويقل أتباعه، بل يرفضوه رفضًا تامًا.
                              فقد كان يسوع مطبقًا لتعاليم موسى والأنبياء، ولم ينقض حرف واحد أو نقطة واحدة من تعاليمهم. أى لم يأت بتعاليم جديدة، ولا دين جديد. فعلى أى أساس تسمون أنفسكم يا سيد رشيد مسيحيين؟ فلا توجد مسيحية، ولم يدع يسوع إلى أى تعليم من تعاليمها، ولكنه كان مسلمًا مستسلمًا لله تعالى!!
                              (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29
                              (قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.) يوحنا 4: 34
                              (4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 4
                              (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50
                              ألا تؤمن أن بولس كتب هذا السفر بوحى وإلهام من الروح القدس؟ فاقرأ إذن ما قاله يسوع لبولس: (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.) كورنثوس الأولى 15: 28
                              إنه أخبره أنه عبد لله، سيحاسبه يوم القيامة كباقى البشر، وسيكون خاضعًا له، كباقى عبيد الله. واعترفت الترجمة الكاثوليكية أن يسوع كان عبدًا لله، وقامت ترجمات أخرى بترجمة كلمة (عبد) إلى كلمة (فتى). وغيرتها ترجمة الملك جيمس الحديثة إلى (عبد)، ونراها أيضًا بمعنى عبد فى التراجم الآتية (أعمال 4: 30):
                              NKJV, NIV, ESV, NASB, RSV, ASV, DBY, HNV, AMP, NIRV, NLT,
                              Einheitsübersetzung, Elberfelder 1871, Elberfelder 1905, Luther 1912, Luther 1984, Menge, NGـ, Neـ, Schlachter 2000, Zürcher,
                              أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                              أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                              أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                              أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                              ولكى تتأكد من الخداع الذى تقوم به الكنائس فى التراجم، سأضع لك نصوص كتاب الحياة النسخة الإنجليزية، والنسخة العربية للنصوص السابقة:
                              Acts 3:13 For it is the God of Abraham, Isaac, Jacob and of all our ancestors who has brought glory to his servant Jesus by doing this. I refer to the Jesus whom you rejected before Pilate, despite Pilate’s determination to release him.

                              (إِنَّ إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، إِلهَ آبَائِنَا، قَدْ مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ، الَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ لِلْمَوْتِ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ بِيلاَطُسَ، فِي حِينِ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُطْلِقَهُ) أعمال الرسل 3: 13

                              Acts 3:26 And as soon as God had brought his servant to life again, he sent him first of all to you men of Israel, to bless you by turning you back from your sins.”

                              (فَمِنْ أَجْلِكُمْ أَوَّلاً أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ وَأَرْسَلَهُ لِيُبَارِكَكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ».) أعمال الرسل 3: 26

                              Acts 4:27 “That is what is happening here in this city today! For Herod the king, and Pontius Pilate the governor, and all the Romans—as well as the people of Israel—are united against Jesus, your anointed Son, your holy servant.

                              (وَقَدْ تَحَقَّقَتْ هَذِهِ الْكَلِمَاتُ فِعْلاً، إِذْ تَحَالَفَ هِيرُودُسُ، وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ، وَالْوَثَنِيُّونَ وَأَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ، لِمُقَاوَمَةِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ،الَّذِي جَعَلْتَهُ مَسِيحاً)أعمال الرسل 4: 27

                              Acts 4:30 and send your healing power, and may miracles and wonders be done by the name of your holy servant Jesus.”

                              (وَمُدَّ يَدَكَ لِلشِّفَاءِ، كَيْ تُجْرَى مُعْجِزَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ».) أعمال الرسل 4: 30

                              وقد لاحظت أن كلمة (عبد) الإنجليزية تُرجمت فى النسخة العربية فقط لنفس الكتاب وهو كتاب الحياة، وقليل جدًا من التراجم الأجنبية إلى كلمة (فتى). مع الأخذ فى الاعتبار أن كلمة (عبد) تعنى العبودية لله تعالى، أما كلمة (فتى) فهو عبد لأحد البشر!

                              فأين العقل والمنطق والذكاء فى اللعب فى التراجم، والتى ترضى عقيدة الكنيسة، وتخالف نص من النصوص المقدسة؟ ولمصلحة من جعل يسوع عبدًا لعبد من البشر بدلا من كونه عبد من عباد الله؟

                              11- هل من الذكاء قول الرب عن رؤساء للكهنة، فى الوقت الذى يعلم أنه يوجد رئيس واحد لهم؟
                              يقول متى 27: 3 (3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ)
                              وفى الحقيقة لا يعرف كاتب هذا الكلام أنه لا يوجد لدى اليهود إلا رئيس كهنة واحد فقط، وليس رؤساء!! الأمر الذى يشير إلى أنه لا يعرف الكثير عن عادات وتقاليد أو نظام العالم اليهودى.
                              وهذه الحكاية مكذوبة بلا أدنى شك، لأنه فى هذا الوقت لم يكن رئيس الكهنة ولا الشيوخ بالمعبد، بل كانوا فى مجلس بيلاطس لمتابعة محاكمة يسوع. ودليلنا على ذلك هو الجملة التى سبقت الجملة أعلاه: (1وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي.) متى 27: 1-2
                              دليل آخر على أن هذه الرواية مكذوبة هو أن يهوذا مات فى سفر أعمال الرسل بطريقة مُخالفة لما ألفه متى، ولا يمكن الجمع بين الروايتين إلا إذا كان يهوذا قد مات مرتين:
                              موت يهوذا عند متى: (5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ.) متى 27: 5
                              موت يهوذا فى سفر أعمال الرسل: (18فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا.) أعمال الرسل 1: 18
                              دليل آخر على كذب الرواية هو مصير الثلاثين من الفضة: فتبعًا لمتى لم يأخذ يهوذا النقود وطرحها فى المعبد، ثم مضى وخنق نفسه، وأن من اشترى الحقل هم الكهنة. (متى 27: 5)
                              وتبعًا لأعمال الرسل لم يترك يهوذا النقود فى المعبد، بل أخذها واشترى بها حقلا (أعمال الرسل 1: 18)
                              فما هو تحليلك لهذا الوحى وهذه القداسة سيد رشيد؟ كيف تصنف الرب الذى أوحى بهذا الكلام؟ هل هو إله ذكى، واع لما يقول ولما يوحى به أم ...؟ هل هذا دليل ألوهية له أو حتى نبوة؟ أليس من الأفضل أن تسحب من يسوع الألوهية والنبوة بناء على كم هذه الأخطاء فى الأحداث تاريخية؟
                              12- هل من الذكاء أم الغباء جهل الرب بجغرافية فلسطين؟
                              من أخطاء الرب الجغرافية (فكل الكتاب موحى به، وعلى ذلك فإن كل ما يعتريه من أخطاء ترجع إلى الرب الذى أوحاه): لن أتعرض هنا إن كانت مخطوطات متى ذكرت قرية الجدريين أو الجرجسيين، ولا الإختلافات القائمة بين متى ولوقا ومرقس بشأن القرية التى انتحرت فيها الخنازير بعد أن سمح يسوع للشياطين أن تدخل فيها، ورمت نفسها من أعلى الجبل فى البحر.
                              ويقول التفسير الحديث لإنجيل لوقا ص159-160: ”"كورة الجدريين" ، وهى تمثل لنا مشكلة، أن جرجسة تبعد أربعين ميلاً جنوب شرقى البحيرة [أى حوالى 64.374 كيلومترات]، ويسميها متى البشير كورة الجدريين [هذا يُخالف ما جاء فى متى فى نسخة الفاندايك ، حيث أتت جرجسيين] ، لكن جدرة تبعد ستة أميال [أى 9.656 كم] وتفصلها منحدرات اليرموك. والبشائر الثلاثة المتشابهة بها هذه الاختلافات، بل وبها أيضًا اختلاف ثالث "كورة الجرجسيين". ويفضل العلامة أوريجون هذا الإسم الأخير ، وهو يرى أن الاسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدًا. ويعتقد أن الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكتبة لم يكونوا يعرفون بلدة "جرجسة" الصغيرة ولذلك أبدلوها بأسماء يعرفونها“.
                              ومعنى ذلك أنه لا يوجد بحر أو بحيرة بالقرب من قرية الجدريين أو الجرجسيين، ولا بد أن تطير الخنازير إما حوالى 65 كم من جرجسة لتسقط فى البحر، أو حوالى 10 كم من جدرة لتسقط فى البحر أو البحيرة. الأمر الذى يشير إلى أن متى ولوقا ومرقس لم يكن لديهم علم بجغرافية فلسطين.
                              والأغرب من ذلك أن الترجمة العربية المشتركة وكتاب الحياة وترجمة الآباء اليسوعيين قد غيروا فى متن النص المقدس الذى يحفظه الرب من التغيير والتبديل والتلاعب من كورة (الجرجسيين) التى صححها متى لمرقس إلى كورة (الجدريين) التى رفضها متى اليهودى واعتبرها خطأ من مرقس!! كما غيروا فى نصوص (مرقس 5: 1 ولوقا 8: 26) كلمة الجدريين إلى كلمة الجرجسيين. أى قاموا بإبدالهما مع ما ذكر فى نص متى لطبعة فاندايك.
                              متى 8: 28 (وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ) ترجمة الفاندايك
                              متى 8: 28 (ولَمَّا بَلَغَ الشَّاطِئَ الآخَرَ في ناحِيَةِ الجَدَرِيِّين) الترجمة اليسوعية
                              متى 8: 28 (ولمَّا أَفضى الى العِبْرِ، في أَرْضِ الجَدَرِيِّينَ،) الترجمة البولسية
                              متى 8: 28 (ولمَّا وصَلَ يَسوعُ إلى الشَّاطئِ المُقابِلِ في ناحيةِ الجدريـِّينَ) الترجمة العربية المشتركة
                              متى 8: 28 (وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ، فِي بَلْدَةِ الْجَدَرِيِّينَ،) ترجمة كتاب الحياة
                              والسبب فى هذا التغيير العجيب واضح جدًا. فإنهم يقولون إن كاتب إنجيل متَّى هو متى اللاوى الفلسطينى وأحد التلاميذ. ولأن وجود اسم قرية الجرجسيين عند متى لتدل على أن كاتبها لا يعلم شيئًا عن فلسطين وجغرافيتها ، لأن قرية جرجسة كما يقول هامش ترجمة الآباء اليسوعيين ص140: ”بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها فى الآية“ مرقس 5: 14 حيث دخلت الشياطين فى الخنازير فرمت نفسها من الجرف إلى البحر وماتت.
                              ويكفى أن نذكر ما قالته مقدمة الكتاب المقدس الكاثوليكى اليسوعى عن مؤلف إنجيل لوقا، فقالت ص185: «وغالبًا ما تبيَّن للنقَّاد عدم معرفته لجغرافية فلسطين ولكثير من عادات هذا البلد.».
                              أين ذكاؤكم يا سيد رشيد؟ فبالطبع لا يُخطىء الرب، أليس هذا دليل على أن كتبة هذه الأناجيل لا يعرفون يسوع ولا فلسطين، وكتبوا هذا الكلام، ثم نسبته الكنيسة ورجالها الأول إلى أسماء أشخاص معروفين بالتقوى والصلاح؟ فما ديانتك الآن؟ ومن أين استقيت علمك الدينى الذى تناظر وتقعِّد به شروط النبوة؟ هل من الذكاء استغباء الآخرين؟
                              13- هل من الذكاء أن لا يعرف الرب إن كان يكرز فى اليهودية أم فى الجليل؟
                              ومن أخطاء الرب الجغرافية التى ألهمها لوقا قوله إن يسوع كان يكرز فى اليهودية، وليس فى مجامع الجليل كما أجمعت الأناجيل الأخرى، وكما يتضح من لوقا 5: 1، حيث تقع بحيرة جنيسارت على الجليل وليس فى اليهودية، إلا أن غير الأمناء قد غيروا كلمة (اليهودية) التى جاءت عند لوقا بكلمة (الجليل) فى ترجمة الفاندايك التى تعتدُّ بها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية: (44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 44 (ترجمة الفاندايك عام 1989)
                              لوقا 4: 44 (ومَضى يُـبَشِّرُ في مجامعِ اليهوديَّةِ.) الترجمة العربية المشتركة
                              لوقا 4: 44 (وأَخَذَ يُبَشِّرُ في مَجامِعِ اليَهودِيَّة.) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                              لوقا 4: 44 (وكانَ يَطوفُ، مُبشِّرًا في مَجامعِ اليَهوديَّة.) الترجمة البولسية
                              لوقا 4: 44 (وَمَضَى يُبَشِّرُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِيَّةِ.) ترجمة كتاب الحياة
                              وهذا ليس خطأ ترجمة، لأن هذا اسم علم، كما أنها جاءت (اليهودية) فى المخطوطة السينائية، والمجلد السينائى، وهما من أقدم مخطوطات الكتاب المقدس، ويرجعان إلى القرن الرابع.
                              (23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ.) متى 4: 23
                              (39فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ الْجَلِيلِ وَيُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ.) مرقس 1: 39
                              والأغرب من ذلك أن الأب متى المسكين اعترف بهذا الخطأ دون أن يلفت الأنظار، فقد غيرها من تلقاء نفسه فى تفسيره لإنجيل لوقا ص220. إلا أنه علق بعد شرحه لهذه الجملة قائلا: (لاحظ أن المسيح لم يكن قد انحدر إلى اليهودية بعد.) وذلك على الرغم من أن نسخة الأرثوذكس المعتمدة تذكرها اليهودية!!
                              ونسأله فلماذا ذكر لوقا أن يسوع ذهب إلى اليهودية وأخذ يكرز هناك؟ لقد صحح الأب متى المسكين ما أخطأ فيه الرب، كما فعلت الترجمات الأخرى!! ولا تُسأل الكنيسة عما تفعل، ولا الآباء يُساءلون!!
                              وإذا نظرت إلى خريطة الكتاب المقدس لوجدت أن المسافة بين الجليل التى تقع فى شمال فلسطين واليهودية التى تقع فى جنوبها حوالى 150 كم، الأمر الذى جعل مؤلفى التفسير الحديث للكتاب المقدس يقولون ص111 من تفسير إنجيل لوقا: (وثمة صعوبة بالنسبة لمجامع اليهودية، لأنه لم يرد ذكر فى أى مكان آخر فى الأناجيل المتشابهة عن جولة تبشيرية كهذه، أى فى «مجامع الجليل» والأصوب ما جاء فى ترجمات أخرى «مجامع اليهودية».).
                              وبذلك لم يكن لوقا يعرف موقع اليهودية، وبعدها عن الجليل، لذلك بعدما قال إن يسوع كان يكرز فى مجامع اليهودية نجده فى الإصحاح الخامس يجتمع الناس حول يسوع على بحيرة جنيسارت الواقعة فى الجليل، فكيف له أن يكون فى الجليل وهو يكرز فى اليهودية؟ (1وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ كَانَ وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ) لوقا 5: 1
                              هل تريد تعليق إضافى على ذكاء من أوحى بهذا الكلام، وعبقرية من يصدقه، وهو لا يمت للواقع أو الحقيقة بصلة؟
                              14- هل ذكاء الرب الذى أوحى الكلام القادم لم يسعفه ليتخل عن تمهيده للاستيلاء على فلسطين؟
                              من الأخطاء الجغرافية أيضًا قول الكتاب: (14وَإِنَّمَا إِذَا ذَكَرْتَنِي عِنْدَكَ حِينَمَا يَصِيرُ لَكَ خَيْرٌ تَصْنَعُ إِلَيَّ إِحْسَاناً وَتَذْكُرُنِي لِفِرْعَوْنَ وَتُخْرِجُنِي مِنْ هَذَا الْبَيْتِ. 15لأَنِّي قَدْ سُرِقْتُ مِنْ أَرْضِ الْعِبْرَانِيِّينَ. وَهُنَا أَيْضاً لَمْ أَفْعَلْ شَيْئاً حَتَّى وَضَعُونِي فِي السِّجْنِ) تكوين 40: 14-15
                              وهذا خطأ من الكاتب ، لأنه لم تكن فى ذلك الوقت أرض العبرانيين ، بل كانت أرض الكنعانيين ، وإلا لما احتاجوا إلى وعد إلهى للإستيلاء عليها.
                              15- هل فشل الرب أيضًا فى التاريخ وحساب الأزمنة يُضاف إلى علمه وذكائه؟
                              ويعلم من سفر (القضاة الإصحاح السادس) أن المديانيين كانوا فى عهد القضاة ذوى قوة عظيمة بحيث كان بنو إسرائيل مغلوبين وعاجزين منهم. والفرق بين العهدين 200 سنة. (فالذى خلص بنى إسرائيل من تسلط المديانيين هو جدعون خامس القضاة الذين جاؤوا بعد يوشع ، وبينه وبين موسى قرابة 200 سنة - كما يقول قاموس الكتاب المقدس) فلو فنى المديانيون فى عهد موسى فمن أين أتوا إذن؟ وكيف صاروا فى هذه المدة أقوياء بحيث غلبوا على بنى إسرائيل وأعجزوهم إلى سبع سنين؟
                              16- هل فشل علم الرب فى معرفة زمن قيام المدن؟
                              ويحكى الإصحاح الرابع عشر من سفر التكوين أيضًا حربًا قامت بين مجموعتين، كانت المجموعة الثانية ومنها ملك سدوم وعمورة خاضعة لمدة 13 سنة للمجموعة الأولى وفيها ملك شنعار وملك عيلام، ثم تمردت المجموعة الأولى على الثانية فى عمق السديم فى البحر الميت، وانتصرت عليها، فاستولت على كل ممتلكات المهزومين ومعهم لوط وأمواله.
                              ولما علم (أبرام العبرانى) أخذ غلمانه (318 غلاماً) وحلفاءه (أشكول وعاثر) ولاحق المجموعة المنتصرة إلى (دان) فانقض عليهم ليلاً وهزمهم ، ثم لاحقهم إلى (حوبة) شمال دمشق واسترجع كل الأملاك والشعب ومعهم لوط ابن أخيه.
                              الغريب أن اسم هذه المدينة (دان) كان إلى عصر القضاة (لايش) حتى استولى عليها سبط دان وضربوا أهلها بحد السيف وأحرقوا المدينة ، ثم بنوها وسكنوا بها ودعوها باسم (دان) قضاة 18: 27-29. فكيف كتب موسى هذا وهو لم يحدث إلا بعده حوالى 350 سنة من عصر موسى عليه السلام؟ ألا يدل هذا على أن ما تسمونها التوراة كتبت بعد عصر القضاة؟
                              17- هل وصل ذكاء يسوع/يهوه إلى فشله فى معرفة الاتجاهات وتحليل النص الذى يوحيه وفهمه؟
                              ويواصل فريدمان ذاكرًا ما قاله الفرنسى “إيزاك دى لوبيرير“ ص19: «أن موسى ليس هو مؤلف أسفار العهد القديم الأولى. كما ذكر المشكلات التى تظهر أثناء قراءة النص، مثل كلمات ”عبر الأردن“ فى الفقرة الأولى من سفر التثنية، تقول الفقرة ”هذا هو الكلام الذى كلم به موسى جميع إسرائيل فى عبر الأردن“. فعندما يكتب شخص ما عبر الأردن فهو يشير بنفسه أنه موجود على الجانب الآخر من النهر أى فى أرض فلسطين غرب نهر الأردن، وهو يتحدث عن شىء ما حدث فى شرق نهر الأردن. ونحن نعرف أن أقدام موسى لم تطأ أبدًا أرض فلسطين».
                              18- وما قولك فى أقوال الرب غير الفصيح وأقواله المبهمة؟ هل هذا يثبت علمًا أو ذكاءً له؟
                              (6وَالْغُرُفَاتُ غُرْفَةٌ إِلَى غُرْفَةٍ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ مَرَّةً، وَدَخَلَتْ فِي الْحَائِطِ الَّذِي لِلْبَيْتِ لِلْغُرُفَاتِ حَوْلَهُ لِتَتَمَكَّنَ وَلاَ تَتَمَكَّنَ فِي حَائِطِ الْبَيْتِ. 7وَاتَّسَعَتِ الْغُرُفَاتُ وَأَحَاطَتْ صَاعِداً فَصَاعِداً، لأَنَّ مُحِيطَ الْبَيْتِ كَـانَ صَاعِداً فَصَاعِداً حَوْلَ الْبَيْتِ. لِذَلِكَ عَرْضُ الْبَيْتِ إِلَى فَوْقُ وَهَكَذَا مِنَ الأَسْفَلِ يُصْعَدُ إِلَى الأَعْلَى فِي الْوَسَطِ. 8وَرَأَيْتُ سَمْكَ الْبَيْتِ حَوَالَيْهِ. أُسُسُ الْغُرُفَاتِ قَصَبَةٌ تَامَّةٌ سِتُّ أَذْرُعٍ إِلَى الْمَفْصَلِ. 9عَرْضُ الْحَائِطِ الَّذِي لِلْغُرْفَةِ مِنْ خَارِجٍ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَمَا بَقِيَ فَفَسْحَةٌ لِغُرُفَاتِ الْبَيْتِ.) حزقيال 41: 6-9
                              هذه ترجمة الفاندايك البروتستانتية، التى تتمسك بها الكنيسة المصرية. فهل يفهم أحد معنى هذه الأقوال دون أن يقرأها فى تراجم أخرى؟
                              19- نصوص غير مفهومة، تخرج من فم الرب. فهل ذكرها بعد أن ثمل من الخمر ليلا؟ أم بعد أن استيقظ لا يستطيع التركيز من أثر ليلة أمس؟
                              وفى الحقيقة أنا لا أتطاول على الرب، ولكننى أحلل النص المقدس الذى يعزوه للرب: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65
                              فما غرض الرب الذكى منها؟ ولم تتغير الترجمة إلا فى ترجمة كتاب الحياة، الذى أتى بمفردات غير واردة فى نصوص المخطوطات.
                              (11تَحْبَلُونَ بِحَشِيشٍ تَلِدُونَ قَشِيشاً. نَفَسُكُمْ نَارٌ تَأْكُلُكُمْ. 12وَتَصِيرُ الشُّعُوبُ وَقُودَ كِلْسٍ أَشْوَاكاً مَقْطُوعَةً تُحْرَقُ بِالنَّارِ.) إشعياء 33: 11-12
                              ومن فشل القائمين على ترجمة الحياة استبدلوا الجملة رقم (33: 11) نهائيًا، وكتبوا شيئًا آخرًا مفهومًا، ونسبوه أيضًا للرب، فقالوا: (فَكُلُّ مَا بَذَلْتُمُوهُ مِنْ جَهْدٍ أَيُّهَا الأَشُورِيُّونَ لاَ جَدْوَى مِنْهُ كَالْحَشِيْشِ وَالتِّبْنِ وَصَارَتْ أَنْفَاسُكُمْ نَاراً تَلْتَهِمُكُمْ.)
                              وهذا اعتراف صريح بأن الجملة الأولى لا يمكن أن تكون من كلام الرب، واستعروا من نسبتها له، فغيروها، إنقاذًا لمنظر الرب أمام أتباع هذا الكتاب!!
                              (11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. 13أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.) كورنثوس الأولى 13: 11-13
                              (1لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ. 2لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ. 3لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ. 4لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضِّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ. 5لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلاِنْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ. 6لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ. 7لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. 8لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ. 9فَأَيُّ مَنْفَعَةٍ لِمَنْ يَتْعَبُ مِمَّا يَتْعَبُ بِهِ!) جامعة 3: 1-9
                              (30مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟ أَجِيبُونِي». 31فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا مِنَ السَّمَاءِ يَقُولُ: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ 32وَإِنْ قُلْنَا مِنَ النَّاسِ». فَخَافُوا الشَّعْبَ.) مرقس 11: 30-32 ، فأين جواب الشرط؟ ماذا سيحدث لو قالوا (وَإِنْ قُلْنَا مِنَ النَّاسِ)؟ هل نسى الرب؟ أم اعتمد على ذكاء القارىء؟
                              20- هل من باب الذكاء أو المحبة أن يأمر الرب نبيه حزقيال أن يأكل الخراء؟
                              وها هو الرب إله المحبة والعفو والذكاء يأمر نبيه حبيبه حزقيال بأكل الخراء، وعندما استجاب لاستعطافه خفف عليه الوطأة وسمح له أن يأكل خثى البقر.
                              يؤخذ فى الاعتبار أن حزقيال لم يعبد الأوثان!
                              ويؤخذ فى الاعتبار أن الرب قدم تيسًا سليمًا ثمينًا للشيطان عزازيل عن طريق هارون: (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: [هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ». 14فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً، وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ». 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12-15
                              ويمسك الخراء بيديه ويقذفه فى وجوه الكهنة: (3هَئَنَذَا أَنْتَهِرُ لَكُمُ الزَّرْعَ وَأَمُدُّ الْفَرْثَ عَلَى وُجُوهِكُمْ فَرْثَ أَعْيَادِكُمْ فَتُنْزَعُونَ مَعَهُ.) ملاخى 2: 3
                              وفى الترجمة العربية المشتركة: (ها أنا أمنَعُ عَنكُمُ الزَّرعَ وأرمي وجوهَكُم بالزِّبْلِ، زِبْلِ ذبائِحِ أعيادِكُم، وأُبعدُكُم عنِّي،) ملاخى 2: 3
                              وفى الترجمة الكاثوليكية: (هاءَنَذا أَقطعُ أَذرُعَكم وأَذْري الرَّوثَ على وُجوهِكم، رَوثَ أَعْيادِكم، ويُذهَبُ بِكم معَه، فتَعلَمونَ أَنِّي أَرسَلتُ إِلَيكُم بِهذه الوَصِيَّة، لِيَبْقى عَهْدي مع لاوي، قالَ رَبُّ القُوَّات.) ملاخى 2: 3
                              وفى كتاب الحياة: (هَا أَنَا أُعَاقِبُ أَوْلاَدَكُمْ، وَأَنْثُرُ رَوْثَ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا لِي عَلَى وُجُوهِكُمْ، ثُم يَطْرَحُونَكُمْ مَعَهَا خَارِجاً فَوْقَ الْقُمَامَةِ الدَّنِسَةِ.) ملاخى 2: 3
                              الرب إله المحبة يأمر بنى إسرائيل بأكل أبائهم وبناتهم وقت الضيق (53فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ لحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ.) تثنية 28: 53
                              ويقر المرأة بأكل أولادها ومشيمتها وقت الحصار (57بِمَشِيمَتِهَا الخَارِجَةِ مِنْ بَيْنِ رِجْليْهَا وَبِأَوْلادِهَا الذِينَ تَلِدُهُمْ لأَنَّهَا تَأْكُلُهُمْ سِرّاً فِي عَوَزِ كُلِّ شَيْءٍ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ فِي أَبْوَابِكَ.) تثنية 28: 57
                              21- ومن أخطاء الرب العلمية التى لا تشهد له بعلم:
                              وإذا أردنا أن نذكر شيئًا عن الأخطاء العلمية فى الكتاب المقدس فنقول إن الكتاب يذكر أن الرب نزل على ترع مصر يصفر للذباب والنحل، ومن المعروف علميًا أن الذباب ليس له جهاز سمعى، أى لا يسمع ((18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ) إشعياء 7: 18)، ويذكر أن طيورًا لها أربعة أرجل (لاويين 11: 20 ، 23)، ويعتقد أن الوبر والأرنب من الحيوانات المجترة (لاويين 11: 5)، وأن أبيمالك يزرع المدينة ملحًا (قضاة 9: 45)، وأن الذباب الميت يُخمِّر طيب العطَّار (جامعة 10: 1)، وأنه من الممكن أن يبنى النحل خلية العسل داخل جيفة الأسد (قضاة 14: 8)، وأن الماء الطبيعى له رائحة (أيوب 14: 9)، وأنه شرب الماء وحده مضر (المكابيين الثانى 15: 40 (ثم كما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضر، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء ...)) وغيرها الكثير.

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              مغلق: علوم الاجنة بواسطة Momen Abedi
                              ابتدأ بواسطة Momen Abedi, 12 ديس, 2021, 07:30 ص
                              ردود 5
                              138 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 1 ديس, 2021, 08:18 م
                              ردود 9
                              289 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة طالب علم مصري  
                              ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 13 يول, 2021, 12:17 ص
                              ردود 5
                              321 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Mohamed Karm
                              بواسطة Mohamed Karm
                               
                              ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 20 ماي, 2021, 11:43 م
                              رد 1
                              185 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Mohamed Karm
                              بواسطة Mohamed Karm
                               
                              ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 15 ماي, 2021, 02:16 ص
                              ردود 0
                              142 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Mohamed Karm
                              بواسطة Mohamed Karm
                               
                              يعمل...
                              X