رد: افيدونى فى هذا الموضوع رجاءا

الأخ الفاضل مسلم ولي الفخر والشرف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا المقال الذي قمتَ بنقله مطول جداً ، والأصل ألا ننقل مثل هذه المقالات من مواقعها المشبوهة كما هي ، لاسيما إن كانت طويلة بهذا الشكل ، كما أننا لا نضع روابط تلك المواقع لئلا نكون سبباً في تعريف الناس بها وبما فيها من باطل وكفريات ، فالمسلم منهي شرعاً عن الاطلاع على هذه المواقع كما لا يخفى عليك لما بها من ضرر على دينه ، فقد يُفتَن قلبه بها نظراً لقلة علمه بدينه أعاذنا الله من ذلك .

وأما الرد على المقال فستجده على هذين الرابطين الهامين :
360 مفصل آية للمؤمنين وطامة على الكافرين
بالروابط الأجنبية: الإعجاز فى حديث النبى الذى يقول ان مفاصل الانسان 360 مفصل (روعه)


فاطلع عليهما واقرأهما بروية ، فإن تبقى لديك شبهات عالقة فتفضل بطرحها بأسلوبك مختصرة قدر الإمكان .

رد: افيدونى فى هذا الموضوع رجاءا

الإعجاز العلمي في السنة النبوية: في جسم الإنسان 360 مفصلًا

رد: افيدونى فى هذا الموضوع رجاءا

جزاك الله خيرا اختى نصرة الاسلام اهم الاسئلة المتبقية هى :
1- هل كان الصينيين على علم بان عدد مفاصل الانسان 360 فى الحضارة الصينية لانى وجدت على الرابط دى النص بالصينية وترجمته بالانجليزى ان الكتاب ذكر معرفة الصينيين بعدد المفاصل دى الرابط بتاع الكتاب النص موجود اول لما تفتح لرابط https://books.google.com.eg/books?id...joints&f=false
هو رابط كتاب مش موقع مشبوه او كدة
2- هل تختلف عدد المفاصل من الرضع عن البالغين
3- هل هناك تعارض فى الحديث بين ذكر المفاصل فى اول الحديث وذكر السلاميات فى نهاية الحديث
وشكرا لحضراتكم

رد: افيدونى فى هذا الموضوع رجاءا

جزاك الله خيرا اخى محب المصطفى

رد: افيدونى : شبهة حول حديث 360 مفصل

هل كان الصينيين على علم ؟؟

الأفضل :

هل احتك الرسول صلى الله عليه وسلم بعلم الصينيين -بأدلة- ؟؟
لا

اذن دعهم يدورون حول انفسهم -فحتى لو كان ذلك في علوم الأمم السابقة فلن يضرنا شيئا- ،
لماذا نطالب انفسنا بما لم يطالبوا به انفسهم -الدليل والبرهان- ؟!! ..

القضية ليست قضية احتمالات بحته لأنها لن تنتهي
القضية قضية علم مثبت .

رد: افيدونى : شبهة حول حديث 360 مفصل

حسستوني إنوا الإنترنت و العم غوغل كانوا موجودين !

رد: افيدونى : شبهة حول حديث 360 مفصل

المشاركة الأصلية بواسطة نصير الدين مشاهدة المشاركة

حسستوني إنوا الإنترنت و العم غوغل كانوا موجودين !

النص موجود اول لما تفتح لرابط https://books.google.com.eg/books?id...joints&f=false

واول ما تدخل على معلومات الكتاب :
https://books.google.com.eg/books?id...gbs_navlinks_s

هتلقى النص ده :
This is the first complete English translation of Lüshi chunqiu,
compiled in 239 b. c. under the patronage of Lü Buwei

هذه اول ترجمة انجليزية كاملة للكتاب الفلاني اللى تاريخه ابصر ايه ... الخ

يعني حتى الانجليز نفسهم مشافوش الكتاب ده كامل الا لما الترجمة الحديثة دي نزلت لهم

والآخر جاي الأفندي صاحب الشبهة يقولك اصل الصينيين اكتشفوا قبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- !!!
ما يكتشفوا احنا مالنا هو الانسان كانسان يعني كان معندوش مفاصل قبل كدة مثلا !!
سبحان الله ،، الرسول -صلى الله عليه وسلم- مقالش انه صاحب الاختراع ده أبدا !!

كل اللى قاله انه اثبت المعلومة "الصحيحة" :
-اللى مكانش يعرفها تبقى له اعجاز واللى كان يعرفها
لازم يسأل نفسه هو عرفها منين فتكون برده اعجاز-
[غير كدة اللى عنده دليل يثبت اطلاع الرسول -صلى الله عليه وسلم- على مصادر اخرى]

وعلى فكرة البيه كدة اثبت انهم حمير في حضارته برده بالكتاب ده لأنهم موصلوش للاكتشاف ده
الا متأخر هما كمان فمش نصاحة يعني ولا حاجة ،، واحنا بنشكره على كدة ..

رد: افيدونى : شبهة حول حديث 360 مفصل

هل تختلف عدد المفاصل من الرضع عن البالغين ؟

كيف !!!

هل هناك تعارض فى الحديث بين ذكر المفاصل فى اول الحديث وذكر السلاميات فى نهاية الحديث؟

لا اعلم نص الحديث الذي تريد الحديث عنه تحديدا ولكن ان كنت تتكلم عن هذا النص :
"ونهي عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة سلامي"

فإنه لا يوجد تعارض ان شاء الله ..

من حديث آخر نص "كل سلامى عليه صدقة" :

- فكلمة سلامى يقصد بها العظم كمعنى
- وكل سلامى عليه صدقة اى عظام عقلات الاصابع فقصد التسبيح والذكر ونحو ذلك واهميته


فنحن اعلاه لا نتكلم عن 360 "عظم" بالطبع وانما نتكلم عن 360 "مفصل" والفارق واضح كالشمس طبعا ..

هل تريد شيء آخر يا اخي الكريم ؟؟

رد: افيدونى : شبهة حول حديث 360 مفصل

الإعجازُ لمْ يَكن في مُجرَّدِ إخبارِ الرسولِ بعَدَدِ المَفاصلِ، وَلكنَّ الإعجازَ الحقيقيَّ في ذاتِ الرسولِ الذي أخبرَ بهَذا، وَللتوضيحِ أقولُ:

طالما أخبرَ المُصطفى صلى اللهُ عليهِ وَسلَّم بجميعِ أنواعِ الغيوبِ مِنْ مَاضيَةٍ وَمُستقبلةٍ وَحاضِرَةٍ، فأمَّا الماضيَةُ فكإخبارِهِ بأخبارِ الأنبياءِ السابقين وَالأمَمِ السابقةِ، وَأمَّا المُستقبلةُ فكإخبارِهِ بعلاماتِ الساعَةِ وَأحداثِ القيامَةِ وَانتصارِ الرومِ وَفتحِ مَكَّة، وأما الحاضِرَة فكإخبارِهِ عَنْ عَدَدِ المَفاصلِ وَمراحل الأجنَّةِ وَحركةِ الشمسِ وَالقمرِ وَهلاكِ كِسرى وَموتِ النجاشيِّ.

وأيُّ خبرٍ غيبي إمَّا أنْ يكونَ مِنَ الغيبِ المُطلقِ الذي لا يَعلمُهُ أحَدٌ مِنَ النَّاسِ كعلمِ الساعَةِ، وَهذا مالم يدَّعِ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسلَّم العِلمَ بهِ يوما مِنَ الأيامِ، بلْ الآياتُ وَالأحاديثُ مُستفيضةٌ عنْهُ في هَذا الإنكارِ الجازِمِ، وَيكفي في هَذا المَقامِ الاستشهادُ على هذه الحقيقة بهذه الآيةِ العظيمَةِ التي أثبتتها واستدلت عليها بحُجَّة عَقليَّةٍ بسيطةٍ وَدامِغَةٍ، وَهي قولُ اللهِ تعالى {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)} (الأعراف).

وإمَّا أنْ يكونَ المُخبرُ عَنْهُ مِنَ الغيبِ النسبيِّ الذي يَعلمُهُ واحدٌ دونَ واحِدٍ أو يعلمُهُ نفسُ الواحِدِ في حالٍ دونَ حالٍ، وَهذا هوَ مَحلُّ الكلامِ وَموضوعُه.

والمُخبرونَ بهذا النوعِ مِنَ المُغيَّباتِ كثيرونَ، فعلماءُ الكونيَّاتِ يُخبروننا عَنْ المُغيَّباتِ مِنَ الكونِ، وَعُلماءُ الأرْصادِ يُخبروننا عَنْ المُغيَّبِ مِنَ المَناخِ، وَالسحرَةُ يُخبروننا عَنْ المُغيَّبِ مِنَ الجنِّ، وَالكهَّانُ يُخبروننا عَنْ المُغيَّبِ مِنَ المُستقبلِ، وَعُلماءُ التاريخِ يُخبروننا عَنْ المُغيَّبِ مِنَ الماضي، وَهكذا إلى آخرِ أنواعِ المُغيَّباتِ - بلْ إنَّهُ حتَّى مُذيعوا الأخبارِ يُخبروننا عَنْ المُغيَّبِ مِنَ هَذِهِ الأخبارِ - وَهُنا نُلاحِظ أمورَ:

أوَّلا: أنَّ لكلِّ نوعٍ مِنَ المُغيباتِ مُتخصِّصٌ يَختصُّ بالإخبارِ عَنْ هَذا النوعِ دون غيرِهِ، بلْ إنَّهُ حتَّى السحرَةُ وَالكهَّانُ وَالعرافون لا يَتجاوزون حدودَهُم وَلا تخصصاتِهِم فيما يقومونَ بهِ رغمَ أنَّ غالبَ ما يقومونَ بهِ دجَلٌ وَتخريفٌ إلا أنَّ لهُم حدودا لا يَتعدونها، فلم نجدْ بعدُ في التاريخِ مَنْ تكلَّم في جميع أنواعِ المُغيَّباتِ دونَ اختصاصٍ بنوعٍ خلا الأنبياءِ، وَلم يَثبُت النقلُ عَنْ أحدٍ مِنْهُم خلا رسولِ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم.

ثانيا: أنَّ لكلِّ إخبارٍ غيبيٍّ سببٌ، فعالمُ الرياضيَّاتِ يُخبرُ بالغيبِ الذي أدلتْ لهُ بهِ قوانينُ الرياضياتِ وَعالمُ الفلكِ يُخبرُ بالغيبِ الذي أدلى لهُ بهِ مجهرهُ وَخرائطهُ وَالساحرُ يُخبرُ بالغيبِ الذي أدلى لهُ بهِ قرينُهُ مِنَ الجنِّ، وَالمُذيعُ يُخبرُ بالغيبِ الذي أدلى لهُ بهِ مُراسلُه ... وهلم جرا، وأمَّا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّم فرُبَّما أخبرَ بالمُغيَّبِ ذاكرا السببَ الذي أدلى لهُ بمَعرِفتِهِ كما حديثِ الجَسَّاسَةِ وَغيرِهِ إذ يَقولُ "أخبرني فلانٌ" أو أنْ يُصرِّحَ بأنَّ مَصدرَ مَعرِفته بهذا المُغيَّبِ هوَ الوحيُ الأمينُ عَنْ ربِّ العالمينَ كما في إخبارِهِ عَنْ استشهادِ أمراءِ الجيشِ في مؤتَة، وَهذا هوَ مَوضِعُ البحثِ وَعليهِ الكلامُ.

ثالثا: أنَّ جميعَ هَذِهِ الأخبار الغيبيَّة تتأرجَحُ بينَ الصدْقِ وَالكذبِ حتَّى يَظهرَ صدْقُها أو كذبُها وكثيرا ما يَظهرُ كذبها حقيقةً، بلْ إنَّهُ حتَّى العِلمُ الحديثُ القائمُ على التجربَةِ كثيرا ما يُخطئ في إخبارِهِ عَنْ المُغيَّباتِ وَيعودُ هوَ نفسُهُ ليُصحِّحَ الخطأ وَيستدرِكَ ما فاتَ، كذلكَ السحرَةُ غالبُ أخبارِهِم هذيانٌ وَدجلٌ، وكذلك العرافون وَالكُهَّانُ وَالمُنجِّمونَ حتَّى أنَّ العظيمَ فيهِم مَنْ يَصدِفُ فيصدُقُ، وَعلى هَذا جميعُ الأخبارِ مِنْ جميعِ النَّاسِ .. وَحتَّى يومِنا هذا لمْ يَستطعْ أحدٌ مِنَ الإنسِ أو الجنِّ إثباتَ كذبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّم في خبرٍ واحِدٍ مِنَ الأخبارِ التي زعمَ أخذها عَنْ الوحي، رغمَ ما عُلِمَ عَنْهُ مِنْ أميَّتِهِ وَبساطتِهِ وعدَمِ خلطتِهِ بأحدٍ مِمَّن يَعرِفُ هَذِهِ الأشياءَ، بلْ رغمَ ما نُقِلَ عَنْهُ مِمَّا لا يُمكِنُ حَصرُهُ إلا بكلفَةٍ مِنَ هَذِهِ الأخبارِ، بلْ رغمَ ما عُلِمَ عَنْ هَذِهِ الأخبارَ مِنْ انتشارِها وَتشعُّبِها في جميعِ أنواعِ المُغيَّباتِ مِنْ حاضرَةٍ وَماضيَةٍ وَمُستقبَلةٍ. أقولُ لمْ يَستطع واحِدٌ مِنْ إنْسٍ أو جنٍّ إثباتَ كذبِهِ في خبرٍ واحِدٍ صحَّ نقلُهُ عَنْهُ وَصحَّ تأويلُهُ لهُ وَزعمَ هوَ أنَّهُ مِمَّا أدلى لهُ بهِ الوَحيُ الأمينُ .. بلْ غايَةُ ما فَعلهُ هؤلاءِ هوَ الاشتباهُ على بعضِ أخبارِهِ بالتأليفِ وَالاختراعِ وَأحلامِ السفهاءِ ليستطيعوا القولَ أنَّهُ ربَّما يكونُ لهُ سبَبٌ في مَعرِفتِهِ بالمُغيَّبِ غيرَ السببِ الذي يزعمُ، أو أنَّهُ ربَّما يكونُ قدْ قصدَ بالخبرِ شيئا غيرَ الذي فهمناه إلى آخرِ ذلِكَ مِمَّا يشتبهونَهُ على الأخبارِ النبويَّةِ دونَ أنْ يُقيموا على شبهاتِهِم دليلا وَاحِدا وَلا شبْهَ ذليلٍ بلْ يَكتفونَ بالدعاوى المُفتقرَةِ إلى الدليلِ كما زعموا هُنا أنَّ الإخبارَ عَنْ عدَدِ مَفاصلِ جسْمِ الإنْسانِ مَنقولٌ عَنْ الصينيين دونَ أنْ يُقيموا دليلا وَلا شبْهَ دليلٍ على هَذا النقلِ بلْ يَكتفونَ بدعواهُم أنَّ الصينيين كانوا يَعرفون هَذا الأمْرَ !!

وَنحنُ نقولُ لهُم، هَذِهِ الأخبارُ عَنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّم التي صحَّ سندُها وَمَتْنُها وَتأويلُها بينَ يديكُم تُقلِّبونَها ليلا وَنهارا وَقلوبُكم مُحترِقَةٌ عَلى صاحِبها غيظا وَكمدا وَكرها وَغلا وأنتُم أشدُّ النَّاسِ حِرصا على تكذيبِهِ وأعلاهم صوتا بتسفيهِهِ وأجْهلُهُم عِلما بتعليمِهِ، نقولُ لهُم: لا نُريدُ مِنْكُم غيرَ خبرٍ واحِدٍ ثبتَ سندُهُ وَمَتْنُهُ وَصحَّ تأويلُهُ تُثبتونَ كذبَهُ بدليلٍ ظاهِرٍ بيِّنٍ قاطِعٍ لا مُحاجَّة فيهِ وَلا يَفتقرُ في ذاتِهِ لدليلٍ، فإنْ أثبتم كذبه في خبرٍ واحِدٍ عَنْ اللهِ فقدْ أسقطتُم نبوَّتَهُ وأثبتُّم كذبهُ في قولِهِ إنَّهُ رسولُ اللهِ، فإنْ أنْتُم عَجَزْتُم عَنْ ذلِكَ بكلِّ معارِفكم وَعلومِكُم وَبكلِّ غيظكم وكمدكم وَبكلِّ دأبكم وَمُثابرَتِكُم وقدْ استفاضتْ تلكَ الأخبارُ عَنْهُ حتَّى فاضتْ وكان مِنْ حالِهِ ما علِمْتُم مِنَ أميَّتِهِ وانكفاءِهِ على حالِهِ واشتغالهِ بنفسِهِ وما علمتموه مِنْ حالِ قومِهِ مِنْ جهلٍ وَبدويَّةٍ وَأميَّةٍ وَخشونَةٍ وَعصبيَّةٍ، فإنَّ عَجْزَكم مَعَ كلِّ ذلِكَ عَنْ خبرٍ واحِدٍ مِنْ أخبارِهِ في أيِّ ميدانٍ أو تخصُّصٍ لهوَ حُجَّةٌ لنا عليكُم وَعلى غيرِكم على صِدْقِهِ وَإعجازِ خبرِه، كما كانَ عَجْزُ قُريشٍ عَنْ مُعارَضةِ ما جاءَ بهِ مِنَ الذكرِ الحكيمِ حُجَّة عليهِم وَعلى غيرِهِم إلى يومِ القيامَةِ، وَمازالَ النَّاسُ جَميعا يُخبرونَ بالمُغيَّباتِ فَيصدقونَ وَيكذبونَ وَيُعلمُ صِدْقُهُم مِنْ كذبِهِم خلا رسول اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسلَّم.

ثمَّ الكلامُ عَنْ السبَبِ الذي أدلى لهُ بهَذِهِ المُغيَّباتِ، فإنَّ المُتتبِّعَ لسيرَةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّم كا يجدُهُ في غايَةِ الأمانَةِ في النقلِ فإذا حدَّث حديثا عَنْ فُلانٍ أو عِلانٍ أخبرَ أنَّه حدَّثَهُ فُلانٌ وإذا عَلِمَ شيئا بواسطةٍ ما تكلَّف إظهارَ هَذِهِ الواسطة للنَّاسِ كما ذكرَ لهُم حِلفا حَضرَهُ في الجاهليَّةِ وكما أخبرَهُم بحديثِ الجسَّاسةِ، ثمَّ نجدُهُ في سائر أخبارِهِ لا يَنسُبُ لنفسِهِ عِلمَ شئ مِنْها إلا ما كانَ اجتِهادا مِنْهُ كما في تأبيرِ النخلِ بلْ قدْ يأتي في القرآنِ لومُهُ على ما أخطأ فيهِ اجتهادا كما في أسارى بدرٍ وزيدٍ وزينبَ وابنِ أمِّ مكتومٍ وَغيرِهم كثير، وَهوَ في هَذا صريحٌ مَعَ النَّاسِ في أنَّهُ واحدٌ مِنَ النَّاسِ يجري عليهِ ما يجري على النَّاسِ فيُصيبُ وَيُخطئُ بأبي هوَ وأمِّي صلى اللهُ عليهِ وَسلَّم، ثمَّ سائر أخبارِهِ نقلٌ عَنْ الوحي الأمينِ عَنْ ربِّ العالمينَ لمْ يدَّعِ لنفْسِهِ عِلمَ شئ مِنْها إلا أنَّهُ ناقِلٌ عَنْ غيرِهِ عَنْ ربِّ العِزَّةِ.

وَالكلامُ على هَذِهِ المُغيَّباتِ التي ادَّعى أخذها عَنْ ربِّ العِزَّةِ أصادِقٌ في نسبَتِهِا إلى ربِّ العزَّةِ في نقاط

أوَّلا: أنَّهُ بأبي هوَ وأمِّي لم يدَّعِ عِلمَ شئ مِنْ ذلِكَ وأنَّهُ ادَّعى النقلَ عَنْ غيرِهِ وَاكتفى بهذا طولَ حياتِهِ وَطالما أخبرَ أنَّهُ بشرٌ رسولٌ لا عِلمَ لهُ إلا ما علَّمَهُ اللهُ إيَّاه، وَقدْ عَلِمْنا أنَّ مِثلَ هَذا ليسَ بكاذبٍ، فإنَّهُ لو كانَ كاذبا لطمَعَتْ نفسُهُ في نيلِ الثناءِ على ما تدعيهِ وَتُخبرُ بهِ مِنَ المُغيَّباتِ !

ثانيا: أنَّهُ لمْ يَنسُبْ لنفْسِهِ وَلا لخالِقِهِ خبرا أخبرَهُ بهِ واحِدٌ مِنَ النَّاسِ بلْ بلغَ مِنْ أمانَتِهِ في النقلِ وَالعَزوِ أنْ لم يَستطعْ واحِدٌ مِنْ أعدائهِ أنْ يُمْسِكَ عليهِ شيئا مِنْ ذلِكَ، وَقدْ عَلِمْنا أنَّ مِثلَ هَذا ليسَ بكاذبٍ، فإنَّهُ لو كانَ كاذبا لطمَعَتْ نفسُه في نسبِ هَذِهِ الأخبارِ لها وإنكارِ سبَبِها !

ثالثا: أنَّهُ لمْ يُجب يوما سؤالا مِنْ أحدٍ مِنَ النَّاسِ عمَّا لمْ يأتِهِ خبرُهُ مِنَ المُغيَّباتِ، بلْ كانَ يترقَّبُ مَجئ الوحي فإمَّا أنْ يأتي بالخبرِ أو لا يأتي بهِ، وَهوَ في كلِّ هَذا أمينٌ أشدَّ الأمانَةِ متواضِعٌ غايَة التواضُعِ، فقدْ تراهُ يَنتظرُ الوَحي أياما طويلة في حادِثَةِ الإفْكِ في عِرْضِهِ وَعِرضِ امرأتِهِ وَصاحبِهِ وَتابِعِهِ، وَقدْ تراهُ يَنتظرُ الوحيَ أيَّاما في بدءِ دعوتِهِ وَأعداؤهُ يَهزأون بهِ وَيقولون "نرى ربَّك قدْ قلاك"، ثمَّ قدْ تراهُ وَهوَ يُبلِّغُ عَنْ الوَحي رَفْضَهُ الإجابَة عَنْ شئ مِمَّا سُئِلَ كما في {يسألونَك عَنْ الساعَةِ} وَكما في {وَيسألونَك عَنْ الروحِ}، وَقدْ عَلِمْنا أنَّ مِثلَ هَذا ليسَ بكاذبٍ، فإنَّهُ لو كانَ كاذبا لجبنت نفْسُهُ عَنْ الانتِظارِ وَعدَمِ الإجابَةِ مَعَ عِلمِهِ بأنَّ الانتظارَ كعدَمِهِ لأنَّهُ هوَ مَنْ سيأتي في جميعِ الأحوالِ بالبيانِ !

رابعا: قدْ عَلِمنا عَنْهُ ما شهدَ لهُ بهِ أعداؤهُ وأصحابُهُ جميعا مِنْ صِدْقِهِ وأمانَتِهِ على طولِ مُكثِهِ بينَهُم وَهُم الأعلى بهِ عينا والأعلمُ بهِ شأنا، وَهَذِهِ شهادَةٌ لا يُنكِرُها إلا جاحِدٌ، وَقدْ عَلِمْنا أنَّ مِثلَ هَذا ليسَ بكاذبٍ، فإنَّهُ لو كانَ كاذبا لعُرِفَ ذلِكَ عَنْهُ مِنْ جِهَةِ قرابَتِهِ إن لمْ يَكونوا متواطئينَ عَنْهُ فضلا عَنْ أنْ يكونوا مُعادينَ لهُ !

خامِسا: قدْ عَلِمْنا ما عَجَزَ عَنْهُ أعداؤهُ مِنْ إثباتِ كذبِهِ في شئ مِمَّا أخبرَ بهِ عَنْ اللهِ، وَقدْ عَلِمْنا أنَّ مِثلَ هَذا ليسَ بكاذبٍ، فإنَّهُ لو كانَ كاذبا لكانَ يَسهلُ إثباتُ كذبِهِ في أكثر ما يُخبرُ بهِ مِنَ المُغيَّباتِ فضلا عَنْ سهولةِ إثباتِ كذبِهِ في بعضِها أو في شئ مِنْها !!

سادِسا: أنَّنا قدْ عَلِمْنا انقطاعَ السببِ الذي يُدلي إليهِ بهذِهِ الأخبارَ مِنْ جهَةِ المَخلوقين، فقدْ عَلِمنا حالَهُ وَحالَ قومِهِ، فحالهُ أنَّهُ أميٌّ يتيمٌ فقيرٌ كانَ يرعى الغنمَ ثمَّ اشتغل في التجارَةِ إلى أنْ تزوَّجَ امرأة ذاتَ مالٍ وَحَسَبٍ فاختلى بنفْسِهِ، فكانَ يترقَّى في حياتِهِ اختلاءٍ لاختلاءٍ إلى أنْ جاءَهُ الوَحيُ فخرجَ على النَّاسِ صارِخا فيهِم "إني نذيرٌ لكم بينَ يدي عذاب شديد"، فلمْ يُعلَم عَنْهُ قبْلَ الأرْبعينَ خِلطة بأحَدٍ مِنَ الأمَمِ أو مَعرِفة بلسانٍ أعجميٍّ أو حتَّى قدرَةٌ على قِراءَةِ كِتابٍ بلسانِهِ العربيِّ !! كما لمْ يُعلم عَنْهُ قبْلَ الأربعينَ سعيٌ إلى زعامَةٍ أو شُهرَةٍ أو مالٍ أو علمٍ بأحوالِ الأمَمِ السابقةِ وَالحاضرَةِ بلْ كانَ يَنتقلُ في طيَّاتِ عُمرِهِ انتقالَ المُستخفي المُستكفي تحتَ جُنح الظلامِ وَلسانُ حالهِ "مالي وَالدنيا، إنَّما مثلي والدنيا كراكب مرَّ بشجرَةٍ فاستظلَّ بظلِّها ثمَّ راح وتركها" أو كما قالَ بأبي هوَ وأميِّ، وَكانَ حالهُ كما حكى عَنهُ القرآنُ بقولِهِ {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45)وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)} (القصص)، فنفى عَنه المعرِفة بالمُعايَنة وَبالواسطةِ وذكَّرَ بحالِهِ وَحالِ قومِهِ، وَقدْ عَلِمْنا أنَّ مِثلَ هَذا ليسَ بكاذبٍ، فإنَّهُ لو كانَ كاذبا لكانَ لهُ ما يُعينُهُ على كذبِهِ !!

سابعا: أنَّه قدْ تواترتْ عَنْهُ الأخبارُ أنَّه ادَّعى أنَّهُ رسولُ اللهِ، وَمَنْ يدَّعي الرسالة مِنَ اللهِ وأنَّ اللهَ بلَّغَهُ وأمرَهُ وَنهاهُ إنْ كانَ كاذبا كانَ حقًّا على اللهِ أنْ يُظهِرَ كذبَهُ فيما أخبرَ ليُعلمَ كذبُهُ فيما ادَّعى، وَهذا ثابتٌ بالعَقلِ الصحيحِ وَالنظرِ السليمِ والوحي الأمينِ وَمَعلومٌ بالمُشاهَدَةِ وَتتبُّعِ أحوالِ الأنبياءِ الكذبَةِ، فإنَّ هؤلاءِ لمْ يدَعْ ربُّنا واحِدا مِنْهُم إلا أثبَتَ كذبَهُ وَدجلهُ ثمَّ دحرَهُ وَقطعَ دبرَهُ لئلا يُفتتنَ بهِ الصالحونَ وَلا يضلَّ بهِ المؤمنونَ، فما كانَ اللهُ تعالى ليُظهِرَ كذبَهُ في كلِّ ما أخبرَ بهِ في حياتِهِ وَبعدَ موتِهِ وَفي عَصرِهِ وَكلِّ العصورِ بعدَهُ، وَمازالَت العُصورُ تترى مِنْ عصرِ النبوَّةِ وَفي كلِّ عصْرٍ يَظهرُ مِنَ الأنباءِ ما يُصدِّقُهُ وَيخسأُ مِنَ السفهاءِ مَنْ يُكذِّبُه، فضلا عَمَّا عُلِمَ مِنَ انتصارِهِ على مَنْ يليه مِنْ أعدائهِ وَانتصارِ أمَّتِهِ مِنْ بعدِهِ على مَنْ يليهِم مِنَ الأمَمِ وَظهورِ دينِهِ على ما يليهِ مِنَ الأديانِ بالحُجَّةِ والبرهانِ وَالسيفِ والسنانِ وَاليدِّ وَاللسانِ، على ما في هؤلاءِ مِنْ ضعفٍ وخورٍ وَعجزٍ واتضاعٍ لم يظهرْ فيهِم بلْ في عقبهِم مِنْ بعدِهِم الذينَ خلَّفوا دينهُم خلفهم وهجروا كتابهم وراءَ ظهورِهِم وَتنكروا لنبيِّهِم وَشرْعَتِهِ وَسنَّتِهِ فعادوا سيرَتَهُم الأولى قبْلَ مَبْعَثِهِ مِنَ الضعفِ وَالهوانِ وَالذلِّ وَالانكسارِ، وَتداعَتْ عليهِم الأمَمُ كما تتداعى الأكلة إلى قصْعَتِها فساموهُم الذلَّ وَالهوانَ فلمْ تنشط فيهِم غيرَةُ أسلافِهِم بل أخذوا بأذنابِ أسيادِهِم وأخرجوا كالكلابِ ألسنتهم وأحنوا كالحميرِ رؤوسهم وَسلكوا في ذلكَ مَسلك الأمَمِ قبْلهُم، فعُلمَ مِنْ ذلِكَ أنَّ ظهورَهُ وَظهورَ الصالحينَ مِنْ أمَّتِهِ لم يكُن لعَظمَةٍ فيهِم لم تَكنْ لغيرِهِم وَلا لعلمٍ عِندَهُم لمْ يَكن عِندَ غيرِهِم بلْ كانَ ظهورُهُم ظهورَ نصرٍ وَتأييدٍ مِنَ اللهِ تعالى لهُم الذي تكفَّلَ بحفظِ دينِهِ وَلم يَتكلَّف بحِفظِهِم، بلْ كانَ حِفظُهُم مِنْ حِفظِ الدينِ، فإنْ حفظوه حُفِظوا وإنْ تركوهُ تُرِكوا، وَهذا التأييدُ وَهذهِ الظهوراتُ بشتى أنواعِها ما كانت ليتأيَّد بها كاذبٌ على اللهِ.

فهذا قليلٌ مِنْ كثيرٍ وَغيضٌ مِنْ فيضٍ مِمَّا تَسقطُ بهِ أحلامُ السفهاءِ وَتقومُ بهِ دعوى الأتقياءِ، واللهُ تعالى أعلى وأعلمُ.

رد: افيدونى : شبهة حول حديث 360 مفصل

مبدأياً أخي الكريم يجب أن تعلم أن:

الشبهات بالإعجاز العلمي على النت تتطور في ذات الشبهة
فحينما لا يجدون سبيلاً إلى أن يثبتوا أن الأمر ساقط علمياً
يتطور الحديث عنه بأن الإعجاز من أقوال السابقين

وفي كلتا الحالتين الشبهة منتهية
لأن الحالة الثانية التي يصلون لها تنفي وتنهي الشبهة بالأساس

فحينما تجد القول بأن هذا لا إعجاز فيه لأنه من أقوال السابقين فاعلم أنهم فشلوا في إسقاطه علمياً

وللحق إنه لو كان من أقوال السابقين فعليهم إثبات أمرين:

1. وجودها في كتب السابقين "مخطوطة" ترجع إلى عصر ما قبل عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
2. إلتقاء الرسول صلى الله عليه وسلم بهؤلاء القوم ومعرفة لغتهم والنقل عنهم

بارك الله فيكم وهدانا إلى سواء السبيل