صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب

    صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب

    نشأنا منذ نعومة أظافرنا وتعلمنا فى المدارس، وآمنا بواقع نشر المسلمين للإسلام، وقيام الرسول صلى الله عليه وسلم بغزوات وحروب ضد من حاولوا الوقوف ضد انتشار كتاب الله وتعاليمه، فملكوت الله ، أى شريعته ، لا بد أن تُحكَّم فى عباده، فهو الحاكم الحقيقى والمالك الأوحد للأرض ومن عليها وما بها وما عليها. لكننا لم نسمع عن أناس حاربوا وقتلوا من أجل عدم انتشار دينهم وكتابهم الذى يقدسونه.
    فهل سمعت عزيزى القارىء عن قانون يمنع نشر كتاب الرب ، والأغرب من ذلك أنه يصدر من الهيئة الدينية المناط بها تعليم هذا الكتاب ونشره؟
    هل سمعت بإعدام من ينشر كتاب الرب؟
    وهل سمعت عن تحريم طبع ونشر كلام الرب؟
    وإذا كان هذا قد حدث ، ففكر معى عن السبب فى ذلك!
    فهل ليأخذ رجال الكهنوت وقتهم وراحتهم فى تحريف كلام الرب؟ ربما.
    هل ليكون رجال الكهنوت هم فقط الذين يهيمنون على فهم كلام الرب، وما عداهم فهو جاهل ، لا يليق به أن يفسر أو يفهم لأنه غير مؤهل ليكون عنده الروح القدس المناطة بالتعليم والتوعية والإفهام؟ ربما.
    هل بسبب جهل رجال الكهنوت وعدم رغبتهم فى أن يفاجئهم أحد رعاياهم بسؤال من الكتاب أو بمعنى لا يعرفونها ، فيفتضح أمرهم أمام رعاياهم؟ ربما.
    هل اكتشف رجال الكهنوت مبكرًا أخطاء وتناقضات فى الكتاب وأرادوا كتمانها عن شعوبهم؟ ربما.
    هل تحرَّج رجال الكهنوت من أخلاقيات أنبيائهم الزناة أو الفجَّار أو الكفار، وخشوا على أخلاقيات شعوبهم من تقليدهم أو الإقتداء بهم؟ ربما.
    إن الصراع الذى سنقرأه حول عدم موافقة الكنيسة الأرثوذكسية على ترجمة الكتاب الذى يقدسونه إلى اللغة اليونانية الحديثة، التى يفهمها الناس ويتعاملون بها، ليثير العجب ، ويطرح التساؤل يليه التساؤل: كيف نرى اليوم الكنيسة تتفاخر بعدد اللغات التى ترجم إليها الكتاب الذى يقدسونه، فى الوقت الذى كانت تحرم فيه قراءة العوام أو المثقفين لهذا الكتاب؟
    فإذا كانت تمنع ترجمة الكتاب وقراءته عن عقيدة ، فما الذى غير عقيدتها فى هذا الشأن؟
    أليس هؤلاء هم آباء الكنيسة التى أخذت عنهم التقليد؟ فإذا كانوا معرضين للخطأ فلماذا لا تكون هناك أخطاء أخرى من جانبهم دخلت الدين أو الكتاب نفسه كما تعترف مقدمة الكتاب المقدس للآباء ******يين من وجود أخطاء للنسخ ، وأخطاء أخرى تتعلق بالعقيدة حدثت عن عمد ، وأخطاء تعمَّد فيها الكاتب أو طائفته من إضافة جملة ما ليُأيِّد بذلك ن عقيدته مستمدة من الكتاب الذى يقدسه.
    تقول مقدمة الكتاب المقدس للآباء ******يين ص12-13: ”ليس فى هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه ، بل هى كلها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التى خطتها يد المؤلف نفسه أو أملاها إملاءً. .. .. .. إن نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست كلها واحدة بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية ، ولكن عددها كثير جداً على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو والألفاظ أو ترتيب الكلام ، ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها. .. .. .. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه. يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً ، عن حُسن نية ، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً. ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ. ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصَّاً يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.
    ومن هؤلاء الكتبة متَّى الذى استشهد بنصوص غير موجودة أو موجودة فى كتاب غير الذى ذكره: استشهاد متى 2: 23 (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».)، وهذا النص غير موجود بالمرة ، لسبب بسيط وهو أن هذه المدينة الناصرة لم تظهر فى التاريخ إلا فى القرن الرابع الميلادى.
    فقال فيها التفسير التطبيقى للكتاب المقدس ص 1871: (لا يسجل العهد القديم بصورة محددة هذه العبارة “سيدعى ناصرياً” ، ومع هذا فكثير من العلماء يعتقدون أن متى كان يشير إلى نبوة غير مدونة فى الكتاب.) وعلى هذا الأمر يرد Barnes فى تعليقه على هذا النص من موقع e-Sword أن هذا الكلام غير مقنع.
    وتقول الترجمة ******ية ص 40: (يصعب علينا أن نعرف بدقة ما هو النص الذى يستند إليه متى .. ..)
    أما بالنسبة لعلم الآثار فهو لا يعترف بوجود مثل هذه القرية الإنجيلية فى زمن بعثة المسيح عيسى ابن مريم . فهى لم تُذكر قط فى العهد القديم ، على الرغم من أن سفر يشوع 19: 10-16 قد ذكر اثنى عشر مدينة ، وستة قرى من نصيب سبط زوبولون ، ومع ذلك فلم يعرف شيئاً عن الناصرة، التى ينبغى أن تكون واقعة ضمن نصيب سبط زوبولون ، وليس لها وجود أيضاً فى كتابات الربانيين.
    كما لم تظهر فى كتابات من كتبوا عن تاريخ وجغرافيا فلسطين حتى القرن الرابع الميلادى. فلم يذكرها كل من فيلو الفيلسوف اليهودى السكندرى ، كما لم يعرف عنها شيئاً المؤرخ اليهودى يوسيفوس ، فتجده يذكر الكثير عن الجليل (900 ميلاً مربعاً) ، إلا أنه لا يعرف شيئاً عن هذه المدينة. فقد ذكر 45 مدينة وقرية فى الجليل من المدن والقرى الهامة وغير الهامة فى كتابيه “الحروب اليهودية” و“تاريخ اليهود”. كذلك تجده يذكر قرية يافا الواقعة جنوب الناصرة على بعد ميل واحد من الجنوب الغربى ، والتى عاش هو نفسه فيها.
    وجدير بالذكر أن هذين المؤرخين عاصرا زمن عيسى .
    كما لا نجد لها وجوداً فى كل رسائل بولس ، وباقى كتب العهد الجديد التى كتبت قبل زمن تدوين الأناجيل.
    ولم يعرف التلمود عنها شيئاً ، على الرغم من أنه ذكر 63 مدينة فى الجليل. كذلك لم يظهر اسمها فى أدب الربانيين. فتجد أن رسائل الربانى Sollys قد ذكرت يسوع 221 مرة ، ولم تذكر الناصرة مرة واحدة.
    كذلك لم يعرفها أحد من المؤرخين القدماء أو الجغرافيين ، ولم يرد ذكرها إلا ابتداءً من القرن الرابع الميلادى.
    كذلك تقول المواقع المذكورة أدناه إن مدينة الناصرة تقع على الشاطىء الغربى لبحيرة طبرية. بينما كان يعيش عيسى  فى مدينة أخرى شرق بحيرة طبرية. ونلمس ذلك على سبيل المثال من قول متى: (34فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ) متى 14: 34 ومثله (مرقس 6: 53). ومعلوم أن جنيسارت تقع غربى البحيرة ، وهذا معناه أن بلدته تقع شرق البحيرة. حيث مرتفعات الجولان.
    يقول لوقا: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ .. .. .. .. 14وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ.) لوقا 4: 1 ، 14.
    ومعنى هذا أنه كان يسكن بالقرب من شاطىء بحيرة طبرية.
    إضافة إلى ذلك حاول القوم قذفه من أعلى أحد الجبال هناك: (28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. 30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.) لوقا 4: 28-30
    وهاتان العلامتان لاتتوفران فى مدينة الناصرة (كما يقول العميد مهندس جمال الدين شرقاوى فى رائعته “معالم أساسية”) ، إذ أن المسافة بينها وبين شاطىء البحيرة لا تقل عن مسيرة يومين صعوداً وهبوطاً للمرتفعات ، التى يجتازها القادم من الناصرة إلى البحيرة. كما أن الأناجيل تذكر لنا صراحة أن المسيح  بعد تعميده على يد المعمدان عاد إلى الجليل وسكن فى بلدة كفر ناحوم (متى 4: 13 ؛ مرقس 2: 1 ، 9: 33) وفى (متى 9: 1) يُذكر أن اسم بلدة يسوع هى كفر ناحوم قريبة من شاطىء البحيرة ، وتقع فى منطقة جبلية أيضاً ، ولكنها غربى البحيرة أيضاً.
    وعندما نرجع لأصل الكلمة اليونانية نجدها (ن ص ر) ، وهى بذلك تشير إلى اسم مكان (الناصرة) وقد أثبتنا عدم وجود مثل هذا المكان زمن حياة عيسى  إلى بداية القرن الرابع، أو تشير إلى نصرة التلاميذ ومناصرتهم له، وهذا لم يحدث، فقد تخلوا عنه فى كل مواقفه الجادة ، فلم ينصروه حينما حاول اليهود رميه من أعلى الجبل، وتخلوا عنه وقت القبض عليه، أو تشير إلى نصرة المدينة وشعبها له ، وهذا أيضاً لم يحدث ، فلم يدخلها بعد رسالته إلا مرة واحدة (تبعاً لأقوال الأناجيل) ، وأرادوا قتله فيها رمياً من أعلى الجبل (لوقا4: 28-30) أو تشير إلى اسم دين ، فيكون بذلك يسوع النصرانى. وهو فى هذه الحالة شخص آخر من أتباع النصرانية وليس عيسى ابن مريم نبى الله ورسوله مؤسس النصرانية(؟).
    وعلى ذلك فقد كان تلاميذ عيسى  من النصارى التى ترجمت بالناصريين، نسبة إلى مدينة الناصرة (أعمال الرسل 24: 5) ، على الرغم من أنه ولم يكن أحد منهم من مدينة تُدعى الناصرة. هذا وتشهد وثائق التاريخ أن يسوع كان يُعرف باسم يسوع النصرانى وليس الناصرى.
    راجع تعليق قاموس ISBE على كلمة (Nazirite) وكلمة (Nazarene) وكلمة (Nazareth)
    راجع أيضاً: http://www.jesusneverexisted.com/nazareth.html
    راجع أيضاً كتب ع.م. جمال الدين شرقاوى (يسوع النصرانى مسيح بولس) و(قضايا جديدة فى المسيحية والإسلام ج2 ص7-17)
    لذلك توصلت مقدمة الكتاب المقدس للآباء ******يين إلى قولها: ”فالأمر لا يقتصر على أن كلاً منها لا يورد إلا شيئًا يسيرًا من النص، بل كان الآباء على سوء طالعنا، يستشهدون به فى أغلب الأحيان عن ظهر قلبهم ومن غير أن يراعوا الدقة مراعاة كبيرة. فلا يمكننا، والحالة هذه، أن نثق تماماً بما ينقلون إلينا.“
    * * *
    ولا نقول هذا عن الكتبة فقط ، بل نقول هذا عن أكبر معلميهم ، صاحب ما يسمونه المسيحية ، ويسميها العلماء المتخصصين بالبولسية ، ونقصد به بولس، الذى أضاف تعاليم وألغى تعاليم عهد الرب، وحاربه تلاميذ عيسى عليه السلام على هذه الهرطقة ، وأمروه بالتوبة ، والإغتسال والتطهر من هذا الكفر، وأن يظل حافظا للناموس وتعاليمه ، بل أرسلوا إلى من ضللهم بولس من يصحح هذه العقائد والأفكار: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
    * * *
    بل نقول هذا أيضًا عن كتبة الأناجيل، وسوف أكتفى فقط بذكر ما يقوله العلماء فى متى ويوحنا، وكيف نسب آباء الكنيسة الأقدمون لهم هذه الكتب التى بين أيديكم، فى الوقت الذى يؤكد العلم الحديث تهافت هذا الرأى وعدم مصداقيته:
    يقول المدخل إلى إنجيل متَّى عن هذا الإنجيل طبعة الآباء ******يين ص35: ”فلمَّا كنَّا لا نعرف اسم المؤلِّف معرفة دقيقة ، يُحسن بنا أن نكتفى ببعض الملامح المرسومة فى الإنجيل نفسه ، فالمؤلِّف يُعرَف من عمله.“
    ولعل أهم الشهادات التاريخية لهذا الإنجيل هى شهادة الأسقف بابياس أسقف هرابوليس 155م حين قال: "قد كتب متى الأقوال بالعبرانية، ثم ترجمها كل واحد إلى اليونانية حسب استطاعته" كما يقول ايريناوس أسقف ليون 200م بأن متى وضع إنجيلاً للعبرانيين كتب بلغتهم.
    ويقول القديس جيروم (420م) "الذي ترجم متى من العبرانية إلى اليونانية غير معروف"، بل لعل مترجمه أكثر من واحد كما قال بابياس."
    وقد قال نورتن الملقب بـ "حامي الإنجيل" عن عمل هذا المترجم المجهول: "إن مترجم متى كان حاطب ليل، ما كان يميز بين الرطب واليابس. فما في المتن من الصحيح والغلط ترجمه".
    ومن الجدير بالذكر أن مرقس ولوقا يذكران أن العشار الذي لقيه المسيح في محل الجباية هو لاوي بن حلفي ( انظر مرقس 2/15، ولوقا 5/27 ) ولم يذكرا اسم متى. وتزعم الكنيسة ـ بلا دليل ـ أن لاوي بن حلفي هو اسم آخر لمتى العشار.
    يقول جون فنتون مفسر إنجيل متى وعميد كلية اللاهوت بلينشفيلد بأنه لا يوجد دليل على أن متى هو اسم التنصير للاوي، ويرى أنه من المحتمل "أنه كانت هناك بعض الصلات بين متى التلميذ والكنيسة التي كتب من أجلها هذا الإنجيل، ولهذا فإن مؤلف هذا الإنجيل نسب عمله إلى مؤسس تلك الكنيسة أو معلمها الذي كان اسمه متى، ويحتمل أن المبشر كاتب الإنجيل قد اغتنم الفرصة التي أعطاه إياها مرقس عند الكلام على دعوة أحد التلاميذ، فربطها بذلك التلميذ الخاص أحد الاثني عشر (متى) الذي وقره باعتباره رسول الكنيسة التي يتبعها". ولو علمت أيضاً أن أصل إنجيل متى العبرانى أو الآرامى قد فقد ، تصيبك الدهشة أكثر وأكثر.
    http://www.alhakekah.com/bible-/new-testement/new_8.htm
    وأضيف أقوال جمعها الدكتور منقذ سقار فى كتابه: هل العهد الجديد كلمة الله؟: “وقد أنكر كثير من علماء المسيحية في القديم والحديث صحة نسبة الإنجيل لمتى يقول فاستس في القرن الرابع: “إن الإنجيل المنسوب إلى متى ليس من تصنيفه”
    وكذا يرى القديس وليمس. والأب ديدون في كتابه "حياة المسيح".
    ويقول ج ب فيلبس: “نسب التراث القديم هذه البشارة إلى الحواري متى، ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الرأي”.
    ويقول د برونر: “إن هذا الإنجيل كله كاذب” .
    ويقول البرفسور هارنج: إن إنجيل متى ليس من تأليف متى الحواري ، بل هو لمؤلف مجهول أخفى شخصيته لغرض ما .
    وجاء في مقدمة إنجيل متى للكاثوليك: “أما المؤلف ، فالإنجيل لا يذكر عنه شيئاً [وتقاليد الكنيسة تنسبه إلى الرسول متى] ، ولكن البحث في الإنجيل لا يثبت ذلك الرأي أو يبطله على وجه حاسم”.
    ويقول القس فهيم عزيز عن كاتب متى المجهول: “لا نستطيع أن نعطيه اسماً ، وقد يكون متى الرسول ، وقد يكون غيره”.
    http://www.saaid.net/Doat/mongiz/noor/2-7.htm
    وعن مؤلِّف إنجيل يوحنا يقول مدخل الكتاب المقدس للآباء ******يين ص286: “فمن الراجح أن الإنجيل ، كما هو بأيدينا ، أصدره بعض تلاميذ المؤلف فأضافوا عليه الفصل 21 ولا شك أنهم أضافوا أيضاً بعض التعليق (مثل 4/2 (وربما 4/1) و4/44 و7/39 و11/2 و19/35). أما رواية المرأة الزانية (7/53-8/11) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول فأدخلت فى زمن لاحق (وهى مع ذلك جزء من "قانون" الكتاب المقدس)”.
    وتقول عن المؤلِّف أيضاً فى نفس الصفحة: إن الآية 21/24 التى أضيفت “لا تتردد فى التوحيد بين المؤلِّف و"التلميذ الذى أحبه يسوع" والوارد ذكره مرارًا كثيرة فى أحداث الفصح. .. .. .. ان التقاليد الكنسية تسميه يوحنا منذ القرن الثانى وتوحِّد بينه وبين أحد ابنى زبدى”. وهذا لا يعنى إلا أن الكنيسة الأولى هى التى اخترعت نسبة هذه الكتب إلى مَن تُسمَّى بأسمائهم اليوم.
    (نقلا عن المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس)
    * * *
    وتأكيدًا لقول الكتاب المقدس للآباء ******يين نذكر بعض النقاط التى يختلف فيها يوحنا عن باقى الأناجيل أو لا يعرفها بالمرة، مع المفترض أنه شاهد عيان لأحداث الصلب والقيامة، ويُقال عنه أنه التلميذ الذى كان يحبه يسوع وملازم له (نقلا عن المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول ألوهية يسوع):
    ومن الأدلة البينة التى تدل على أن كاتب هذا الإنجيل ليس يسوع هو أن كتاب الأناجيل الثلاثة المتوافقة تحكى لنا عن أشياء هامة فى حياة يسوع كان يوحنا (التلميذ الذى يحبه) شاهداً لها وعليها ، ولم يعرف يوحنا عنها شيئاً بالمرة:
    1- لم يحكى يوحنا عن مثل واحد من الأمثال الكثيرة التى ضربها يسوع عن ملكوت الله أو ملكوت السموات ، وكان هذا أولى بالذكر من تفاصيل كثيرة أخرى ، لأن هذا هو أصل رسالة يسوع عليه السلام:
    (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17
    (23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ.) متى 4: 23
    (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43-44
    2- كذلك لم يعرف أى شىء عن تجلى موسى وإيليا ، فقد حكتها الأناجيل الثلاثة المتوافقة (متى 17: 1-13) و (مرقس 9: 2-13) و (لوقا 9: 28-36)
    (1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ.) متى 17: 1
    (28وَبَعْدَ هَذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ أَخَذَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلٍ لِيُصَلِّيَ.) لوقا 9: 28
    (2وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ.) مرقس 9: 2
    3- وتركه التلميذ الذى كان يحبه وقت القبض عليه (؟) وهرب: (50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. 51وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ 52فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً.) مرقس 14: 50-52
    إلا أنك ترى أن يوحنا يكذب مرقس فى هذا الإدعاء ، ويدعى أنه كان موجوداً خلف يسوع ويحكى تفاصيل المحاكمة الأولى كشاهد عيان: (12ثُمَّ إِنَّ الْجُنْدَ وَالْقَائِدَ وَخُدَّامَ الْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَأَوْثَقُوهُ 13وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ أَوَّلاً لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا الَّذِي كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. 14وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ. 15وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ وَكَانَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 16وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفاً عِنْدَ الْبَابِ خَارِجاً. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ.) يوحنا 18: 12-16
    هذا على الرغم من اختبائهم الدائم من اليهود ، حتى ظهر لهم يسوع مرة أخرى: (19وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ: «سلاَمٌ لَكُمْ».) يوحنا 20: 19
    فكيف تجاسر يوحنا على الهرب منهم ، ثم الذهاب إليهم برجله ، ثم الاختباء منهم مرة أخرى؟ وكيف تعرفوا على بطرس أنه كان معهم، ولم يلفت نظرهم وجود يوحنا ، أو هربه عرياناً ، بالإضافة إلى أنه كان مشهوراً عند اليهود ومجمعهم؟
    والأغرب من ذلك أن بطرس هو الذى أدخل يوحنا إلى مجمع رئيس الكهنة. فكيف جلس وسطهم وهو الذى قطه أذن عبد رئيس الكهنة؟ وكيف يدخله إلا إذى كان أحد أهل المجمع ومعروفاً عندهم جيداً؟ وإذا كان هذا حاله فلماذا عاد واختبأ من اليهود حتى ظهر يسوع لهم؟
    4- وعلى الرغم من وجوده مع يسوع أثناء صلاته فى ضيعة جشيمانى ، إلا أنه يغفل عن تفاصيل كثيرة ذكرها لوقا الذى لم يكن معهم: فلم يظهر له ملاك من السماء يقويه ، ولم يتصبب عرقا ودماً أثناء الصلاة ، ولم يأمرهم بشراء سيف ، بل إن أحادث الليلة الأخيرة حدثت عند يوحنا فى وادى قدرون ، بينما حدثت عند مرقس ومتى فى ضيعة جشيمانى ، وحدثت عند لوقا فى جبل الزيتون: (39وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً مِنَ الْحُزْنِ. 46فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».) لوقا 22: 39-46
    5- بعد القبض على يسوع ذهبوا به مباشرة إلى بيت قيافا رئيس الكهنة، بينما تجدهم عند يوحنا يذهبون به أولاً إلى حنَّان حما قيافا (يوحنا 18: 13)
    6- فى حين أجمعت الأناجيل المتوافقة على أن الذى تبعه بعد الصلب هو بطرس فقط، يقول يوحنا فى الإنجيل المنسوب إليه إنه تبعه مع بطرس (يوحنا 18: 15)
    7- كذلك حَمَلَ الصليب إلى جلجثة (مكان الصلب) عند الأناجيل المتوافقة سمعان القيروانى ، بينما جعل يوحنا يسوعَ يحمل صليبه حتى مكان الصلب (يوحنا 19: 17).
    8- كذلك كان يوحنا الوحيد الذى ادعى أن علة المصلوب كانت مكتوبة باللاتينية (يوحنا 19: 19-20).
    9- كان يوحنا كذلك الوحيد الذى ادعى أن المصلوب طلب ليشرب (19: 28-29)
    10- فى الوقت الذى حدد فيه مرقس وقت الصلب الساعة الثالثة ، وسكت عنها متى ولوقا ، حددها يوحنا بالساعة التاسعة (يوحنا 19: 14)
    11- وفى الوقت الذى يؤكد فيه كتبة الأناجيل أن المصلوب لم يُطعن بحربة ، يؤكد يوحنا فى إنجيله أنه طُعِنَ بحربة ، وخرج دم وماء (يوحنا 19: 33-34)
    12- وفى الوقت الذى يؤكد فيه كتبة الأناجيل المتوافقة أن حجاب الهيكل قد انشق بعد موته (عند مرقس ومتى) أو قبل موته (عند لوقا) ، لا يعلم وحى يوحنا شيئاً عن ذلك.
    13- وفى الوقت الذى كان يقف فيه يوحنا وقت صلب يسوع سمع فيه يسوع يقول: (قد أكمل ونكس رأسه) يوحنا 19: 30
    بينما قال عند مرقس: (إلوى إلوى لما شبقتنى ، الذى تفسيره إلهى إلهى لماذا تركتنى) مرقس 15: 34
    بينما قال عند متى: (إيلى إيلى لما شبقتنى ، أى إلهى إلهى لماذا تركتنى) متى 27: 46
    وقال عند لوقا: (يا أبتاه فى يديك أستودع روحى) لوقا 23: 46
    14- الذى دفن يسوع كان يوسف الذى من الرامة عند الأناجيل المتوافقة ، بينما دفنه عند يوحنا شاهد العيان نيقوديموس ويوسف (يوحنا 19: 39)
    15- لم يذكر يوحنا شاهد العيان وجود شهود لعملية الدفن ، بينما يذكرهم باقى الأناجيل المتوافقة ، فقد ذكر مرقس ومتى وجود شاهدين (مرقس 15: 47 ، ومتى 27: 61) ، بينما يذكر لوقا نساء كثيرات كن قد أتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وضع جسده (لوقا 23: 55).
    16- اتفقت الأناجيل المتوافقة أنه لم يدهن الجثمان قبل الدفن بالأطياب ، لذلك أتت النساء بعد الدفن بما يقرب من 36 ساعة لدهن جثمان المتوفى ، بينما أكد يوحنا أن جثمان المتوفى دهن بالأطياب (يوحنا 19: 40) قبل الدفن.
    وليس هذا شأن ما يسمونه بالعهد الجديد فقط ، بل هذا شأن كل الكتاب بكل أسفاره. فها هو جوش ماكدويل يؤكد هذا فى كتابه (برهان جديد يتطلب قراراً) ص459 تحت عنوان (الإختلاف الداخلى): ”هذه الاختلافات الداخلية تؤيد بشدة من فرضية أن التوراة كتبه أشخـاص مختلفون في أزمنة مختلفة، وكل منهم لديه وجهـة نظـره الفردية وتكنيكـه الخـاص، وهذا جـديـر بالتصديق أكثر بكثير من الاعتقاد بأن هناك رجلاً واحداً مسئولاً عن عمل يتسم بكـل هذا التنــوع والاختـلاف كمـا فـي التـوراة“.
    ويقول ص457: ”ومن المحتمل تماماً أن العديد من الأجزاء الصغيرة أو المنفصلة فى النص العبرى كتبهاً الكهنة للحفظ ثم بعد فترة طويلة تمَّ تجميع أجزاء المخطوط ضمن بعض الكتابات الموسوية ، وتجمَّعت معاً فى درج واحد“.
    * * *
    ولما التعجب فإن نفى العصمة عن التلاميذ قد أقره يسوع نفسه فى حياته، بتأكيد أنهم أغبياء ، ولا يمكنه تحملهم ، وما إلى ذلك من الصفات السلبية التىنسبها كتبة الأناجيل لهم، ولا نؤمن نحن المسلمون بها:
    كما شوَّهت الأناجيل صورة عيسى ، شوَّهت أيضاً صورة تلاميذه وحملة لوائه من بعده للإجهاز على الدين كله ، فكثيرا ما تراهم ينسبون لهم عدم فهم معلمهم ، بل كثيراً ما فهموه نفسه خطأً ، وسوف أنقل جزءاً مما ذكرته الأناجيل للتدليل على كلامى هذا.
    فقوله لبطرس: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 23
    ولم يفهموا مثل الزوان: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
    ووصفهم بقلة الإيمان: (فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟») متى 8: 26
    ووصفتهم الأناجيل بأنهم مثل أفراد عصابة تتنازع على الزعامة، ويحقد بعضهم على بعض: (41وَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. 42فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 43فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيماً يَكُونُ لَكُمْ خَادِماً 44وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلاً يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْداً.) مرقس 10: 41-44
    ولم يهتموا لسماعهم عن موته وفراقهم له ، بل تنازعوا على الزعامة: (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ. 25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. 26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ.) لوقا 22: 21-26
    كما وصف بطرس أيضاً بقلة الإيمان: (25وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ. 26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. 30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟») متى 14: 25-31
    وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16
    وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) متى 17: 16-21
    وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذن لم يكونوا من المصليين الصائمين!!
    (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) مرقس 10: 13-16 .
    على الرغم من أنه قال لهم عن الأولاد الصغار من قبل: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
    ووعدوه بنصرته ، وتخلوا عنه كلهم: (35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.) متى 26: 35 ، (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.) متى 26: 56
    بل لقد أقسم بطرس كذباً أنه لا يعرف معلمه (إلهه؟) ، وتركه (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» .. …) متى 26: 69-74
    كما تركه التلميذ الذى كان يحبه وقت القبض عليه (؟) وهرب (صحيح أن الإنجيل يقول بعد ذلك أن بطرس أدخل يوحنا وظل مع المصلوب أثناء عملية الصلب ، لكنى أرى الإستخفاف بالعقول فى هذه الحكاية: فهل يُعقل أن من ترك إزاره وهرب من قوم أن يرجع إليهم مرة أخرى ، وهم يعرفونه حق المعرفة ، حيث كان التلاميذ يرافقونه فى كل وقت وحين ، وكان يسهُل التعرف عليه جيداً؟): (50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. 51وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ 52فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً.) مرقس 14: 50-52
    حتى مع علمهم باقتراب القبض على إلههم (؟) وأنه سوف يُصلَب ، ولن يروه مرة أخرى على الأرض ، إلا أن الأناجيل تصفهم بالتخاذل وعدم الإكتراث ، فقد ناموا وتركوا إلههم (؟) يبكى ، يصلى ، يتضرع إلى إلهه أن ينقذه ، طالباً منهم أن يقفوا بجواره ليشجعوه وليهونوا عليه الأحداث العصيبة القادمة ، راجياً إياهم أن يصلوا هم أيضاً ، لكى ينقذهم الله من الفتنة القادمة ، لكن هيهات هيهات:
    (32وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». 33ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ. 34فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! امْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا». 35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ». 37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 38اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 39وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. 40ثُمَّ رَجَعَ وَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ. 41ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ!) مرقس 14: 32-41
    بل نام بطرس نفسه الذى انتقاه يسوع مع يعقوب ويوحنا عندما ذهب للصلاة: (37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟) مرقس 14: 37
    لقد تخلى عنه بطرس وأنكره وأقسم كاذباً أنه لا يعرفه ، على الرغم من قول يسوع عنه: (أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 16: 18-19
    وإنى لأتعجب وأتساءل: ما هو الدور الذى قام به تلاميذه ومحبوه وأتباعه وقت القبض عليه والصلب؟ إننا كشرقيين عندما نرى إنساناً يُضرَب ويُنكَّل به ، نقول فى سذاجة (هذا حرام) ونحاول أن نكف عنه ، وهذا يحدث دون أن نعلم سبباً لضربه ، وحتى لو علم الناس أن هذا الشخص يُضرَب لأنه تم القبض عليه أثناء السرقة ، تجد من يقول (صحيح هو لص ، لكن ما تفعلونه به حرام ، سلِّموه للشرطة) وننتقد كذلك تصرفات الشرطة فى التنكيل بأحد اللصوص. فما بالك بتصرفات هؤلاء الناس الطيبين تجاه من أشفى أبناءهم وأحيا موتاهم وأبرأ أسقامهم المستعصية (كل هذا بإذن الله) ، تجاه نبى أرسله الله إليهم لهدايتهم ، ألم يوجد فيهم من كانت عنده النخوة لنصرة الله ودينه ورسوله؟
    ووصفتهم أيضاً بأنهم غليظى القلوب: (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
    وعلى الرغم من كل ما قرأناه عن شخصية التلاميذ كما يصورها كاتبوا الأناجيل ، نجد عيسى عليه السلام يرفعهم إلى مصاف التلاميذ الذين تعلموا وفهموا ، وعلى مقدرة من العلم كبيرة تمكنهم من مواصلة مسيرة نبيهم ، فنقرأ أنه قال لهم: (10فَتَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟» 11فَأَجَابَ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَأَمَّا لِأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ.) متى 13: 10-11
    (16وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ.) متى 13: 16
    وعلى الرغم من التقدم العلمى لنقد نصوص الكتاب المقدس تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة إنجيل مرقس) إن عيسى عليه السلام كان: (ينتهر حزيناً – الفكر الخاطئ لبطرس كما ينتهر فى غيظ غيرة تلاميذه الخاطئة ومطامعهم الأنانية (8: 33، 10: 14) والتحذير (ليهوذا بصفة خاصة 10: 23)
    * * *
    وبهذا نكون قد بيَّنَّا أن التقليد ليس بشىء ، ولا يجب أن يعوَّل عليه، فمن الآباء من كان ضالاً ، ومنهم من كان كافرًا ببعض الكتب أو حتى بعقيدة المسيحيين اليوم، مثل إيريناوس (130م) الذى كان يعتبر الرسالة إلى العبرانيين من الرسائل غير الموحى بها من الرب ، كان أوريجانوس يؤمن بها ككتاب إلهى. وكان لا يؤمن بوحى الرب لرسالة بطرس الثانية ورسالة يعقوب، ورسالة يوحنا الثانية والثالثة ورسالة يهوذا مثل إيريناوس ، أى كان يُخرج ستة أسفار من الكتاب الذى تقدسه أنت اليوم من دائرة الكتب الموحى بها إلى دائرة الكتب البشرية. وهذه الكتب أضافها فيما بعد أثناسيوس (269م) إلى قانونه واعتبرهما من الكتب الموحى بها من الرب. ومنهم من كان يؤمن برسالة برنابا ككتاب أوحى به الرب ، ومنهم من آمن برسالة الراعى لهرماس وغيره من الكتب غير الموجودة الآن فى قانون كتابك. فاسأل نفسك عزيزى المسيحى: ما هو المعيار الذى تحدد عليه قبول يعض الكتب دون الأخرى؟ فإذا كان المعيار هو التقليد ، فقد رأيت أن تقليد الآباء يختلف اختلافا شديدًا فيما بينهم ، وما آمن به البعض كفر به الآخرون.
    ولا أريد أن أطيل أكثر من ذلك لأدخل فى الموضوع الأساسى، ورأى الكنيسة الأرثوذكسية فى الماضى فى ترجمة كتابها التى تقدسه، وما فعلته للحيلولة دون ذلك.
    ولكن يستحضرنى سؤال: أليس هذا هو نفس ما تقوم به الكنيسة الأرثوذكسية المصرية اليوم من قراءة الصلوات باللغة المصرية القديمة (القبطية)؟ فهل يفهم الشعب من القبطية غير الجُمل التى حفظوها من قساوستهم؟ وهل كان يسوع يتكلم المصرية القديمة؟ وما علاقة يسوع أو تلاميذه بالمصرية القديمة التى لا تُذكِّر إلا بالوثنية؟ وحتى لو تكلم أحد التلاميذ أو التابعين المخلصين المصرية القديمة ، فهل يقتضى هذا الإقتداء بهم وليس بيسوع نفسه؟

    صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب

    يُقال إن اليونان هى ”مهد حرية الرأى“. وفى الحقيقة هذا رأى خاطىء، يجب علينا أن نتتجنبه. لقد مرت ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة التى يفهمها الإنسان البسيط بصراع طويل ومرير فى نفس الوقت. فمن الذى حارب صدور ترجمة يونانية يفهمها الرجل البسيط؟
    لن تصدق! إنهم رجال الدين أنفسهم!!
    إنهم نفس الرجال الذين يريدون نشر كلمة الرب وتعليمها الشعب!
    إنهم رجال الدين الذين يريدون احتكار هذا الدين وهذا الكتاب لأنفسهم!
    إنهم رجال الدين الذين تصارعوا وتحاربوا وقتلوا وقُتلوا من أجل تمرير كتاب يريد البعض أن يجعله مقدسًا ، وينسبه للرب ، ولا يريد الآخر ذلك!!
    إنهم رجال الدين الذين تقاتلوا من أجل تعريف محدد لشخص يسوع أو أمه فى مجمع نيقية والمجامع التى تلتها!!
    إنهم رجال الدين الذين كذبوا على شعوبهم وأبادوا الكثير من خلق الله فى حروب الرب المقدسة ، سواء كانت ما تُعرف باسم الحروب الصليبية ، أو غيرها!!
    فما هى المصلحة التى يجنيها هؤلاء من وراء منع وجود كتاب مقدس بأيدى الناس يسترشدون به فى حياتهم ، ويعرفون من خلاله أوامر الرب ونواهيه؟
    قد يظن البعض أنه توجد لغة يونانية واحدة ، وهى التى يتكلمها شعب اليونان. وهذا صحيح بشرط ألا ننسى أنه مرت على اللغة اليونانية أزمنة تغيرت فيها اللغة تمامًا ، حتى أصبحت اللغة التى مر عليها عدة قرون لا يفهمها الناس. ومن ثم تدعوا الحاجة إلى وجود تحديث لهذه اللغة وللكتب التى يتعلم منها الناس ، وإلا لأدى هذا إلى انتشار الجهل بينهم ، ولكان وصف القرآن لا يحيد عنهم: فسيكونون حينئذ كالأنعام تحمل أسفارًا ، لا تفهم ما بها.
    ففى الحقيقة يجب أن يعرف الناس أن اليونانية التى كتبت بها الترجمة السبعينية للعهد القديم لتختلف اختلافًا بيِّنَا عن اللغة اليونانية التى يتحدثها الشعب اليونانى اليوم. فمنذ حوالى 600 عام (أى عام 1400 تقريبًا) أصبح اليونانى لا يفهم هذه اللغة التى كتب بها كتابهم المقدس تمامًا. وأصبحت بالنسبة لهم لغة أجنبية يجب عليهم تعلمها ، مثل الإنجليزية أو العربية. فقد حلت تعبيرات جديدة محل القديمة ، وتغيرت مفردات الثروة اللغوية، وقواعد النحو وكيفية بناء الجملة بصورة تامة.
    فهل تترك القراءة وتتفكر ماذا يعنى هذا وتتدبره؟
    إن هذا لا يعنى إلا أنه ظل الكتاب الذى يقدسونه مهجورًا ، لا يعرف عنه العامة شيئًا مدة من الزمان تقدر ب 1700 عام ، حيث صدرت السبعينية فى القرن الثالث قبل الميلاد. ولن تنتهى حرب رجال الدين على صدور ترجمة مفهومة واحتكارهم فهم الكتاب الذى يقدسونه إلا فى بداية القرن العشرين ، أى 23 قرنًا من الجهل والتجهيل ، وعدم وجود كتاب بين أيدى العامة!! فهل تدبر القارىء تجهيل رجال الدين لهم ، فى طرحهم لسؤال: كيف يُحرف الكتاب المقدس؟ فهل جمعوا كل النسخ التى بأيدى الناس وغيروا ما بها؟ فلم يكن بأيدى الناس نسخًا من الكتاب الذى يقدسونه!!
    ولكننا لا نريد أن نجور على حق بعض المترجمين، ولا نهمل بعض الجهود التى بُذلت فى سبيل وجود ترجمة بين أيدى الناس أو حتى المتخصصين. فمجموعة المخطوطات التى ترجع إلى ما بين القرنين الثالث والسادس عشر تُظهر أنه تمت جهودًا كبيرة لترجمة السبعينية إلى اليونانية الحديثة التى يفهمها الناس آنذاك.
    وهذا لا يعنى إلا أن لغة السبعينية أصبحت غير مفهومة منذ القرن الثالث الميلادى. ويتملكك العجب وتتساءل: هل منذ القرن الثالث الميلادى إلى بداية القرن العشرين كان يُحرم الأرثوذكس على اليونانيين وجود ترجمة للسبعينية بين أيدى الناس بلغة يفهمونها؟ وكل ذلك على الرغم من وجود تراجم أخرى بلغات أخرى منذ القرن السادس عشر، واكتشاف الطباعة فى القرن السادس. بمعنى أن هناك فترات زمنية ليس للكنيسة حجة فى نسخ الكتب سواء باليد أو عن طريق الطباعة.
    ففى القرن الثالث قام أسقف نيو قيصرية جريجور (حوالى 213-270) بترجمة كتاب الجامعة من السبعينية إلى لغة يونانية مبسطة.
    وفى القرن الحادى عشر ترجم طوبيا بن إليعازر ، وهوأحد اليهود القاطنون فى مقدونيا ، أجزاء من الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم من السبعينية إلى اللغة اليوانية المستعملة فى عصره. واستخدم فى ذلك الكتابة العبرية للقارىء اليهودى القاطن فى نفس البلد، والذى لم يكن يتكلم إلى اليونانية ، ولكنه لا يقرأ إلا الحروف العبرية. ولم تُنشر ترجمة كاملة للأسفار الخمسة الأولى لهذه النوعية من التراجم إلى فى القسطنطينية عام 1547م. واستمر هذا التجهيل للشعب حتى بعدما وقعت المناطق الناطقة باليونانية تحت السايدة العثمانية فى القرن الخامس عشر.
    أى إن الإسلام تسبب فى فتح أعين اليهود والنصارى على واقع كتبهم، وهذا يُضاف إلى قائمة فضل الإسلام على نصارى ويهود المناطق التى فتحها.
    وعلى الرغم من تمتع الكنيسة الأرثوذكسية بمميزات كثيرة فى ظل الحكم العثمانى، إلا أنها أهملت رعاياها وتركتهم فى جهلهم يحيون حياة القروى البائس. وهذا ما قاله الكاتب اليونانى توماس شبيليوس. لقد لاحظ أن ”الهدف الكبير للكنيسة الأرثوذكسية ونظامها التعليمى يتمركز حول حماية متناولى القربان المقدس لديهم من تأثير الدعاية الكاثوليكية والإسلامية. الأمر الذى جعل التعليم فى اليونان يسير فى محله دون أدنى تقدم“.
    كما تمت 18 ترجمة مختلفة لسفر المزامير فى الفترة ما بين 1543 إلى عام 1835 إلى اللغة اليونانية التى يفهمها الشعب اليونانى.
    وكان أول من ترجم الكتاب المقدس للمسيحيين كاملاً إلى لغته اليونانية السائدة فى عصره هو الراهب اليونانى ماكسيموس الكالبوليتى عام 1630. وقام بهذا العمل تحت إشراف كيرولس لوكاريس بطريارك القسطنطينية وحمايته. ويُعرف عن هذا البطريارك أنه كان يريد إصلاح الكنيسة الأرثوذكسية. إلا أن لوكاريوس كان له أعداء كثيرون من داخل الكنيسة نفسها، وهم الذين أجهضوا هذه المحاولة، ورفضوا وجود ترجمة للكتاب المقدس باللغة اليونانية التى يفهمها الشعب. فاتهموه بالخيانة العليا ، وخُنق باليد.
    ولا يسعنى هنا إلا أن أذكر أن هؤلاء بعيدون كل البعد عن التعاليم التى نسبت ليسوع ، والتى تنادى بمحبة الآخرين ولو كانوا الأعداء أنفسهم: (39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. ........ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 39-44
    إلا أنه فى عام 1638 تم طباعة 1500 نسخة من ترجمة ماكسيموس ، وبسبب هذه الترجمة أصدر المجمع الكنسى المنعقد عام 1672 ، أى بعد مرور 34 عام من صدور هذه الطبعة ، قرارًا يقضى بأنه ”لا يُسمح بقراءة الكتاب المقدس لكل إنسان، ولا يُسمح بذلك إلا لأولئك الذين تلقوا الدراسة الضرورية للتعمق فى روح هذه المعانى“. وهذا لا يعنى إلا تحريم قراءة الكتاب المقدس إلا على رحال الكهنوت المثقفين فقط!!
    وفى عام 1703 حاول الراهب اليونانى سيرافيم ، (وترجع جذور نشأته إلى جزيرة ليسبوس)، تنقيح ترجمة ماكسيموس وإعادة نشرها ، وعندما لم يتلق الدعم الذى وعده به البلاط الملكى الإنجليزى ، قام هو بطبعه على نفقته الشخصية ، وقد أوضح سيرافيم فى خطاب حماسى ملتهب أهمية أن يقرأ الكتاب المقدس كل مسيحى مؤمن، واتهم القيادة العليا للمسيحية بالتستر على التصرفات الخاطئة ، الأمر الذى يؤدى إلى غياب الشعب فى جب الجهل.
    وكما كان متوقعًا، فقد قُبضَ عليه فى روسيا بتدبير من أعدائه الأرثوذكس، ونفى محرومًا إلى جزيرة سيبريا ، حيث مات هناك عام 1735م.
    ولا يستطيع إنسان تخيل مدى اشتياق الشعب اليونانى آنذاك إلى وجود كتاب مقدس يقرأ فيه كلمة الرب التى يؤمن بها!! ولكن هيهات هيهات فى وجود رجال الكهنوت الذين يستفيدون من جهل شعوبهم! ونلمس هذا الاشتياق من تعبير كتبه فيما بعد أحد رجال الدين اليونانيين بمناسبة صدور نسخة منقحة لترجمة ماكسيموس. فقد قال: ”لقد تلقى اليونانيون الكتاب المقدس بكل مشاعر الحب والاشتياق، وقرأوه، وأحسوا كم ارتاحت أرواحهم من العذاب الذى كان يؤرقها من عدم وجوده، وازدادوا إيمانًا على إيمانهم ....“.
    إلا أن قادتهم الدينيين تخوفوا من ضياع هيبتهم المسيحية وذهاب زعامتهم الدينية إذا فهم الناس الكتاب المقدس من تلقاء أنفسهم. لذلك أصدرت البطرياركية عام 1823 ، وكررت ذلك عام 1836 مؤكدة على وجوب حرق نسخ هذه الترجمة من الكتاب المقدس.
    إن العداوة الكبيرة من ناحية ، والرغبة الجامحة لمعرفة الكتاب المقدس من ناحية أخرى كانوا بمثابة كواليس المسرح والمحرك الخفى وراء الأحداث القادمة. إن الشخصية المرموقة التى لعبت الدور القادم فى ظهور ترجمة أخرى باليونانية التى يفهمها الشعب هو عالم اللغة القدير، وأحد علماء الكتاب المقدس نيوفيتوس فامفاس. وقد كان بصفة عامة مُعَلِّم الأمة.
    وقد كان فامفاس على علم تام بأن الكنيسة الأرثوذكسية مسئولة عن الجهل الدينى للشعب ، وكان على اقتناع تام بضرورة ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اليونانية التى يفهمها الناس ليوقظ إيمانهم. وبتأييد من علماء آخرين بدأ عام 1831 بترجمة الكتاب المقدس إلى لغة الأدب اليونانى ، ونشر ترجمته الكاملة عام 1850 بمساعدة جمعية الكتاب المقدس البريطانية ، حيث رفضت الكنيسة الأرثوذكسية أن تساعده فى عمله هذا. ولم تكتف بالتزام الصمت حيال هذه الترجمة ، بل وصمت فامفاس بالبروتستانتى المعارض، الأمر الذى تسبب فى احتقار الكل له ، ونبذ ترجمته.
    فلك أن تتخيل أن رجال الكهنوت كذابون، وينتهجون سياسة الغاية تبرر الوسيلة!
    أليس هذا هو نفس النهج الذى سار عليه رب الكتاب الذى يقدسونه عندما اتحد مع الشيطان ، ووافقه على الكذب لإغواء أخاب؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
    أليست هذه نفس السياسة التى انتهجها رب الصهيونية عندما أمر موسى بالكذب على المصريين لسرقة حليهم، بل ساعدهم بسلطته الإلهية بأن جعل المصريين يوافقون على اقراضهم هذا الحلى؟ (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22
    (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
    فماذا علمهم كتاب الصهيونية غير الكذب وتجهيل الشعب؟ لقد قاست أوروبا على مدى ألف سنة حكمها فيها المسيحية ورجالها من ذل الجهل والمرض الفكرى والعضوى والإقتصادى والعلمى ، حتى طُلِّقت المسيحية منها للأبد، على النقيض من الإسلام الذى كان منارة العلم والفكر والتقدم للمسلمين ، حتى تخلوا عنه، فكان جزاؤهم الجهل والتخلف ، وتجمعت عليها الأمم ، كما تجتمع الأكلة على قصعتها ، وما هم بقليل ، بل هم كثيرون مثل غثاء السيل!!
    قلنا لقد ترجم فامفاس الكتاب المقدس ، ولكن لم نتعرض لأى نسخة استخدمها فى ترجمته هذه؟ لقد استعمل فامفاس نسخة الملك جيمس فى إصدار ترجمته ، وبالتالى أخذ عنها كل نقص اعتراها ، مستخدمًا نفس النص الذى كان متوافرًا آنذاك ، ونفس النهج اللغوى. وظلت لعدة سنوات هى أفضل التراجم المتاحة للكتاب المقدس باللغة اليونانية الحديثة. لكن المثير للدهشة وجود اسم الرب بصيغة ”يهوه“ فى (التكوين 22: 14، والخروج 6: 3 ، و17: 15 ، والقضاة 6: 24).
    وبصورة عامة لقد استقبل الناس هذه الترجمة المفهومة نسبيًا بفرح غامر، لدرجة أن تناثرت شائعة وجود جمعية الكتاب المقدس البريطانية الأجنبية على أحد المراكب التى رست على أحد جزر اليونان، فأحاط بها العديد من الأطفال بمراكب أخرى، وكان كل منهم يريد نسخة من الكتاب المقدس المترجم ، حتى اضطر قائد المركب للإبحار، خوفًا من نفاد خزينه من الكتب المقدسة فى هذا المكان فقط.
    إلا أن الأعداء لم يقفوا مكتوفى الأيدى، وقد حذر القساوسة الأرثوذكس الناس من هذه الترجمة من الكتاب المقدس، بل صادروها فى أثينا. وفى عام 1833 أمر أسقف جزيرة كريت بإحراق كتب العهد الجديد التى اكتشفها فى أحد الأديرة، حيث خبأ أحد القساوسة نسخة منه ، كما خبأ الناس فى القرى المجاورة كتبهم المقدسة، حتى غادر رجال الدين الجزيرة.
    وبعد مرور عدة سنوات على هذا الحدث حرم المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية فى جزيرة (كورفو) تداول ترجمة فامفاس ، فلم يسمح لها بعد ذلك بالتداول فى الأسواق، وتم إبادة النسخ الأخرى الموجودة. كما أدت اعتداءات رجال الدين المحليين إلى حرق كل نسخة من الكتاب المقدس عثروا عليها، أو أحرقها الناس بمحض إرادتهم خوفًا على أنفسهم من بطش رجال الدين وملائكة الرحمة. الأمر الذى أدى إلى زيادة رغبة الناس فى الحصول على ترجمة للكتاب المقدس!!
    وفى سبعينيات القرن التاسع عشر (1870 تقريبًا) أقرت الملكة ”أولجا“ ملكة اليونان بجهل الشعب اليونانى بكتابه المقدس. وكانت تعتقد أن معرفة شعبها للكتاب المقدس سوف يقويه ويواسيه، وتمنت أن يترجم الكتاب المقدس إلى اليونانية التى يفهمها الشعب بصورة أفضل من يونانية فامفاس. وقد شجع بروكوبيوس رئيس أساقفة أثينا ورئيس المجمع المقدس الملكة فى أمنيتها ، ولكن بصورة غير رسمية. فعندما طالبت المجمع المقدس بالموافقة الرسمية على ترجمة الكتاب المقدس ، وطرحه فى الأسواق ، قوبل طلبها بالرفض من بروكوبيوس نفسه. كما لو كان لسان حاله يقول: ”على جثتى أن يفهم أتباع الكنيسة هذا الدين، أو يقتنى أحد منهم كتابًا يفهم منه عقيدته، فما تقوله الكنيسة هو الدين، وكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا فى السماء ، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً فى السماء“. ولكنها أصرت على طلبها هذا ، كما لو كان اسان حالها يكرر مع بروكوبيوس نفس ما قاله يسوع لبطرس: ”اذهب عنى يا شيطان أنت معثرة لى“، فتقدمت فى عام 1899 بتقديم طلب آخر ، ولكن رُفض أيضًا. إلا أنها تخطت هذا الرفض وقررت أن تصدر طبعة محدودة على نفقتها الخاصة ، وكان ذلك عام 1900.
    وفى عام 1901 نشرت الجريدة الأثينية الرائدة (أكروبوليس) أنجيل متى باللغة الديموطيقية (اليونانية الحديثة) لأكسندر باليس ، الذى كان يعمل مترجمًا فى ليفربول (إنجلترا) ، وكانت رغبة باليس والعاملين معه هو تثقيف الشعب اليونانى، والتخلص من هزيمة الأمة.
    إلا أن طلاب اللاهوت وأساتذتهم قد هاجموا هذه الترجمة، واتهموها باحتقار ميراث الأمة اليونانيو الغالى، وتدنيس الكتاب المقدس. واستنكر يواكيم الثالث بطريارك القسطنطية الترجمة، ورفضها فى تصريح علنى، وأدت المجادلة الحادة إلى نزاع سياسى، حيث عاداه المعسكر السياسى المعارض بصورة سيئة النية استغلالاً لأغراضهم. وابتدأ جزء مؤثر من الصحافة الأثينية بمهاجمة ترجمة باليس ومؤيديها ، ووصفتهم بأنهم ”كفار“ و”خائنين“ و”عملاء القوى الأجنبية“ التى تريد زعزعة استقرار المجتمع الأثينى.
    وتفاقم الأمر وتدهور حتى قام الطلاب من الخامس حتى الثامن من نوفمبر عام 1901 باضطرابات ، أيدتها عناصر محافظة متطرفة من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. وهاجم الطلاب أماكن إدارة الجريدة (أكروبوليس)، وسارت المظاهرة حتى ميدان الملك ، واحتلوا جامعة أثينا وطالبوا بإقالة الحكومة. وأسفر هذا الإضطراب إلى موت ثمانية أشخاص على إثر اصطدام بينهم وبين رجال الجيش.
    وفى اليوم التالى أقال الملك رئيس الأساقفة بروكوبيوس ، وبعدها بيومين قدمت الحكومة استقالتها. ثم بعد مرور شهر من هذه الأحداث قام الطلاب مرة أخرى بمظاهرة وأحرقوا علانية نسخة من ترجمة باليس ، ونددوا بشعارات ضد هذه الترجمة ، وطالبوا بتشديد العقوبة على كل من يحاول فى المستقبل أن يترجم الكتاب المقدس. فهو حكر عليهم وحدهم. والموت عقوبة من يحاول أن يفهم دينه مثلهم أو عن طريق أحد غيرهم!!
    وقد أدى هذا إلى تحريم ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اليونانية الحديثة، وهو أسوأ ما فى تاريخ ترجمة الكتاب المقدس.
    وقد رفع هذا الحظر ابتداء من عام 1924. ومنذ ذلك الوقت وباءت بالفشل كل محاولات رجال الدين المتتالية لمنع ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اليونانية الحديثة. وبمرور الوقت بذل العلماء وأساتذة الجامعات كل ما فى وسعهم لإصدار طبعة من الكتاب المقدس باللغة اليونانية التى يفهمها الشعب ، وأدى هذا إلى وجود 30 ترجمة مختلفة من الكتاب.

    وأهدى هذا المقال للأنبا شنودة ، ردًا على مزاعمه فى جريدة الأسبوع 5 يناير 2008 ردًا على قول الدكتور زغلول النجار بتحريف الكتاب المقدس ، وكذلك للقس عبد المسيح بسيط ولكل من يظن أن الكتاب المقدس كان منتشرًا ، أو كان يصعب تحريفه

    علاء أبو بكر
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 07:55 م.

  • #2
    السلام عليكم
    بارك الله فيك استاذنا الكبير العالم ابوبكر و أكثر الله من امثالكم

    فيكون بذلك يسوع النصرانى. وهو فى هذه الحالة شخص آخر من أتباع النصرانية وليس عيسى ابن مريم نبى الله ورسوله مؤسس النصرانية
    هذا وتشهد وثائق التاريخ أن يسوع كان يُعرف باسم يسوع النصرانى وليس الناصرى


    ففى الحقيقة يجب أن يعرف الناس أن اليونانية التى كتبت بها الترجمة السبعينية للعهد القديم لتختلف اختلافًا بيِّنَا عن اللغة اليونانية التى يتحدثها الشعب اليونانى اليوم. فمنذ حوالى 600 عام (أى عام 1400 تقريبًا) أصبح اليونانى لا يفهم هذه اللغة التى كتب بها كتابهم المقدس تمامًا. وأصبحت بالنسبة لهم لغة أجنبية يجب عليهم تعلمها ، مثل الإنجليزية أو العربية. فقد حلت تعبيرات جديدة محل القديمة ، وتغيرت مفردات الثروة اللغوية، وقواعد النحو وكيفية بناء الجملة بصورة تامة
    و هذا وحده كفيل باحاطة بغموض حول الكتاب المقدس حيث انه حكرا على علماء هذه اللغة و العارفين بها و بالاضافة الى غموضها انها هذه اللغة الغير معروفة- ليست هى النسخة الاصلية التى انزل بها هذا الكتاب أصلا

    لسبب بسيط وهو أن هذه المدينة الناصرة لم تظهر فى التاريخ إلا فى القرن الرابع الميلادى
    فى هذه النقطة استاذنا اليس النصارى عندنا فى الاسلام سموا بهذ الاسم تبعا لمدينة الناصرة ام ان الموضوع اختلط علي؟
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 07:55 م.
    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

    تعليق


    • #3
      أكثر من رائِع أستاذنا الغالي أ/ علاء ....

      حقيقة حفِظ الله لك عِلمك وغزارة إنتاجِك ... تأتي بالدُرر باستِفاضة وبكم من الأدلة لا يُرد .... وأحِب أن أقتطِف جُزء لتسليط الضوء عليه للقارىء المُتسرع من النصارى ... رُبما يُعطينا تفسيراً لهذه الجُزئية الخطيرة ...

      وبهذا نكون قد بيَّنَّا أن التقليد ليس بشىء ، ولا يجب أن يعوَّل عليه، فمن الآباء من كان ضالاً ، ومنهم من كان كافرًا ببعض الكتب أو حتى بعقيدة المسيحيين اليوم، مثل إيريناوس (130م) الذى كان يعتبر الرسالة إلى العبرانيين من الرسائل غير الموحى بها من الرب ، كان أوريجانوس يؤمن بها ككتاب إلهى. وكان لا يؤمن بوحى الرب لرسالة بطرس الثانية ورسالة يعقوب، ورسالة يوحنا الثانية والثالثة ورسالة يهوذا مثل إيريناوس ،أى كان يُخرج ستة أسفار من الكتاب الذى تقدسه أنت اليوم من دائرة الكتب الموحى بها إلى دائرة الكتب البشرية. وهذه الكتب أضافها فيما بعد أثناسيوس (269م) إلى قانونه واعتبرهما من الكتب الموحى بها من الرب. ومنهم من كان يؤمن برسالة برنابا ككتاب أوحى به الرب ، ومنهم من آمن برسالة الراعى لهرماس وغيره من الكتب غير الموجودة الآن فى قانون كتابك.

      فاسأل نفسك عزيزى المسيحى: ما هو المعيار الذى تحدد عليه قبول يعض الكتب دون الأخرى؟

      فإذا كان المعيار هو التقليد ، فقد رأيت أن تقليد الآباء يختلف اختلافا شديدًا فيما بينهم ، وما آمن به البعض كفر به الآخرون.

      ولا أريد أن أطيل أكثر من ذلك لأدخل فى الموضوع الأساسى، ورأى الكنيسة الأرثوذكسية فى الماضى فى ترجمة كتابها التى تقدسه، وما فعلته للحيلولة دون ذلك.

      ولكن يستحضرنى سؤال: أليس هذا هو نفس ما تقوم به الكنيسة الأرثوذكسية المصرية اليوم من قراءة الصلوات باللغة المصرية القديمة (القبطية)؟ فهل يفهم الشعب من القبطية غير الجُمل التى حفظوها من قساوستهم؟ وهل كان يسوع يتكلم المصرية القديمة؟ وما علاقة يسوع أو تلاميذه بالمصرية القديمة التى لا تُذكِّر إلا بالوثنية؟ وحتى لو تكلم أحد التلاميذ أو التابعين المخلصين المصرية القديمة ، فهل يقتضى هذا الإقتداء بهم وليس بيسوع نفسه؟



      عزيزي المسيحي ...

      أريناوس وأوريجانوس حذفا مِن كتاب الله..!
      أثناسيوس و من بعده أضافوا لكِتاب الله ..!

      فإن كان التقليد حقيقة وليس خُرافة صنعها لكم الآباء للتضليل .. فكيف يُضاف ويُحذف ؟!!... إن كان التقليد والتسلُّم من البدء هو المُعوّل ؟!!



      جزاكم الله خيراً استاذنا علاء أبوبكر.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 07:55 م.
      "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
      رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
      *******************
      موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
      ********************
      "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
      وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
      والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
      (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أخى الدكتور أمير عبد الله

        وأنتظر تعليقاتك على المناظرة حول عقيدة التثليث ، وكان الله فى عونك أثناء قراءتها ، وطبعا بعدها وقبلها ، ما أقصده أن الموضوع طويل ، فهو كتاب كامل ، ولكن أنتظر نقدكم وتحليلكم للكتاب ، وما يمكن إضافته عليه لإثرائه ، وخاصة أخى ياسر جبر ، وباقى الأخوة الأفاضل

        لكن ألم تلاحظ فضل البروتستانتية على الأرثوذكس والكاثوليك فى نشر كلمة الرب وترجمة الكتاب المنسوب إليه ، حيث منع الآخرون كتاب الرب من الترجمة والقراءة والتداول؟ وحتى هذه اللحظة لا يوجد كتاب مقدس للأرثوذكس، ولكنهم يعتمدون على نسخة الفاندايك البروتستاتية.

        علاء أبو بكر
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 2 نوف, 2020, 07:54 م.

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
        ردود 0
        25 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
         
        ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 12 سبت, 2023, 04:51 م
        ردود 0
        46 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة Mohamedfaid1
        بواسطة Mohamedfaid1
         
        ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 07:57 ص
        ردود 0
        51 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة Mohamedfaid1
        بواسطة Mohamedfaid1
         
        ابتدأ بواسطة mohamed faid, 6 أغس, 2023, 03:01 ص
        ردود 0
        52 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة mohamed faid
        بواسطة mohamed faid
         
        ابتدأ بواسطة mohamed faid, 6 أغس, 2023, 02:40 ص
        ردود 0
        64 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة mohamed faid
        بواسطة mohamed faid
         
        يعمل...
        X