القواعد الأساسية في الفقه الاسلامي

تقليص

عن الكاتب

تقليص

صفي الدين مُسْلِم حُرٍ لله اكتشف المزيد حول صفي الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القواعد الأساسية في الفقه الاسلامي

    السلام عليكم
    يُعرض في هذه الصفحة القواعد الكُلية في الفقه الاسلامي
    -معنى القواعد:
    القواعد:جمع قاعدة و هي تطلق في لغة العرب على الاساس يقول علماء اللغة:قواعد البيت أساسه و في التنزيل يقول الله عز و جل{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
    يقول المفسرون:القواعد بمعنى الاسس أو الجدر
    و أما القاعدة فى الاصطلاح الفقهي فالمراد منها"الضابط, و هي ألامر الكلي المُنطبق على جميع جزئياته",بمعنى أن يندرج تحت هذا الضابط-أو هذا الامر الكلي-مجموعة من الاحكام المُتشابهة التي ترجع في جملتها الى أصل واحد و قد يرد على القاعدة بعض الاستثناءات و لكن ذلك لا يؤثر على عمومها و شمولها لكثير من الاحكام
    و من أشهر الكتب التي خصصها أصحابها للبحث في هذا النوع من الدراسات الفقهية:قواعد الاحكام في مصالح الانام للامام عز الذين ابن عبد السلام و الفروق للعلامة القرافي و القواعد للعلامة ابن رجب و الاشباه و النظائر للسيوطي و الاشباه و النظائر لابن نجيم
    و اذا كان الشافعي رحمه الله هو أول من كَتب في أصول الفقه فانه ينسب الى فقهاء المذهب الحنفي أنهم أول من كتبوا في القواعد و الذي يبدو أن دراستهم للقواعد ليست لذاتها بل لأنهم أرادوا على طريقها البحث عن أصول مذهبهم
    و علماء هذا الفن قسموا قواعد الفقه الاسلامي الى قسمين نتناول هنا أحدهم و هو أشملهم
    1-ألامور بمقاصدها
    2-المشقة تجلب التيسير
    3- الضرر يزال

    يتبع.....
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 03:32 ص.
    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

  • #2
    موضوع ممتاز يستحق المتابعة .


    جعله الله في ميزان حسناتكم .
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 03:31 ص.
    ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
    [ النحل الآية 125]


    وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]


    تعليق


    • #3
      متابعين يا أخ صفى ....................................
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 03:31 ص.



      تعليق


      • #4
        السلام عليكم
        بارك الله فيكم أخواني ألافاضل Alaa El-Din و اليرموك
        1-ألامور بمقاصدها:
        معنى هذه القاعدة:
        ألامور بمقاصدها قاعدة شرعية يُراد منها:أن كل قول أو عمل انما هو بالمقصد الذي يريد صاحبه أن يحققه,أو بالغاية التي يريد الوصول اليها من وراء قوله و عمله
        فإن تكلم أو تحرك فالعِبرة من كلامه أو حركته بما يقصد أو يريد, و بعبارة أخرى أن تقاس الاعمال و الاقوال بمقياس النوايا الحسنة أو السيئة للفاعل أو للقائل
        أساس القاعدة:
        و ألاصل في قاعدة الامور بمقاصدها ما رواه البخاري و مسلم و غيرهما من أئمة الحديث-رحمهم الله-عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:"إنما ألاعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى..."
        و عن جابر بن عبد الله ألانصارى رضي الله عنهما قال:كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم غزاة فقال:"ان بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيرا و لا قطعتم وادياً الا و كانوا معكم حبسهم المرض"
        و في رواية الا شاركوكم في الاجر,رواه مسلم و رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه قال:رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه و سلم فقال:"ان أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا و لا واديا الا و هم معنا حبسهم العذر"
        و هنالك أحاديث اخرى كثيرة في هذا المعنى ترجع كلها الى حديث النية الذي أنزله العلماء أعظم منزلة فقد اتفق ألائمة :الشافعي و أحمد ابن حنبل و ابن مهدي و أبوداود و الدارقطني و غيرهم على أن حديث النية ثُلث العلم و وجه العلامة الشوكاني رحمه الله ذلك بأن كسب العبد بقلبه و جوارحه و لسانه و عمل القلب أرجحها لأنه يكون بانفراده دون الآخرين
        و معنى العبارة ألاخيرة أن القلب قد يتجه الى فعل الخير دون أن يصاحب النية الكامنة فيه عمل مادي , و مع ذلك فإن الله يكتب لصاحب هذا القلب ثواب الخير الذي اتجه الى عمله دون أن ينفذه بالفعل , و هذا مستفاد صراحة من حديث جابر بن عبد الله الذي سبق أعلاه
        أهمية المقاصد:
        يظهر مما سبق أهمية المقاصد و النوايا البالغة في حياة العباد فهي التي تميز أعمالهم و أقوالهم عن غيرها,بل أن القصد المجرد قد يكون له عند الله شأن كبير
        و بيان ذلك أن عمل ألانسان إن صاحبته النية الحسنة و المقصد الحميد كان صاحبه مثابا عليه أما إن صاحبته النية غير الحسنة و المقصد غير الحميد فيكون صاحبه معاقبا عليه و لو أن العمل في الحالين واحد بل لو كان العمل في ظاهره أنه خير,فالعبادة اذا قُصد بها وجه الله تكون سببا في الثواب و المغفرة و الدرجات العلا عنده عز و جل,أما و العياذ بالله اذا أدها صاحبها تظاهرا و رياء فانها تكون بذاتها ذنباً عظيماً و اثماً كبيرا{الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ...}
        و هكذا سائر ألاعمال و ألاقوال التي تصدر من الانسان: ما يقصد به وجه الله يكون خيراً عظيماً في الدنيا و ألاخرة و ما يقصد به وجه الناس يكون على صاحبه شرا وبيلا في الدنيا و الاخرة يقول الله تبارك و تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
        و ليس هذا خاصا بأعمال الخير و البر و العبادة بل ان أفعال الناس العادية و معاملاتهم المُختلفة ينطبق عليها كل ما تقدم
        فالعقود مثلا اذا كان القصد من ابرامها قصدا مشروعا كان العقد صحيحا أما اذا كان القصد من ابرامها غير مشروع كان العقد باطلا كمن يبيع العنب لمن يعصره خمرا يكون بيعه باطلا و تصرفه محرما"في حالة علمه بالغرض طبعا"
        أما ما سبق الاشارة اليه من أن النية المجردة لها شأن عند الله كبير فيمكن القول بأن نية الخير تنفع صاحبها و لو بدون عمل, ولقد غفر الله لرجال تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يخرجوا معه في غزوة تبوك لأعذار حقيقية حالت دون خروجهم بل انه سبحانه اعتبرهم من المحسنين حيث يقول
        {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
        و لعل هؤلاء هم الذين عناهم النبي صلى الله عليه و سلم حينما بين في حديث جابر السابق الذكر"ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا و لا قطعتم واديا الا كانوا معكم حبسهم المرض"
        و في رواية "...الا شركوكم في الاجر"
        يتبع....
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 03:31 ص.
        مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم
          2-التيسير و عدم الحرج:
          عبر علماء القواعد عن هذه القاعدة بقولهم"المشقة تجلب التيسير"و أصل هذه القاعدة هو رفع الحرج عن العباد و التبسير عليهم في سائر أحوالهم
          و المراد من التبسير التسهيل بحيث تكون الاحكام الشرعية في مقدور المُكلف بمعتى أن يقوم بها من غير عسر أو حرج بل و بدون مشقة...أما الحرج فالمراد منه الضيق فإذا صار العبد فى حاله لا يستطيع معها القيام بالعبادة على النحو المعتاد فإن الله سبحانه و تعالى يُرخص له في أدائها حسب استطاعته و في هذا رَفع الحَرج عن العباد و أما المشقة فهي غير المعتادة ذلك أن كل تكليف لا يخلو من مشقة عند القيام بتنفيذه و لكن الفرق شاسع بين المشقة التي في وسع الإنسان أن يقوم بها و بين تلك التي يعجز عن تحملها فالثانية هي التي جعلها الله سببا في التيسير اذ أنه عز وجل يقول{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}
          أصل القاعدة:
          ترجع هذه القاعدة في أصلها الى نصوص القرآن الكريم التي نطقت صراحة بمدلول عام للقاعدة و ذلك في قوله سبحانه و تعالى{يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
          و قوله جل شأنه{ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
          و قوله تقدست أسماؤه{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}
          و غيرها من الايات التي تدور حول نفس المعنى
          و قد أكد النبي صلى الله عليه و سلم هذا المعنى القرآني في أحاديثه الشريفة فقد روى البخاري بسنده عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال"ان الدين يسر و لن يشاد الدين أحد إلا غلبه"
          و روايات أخرى كثيرة منه قوله صلى الله عليه و سلم"يسروا و لا تعسروا"
          أثر القاعدة:
          و نجد أثر هذه القاعدة واضحا في التكاليف الشرعية فالله جلت قدرته لم يفرض على المؤمنين من العبادات إلا ما في وسعهم فالعبادة اليومية التي كانت مكتوبة على أمة الاسلام خمسين صلاة في اليوم و الليلة خففها رب العالمين الى خمس صلوات-خمسين في العمل-و بقيت مع ذلك خمسين في ألاجر-و هي مع هذا عمل سهل ميسور....بل هو في الحقيقة راجع الى مصلحة المسلم نفسه في اخراه بل و في دنياه حيث يجد زاحة في نفسه و اطمئنانا في قلبه و ضميره عند أداء الصلاة لله رب العالمين فضلا عن الطهارة التي هى نظافة للبدن و للثوب و للمكان, و من رحمة الله لعباده أن المسلم اذا لم يجد الماء و كان غير قادر على استعماله يرخص له التيمم و اذا لم يستطع أداء الصلاة قائما يرخص له الصلاة جالسا أو على نحو ما يستطيع
          و الصوم فرضه الله شهراً و احداً في العام يقول تبارك و تعالى{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
          و الحج فرضه الله تعالى مرة واحدة في العمر و الزكاة فرض على الأغنياء الذين يسلكون نصابها الشرعي, و هي نسبة ضئيلة من المال تعود على المزكي بالخير و البركة و ألاجر العظيم
          و في مجال المعاملات تجد القاعدة مطردة تماما, شاءت رحمة الله عز و جل أن يفتح باب التعاقد واسعا أمام العباد
          و لم يضع من القيود الا تلك التي تمنع الظلم أو تحرم أكل أموال الناس بالباطل

          يتبع....
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 03:31 ص.
          مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم
            3-الضرر يزال:
            المعنى الاجمالي لهذه القاعدة أن الله عز و جل برحمته شرع لعباده الاحكام التي تصلح أحوالهم في الدنيا و الاخرة و تزيل عنهم كل ما يضر بهم أو يؤذيهم فاذا وقع الانسان في حالة الضرر الشديد جاز له في سبيل التخلص من هذا الضرر أن يلجأ الى الوسيلة التي يتفادى بها ما حل به من ضرر
            فمثلاً حَرم الله تعالى التعدي على حقوق الغير سواء باستعمال أو الاتلاف و لكن لو توقفت حياة انسان على أخذ شئ من مال غيره فإنه يُعتبر في حالة ضرورة تبيح له أن يتناول من مال الغير القدر اللازم لدفع الهلاك و لإزالة الضرر مع التزامه بتعويض صاحب المال عند الميسرة
            مثل من يدفع- بمال مملوك لأخر في شكل أداة يستعملها هذا ألاخر لحرث أرضه-عن نفسه سبعا أو ما شابه و أهلك هذا المال أو جزء منه
            أساس القاعدة:
            و الاصل في هذه القاعدة ما رواه أحمد و ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال"لا ضرر و لا ضرار"فالشريعة الغراء تَحرص على ازالة الضرر عن الافراد و الجماعات تطبيقا لما تقضي به مبادؤها السامية و طبقا لما ورد في هذا الحديث الذي يعتبر أصلا من أصول الشريعة و الذى انبنت عليه كثير من الاحكام
            و قد كثرت الاقوال في شرح هذا الحديث الجامع و الذي يعنينا منها أن نعرف أن النبي صلى الله عليه و سلم قد نهى عن الضرر بصفة عامة و أيا كان مصدره, و أن قاعدة"الضرر يُزال"مستمدة من هذا الحديث الشريف"
            نطاق القاعدة:
            و تطبيقات هذه القاعدة تجدها في معظم أبواب الفقه الاسلامي في العبادات و في المعاملات و بصفة خاصة في أحكام الجناية و العقوبة
            و نظراً لانها قاعدة أساسية قد تفرعت عنها قواعد اخرى كلية منها:
            1- الضرورات تُبيح المحذورات:و تطبيقا لهذه القاعدة:جاز للمضطر أكل الميتة و رفع العقاب عن المُكره و جاز للمُعتدى عليه أن يُدافع عن نفسه طبقا لنظرية الدفاع الشرعي
            2-الضرورة تقدر بقدرها:و بناء على هذه القاعدة لا يجوز للمُضطر أن يتناول من المُحرمات الا القدر اللازم لانقاذ نفسه من الهلاك كما لا يجوز للمُعتدى عليه أن يتجاوز القدر اللازم لرد العدوان
            3-الضرر لا يُزال بالضرر:و هذا أمر بديهي لان ازالته بالضرر تعتبر ضررا و هذا لا يجوز
            و تطبيقا لذلك لا يجوز للمُضطر أن يتناول طعام مُضطر آخر
            و المَقصِد من هذا الموضوع توضيح فِكرة القواعد الاساسية الكُلية في الفقه الاسلامي دون الخوض في التفصيلات الجُزئية
            و سلاماً على المرسلين و الحمد لله رب العالمين

            *مبادئ الفقه الاسلامي
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 03:31 ص.
            مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

            تعليق


            • #7
              جزاكم الله خيرا اخى

              موضوع رائع
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 03:31 ص.
              والله لو صاحب المرء جبريل .. لم يسلم المرء من قال و قيلا


              قد قيل فى الله أقوالاً مصنفهً .. تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا


              قد قيل أن له ولداً وصاحبهً .. زوراً عليه و بهتاناً وتضليلا



              هذا قولهم فى الله خالقهم .. فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم
                المشاركة الأصلية بواسطة ام مريم مشاهدة المشاركة
                جزاكم الله خيرا اخى

                موضوع رائع
                بارك الله فيكِ و في ذريتكِ أختي الفاضلة
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 03:30 ص.
                مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيرا اخى علي الموضوع
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 03:30 ص.



                  (( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم
                    جزاك الله خيرا اخى علي الموضوع
                    و بارك فيكِ اختي الفاضلة على المتابعة
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 03:30 ص.
                    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 9 أغس, 2023, 11:28 م
                    ردود 0
                    28 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                    ابتدأ بواسطة عادل خراط, 17 أكت, 2022, 01:16 م
                    ردود 112
                    164 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة عادل خراط
                    بواسطة عادل خراط
                     
                    ابتدأ بواسطة اسلام الكبابى, 30 يون, 2022, 04:29 م
                    ردود 3
                    35 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة عاشق طيبة
                    بواسطة عاشق طيبة
                     
                    ابتدأ بواسطة عادل خراط, 28 أكت, 2021, 02:21 م
                    ردود 0
                    120 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة عادل خراط
                    بواسطة عادل خراط
                     
                    ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 01:31 م
                    ردود 3
                    64 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة عادل خراط
                    بواسطة عادل خراط
                     
                    يعمل...
                    X