تويت
السقط , التلف,التآكل (lacuna)
وشوية حاجات كمان
وشوية حاجات كمان
إذا نظرت للصور بالأسفل ستلاحظ وجود أماكن تالفة, يمكنك في حالة القرآن مثلاً أن تعرف الكلمات التي كانت موجودة في الأماكن التالفة من خلال الكلمات التي قبلها وبعدها والمساحة التالفة.
في بعض الحالات يكون السقط ممتد لصفحة أو أكثر , صفحة أو اكثر ساقطة, كيف نعرف أنها ساقطة وليست غائبة؟
من خلال طريقة عمل الكراسات QUIRES , إذا نظرت للصورة ستجد أن الورقة يتم طيها لتشكل 4 صفحات , الصفحة الواحدة تشكل وجهاً وظهراً ( recto,verso), فتصبح 16 صفحة.
إذا قطعت ورقة واحدة منهن يمكنك بسهولة أن تعرف أنها كانت موجودة من خلال الورقة الأخرى المقابلة لها (أختها)التي تبقى معلقة بدون ورقة مقابلة, و ستكون آثار القطع واضحة .
وتوجد طريقة أخرى تعرف بها هل الورقة الساقطة كانت موجودة أم لا, بل تستطيع أن تعرف هل كانت تحتوى على الفقرة الفلانية أم لا, من خلال متوسط عدد السطور والكلمات في الصفحة الواحدة.
فمثلا إذا قلنا أن متوسط عدد السطور في الصفحة الواحدة في مخطوط المشهد الحسيني بالقاهرة = 12 سطر , ومتوسط عدد الكلمات في الصفحة الواحدة=33 , فإذا انتهت الصفحة رقم 1 بقوله تعالى (كانا يأكلان الطعام), ثم وجدنا تلفاً أو سقطاً في الصفحة التي بعدها (رقم2) , أو حتى لم نجد الصفحة رقم 2 أصلا, ثم وجدنا الصفحة رقم (3) تبدأ بقوله تعالى (قد ضلوا من قبل) وقتها نستطيع أن نتأكد بأنه كانت هناك صفحة ساقطة وأنها كانت تحتوى على المقطع الذي بين ( كانا يأكلان الطعام) و (قد ضلوا من قبل) ألا وهو[انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ ] لأن عدد الكلمات تقريباً في هذا المقطع = 34 , فالمتوسط يستطيع أن يعرفك هل الفقرة المفقودة كانت يوماً ما موجودة أم لا.
بهذه الطريقة تمكن علماء النقد النصي من معرفة أن قصة المرأة الزانية غائبة من المخطوطة السكندرية رغم أن هناك سقط في تلك المنطقة في المخطوطة, سقط أي أن عدداً من الأوراق مفقودة , وذلك عن طريق عد متوسط عدد الكلمات والأحرف والأسطر في الصفحة , فلاحظوا أن الصفحات المفقودة لو كانت موجودة فإنها لن تتسع لفقرة بحجم قصة المرأة الزانية (13 نص).
وبهذه الطريقة أيضاً تمكنوا من معرفة أن مخطوط فيرسيلنسز لا يحتوى على خاتمة مرقس رغم وجود سقط في المخطوط في تلك المنطقة.
وبنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءاً عليه :-
عندما يكون لديك مخطوطات للقرآن من القرن الأول تحتوى على 96% من القرآن , فال4% الغير موجودة بسبب السقط يمكنك التأكد من وجودها بتلك الطريقة.
الأمر الأهم, إذا كانت لديك مجموعة من 1000 شخص فأردت أن تجرى لهم فحصاً للفيروس ثم أخذت منهم 100 شخص عشوائياً وأجريت لهم الفحص وكانت النتيجة سلبية فإن علم الإحصاء يؤكد لنا أن باقي الألف شخص نتيجتهم أيضاً سلبية, لأنه لن تكون مصادفة أن المائة شخص الذين تم اختيارهم عشوائياً هم فقط الأصحاء دوناً عن الباقين .
نسبة 10% كعينة عشوائية كافية تماماً لتحديد مجمل المجموعة , فما بالك إذا كانت العينة 96% !!!
لديك 96% وكلها مطابقة للنص الحالي فهل ال4% التي لم تصل هي المحرفة؟! هل تعمد الزمن أن يوصل لنا السليم فقط دون المحرف؟
وأزيدك, مخطوط صنعاء رقم 1 من القرن الأول هو نص عثماني قياسي مطابق للنص الحالي بنسبة 100% , يحتوى على 42% من القرآن , ما معنى ذلك ؟
معناه أن هناك سقط في باقي المخطوط, ضاعت بعض الأوراق , والبعض الآخر تعرض للتلف , والصفحات المتوفرة هي نفسها في بعضها تلك جزئي.
يمكنك من خلال هذه 42% أن تقول :
(لدينا مخطوطة كاملة للقرآن الكريم كاملاً مطابقة تماماً للنص الحالي) !!
كيف ذلك؟
نظراً لأن هذه المخطوطة تمثل عينة عشوائية , وهذه العينة ضخمة الحجم جداً (42%) , ثم إن هذه العينة مطابقة تماماً للنص الحالي, إذن الجزء المفقود هو أيضاً مطابق للنص الحالي, وإلا هل ستقوم عوامل الزمن والعِتة بإتلاف الأجزاء المخالفة لنا وإبقاء فقط الموافقة لنا؟!
وأقصد بعينة عشوائية أنها تحتوي مثلا على عشر آيات متتاليات من البقرة ثم سقط, ثم آيايتين متتاليتين ثم سقط, وهكذا, فصارت لدينا عينة عشوائية ضخمة.
وصيـــــــــــــــــــــــــة:
عندما يطلب منك النصراني شيئاً أو يعرض عليك إشكالية فاعلم أن هذا أقصى سقفه وأعلى ما يقدر على فعله , هذه معلومة ممن خبر القوم سنين, بمعنى أنه عندما يقول لك :
(أريد مخطوطة من القرن الأول تحتوى على القرآن كاملا)
أو
(أريد مخطوطة تحتوى على نفس ترتيب السور )
فاعلم أنه لن يقدر على أكثر من ذلك, فثق بنفسك ولا تكن مهزوماً, أقصد [[[[[لاا تعط طلبه أكثر من حجمه ]]]]] فما قيمة أن تأتي بمخطوطة بنفس ترتيب السور - موجودة - في موضوع موثوقية النص؟ وما قيمة أن تحصل على مخطوطة كاملة طالما يمكننا جمع كل القرآن تقريبا من مجموع المخطوطات ؟ هل سنلوم العتة على أكلها للأوراق؟ أم سنقفز على ضرورات الزمن؟
العبرة بوجود اختلافات مع النص الحالي.
والوصية الثانية[[[[ لا تدافع أبداً مستعملاً معاييرك العالية]]]]
بمعنى أنت عالى المعايير وهم جميعاً عند ركبتك, فأنت تشترط أن ينتقل النص بنفس طريقة نطق محمد !! لا أقول بنفس الكلمات ولا الأحرف بل بنفس الصرفيات التي لا تؤثر على المعنى !!
وبناءاً عليه فلو ناقشته بمعاييرك سيخلط لك بين موضوعين (موثوقية النص) و (عقيدة الوحي الحرفي) وسيأتي لك بأمورمن المخطوطات تؤثر على عقيدة الوحي الحرفي-وعليها رد طبعا- لكنها لا تؤثر على موثوقية النص وسيوهمك وأنت بتجاوبك معه ستوهمه وستوهم نفسك بأنها تؤثر على موثوقية النص.
ولأنه يظلمك فلا يعترف لك بالفضل حتى في باب التنظير بعلو معاييرك عنه بل يسميها جسدانية! وإن هم إلا كالأنعام .
معلومــــــــــــــــــــــــــــة:
عدد (الاختلافات)+(الأخطاءالعفوية و الإملائية التي صححها ناسخ المخطوطة نفسه)+(الأخطاء العفوية والإملائية التي صححها أشخاص جاءوا بعد ناسخ المخطوطة بفترة )+(الحروف والكلمات الممسوحة سبب الزمن) في 330 مخطوط قرآني مجتمعين = ثلث نظيرتها في المخطوطة السينائية للكتاب المقدس فقط!!
وكتبه دكتور أحمد الشامي
