انجيل يسوع

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Rebar M Kh مسلم اكتشف المزيد حول Rebar M Kh
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Rebar M Kh
    0- عضو حديث
    • 22 فبر, 2023
    • 5

    انجيل يسوع

    إنجيل يسوع
    إدّعى بولس في رسائله أنّه من خلاله فقط يمكن الوصول للتعاليم الحقيقية الصحيحة ليسوع المسيح، فليس من حق أيّ بشر ولا حتى لملاك من السماء أن يختلف معه (غلاطية 1: 8)، لأنّ كلّ ما يقوله هو "وصية الرب" (1 كور 14: 37)، أخذها واستلمها "بوحي من يسوع المسيح" (غلاطية 1: 12). عندما هجره بعض أتباعه في غلاطية واتّجهوا الى "إنجيل مختلف"، أكّد أنّهم مرتدون عن الإنجيل الحقيقي (1: 6). ولكن، وعندما نستعرض مجمل الرسائل المنسوبة إليه، سنلاحظ أنّ بولس لم يقتبس من كلام المسيح ولم يستشهد به إلّا مرّتين؛ الأولى في 10:7 من كورنثوس الأولى عندما قال: (وأمّا المتزوجون فأوصيهم، ولست أنا الموصي، بل الربّ، بأن لا تفارقَ المرأةُ زوجَها). والثانية في 14:9 من نفس الرسالة حين قال: (وهكذا قضى الربُّ للذين يعلنُ البشارة أن يعيشوا في البشارة). أمّا عند دراسة أفكار بولس وعقيدته ولاهوته، فسنلاحظ أيضًا أنّها (ذات بنية مستقلة ومميزة عن تعاليم المسيح والتقليد الفلسطيني الى درجة لا يمكن اعتبارها أبدًا مستوحاةً من تعاليم المسيح ولا حتى اعتبارها تطورًا منها) ([1]).

    عندما خلف جيلٌ مسيحيٌّ ثانٍ بعد بولس، كانت المجموعات الصغيرة التي تعرّفت شخصيًا على يسوع واستمعت منه قد اختفت. حينها سَعَتْ عدّة جهود لتدوين ما تمّ نقله شفهيّا. إنجيل الرب الذي كان يشير إليه بولس تمّت صياغته في أربعة أسفار سميّت بالأناجيل.

    افتتح صاحب أوّل ما دُوِّنَ من الأناجيل إنجيله بقوله: "بِدءُ إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (مرقس1: 1)، ولكننا لا نعلم من هو كاتبه لنحدّد مدى ثقتنا به، فنحن نعلم على وجه اليقين - وعلى أقلّ تقدير - أنّه لم يكن شاهد عيان.

    يقول لنا المؤلفُ مجهولُ الهوية عندما خاطب تاوفيلوس في مجلّده الأوّل وهو يشير الى مصادره في إنشاء روايته "المرتّبة" إنّها كانت: "شهود عيان" و "أبحاثه الخاصة" (لوقا 1: 1- 4). ربما لم يكن المسكين يعلم (كما نعلم نحن الآن) أنّ الإنجيل المنسوب الى مرقس، مصدره الرئيسي، لم يكن أصلا من عمل شاهد عيان.

    وليس حال الإنجيل الذي نسب الى متى بأفضل منه.

    من ناحية أخرى، عندما خاطب لوقا ثاوفيلوس، نلاحظ أنّه ادّعى أنّه تقصّى ثم قدّم كلّ المعلومات التي جمعها عن بشارة يسوع، بينما نلاحظ أنّ كاتب الإنجيل الرابع يصرّح أنّه كان انتقائيًا في المعلومات التي قدّمها عن إنجيل يسوع، فهناك الكثير من الأعمال والآيات أتى بها يسوع لم تدرج في هذا الكتاب (20: 30). يشهد ملحق الإنجيل الرابع للإنجيل نفسه بقوله: "وهذا التلميذ هو الذي يشهد بهذه الأمور وهو الذي كتبها، ونحن نعلم أنّ شهادته صادقة". على مدى ألفي سنة، اجتهد العلماء ولم يعرفوا على وجه اليقين من هو هذا "التلميذ" ومن هم المشار إليهم بالضمير "نحن".

    من المؤكد أنّ كلًّا من الأناجيل الأربعة يحتوي على أعمال أو أقوال تُنسَبُ تاريخيًا الى يسوع المسيح، ولكن من المؤكد أيضًا أنّ كلّ إنجيليٍّ قدمها وأضاف عليها ونقص منها بصورة مختلفة. ويبقى أن نشير الى أنّ العنصر الوحيد الجيد في هذه الأناجيل الأربعة والذي قد يفسّر أو - على الأقل - يضع عذرًا لتناقضهم واختلافاتهم هو غياب أي ادعاء من أيِّ كاتب من كتبة الأناجيل الأربعة من أنّ أعمالهم "ملهمة"

    ريبر محمد

    [1]. Theology of the New Testament, Bultmann, p 189

    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 فبر, 2023, 09:40 ص.

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة وداد رجائي, منذ 5 يوم
ردود 0
18 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وداد رجائي
بواسطة وداد رجائي
ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 4 أسابيع
ردود 3
144 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ابن الوليد
بواسطة ابن الوليد
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 19 مار, 2024, 03:12 م
ردود 0
51 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 مار, 2024, 04:29 ص
ردود 0
13 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 17 مار, 2024, 07:28 م
رد 1
59 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين
يعمل...