روي عن إبن مسعود رضي الله عنه أنه كان قد أثبت البسملة في أول سورة براءة في مصحفه.. وتوجيه ذلك هو ما ذكره السخاوي..
قال: " اشتُهر تركها في أول براءة.. وروي عن عاصم التسميةُ في أولها.. وهو القياس ... لأنه مخصوص بمن نزلت فيه (أى الترك) ".. (جمال القراء بتصرف)..
قلتُ: ويؤكد صحة ما ذكره ما روي عن الإمام علي رضي الله عنه..
فعن محمد بن الحنفية أنه قال: " قلتُ لأبي لم لم تكتبوا في (براءة) بسم الله الرحمن الرحيم ؟! فقال: يا بني إن (براءة) نزلت بالسيف وإن بسم الله الرحمن الرحيم أمان ".. (زاد المسير)..
وكذا قال سفيان بن عيينة حين سُأل عن ذلك فقال: لأن التسمية رحمة والرحمة أمان وهذه السورة نزلت في المنافقين.. كما عند إبن الجوزي في تفسيره..
ولرواية علي رضي الله عنه شاهد مما رواه محمد بن كعب القرظي.. قال: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبَا بَكْرٍ أَمِيرًا عَلَى الْمَوْسِمِ سَنَةَ تِسْعٍ.. وَبَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثِينَ آيَةً أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً مِنْ "بَرَاءَةَ" فقرأها عَلَى النَّاسِ.. يُؤَجِّلُ الْمُشْرِكِينَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ يَسِيحُونَ فِي الْأَرْضِ.. فَقَرَأَهَا عَلَيْهِمْ يَوْمَ عَرَفَةَ ".. (تفسير القرآن العظيم)..
قلتُ: وهذا يعني أن علياً رضي الله عنه كان قد قرء عليهم هذه الرواية المثبتة في مصحف عثمان رضي الله عنه بغير بسملة..
ولذلك يقول الشوكاني في تفسيره فيما أورده بخصوص هذه المسألة: " عَنِ المُبَرِّدِ وغَيْرِهِ أنَّهُ كانَ مِن شَأْنِ العَرَبِ إذا كانَ بَيْنَهم وبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ.. فَإذا أرادُوا نَقْضَهُ كَتَبُوا إلَيْهِمْ كِتابًا ولَمْ يَكْتُبُوا فِيهِ بَسْمَلَةً.. فَلَمّا نَزَلَتْ بَراءَةٌ بِنَقْضِ العَهْدِ الَّذِي كانَ بَيْنَ النَّبِيِّ ﷺ والمُشْرِكِينَ بَعَثَ بِها النَّبِيُّ ﷺ عَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ فَقَرَأها عَلَيْهِمْ ولَمْ يُبَسْمِلْ في ذَلِكَ عَلى ما جَرَتْ بِهِ عادَةُ العَرَبِ ".. (فتح القدير)..
قلتُ: ولما كانت قراءة إبن مسعود مسندة عن النبي عليه السلام فقد أثبتها في مصحفه كما سمعها منه برواية غير تلك التي قرئها علي رضي الله عنه وفي أولها البسملة..
وكان عمر رضي الله عنه قد أمر إبن مسعود أن يقرء بحرف قريش وهو ما جمع عثمان الناس عليه..
فعنه أنه بعث رسالة لإبن مسعود جاء فيها: " الْقُرْآنَ نَزَلَ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ.. فَأَقْرِئِ النَّاسَ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ لَا بِلُغَةِ هُذَيْلٍ ".. (فتح الباري)..
قلتُ: وفيه أن القراءة بلغة هذيل كانت من باب الترخص..
وكان حرف إبن مسعود بلغة هذيل..
ولذلك يقول الإمام القرطبي نقلاً عن إبن عبد البر: " فَبَانَ بِهَذَا أَنَّ تِلْكَ السَّبْعَةَ الْأَحْرُفَ إِنَّمَا كَانَ فِي وَقْتٍ خَاصٍّ لِضَرُورَةٍ دَعَتْ إِلَى ذَلِكَ.. ثُمَّ ارْتَفَعَتْ تِلْكَ الضَّرُورَةُ فَارْتَفَعَ حُكْمُ هَذِهِ السَّبْعَةِ الْأَحْرُفِ.. وَعَادَ مَا يُقْرَأُ بِهِ الْقُرْآنُ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ ".. (الجامع لأحكام القرآن)..
وأما خبر إبن عباس رضي الله عنه (قلتُ لعثمانَ: ما حَمَلَكم على أن عَمَدتم إلى الأنفالِ وهي من الثَّمانِي وإلى براءةَ وهي مِن المِئِينَ فَقَرَنتُم بينَهما ولم تَكْتُبُوا سَطْرَ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾) فقد قال فيه الشيخ الألباني كما في (هداية الرواة): فيه نكارة.. وقال فيه الشيخ أحمد شاكر كما في (تخريج المسند): إسناده ضعيف جداً..
قال: " اشتُهر تركها في أول براءة.. وروي عن عاصم التسميةُ في أولها.. وهو القياس ... لأنه مخصوص بمن نزلت فيه (أى الترك) ".. (جمال القراء بتصرف)..
قلتُ: ويؤكد صحة ما ذكره ما روي عن الإمام علي رضي الله عنه..
فعن محمد بن الحنفية أنه قال: " قلتُ لأبي لم لم تكتبوا في (براءة) بسم الله الرحمن الرحيم ؟! فقال: يا بني إن (براءة) نزلت بالسيف وإن بسم الله الرحمن الرحيم أمان ".. (زاد المسير)..
وكذا قال سفيان بن عيينة حين سُأل عن ذلك فقال: لأن التسمية رحمة والرحمة أمان وهذه السورة نزلت في المنافقين.. كما عند إبن الجوزي في تفسيره..
ولرواية علي رضي الله عنه شاهد مما رواه محمد بن كعب القرظي.. قال: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبَا بَكْرٍ أَمِيرًا عَلَى الْمَوْسِمِ سَنَةَ تِسْعٍ.. وَبَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثِينَ آيَةً أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً مِنْ "بَرَاءَةَ" فقرأها عَلَى النَّاسِ.. يُؤَجِّلُ الْمُشْرِكِينَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ يَسِيحُونَ فِي الْأَرْضِ.. فَقَرَأَهَا عَلَيْهِمْ يَوْمَ عَرَفَةَ ".. (تفسير القرآن العظيم)..
قلتُ: وهذا يعني أن علياً رضي الله عنه كان قد قرء عليهم هذه الرواية المثبتة في مصحف عثمان رضي الله عنه بغير بسملة..
ولذلك يقول الشوكاني في تفسيره فيما أورده بخصوص هذه المسألة: " عَنِ المُبَرِّدِ وغَيْرِهِ أنَّهُ كانَ مِن شَأْنِ العَرَبِ إذا كانَ بَيْنَهم وبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ.. فَإذا أرادُوا نَقْضَهُ كَتَبُوا إلَيْهِمْ كِتابًا ولَمْ يَكْتُبُوا فِيهِ بَسْمَلَةً.. فَلَمّا نَزَلَتْ بَراءَةٌ بِنَقْضِ العَهْدِ الَّذِي كانَ بَيْنَ النَّبِيِّ ﷺ والمُشْرِكِينَ بَعَثَ بِها النَّبِيُّ ﷺ عَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ فَقَرَأها عَلَيْهِمْ ولَمْ يُبَسْمِلْ في ذَلِكَ عَلى ما جَرَتْ بِهِ عادَةُ العَرَبِ ".. (فتح القدير)..
قلتُ: ولما كانت قراءة إبن مسعود مسندة عن النبي عليه السلام فقد أثبتها في مصحفه كما سمعها منه برواية غير تلك التي قرئها علي رضي الله عنه وفي أولها البسملة..
وكان عمر رضي الله عنه قد أمر إبن مسعود أن يقرء بحرف قريش وهو ما جمع عثمان الناس عليه..
فعنه أنه بعث رسالة لإبن مسعود جاء فيها: " الْقُرْآنَ نَزَلَ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ.. فَأَقْرِئِ النَّاسَ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ لَا بِلُغَةِ هُذَيْلٍ ".. (فتح الباري)..
قلتُ: وفيه أن القراءة بلغة هذيل كانت من باب الترخص..
وكان حرف إبن مسعود بلغة هذيل..
ولذلك يقول الإمام القرطبي نقلاً عن إبن عبد البر: " فَبَانَ بِهَذَا أَنَّ تِلْكَ السَّبْعَةَ الْأَحْرُفَ إِنَّمَا كَانَ فِي وَقْتٍ خَاصٍّ لِضَرُورَةٍ دَعَتْ إِلَى ذَلِكَ.. ثُمَّ ارْتَفَعَتْ تِلْكَ الضَّرُورَةُ فَارْتَفَعَ حُكْمُ هَذِهِ السَّبْعَةِ الْأَحْرُفِ.. وَعَادَ مَا يُقْرَأُ بِهِ الْقُرْآنُ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ ".. (الجامع لأحكام القرآن)..
وأما خبر إبن عباس رضي الله عنه (قلتُ لعثمانَ: ما حَمَلَكم على أن عَمَدتم إلى الأنفالِ وهي من الثَّمانِي وإلى براءةَ وهي مِن المِئِينَ فَقَرَنتُم بينَهما ولم تَكْتُبُوا سَطْرَ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾) فقد قال فيه الشيخ الألباني كما في (هداية الرواة): فيه نكارة.. وقال فيه الشيخ أحمد شاكر كما في (تخريج المسند): إسناده ضعيف جداً..