هل أنكر ابن عاشور صلب المسيح؟
الشبهة:
وجدت شخص مسيحي اخذ تفاسير منهم الطاهر ابن عاشور اللي فسر الايه لغويا وقال إن المسيح صلب بالفعل طبعا للغه العربية! ولعله ذهب إلى تأويل الايه باللغه ولم يقل انه المسيح صلب جحود للايه الكريمه
الرد:
قال تعالى: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
نفى الله تعالى في هذه الآية نفيًا قاطعًا أن يكون اليهود قد قتلوا المسيح أو صلبوه. ولا يخفى فهم معنى الآية وصريح دلالتها لكل مُسلمٍ عامي فضلًا عن أن يكون عالمًا من علماء الأمة ومُفسريها. فهي حُجة بذاتها ومن المعلوم من الدينِ بالضرورة ولا تحتمل التأويل، ويكون من يُنكرها ويقول بخلافها قد أنكر معلومًا من الدين بالضرورة، وهذا كُفرٌ مُخرجٌ من الملة.
ولم يُخالف في فهم معنى هذه الآية ابن عاشور ولا غير ابن عاشور، بل هذا إجماع الأمة سلفًا وخلفًا، وهي عقيدة المسلمين قاطبةً أن المسيح صلى الله عليه وسلم لم يُقتل ولم يُصلب.
أما ما فعله النصراني المشغب، فهو اقتصاص كلام ابن عاشور من سياقه وإخفاء حقيقة ما قاله -كذبًا وزورًا- للتشغيب على المسلم. ويجب على كل مسلمٍ أن يُراجع خلف هؤلاء، فلا أمان لهم، فمن حرفوا كتاب الله واعتقدوا بما لم يُنزل الله به سلطانا وقالوا على ربهم ما لم يقله، أمثل هذا يؤتمن في نقوله عن علماء المسلمين؟
وقد كان حديث ابن عاشور اللغوي عن واو الحال، أن (وما قتلوه وما صلبوه) الواو فيه ظاهرها أنها واو الحال أي حقيقة حالهم الذي يُكذب قولهم:
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ ... وَمَا قَتَلُوهُ)
- قالوا أنهم قتلوا
- حقيقة حالهم أنهم ما قتلوه
فدلت على أن حالهم هو الكذب. (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ ... وَمَا قَتَلُوهُ)، وبهذا المعنى الذي ساقه ابن عاشور، فإنه لا يُراد بها نفي القتل في ذاته، مع أن الآية تُصرح بالنفي، وإنما يُراد به بيان حالهم من الكذب بزعمهم أنهم قتلوه وهم لم يقتلوه. ثم بين الله أن هذا الكذب منشأه الاشتباه عليهم، وأنهم توهموا أنهم قتلوه (ولَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ)، فالزعم بأنه قُتِل هو اختلاقٌ من اليهود، ثم قال ابن عاشور صراحة: (والّذي يجب اعتقاده بنصّ القرآن : أنّ المسيح لم يُقتل ، ولا صُلب ، وأنّ الله رَفَعَه إليه ونجّاه من طالبيه ، وأمَّا ما عدا ذلك فالأمر فيه محتمل)
فكان من الكذب والمغالطة التي لفقها النصراني:
1- إخراج كلام ابن عاشور عن حقيقته وادعاء أنه يؤكد القتل والصلب من اللغة و واو الحال !!
2- حذف جملة ابن عاشور الصريحة في بيان حال اليهود، أن دعواهم قتل المسيح محض افتراء وكذب.
3- ثم تعامى ولم يذكر بعدها تصريح ابن عاشور القاطع بأن الله نفى القتل والصلب عن المسيح وأن هذا اعتقاد المسلمين قاطبة.
وهكذا يتبين أن ابن عاشور وغيره من المفسرين إجماعا على أن المسيح لم يُقتل ولم يُصلب. ولا يقول خلاف هذا إلا من في قلبه مرض أو كذب بكتاب ربه.
والحمدلله رب العالمين.





تعليق