سفر التكوين فى الميزان:الاصحاح الاول:المقال الاول:

تقليص

عن الكاتب

تقليص

م.امير اكتشف المزيد حول م.امير
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سفر التكوين فى الميزان:الاصحاح الاول:المقال الاول:


    عدم دقه لغويه ام نسيان:
    فى اول فقره من الكتاب المقدس فى سفر التكوين يقول العدد الاول 1"فى البدء خلق الله السماوات و الارض".
    عندما تقرا الانسان ذلك العدد فانه يفهم منه معنى من المعنيين التاليين
    1.اول معنى انه كلام مجمل عن خلق السماوات و الارض بما فيهن ثم بعد ذلك سيتم تفصيل ذلك الكلام المجمل بمراحل الخلق المختلفه بما فى ذلك مرحله خلق الارض بمختلف مراحلها و السماء بمختلف مراحلها
    2. و ليستقيم ذلك المعنى لابد من عدم وصف حاله الارض او السماء بعد تلك الجمله لانه اذا جاء وصف لها فمعنى ذلك ان الكلام مقصود بمعناه المباشر و هو انا الله خلق السماوات و الارض و حالتهما هكذا لذلك فالوصف الذى جاء فى العدد الثانى 2"و كانت الارض خربه و خاليه و على وجه الغمر ظلمه و روح الله يرف على وجه المياه"
    معنى ذلك الوصف ان خلق السماوات و الارض تام بصوره و ها هى حاله الارض كذا و كذا.
    3.فالمعنى الذى يستقيم معه الحاله بالعدد الثانى هو انه بالفعل تم خلق السماوات و الارض و انهما قائمين و لهم حالنها و طبيعتها هكذا.
    4.و تعالوا لنرى العدد 3"و قال الله ليكن نور فكان نور "و اما العدد 4"و راى الله النور انه حسن و فصل الله بين النور و الظلمه و دعا الله النور نهارا و الظلمه دعاها ليلا و كانمساءوكان صباح يوما واحدا"
    توضح الاعداد انه كان للارض فضاء يحيتها و هى تعوم فيه و يتتابع على الارض الليل و النهار فمعنى ذلك ان الارض و ما حولها من سماوات مخلوق و موجود .
    و لكننا نرى فى الاعداد التاليه من 6:8التالى
    6"و قال الله :"ليكن جلد فى وسط المياه و ليكن فاصلا بين مياه و مياه ".فعمل الله الجلد و فصل بين المياه التى تحت الجلد و المياه التى تحت الجلد و كان كذلك. 8و دعا الله الجلد سماء و كان مساء و كان صباح يوما ثانيا"
    ما هذا انه هنا يقول انه خلق السماء فى اليوم الثانى . و ان كانت تلك السماءهى السماء الدنيا اليست تلك السماء من السماوات التى خلقت فى البدايه فاين كان كوكب الارض يسبح اليس فى السماء
    فهنا اما ان كاتب هذا الكلام لا يجيد التعامل باللغه او انه نسى فلم يدرك ما يكتب
    و هذا ليس بفعل الله او وحيه فارجوا التوضيح.

  • #2
    ما هذا انه هنا يقول انه خلق السماء فى اليوم الثانى . و ان كانت تلك السماءهى السماء الدنيا اليست تلك السماء من السماوات التى خلقت فى البدايه فاين كان كوكب الارض يسبح اليس فى السماء
    فهنا اما ان كاتب هذا الكلام لا يجيد التعامل باللغه او انه نسى فلم يدرك ما يكتب
    و هذا ليس بفعل الله او وحيه فارجوا التوضيح.

    ان سفر التكوين يحوى تناقضات صارخة مؤكدة مع العلم و من ضمن هذه التناقضات و التى تشير اليها هى أن الله خلق النور فى اليوم الاول فى حين خلق الشمس و هى السبب فى وجود النور و تعاقب الليل و النهار فى اليوم الرابع و هذا محال لان النور يلى وجود الشمس و ليس العكس ، و يتضح هذا من النصوص الآتية :

    النص الذى يوضح خلق النور فى اليوم الاول :

    1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. 4 وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا.

    النص الذى يوضح خلق الشمس فى اليوم الرابع:

    14 وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. 15 وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ. 16 فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ. 17 وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ، 18 وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 19وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا رَابِعًا.




    وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      شكرا عى ردك الجميل و اتمنى ان يهدى الله القلوب الى ما يرضاه
      شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      تعليق


      • #4
        البحث عن الاجابه للسؤال السابق فى مراجع التفسير لعلماء المسيحين:

        بسم الله الرحمن الرحيم
        بحثت كثيرا و لم اجد اجابه شافيه لكنى ازداد عندى الشك و يعمقه فتعالوا الى تفسير القس انطونيس فكرى لسفر التكوين عند تناوله تفسيره للاعداد الاولى فقال فى تفسيره ص25
        " السماوات :
        يشير القديس بولس الرسول انه اختطف للسماء الثالثه و السماوات الثلاث
        1. الاولى سماء العصافير و يوجد بها طبقه الهواء.
        2. الثانيه سماء الكواكب وكلا السماء الاولى و الثانيه سماوات ماديه
        3.الثالثه السماء الروحيه التى يستعلن فيها مجد الله و فيها عرش الله و ميراث القديسين حيث يسكنون مع الله.
        و كلمه سماء عموما تشير لكل ما سما و علا.و السماء الاولى و الثانيه الماديتين هما اللذان سيزولان مع الارض لتوجد سماء جديدة و ارض جديدة و بالظبع فلن تزول السماء الثالثه الروحيه.
        انتهى الاقتباس
        و يقول المفسر فى ص 26
        "و الله خلق السماء قبل ان يخلق الارض:
        1.ذكرت السماء قبل الارض فى هذه الايه.
        2.راجع اى الاصحاح 38 الاعداد من 1الى 7 فالملائكه كواكب الصبح رنموا حين خلقت الارض
        3.و كلمه السماوات هنا تشير لخلقه الملائكه ثم الكواكب فى مسارتها."
        انتهى الاقتباس
        و هنا نجد المفسر المسيحى يقر بان السماوات خلقت قبل الارض و ان تلك السماوات ثلاثه سماوات الاولى سماء العصافير و يوجد بها طبقه الهواء و الثانيه التى تدور فيها الكواكب و تلك السماوات الماديه.
        و فى تفسيره للاعداد من 6الى 8
        "6" و قال الله ليكن جلد فى وسط المياة و ليكن فاصلا بين مياه و مياه فعمل الله الجلد و فصل بين المياه التى تحت الجلد و المياه التى فوق الجلد و كان مساء و كان صباحيوما ثانيا"
        اليوم الثانى
        الجلد :
        و القديس باسيليوس فسر كلمه الجلد بان الهواء هو جسم له صلابه (اى له كثافه و شدة)فيستطيع ان يحمل السحاب فوقه. اذن الجلد هو الجو المحيط بالارض.
        و نرى ان موسى لم ياخذ بالراى القديم ان الهواء فراغ و عدم فموسى لا يردد ما يسمعه من الناس بل من الروح القدس و الجلد هو سماء الطيور و ليس سماء الكواكب.
        انتهى الاقتباس
        تعليقى
        هنا المفسر يقر فى ذلك المقطع بان الجلد هو الجو المحيط بالارض =و الجلد اذن هو سماء الطيور
        1.نجد المفسر المسيحى فى المقطع الاول الذى اقتبسناه ان الله خلق سماء الطيور فى البدء
        2.و فى المقطع الثانى يقول ان سماء الطيور خلقت فى اليوم الثانى.
        3.من النقطه الاولى و الثانيه نرى ان تلك السماء قد خلقت من ضمن السماوات الثلاثه فى البدء و ايضا تم خلق نفس السماء لثانى مره فى اليوم الثانى كيف ذلك لا ادرى
        4.و نرى هنا فى تفسيره انه يتخبط و يتناقض لانه يفسر اصلا كلام متناقض.
        5.من كل ما سبق نجد انه اما ان كاتب هذا الكلام قد نسى ماقد كتبه فى البدايه او انه لا يستطيع التعبير اذن فهذا الكلام ليس كلام الله.

        تعليق


        • #5
          السَلام عَليكُم
          من كل ما سبق نجد انه اما ان كاتب هذا الكلام قد نسى ماقد كتبه فى البدايه او انه لا يستطيع التعبير اذن فهذا الكلام ليس كلام الله.
          سِفر التَكوين هو أول أسفار التوراة "أسفار مُوسى الخَمسَة و جُزء مِن التوراة العِبرية كَما أنه أول أسفار العَهد القَديم لِلمَسيحين و مِن المُفتَرَض أن موسى هو الذي كَتبها , و هذا مُستَبعَد جِداً لِسَبَبين أحدهما مَعنوي مُتَمَثِل فيما أسلفتَه أخينا الكَريم م/أمير بالإضافَة إلى عِدة دراسات و أراء أخرى مِنها:
          في مَوسوعَة ويكيبيديا:
          [frame="11 98"]
          في القرن السابع عشر يتأكد قدماً للدارسين الذين درسوا التناخ كاملاً من الناحية الأدبية واللغوية أن الأمر لم يكن بهذه البساطة، ففي ضوء المنظور العقلاني والمنطقي، يثير نص الكتاب المقدس أسئلة غير مريحة فيما يتعلق بمصداقيته التاريخية. كما أشار توماس هوبنز عن عدم معقولية كون (موسى) المؤلف الحقيقي لتوراه حيث يصف الكتاب الأخير-سفر التثنية- بكثير من التفصيل والدقة أحوال وزمن موت (موسى) نفسه، وكذلك فعل باروخ سبينورا (1677م) وسريعاً تظهر مغالطات أخرى، فالتوراه مليئة بالاستطرادات الأدبية التي تفسر الاسم القديم لمواقع محددة و الذي عنى عادة أنه البرهان المرئي( حتى هذا اليوم )على الأحداث التوراتية . أدت هذه العوامل وأخرى لإقناع بعض الدارسين من القرن الثامن عشر بأنه من المفترض أنه قد تم خلال مئات السنين من قبل محررين مجهولين متأخرين توسيع وإعادة تشكيل و تجميل على الأقل للكتب الخمسة الأولى من التناخ في نهاية القرن الثامن عشر وأكثر في التاسع عشر علقت الكثير من الشروحات النقدية إن كان لـ (موسى) أي يد في تأليف التوراه، واعتقد العديد منهم أن التوراه عمل مؤلف متأخر هؤلاء الدارسون يشيرون إلى الأنماط المختلفة والظاهرة والمتقاربة لنفس القصة في التوراه ويستنتجون أن لنص مؤلفين عدة، فحين يقرئ المرء التكوين بعناية يجد شكلين متناقضين للخلق (1،1-3،2 )و( 4،2-25) وشجرتي نسب مختلفتين جداً لسلالة أدم (4، 17-26) و(5،1-28 ) وقصتين مفصلتين بترتيب جديد للطوفان (6، 5-9 ،17) وبالمثل يتواجد العشرات من القصص مزدوجة السرد وأحياناً مكررة بثلاث أنماط وذلك لنفس الحدث في قصص ترحال الآباء الأصول والخروج من مصر وتسلم الشريعة و مع الوقت سيتضح أن التعبير المزدوج مرده لمصدرين مختلفين وقد صيغ بأزمنة وأمكنة مختلفة
          [/frame]
          و السَبَب الأخر مادي و قَد اُشيرَ أليه في النَقد أعلاه -بِغير كِتابَة النَص- و يَتَمَثَل في نَص موت موسى , الموجود الآن في الكَتاب المُقَدَس
          " فمات هناك موسى عبد الرب في ارض موآب حسب قول الرب. ودفنه في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكلّ عينه ولا ذهبت نضارته فبكى بنو اسرائيل موسى في عربات موآب ثلاثين يوما.فكملت ايام بكاء مناحة موسى"
          فَكيف يَكتِب مَوتَه و مُدَة بُكاء الناس عَليه بَعدها؟
          واضِح جشداً أن يداً غَير يَد موسى هي مَن قامَت بِالمُهِمَة
          مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

          تعليق


          • #6
            سفر التكوين في ميزان القرآن

            سِفْرُ التَّكْوِينِ

            ü يروي لنا سفر التكوين وهو أول أسفار العهد القديم,كيف نشأ العالم وكيف بدأ عمل الله في البشرية.
            ü يقسم الى قسمين: اولا (تكوين 1-11) يبحث في موضوع اوائل البشرية في الكون الذي خلقه الله. ,, وقسما ثانيا(12-50), يروي سيرة الآباء ويقسم الى ثلاث حلقات (12-25 تتعلق بأبراهيم), (26-36 عن اسحق ويعقوب) ,(37-50 يوسف).
            § رمز سفر التكوين في الكتب هو:(تك) وهو مكون من خمسين إصحاحا.
            § يقوم على فكره يهودية عنصرية استعلائية , خلاصتها أن الله اختار لنفسه شعبا خاصا ,هو بنو إسرائيل _أو اليهود- فصار شعب الله المختار وصار أفراده أبناء الله وأحباءه. ومن أجل هذا الشعب اليهودي المختار كون الله الكون .وملَلك هذا الشعب الأرض المقدسة,وسميت أرض الميعاد, وهي الأرض الواقعة بين النيل والفرات,والله إله حافظ لهذا الشعب فقط,وجعل باقي الشعوب عبيدا له.
            § أنا أعتقد ان سفر التكوين صناعة بشرية, كتبه الأحبار في القرون المختلفة,وأخذوا مادته من ثقافات الأقوام الكفار الذين عاشوا بينهم, كالبابلين والفرس والكنعانيين.فقد صرح مدخل الى سفر التكوين في الكتاب المقدس الطبعة اليسوعية الصادرة عن دار الشرق في لبنان (طبعة 1988),"" ولا بد من التذكر أيضا بأن سفر التكوين لم يؤلف دفعة واحده بل جاء نتيجة عمل أدبي استمر عدة أجيال"". و قالوا ""وهذا ما نلمسه في الكتابات المتتالية التي كونت النص المقدس لكن هذه الكتابات لم تبطل المحاولات الأولية التي قامت عليها, بل أغنتها بنصوص موحاه جديدة"".
            § وايضا قالوا في نفس المقدمة وتحت عنوان (مصادره): ""لم يتردد مؤلفوا الكتاب المقدس وهم يرون بداية العالم والبشرية ,أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم,ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينقية والكنعانية.إن الإكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود كثير من الأمور المشتركه,بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص الغنائية والحِكَمية والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة و أغاريت.... ولكن علم الاثار يدل على أن المؤلفين الذين أعادوا النظر في الفصول الأولى من سفر التكوين وأضفوا عليها اللمسات الأخيرة,لم يكونوا مجرد مقلدين عميان,بل أحسنوا إعادة معالجة المصادر المتوفرة بين أيديهم ,والتفكير فيها بالنسبة إلى التقاليد الخاصة بشعبهم..""ا.هـ.
            هذا الكلام يدل على ان الأحبار هم من ألف سفر التكوين وهذا معناه انه ليس كلام الله , قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة : 79 )
            § إن في أسفار العهد القديم ومنها سفر التكوين بعض الحق وهو ما حفظته ذاكرتهم من بقايا التورة الضائعة .ولكن هذا الحق مختلط بالكثير من الخرافات والأكاذيب, التي اخذت من ثقافات الأمم من حولهم.
            § وعند مقارنة كلام الأسفار بآيات القرآن , فسنرى أن كلام الأسفار لن يخرج عن أقسام ثلاثه:
            الأول: أن يأتي موافقا ومصدقا له, فهذا حق وصواب,وهذا من البقية القليلة التي حفظها اليهود من التوراة, ونحن نؤمن به ونعتمده , لا لأنه ورد في سفر التكوين , بل لأنه ورد في القرآن.
            الثاني: أن يأتي مكذبا لما في الأسفار, بحيث يروي خلافه أو ينقصه ويرد عليه ,فهذا نجزم أنه ليس من عندالله,وانما هو كذب وافتراء.
            الثالث : أن يسكت عنه القرآن فلا يصدقه ولا ينقضه ويبطله . فهذا نتوقف فيه ونعترف بعدم قدرتنا على قبوله أو رده.فلا نصدقه لأن القران لم يصدقه,ولا نكذ به لأن القرآن لأم يكذبه.فنتوقف فيه ونقول الله اعلم.ومثال ذلك كلام الأحبار المفصل عن سفينة نوح عليه السلام.
            ü دعي في العبرية "برشيث"، أي في البدء، وهي الكلمة الأولى في السفر، أما تسميته بالتكوين فمترجمة عن السبعينية لأنه يتكلم عن أصل تكوين جميع الكائنات ثم مبادئ التاريخ البشرى.( http://st-takla.org)

            الأصحَاحُ الأَوَّلُ
            1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.
            في البدء :
            كلمة تشير لمعنيان : 1. الوقت الذي بدأ الله فيه خلقه الأشياء ,فالله ازلي غير زمني,ولكن الخليقة زمنية تقاس بالزمن فحينما بدأت الخليقة بدأ معها الزمان.(تفسير الآب متى المسكين)
            2. نضع أمامنا هذه الآيات:"أنا من البدء..) يوحنا 25
            "في البدء كان الكلمة" يوحنا 1:1
            رأى كثير من الآباء أن في البدء هي في المسيح يسوع ويكون المعنى أن في المسيح يسوع خلق الله السموات والأرض.أو في كلمة الله خلق الله.(متى المسكين)
            خلق:
            هذا يثبت أن الله هو الذي خلق العالم, وهذا الكلام موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني في مصر وسمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن الههم الواحد هو خالق السموات والأرض فلا يعبدوا هذه المخلوقات (الملائكة أو الشمس,أو النار..)(متى المسكين).
            وكلمة خلق بالعبرية كما بالعربية برأ ومنها خالق=باري وخليقه= برية وهي تعني إيجاد الشيء من العدم ,والله خلق من عدم كل شيء في اليوم الأول ثم بدأ عبر الأيام الستة يستعمل ما خلقه في أن يصنع كل شيء مما خلقه من العدم (متى المسكين).
            الله هنا تشير الى الثالوث الأقدس الذي خلق:
            الآب : وهو الذات الذي يلد وينبثق منه الروح القدس.
            الإبن: هو في البدء الذي يصنع كل شيء ويكون كل شيء.
            الروح القدس:كان يرف على المياه ليبعث حياة(الفقرة 2).
            والله خلق السماء قبل الأرض: لأنها ذكرت قبل الأرض في هذه الآية , وذكرت في أيوب 38: 1-7 فالملائكة كواكب الصبح حين خلقت الأرض.
            وعبارة "فى البدء خلق السموات والأرض" تحتمل معنيين:
            1. هي عبارة موجزة تعلن أن الله خلق السموات والأرض وباقى الإصحاح يشرح التفاصيل.
            2. أن هذه العبارة تشير لأن الله خلق المواد الأولية في صورة غير كاملة ثم تأتى باقى آيات الإصحاح لتشرح كيف إستخدم الله هذه المواد الأولية (المشار لها هنا بكلمة الأرض) ليصنع منها أرضنا الجميلة. وهذا الرأى هو الأرجح. وتصبح كلمة الأرض هنا بمعنى المواد الأولية التى سيصنع الله منها الأرض(انطونيوس فكري).
            من وجه نظر اسلاميه:
            قال تعالى:(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة : 29 ),,, وقال تعالى:(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ{}وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ{}ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{}َقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (فصلت : - 12--9 )
            يقول ابن كثير في البداية و النهاية:" فهذا يدل على أن الأرض خلقت قبل السماء,لأنها كالأساس للبناء, كما قال تعالى:(اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (غافر : 64 ), فأما قوله تعالى:(أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا{}رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا{}وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا{}وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعات : 27-30 ),, فإن مقتضى هذه الآيات أن دحي الأرض وإخراج الماء والمرعى منها بالفعل, بعد خلق السماء"" ثم يقول "" ولهذا فسر الدحى بإخراج الماء والمرعى منها وإرساء الجبال"".


            2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.

            الأرض هنا هو كل ما ينتمي للمادة .(متى المسكين)
            كلمة خربه وخاليه: بالعبرية توهو و بوهو وبالإنجليزية(Without form & void)
            الغمر في العبرية تشير لمعنى العمق والتشويش,وكلمة غمر مستخدمة لأن المياه كانت تغمر كل شيء بعمق.(متى المسكين), والترجمة السبعينية ترجمتها ""غير منظورة وغير كامله""
            وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.
            كلمة روح وكلمة ريح هي كلمة واحدة في العبرية واليونانية(متى المسكين)
            لا يزال الروح القدس يحل على مياه المعمودية ليقدسها فيقيم من الإمسان الذي افسدته الخطية وجعلت منه أرضا خربة وخاوية.(متى المسكين)
            وهكذت فهم اليهود أن هناك ريح عظيمة هي نفخة الرب لإعلان بدء الخليقة( مزمور 33: 6 بكلمة الرب صُنِعت السموات وبروح فمه صنع كل جيشها,,, و أيوب:26: 13 بنفَسه كنس السموات ويده طعنت الحية الهاربة)
            وهكذا كان تشبيه المسيح ( يوحنا 8)"" 8اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ»."",ثم يقولمتى المسكين في تفسيره:"ونحن المسيحين نفهم هذه الآية على أن الروح القدس هوالذي كان يرفرف على المياه ليعطي حياة وليكون عالم جميل, وما يربط كلا المعنيين ما حدث في يوم الخميس يوم حل الروح القدس على الكنيسه فصار صوت كما من هبوب ريح عاصفة(1وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، 2وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، ) أعمال الرسل2:2 "
            من وجه نظر اسلاميةلنا مأخذ على عبارة (روح الله ترفرف) فنقول لقد جعلوا لله روحا وهذه الروح ترفرف على وجه الماء وكأن هذه الروح طائر وهذا تجسيم لله ,وأشفرا لاعهد القديم مليئة بالتجسيم لله تعالى وكأنه بشر من البشر.
            Ø لا تجوز إضافة الروح الى الله, والقول: روح الله لما في هذا من محذور عقيدي’يقوم على جعل روح لله ,وجعل روح الله ترفرف على وجه الماء. وعندما أخبر القرآن عن الروح, لم يضفها لله, وإنما جعلها من أمره.
            قال تعالى:(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) (الإسراء : 85 )
            وعندما اخبر عن الروح التي جعلها في آدم عليه السلام, أدخل عليها حرف الجر ((من)) قال تعالى:(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر : 29 )
            وقال تعالى عن عيسى عليه السلام:(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) (النساء : 171 )
            و ((مِن)) في هذه الآيات بيانية وليست تبعيضيه, تبين أن الروح التي جعلها الله في آدم وعيسى عليهما السلام آتية من عنده سبحانه , هو الذي خلقها وجعلها فيهما.

            فصل والذي يدل على خلقها وجوه
            الوجه الأول: قول الله تعالى :(الله خالق كل شيء) فهذا اللفظ عام لا تخصيص فيه بوجه ما ولا يدخل في ذلك صفاته فإنها داخلة في مسمى بإسمه فالله سبحانه هو الإله الموصوف بصفات الكمال فعلمه وقدرته وحياته وإرادته وسمعه وبصره وسائر صفاته داخل في مسمى اسمه ليس داخلا في الأشياء المخلوقة كما لم تدخل ذاته فيها فهو سبحانه وصفاته الخالق وما سواه مخلوق
            ومعلوم قطعا أن الروح ليست هي الله ولا صفة من صفاته وإنما هي مصنوع من مصنوعاته فوقوع الخلق عليها كوقوعه على الملائكة والجن والإنس
            الوجه الثاني: قوله تعالى لزكريا (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) وهذا الخطاب لروحه وبدنه ليس لبدنه فقط فإن البدن وحده لا يفهم ولا يخاطب ولا يعقل وإنما الذي يفهم ويعقل ويخاطب هو الروح
            الوجه الثالث: قوله تعالى :(والله خلقكم وما تعملون)
            الوجه الرابع :قوله تعالى :(ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) وهذا الإخبار إنما يتناول أرواحنا وأجسادنا كما يقوله الجمهور واما أن يكون واقعا على الأرواح قبل خلق الأجساد كما يقوله من يزعم ذلك وعلى التقدير فهو صريح في خلق الأرواح
            الوجه الخامس :النصوص الدالة على أنه سبحانه ربنا ورب آبائنا الأولين ورب كل شيء وهذه الربوبية شاملة لأرواحنا وأبداننا فالأرواح مربوبة له مملوكة كما ان الأجسام كذلك وكل مربوب مملوك فهو مخلوق
            الوجه السادس :أول سورة في القرآن وهي الفاتحة تدل على أن الأرواح مخلوقة من عدة أوجه أحدها قوله تعالى :(الحمد لله رب العالمين )والأرواح من جملة العالم فهو ربها
            الثاني قوله تعالى:( إياك نعبد وإياك نستعين) فالأرواح عابدة له مستعينة ولو كانت غير مخلوقة لكانت معبودة مستعانا بها
            الثالث إنها فقيرة إلى هداية فاطرها وربها تسأله أن يهديها صراطه المستقيم
            الرابع أنها منعم عليها مرحومة ومغضوب عليها وضالة شقية وهذا شأن المربوب والمملوك لا شأن القديم غير المخلوق
            الوجه السابع: النصوص الدالة على أن الإنسان عبد بجملته وليست عبوديته واقعة على بدنه دون روحه بل عبوديته الروح أصل وعبودية البدن تبع كما أنه تبع لها في الأحكام وهي التي تحركه وتستعمله وهو تبع لها في العبودية
            الوجه الثامن: قوله تعالى: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )فلو كانت روحه قديمة لكان الإنسان لم يزل شيئا مذكورا فإنه إنما هو إنسان بروحه لا ببدنه فقط كما قيل
            يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته ... فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

            الوجه التاسع :النصوص الدالة على أن الله سبحانه كان ولم يكن شيء غيره كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عمران حصين أن أهل اليمن قالوا يا رسول الله جئناك لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر فقال كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء فلم يكن مع الله أرواح ولا نفوس قديمة يساوى وجودها وجوده تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل هو الأول وحده لا يشاركه غيره في أوليته بوجه
            الوجه العاشر: النصوص الدالة على خلق الملائكة وهم أرواح مستغنية عن أجساد تقوم بها وهم مخلوقون قبل خلق الإنسان وروحه فإذا كان الملك الذي يحدث الروح في جسد ابن آدم بنفخته مخلوقا فكيف تكون الروح الحادثة بنفخه قديمة وهؤلاء الغالطون يظنون ان الملك يرسل إلى الجنين بروح قديمة أزلية ينفخها فيه كما يرسل الرسول بثوب إلى الإنسان يلبسه إياه وهذا ضلال وخطأ وإنما يرسل الله سبحانه إليه الملك فينفخ فيه نفخة تحدث له الروح بواسطة تلك النفخة فتكون النفخة هي سبب حصول الروح وحدوثها له كما كان الوطء والإنزال سبب تكوين جسمه والغذاء سبب نموه فمادة الروح من نفخة الملك ومادة الجسم من صب الماء في الرحم فهذه مادة سماوية وهذه مادة أرضية فمن الناس من تغلب عليه المادة السماوية فتصير روحه علوية شريفة تناسب الملائكة ومنهم من تغلب عليه المادة الأرضية فتصير روحه سفلية ترابية مهينة تناسب الأرواح السفلية فالملك أب لروحه والتراب أب لبدنه وجسمه

            الوجه الحادي عشر: حديث أبى هريرة رضى الله عنه الذي في صحيح البخاري وغيره عن النبي "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" والجنود المجندة لا تكون إلا مخلوقة وهذا الحديث رواه عن النبي أبو هريرة وعائشة أم المؤمنين وسلمان الفارسي وعبد الله بن عباس وعبد الله ابن مسعود وعبد الله بن عمرو وعلى بن أبى طالب وعمرو بن عبسة رضى الله عنهم
            الوجه الثاني عشر: أن الروح توصف بالوفاة والقبض والإمساك والإرسال وهذا شأن المخلوق المحدث المربوب قال الله تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) والأنفس ها هنا هي الأرواح قطعا وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن أبى قتادة الأنصاري عن أبيه قال:" سرنا مع رسول الله في سفر ذات ليلة فقلنا يا رسول الله لو عرست بنا فقال إني أخاف أن تناموا فمن يوقظنا للصلاة فقال بلال أنا يا رسول الله فعرس بالقوم فاضطجعوا واستند بلال إلى راحلته فغلبته عيناه فاستيقظ رسول الله وقد طلع جانب الشمس فقال: يا بلال أين ما قلت لنا فقال والذي بعثك بالحق ما ألقيت على نومة مثلها فقال رسول الله ان الله قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء فهذه الروح المقبوضة هي النفس التي يتوفاها الله حين موتها وفي منامها التي يتوفاها ملك الموت وهي التي تتوفاها رسل الله سبحانه وهي التي يجلس الملك عند رأس صاحبها ويخرجها من بدنه كرها ويكفنها بكفن من الجنة أو النار ويصعد بها إلى السماء فتصلى عليها الملائكة أو تلعنها وتوقف بين يدي ربها فيقضى فيها أمره ثم تعاد إلى الأرض فتدخل بين الميت وأكفانه فيسأل ويمتحن ويعاقب وينعم وهي التي تجعل في أجواف الطير الخضر تأكل وتشرب من الجنة وهي التي تعرض على النار غدوا وعشيا وهي التي تؤمن وتكفر وتطيع وتعصى وهي الأمارة بالسوء وهي اللوامة وهي المطمئنة إلى ربها وأمره وذكره وهي التي تعذب وتنعم وتسعد وتشقى وتحبس وترسل وتصح وتسقم وتلذ وتألم وتخاف وتحزن وما ذاك إلا سمات مخلوق مبدع وصفات منشأ مخترع وأحكام مربوب مدبر مصرف تحت مشيئة خالقه وفاطره وبارئه وكان رسول الله يقول عند نومه اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها فإن أمسكتها فإرحمها وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وهو تعلى بارىء النفوس كما هو بارىء الأجساد قال تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير قيل من قبل أن نبرأ المصيبة وقيل من قبل أن نبرأ الأرض وقيل من قبل أن نبرأ الأنفس وهو أولى لأنه أقرب مذكور إلى الضمير ولو قيل يرجع إلى الثلاثة أي من قبل أن نبرأ المصيبة والأرض والأنفس لكان أوجه)

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 2 أسابيع
            ردود 3
            110 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة ابن الوليد
            بواسطة ابن الوليد
             
            ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 19 مار, 2024, 03:12 م
            ردود 0
            45 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة زين الراكعين  
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 مار, 2024, 04:29 ص
            ردود 0
            7 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 17 مار, 2024, 07:28 م
            رد 1
            53 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة زين الراكعين  
            ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 16 مار, 2024, 12:29 م
            ردود 0
            23 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة زين الراكعين  
            يعمل...
            X