أستاذى
أستاذى
علمنى الكثير
و حدثنى عن الكثير و الكثير
لم يترك وجه من أوجه الحياة
إلا حدثنى فيه
لم يترك صغيرة ولا كبيرة
لم يعلمنى بالألغاز
ولم يحدثنى بالأمثال
بل منذ البداية كان واضحا و صريحا
بل وبسيطا
دائما ما فضلنى على نفسه
حتى فى دعاؤه
وحتى اللحظة الأخيرة فى حياته
لم يكن يشغل باله سواى
كان دائما قلقا على
يدعو لى و يرشدنى و يوصينى
لم يترك شأنا صغيرا أو كبيرا
إلا حدثنى فيه
ولم يدع مشكلة قد تحدث لى
إلا ولقننى كيف أتعامل معها
علمنى حتى ما أقوله
وما أفعله
فإن رأيتم منى صالحا
فالفضل بعد الله
يعود إليه
وإن رأيتم منى شرا فإنه منى لأنى سهوت
وما عملت
ما علمنى إياه كما ينبغى
أستاذى علمنى
كيف آكل و كيف أشرب
كيف أنام وكيف أقوم
كيف أعامل أصدقائى وكيف أعامل أعدائى
إنه علمنى حتى كيف أقضى حاجتى
علمنى كيف أكون
من المتطهرين
نفسا و جسدا
ودربنى على
نظافة البدن و طهارة السريرة
والشئ المضحك حقا أن يدعى أعداؤه
أعداء الحق
أن رسالته كانت من الشيطان
ولم تكن من رب العباد
ولم تكن من رب العباد
فكيف يأمرنى الشيطان بالنظافة !!!
وكيف يأمرنى بالحياء !!!
وأنى له أن يأمرنى بالرحمة !!!
وكيف له أن يوصينى بوالدى !!!
كيف يأمرنى الشيطان بحسن الخلق !!!
أليس لهم عقول يفقهون بها
ألم يقرأوا حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام
حين قال
” ما من شيء في الميزان أفضل من حسن الخلق”
وقال عليه الصلاة والسلام
” إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، و إن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم و الصلاة”
بل إنه أوصانى بجارى
إقرءوا
”والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن . قيل : ومن يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه”
فكيف يجرأون على إتهامه بالجنون تارة
وبالمرض تارة
وبإتباع الشيطان تارة أخرى
كيف يأمرنى الشيطان بمثل هذا ؟؟؟؟
” المؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر السوء ، والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد لا يأمن جاره بوائقه”
وكيف لمن يتبع الشيطان والعياذ بالله
أن يكون حسن الخلق
إقرءوا معى
” دخلنا على عبد الله بن عمرو حين قدم مع معاوية إلى الكوفة ، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : لم يكن فاحشا ولا متفحشا ، وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أخيركم أحسنكم خلقا ) .”
قارنوا ذلك بما يدعونه هم عن أنبيائهم
والمضحك أيضا أنهم ينسبونهم وأفعالهم
لله عز و جل
وينسبون خير الخلق للشيطان
والعياذ بالله فأين عقولهم
أنظروا كيف أوصانى بأهلى
” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”
وأوصانى بحسن معاملتهن فقال
”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وأن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا”
ومن اليوم سأعرض عليكم
وصاياه التى أوصانى بها صلى الله عليه وسلم
وسأترك الحكم لكم
لعقولكم و قلوبكم
آملا أن تكونوا منصفين
فأستاذى علمنى
أن دينى
ليس مجرد عبادة فقط
ولكنه منهج للحياة
من المهد إلى اللحد
تعليق