شبهة تأنيث العدد ، وجمع المعدود

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شبهة تأنيث العدد ، وجمع المعدود

    الازهر

    الشبهة :
    تأنيث العدد ، وجمع المعدود


    منشأ هذه الشبهة:
    هو قوله تعالى: (وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطاً أمماً وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرِب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم.. ) (1).

    وشاهدهم على اللغط بهذه الشبهة هو قوله عز وجل " اثنتى عشرة أسباطاً أمماً " والصواب الذى توهموه عبروا عنه بقولهم:
    " كان يجب أن يُذَكَّر العدد ، ويأتى بمفرد المعدود فيقول: اثنى عشر سبطا ".


    الرد على الشبهة:


    وجَّه النحاة تأنيث العدد فى الآية بأن السبط فى بنى إسرائيل كالقبيلة عند العرب. يعنى أنه أراد بالأسباط القبائل ، ولذلك أنث جزئى العدد المركب ، وهما: اثنتى ، وعشرة (2).
    هذا وجه ، ووجه آخر هو تأويل السبط بالجماعة أو الفرقة أو الطائفة.

    أما جمع أسباط ، وكان حقه أن يفرد فقد روعى فيه المعنى دون اللفظ ، ومراعاة المعنى دون اللفظ ، أو اللفظ دون المعنى كثير الورود فى النظم القرآنى ، ويبدو أن هؤلاء الطاعنين فى سلامة القرآن من كل خطأ يجهلون هذه الأساليب فى القرآن خاصة ، وفى اللغة العربية عامة ، ويتشبثون بظواهر العبارات حباً فى ترويج ما يريدون ترويجه من الشبهات الواهية ، وقد كان العرب النازل بلغتهم القرآن يذكِّرون عدد المؤنث ويؤنثون العدد المذكر ، مراعاة للفظ فيقولون: ثلاثة أنفس ( أى رجال ) ،، ويقولون : عشر أبطن ... ( أي قبائل ) .
    ففى الأول " ثلاثة أنفس " أنثوا العدد نظراً للمعنى ؛ لأن المعدود مذكر " رجال " وفى الثانى ذكَّروا العدد " عشر أبطن " لأن المعدود مؤنث وهو: القبيلة ، أى عشر قبائل. وهذا باب واسع لا تحصر شواهده (3). أما جمع المعدود الذى فى الآية " أسباطاً أمماً " فله نظائر فى الاستعمال المأثور الوارد عن العرب ومنه قول الشاعر:
    فيها اثنتان وأربعون حلوبة
    سُوداً كخافية الغراب الأسحم
    فقد وصف الشاعر " حلوبة " وهى مفرد ، بقوله " سُوداً " وهو جمع سوداء.
    ولهذه الشواهد نظائر من المأثور عن العرب الخلَّص.


    والخلاصة:

    فقد طاحت هذه الشبهة ، وانمحت آثارها ، كما طاحت نظائرها من قبل. ومن الدلائل القوية على صحة تأنيث العدد ، فوق ما تقدم ، أن بعض النحاة أضاف إلى بدلية " أمما " من " أسباطا " أن " أمما " وقعت نعتاً ل " أسباطا " و " أمماً " مؤنثة لفظاً. وسواء كانت " أمماً " بدلاً من " أسباطاً " أو كانت نعتاً له. فإن الذى لا نزاع فيه أن المؤنث لا يبدل من المذكر ، ولا يقع نعتاً له. وهذا دليل قاطع على أن المراد من " أسباطاً " وإن كان مذكَّراً فى اللفظ ، معنى مؤنث لا محالة. ولذلك أنث النظم القرآنى جزئى العدد المركب " اثنتى عشرة ".

    أما جمع المعدود " أسباطاً أمماً " وإن وجهه النحاة توجيهاً صائباً ، فقد بقى فى مجيئه جمعاً ملمح بلاغى دقيق ذلك الملمح نوضحه فى الآتى:
    بدأت الآية الكريمة بهذا الفعل " قطَّعناهم " بتشديد " الطاء " على وزن " فَعَّل " وهذا التشديد يفيد التكثير ، أى كثرة التقطيع والتفريق. وهذا يناسبه بلاغة جمع " أسباطاً أمماً " لا إفرادهما ، والمعانى البلاغية من هذا النوع تزال من أجلها كل الموانع والسدود. ولغة القرآن وبلاغته أوسع من قواعد اللغة وفنونها البلاغية.

    --------------------------------------------------------------------------------

    (1) راف: 160.
    (2) انظر: الدر المصون (5/485).
    (3) ومما رجح التأنيث فى الآية إبدال " أمما " من " أسباطا " مما يؤكد أن الأسباط معناها هنا مؤنث بمعنى قبائل أو جماعات.
    التعديل الأخير تم بواسطة عاشق طيبة; 15 ينا, 2012, 04:28 م. سبب آخر: تعديل فقرة وتنسيق المقال

  • #3
    الاخوة الاحباب

    لا يوجد شبهة من الاساس تحتاج الي رد !

    انما هو اسلوب العربية في الاختصار والاختزال علي سبيل البلاغة في اللغة

    فالاية الكريمة ذكرت علي سبيل الاختصار

    والتمييز ... مستتر ... او ... غائب ... او ...تقديري !!!

    بمعني انها في الاصل :

    وقطعناهم اثنتي عشرة ( قطعة ) ( وجعلناهم ) او ( فأصبحوا ) اسباطا امما

    فالتمييز غائب تقديره ( قطعة ) وهو الاسم من ( قطعناهم ) ...وهو تمييز مفرد مؤنث مشابه للعدد في النوع

    والنتيجة الحتمية انهم اصبحوا اسباطا ...امما او اننا هكذا جعلناهم ...اسباطا ...امما

    فكانك تقول وقطعناهم اثنتي عشرة قطعة وجعلناهم اسباطا امما

    ولكن علي سبيل البلاغة ...تقول مختصرا ذلك

    وقطعناهم اثنتي عشرة ... اسباطا امما

    ومن يريد توصيل معناها للسامع يقراها هكذا

    وقطعناهم اثنتي عشرة ( يسكت قليلا ) ثم يكمل ...اسباطا امما .

    اين تأنيث المذكر الان

    العدد مؤنث .... اثنتي عشرة .... والتمييز مؤنث ...قطعة

    والعبرة بمن يدرك بلاغة التعبير ويعرف اسرار اللغة !!

    خذ هذا المثال : ضربته اثنتي عشرة جروحا والاما

    تقديرها : ضربته اثنتي عشرة ( ضربة ) ( احدثت ) او سببت له ...جروحا والاما

    لا توجد شبهة ..

    لكم التحية

    ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل : 125]

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 3 أسابيع
    رد 1
    110 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ابن الوليد
    بواسطة ابن الوليد
     
    ابتدأ بواسطة Guardian26, 22 ينا, 2024, 02:18 ص
    ردود 3
    123 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة محب المصطفى
    بواسطة محب المصطفى
     
    ابتدأ بواسطة Muslim1989, 13 ديس, 2023, 02:27 ص
    ردود 8
    105 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة Muslim1989, 11 ديس, 2023, 12:39 م
    ردود 9
    164 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة أحمد عربي أحمد سيد  
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أكت, 2023, 11:53 م
    ردود 0
    208 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    يعمل...
    X