المفارقات اللامنطقية في رواية التيه اليهودي

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Dexter مسلم اكتشف المزيد حول Dexter
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المفارقات اللامنطقية في رواية التيه اليهودي

    هذا الموضوع سيكون مخصصاً لترجمة المقالات المتتابعة المتعلقة برواية التيه اليهودي الوارد ذكرها في الكتاب المقدس.. و هي عبارة عن مقالات متتابعة بقلم المؤلف Farrell Till تتحدث عن هذه الفترة من التاريخ اليهودي، و سأقوم بترجمتها تباعاً نقلاً عن مجلة The Skeptical Review نظراً لأهمية الأفكار و النقاط التي يطرحها المؤلف في مقالاته.
    توكلنا على الله، و سأبدأ بالنشر قريباً ..
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 12:46 ص.
    دائماً أنت بقلبي دائماً موردي العذب إذا اشـــــتد الظما
    دائماً أنت ضيائي في الدجى كيف لا تكشف عني الظلما
    أنت يا من ذكره ملء فمي فاستحالت كل أعضـــائي فما
    يا رســـول الله يا من حبه دائمــــاً في القلب يبقى دائماً
    أرشيفي

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة Dexter مشاهدة المشاركة
    هذا الموضوع سيكون مخصصاً لترجمة المقالات المتتابعة المتعلقة برواية التيه اليهودي الوارد ذكرها في الكتاب المقدس.. و هي عبارة عن مقالات متتابعة بقلم المؤلف Farrell Till تتحدث عن هذه الفترة من التاريخ اليهودي، و سأقوم بترجمتها تباعاً نقلاً عن مجلة The Skeptical Review نظراً لأهمية الأفكار و النقاط التي يطرحها المؤلف في مقالاته.
    توكلنا على الله، و سأبدأ بالنشر قريباً ..
    بارك الله فيك اخي الحبيب
    متابع معك باذن الله
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 12:46 ص.

    تعليق


    • #3
      بسم الله نبدأ
      المزاعم حول التعداد البشري



      لقد كانت "الروايات الطويلة" جزءًا من الفولكلور الأمريكيّ الّذي عُبِّرَ عنه من خلال خلق الشخصيّات المختلفة. لكنّ "الروايات الطويلة" لم تكن متفردة في الأدب الأمريكيّ فحسب. لقد كانت موجودة في أدبيات الأمم السابقة، و من بينهم اليهود القدماء الذين تركوا للعالم متاهة من أمثال تلك الروايات التي تمثلت بأزهى حلتها من خلال الروايات الغريبة التي تحدثت عن سنواتهم الـ/40/ من التيه في الصحراء بعد مغادرتهم مصر. عندما تُفْحَص هذه الروايات بعناية، فإن القارئ الناقد لن يجد صعوبة في إيجاد العناصر التي تفرض ضريبة على خيال أي شخص عاقل يطلب منه أن يؤمن بدقة الرواية تاريخياً.


      تروي أسفار الخروج و اللاويين و العدد و التثنية مغامرات مختلفة و مصائب مر بها الإسرائيليّون بعد خروجهم الجماعي من مصر. كثيرة هي المفارقات اللامنطقية في روايات التيه في الصحراء، بل و تصل إلى حد اللامعقول في بعض الحالات. حتى نتمكن من رؤية السّخف في هذه الروايات، يجب أولاُ على الواحد منا أن يستوعب حجم الحشد الإسرائيلي الذي زعم الكتاب المقدس أنه قد غادر مصر. إن الإحصاء السكاني الّذي أجراه موسى السّنة الثّانية بعد الخروج [العدد 1: 1] قد كشف أنه كان هناك /603,550/ رجل في السن الملائم للحرب [العدد 1: 46]. بدأ سن الحرب في العشرين من العمر، لكن يبدو أن هنالك شرط آخر للدخول في الإحصاء، وهو أن يكون الرجل قادر جسدياً على الخروج للحرب [العدد 1: 3، 20، 22، 24، 26،.. إلخ]. من غير الممكن معرفة عدد هؤلاء غير المؤهلين جسدياً أو عقلياً في هذه المجموعة، لكن يمكننا أن نفترض منطقياً وجود البعض.

      سأعود إلى هذه المسألة فيما بعد، لكنّ في الوقت الرّاهن أريد تأسيس رقم منطقي للتعداد السكاني بناءً على ما يقوله الكتاب المقدس مباشرة. إذا كان هناك /603،550/ رجل قويّ البنية و مهيأ للخروج إلى الحرب، فيمكننا أن نفترض منطقياً وجود عدد مماثل تقريباً من الإناث من نفس الجيل. عندها سيقترب العدد إلى /1،207،100/ من هؤلاء البالغين /20/ سنة من العمر. إن كان هناك هذا الكم من البشر أعمارهم أكثر من /20/ سنة ، فيمكننا أن نعتقد وجود الكثير من الناس كانوا بعمر /19/ سنة أو أقل. لذا، فإن التعداد السكاني لهاتين المجموعتين فقط قد بلغ في الغالب/2،414،200/.

      إن أراد المدافعون عن الكتاب المقدس الجدال حول الدقة التاريخية للأسفار الخمسة، وجب عليهم أن يعرفوا أن التقدير السكاني /2.4/ مليون نسمة بين ذكور و إناث في هذه المجموعة من الناس إنما هو تقدير منخفض جداً، ذلك أن الكتاب المقدس يعطينا السبب لافتراض أن الإناث كانوا أكثر من الذكور في هذه المجموعة البشرية: حيث يخبرنا العدد [الخروج 1: 15-22] عن قرار أصدره فرعون للقابلات يأمرهن بقتل كلّ ذكر مولود لليهود. لقد أوضح القرار أنه إن كان المولود أنثى، فإنها لا تقتل و تبقى حية [الخروج 1: 16]. فلو افترضنا أن هذا القرار كان له تأثير ما على التعداد اليهودي، فإن عدد الإناث سيكون بالضرورة أكبر من عدد الذكور. فإن كان هناك ما يزيد عن /600،000/ ذكر أعمارهم أكثر من /20/ سنة، فبالتأكيد سيكون هنالك على الأقل خلل في التوازن السكاني للإسرائيليين لصالح الإناث. لذا و بكل تأكيد، لايمكن لأحد أن يفند منطقياً التقدير السكاني للإسرائيليين /2.4/ مليون نسمة من الذكور و الإناث الذين أعمارهم /20/ سنة أو أكثر.

      لم يتم تحديد سقف لأعمار الذين يدخلون في الخدمة العسكرية، لكنه من الصعب أن نتخيل أن يهوه قد حشر المسنين و الضعفاء في جيش مختاريه. لقد كان من بين هذه الجماعة الإسرائيلية المسنون و الضعفاء كما هو مذكور في العدد [الخروج 10: 9]، حيث طلب موسى من فرعون أن يسمح للإسرائيليين، الفتيان منهم و الشيوخ، أن يذهبوا لعبادة يهوه إلههم .يصرح العدد [التثنية 25: 18] أنه عندما كان الإسرائيليون في تيه الصحراء لاقاهم العماليق و [قَطَعَ مِنْ مُؤَخَّرِكَ كُل المُسْتَضْعِفِينَ وَرَاءَكَ]. من المنطقي أن تفترض أن من بين هؤلاء "المُسْتَضْعِفِينَ" على الأقل الشيوخ و المسنين. بالنّسبة إلى غير المؤهلين جسدياً و عقلياً، فإن الكتاب المقدس على الأقل يشير إلى وجود مثل هؤلاء في التعداد الإسرائيلي، ذلك أن العدد [اللاويين 21: 16-24] يشير إلى رجال فيهم عيب (الأقزام مثلاً) و أناس مصابين بالعمى و العرج و الحدب و الفطس و منهم الأشرع (الزوائدي)، و أمر يهوه هارون ألا يسمح لهم أن يشاركوا في أيّ من مراسم خيمة الاجتماع. في جماعة بشرية يبلغ عدد الأصحّاء و المعافين منهم /2.5/ مليون تقريباً، فإن الاعتقاد بوجود /85،800/ شخص على الأقل من المعاقين و العجزة و الضعفاء لن يكون بعيداً عن المنطق على الإطلاق. فإذا أضفنا هذا التّقدير التّقريبيّ للتعداد البالغ /2،414،200/ نسمة، فسينتج لدينا ما يقارب /2.5/ مليون نسمة. إن أراد أحد أن يجادل و يقول أن الـ/85،800/ إنما هو رقم تعسفي و مبالغ فيه، فأرجو أن نضع في الاعتبار أننا لم نُدرج خلل التوازن البشري لصالح الإناث في تقديرنا للعدد /2.4/ مليون و الذي من الممكن أن ينتج عن حكم فرعون لقتل المواليد الذكور.

      إن سبط لاوي لم يدخل في الإحصاء السكاني: [وَأَمَّا اللاوِيُّونَ حَسَبَ سِبْطِ آبَائِهِمْ فَلمْ يُعَدُّوا بَيْنَهُمْ (بين المحصون في عمر الحرب) – العدد 1: 47]. لذا يجب علينا أن نضيف تقديرًا معقولاً لتعداد اللاويين إلى الرقم /2.5/ مليون في كل من العشائر الأخرى. في الإصحاح الثالث من سفر العدد، نجد أن إحصاءً قد تم فعلاً للاويين لغرض آخر، و أظهر أنه كان هناك /7،500/ من عشائر الجرشونيين [العدد 3: 22]، و /8،600/ من عشائر القهاتيين [العدد 3: 28]، و /6،200/ من عشائر مراري [العدد 3: 34]. المجموع الكلي لهذه الأعداد هو /22،300/. كما تبين لنا هذه الأعداد من سفر العدد أعلاه، فإن ما تم إحصاؤه كان من الذكور فقط، لذا فمن المنطقي أن نتوقع وجود عدد مساوٍ تقريباً من إناث اللاويين، فإن أضفنا /44،600/ للرقم /2.5/ مليون المُحصون سابقاً، فسيكون لدينا ما مجموعه /2،544،600/.
      لم يكن الإسرائيليون هم الوحيدين في تيه الصحراء، ذلك أن العدد [الخروج 12: 38] يخبرنا أنه لما ترك الإسرائيليّون مصر [صَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مَعَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدّاً]. هذا اللفيف (كثير من الأغراب – وفقاً للترجمة العربية المشتركة) أشير إليه في أماكن أخرى من قصص الصحراء. هذا اللفيف كان بينهم (بين الإسرائيليين) يشارك في الشغب الأشبه بالثورة التي دفعت يهوه ليهب الريح و يقود طير السلوى حول المعسكر (المحلة) [العدد 11: 4]. هذا اللفيف (أو الأغراب) لا يمكن أن يكونوا من الإسرائيليين، فبعد أن أشار "موسى" أن اللفيف [اشْتَهَى شَهْوَةً] للحم – إن كان هو الكاتب، استمر و قال [فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيل أَيْضاً وَبَكُوا – العدد 11: 4]. مهما كان هذا اللفيف، يجب ألا يعتبر من الإسرائيليين. ليس لدينا أيّ وسيلة لمعرفة ماهية هذه الجماعة، لكنها بالتّأكيد لم تكن مجرد حفنة من ((الأغراب))،كما أشير إليهم في نصوص أخرى. إن أُخذت كل مزاعم الكتاب المقدس حول الإحصاء كما هي في ظاهر الأمر، فيجب أن نستنتج أنه كان هناك بين 2.5-3 ملايين شخص في الحشد الّذي ترك مصر بغنمهم و بقرهم [مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدّاً – الخروج 12: 38].

      من خلال التعداد السكاني المُنشأ لتوه لجماعة الخروج، يمكن الآن أن أبدأ في بيان أن مؤلفي الكتاب المقدس قد اختلقوا القصص عن تيه الصّحراء دون الأخذ بالاعتبار التعداد السكاني للمجموعة الّتي كانوا يكتبون عنها. لنأخذ فترة الأربعين سنة لتيه الإسرائيليين كمثال بسيط. تبلغ شبه جزيرة سيناء تقريبًا 150 ميل طولاً من الشّمال إلى الجنوب و حوالي 120 ميل عرضاً كحد أقصى. باعتبار أنها تشبه رأس السهم، فإنها أضيق كثيرًا في أماكن أخرى. إن قصص الخروج الجماعيّ تطلب منّا أن نعتقد أن حوالي /3/ ملايين شخص تجوّلوا تيهاً في هذه الصّحراء لفترة 40 سنة، لكنه من المستغرب أنّ /3/ ملايين شخص يمكن أن يفعلوا ذلك في منطقة ضيّقة نسبيًّا بدون إيجاد مخرج لهم من الصحراء؟

      لنفترض أن هؤلاء الـ/3/ ملايين قد سافروا، لنقل، 200 جنبًا إلى جنب، آخذين معهم خيامهم، و قطعانهم، و ممتلكاتهم الأخرى و هم يسيرون إلى الامام. فكم سيبلغ طول هذا الخط البشري؟ إذا سافروا بهذه الطّريقة، فسيكون لدينا /15،000/ صف، و إن كان بين الصفوف فقط /3/ أقدام، لانتشروا على مسافة /9/ أميال تقريباً. لكنّه من غير المنطقي أن تعتقد أن النّاس الّذين كانوا يسافرون بخيامهم و قطعانهم يمكن لهم أن يُضْغَطُوا معًا بمسافة فاصلة /3/ أقدام فقط بين الصّفوف. حتّى لو أنهم شكلوا حشداً من البشر و الحيوانات بطول /20/ ميل و سافروا /20/ ميلاً فقط في اليوم الواحد، فإن ذلك يعتبر مسافة كافية ليخرج الناس في الخلف من موقع التخييم السابق قبل أن يتوقّف الناس في أول المسيرة لنصب الخيام مجدداً. و أماكن التخييم الـ/41/ المختلفة الواردة في [العدد 33: 5-49] كانت لتنقلهم مسافة لا تقل عن /820/ ميل، أي ما يعادل المسافة المقطوعة لشبه جزيرة سيناء سبع مرات. سيقول بعض المدافعين عن الكتاب المقدس أنهم كانوا يسافرون بشكل دائري أو عكسي. حسنًا، لو أن الأمر كذلك، فلماذا لم يخيموا في نفس الأماكن عند مرورهم بها المرة الثانية أو الثالثة ؟ بالتّأكيد، فسيكون لهذا العمل بعض المميزات و الفوائد، ذلك أن موقع التخييم سيكون جاهزاً مسبقاً لإقامة الخيام.. إلا أن جميع أماكن التخييم الـ/41/ تحمل أسماء مختلفة، و في ذلك إشارة بأن المؤلف (المؤلفون) لسفر العدد كان يعتقد أن كل هذه المناطق مختلفة عن بعضها البعض.

      بدلاً من النظر إلى هذا الجزء من قصّة الخروج الجماعيّ كرواية تاريخيّة دقيقة، فإن الأكثر منطقية أن نقول أن المؤلف (المؤلفين) لجأ إلى المبالغة الزّائدة (وهو سمة الأدب القديم) دون النظر في المتطلبات التنطيمية لتنقل جماعة بشرية مكونة من /3/ ملايين نسمة و لمدة أربعين سنة في إطار التيه و التجول في الصحراء. إن المدافعين عن الكتاب المقدس الذين يقرؤون الآن سيقولون أنه لا مشكلة حقيقية هنا، و لكن في الوقت المناسب من هذه السلسلة، سأبين أنه يوجد فعلاً في قصص الخروج الجماعيّ كثير من المزاعم المستحيلة تنظيمياً (لوجستياً) بالنسبة للناس العاقلة الرشيدة تمنعهم من الاعتقاد أنها فعلاً تقارير تاريخيّة دقيقة.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 12:45 ص.
      دائماً أنت بقلبي دائماً موردي العذب إذا اشـــــتد الظما
      دائماً أنت ضيائي في الدجى كيف لا تكشف عني الظلما
      أنت يا من ذكره ملء فمي فاستحالت كل أعضـــائي فما
      يا رســـول الله يا من حبه دائمــــاً في القلب يبقى دائماً
      أرشيفي

      تعليق


      • #4
        حجم المخيمات اليهودية



        في موضوعنا السابق المعنون باسم ((المزاعم حول التعداد البشري))، ذكرت أنه لو افترضنا دقّة التّعداد السّكّانيّ في سفر العدد، فيجب علينا أن نستنتج أنه كان هنالك حوالي ثلاثة ملايين شخص في جماعة الخروج من مصر. يقدم كل من سفر الخروج و العدد إشارات متكررة للمعسكرات اليهودية أثناء تجوال التيه في الصحراء، إلا أن جماعة مكونة من ثلاثة ملايين شخص تثير عدّة أسئلة حول المسائل التنظيمية للمعسكرات الّتي يمكن أن تستوعب هذا العدد الهائل من البدو. لو أن كلّ شخص في الحشد الإسرائيليّ احتل حيزاً من المكان للنوم ليلاً بمقدار ستّة أقدام بثلاثة أقدام فقط (3X6)، فإنه سيحتل مساحة قدرها /18/ قدماً مربعاً (ما يعادل 1.62 متر مربع) - (السرير المزدوج بمقاس قياسي يوفر مساحة للنوم بمقدار 19.5 قدم مربع). يمكن للأطفال أن يحتلوا مكاناً أقلّ بالطّبع، لكنّ كان هناك بالتّأكيد كثيرٌ ممن يحتاجون إلى أكثر من (3X6) قدم، لذا فإن مساحة /18/ قدم للشخص الواحد لن يكون متوسطاً غير معقول.

        إن ثلاثة ملايين من البشر نائمين ليلاً سيحتلون مساحة قدرها /54/ مليون قدم مربّع أو ستّة ملايين ياردة مربّعة (ما يعادل 4,86 كم مربع)، حتّى لو لم يكن هناك ممرات بينهم لاستيعاب لهؤلاء الّذين يلبون نداء الطّبيعة أثناء اللّيل. الفدّان عبارة عن /4،840/ ياردة مربّعة، فحتّى لو نام الإسرائيليّون ليلاً مثل السّردين، فإنهم سيحتلون مساحة /1،240/ فدّان. إن هذا ما يعادل تقريباً ميلين مربعين. إن مزرعة العائلة الّتي ترعرعت فيها في جنوب شرق ميسوري تبلغ مساحتها /120/ فدّان، لذا فإن المزرعة بالكامل كان لها أن تستوعب عشر الإسرائيليّين فقط معبأين كالسردين كما هو الوصف أعلاه.

        إلا أن سيناريو السّردين يصعب تحقيقه في الحقيقة، ذلك أن الإسرائيليين قد ناموا في الخيام [الخروج 16: 16، العدد 1: 52، التثنية 1: 27 – 5: 30 ... إلخ]. لابد للخيام أن تحتل مساحة أكبر لتثبيت الحبال، و بالتّأكيد فإن وجود الممرات ضروري ليمشي الناس فيها أثناء عملهم الروتيني و أداء واجباتهم أثناء فترة التخييم. فلو افترضنا وجود عشرة أشخاص كمتوسط في كلّ خيمة، فسيكون هنالك /250،000 - 300،000/ خيمةً في المعسكر . و إذا خصّصنا مساحة النوم الـ/18/ قدم مربّع لكلّ شخص، فإن الخيمة الواحدة ستبلغ معدل /180/ قدم مربّع في المساحة. إن خيمة ذات أبعاد (12X15) قدم ستوفر المساحة اللازمة لعشرة أشخاص ضمن الـ/180/ قدم مربع. و لو تخيّلنا أن الحبال ثُبِّتَتْ في الأرض على بعد أربعة أقدام فقط من حدود الخيمة، عندها سيكون المكان الضروري لنصب خيمة واحدة هو (12X15) مضافاً إليه /8/ أقدام للحبال في كل من البعدين - (4 أقدام إضافيّة على كلّ جانب ).
        سوف تشغل الخيمة عندها بقعة من الأرض (20X23) قدم أو مساحة /460/ قدم مربّع. و بوجود ممر بعرض قدمين فقط في كلّ جهات الخيمة للسماح للناس بالمرور، فإن المكان المخصص لخيمة واحدة سيكون حوالي (22X25) قدم أو /550/ قدم مربع (باعتبار أن الممر بين الخيام يقسم مع الخيام المجاورة، فإن الممر بعرض قدمين قد أضيف نصفه فقط لأبعاد المكان المخصص لخيمة واحدة. بعبارة أخرى، فإن قدماً واحداً في المقدمة و قدماً واحداً في المؤخرة يمكن أن يوفر ممراً بعرض قدمين في حال قدمت الخيم المقابلة مساحة لكل ممر بعرض قدم واحد). و بوجود /250،000/ خيمة في المعسكر، فإن الخيام وحدها ستحتل مساحة /137،500،000/ قدم مربّع أو /15،277،777/ ياردة مربّعة (أي ما يعادل 13.75 كم مربع). إن الفدان يعادل /5،840/ ياردة مربّعة، لذا فإن الخيام ستحتل مساحة /2،616/ فدّان. إن الميل الربع يعادل /640/ فدّان، لذا فإن مساحة المعسكرات ستزيد عن /4/ أميال مربّعة.

        بالإضافة إلى البشر، كان لدى الإسرائيليّين غنمهم و بقرهم أيضاً [الخروج 12: 38]. يخبرنا هذا العدد عن [مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدّاً]، و لكنّ حتّى بدون هذه الإشارة، فيجب علينا أن نستنتج أن الغنم و البقر كانت كثيرة جداً لتلبية احتياجات الذبائح اليومية التي يصفها سفر اللاويين بالتفصيل. سنناقش هذه الاحتياجات فيما بعد، و عندها سنرى أن عدد الحيوانات في هذه المواشي أكثر بكثير من الناس أنفسهم. هذه الأغنام و الأبقار ستحتل مساحة أكبر مما يحتاجه البشر، لذا من الصعب أن تتخيّل أن هذه المعسكرات يمكن لها أن تكون أصغر من /8 - 10/ أميال مربّعة.

        لو رضينا بمساحة /9/ أميال مربّعة، فإن المسافة من جانب الاول للمعسكر إلى الآخر ستكون /3/ أميال (على شكل مربع)، لذا في كل مرة يحل فيها الإسرائيليون المعسكر، يتوجب عليهم أن يسافروا على الأقلّ /3/ أميال لكي يصل النّاس في الجانب الخلفيّ للمعسكر إلى المكان الذي كان سابقاً الجانب الأمامي المعسكر. من الصعوبة بمكان أن نتخيل أناساً يحلون خيامهم و يوضبون أمتعتهم لينتقلوا مسافة إلى الأمام توصلهم فقط إلى نهاية الأرض التي تركوها لتوهم في المعسكر السابق، لذا إن افترضنا أن الإسرائيليّين قطعوا فقط ثلاثة أميال بين كلّ معسكر في جولاتهم، فإنهم سيقطعون مسافة /246/ ميل في إنشاء معسكراتهم الـ/41/ المختلفة. و هذا ما يعادل ضعفي طول شبه جزيرة سيناء من مجدل (المعسكر الأخير قبل مغادرتهم مصر) إلى عصيون جابر في النهاية الشّماليّة لخليج العقبة، حيث خيّم الإسرائيليّون قبل أن يموت هارون مباشرة [العدد 33: 36-39]. فكيف كان للإسرائيليين بهذا العدد و الحجم أن يتجولوا لمدة /40/ سنة في صحراء سيناء دون إيجاد مخرج لهم و لو عن طريق الصدفة؟

        سيقول المدافعون عن الكتاب المقدس أن الإسرائيليّين عادوا و سافروا في بشكل دائري، إلا أن سناريو مثل هذا – كما سأبين لاحقاً – لا يزيد إلا صعوبة في تصديق أن ثلاثة ملايين شخص بأغنامهم و أبقارهم و [مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدّاً] قد تمكنوا في الصحراء من إيجاد الموارد الضرورية لهم و لقطعانهم لمدة أربعين سنة. إن الأكثر منطقية في هذا قولنا أن قصة الخروج بهذه الصورة الموصوفة في الكتاب المقدس إنما هي رواية أخرى من رواياته و المملوءة بالتضخيم و المبالغة.
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 12:45 ص.
        دائماً أنت بقلبي دائماً موردي العذب إذا اشـــــتد الظما
        دائماً أنت ضيائي في الدجى كيف لا تكشف عني الظلما
        أنت يا من ذكره ملء فمي فاستحالت كل أعضـــائي فما
        يا رســـول الله يا من حبه دائمــــاً في القلب يبقى دائماً
        أرشيفي

        تعليق


        • #5
          موفق
          موفق أخي وائل
          متابع معك
          دائما تتحف عالم النت ككل بترجماتك المتميزة
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 12:45 ص.

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك أخي الكريم .. تابعنا في هذا الموضوع فهو يستحق فعلاً القراءة و الترجمة و الجهد و الوقت.. إن شاء الله سيكون لدينا ما مجموعه /11/ مقال مترجم مرتبط بفترة التيه اليهودي..
            أشكرك على التشجيع و بارك الله فيك
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 12:45 ص.
            دائماً أنت بقلبي دائماً موردي العذب إذا اشـــــتد الظما
            دائماً أنت ضيائي في الدجى كيف لا تكشف عني الظلما
            أنت يا من ذكره ملء فمي فاستحالت كل أعضـــائي فما
            يا رســـول الله يا من حبه دائمــــاً في القلب يبقى دائماً
            أرشيفي

            تعليق


            • #7
              الأضاحي في المخيمات اليهودية


              في مقالنا المعنون: حجم المخيمات اليهودية، بينت أن أنّ تخييم 2.5 إلى 3 مليون شخص سيتطلّب بالتّأكيد مساحة على الأقلّ 9 أميال مربّعة و ربّما حتّى أكثر . حتّى تصميم المخيم أوحي به من السّماء، و كانت خيمة الاجتماع في مركز المخيم [العدد 2: 2]. في تتمة الإصحاح الثاني من سفر العدد نجد الإرشادات المفصّلة لكلّ قبيلة حول مكان نصب خيامها. هذه الإرشادات مفصّلة جدًّا ولا مكان لذكرها هنا، لكنّ في الوقت الرّاهن يجب ملاحظة أن خيمة الاجتماع ستكون في مركز المخيم. قُدمت الأضاحيّ على مذبح يقع في باب خيمة الاجتماع (اللاويين 1: 5)، و ناره واصلت الاحتراق بشكل دائم (اللاويين 6: 12-13). لذا، فإن الأضاحي اليوميّة قُدمت في مركز المخيم اليهودي.

              يشكل سفر اللاويين بشكل رئيسيّ بياناً للأضاحي الّتي كان يجب أن تقديمها على المذبح. أحد تلك الأضاحي الملفتة للانتباه هي أضحية التّطهير الّتي يجب أن تقدمها المرأة بعد الإنجاب. ففي حال إنجاب الذكر، فإن المرأة تبقى غير طاهرة لمدّة 40 يوم، و في حالة الأنثى، فإنها تبقى غير طاهرة لمدّة 80 يوم (اللاويين 12: 1-5). بعد هذه الفترة، يجب عليها تقديم حمل بعمر السنة لتطهيرها و حمامة أو يمامة (12: 6). و إن لم يكون بمقدورها تقديم هذه الأضحية، فيمكن استبدالها بحمامتين أو يمامتين (12: 8).

              و الآن لنتخيل معاً كمّ الولادات التي يمكن أن تحدث في تجمع من ثلاثة ملايين شخص. كلّ الإسرائيليّين البالغين الّذين خرجوا من مصر لُعِنُوا بالموت في الصّحراء لخوفهم و اكتراثهم بتقرير الجواسيس الّذين عادوا من كنعان بأخبار العمالقة في الأرض .


              [العدد: 14: 26-34] وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: ((حَتَّى مَتَى أَغْفِرُ لِهَذِهِ الجَمَاعَةِ الشِّرِّيرَةِ المُتَذَمِّرَةِ عَليَّ؟ قَدْ سَمِعْتُ تَذَمُّرَ بَنِي إِسْرَائِيل الذِي يَتَذَمَّرُونَهُ عَليَّ. قُل لهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ لأَفْعَلنَّ بِكُمْ كَمَا تَكَلمْتُمْ فِي أُذُنَيَّ. فِي هَذَا القَفْرِ تَسْقُطُ جُثَثُكُمْ جَمِيعُ المَعْدُودِينَ مِنْكُمْ حَسَبَ عَدَدِكُمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً الذِينَ تَذَمَّرُوا عَليَّ. لنْ تَدْخُلُوا الأَرْضَ التِي رَفَعْتُ يَدِي لِأُسْكِنَنَّكُمْ فِيهَا مَا عَدَا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ. وَأَمَّا أَطْفَالُكُمُ الذِينَ قُلتُمْ يَكُونُونَ غَنِيمَةً فَإِنِّي سَأُدْخِلُهُمْ فَيَعْرِفُونَ الأَرْضَ التِي احْتَقَرْتُمُوهَا. فَجُثَثُكُمْ أَنْتُمْ تَسْقُطُ فِي هَذَا القَفْرِ وَبَنُوكُمْ يَكُونُونَ رُعَاةً فِي القَفْرِ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَيَحْمِلُونَ فُجُورَكُمْ حَتَّى تَفْنَى جُثَثُكُمْ فِي القَفْرِ. كَعَدَدِ الأَيَّامِ التِي تَجَسَّسْتُمْ فِيهَا الأَرْضَ أَرْبَعِينَ يَوْماً لِلسَّنَةِ يَوْمٌ. تَحْمِلُونَ ذُنُوبَكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَتَعْرِفُونَ ابْتِعَادِي))


              الآن لو تخيّلنا أن حوالي نصف الثّلاثة ملايين إسرائيلي في ذلك الوقت كانوا بالغين، و باعتبار أن التّعداد السّكّانيّ في نهاية ال40 سنة من التّجوّل (العدد 26) هو تقريباً نفس التعداد (3 ملايين) دخلو أرض كنعان، فذلك يتطلب على الأقلّ 1.5 مليون ولادةً أثناء تلك السّنوات، دون السّماح حتّى بمعدّلات وفيات الأطفال أو بوفيات هؤلاء الّذين كانوا أطفال في وقت تذمر البالغين حول تقرير الجواسيس. حيث أننا يمكن أن نتوقع معدّل وفيات عالي في الظّروف التي عاش فيها الإسرائيليون، فلن يكون مغالاة لو افترضنا أنه على الأقلّ مليونان ولادةً حدثت أثناء التيه في الصّحراء. إذا وُزِّعَتْ هذه الولادات بالتّساوي طوال ال40 سنة، هذا سيعني أن حوالي 50 ألف ولادةً قد حدثت كلّ سنة. أي أنه سيكون متوسّط الولادات 137 ولادة في اليوم الواحد، و الذي يتطلّب تقديم 137 حمل و 137 حمامةً أو يمامة في اليوم الواحد. إن كان 50% من النّساء فقيرات جدًّا ولا يستطعن تقديم حمل، فإنه سيقلل متوسّط عدد الحملان المقدمة في اليوم الواحد إلى حوالي 69 و لكنّ سيزيد العدد اليوميّ لليمام أو الحمام إلى حوالي 206. على مدار سنة، /25،185/ حملاً و /75،190/ حمامةً أو يمامة قتلت شكراً ليهوه. طوال فترة الـ 40 سنة، سيكون العدد قد بلغ /1،007،400/ حملاً أحرقت ليهوه و /3،007،600/ حمامة أو يمامة.

              أفترض أن أتباع الكتاب المقدس لن يروا أيّ مشكلة لو سألت: كيف استطاع الإسرائيليّون أن يحافظوا على هذه القطعان الكبيرة في أرض كانوا يشتكون فيها من نقص الطعام و الماء باستمرار؟ ولو سألت كيف تمكن الإسرائيليّون من الحصول على ما يزيد عن 3 ملايين حمامة و يمامة لهذه التّضحيات، فإن أتباع الكتاب المقدس سيقولون أننيّ أصطنع المشاكل فقط، لكنّ إذا كان الحمام و اليمام في مثل هذه الكثرة في الصّحراء، لماذا كان الإسرائيليّون بحاجة إلى ريح مرسلة من قبل يهوه لإحضار السّلوى من البحر ؟ لماذا لا يشبعون شهيّتهم للّحم بمجرد اصطياد الحمام و اليمام؟ برغم كلّ شيء، عندما احتاجت زوجاتهم للحمام و اليمام للحصول على التّطهير من الولادة، لم يبدو أن لديهم أيّ مشكلة في تنفيذ المطلوب.


              دعونا ننظر في مشكلة أخرى. هارون و أبناءه ناداب و أبيهو و ألعازر و إيثامار عُيّنوا كهنة كما في (العدد 3: 1-4)، لكنّ هذا النص ، مقارنة مع (اللاويين 10: 1-2) يقرر أن يهوه قتل ناداب و أبيهو لاستخدام "نيران غريبة" للتقدمة، و ذلك يبقي لنا هؤلاء الكهنة الثلاثة فقط (هارون و ألعازر و إيثامار) لتولّي مسئوليّة مراسم القرابين. كما لاحظنا أعلاه، أنّ 137 ولادةً في اليوم الواحد إنما هي مجرد تقدير تقريبيّ لحشد من الناس يبلغ 3 ملايين شخص، لذا فإن ذلك يتطلب 137 أضحية تطهير في اليوم الواحد. إذا افترضنا أن الأضاحي قسمت بالتّساوي بين الكهنة الثّلاثة، فإن كلّ كاهن يجب أن يتولّى مسئوليّة حوالي 45 تضحية تطهير في اليوم الواحد، و باعتبار أنه يجب عرضهم جميعاً على مذبح الهيكل (3: 6)، فإنّه من الصعب تخيل ثلاثة مراسم قرابين يمكن أن تُجْرَى في آنٍ واحد. إذا مُنحنا هذا الامتياز، على كل حال، و بافتراض أن كلّ تضحية تطهير كان يمكن أن تأخذ مالا يزيد عن 5 دقائق، أي حوالي 4 ساعات لكلّ يوم لكل كاهن لتقديم أضاحي التّطهير فقط، و إذا عملوا في ورديّات متتالية، فإن المذبح سيكون مشغولاً لمدة 12 ساعةً كلّ يوم تقديم أضاحي التطهير فقط. إن هذا يثير التساؤل: كيف وجد الكهنة الثلاثة الوقت الكافي لتولّي مسئوليّة الأضاحي اليوميّة الأخرى الّتي كانت مطلوبة؟


              إن أضحية "لإثم غير المتعمّد" كانت لها مراسم أخرى على الكهنة حضورها. يشير نص اللاويين 4: 1-4 أن هذا الإثم يتطلّب تقديم أضحية عجل، حيث يُحْضَر أمام باب خيمة الاجتماع و يُقتل أمام يهوه – كما لو أنه قتل في مكان آخر لن يكون أما يهوه المفترض وجوده في كل مكان. بعد ذلك يقدم دم العجل أضحية على المذبح، مع الدّهن و الكلى و الكبد، لكنّ الجلد و كلّ اللّحم و الرّأس و الأرجل و الأمعاء و روثهم (4: 11-12)، حتّى العجل بالكامل، سيُحْمَل خارج المخيم و يحُرِق و يرمى الرّماد. لنضع في بالنا أن خيمة الاجتماع كانت في مركز المخيم، لذا تضحية اللإثم غير المتعمّد تطلّبت من الكهنة قتل العجل عند المذبح، التّضحية بدمه و الدّهن و الكلى و الكبد ثمّ حمل العجل بالكامل خارج المعسكر و إحراقه. في افتراضنا السابق أنّ المعسكرات كانت مساحتها ثلاثة أميال مربّعة بتقدير مستبعد و غير معقول، كان يجب على الكهنة حمل أجزاء العجل هذه مسافة حوالي 1.5 ميل. كمّ أضحية مثل هذه في اليوم الواحد استطاع فريق مكون من 3 كهنة فقط أن ينجزوا؟ ليس ذلك الإنجاز الكبير!


              أتباع الكتاب المقدس سيرون بالطبع أن ذلك ليس مشكلة على الإطلاق. ذلك ربّما لأنهم لم يستغرقوا الوقت أن يحلّل السّيناريوهات التوراتية أبدًا و يحاولون التّخيّل ماذا يستلزم ذلك لو أنها قد حدثت بالعفل. يفترضون فقط أنه إذا ذكره الكتاب المقدّس، فلابد أنه قد حدث - بهذا التضحيم.
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 12:44 ص.
              دائماً أنت بقلبي دائماً موردي العذب إذا اشـــــتد الظما
              دائماً أنت ضيائي في الدجى كيف لا تكشف عني الظلما
              أنت يا من ذكره ملء فمي فاستحالت كل أعضـــائي فما
              يا رســـول الله يا من حبه دائمــــاً في القلب يبقى دائماً
              أرشيفي

              تعليق


              • #8
                ماذا عن قربان التقدمة؟



                في اثنين من مقالاتنا المعنونة القرابين و حجم المخيمات اليهودية رأينا عدم قدرة أربع كهنة من الناحية التنظيمية أن يتولوا مسؤولية كافة القرابين الّتي تطلّبتها شريعة اللاويين من الإسرائيليين أثناء سنوات التيه في الصحراء. بالإضافة القرابين الدموية الكثيرة المطلوبة من قبل يهوه، فقد طُلب من الإسرائيليّين قربان تقدمة ليهوه، و هي عبارة عن قرابين منظمة تماماً كقرابين الحيوانات (اللاويين 2: 1-16، 6: 14-21، 7: 11-14)، و للكهنة السلطة بالطبع لأخذ نصيبهم منها.


                حجم قرابين التقدمة لم يتم تعيينه، لكنّ دعنا فقط نفترض أن الحجم العاديّ كان 4 أونصات (وقية 200 غرام) و الّتي ستبدو كمّيّة صغيرة بشكل محرج لعرضها على يهوه الهائل الّذي أخرج الإسرائيليّين من العذاب المصريّ. أقصد، إلى أي حد يمكن أن يصل ناكر الجميل؟ لذا لو قدم قربان تقدمة واحد في السّنة، لكلّ شخص، في رحلات الصحراء، للزم ذلك /750،000/ رطل من التقدمة في السّنة. و هذا يساوي 375 طنّ من التقدمة في السّنة الّتي تبخرت مع الدخان بينما كان الإسرائيليّون في الصّحراء. و على طول مدّة 40 سنة بالكامل، بلغ حجم القرابين /15،000/ طنّ من التقدمة.


                السؤال الآن: أين يمكن للإسرائيليّين أن يحصلوا في الصّحراء على الحبوب لعمل كل هذه التقدمات لقرابينهم؟ كانت سيناء ذات طبيعة صحراوية و بالكاد يمكن لمثل هذه الطبيعة من الأرض أن تنتج /375/ طنّ من الحبوب كلّ سنة. بالإضافة إلى ذلك، فليس هنالك ولا حتّى تلميح واحد على طول رواية التيه في الصّحراء يذكر أن الإسرائيليّين قد انشغلوا بالأنشطة الزّراعيّة بينما كانوا يسيحون ولا في أيّ وقت.


                ألا يتساءل أحد غيري عن المتطلبات التّنظيميّة الضرورية لجعل حكايات التجول في الصحراء دقيقة تاريخيًّا؟
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 12:44 ص.
                دائماً أنت بقلبي دائماً موردي العذب إذا اشـــــتد الظما
                دائماً أنت ضيائي في الدجى كيف لا تكشف عني الظلما
                أنت يا من ذكره ملء فمي فاستحالت كل أعضـــائي فما
                يا رســـول الله يا من حبه دائمــــاً في القلب يبقى دائماً
                أرشيفي

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
                  للرفع..
                  سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
                  عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

                  تعليق


                  • #10
                    ممكن يا اخوة عرض المشاركات على فترات بحيث ان القارى لا يمل وتخليصها فى نقط
                    وجزى الله خيرا أخونا ديكستر على الموضوع وهذا ايضا موضوع من المواضيع التى تناولها د/موريس بوكاى فى كتابه التوراة والانجيل والقران
                    ألبرت آينشتاين Albert Einstein



                    ( العالم الفيزيائي الشهير صاحب نظرية النسبية ) :

                    أعتقد أن محمداً استطاع بعقلية واعية مدركة لما يقوم به اليهود أن يحقق هدفه في إبعادهم عن النَّيْل المباشر من الإسلام الذي مازال حتى الآن هو القوة التي خلقت ليحل بها السلام .

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                    ردود 0
                    20 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                     
                    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 3 أسابيع
                    ردود 0
                    24 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة زين الراكعين  
                    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 مار, 2024, 05:43 م
                    ردود 0
                    56 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة زين الراكعين  
                    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 5 مار, 2024, 10:20 ص
                    ردود 3
                    44 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة زين الراكعين  
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
                    ردود 0
                    15 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                     
                    يعمل...
                    X