بسم الله الرحمن الرحيم

العهد القديم

ويشمل أخبار العالم فى عصوره الأولى وأجياله القديمة ويتضمن شرائع اليهود الأدبية والدينية وتاريخ نشأتهم وحكوماتهم وحوادثهم ويحتوى النبوءات الموحى بها عن أمور متعددة منذ سقوط الإنسان إلى نهاية العالم.

وأهمها النبوءات الخاصة بيسوع المسيح.

وبه(45) سفرا مقسمة إلى خمسة أقسام كبرى:

أ) ناموس موسى أو أسفار الشريعة التى كتبها موسى فى برية سيناء, وعددها خمسة وهى :

( التكوين, الخروج, اللاويين, العدد, تثنية الإشتراع)

ب) أسفار تاريخية وعددها (16) ...
ج) أسفار شعرية وهى ستة.
د) أسفار نبوية وهى قسمان :

الأول: الأنبياء الكبار وعددها أربعة...

الثانى: الأنبياء الصغار وعددها اثنان...

ه) أسفار تعليمية وعددها اثنان.

ويقول زكى شنوده( المحامى المصري):

أما العهد القديم فيشمل أخبار العالم منذ بدء الخليقة ويتضمن تاريخ اليهود, وملوكهم, وشرائعهم, وأنبياءهم وما تنبأوا به ويضم(46) سفرا تندرج تحت خمسة أقسام كبرى..... إلخ ما ذكره.

وفى العدد الذى ذكره اختلاف.

فعند ميشيل صاحب كتاب( الكنيسة المصرية) 45 سفرا.

وعند شنوده 46 سفرا.

وارجع إلى كتاب العهد القديم المطبوع فى لندن
( كمبردج) ستجد الأسفار فيه 39 سفرا.

ولا يهمنا اختلاف العدد فى كثير ولا فى قليل ولكن الذى يهمنا أن هذه الأسفار لم تكن معتمدة بادىء ذى بدء عند القوم بل أخذت منهم جهدا طويلا حتى استقروا على المعتمد منها فى زعمهم.

وإذا رجعنا إلى دراستنا عن بولس نجده قد بدل شريعة الختان وأفتى بتركه لغير اليهود.
كما أنه ادعى أن ما جاء به عيسى قد نسخ ما جاء به موسى.( رسالته إلى أهل رومية اصحاح3 عدد28 ).

فكيف يتخذ النصارى العهد القديم مصدرا للمسيحية؟؟!!

رغم أن اليهود يختتنون, ويطلقون وشريعتهم لهم خاصة.
فإذا أضيف إلى هذا أن اليهود لم يؤمنوا بعيسى حال حياته كما يقول شارل جنيبير( أستاذ بجامعة باريس)
عن علاقة اليهود بعيسى:
" لم يؤمن اليهود بعيسى أثناء حياته....."
وعن عمل بولس فى تطوير ملة عيسى:
" فلم يلبث أن امن قد نسختها تعاليم المسيح.
بل إن المسيح أتى خصيصا ليبدل عهدا قديما بعهد جديد"

وقد ذكر شنوده أن اليهود قد اشتركوا مع اليونان فى قتل أسقف أفسس عام67 ميلادية.
وذكر نقولا خورى: أن الفترة من عام 106 حتى عام134 م لا يعلم عنها شىء فيما يتعلق بحياة ثلاثة عشر
أسقفا تولو كرسي أسقفية أورشليم بالنظر لاضطهاد
اليهود لهم. ويقول: إلا أنه من الثابت المحقق أن معظمهم قتل شهيدا.
ويذكر شنوده قصة موت يعقوب الرسول فيقول:
وقد استاء رئيس كهنة أورشليم من انتشار المسيحية
على يد يعقوب فأجبره على الصعود فوق جناح الهيكل
كى يشهد أمام اليهود ضد المسيح فوقف وقال لهم: إن
يسوع جالس الأن فى الأعالى عن يمين الرب. فألقوه
من فوق جناح الهيكل ثم رجموه حتى مات.....إلخ.

فإذا كان اليهود لم يؤمنوا بالمسيح بل طالبوا بصلبه كما
جاء فى الفقرة21,20( اصحاح 27 متى).
* وإذا كان اليهود يشتركون بعنف فى قتل رسل
المسيحية.
* وإذا كان بولس قد أفتى بأن المسيحية نسخت اليهودية.
* وإذا كان بولس قد ألغى شريعة الختان الموجوده بالنص فى التوراة والتى طبقتها أم يسوع علي يسوع..

فكيف تكون التوراة بأسفارها مصدرا للمسيحية؟؟!!!!

وما معنى اتخاذها مصدرا؟... رغم أن شريعتها منسوخة
بالإفتاء, وبالسلوك الفعلي؟؟؟؟؟!!!!!!!

وكيف تتخذ أسفار العهد القديم مصدرا للمسيحية وفيها
شريعة الطلاق التى حاج بها القوم يسوع فى الإصحاح
(19) التاسع عشر الفقرات(8,7,6 -19)؟؟؟؟؟؟!!!!

إن قلتم قال متى فى إنجيله على لسان يسوع: لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء, ما جئت لأنقض بل لأكمل.

فإنه يقال لكم ردا على هذا:
لقد نقض بولس مؤسس المسيحية بعد الحواريين
شريعة موسى .
بقوله: بعدم وجوب الختان .
وبقوله : نسخت شريعة عيسى شريعة موسى.

فمن أين لكم الحجية بأن العهد القديم مصدرا للنصرانية؟؟؟!!!!

ترجمة العهد القديم

يرجع الفضل الأكبر فى ترجمة العهد القديم إلى جهود القديس" جيروم" الذى قام بترجمته من العبرانية إلى اللاتينية.
وتسمى نسخته هذه بالفولجانا, وقد ظل يعمل فيها حتى وفاته عام420م.
ويعتبر الكتاب المقدس متعلقا عليه حتى عهد الإصلاح عام1414م.
غير أن الترجمة فى ذلك الزمن السحيق كان يعترضها كثير من العقبات وفى مقدمتها عدم وضوح النص المكتوب.
فقد تعرضت اللغة اللاتينية إلى تغييرات ضخمة فى القرون الواقعة بين عهد تاكتيوس سنة55 -130 م
وعهد اغسطيتوس سنة354-430م.
وأن التبشير المسيحي أدخل ألفاظا جديدة من أصل يونانى, كما استحدث تعبيرات لم تكن معروفة من قبل.
فنجم عن ذلك تغيير فى اللغة اللاتينية ويبدوا الفارق واضحا بين اللغة اللاتينية الفصحى كما كتبها(شيشرون)
, واللغة اللاتينية التى استخدمها كتاب العصر المسيحي
منذ عهد" ترتوليان" سنة200م فصاعدا.
كما أن تدهور مستوى الخط فى المخطوطات والوثائق الحكومية فى العصور القديمةجعل حالة الترجمة غير موثوق بها كما يدل على ذلك بوضوح خطأ الترجمة
اللاتينية للكتاب المقدس على نحو ما ذكره صاحب كتاب( العصور الوسطى) المطبوع فى لندن.

النسخ الخطية للكتاب المقدس:
1) نسخة الإسكندرية وتشمل أربعة مجلدات ضخمة الثلاثة الأول منها للعهد القديم والرابع للعهد الجديد.
2)نسخة الفاتيكان: ويؤكد العالمان( مونتفكون)و(بلاتشينى) أنها كتبت فى القرن الخامس وهى الأن محفوظة بالفاتيكان ولا يشبهها إلا نسخة الإسكندرية.
3) النسخة السيناثية: واكتشفها العالم( تشيدروف) الألماني وكتبت فى القرن الرابع.
4) النسخة السبعينية: وهى النسخة التى استدعى لها
" بطليموس فيلاد لفوس" سبعين من أحبار اليهود إلى الإسكندرية عام280ق.م ليقوم كل منهم على حده بترجمة التوراة من العبرانية إلى اليونانية ثم يقابلوا تراجمهم بعضها على بعض ليصححوا تراجمهم المنفردة.

الترجمة للغة العربية
يقول شنوده : أما عن الترجمة إلى اللغة العربية: فيذهب البعض إلى أن أول ترجمة للعهدين معا كانت عام 750م بمعرفة" يوحنا" أسقف أشبيلية بأسبانيا
نقلا عن اللا تينية إلا أن ذلك غير مقطوع به...

قيمة هذا المصدر عند الباحثين
قال" وستن" : إن كتاب" نشيد الإنشاد" هو عبارة عن غناء فسقي لابد أن يخرج من الكتب الإلهامية.
وقال" سملران" : كتاب الإنشاد كتاب مصطنع.
قالت هيئة العلماء المسماة" راشنلشت": أن هذه الكتب محرفة ولا يمكن الإعتماد عليها, وكم ألفوا من الكتب والرسائل يستهزئون فيها بكتب العهد القديم.

* ثمانية كتب من العهد القديم كانت غير مقبولة عند المسيحيين إلى عام324م وهى:
(استير,باروخ,طوبيا,يهوديت,وزدم, ايكليزياستبكى, الكتاب الأول لمقابيين, الكتاب الثانى لمقابيين).

وفى عام325م ناقش مجمع نيقية صحة هذه الكتب فرفضها كلها ماعداكتاب" يهوديث" وبقيت الكتب الأخرى فى موضع الشك والريبة على نحو ماذهب إليه(جيروم).....إلخ.

ومن هنا يبدوا واضحا أن العهد القديم لم يحتل مكانة تاريخية ولا دينية عند المسيحيين الأول, فقد ظل زهاء
ثلاثة قرون وفى كثير من أسفاره شك وريبة.

ومن أشد ما يندهش له الإنسان أن يكون العهد القديم محترما عند المسيحيين دون مقابل من عند اليهود فقد
حرموا الأناجيل.

- إن اليهود سعوا إلى صلب يسوع.
- واشتركوا فى قتل المبشرين والرسل.
وإن المسيحيين بعد الحواريين يعلنون نسخ شريعة موسى بما جاء به يسوع.
ويذهب بولس فى تطويره للمسيحية إلى الإعتداء على الناموس اليهودي.... ومع ذلك فإن القوم يقولون إن العهد القديم مصدرا لنحلتهم...
وما دامت هى نحلة فلهم ما يشاءون فى اختيار ما يحلوا لهم من مصادر.

انتهى البحث.
_________________________
المصدر: كتاب: ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء(دراسة مقارنة للمسيحية) للدكتور رؤوف شلبى