حُجِّيَّةُ التَّوَاتُرِ عَقْلَاً
ممكنٌ أن تكون الأخبارُ الواردةُ عن "وجود الرومان" أكذوبة ؟ إن قلت نعم فلا تنتظرُ منا دليلاً على تواتر معجزةٍ أو حديثٍ أو قرآن
د.أحمد الشامي
29/ 09/ 2024م
للتحميل
N
◄لماذا نحتاج للتواتر؟. 4
◄القدرة على تحقيق "الامتناع العقلي المحض"وقيمته 7
◄ المصالح الدافعة للاتفاق على الكذب.. 11
◄ موانع الاتفاق على الكذب.. 12
◄ تطبيق عملي "تواتر القرآن في الطبقة الأولى" 18
◄ الخلط بين الرواية والعقل في نقض تواتر القرآن. 25
الحمد لله الذي أبان الحق وأبدى، ومن علينا بأن خلق فسوى وقدر فهدى، وأقام معايشنا على قبول الأخبار التي بدونها تخر المعايش هدَّاً، فأرشد أولياءه ونَكَتَ في قلوب أعداءه فليس تعي الحكمة أبداً، وأصلي وأسلم على محمدٍ خير الناس نسباً ومحتداً وأكرهم مصدراً ومورداً، وأصحابه غيوث الندى وليوث العدى، من اليوم إلى أن يبعث الناس غداً.
وبعد فإن الطعن في حجية الخبر المتواتر قد غدى هو مطية الملاحدة الكبرى، وسفسطتهم العظمى التي بها يتسترون من سهام الحق عند الجدال، وكذا هي أس أساس دين النكارى الذين ينكرون سنة رسول الله e ، فإنه إن كان المتواتر لا يقوم بمثله الحجة فكيف بخبر الواحد، فكان لزاماً التعريج على المسألة عقلياً، وكان الصواب قبل البدء هو التعريج على الهدف من التواتر، لماذا نسعى أصلاً لإثباته، فإن هذه النقطة هي التي ستحدد لنا مدى صلاحية النتيجة (الخبر المتواتر)، فإنه إن وافق الهدف كان صواباً، فهل الهدف هو الجدل أم الهدف هو معرفة متى نقرر وكيف نقرر؟ نحن نناقش التواتر من أجل معرفة هل يمكننا بنني قراراً اعتماداً على خبرٍ متواتر أم لا؟ ووقتئذٍ يلزمنا التعريج على مسألة كيف نتخذ قراراتنا في كل الأمور ، كبيرها وصغيرها، عظيمها وحقيرها، ثم نستعمل الآلية في موضوع التواتر على النحو الذي سأبينه بإذنه تعالى...
◄لماذا نحتاج للتواتر؟
لكي نتأكد من صحة الخبر المنقول تأكداً يقينياً.
- ولماذا نحتاج للتأكد اليقيني؟
حتى نتمكن من اتخاذ القرار الصحيح في المسألة محل البحث والمعتمدة على هذا الخبر.
- وما هو التأكد اليقيني؟
هو ذلك الخبر لا يمكننا أن نتخيل طروء أي احتمالٍ قط لوقوع الكذب أو الخطأ فيه.
- إذن حتى نقرر في الأمور الخطيرة يجب أن نبني على اليقين الذي لا يتطرق إليه أي احتمالٍ قط؟
نعم
- حياتك أمرٌ خطير؟
نعم
- عندما تقرر إجراء عملية جراحية على يد طبيب ما، فإنك تجمع الأخبار من المرضى الذين أجروا العملية على يد هذا الطبيب، بحيث تجتمع لديك عدد من الشهادات بكفاءته، هذه الشهادات من الوارد عقلاً أن يتفق أصحابها على الكذب؟
نعم
- هل منعك هذا من قبول شهادتهم، أم قبلتها وبنيت قرارك وأجريت الجراحة؟
بل أجريتها
- لو قام الناس برفض بناء قراراتهم على مثل هذه الشهادات لمثل هذا الاحتمال العقلي، هل كان ممكناً لأحد أن يتخذ قراراً قط بإجراء جراحة قط؟
لا
- كم النسبة المئوية لاحتمالية اتفاق 10 مرضى على أن يكذبوا عليك بخصوص كفاءة هذا الطبيب؟
نادرة
- بل نادرة للغاية، فلو تمكنت من أن تأتي من كل مليون عملية شهادة بشهادة واحدة اتفق فيها 10 مرضى سابقين أن يكذبوا على من يستشيرهم بخصوص كفاءة الطبيب الذي عالجهم فلن تكاد تجد، هي أندر من 1 إلى مليون، لكن ما سبب تلك الندرة؟
السبب هو أن المصلحة التي ستدفعهم لمثل هذا التصرف هي مصلحة نادرة الوقوع.
وبناءاً عليه فاليقين الذي نبني عليه القرارات هو أقصى درجة من اليقين المقدور على إدراكها، ألا وهي شهادة من يمتنع عاداة أي غالباً أن يتفقوا على الكذب، وليس شهادة من يمتنع عقلاً (أي يمتنع طروء اي احتمالٍ عقلي في الدماغ) أن يتفقوا على الكذب.
فإذا جئت بأعلى درجات الظن الغالب، ألا وهي شهادة من تمنع العادة اتفاقهم على الكذب، فإننا نأخذ بها في كل أمور حياتنا بدءاً من أخطر شئ كالروح والأعراض وانتهاءاً بما دون ذلك.
وبناءاً عليه فاليقين الذي نبني عليه القرارات هو أقصى درجة من اليقين المقدور على إدراكها، ألا وهي شهادة من يمتنع عاداة أي غالباً أن يتفقوا على الكذب، وليس شهادة من يمتنع عقلاً (أي يمتنع طروء اي احتمالٍ عقلي في الدماغ) أن يتفقوا على الكذب.
فإذا جئت بأعلى درجات الظن الغالب، ألا وهي شهادة من تمنع العادة اتفاقهم على الكذب، فإننا نأخذ بها في كل أمور حياتنا بدءاً من أخطر شئ كالروح والأعراض وانتهاءاً بما دون ذلك.
- انت ابن أبيك؟
نعم
تقسم بالله على ذلك؟
نعم
تشك في ذلك؟
لا
أجريت اختبار dna؟
لا
رغم وجود احتمال عقلي بوقوع الزنا من الوالدة؟
نعم
فكيف بنيت يقينك وقرارك على مقدمة يطرأ عليها الاحتمال العقلي؟
لأنه لم يشتهر عن الوالدة إلا الخير
تقسم بالله على ذلك؟
نعم
تشك في ذلك؟
لا
أجريت اختبار dna؟
لا
رغم وجود احتمال عقلي بوقوع الزنا من الوالدة؟
نعم
فكيف بنيت يقينك وقرارك على مقدمة يطرأ عليها الاحتمال العقلي؟
لأنه لم يشتهر عن الوالدة إلا الخير
- هل تقوم المحاكم في العالم بتوريثك مال أبيك بعد وفاته أم يطلبون منك اختبار dna؟
بل يقومون بالتوريث المباشر
- رغم طروء الاحتمال بأن تكون لست ابن أبيك؟
نعم
- فلماذا فعلت المحكمة ذلك؟
لأن هذا هو المثبت في الأوراق.
- عندما تختار شركة طيران تسلمها روحك أمانة، فأنت تجمع شهادات حول أفضل شركات الطيران، ثم تقرر، رغم وجود احتمالية عقلية أن جميع من سألتهم قد جلسوا معاً واتفقوا على الكذب عليك، لكن ما هي نسبة هذه الاحتمالية؟ هل تستطيع أن تأتي من كل مليون حال جمع شهادات بحالة واحدة اتفق فيها الشهود على أن يكذبوا على من سألهم حول كفاءة الشركة وكانوا شهوداً كثيرون ؟ لن تستطيع، فهي حتى أندر من 1 إلى مليون.
- عندما تختار زوجتك فأنت تجمع عدد من الشهادات حول أصلها وحسبها وسمعتها، ثم تقرر، ورغم طروء الاحتمال على أن يكون الشهود الذين مدحوها لك قد كذبوا عليك، إلا أنك تقرر بناءاً على هذه المجموعة من الشهادات، ولكن كم النسبة المئوية لاحتمالية أن يتفق 10 أشخاص مختلفين من بيوت مختلفة في الكذب عليك حين طلبت منهم شهاداتهم؟ نادر للغاية، حتى أنك لا تعرف حالة واحدة يمكنك أن تشير إليها.
إذن القرار في الأعراض كان بدرجة من درجات الظن الغالب، وكان في الأرواح بدرجة من درجات الظن الغالب، وكان في الأموال بدرجة من درجات الظن الغالب.
|1| إذن يكفي في إثبات حجية التواتر، إثبات قدرته على إحداث اليقين العادي،لا اليقين العقلي، أي أعلى درجات الظن الغالب لا أعلى درجات امتناع طروء أي متخيل عقلي
◄القدرة على تحقيق "الامتناع العقلي المحض"وقيمته
الامتناع العقلي المحض هو أن تعجز عن تخيل أي احتمال للكذب يمكن أن يطرأ على الشهادة.
هل يمكننا أن نأتي بأي مسألة شهادات نعجز فيها عن تخيل طروء الاحتمال العقلي بالكذب فيها؟
هات مسألة واحدة، لن تجد.
لبندأ و لنقل مثلاً أن لديك شهادة من 10 أشخاص كانوا يقفون في ساحة، وهم من جنسيات مختلفة يتحدثون لغات مختلفة لا يعرفون بضعهم ولا يفهمون لغة بعضهم، شهدوا لك جميعاً بأن السيارة الحمراء قد غادرت من دقائق، الآن هل يوجد احتمال أن يتفقوا على الكذب؟ نعم، أن يعطيهم شخص مالاً ثم يرسلهم جميعاً إلى الساحة ينتظرونك ليكذبوا عليك.
لكن احتمالية وقوع هذا الأمر كم بالمائة؟ هي أندر من 1 إلى مليون، حتى أنك لا تملك مثالاً واقعياً قد حدث لمثل هذه الحادثة.
لماذا هي نادرة؟ لأن المصلحة التي ستدفعهم هم أو ستدفع من دفعهم للكذب عليك هي مصلحة نادرة، كأن يكون قد أراد خداعك لقتلك، ليس كل يوم ستجد شخصاً يريد قتلك، ثم ليس كل من ستجده يريد قتلك سيخطر على باله مثل هذه الفكرة، لذا فهي مصلحة نعم ولكن نادرة، فالسبب هو ندرة الدافع.
لنرفع عددهم إلى 100، أو حتى إلى 1000، أليس من الوارد عقلاً أن يقوم رجل أعمال ثري بإعطاءهم جميعاً رشوة غالية للغاية حتى يكذبوا عليك؟ لكن ما النسبة المئوية لوقوع الدافع؟ هل يكثر أن يكون رجال الأعمال مهتمون بخداعك؟ هذه مسألة نادرة لندرة الدافع. ثم لنقل أن بينك وبين هذا الثري مشكلة أسرية ، والمشكلات الأسرية ليست نادرة، لكن كم شخص على وجه الأرض سيخطر على جمجمته أن يخدعك بهذه الطريقة التي خدعك هو به؟ فستتحول ندرة الاحتمالية هنا إلى ندرة طروء هذه الفكرة على عقول البشر، فنادراً من سيخطر على باله ان يخدعك بهذه الطريقة بعينها.
فإن قيل بأن الخداع عموماً ليس بنادر وإنما النادر نوعيته تلك، فمن الوارد و ليس بنادر أن يقدم سوء الظن لورود وقوع الخداع بغض النظر عن ندرة نوعه، قلت بأن هذا صحيح بشرط دخول معامل جديد في المعادلة، وهو " المصلحة المعروفة" سنناقشه فيما يلي، أما الآن فنحن مازلنا في مبحث " مطلق المصالح المتخيلة" لا مصلحة معينة معروفة يهدف شخص ما أن يخدعك من أجل تحقيقها، وأنت تعرف هذا الشخص وتعرف هذه المصلحة وتعرف هذه النية منة وتعرف قدرته وسعيه للقيام بخداعك، إنما كلامنا عن إمكانية وقوع خداعٍ باتفاق جمعٍ على الكذب ليخدعوك وأنت لا تعرف نيتهم ولا تعرف وجود طرف يسعى لتوظيفهم، إن تظن إلا ظناً ولست بمستيقن، هذه نقطة البحث الآنية.
إذن لن تجد مثالاً واحداً لشهادة واحدة لا يطرأ عليها الاحتمال العقلي مهما كانت قوية. وإنما التفاوت في النسبة المئوية لاحتمالية طروء هذا الاحتمال.
إذا كان الأمر كذلك، فالبشر لا يقدرون على نفي الامتناع العقلي في أي شهادات.
بل لا يقدرون على نفي الاحتمال العقلي في كل السخافات، فأقول للمسفسط:
◄القدرة على تحقيق "الامتناع العقلي المحض"وقيمته
الامتناع العقلي المحض هو أن تعجز عن تخيل أي احتمال للكذب يمكن أن يطرأ على الشهادة.
هل يمكننا أن نأتي بأي مسألة شهادات نعجز فيها عن تخيل طروء الاحتمال العقلي بالكذب فيها؟
هات مسألة واحدة، لن تجد.
لبندأ و لنقل مثلاً أن لديك شهادة من 10 أشخاص كانوا يقفون في ساحة، وهم من جنسيات مختلفة يتحدثون لغات مختلفة لا يعرفون بضعهم ولا يفهمون لغة بعضهم، شهدوا لك جميعاً بأن السيارة الحمراء قد غادرت من دقائق، الآن هل يوجد احتمال أن يتفقوا على الكذب؟ نعم، أن يعطيهم شخص مالاً ثم يرسلهم جميعاً إلى الساحة ينتظرونك ليكذبوا عليك.
لكن احتمالية وقوع هذا الأمر كم بالمائة؟ هي أندر من 1 إلى مليون، حتى أنك لا تملك مثالاً واقعياً قد حدث لمثل هذه الحادثة.
لماذا هي نادرة؟ لأن المصلحة التي ستدفعهم هم أو ستدفع من دفعهم للكذب عليك هي مصلحة نادرة، كأن يكون قد أراد خداعك لقتلك، ليس كل يوم ستجد شخصاً يريد قتلك، ثم ليس كل من ستجده يريد قتلك سيخطر على باله مثل هذه الفكرة، لذا فهي مصلحة نعم ولكن نادرة، فالسبب هو ندرة الدافع.
لنرفع عددهم إلى 100، أو حتى إلى 1000، أليس من الوارد عقلاً أن يقوم رجل أعمال ثري بإعطاءهم جميعاً رشوة غالية للغاية حتى يكذبوا عليك؟ لكن ما النسبة المئوية لوقوع الدافع؟ هل يكثر أن يكون رجال الأعمال مهتمون بخداعك؟ هذه مسألة نادرة لندرة الدافع. ثم لنقل أن بينك وبين هذا الثري مشكلة أسرية ، والمشكلات الأسرية ليست نادرة، لكن كم شخص على وجه الأرض سيخطر على جمجمته أن يخدعك بهذه الطريقة التي خدعك هو به؟ فستتحول ندرة الاحتمالية هنا إلى ندرة طروء هذه الفكرة على عقول البشر، فنادراً من سيخطر على باله ان يخدعك بهذه الطريقة بعينها.
فإن قيل بأن الخداع عموماً ليس بنادر وإنما النادر نوعيته تلك، فمن الوارد و ليس بنادر أن يقدم سوء الظن لورود وقوع الخداع بغض النظر عن ندرة نوعه، قلت بأن هذا صحيح بشرط دخول معامل جديد في المعادلة، وهو " المصلحة المعروفة" سنناقشه فيما يلي، أما الآن فنحن مازلنا في مبحث " مطلق المصالح المتخيلة" لا مصلحة معينة معروفة يهدف شخص ما أن يخدعك من أجل تحقيقها، وأنت تعرف هذا الشخص وتعرف هذه المصلحة وتعرف هذه النية منة وتعرف قدرته وسعيه للقيام بخداعك، إنما كلامنا عن إمكانية وقوع خداعٍ باتفاق جمعٍ على الكذب ليخدعوك وأنت لا تعرف نيتهم ولا تعرف وجود طرف يسعى لتوظيفهم، إن تظن إلا ظناً ولست بمستيقن، هذه نقطة البحث الآنية.
إذن لن تجد مثالاً واحداً لشهادة واحدة لا يطرأ عليها الاحتمال العقلي مهما كانت قوية. وإنما التفاوت في النسبة المئوية لاحتمالية طروء هذا الاحتمال.
إذا كان الأمر كذلك، فالبشر لا يقدرون على نفي الامتناع العقلي في أي شهادات.
بل لا يقدرون على نفي الاحتمال العقلي في كل السخافات، فأقول للمسفسط:
- عقلاً ، واردٌ أن يكون هناك كانئات فضائية ونحن لا ندري؟ فنحن لم نر كل الكون.
نعم.
أليس من الوارد أن يكون لهم القدرة على التشكل في صورة بشرية ونحن لا ندري؟
نعم
إذن من الوارد أن تكون زوجتك كائن فضائي ذكر قد تشكل في جسم انثى بشرية وأنت لا تدري؟
نعم
ثم أليس من الوارد أن يكون الطبيب الذي يجري لك الجراحة هو خنفساء من المريخ قادرة على التشكل في صورة بشرية وأنت لا تدري؟
نعم.
هل تطيب نفسك أن تجامع زوجتك مع احتمالية أن تكون ذكرا من المريح؟ وكيف تطمئن على روحك لإجراء جراحة مع احتمالية أن يكون من يجري الجراحة هو خنفساء متحولة؟
ستكتشف أن باب "امتناع الإيرادات العقلية" هو باب "امتناع الهذيان"، فكل من يقول " أليس من الوارد عقلاً كذا..." في أي شهادة تحققت اعتماداً على الامتناع العادي هو كمن يورد مثل هذه الإيرادات السخيفة المضحكة.
فثبت من هذا أن السخافات نفسها غير ممتنعة عقلاً، فكيف يكون هذا المعيار له قيمة في تعطيل " الممتنع عادة" وهو له وجه وقوة لا تخفى ، في الوقت الذي يعجز عن تعطيل حتى السخافات؟ الامتناع العقلي لا يستطيع أن ينفي إمكانية أن تكون أنت كائن فضائي ونحن لا ندري.
إذن من ناحية القدرة، فالبشر لا طاقة لهم قط على تحقيق الامتناع العقلي في أي شئ قط، دين أو دينا، والمقصود بالامتناع العقلي أي القدرة على تخيل طروء احتمالات، مهما كانت سخيفة أو نادرة.
ومن ناحية القيمة، فما قيمة مراعاة الامتناع العقلي وهو عاجز حتى عن التفريق بين الاحتمال السخيف والجدير بالاعتبار؟
هل تسوي بين احتمالية أن تكون زوجتك كائن فضائي متحول، واحتمالية أن يتفق 10 شهود لم يقابلوا بعض وليس لهم مصلحة واضحة في الكذب عليك أن يكذبوا عليك بخصوص كفاءة الطبيب المعالج؟ الامتناع العقلي يسوي بين الاثنين، فاحتمالية وقوع الاثنين عنده ورادة !!
ثم ما قيمته في اتخاذ القرارات؟
هل يمتنع عقلاً أن وجود الإمبراطورية الرومانية كان أكذوبة؟ إن قلت لا لم تجد مبرراً نعجز عن استثماره نحن أيضاً، وإن قلت نعم فقد أكدت لنفسك قبل الآخرين أن "الامتناع العقلي" عاجز عن التفريق بين الهذيان والمعتبر.
فلو كان مبررك بأنها ليست بأكذوبة هو كثرة الاخبار واستفاضتها قلنا بأن هذا عين دليلنا، ثم هو يطرأ عليه الاحتمالات، أليس من الوارد عقلاً أن تكون كل الأخبار المكتوبة في كل لغات العالم عن الرومان مأخوذة من كتب حفنة من الكذابين الصينين قد أعطاهم امبراطور الصين مبلغاً ضخماً لينشروا باليونانية واللاتينية والعربية والصينية والهندية كتباً عن الرومان ثم اعتمد عليها الناس والمؤرخون بعد ذلك؟ ونحن لا نعرف مصلحته ، لكن ربما له مصلحة ونحن لا نعرفها، فما قولك في هذه السفسطة؟تقبلها؟
فما من عقبة ستضعها هنا إثبات امتناع الكذب عقلاً في تلك المسألة إلا وخدمتنا بها، وإن قبلت جواز طروء هذا الاحتمال عقلاً،سألتك هل تعطيه قيمه فتشك في وجود الرومان أم ترميه ولا ترفع به رأساً؟ إن قلت اعطيه قيمة فقد شهدت على نفسك بالسفسطة، فمن يشك في وجود الرومان ينتظر منا دليلاً على تواتر حديث نبوي أو معجزة؟!!
|2| هات مثالاً واحداً لقرارٍ واحدٍ يتخذه أي إنسان في أي مسألة خطيرة أو عادية، تمس روحه ودمه وعرضه وماله أو غير ذلك، واعتمد فيه على شهادات، ثم لم يطرأ على تلك الشهادات أي احتمالية عقلية بالكذب، لن تجد
إذن
|3|لا دور للامتناع العقلي قط في تعطيل أي قرارٍ مبني على شهادة قط في أي مسألة قط خطيرة أو عادية في حياة البشر بدءاً من أرواحهم وأعراضهم إلى أبسط الأشياء
◄ المصالح الدافعة للاتفاق على الكذب
أليس من الوارد أن يكون لهم القدرة على التشكل في صورة بشرية ونحن لا ندري؟
نعم
إذن من الوارد أن تكون زوجتك كائن فضائي ذكر قد تشكل في جسم انثى بشرية وأنت لا تدري؟
نعم
ثم أليس من الوارد أن يكون الطبيب الذي يجري لك الجراحة هو خنفساء من المريخ قادرة على التشكل في صورة بشرية وأنت لا تدري؟
نعم.
هل تطيب نفسك أن تجامع زوجتك مع احتمالية أن تكون ذكرا من المريح؟ وكيف تطمئن على روحك لإجراء جراحة مع احتمالية أن يكون من يجري الجراحة هو خنفساء متحولة؟
ستكتشف أن باب "امتناع الإيرادات العقلية" هو باب "امتناع الهذيان"، فكل من يقول " أليس من الوارد عقلاً كذا..." في أي شهادة تحققت اعتماداً على الامتناع العادي هو كمن يورد مثل هذه الإيرادات السخيفة المضحكة.
فثبت من هذا أن السخافات نفسها غير ممتنعة عقلاً، فكيف يكون هذا المعيار له قيمة في تعطيل " الممتنع عادة" وهو له وجه وقوة لا تخفى ، في الوقت الذي يعجز عن تعطيل حتى السخافات؟ الامتناع العقلي لا يستطيع أن ينفي إمكانية أن تكون أنت كائن فضائي ونحن لا ندري.
إذن من ناحية القدرة، فالبشر لا طاقة لهم قط على تحقيق الامتناع العقلي في أي شئ قط، دين أو دينا، والمقصود بالامتناع العقلي أي القدرة على تخيل طروء احتمالات، مهما كانت سخيفة أو نادرة.
ومن ناحية القيمة، فما قيمة مراعاة الامتناع العقلي وهو عاجز حتى عن التفريق بين الاحتمال السخيف والجدير بالاعتبار؟
هل تسوي بين احتمالية أن تكون زوجتك كائن فضائي متحول، واحتمالية أن يتفق 10 شهود لم يقابلوا بعض وليس لهم مصلحة واضحة في الكذب عليك أن يكذبوا عليك بخصوص كفاءة الطبيب المعالج؟ الامتناع العقلي يسوي بين الاثنين، فاحتمالية وقوع الاثنين عنده ورادة !!
ثم ما قيمته في اتخاذ القرارات؟
هل يمتنع عقلاً أن وجود الإمبراطورية الرومانية كان أكذوبة؟ إن قلت لا لم تجد مبرراً نعجز عن استثماره نحن أيضاً، وإن قلت نعم فقد أكدت لنفسك قبل الآخرين أن "الامتناع العقلي" عاجز عن التفريق بين الهذيان والمعتبر.
فلو كان مبررك بأنها ليست بأكذوبة هو كثرة الاخبار واستفاضتها قلنا بأن هذا عين دليلنا، ثم هو يطرأ عليه الاحتمالات، أليس من الوارد عقلاً أن تكون كل الأخبار المكتوبة في كل لغات العالم عن الرومان مأخوذة من كتب حفنة من الكذابين الصينين قد أعطاهم امبراطور الصين مبلغاً ضخماً لينشروا باليونانية واللاتينية والعربية والصينية والهندية كتباً عن الرومان ثم اعتمد عليها الناس والمؤرخون بعد ذلك؟ ونحن لا نعرف مصلحته ، لكن ربما له مصلحة ونحن لا نعرفها، فما قولك في هذه السفسطة؟تقبلها؟
فما من عقبة ستضعها هنا إثبات امتناع الكذب عقلاً في تلك المسألة إلا وخدمتنا بها، وإن قبلت جواز طروء هذا الاحتمال عقلاً،سألتك هل تعطيه قيمه فتشك في وجود الرومان أم ترميه ولا ترفع به رأساً؟ إن قلت اعطيه قيمة فقد شهدت على نفسك بالسفسطة، فمن يشك في وجود الرومان ينتظر منا دليلاً على تواتر حديث نبوي أو معجزة؟!!
|2| هات مثالاً واحداً لقرارٍ واحدٍ يتخذه أي إنسان في أي مسألة خطيرة أو عادية، تمس روحه ودمه وعرضه وماله أو غير ذلك، واعتمد فيه على شهادات، ثم لم يطرأ على تلك الشهادات أي احتمالية عقلية بالكذب، لن تجد
إذن
|3|لا دور للامتناع العقلي قط في تعطيل أي قرارٍ مبني على شهادة قط في أي مسألة قط خطيرة أو عادية في حياة البشر بدءاً من أرواحهم وأعراضهم إلى أبسط الأشياء
◄ المصالح الدافعة للاتفاق على الكذب
- من مصلحة فرقة من الجواسيس التابعين لجهاز مخابرات أن يتفقوا على الكذب، فينشرون خبراً مكذوباً في صف العدو، ومن مصلحة عصابة من اللصوص أن يتفقوا على الكذب من أجل تسهيل السرقة، وكذا فرقة كوماندوز متخفية في ثياب مزارعين خلف خطوط العدو.
يشترط هنا أن نعرف أنهم لصوص أو فرقة كوماندوز أو جواسيس حتى تسقط قيمة اتفاقهم على الشهاداة.
إذن
|4|اتفاق "ذوي المصلحة المعروفة المتحصلة من وراء الكذب" على نقل خبرٍ يسقط قيمة اتفاقهم ولا يتحقق به التواتر
- ذوي المصلحة المتخيلة، وليست المعروفة المؤكدة، هل يسقط هذا التخيل جدوى اتفاقهم؟ ثبت من مبحث"الامتناع العقلي" أنه لا قيمة للتخيل في إسقاطها.
- هل كل المصالح المتخيلة سواء؟
فمثلاً اتفاق عشرة ليسوا من أهل دين واحد ولا لغة واحدة ولا مكان واحد على نقل خبر، هذا يشبه مثلاً لو اتفق مجموعة من اليهود على نقل خبر؟
ثم لو اتفق هؤلاء اليهود على نقل خبر يخدمهم، هل يستوي مع اتفاقهم على نقل خبر لا يخدمهم؟
بالتأكيد لا، فاحتمالية الكذب في حق الثالثة أعلى من الثانية أعلى من الأولى، إذن
|5|اتفاق "ذوي المصلحة المتخيل حصولها من وراء الكذب" على نقل خبرٍ لا يسقط قيمة خبرهم إلا إذا انضم لمطلق التخيل اجتماع هؤلاء تحت عنوان واحد تتحقق به مصلحة واحدة بذلك الكذب "يهود، ملاحدة، موظفي شركة واحدة...إلخ"
إذن
|6|المصالح التي تسقط التواتر هي" المصالح المعروفة" أو "المتخلية في حق من يجمعهم عنوان عريض"، عدا ذلك همل.
◄ موانع الاتفاق على الكذب
ثم لو اتفق هؤلاء اليهود على نقل خبر يخدمهم، هل يستوي مع اتفاقهم على نقل خبر لا يخدمهم؟
بالتأكيد لا، فاحتمالية الكذب في حق الثالثة أعلى من الثانية أعلى من الأولى، إذن
|5|اتفاق "ذوي المصلحة المتخيل حصولها من وراء الكذب" على نقل خبرٍ لا يسقط قيمة خبرهم إلا إذا انضم لمطلق التخيل اجتماع هؤلاء تحت عنوان واحد تتحقق به مصلحة واحدة بذلك الكذب "يهود، ملاحدة، موظفي شركة واحدة...إلخ"
إذن
|6|المصالح التي تسقط التواتر هي" المصالح المعروفة" أو "المتخلية في حق من يجمعهم عنوان عريض"، عدا ذلك همل.
◄ موانع الاتفاق على الكذب
- ليس منها "الامتناع العقلي المحض" كما سبق.
- انعدام وجود خطٍّ عريض يندرج تحته الجمع والخبر المنقول يخدمهم خدمة مباشرة.
فمثلاً لو نقل له عشرة من القساوسة أنهم رأوا البابا يصنع معجزة، هؤلاء لهم مصلحة ألا وهي خدمة دينهم، وكذا لو اتفق عشرة من الصحابة على أنهم رأوا رسول اللهe يصنع معجزة، وكذا لو اتفق عشرة علماء ملاحدة على أنهم رأوا حفرية نصفها قرد ونصفها إنسان ثم تدمرت ولم تعد موجودة لأن هذا الخبر هو من مصلحتهم لخدمة التطور.
- سكوت المتيقن كلامهم
ماذا لو عشرة من رجال الدولة المشهورين نقلوا خبراً مفاده " تم خفض سعر البنزين"، هذا الخبر بمقدور الناس التأكد من صحته في الشارع أم لا؟ بالطبع بمقدورهم، لو كذب هؤلاء العشرة فيه هل يمكن للناس أن تعرف ذلك أم لا؟ بالطبع، فمحطات الوقود في كل مكان، لو كذبوا فيه هل تتوقع أن يسكت الناس؟
بالطبع لا، فهذا خبر سيشيع في البلاد، وسيتناوله الناس بالسخرية والانتقاد والتكذيب، لكونه صدر عن عشرة مشاهير كبار مسموع صوتهم في مسألة تعم بها البلوى"أي يحتاجه كل الناس ويهمهم" ومقدورٌ على الناس التأكد منها.
نفس الأمر لو خرجت وزيرة المعاشات لتعلن بأن المعاشات تم رفعها منذ سنة وأن الناس يقبضونها بهذا الرفع منذ سنة، لو كان كذباً هل سيسكت الناس؟ فما بالك لو نقل هذا الخبر 10 وزراء؟ ألن يكون صداه أوسع؟ ومن ثم رد فعل الناس سيكون أعلى؟ فلو سكت الناس على هذا الخبر الذائع والمهم والذي يحتاجونه فسكوتهم إقرار.
إذن رغم وجود مصلحة مشتركة لهؤلاء بإذاعة هذا الخبر الكاذب ، أياً كانت، إلا أنهم لا يمكن أن يكونوا قد اتفقوا على الكذب فيه ، بسبب أن معاملاً ثالثاً قد انضاف ألا وهو سكوت المراقبين الذين ما كانوا ليسكتوا لولا صدق الخبر.
إذن:
|7|ما اتفق مشهورين ذوي صوت مسموع على نقله، وسكت عامة الناس القادرون على تكذيبه عن تكذيبه رغم سماعهم له واهتمامهم به لم يكن علة سكوتهم إلا صدقه
بالطبع لا، فهذا خبر سيشيع في البلاد، وسيتناوله الناس بالسخرية والانتقاد والتكذيب، لكونه صدر عن عشرة مشاهير كبار مسموع صوتهم في مسألة تعم بها البلوى"أي يحتاجه كل الناس ويهمهم" ومقدورٌ على الناس التأكد منها.
نفس الأمر لو خرجت وزيرة المعاشات لتعلن بأن المعاشات تم رفعها منذ سنة وأن الناس يقبضونها بهذا الرفع منذ سنة، لو كان كذباً هل سيسكت الناس؟ فما بالك لو نقل هذا الخبر 10 وزراء؟ ألن يكون صداه أوسع؟ ومن ثم رد فعل الناس سيكون أعلى؟ فلو سكت الناس على هذا الخبر الذائع والمهم والذي يحتاجونه فسكوتهم إقرار.
إذن رغم وجود مصلحة مشتركة لهؤلاء بإذاعة هذا الخبر الكاذب ، أياً كانت، إلا أنهم لا يمكن أن يكونوا قد اتفقوا على الكذب فيه ، بسبب أن معاملاً ثالثاً قد انضاف ألا وهو سكوت المراقبين الذين ما كانوا ليسكتوا لولا صدق الخبر.
إذن:
|7|ما اتفق مشهورين ذوي صوت مسموع على نقله، وسكت عامة الناس القادرون على تكذيبه عن تكذيبه رغم سماعهم له واهتمامهم به لم يكن علة سكوتهم إلا صدقه
- كيف نعرف أنهم سكتوا؟ ألا يعد هذا احتكاماً للمجهول؟
نعم إن كان السكوت هو المعتاد فالأمر احتكام للمجهول، أما إن كان عدمه هو المعتاد فهو دليل ومعلومة وليس بجهل، فالأمة المكثرة في النقل جداً في أدق التفاصيل كالمسلمين الذين ليس لديهم فترة مظلمة في تاريخهم لا يعرفون عنها شيئاً يعد سكوتهم حجة، أما الأمم التي مرت بفترات مظلمة في بدايتها كالنصرانية فسكوتهم سببه الجهل.
فمثلاً ليس في النصرانية شاهد عيان واحد نعرفه ممن قابل بولس قال بأن الله خلق بولس فضلاً عن أن يقول أنه رسول فضلاً عن أن يقول بأن بولس كتب أياً من رسائله ال14 فضلاً عن أن يقول بأنه هو كشاهد عيان قد تولى مسئولية نشر أي رسالة من رسائل بولس.
نفس الشئ يقال عن لوقا، ويعقوب، ويوحنا، وبطرس، الذين كتبوا الرسائل والأناجيل والذين هم رسل الله في المسيحية.
بل إن أقصى ما وصلهم من ادعاءات حول شهود العيان ممن تبقت لهم كتابات قد وصلتنا ولها قيمة في موضوع توثيق المنقولات والأسفار القانونية هم ثلاثة فقط (اكليمندس وبوليكاربوس وإغناطيوس) ! ولا يوجد دليل على أنهم من تلامذة الرسل إلا شهادة لرجل من ثمانينات القرن الثاني عاش في قارة أخرى ويتحدث لغة أخرى وليست له حيثية فلم يذكر مصدره ألا وهو إيرناوس لوجودونينسيس اسقف ليون، وأقدم مخطوطات كتابه الذي يذكر فيه هذه المعلومة هي مخطوط كليرمونت من القرن الحادي عشر الميلادي!
وتوجد أدلة على بطلان شهادته.
بل إن النصارى لا يعرفون اسم والد بولس رسول المسيحية الأعظم، بما يعني أن علاقتهم بالرجل منقطعة، هل يعقل أن جامعة بأكملها لا يعرف فيهم أحد اسم والد رئيس الجامعة؟!
بل إن النصارى لا يملكون شهادة واحدة من شخص واحد تحمل بنفسه مسئولية نقل سفر واحد مباشرة من الرسل .
بل إن النصارى لا يملكون شهادة واحدة حول مكان حياة ووفاة رسول واحد من شاهد عيان واحد، أقصى ما يفعلونه هو التخمين الضعيف اعتماداً على معلومات سفر أعمال الرسل، وهذا السفر لا يصح الاحتجاج به والاستفادة من محتواه والثقة به إلا بعد التأكد من أن كاتبه هو لوقا، ولا يمكن الـتأكد من أن كاتبه لوقا إذا لم نكن نملك شهادة واحدة عن معاصر واحد للوقا قال بأن الله خلق لوقا فضلاً عن أن يقول بأن لوقا نصراني ثم هو رسول ثم هو كتب سفراً ثم هذا السفر هو مقدس ثم هو أعمال الرسل ثم تولى هو بنفسه مسئولية نشره، وأقدم مخطوطات أعمال الرسل هي من القرن الثالث الميلادي.
بل لا توجد قصاصة للمسيحية عملياً قبل القرن الثالث الميلادي، فمخطوطات العهد الجديد عملياً من القرن الثالث، وأقدمها وأهمها البردية 66 وبها 92% من إنجيل يوحنا من القرن الثالث، نظرياً توجد خمس برديات من القرن الثاني، لكن إجمالي نصوصها مجتمعة لا يتجاوز 44 نص، ولا شئ من القرن الأول، هذا اعتماداً على القائمة المعتمدة والشهيرة لمخطوطات العهد الجديد اليونانية Aland- Gregory category.
والذين كتبوا عن المسيحية سواء كانوا مسيحيين أو وثنيين أو يهود إلى القرن الخامس عددهم 75 شخصاً فقط، لا تتوفر مخطوطة لواحد منهم قبل القرن الرابع، يرجى مراجعة بحث (مخطوطات كتابات الآباء،د.أحمد الشامي) على موقع archive.
وعدد اقتباسات الآباء الرسوليين (الصحابة عندنا) من العهد الجديد وفقاً للأرقام الشعبية الغير علمية هي 688 اقتباس ، وهي باطلة لأنها تحتسب التشابه العارض والإشارة اقتباساً ولا تهتم بكون الاقتباس مزور أم أصلي ولا بكونه معدل أم لا، وقد قامت هيئة أكسفورد للاهوت التاريخي بإصدار كتاب عن اقتباسات الآباء الرسوليين وقسمت هذه الاقتباسات من حيث كونها اقتباسا أو غالبا اقتباس أو لاندري أو غالبا ليست باقتباس ,اعطتها تقديرات A,B,C,Dـ فالأول A يعني أنه اقتباس، وكان إجمالي عدد الاقتباسات التي قالوا بأن تقديرها A هو 10 فقط !! وأنا قمت بنشر منشور أثبت فيه أنه حتى هذه العشرة ليست باقتباسات، ووللمزيد يرجر كمثال مراجعة (كليمنت الروماني ج6، د.أحمد الشامي) على موقع ARCHIVE.
لكن حتى لو صح هذا الرقم فهو لا يتجاوز 9% من إجمالي نصوص العهد الجديد.
وقد تم قتل جميع رسل المسيحية تقريباً بالإضافة للمسيح كما يعتقد القوم، وتم نسف القدس والهيكل ورميهما في البحر ووضع تمثال للوثن أبوللو مكانها، فاختفى القادة وأحرقت الأسفار ونسفت المدينة المقدسة بنفسها في اليم نسفاً.
في مثل بيئة كهذه الأصل فيها السكوت لا يكون السكوت علامة على الإقرار، فالقوم عاجزون عن معرفة الفترة المبكرة المظلمة.
إنما في ظل بيئة مكثرة في النقل جداً كالمسلمين، لدينا 40 مخطوط للقرآن الكريم من القرن الأول بمفرده، ولدينا من مسجد صنعاء باليمن بمفردة 950 مخطوط للقرآن الكريم ، عددها أكبر من عدد جميع مخطوطات العهد الجديد من جميع لغات العالم للقرن الثامن ، مخطوطات أحد مساجد إحدى مدن إحدى دول العالم الإسلامي، لا صنعاء كلها ولا اليمن كلها. ومخطوطات خزانة المسجد الأموي التي تتجاوز 15 ألف نسخة للقرآن الكريم، تتجاوز ثلثي إجمالي عدد مخطوطات العهد الجديد من كل العالم ، مخطوطات مسجد واحد تساوي ثلثي جميع مخطوطات العالم للعهد الجديد.
ولدينا 118 ألف سند نقلوا عن رسول الله والصحابة 28 ألف متن، ولدينا 11500 عبارة تفسير للقرآن عن 90 صحابي (راجع موسوعة التفسير بالمأثور للدكتور مساعد الطيار)، يعقبهم 30 ألف عبارة تفسير عن 200 تابعي ، يعقبهم 20 ألف عبارة تفسير عن 300 تابع تابعي .
نقلنا أدق التفاصيل، وقد شهد على صحة التفاصيل كثير من الـأمور، يرجى مراجعة كتاب (مخطوطات القرآن الكريم والعهد الجديد دراسة مقارنة، أحمد الشامي) كأحد الأمثلة على دقة معلومات كتب القراءات، ومراجعة (الإسلام التاريخي الجزء الأول، الجزء الثاني، د.أحمد الشامي) على موقع archive، كمناذج لأدلة تاريخية موضوعية تثبت دقة المعلومات المذكورة في كتب القراءات والجرح والتعديل والسيرة.
وبناءاً عليه فسكوت الأمة الإسلامية التي ثبت بغير دليلٍ واحد أنه لا يوجد لديها فترة مظلمة لا تعرف عنها شيئاً بخلاف الأمتين المسيحية واليهودية اللتين نشئتا مضطهدتين فكانوا يهربون في الجبال والكهوف فلم تكن ثمت مجتمعات مستقرة قادرة على نقل وتوريث الخطوط العريضة فضلاً عن التفاصيل الدقيقة بحيث تتكون ذاكرة جمعية ، بل كان القادة يقتلون والأسفار تحرق والعامة يهربون،فمثل هذا الفراغ قمن أن يخلق بيئة تحريف وضياع وظلام.
أما المسلمون فأمة قوية مستقرة ، من أراد التعلم على يد ابن عباس تمكن من ذلك في المسجد في النور وسط ألوف، وفي الكوفة ابن مسعود، وفي البصرة أبي موسى، وغيرهم في النور، ففي مثل هذه البيئة لا تضيع الخطوط العريضة، وفي ظل علم توثيق المنقولات (الجرح والتعديل) لا تضيع التفاصيل، ومن ثم فالسكوت عندنا هو معلومة وليس احتكام للجهل، لأن المسلمون قد نقلوا تفاصيل دقيقة وضخمة وعجيبة للغاية عن رسول الله وصحابته.
إذن
|8|يعجز عدة مشاهير مسموعة أصواتهم لهم مصلحة في الكذب في قضيةٍ أن يكذبوا فيها في مجتمع لو سمع كذبهم لفضحهم ولما سكت، فعشرة مشاهير ينقلون خبراً تعم به البلوى+ سكت أصحاب البلوى = امتناع الكذب
فمثلاً ليس في النصرانية شاهد عيان واحد نعرفه ممن قابل بولس قال بأن الله خلق بولس فضلاً عن أن يقول أنه رسول فضلاً عن أن يقول بأن بولس كتب أياً من رسائله ال14 فضلاً عن أن يقول بأنه هو كشاهد عيان قد تولى مسئولية نشر أي رسالة من رسائل بولس.
نفس الشئ يقال عن لوقا، ويعقوب، ويوحنا، وبطرس، الذين كتبوا الرسائل والأناجيل والذين هم رسل الله في المسيحية.
بل إن أقصى ما وصلهم من ادعاءات حول شهود العيان ممن تبقت لهم كتابات قد وصلتنا ولها قيمة في موضوع توثيق المنقولات والأسفار القانونية هم ثلاثة فقط (اكليمندس وبوليكاربوس وإغناطيوس) ! ولا يوجد دليل على أنهم من تلامذة الرسل إلا شهادة لرجل من ثمانينات القرن الثاني عاش في قارة أخرى ويتحدث لغة أخرى وليست له حيثية فلم يذكر مصدره ألا وهو إيرناوس لوجودونينسيس اسقف ليون، وأقدم مخطوطات كتابه الذي يذكر فيه هذه المعلومة هي مخطوط كليرمونت من القرن الحادي عشر الميلادي!
وتوجد أدلة على بطلان شهادته.
بل إن النصارى لا يعرفون اسم والد بولس رسول المسيحية الأعظم، بما يعني أن علاقتهم بالرجل منقطعة، هل يعقل أن جامعة بأكملها لا يعرف فيهم أحد اسم والد رئيس الجامعة؟!
بل إن النصارى لا يملكون شهادة واحدة من شخص واحد تحمل بنفسه مسئولية نقل سفر واحد مباشرة من الرسل .
بل إن النصارى لا يملكون شهادة واحدة حول مكان حياة ووفاة رسول واحد من شاهد عيان واحد، أقصى ما يفعلونه هو التخمين الضعيف اعتماداً على معلومات سفر أعمال الرسل، وهذا السفر لا يصح الاحتجاج به والاستفادة من محتواه والثقة به إلا بعد التأكد من أن كاتبه هو لوقا، ولا يمكن الـتأكد من أن كاتبه لوقا إذا لم نكن نملك شهادة واحدة عن معاصر واحد للوقا قال بأن الله خلق لوقا فضلاً عن أن يقول بأن لوقا نصراني ثم هو رسول ثم هو كتب سفراً ثم هذا السفر هو مقدس ثم هو أعمال الرسل ثم تولى هو بنفسه مسئولية نشره، وأقدم مخطوطات أعمال الرسل هي من القرن الثالث الميلادي.
بل لا توجد قصاصة للمسيحية عملياً قبل القرن الثالث الميلادي، فمخطوطات العهد الجديد عملياً من القرن الثالث، وأقدمها وأهمها البردية 66 وبها 92% من إنجيل يوحنا من القرن الثالث، نظرياً توجد خمس برديات من القرن الثاني، لكن إجمالي نصوصها مجتمعة لا يتجاوز 44 نص، ولا شئ من القرن الأول، هذا اعتماداً على القائمة المعتمدة والشهيرة لمخطوطات العهد الجديد اليونانية Aland- Gregory category.
والذين كتبوا عن المسيحية سواء كانوا مسيحيين أو وثنيين أو يهود إلى القرن الخامس عددهم 75 شخصاً فقط، لا تتوفر مخطوطة لواحد منهم قبل القرن الرابع، يرجى مراجعة بحث (مخطوطات كتابات الآباء،د.أحمد الشامي) على موقع archive.
وعدد اقتباسات الآباء الرسوليين (الصحابة عندنا) من العهد الجديد وفقاً للأرقام الشعبية الغير علمية هي 688 اقتباس ، وهي باطلة لأنها تحتسب التشابه العارض والإشارة اقتباساً ولا تهتم بكون الاقتباس مزور أم أصلي ولا بكونه معدل أم لا، وقد قامت هيئة أكسفورد للاهوت التاريخي بإصدار كتاب عن اقتباسات الآباء الرسوليين وقسمت هذه الاقتباسات من حيث كونها اقتباسا أو غالبا اقتباس أو لاندري أو غالبا ليست باقتباس ,اعطتها تقديرات A,B,C,Dـ فالأول A يعني أنه اقتباس، وكان إجمالي عدد الاقتباسات التي قالوا بأن تقديرها A هو 10 فقط !! وأنا قمت بنشر منشور أثبت فيه أنه حتى هذه العشرة ليست باقتباسات، ووللمزيد يرجر كمثال مراجعة (كليمنت الروماني ج6، د.أحمد الشامي) على موقع ARCHIVE.
لكن حتى لو صح هذا الرقم فهو لا يتجاوز 9% من إجمالي نصوص العهد الجديد.
وقد تم قتل جميع رسل المسيحية تقريباً بالإضافة للمسيح كما يعتقد القوم، وتم نسف القدس والهيكل ورميهما في البحر ووضع تمثال للوثن أبوللو مكانها، فاختفى القادة وأحرقت الأسفار ونسفت المدينة المقدسة بنفسها في اليم نسفاً.
في مثل بيئة كهذه الأصل فيها السكوت لا يكون السكوت علامة على الإقرار، فالقوم عاجزون عن معرفة الفترة المبكرة المظلمة.
إنما في ظل بيئة مكثرة في النقل جداً كالمسلمين، لدينا 40 مخطوط للقرآن الكريم من القرن الأول بمفرده، ولدينا من مسجد صنعاء باليمن بمفردة 950 مخطوط للقرآن الكريم ، عددها أكبر من عدد جميع مخطوطات العهد الجديد من جميع لغات العالم للقرن الثامن ، مخطوطات أحد مساجد إحدى مدن إحدى دول العالم الإسلامي، لا صنعاء كلها ولا اليمن كلها. ومخطوطات خزانة المسجد الأموي التي تتجاوز 15 ألف نسخة للقرآن الكريم، تتجاوز ثلثي إجمالي عدد مخطوطات العهد الجديد من كل العالم ، مخطوطات مسجد واحد تساوي ثلثي جميع مخطوطات العالم للعهد الجديد.
ولدينا 118 ألف سند نقلوا عن رسول الله والصحابة 28 ألف متن، ولدينا 11500 عبارة تفسير للقرآن عن 90 صحابي (راجع موسوعة التفسير بالمأثور للدكتور مساعد الطيار)، يعقبهم 30 ألف عبارة تفسير عن 200 تابعي ، يعقبهم 20 ألف عبارة تفسير عن 300 تابع تابعي .
نقلنا أدق التفاصيل، وقد شهد على صحة التفاصيل كثير من الـأمور، يرجى مراجعة كتاب (مخطوطات القرآن الكريم والعهد الجديد دراسة مقارنة، أحمد الشامي) كأحد الأمثلة على دقة معلومات كتب القراءات، ومراجعة (الإسلام التاريخي الجزء الأول، الجزء الثاني، د.أحمد الشامي) على موقع archive، كمناذج لأدلة تاريخية موضوعية تثبت دقة المعلومات المذكورة في كتب القراءات والجرح والتعديل والسيرة.
وبناءاً عليه فسكوت الأمة الإسلامية التي ثبت بغير دليلٍ واحد أنه لا يوجد لديها فترة مظلمة لا تعرف عنها شيئاً بخلاف الأمتين المسيحية واليهودية اللتين نشئتا مضطهدتين فكانوا يهربون في الجبال والكهوف فلم تكن ثمت مجتمعات مستقرة قادرة على نقل وتوريث الخطوط العريضة فضلاً عن التفاصيل الدقيقة بحيث تتكون ذاكرة جمعية ، بل كان القادة يقتلون والأسفار تحرق والعامة يهربون،فمثل هذا الفراغ قمن أن يخلق بيئة تحريف وضياع وظلام.
أما المسلمون فأمة قوية مستقرة ، من أراد التعلم على يد ابن عباس تمكن من ذلك في المسجد في النور وسط ألوف، وفي الكوفة ابن مسعود، وفي البصرة أبي موسى، وغيرهم في النور، ففي مثل هذه البيئة لا تضيع الخطوط العريضة، وفي ظل علم توثيق المنقولات (الجرح والتعديل) لا تضيع التفاصيل، ومن ثم فالسكوت عندنا هو معلومة وليس احتكام للجهل، لأن المسلمون قد نقلوا تفاصيل دقيقة وضخمة وعجيبة للغاية عن رسول الله وصحابته.
إذن
|8|يعجز عدة مشاهير مسموعة أصواتهم لهم مصلحة في الكذب في قضيةٍ أن يكذبوا فيها في مجتمع لو سمع كذبهم لفضحهم ولما سكت، فعشرة مشاهير ينقلون خبراً تعم به البلوى+ سكت أصحاب البلوى = امتناع الكذب
- ما الذي يمنع عامة الناس من السكوت على الكذب القادرون على معرفة أنه كذب؟
محاولات نشر المشاهير لخبر كذب بين الناس والناس يعلمون أنه كذب تبوء بالفشل وتتكسر على صخرة استنكار الناس لخبرهم المكذوب.، والسبب الأساس في ذلك هو "النُّبْل" فالمجتمع بشكل عام يتصرف بنبل بخلاف آحاد أفراده، فلا يوجد مجتمع يتفق على الكذب أو يتفق على قبول الظلم، فكل مجتمع فيه من النبلاء الشئ الكثير، فلن يسكت هؤلاء.
◄ تطبيق عملي "تواتر القرآن في الطبقة الأولى"
حفظة القرآن الكريم كثيرون في طبقة الصحابة، فمنهم من حفظه كاملاً ومنهم من يحفظ بعضه، وهم بمثابة طبقة رقابية كبيرة، فمثلاً ، أرسل رسول الله يوم بئر معونة سبعين صحابياً يقال لهم القراء إلى نجد وتم الغدر بهم وقتلهم، هؤلاء السبعون ليسوا كل حفظة القرآن من الشباب ، فليس فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت وابن مسعود مثلا، وليس فيهم شيوخ طاعنون في السن ولا النساء ولا الأطفال، فلو افترضنا أن هؤلاء هم فقط كل حفظة القرآن ، وهذا ظلم لنا، لكن لنفترض، ونحن نعلم أن عدد المسلمين في تلك الفترة كان زهاء 10 آلاف، لأن هذه الوقعة " بئر معونة" وقعت قريباً من معركة الخندق، وعدد رجال المسلمين يوم الخندق كانوا 3 آلاف، إذن النساء 3 آلاف أيضاً تقريباً، والشيوخ والأطفال في المتوسط في المجتمعات يكون عددهم مثلاً 30%، إذن عدد المسلمين قريب من 10 آلاف يومئذ، الآن لو قلنا بأن السبعين هؤلاء هم فقط حفظة القرآن يصبح النسبة المئوية للحفظة = 0.7%
عدد الصحابة الذين توفي عنهم رسول الله 120 ألف، فيصبح متوسط القراء الحفظة عند وفاته= 840 تقريباً، فكيف لو أضفنا لهذا الرقم (قتلى بئر معونة السبعون) باقي الشباب القراء، والشيوخ القراء، والنساء القراء، والأطفال القراء ، وأكثر الحفظة من الأطفال بطبيعة الحال، وكيف إذا أضفنا له القراء الذين لا يقال لهم القراء، إذ أن الحديث يخبرنا أن هؤلاء (يقال لهم القراء) أي مشهورين بذلك، فالحصري يقال له من القراء، أما أنا بالرغم من أني قارئ لكتاب الله لكن لا يقال عني أني من القراء، فالقراء هنا هم المشهورون بذلك، وهذا بخلاف القراء الذين لا يقال لهم القراء.
إذن يجب ضرب الرقم في 4 أو 5، وبالفعل قد حدث ما يؤكد صحة دعواي، إذ بعد وفاة رسول الله e بشهور قليلة وقعت معركة اليمامة ، وقتل فيها 70 من القراء، إجمالي قتلى اليمامة من المسلمين 2300، وجيش المسلمين = 12 ألف، فحتى يقتل عشوائياً 70 قارئ يجب أن يكون متوسط عدد الحفظة في الجيش زهاء 360 قارئ، هكذا تخبرنا الإحصاء بقسم 70 على 2300 والضرب في 100، حيث سيكون متوسط عدد الحفظة في الجيش 3% تقريباً، وهذه النسبة (3%) هي 4 أضعاف النسبة التي توصلنا لها يوم بئر معونة (0.7%) كما توقعت.
كل هذا مع افتراض أن نسبة الزيادة ثابتة، وهذا غير منطقي، ففي السنة الخامسة كان عدد الحفظة مثلاً 0.7% وعدد المسلمون 1000 ألاف، فعندما يصبح عدد المسلمين في السنة السابعة 30 ألفاً هل ستبقى النسبة المئوية 0.7% ؟
بالطبع لا، فاهتمام الناس بحفظ القرآن يتزايد ولا يقل، فلن تبقى نسبة المهتمين بالحفظ هي 0.7% فقط، فالنسبة تصاعدية متراكبة، ورغم ذلك نحن اعتبرناها نسبة ثابتة.
فإذا أضفنا لذلك "حَتَّى بَعَثَنَا اللهُ عز وجل لَهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ فَيُؤْمِنُ بِهِ فَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ (5) دَارٌ مِنْ دُورِ يَثْرِبَ إِلَّا فِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ." سنجد هنا أن كل دار في يثرب قد سمعت القرآن قبل هجرة رسول الله، لم يسمعوه لينسوه،لو كنت أنت لما سمعته لتنساه، فصار لدينا كل دور الأنصار تعرف القرآن قبل الهجرة فما بالكم بعدها ؟
ويكفي أن نعرف أن سبب حفظ عمرو بن سلمة الجرمي رضي الله عنه القرآن وهو صغير في السن هو أنه كان يسمع القوافل التي تنزل على قبيلته قبل إسلامهم يقرأون القرآن ، أي أن القرآن قد سارت به الركبان.
والذين وصلتنا عنهم أسانيد بالقرآن الكريم عدد 18 ، وهم :
- عمر بن الخطاب
- عثمان بن عفان
- علي بن أبي طالب
- زيد بن ثابت
- أبي بن كعب
- عبد الله بن مسعود
- أبو موسى الأشعري
- عبد الله بن عباس
- أبو الدرداء
- فضالة بن عبيد
- واثلة بن الأسقع
- عبد الله بن السائب المخزومي
- معاذ بن جبل
- أبو هريرة
- النعمان بن بشير
- سمرة بن جندب
- أنس بن مالك
- معاوية بن أبي سفيان (وجادة).
ويحتمل:
- عبد الله بن عمر
- حكيم بن حزام
وبما أن التاريخ لا ينقل كل شئ، وإنما يبقى لنا فقط القليل، إذن فهذا الرقم يجب على أقل تقدير في 10، غير أننا سنترفق وسنكتفي بمضاعفة الرقم بالضرب في 2 فقط.
هذه الخطوة مهمة إن أردت ان تحصل على نتائج موثوق بها، يجب عليك التدقيق في كل شئ، لو قفزت على هذه الخطوة ألا وهي خطوة "التاريخ يقتل الكثير من الأدلة ويدفنها" فستحصل على نتائج غير معبرة، أرجو أن تعطيها حقها من التأمل لأهميتها.
إذن لدينا طبقتان :
هذه الخطوة مهمة إن أردت ان تحصل على نتائج موثوق بها، يجب عليك التدقيق في كل شئ، لو قفزت على هذه الخطوة ألا وهي خطوة "التاريخ يقتل الكثير من الأدلة ويدفنها" فستحصل على نتائج غير معبرة، أرجو أن تعطيها حقها من التأمل لأهميتها.
إذن لدينا طبقتان :
- طبقة المراقبين، وهي قسمان، القسم الأول المتخصصون الذين يقال لهم القراء ونسبتهم لا تقل عن 3% من المسلمين ، كما سبق وبينت، والقسم الثاني عامة المسلمين الذين لا يخلو منهم أحد إلا وهو يحفظ شيئاً من القرآن.
- طبقة المسندين وعددهم 18.
وبناءاً عليه
بما أن الطبقة الأولى هي بمثابة رقابة قوية ضد الثانية، فطبقة المسندين هم مشاهير، ولو كذبوا لكذبوا في شئ تعم به البلوى ويحتاجه عامة المسلمون، وبما أن طبيعة المجتمعات النبل الداعي لعدم السكوت، وبما أن المجتمع المسلم مجتمع مكثر في النقل فسكوته هو معلومة ذات مغزي وليس باحتكام للجهل، وبما أن المجتمع بطبقتيه قد سكت عن العيب عليهم، طبقة المتخصصين الكبيرة وطبقة العامة الأكبر، إذن محالٌ أن يكونوا قد اتفقوا على الكذب لو قدر لهم فيه مصلحة علمناها أو جهلناها.
بما أن الطبقة الأولى هي بمثابة رقابة قوية ضد الثانية، فطبقة المسندين هم مشاهير، ولو كذبوا لكذبوا في شئ تعم به البلوى ويحتاجه عامة المسلمون، وبما أن طبيعة المجتمعات النبل الداعي لعدم السكوت، وبما أن المجتمع المسلم مجتمع مكثر في النقل فسكوته هو معلومة ذات مغزي وليس باحتكام للجهل، وبما أن المجتمع بطبقتيه قد سكت عن العيب عليهم، طبقة المتخصصين الكبيرة وطبقة العامة الأكبر، إذن محالٌ أن يكونوا قد اتفقوا على الكذب لو قدر لهم فيه مصلحة علمناها أو جهلناها.
- أليس من الوارد أن تسكت طبقة الرقابة بقسميها خوفاً؟
لا ، لأن الأخبار ستطير ولو في السر، فمثل هذه الأمور لا يمكن إخفاؤها أبداً، ما فعله الدكتاتوريون في كل مكان في العالم خرج من تحت عقب الباب الموصود رغم إحكامهم القبضة، انتشرت جرائمهم رغم حرصهم على التعتيم والتكتيم، فما بالك بأمة فائرة بطبعها، فالجيل محل البحث جيل به فورة وثورة الإسلام وليس بجيل خانع، مثل هذا أحرى أن تتمكن أخباره من أن تطير مهما حرص المجرمون على التعيم.
- أليس من الوارد أن تسكت طبقة الرقابة من باب حسن الظن؟ كأن تقول طبقة الرقابة" إن هؤلاء علماء أجلاء، ولربما سمعوا من رسول الله ما لم نسمع، فالقرآن نزل على سبعة أحرف،فلعله حرفٌ بلغهم وخفي عنا". فسكتوا لأجل هذا ؟
هنا قد تغير النقاش من نقاش عقلي إلى نقاش روائي، إذ تكون قد استجلبت حديث الأحرف السبعة لتبرير سكوتهم ، فهل ستجتلب الأحاديث في مباحث العقل؟ إن قبلت التحاكم للروايات فالروايات تقول بإخلاص وصدق وحب هؤلاء ال18 للإسلام، وشدة إخلاصهم للقضية الربانية ودين الحق الذي يعتقدون بأنه حق، فأين في تاريخ البشرية وجدت 18 مخلص لقضية قد قرروا بيعها من أجل مصلحة دنيوية مدمرة للقضية التي هم مخلصون لها بالأصل؟ لا يوجد، هل تستطيع أن تشير لحالة من 100 ألف؟ أقصد بحالة أي 10 مخلصين، إذن يمتنع عادة اتفاق عشرة مخلصين لقضية على بيعها، وأعني ببيعها أن يقرروا تحريف القرآن لمصلحة شخصية لهم.
إذن
|9|يمتنع عادة اتفاق عشرة مخلصين لقضية على بيعها لأجل مصلحة دنيوية
فإن قلت بأنني أنا من بدأ بإحضار الروايات حين برهنت على كثرة الحفظة بحديث بئر معونة وغيره، فإنني وإن كنت فعلت هذا، فإنما فعلته لعلتين، الأولى أن قادر على إثبات حجية علم الجرح والتعديل وأن أخباره ملزمة للجميع، فتوثيق الرواة يتم بالطرق العقلية المنطقية المقنعة لكل الناس من شرق الأرض لغربها بأن الراوي ثقة، ولا تتم اعتباطاً وإيماناً اعمى، فكل أحد ملزم بقبول وثاقة شعبة ابن الحجاج عقلاً لا إيماناً إسلامياً، يرجى مراجعة "حجية السنة النبوية،د.أحمد الشامي" على موقع archive، بند "الأدلة العقلية".
فصار الدليل الروائي بالنسبة لي عقلي،فصار حجة في المحبث العقلي، والثاني هو لأنني قادر على استبداله لو شئت، فيكفي أن أبرز لك 40 مخطوطاً للقرآن الكريم من زمن النساخ الأصليين(الصحابة) كلها نص مطابق لما معنا حتى يقع التواتر بالدليل الأثري المخطوطي وينتهي الأمر، ووقتها لن تستطيع أبداً، أكرر، أبداً، إلا أن تلجأ لروايات للطعن في القرآن بعدما ينسد أمامك باب الآثار المادية.
فإما تنحية الروايات والاكتفاء بالمخطوطات ووقتئذ أنت الخاسر، وإما قبول الروايات ووقتئذٍ لا يصح أن تقبل معلومة حرق عثمان للمصاحف من كتب حديث وترفض معلومة أن عثمان قد بذل مجهوداً كبيراً في خدمة الإسلام في كتب الحديث أيضاً ، أي أنه مخلص للإسلام، ووقتئذٍ تصير ملزماً بالقاعدة التاسعة أعلاه.
ثم أقول ، نعم هذا وارد، السكوت لعلة حسن الظن، لكن هذه تزكية كبيرة من المجمتع لهؤلاء العشرة، فصار لدينا دليل عقلي لا روائي على إخلاص هؤلاء للقضية، ووقتئذ تصبح مجدداً ملزماً بالقاعدة التاسعة أعلاه.
إذن السبب في امتناع اتفاق هؤلاء ال18 عادة على الكذب هو
سكوت طبقة الرقابتين الخاصة والعامة الذي ليس إلا إقرارٌ أو إحسان ظن، وكلاهما يورث شهادة العشرة امتناع الكذب عادة.
إذن
|9|يمتنع عادة اتفاق عشرة مخلصين لقضية على بيعها لأجل مصلحة دنيوية
فإن قلت بأنني أنا من بدأ بإحضار الروايات حين برهنت على كثرة الحفظة بحديث بئر معونة وغيره، فإنني وإن كنت فعلت هذا، فإنما فعلته لعلتين، الأولى أن قادر على إثبات حجية علم الجرح والتعديل وأن أخباره ملزمة للجميع، فتوثيق الرواة يتم بالطرق العقلية المنطقية المقنعة لكل الناس من شرق الأرض لغربها بأن الراوي ثقة، ولا تتم اعتباطاً وإيماناً اعمى، فكل أحد ملزم بقبول وثاقة شعبة ابن الحجاج عقلاً لا إيماناً إسلامياً، يرجى مراجعة "حجية السنة النبوية،د.أحمد الشامي" على موقع archive، بند "الأدلة العقلية".
فصار الدليل الروائي بالنسبة لي عقلي،فصار حجة في المحبث العقلي، والثاني هو لأنني قادر على استبداله لو شئت، فيكفي أن أبرز لك 40 مخطوطاً للقرآن الكريم من زمن النساخ الأصليين(الصحابة) كلها نص مطابق لما معنا حتى يقع التواتر بالدليل الأثري المخطوطي وينتهي الأمر، ووقتها لن تستطيع أبداً، أكرر، أبداً، إلا أن تلجأ لروايات للطعن في القرآن بعدما ينسد أمامك باب الآثار المادية.
فإما تنحية الروايات والاكتفاء بالمخطوطات ووقتئذ أنت الخاسر، وإما قبول الروايات ووقتئذٍ لا يصح أن تقبل معلومة حرق عثمان للمصاحف من كتب حديث وترفض معلومة أن عثمان قد بذل مجهوداً كبيراً في خدمة الإسلام في كتب الحديث أيضاً ، أي أنه مخلص للإسلام، ووقتئذٍ تصير ملزماً بالقاعدة التاسعة أعلاه.
ثم أقول ، نعم هذا وارد، السكوت لعلة حسن الظن، لكن هذه تزكية كبيرة من المجمتع لهؤلاء العشرة، فصار لدينا دليل عقلي لا روائي على إخلاص هؤلاء للقضية، ووقتئذ تصبح مجدداً ملزماً بالقاعدة التاسعة أعلاه.
إذن السبب في امتناع اتفاق هؤلاء ال18 عادة على الكذب هو
سكوت طبقة الرقابتين الخاصة والعامة الذي ليس إلا إقرارٌ أو إحسان ظن، وكلاهما يورث شهادة العشرة امتناع الكذب عادة.
- متى يقع حسن الظن؟
لو افترضنا أن أبا بكرٍ t بدلاً من ان يكون "ثاني اثنين إذ هما في الغار" كان القرآن قد ذمه كأبي لهب، ثم افترضنا أنه قام برشوة بعض المشهورين العشرة من القراء وتهديد البعض لرفع اسمه، هل وقتئذٍ سيكت الناس من باب إحسان الظن ؟
إذن السكوت من باب إحسان الظن لن يكون إلا في بعض الاشياء دون بعض، فيمكن أن أسكت إن سمعت ابن مسعود يقرأ " أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج" وأحسن الظن وأقول حرف سبعيٌ لم يبلغني، لكن إن سمعته يقرأ بآية ليس فيها ذم أبي بكر وقد سمعناها جميعاً من رسول الله فيها ذمه، وقتئذٍ ستثور الشكوك.
|10|لا حسن ظنٍ فيما يصب في المصلحة الخاصة الواضحة لكبير العشرة
وقتئذٍ لن يكون بمقدور العشرة الكذب في الأمور الخطيرة التي تمسهم هم بشخوصهم لأنهم سيفتضحون، أو تمس كبيرهم،لنفس السبب، فلم يبق إلا الكذب في الأمور العادية، ووقتئذٍ تتقلص المصالح المتصورة، وتصبح مصالح بعيدة ومركبة، تستلزم عدة افتراضات لتقع، وتوالي الافتراضات يؤكد "امتناع الأمر عادة".
كأن يقرروا الكذب بإضافة آيات تتحدث عن وجوب سبي النساء، وثواب الجهاد، وقتئذٍ سيتحمس المسلمون للجهاد، ووقتئذٍ ستكثر الغنائم، ووقتئذٍ ينتفع كبير العشرة ورفقاؤه.
ووقتئذٍ سينضاف معيارٌ جديدٌ للمعادلة، ألا وهو أن ههنا عشرة أضافوا شيئاً يخدمهم مالياً خدمة واضحة يدركها النبهاء، وبما أن المجتمع بجموعه مملوء بالنبلاء والأذكياء، كأي مجتمع،فسينتبه هؤلاء ولن يسكتوا، سينتبهون إلى أن ههنا تصرف ليس فقط تفرد وإنما تفرد بما يحقق منفعة دنيوية مباشرة للمتفردين، ومثل هذا قد أثار شكك، فمن باب أولى شك باقي العقلاء النبهاء هناك، ووقتئذٍ كان سيبلغنا انتقاد النبهاء الفطناء في هذا المجتمع الضخم المتحمس مكثر النقل الذي سكوته هو معلومة وليس احتكام للجهل.
|11|لا حسن ظنٍ فيما يصب في المصلحة المادية الواضحة للعشرة
◄ الخلط بين الرواية والعقل في نقض تواتر القرآن
لا يملك الطاعن باستعمال العقل في تواتر القرآن الكريم دليلاً ناقضاً له سوى، إمكانية الطروء العقلي للكذب على نقل خبر الجمع، وهو ما ناقشناه.
لكنه سرعان ما ينسى أن حجته عقلية، ويذهب دون أن يشعر للروايات، فيقول " واختلاف الأحرف السبعة دليل ضد التواتر، وحرق المصاحف دليلٌ ضد التواتر" فإذا أجبنا عليه من المصادر التي أخبرته بالأحرف السبعة وحرق المصاحف صاح " مصادركم ليست بحجة علينا" !
إذن السكوت من باب إحسان الظن لن يكون إلا في بعض الاشياء دون بعض، فيمكن أن أسكت إن سمعت ابن مسعود يقرأ " أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج" وأحسن الظن وأقول حرف سبعيٌ لم يبلغني، لكن إن سمعته يقرأ بآية ليس فيها ذم أبي بكر وقد سمعناها جميعاً من رسول الله فيها ذمه، وقتئذٍ ستثور الشكوك.
|10|لا حسن ظنٍ فيما يصب في المصلحة الخاصة الواضحة لكبير العشرة
وقتئذٍ لن يكون بمقدور العشرة الكذب في الأمور الخطيرة التي تمسهم هم بشخوصهم لأنهم سيفتضحون، أو تمس كبيرهم،لنفس السبب، فلم يبق إلا الكذب في الأمور العادية، ووقتئذٍ تتقلص المصالح المتصورة، وتصبح مصالح بعيدة ومركبة، تستلزم عدة افتراضات لتقع، وتوالي الافتراضات يؤكد "امتناع الأمر عادة".
كأن يقرروا الكذب بإضافة آيات تتحدث عن وجوب سبي النساء، وثواب الجهاد، وقتئذٍ سيتحمس المسلمون للجهاد، ووقتئذٍ ستكثر الغنائم، ووقتئذٍ ينتفع كبير العشرة ورفقاؤه.
ووقتئذٍ سينضاف معيارٌ جديدٌ للمعادلة، ألا وهو أن ههنا عشرة أضافوا شيئاً يخدمهم مالياً خدمة واضحة يدركها النبهاء، وبما أن المجتمع بجموعه مملوء بالنبلاء والأذكياء، كأي مجتمع،فسينتبه هؤلاء ولن يسكتوا، سينتبهون إلى أن ههنا تصرف ليس فقط تفرد وإنما تفرد بما يحقق منفعة دنيوية مباشرة للمتفردين، ومثل هذا قد أثار شكك، فمن باب أولى شك باقي العقلاء النبهاء هناك، ووقتئذٍ كان سيبلغنا انتقاد النبهاء الفطناء في هذا المجتمع الضخم المتحمس مكثر النقل الذي سكوته هو معلومة وليس احتكام للجهل.
|11|لا حسن ظنٍ فيما يصب في المصلحة المادية الواضحة للعشرة
◄ الخلط بين الرواية والعقل في نقض تواتر القرآن
لا يملك الطاعن باستعمال العقل في تواتر القرآن الكريم دليلاً ناقضاً له سوى، إمكانية الطروء العقلي للكذب على نقل خبر الجمع، وهو ما ناقشناه.
لكنه سرعان ما ينسى أن حجته عقلية، ويذهب دون أن يشعر للروايات، فيقول " واختلاف الأحرف السبعة دليل ضد التواتر، وحرق المصاحف دليلٌ ضد التواتر" فإذا أجبنا عليه من المصادر التي أخبرته بالأحرف السبعة وحرق المصاحف صاح " مصادركم ليست بحجة علينا" !
- فلماذا استعملتها إذن؟
استعملتها لألزمكم بما تلزمون به أنفسكم لا أكثر.
- ونحن نلزم أنفسنا بكل ما صح فيها، فكما أن مصادرنا تلزمنا بحديث الأحرف هي تلزمنا بعدالة وأمانة عثمان وصدقه وحبه لدينه، فلماذا يجب عليَّ أن أصدق المعلومة الأولى الواردة في كتبي وأكذب الثانية؟
ثم أنت ملزم بالقول بأن إلزامك لنا بما في كتبنا قد سقط، إذ أن كتبنا فيها كذا وكذا مما يرد على ما احتججت به علينا من الروايات ويشرحها.
فلو اقتصرت على العقل لا تنسى وتنجرف نحو الروايات، ولو انجرفت نحوها فلتسمح لخصمك أن يسقط عن نفسه الإلزام من نفس المصدر الذي ألزمته به منه
إذن
|12|إن ألزمت خصمك بمصدر، حل له أن يسقط عن نفسه الإلزام من نفس المصدر
فلو اقتصرت على العقل لا تنسى وتنجرف نحو الروايات، ولو انجرفت نحوها فلتسمح لخصمك أن يسقط عن نفسه الإلزام من نفس المصدر الذي ألزمته به منه
إذن
|12|إن ألزمت خصمك بمصدر، حل له أن يسقط عن نفسه الإلزام من نفس المصدر
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين