ابن باز والعثيمين والألباني (الهرولة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا كلام الإمام الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله: سؤال/ لقد قرأت في رياض الصالحين بتصحيح سيد علوي المالكي ومحمود أمين النواوي حديثأ قدسياً يتطرق إلى هرولة الله سبحانه وتعالى والحديث مروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً,وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً,وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة))رواه البخاري
فقال المعلقان في تعليقهما عليه:أن هذا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه,فمعناه أن من أتى شيئا من الطاعات ولو قليلاً أثابه الله بأضعافه,وأحسن إليه بالكثير,وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي,ولامشي,ولاهرولة من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.
فهل ماقلاه في المشي والهرولة موافق لما قال سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءْت,وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولاهرولة فنرجو منكم ايضاحها والله الموفق؟
الجواب:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فلا ريب أن الحديث ((المذكور)) صحيح فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال((:يقول الله عزوجل:من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً,ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً,ومن أتاني يمشي أتيته هرولة))
وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عزوجل, وأنه بالخير الى عباده أجود, فهو أسرع إليهم بالخيروالكرم والجود ,منهم في أعمالهم,ومسارعتهم إلى الخير والعمل الصالح.
ولامانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح, فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه,ولم يسألوا عنه,ولم يتأولوه ,وهم صفوة الأمة وخيرها, وهم أعلم الناس باللغة العربية ,وأعلم الناس بما يليق بالله ومايليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.
فالواجب في مثل هذا أن يُتلقى بالقبول, وأن يحمل على خير المحامل, وأن هذه الصفة تليق بالله لايشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره, وليس مشيه كمشيه, ولاهرولته كهرولته ,وهكذا غضبه, وهكذا رضاه, وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش, وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليله, كلها صفات تليق بالله جل وعلا, لايشابه فيها خلقه.
فكما أن استواءه على العرش, ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل, ومجيئه يوم القيامة, لايشابه استواء خلقه ولامجيء خلقه ولانزول خلقه, فكهذا تقربه إلى عبادة العابدين له والمسارعين لطاعته,وتقربه إليهم لايشابه تقربهم,وليس قربه منهم كقربهم منه,وليس مشيه كمشيهم,ولاهرولته كهرولتهم(بل هو شيئ) يليق بالله لايشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات, فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عزوجل.
وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى, وأنه لايعلم كيفية صفاته إلاهو, كما أنه لايعلم كيفية ذاته إلاهو, فالصفات كالذات, فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك, فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الايمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها, وأنها لاتشابه صفات الخلق, كما قال عز وجل(قل هو الله أحد*الله الصمد*لم يلد ولم يولد*ولم يكن له كفوا احد)وقال عزوجل(فلاتضربوا لله الأمثال أن الله يعلم وأنتم لاتعلمون)وقال سبحانه(ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير)
فرد على المشبهة بقوله:(ليس كمثله شيئ)وقوله(فلاتضربوا الامثال)ورد على (المعطلة)بقوله:(وهو السميع البصير)وقوله: (قل هو الله أحد*الله الصمد)( وإن الله عزيز حكيم)وقوله:}(إن الله سميع بصير)وقوله (إن الله غفور رحيم),(إن الله على كل شيئ قدير)إلى غير ذلك.
فالواجب على المسلمين علماء وعامة إثبات ماأثبته الله لنفسه إثباتاً بلا تمثيل, ونفي مانفاه الله عن نفسه, وتنزيه الله عما نزّه عنه نفسه تنزيهاً بلا تعطيل هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من سلف الأمة كالفقهاء السبعة وكمالك بن أنس, والأوزاعي, والثوري, والشافعي, وأحمد, وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام, يقولون أمروها كما جاءت واثبتوها كما جاءت, من غير تحريف, ولاتعطيل, ولاتكييف, ولاتمثيل .
وأما ماقاله المعلقان في هذا(علوي وصاحبه محمود) فهو كلام ليس بجيد وليس بصحيح, ولكن مقتضى هذا الحديث أنة سبحانه إسرع بالخير إليهم وأولى بالجود والكرم, ولكن ليس هذا هومعناه, بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب, والمشي والهرولة, يجب اثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى, من غير ان يشابه خلقه في شيئ من ذلك,فنثبته لله على الوجه الذي أراده الله من غيرتحريف ,ولاتعطيل,ولاتكييف, ولاتمثيل.وقولهم :ان هذا من تصوير المعقول بالمحسوس :هذا غلط, وهكذا يقول اهل البدع في اشياء كثيرة, وهم يئولون, والأصل عدم التأويل, وعدم التكييف, وعدم التمثيل ,والتحريف, فتمر آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت, ولايتعرض لها بتأويل ولابتحريف ولابتعطيل, بل نثبت معانيها لله كما أثبتها لنفسه, وكما خاطبنا بها, إثباتا يليق بالله لايشابه الخلق سبحانه وتعالى في شيئ منها, كما نقول في الغضب, واليد والوجه, والاصابع, والكراهه, والنزول, والاستواء, فالباب واحد, وباب صفات باب واحد. انتهى كلامه رحمه الله من كتاب (فتاوى نور على الدرب-العقيدة-1/76).
============================== =====
وهذا كلام الإمام الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:
(92) سئل فضيلة الشيخ: عن صفة الهرولة؟
فأجاب بقوله: صفة الهرولة ثابتة لله تعالى كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي) فذكر الحديث وفيه: (وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)، وهذه الهرولة صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل، لأنه أخبر بها عن نفسه وهو أعلم بنفسه فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأن التكييف قول على الله بغير علم وهو حرام، وبدون تمثيل لأن الله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. انتهى كلامه رحمه الله المرجع (فتاوى ابن عثيمين -العقيدة-1/380).
============================== ================
وهذا كلام الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
( لكن الهرولة، الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها إذا خصصناها بالله عز وجل؛ لأن هذه الصفات ليست صفة نقص حتى نبادر رأساً إلى نفيها....)
سلسلة الهدى والنور شريط رقم (756/1)
والله ولي التوفيق.
المصدر:الألوكة
منتدى الحكمة الفضائية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا كلام الإمام الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله: سؤال/ لقد قرأت في رياض الصالحين بتصحيح سيد علوي المالكي ومحمود أمين النواوي حديثأ قدسياً يتطرق إلى هرولة الله سبحانه وتعالى والحديث مروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً,وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً,وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة))رواه البخاري
فقال المعلقان في تعليقهما عليه:أن هذا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه,فمعناه أن من أتى شيئا من الطاعات ولو قليلاً أثابه الله بأضعافه,وأحسن إليه بالكثير,وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي,ولامشي,ولاهرولة من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.
فهل ماقلاه في المشي والهرولة موافق لما قال سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءْت,وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولاهرولة فنرجو منكم ايضاحها والله الموفق؟
الجواب:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فلا ريب أن الحديث ((المذكور)) صحيح فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال((:يقول الله عزوجل:من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً,ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً,ومن أتاني يمشي أتيته هرولة))
وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عزوجل, وأنه بالخير الى عباده أجود, فهو أسرع إليهم بالخيروالكرم والجود ,منهم في أعمالهم,ومسارعتهم إلى الخير والعمل الصالح.
ولامانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح, فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه,ولم يسألوا عنه,ولم يتأولوه ,وهم صفوة الأمة وخيرها, وهم أعلم الناس باللغة العربية ,وأعلم الناس بما يليق بالله ومايليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.
فالواجب في مثل هذا أن يُتلقى بالقبول, وأن يحمل على خير المحامل, وأن هذه الصفة تليق بالله لايشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره, وليس مشيه كمشيه, ولاهرولته كهرولته ,وهكذا غضبه, وهكذا رضاه, وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش, وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليله, كلها صفات تليق بالله جل وعلا, لايشابه فيها خلقه.
فكما أن استواءه على العرش, ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل, ومجيئه يوم القيامة, لايشابه استواء خلقه ولامجيء خلقه ولانزول خلقه, فكهذا تقربه إلى عبادة العابدين له والمسارعين لطاعته,وتقربه إليهم لايشابه تقربهم,وليس قربه منهم كقربهم منه,وليس مشيه كمشيهم,ولاهرولته كهرولتهم(بل هو شيئ) يليق بالله لايشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات, فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عزوجل.
وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى, وأنه لايعلم كيفية صفاته إلاهو, كما أنه لايعلم كيفية ذاته إلاهو, فالصفات كالذات, فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك, فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الايمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها, وأنها لاتشابه صفات الخلق, كما قال عز وجل(قل هو الله أحد*الله الصمد*لم يلد ولم يولد*ولم يكن له كفوا احد)وقال عزوجل(فلاتضربوا لله الأمثال أن الله يعلم وأنتم لاتعلمون)وقال سبحانه(ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير)
فرد على المشبهة بقوله:(ليس كمثله شيئ)وقوله(فلاتضربوا الامثال)ورد على (المعطلة)بقوله:(وهو السميع البصير)وقوله: (قل هو الله أحد*الله الصمد)( وإن الله عزيز حكيم)وقوله:}(إن الله سميع بصير)وقوله (إن الله غفور رحيم),(إن الله على كل شيئ قدير)إلى غير ذلك.
فالواجب على المسلمين علماء وعامة إثبات ماأثبته الله لنفسه إثباتاً بلا تمثيل, ونفي مانفاه الله عن نفسه, وتنزيه الله عما نزّه عنه نفسه تنزيهاً بلا تعطيل هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من سلف الأمة كالفقهاء السبعة وكمالك بن أنس, والأوزاعي, والثوري, والشافعي, وأحمد, وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام, يقولون أمروها كما جاءت واثبتوها كما جاءت, من غير تحريف, ولاتعطيل, ولاتكييف, ولاتمثيل .
وأما ماقاله المعلقان في هذا(علوي وصاحبه محمود) فهو كلام ليس بجيد وليس بصحيح, ولكن مقتضى هذا الحديث أنة سبحانه إسرع بالخير إليهم وأولى بالجود والكرم, ولكن ليس هذا هومعناه, بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب, والمشي والهرولة, يجب اثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى, من غير ان يشابه خلقه في شيئ من ذلك,فنثبته لله على الوجه الذي أراده الله من غيرتحريف ,ولاتعطيل,ولاتكييف, ولاتمثيل.وقولهم :ان هذا من تصوير المعقول بالمحسوس :هذا غلط, وهكذا يقول اهل البدع في اشياء كثيرة, وهم يئولون, والأصل عدم التأويل, وعدم التكييف, وعدم التمثيل ,والتحريف, فتمر آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت, ولايتعرض لها بتأويل ولابتحريف ولابتعطيل, بل نثبت معانيها لله كما أثبتها لنفسه, وكما خاطبنا بها, إثباتا يليق بالله لايشابه الخلق سبحانه وتعالى في شيئ منها, كما نقول في الغضب, واليد والوجه, والاصابع, والكراهه, والنزول, والاستواء, فالباب واحد, وباب صفات باب واحد. انتهى كلامه رحمه الله من كتاب (فتاوى نور على الدرب-العقيدة-1/76).
============================== =====
وهذا كلام الإمام الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:
(92) سئل فضيلة الشيخ: عن صفة الهرولة؟
فأجاب بقوله: صفة الهرولة ثابتة لله تعالى كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي) فذكر الحديث وفيه: (وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)، وهذه الهرولة صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل، لأنه أخبر بها عن نفسه وهو أعلم بنفسه فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأن التكييف قول على الله بغير علم وهو حرام، وبدون تمثيل لأن الله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. انتهى كلامه رحمه الله المرجع (فتاوى ابن عثيمين -العقيدة-1/380).
============================== ================
وهذا كلام الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
( لكن الهرولة، الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها إذا خصصناها بالله عز وجل؛ لأن هذه الصفات ليست صفة نقص حتى نبادر رأساً إلى نفيها....)
سلسلة الهدى والنور شريط رقم (756/1)
والله ولي التوفيق.
المصدر:الألوكة
منتدى الحكمة الفضائية
تعليق