## إيرمان و فليدرر : نص " ابن الإنسان هو رب السبت " لا يشير الى ألوهية المسيح##

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أويس القرنى مسلم اكتشف المزيد حول أويس القرنى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ## إيرمان و فليدرر : نص " ابن الإنسان هو رب السبت " لا يشير الى ألوهية المسيح##

    كثيرا ما يستدل الصديق المسيحى بالنص الوراد فى إنجيل مرقص و الذى يقول : " السبت إنما جعل للإنسان , لا الإنسان لأجل السبت , اذا ابن الإنسان هو رب السبت أيضا " على ألوهية المسيح ... و يتساءل الصديق المسيحى قائلا " من عساه أن يكون رب السبت سوى الله ؟ "



    اذن باختصار , يرى الصديق المسيحى فى هذا النص اشاره الى ألوهية المسيح .


    فهل هذا صحيح ؟ هل حقا يشير النص الى ألوهية المسيح ؟ و هل النص مفهوم فى صيغته الحاليه ؟ هل أجزاء النص مترابطه ؟


    سنترك الإجابه لعالمين كبيرين يوضحان لنا هذه المسأله



    العالم الأول هو الدكتور بارت ايرمان , و سننقل كلامه بطوله أثناء حديثه عن أحد المعايير التى بها يحكم العلماء على أقوال يسوع , و يستخدمونها بجوار معايير أخرى لتحديد ما اذا كان قولا معينا تصح نسبته الى يسوع أم لا , و هو معيار " الآراميه " .



    فلنترك الكلام للدكتور بارت ايرمان (1) :




    الآراميه كمعيار لأصالة النص :




    بالإضافه الى الثلاثة معايير التى تحدثنا عنهم هنا , اقترح العلماء معايير أخرى بجوارها على مر السنين . أحد هذه المعايير و الذى تعرض لقدر كبير من التقلب فى شعبيته هو معيار " الآراميه " . يقول هذا المعيار بأنه اذا كان قول معين ليسوع يمكن أن نعيده من اللغه اليونانيه التى كتبت بها الأناجيل الى اللغه الآراميه التى هى لغة يسوع الأصليه , و اذا كان معناه فى الآراميه أكثر وضوحا من معناه فى اليونانيه , تزداد احتمالية أن يكون هذا القول قولا أصيل النسبة ليسوع .





    هاك مثالا على هذا . فى ختام القصه التى تحكى قطف تلاميذ المسيح للسنابل فى يوم السبت و الوراد ذكرها فى ( مرقص 2 – 23 الى 28 ) يقول يسوع قوله الشهير " السبت إنما جعل للإنسان , لا الإنسان لأجل السبت , اذا ابن الإنسان هو رب السبت أيضا " .




    هناك صعوبة فى فهم هذه العباره على الأقل من زاوية معينه . لماذا قال يسوع " اذا " ؟ , لماذا عندما يجعل الله السبت للناس و ليس العكس , يكون ما يترتب على ذلك أن يكون يسوع , ابن الإنسان , هو رب السبت ؟




    من الأسهل أن نفهم هذه العباره فى اللغه الآراميه , بما أن الكلمتين اليونانيتين التى تعبر عن " البشر " و " ابن الإنسان " قد تمثل كلتاهما ترجمة للكلمه الآراميه " بار ناشا " , و بالتالى فستكون صياغة العباره بالآراميه على النحو التالى ( جعل السبت من أجل " بار ناشا " , و ليس " بار ناشا " من أجل السبت , و لهذا فإن " بار ناشا " هو رب السبت ) . الآن يمكننا بكل سهوله أن نفهم لماذا جاءت كلمة " اذا " فى العباره , فبما أن السبت قد جعل من أجل البشر و ليس البشر من أجل السبت , اذا فالبشر لديهم مقام أعلى من السبت .





    إن المسيحى الذى ترجم هذه العباره الى اليونانيه , سواء كان مرقص أو مصدر أقدم كان بحوذته , ترجم الموضعين الأولين اللذين وردت فيهما كلمة " بار ناشا " على أن الكلمه تعنى " البشر " , و لكنه ترجم الموضع الثالث الذى وردت فيه هذه الكلمه على أنها اشاره الى يسوع , مماخلق مشكله فى كيفية فهم ترابط أجزاء العباره معا .




    لا نزال نقف أمام السؤال , ما اذا كان معيار " الآراميه " يمكن له أن يأخذ بأيدينا الى " يسوع التاريخى " , فإذا نجحنا أن نترجم قولا ما الى الآراميه , فهل هذا يعنى بالضروره أن يسوع قد نطق بهذا القول ؟ يمكنك أن ترى بنفسك أين الصعوبه اذا أمعنت النظر فى هذا المعيار , آخذا فى الإعتبار ما رأيناه فى دراستنا من أن أتباع يسوع الأوائل كانوا من الناطقين بالآراميه .




    اذا كنا نعلم أن المتحولين الى المسيحيه غيروا أو اخترعوا فى بعض الأحيان أقوالا ليسوع , اذن لا يمكننا أن نفترض بكل بساطه أن هذا قد حدث فقط بين من كانوا يتحدثون باليونانيه , فبكل تأكيد حدث نفس الأمر مع المسيحيين الناطقين بالآراميه .


    **** انتهى الإقتباس ****




    و دعونا ننقل باختصار ما قاله أستاذ اللاهوت الألمانى " أوتو فليدرر " الذى شرح النص بطريقة أوضح فيقول (2) :



    " لتعلموا أن لابن الإنسان سلطان أن يغفر الخطايا "


    كلمة " ابن الإنسان " فى هذا الموضع لا تعنى أكثر من معنى " انسان " و هى فى الآراميه " بارناشا " , و بالتالى قصد يسوع أن يصحح فهم اليهود بأن الإنسان له أيضا أن يغفر الخطايا , و ليس هذا لله فقط .



    فهم مصطلح ابن الإنسان هنا على أنه " المسيح " فهم غير مناسب لأن سامعيه لن يفهموا هذا من كلامه , بل فهموا أنه يعنى الإنسان كبشر , يوضح هذا ما ورد فى متى 9 – 8 " أنهم مجدوا الله الذى أعطى الإنسان سلطانا مثل هذا " .



    و يقول الدكتور أوتو فليدرر فى موضع آخر (3) :




    من الملاحظ أن الربوبية على السبت ليست نتيجه مترتبه على الكرامه المسيانيه ليسوع , لأنه بهذا سينقطع الإتصال المنطقى بين العدد 27 و 28 , و بالتالى فمصطلح " ابن الإنسان " هنا يعنى " الإنسان بوجه عام , كما فى العدد 10 .



    **** انتهى الإقتباس *****



    يتضح مما سبق أن النص لا يشير الى ألوهية المسيح , و يتضح أيضا أن من نقل النص الى اليونانيه قد أفسد ارتباط الجمله بعضها ببعض , و الأهم من ذلك أن هذا التغيير المتعمد الذى أفسد اتساق النص يوضح بكل جلاء الدوافع اللاهوتيه التى كانت لدى كاتب إنجيل مرقص بحيث تجعله يغير النصوص و لا يترجمها بأمانه , ليروج لعقيدة معينه له فى يسوع , حتى و إن أدى هذا الى إفساد ارتباط أجزاء النص بعضها ببعض . و أخيرا و ليس آخرا , كيف يكون كاتب هذا الإنجيل يوحى له من عند الله و هو يفسد النصوص كما أفسد النص الذى بين أيدينا ؟




    _____________________________________





    (1) Bart D. Ehrman
    THE NEW TESTAMENT
    A HISTORICAL INTRODUCTION
    TO THE EARLY CHRISTIAN WRITINGS

    صفحة 193




    (2) Otto Pfleiderer, Primitive Christianity, its writings and teachings in their historical connections;volume 2


    صفحة 8



    (3) Otto Pfleiderer, Primitive Christianity, its writings and teachings in their historical connections;volume 2


    صفحة 12

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيكم وفي طرحكم أخي الفاضل "
    أويس القرنى"

    تقبل الله تعالى منكم ومنا صالح الأعمال .

    =========

    أود أن أضيف فقط جزء بسيط

    لفظة "إبن الإنسان" وحتى لو ذهبنا إلى أبعد الحدود أنه يقصد السيد المسيح عليه السلام في هذا النص

    فالسؤال ما يعني في عرفكم "المسيحيون" هذه اللفظة ؟؟


    هل هي دالة عن "الناسوت" أم "اللاهوت"

    الإجماع الذي لا خلاف فيه بين جميع الطوائف المسيحية أن لفظة "إبن الإنسان" هي الدليل الدال على الناسوت بينما اللفظة الدالة على اللاهوت هي لفظة "إبن الله"

    والكتاب المقدس لم يدع فرجة إلى إنكار ذلك حيث يقول

    سفر العدد 23: 19
    لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟

    سفر أيوب 25: 6
    فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ، وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ؟».

    سفر يشوع بن سيراخ 17: 29
    لا يستطيع الناس ان يحوزوا كل شيء لان ابن الانسان ليس بخالد

    والعهد الجديد نفسه يقول :

    إنجيل متى 12: 40
    لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.


    فمن هذا الذي كان تحت الأرض ميتا "الإله" ؟؟

    إنجيل متى 17: 12
    وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ».

    إنجيل مرقس 8: 31
    وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ.

    إنجيل مرقس 9: 12
    فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَيْفَ هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْذَلَ.

    هل من تألم وأرذل هو
    "الإله" ؟؟

    فهل يعبد المسيحون "إبن الإنسان" أم "إبن الله" ؟؟!!

    بارك الله فيكم

    تعليق


    • #3
      ممكن توضيح مبسط - أخى اويس- لأنى لم افهم مقصدك
      جزاك الله خــــــيرا
      سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) الأعراف

      تعليق


      • #4
        أخى " طالب علم مصرى "

        النصارى يستدلون بنص " " السبت إنما جعل للإنسان , لا الإنسان لأجل السبت , اذا ابن الإنسان هو رب السبت أيضا " على ألوهية المسيح , و يقولون أن المسيح قال عن نفسه أنه " ابن الإنسان " و هذا النص يقول بأن " ابن الإنسان " هو رب السبت , اذن المسيح هو رب السبت , و من يكون رب السبت سوى الله ؟ , اذن المسيح هو الله .. هذا كلام النصارى .


        كلام بارت ايرمان و أوتو فليدرر يوضح أن النص لا علاقة له بالمسيح أصلا , و أن كلمة " ابن الإنسان " هنا تعنى " البشر " كما نقول مثلا " ابن آدم " كتعبير عن كل أولاد آدم عليه السلام .


        و بالتالى فالنص معناه أن " البشر " لهم مقام أعلى من السبت , لأن السبت جعل من أجلهم , و ليسوا هم من جعلوا من أجل السبت .


        و كلمة " ابن الإنسان " الوارده فى المقطع الأخير من النص لا تشير للمسيح , بل تشير لكل أولاد آدم .


        هل اتضح الأمر ؟

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة د تيماء, 16 مار, 2024, 03:34 ص
        ردود 0
        32 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة د تيماء
        بواسطة د تيماء
         
        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 4 ديس, 2023, 07:45 م
        ردود 0
        107 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة أحمد الشامي1
        بواسطة أحمد الشامي1
         
        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 3 ديس, 2023, 09:45 م
        ردود 0
        106 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة أحمد الشامي1
        بواسطة أحمد الشامي1
         
        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 30 نوف, 2023, 12:50 ص
        ردود 0
        70 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة أحمد الشامي1
        بواسطة أحمد الشامي1
         
        ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 6 نوف, 2023, 01:29 ص
        ردود 0
        214 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة أحمد الشامي1
        بواسطة أحمد الشامي1
         
        يعمل...
        X