- 3 - الاصحاح 12 من سفر دانيال لم يكن يتحدث عن قيامة الآخرة ولا جنة ونار الآخرة :-
حيث نقرأ من سفر دانيال :-
12 :1 و في ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك و يكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت امة الى ذلك الوقت و في ذلك الوقت ينجى شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر
12 :2 ((و كثيرون من الراقدين في تراب الارض)) يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية و هؤلاء الى العار للازدراء الابدي
هذا النص وإن كان يشير الى امكانية القيامة من الموت إلا أنه لا يتحدث عن القيامة الأخيرة كما يحاول بعض المسيحيين الزعم بذلك
يعني عندما يقول (كثيرون من الراقدين في تراب الأرض) ، فهذا النص لا يعني القيامة الحقيقية ولكن يعني قيامة أشخاص موتى معنويا (مجازيا) ومحتلين من هذا الملك الظالم الذى تحدث عنه الاصحاح 11
فهذا النص هو استكمال للاصحاح 11 و الذى يشير الى الملك السلوقي أنطيوخس إبيفانيوس ويطلق عليه مسمى ملك الشمال وصراعه مع ملك الجنوب (ملك مصر) ، ثم يحاول إعطاء الأمل لبنى إسرائيل فى التخلص من هذا الملك بالأعداد الأولى من الاصحاح 12 ، فيتحدث عن الملاك ميخائيل الذى سينقذ شعب دانيال (أي بني إسرائيل) ، ويستيقظ ((كثير)) من الراقدين في التراب
و لاحظوا أنه قال (كثير) ولم يقل (جميع)
ولو كان يتكلم عن القيامة الأخيرة ، كان قال (جميع) ولكنه كان يتكلم عن شعب بنى إسرائيل الذين تم احتلالهم و اضطهادهم على يد اليونانيين ، فهم من سيستيقظون أي سيتحررون من ذلك الاحتلال ، ومن حارب اليونانيين سيكون لهم الحياة الأبدية أي سيكون لهم العزة والكرامة والسلطة أما من ساعدهم فسيكون لهم الازدراء الأبدي
ولم يشير أبدا إلى جنة ولا نار ولكن الى الحياة والى الاحتقار
فالنص من سفر دانيال شبه ما ورد فى سفر حزقيال
حيث نقرأ من سفر حزقيال :-
37 :11 ثم قال لي يا ابن ادم ((هذه العظام هي كل بيت اسرائيل)) ها هم يقولون يبست عظامنا و هلك رجاؤنا قد انقطعنا
37 :12 لذلك تنبا و قل لهم هكذا قال السيد الرب ((هانذا افتح قبوركم و اصعدكم من قبوركم يا شعبي و اتي بكم الى ارض اسرائيل))
37 :13 فتعلمون اني انا الرب عند فتحي قبوركم و اصعادي اياكم من قبوركم يا شعبي
37 :14 و اجعل روحي فيكم فتحيون و اجعلكم في ارضكم فتعلمون اني انا الرب تكلمت و افعل يقول الرب
لقد شبه بنى إسرائيل عندما كانوا أمة مسبية بالأموات ، وشبه مكان سبيهم بالقبر ، ويخبرهم بأنه سيصعدهم من قبورهم و يحيهم و يعيدهم إلى فلسطين
أي سيصعدهم من مكان سبيهم كما أصعدهم من مصر فى زمن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ويعيد لهم الحياة بعودتهم إلى فلسطين
ونفس الأمر سنجده فى سفر أيوب والذى يتكلم عن حاله ومرضه وكأنه فى تحت التراب بينما الحقيقة أنه لا يزال على قيد الحياة
فنقرأ من سفر أيوب :-
16 :14 يقتحمني اقتحاما على اقتحام يعدو علي كجبار
16 :15 خطت مسحا على جلدي و دسست في التراب قرني
ومن تفسير القمص أنطونيوس فكرى :-
(دسست في التراب قرني= القرن علامة الرفعة، والتراب علامة الذل، فالله أراد أن يذله)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
التراب علامة الذل ، لذلك فان سفر دانيال يتكلم عن الراقدين تحت التراب أى يعيشون فى ذل الاستعباد والمهانة
وأيضا نقرأ من سفر أيوب :-
30 :19 قد طرحني في الوحل فاشبهت التراب و الرماد
طرحه فى الوحل وهو لا يزال على قيد الحياة
ونقرأ من تفسير القمص أنطونيوس فكرى :-
(قد طرحني في الوحل= إختلط التراب بقروحه)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
وحتى وإن فرضنا أن النص من سفر دانيال يتحدث عن قيامة الآخرة ، ولكن أين التفاصيل ، أين جنة ونار الآخرة ، أين باقي البشر من غير بني إسرائيل ، وما هي تفاصيل تلك الحياة الأبدية التي يتكلم عنها النص !!!!!!!!!!!!!!!!!
وهل يعقل أن العهد القديم بجميع أسفاره لا نجد به الا اشارة بسيطة لقيامة الآخرة و لا حديث عن جنة ولا نار جهنم ، فهذا أمر غريب بالنسبة لحدث هام بالنسبة إلى البشر جميعا ، والذى كان يجب أن يكون به تفاصيل لأحداث ما سيحدث للبشر
كما لا نجد إلا إشارات بسيطة جدا عن امكانية احياء الموتى في هذه الحياة الدنيا فقط بدون التطرق أن هذا هو ما سيحدث في الأخرى وتفاصيل تلك الأحداث
و إن لم يكن هناك قيامة آخرة و نار جهنم في كتب الأنبياء الحقيقية فمن أين جاء الفريسيين بمعتقداتهم عن قيامة الآخرة ؟؟!!!!!!!!!!!
بالتأكيد كان هناك سند الفريسيين في اعتقاداتهم هو التوراة التي ضيعوها بعد ذلك ، وحرفها الصدوقيين
ببساطة شديدة لا نرى كل ذلك فى العهد القديم لأن تلك الأسفار تم تحريفها عند اعادة كتابتها في فترة سادت فيها الفلسفات الإلحادية بين بني إسرائيل وكان الحكام سندا للصدوقيين ، فتم إخفاء نصوص قيامة الآخرة بتفاصيلها عمدا
هذه التحريفات التي صنعوا لها قانونية زائفة و أوهموا الناس بقداستها ، خاصة وأن من اختارها لتكون كتاب مقدس سواء من اليهود أو من المسيحيين كانوا من أتباع اليهودية الهلينستية
اترك تعليق: