التحدي في القران الكريم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أحمد عربي أحمد سيد مسلم اكتشف المزيد حول أحمد عربي أحمد سيد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التحدي في القران الكريم

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ، مرحبا بكم جميع

    ارسل لي أحد أصدقائي سؤال واحتاج إلي رد حضراتكم نص السؤال
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته : ما رد حضرتك علي من ادعى ان المتنبي آتي بمثل ما تحدي عندما قال: "والنجم السيار، والفلك الدوار، والليل والنهار، إن الكافر لفي أخطار، امض على سننك، واقف إثر من كان قبلك من المرسلين، دينه وضلّ عن سبيله"، هل الكلام الذي كتبه المتنبي يثبت بأنه فاز في تحدي القرآن؟


  • #2
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    قبل أن تجيب صديقك عن هل هذا الكلام يعني أن المتنبي فاز أو خسر، اسأل نفسك أولًا:

    هل ما كتبه المتنبي لو صح نسبته إليه يعني معارضة للقرآن؟
    حتى تصل إلى الجواب، وتفهمه وتستطيع ان تجيبه بنفسك، يجب أن تسأل نفسك أولًا ما هو مفهوم المعارضة والإتيان بمثله أصلا، حسب تصورك،

    أنتظر جوابك.

    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك د/ أمير عبدالله
      علي حد علمي كي تعارض القران يجب ان تاتي بنسقا جديدا تنافس به القران تاتي بنسق ثوري كالذي فعله القران

      تعليق


      • #4
        حياكم الله وبياكم، وفيكم بارك الله.

        نعم، هذا أصعب أنواع المعارضة، والمماثلة، استخراج قالب من عدم، كما فعل القرآن فهذا في ذاته معجز، فضلًا عن أن يكون هذا القالب قد حاز السبق وغلب العرب على ما سادوا به بين الأمم في زمانهم ولا يقدر عليه غيرهم. فما كانت العرب تعرف إلا قوالب الشعر والنثر، والنثر غير متقيد بوزن، و يتخلله السجع والتاثيرات البيانية كما في الخطابة والرواية والقصص والكهانة. فأصبحت العرب تعرف قالبًا غير قوالبهم التي اعتادوا عليها وحاز ناصية البيان، وهو القرآن الكريم، فعند العرب اليوم شعر ونثر وقرآن.

        فمن يُمكنه استخراج قالب من عدم يسوق فيه ما يزعم أنه وحي من الله كما حدث مع محمد صلى الله عليه وسلم؟
        فإن لم يحدث لأحد قط إلى يومنا هذا فهذا معجز للبشر إنسهم وجنهم. وهذا في ذاته برهان. (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهير)

        ومع ذلك فالقرآن الكريم أشار إلى تيسير المعارضة عليهم، فلم يُطالبهم بقالب من عدم، بل حين اتهموا رسول الله بالافتراء على الله، طالبهم بمعارضته بآيات من مثله، مفتريات. فإن لم تستطع فعارضه في نفس قالبه إن شئت. وهنا أعدل السؤال وأسأله لك مرة أخرى أخي الحبيب: ما هو مفهوم المعارضة والإتيان بمثله أصلا، حسب تصورك، إن استبعدنا ما عجزوا عنه وهو الإتيان بقالب من عدم يملك ناصية البيان؟
        "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
        رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
        *******************
        موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
        ********************
        "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
        وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
        والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
        (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

        تعليق


        • #5
          العلم عند حضراتكم
          اتمني من حضراتك ان توضح لي ما معني الاتيان بسوره مثل القرآن وشرووط الاتيان بسوره مثل القران

          تعليق


          • #6
            لم اشا ان يكون الرد خطابيًا القائيا من طرفي، ويكون دورك مجرد القراءة للمكتوب. بل وددت لو كان تفاعليًا من طرفك، تقدم فيه محاولة للفهم ولو ظننتها محاولة ضعيفة أو غير صحيحة، فهي ستفيدك وتفيد القارىء في فهم الأمور وتجليتها وتعين على فهمي لتجلية سوء الفهم الذي قد لا أراه ولا أعرف أنه في تصورك فأغفل التطرق له.

            سألتك عن مفهوم المعارضة حسب تصورك. ومفهوم المماثلة (الإتيان بمثله).
            وسأبدا الحديث بمقدمات وحقائق عقيدة لها تعلق بكلامنا، وأنتقل بعدها للمعارضة ومعناها وأضرب عليها المثل حتى تستبين وتتضح.
            "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
            رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
            *******************
            موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
            ********************
            "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
            وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
            والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
            (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

            تعليق


            • #7
              المماثلة تستلزم أولًا ثبوت التباين بالضرورة في الذوات وفي المعاني فإذا لم توجد، لم يوجد مماثلة:
              التماثل والمماثلة: تعني المشابهة من وجه، أو أوجه عديدة وليس من كل وجه. والمماثلة نوع من أنواع التباين، فالتباين يكون إما مماثلة أو تقابل أو اختلاف. ولذا يجب أن يثبت التباين بالضرورة أولًا، قبل أن تحكم أنه تباين بالمماثلة، أو بأن هناك مثل أو شبه على اي وجه من الوجوه. يعني لكي نُثبت أو نحكم بالمثل والمماثلة من وجه ما، فإننا نبدأ بالتسليم بثبوت التباين أولًا في الذوات، ثم ثانيًا بثيوت التباين في المعاني والصفات، ثم نبدا في استخلاص أوجه الشبه.

              ويمكن سوق هذه الحجة هكذا:
              مقدمة أولى: إذا وُجدت المماثلة وُجد التباين بالضرورة
              مقدمة ثانية: لم يوجد تباين
              نتيجة: لا توجد مماثلة


              التباين في الأعيان:
              لكي تزعم أن شيء مماثل لشيء أو مثله أو شبهه من وجه، فإن هذا يعني أنك قد أثبت التباين بالضرورة بين شيئين، لأن المماثلة لا تكون في نفس العين، فإذا كانت في عين وذات واحدة هذا لا يُسمى تماثل بل يسمى نفس الشيء. فالمماثلة بين رحمة الله وبين رحمة الخالق، لا تصح لأن الله هو نفسه الخالق، نفس الذات سبحانه، ​وليس ذاتين، وبالتالي فالرحمة نفس الشيء، فلا يُماثل الشيء نفسه، بل هو هو. بينما المقارنة بين رحمة زيد ورحمة عمرو، فهنا يمكن ان يكون بينهما مماثلة لأن زيد ذات وعمرو ذات اخرى مباينة له، فهنا يمكن أن نماثل بينهما في صفة الرحمة المشتركة بينهما.

              التباين في الصفات والمعاني:
              والمماثلة في الصفات والمعاني، تعني أن معنى اللفظ غير معنى اللفظ الآخر لكن بينهما قدر مشترك من التشابه (التماثل)، فهو مثله من هذا الوجه. ونقول بقدر معين، لأنه لا يمكن أن تتماثل الأشياء بصورةٍ تامة -ببداهة العقل-، لأن اجتماعهما من جميع الجهات معناه صيرورتهما شيئًا واحدًا، وهو محال، وإلا لأصبحت العلاقة بينها علاقة (هُويَّةٍ (Identity)، لا مجرد تماثل؛ فالمماثلة من كل وجه قد لا تتصور عقلا. وليس في العالم شيئان من الحوادث إلا وهما مشتبهان من وجه ما، وغير مشتبهين من وجه آخر.

              لابد من التعرف على خواص ومميزات الشيء قبل مماثلته بغيره:
              بإثبات التباين يمكننا أن ندرس خواص الشيئين وممزاتهم المستقلة، وبعد ذلك نُقرر ما إذا كان بين الشيئين المتباينين تماثل من وجه أم لا؟ هل هو مثله في هذا الوجه أم أن المثلية ساقطة؟ يعني مثلًا اللغة كلية مشتركة بينك وبين الإنجليزي واللاتيني، وكلنا مختلفون متباينون في الحقيقة، فأنت لست اللاتيني، واللاتيني ليس الإنجليزي، بينما الكلية المشتركة بينكما هي اللغة، فأنت لك لغة واللاتيني له لغة والانجليزي له لغة، فهذه كلية مشتركة اسمها لغة، لكن تختلف عندك عن اللاتيني وعن الإنجليزي، طالما ظهر الاختلاف والتباين، الآن يمكننا بيان أوجه الشبه، لكن لن تستطيع بيان أوجه المماثلة والشبهة إذا لم تكن تعرف ما هي الإنجليزية أو اللاتينية ولا ما هي خواصها! بمعرفتك لمميزات كل لغة، يمكنك البحث عن أوجه الشبه والتماثل، ويمكن اسخراج أوجه شبه عامة، واوجه شبه خاصة عميقة، فمن التشابه العام ان تقول: أن لغتك العربية دارجة ولغته اللاتينية دارجة، ولغتك العربية تستخدمها في التعامل والدراسة، ولها أحرف مكتوبة، وكذلك لغاتهم الإنجليزية واللاتينية، وأن كلا اللاتينية والإنجليزية متشابهان (متماثلان) من جهة استخدام نفس الأحرف والكتابة من اليسار، ولهذه اللغة قواعد ولتلك قواعد، وكلهم لغات حية في يومنا باقية، وكل لغة منها يستخدمها قطاع عريض...الخ، فكل هذا من أوجه الشبه، وهكذا وإن اختلفت الألفاظ واستقلت كل لغة بمعانيها، إلا أنك بتعرفك على كل لغة منها واستقلاليتها وتباينها، فإنك قد استطعت أن تبين أوجه التماثل.​ استطعت أن تستخرجها بناءً على تعرفك على كيان مستقل موجود قائم له مميزاته وصفاته المستقلة.

              إذن لابد أن تثبت أولا تباين في الذوات ثم تباين في المعاني ثم تبدأ في دراسة معاني ومميزات كل ذات وصفة على حدة، وكل ذلك لازم قبل أن تقدم على استخراج أوجه الشبه والتماثل. ومثل ذلك في كتاب الله يقول الله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) فهنا قارن الله بين ما تنفقه من مال وبين الحبة، مال تتكاثر حسناته فيُضاعف لك، والحبة تخرج من جوفها السنابل، فتضاعف الحبات لها، حبة واحدة أخرجت 700 حبة، وحسنة واحدة من نفقة واحدة أخرجت أضعافا مضاعفة من الحسنات. وهذا وجه الشبه والمماثلة، الذي أراد الله بيان أن هذا مثل ما يحدث لحسنات المسلم، فهذا وجه الشبه والمماثلة، لكن السنابل غير المال المنفق في سبيل الله، والحسنات غير الحبوب. فبينهما تباين في الذوات وفي المعاني وإذا عرفنا خواص حبة القمح والسنبلة، أمكن أن نفهم بها المثل، وأن نتبين وجه الشبه والمماثلة.

              والمماثلة ممنوعة في حق الله:
              وهذه المماثلة تكون بين المخلوقين وممنوعة في حق الله، ( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَ ) أي لا تمثلوا لِلهِ الأمثال، ولا تشبِّهوا له الأشباه، فإنه لا مِثْل له ولا شِبْه.​ ومهما جال بخاطرك فالله غير ذلك، ولذا كل من ماثل الله بخلقه من أهل البدع، فإنه ادعى أنه مثل مخلوقاته، فيكون قد وقع في التمثيل والتشبيه، وهو وإن كان يُثبت التباين ضرورة بين الله وخلقه، ويُثبت ان هناك معين مخصوص هو الخالق، مباين لمعين هو المخلوق، وهذا هو التباين، إلا أنه يعمد إلى شرك المماثلة بزعم وجود كلي مشترك بين الله وبين مخلوقاته، تعالى الله عن ذلك، ومهما جال بخاطرك فالله غير ذلك. لذا نفى الله المماثلة بإطلاق من أي وجه كان بينه وبين مخلوقاته، وقد قال تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلا مثيل له سبحانه لا في أسماءه ولا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله, فأثبت الله لنفسه المباينة بلا مماثلة، فهو سبحانه بائن من خلقه ليس كمثله شيء.

              يتبع
              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 10 سبت, 2023, 05:46 ص.
              "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
              رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
              *******************
              موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
              ********************
              "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
              وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
              والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
              (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

              تعليق


              • #8
                تباين مماثلة لا تمويه ومحاكاة:

                وإذا ثبُت أن القرآن كلام الله، فهذا يستلزم كذلك انتفاء المماثلة، بينه وبين غيره من النصوص، بل واستحالتها، وتحدي الله لكل كافر أن يأتي بمثله، يُلزم كل متجرىء باثبات التباين أولًا أي يإظهار نص مستقل له خواصه ومميزاته هو ما يجب على كل مكابر أن يصنعه أولًا قبل أن يدعي المعارضة ويحكم لنفسه زورًا بالمماثلة. إذن تباين التماثل يستلزم اظهار براءة اختراع أولًا لعين مختلفة عن عين القرآن، لها مميزاتها وصفاتها وخواصها وقوتها، حتى يكون لدينا شيْئينِ متباينين يمكننا إجراء المماثلة بينهما. لكنهم عهجزوا عن ذلك، وهذا العجز عند كل من أفلسوا ألجأهم إلى التمويه والمحاكاة الفارغة.

                وتمويه الشيء وتبديل بعض ألفاظه أو تحريفه لا يخرجه عن أصله، فإذا أدخل عمرو مجلسًا أو أريكة في بيت زيد، أو عدل في وضع المجلس، فلن يجعله ذلك بيتين، ولن يجعله بيت عمرو، بل يظل هو نفس البيت، ويظل هو نفس بيت زيد، وإن كان عمرو قد قام ببعض التغيير والتبديل. فلا يُقال ما وجه الشبه بين بيت عمرو، وبين بيت زيد، فهذا من التلبيس والمغالطة، لأنه ليس بيت عمرو، بل هو بيت زيد ولو غيّر فيه عمرو، فهنا لا مماثلة أصلًا. فزيد نفسه هو هو نفس المعين، وبيته هو نفس البيت ولكن طرأ على بيته التغيير والتبديل، فعل التغيير والتبديل قد يقوم به أي أحد، لكن يظل البيت لزيد هو هو لم يتغير.

                كذلك من التلبيس والمغالطة أن يُقال أنهما بيتان، لأنه لا يوجد أصلا بيتين بل هو بيت واحد، وإن شابه التغيير. إذن المماثلة ساقطة ابتداءً مع التبديل والتحريف في الاصل. وهذا يسلكه كثير من الكفار والمعاندين ليُلبّس به على المسلم، فيعمد إلى القرآن ويحرف كلمة هنا وهناك ويرقع خياطة بين مفرداته، ويقول أنها معارضة ومماثلة، فهذا غير صحيح، بل هو نفس القرآن ومفرداته الذي أصله من عند الله ولكن تجرأ عليه المزور الكافر بالتحريف، وتفريغه من معانيه، فتسقط دعواه قبل أن تبدأ. وهكذا فالتحريف عن الاصل لا يُخرجه عن أصله لأنه هو نفس الأصل ولكن مع التحريف، فهنا لا يوجد كتابان، وإنما كتاب واحد وتم تزييف كلماته وتحريفه، وتقديمه على أنه شيء آخر مثله، وهذه مغالطة، فلم تقع المعارضة ولا المماثلة، لأن المماثلة تستلزم التباين أولًا بين عينين، ولكل عين خاصة تختلف عن خاصة الآخر، ثم نبحث عن المماثلة في المشترك الكلي بينهما.

                صور عجز غير المسلم عن المعارضة: ومعارضة القرآن الكريم عند غير المسلمين لإثبات المماثلة، كلها تنحصر في إحدى صورتين:
                1) التحريف: إما تمويه مضطرب للنص القرآني وتحريفه وخياطة بين مفرداته.
                2) التقليد الفارغ: وإما محاكاة القالب القرآني بمفردات ساقطة متناقضة بلا قضية أو دعوة.

                ويستوي في ذلك العرب العاربة الأقحاح ممن ملكوا ناصية اللغة، وغيرهم من المستعربة عبر القرون سواءً برعوا في اللغة او لم يبرعوا فيها.

                ومن أهم الادلة العقلية التي تُميز لغير الدارس ركاكة معارضتهم، هي أن المعارضة تأتي في صورة أضعف وأكثر ركاكة من أسلوبهم الطبيعي في الكلام ، أو في الشعر. وهذا دليل على التصنع والتقليد والكذب، بل يتشكك السامع في أن يُنسب ركاكته لمن عُرفوا بالفصاحة والبلاغة، حتى ليظن الظان أنه كلام ملفق على أرباب الفصاحة.وهم أنفسهم مقرون بذلك إما تصريحًا أو ضمنًا بصنيعهم مع ما لفقوه، فلو كانوا وجدوا في فصاحة معارضتهم ما هو أفضل من فصاحتهم في الكلام والشعر لكان صنيعهم أن يتمسكوا به ولبنوا عليْه وجعلوا سائر كلامهم منه ولم يُضيعوه، ولكُتِب له البقاء كما كُتب البقاء لغيره من كلام العرب الفصيح في أشعارهم وخطبهم. وهذا دليلٌ على أن محاولتهم لم تقنعهم هم أنفسهم، وصدق الله إذ يقول: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ). وفي المقابل نجد فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم لا تُضاهي فصاحة القرآن الكريم وبيانه وبلاغته بأي وجه كان، بل ونجد القرآن الكريم وحدة واحدة في مفرداته وألفاظه وآياته، وليس هو مجموعة آيات من صفحة أو صفحتين بل كتاب كامل من آلاف الآيات، لا يشك السامع قط في أن كل آية منه هو القرآن، ويُمايز بين كل آية فيه وبين كلام محمد صلى الله عليه وسلم بل ويمايز بين كل آية في القرآن وبين كلام الخلق قاطبة.​​​

                التناسب الطردي بين مقدار الجهل وتقبل الأغاليط:
                المعارضة، بمجرد التقليد الفارغ، ليس هذا من المماثلة في شيء، فهذا حتما مغالطة بتقليد ساقط لا يماثله إلا من حيث تقليد التركيب، أو خياطة كلمة بكلمة أو استبدال كلمة بأخرى، وليس معارضة على الحقيقة، وإلا فإذا اعتبرنا التقليد المفرغ من الحجة والبيان مماثلة، فإنه على ذلك يستطيع الإنجليزي الذي لا يعرف العربية المعارضة بمثل هذا الكلام المفرغ من المعنى والبيان،

                لو أن شخصًا لا يعرف العربية، لكن عنده كيبورد عربي، ونظر إلى ييت شعر عربي مكتوب فيمكنه أن يعارضه هكذا:
                يقول المتنبي: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدم
                يقول الإنجليزي: لا نتنلار ععهمل تاا تلالا هنااطسي تايابل خاحه​

                فهذه إذن حسب قناعة هؤلاء معارضة ووجه المعارضة هنا أنه استخدم حروفا من مثل الحروف التي يستخدمها القرآن، وهذا وجه من المعارضة حسب هؤلاء بالتقليد للأحرف، وخياطة أحرف من لغة العرب هنا وهناك!

                بل لو عكف كافر عربي على كتاب الله، ولفق كلمات الآيات وساق كلمة من آية وكلمة من آية أخرى ووضعها في جملة:
                لاجتمع عنده مئات الجمل دون عناء.

                هل هذه فعلا هي المعارضة من مثله؟ هل هذه هي المماثلة؟! أم هو الإفلاس والسذاجة؟ والعربي الكافر بفعله ذلك لا يختلف عن هذا الانجليزي، فكلاهما فعل نفس الشيء، لكن الإنجليزي خاط أحرفا والكافر العربي خاط كلمات. وماذا إذا شاهد يونج الصيني بيت الشعر وما كتبه الإنجليزي سيعتقدهم نفس الشيء، بل إذا شاهدها الأمي العربي الذي لا يعرف القراءة وتسلط عليه الجهل، ولم يؤت حظًا من دينه، قد يسأل صاحبه: إذا ما كان حقًا قد عارض فلان الإنجليزي القرآن أم لا؟! وإذا ما كان حقًا قد عارض فلان الكافر القرآن أم لا؟ وهذا أدنى مستويات الجهل. فاعتقادهم المعارضة مبني على الجهل لا على حقيقة أنها معارضة. وهذا يختلط على بعض العامة ممن لم يقرأوا القرآن ويتشربوا معانيه، فيحدث لديهم خلط في مرحلة من المراحل تختلف بحسب اطلاع كل واحد فيهم وتفاوت معارفهم.

                وقد عرفنا أن هذا لا يُسمى تماثل، ولا حتى معارضة بمعناها الحقيقي، إنما التماثل يعني أنك جئت بنص مستقل مباين له خصائصه ومميزاته المعلومة من الحجة والبيان، ثم تبدأ بفرضه للمقارنة بينه وبين القرآن، فتعارضه في وجه من وجوه قوته، بقوة مضادة، تدل القرائن والمعايير العقلية على المماثلة بينهما. ثم تحكم بالتماثل وهو تساوي الحكم بالقوة رأسًا برأس، فتكونان سواءً في الحق أو فيما أتيتم به من معانٍ وكل ذلك في قالب بياني بديع، استوت فيه الحجج (تماثلت).​


                يتبع
                "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                *******************
                موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                ********************
                "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                تعليق


                • #9
                  التحدي القرآني:

                  وقد دعى الله في القرآن كل مكذب ومشكك على وجه الأرض سلفًا وخلفًا لقبول التحدي، بأن يأتوا بمثل القرآن إن استطاعوا، بل يُقرر القرآن حقيقة عجز كل الأمم سلفًا وخلفًا عن الإتيان بمثل القرآن، ولذا يُطالب القرآن كل مكذب بأن ينقض هذه الحجة: فتحداهم في أول دعوته بمكة، في عقر دار أهل الفصاحة والبيان في أول تنزيله، بأن يأتوا بمثل القرآن وعلم الله عجز المخلوقين إنسهم وجنهم عن ذلك، بقوله تعالى ((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)) فقررها لهم مسبقًا كحقيقة مطلقة أن البشر لا يقدرون على مثله لا يقدر عليه أحد من الأنبياء ولا الأولياء ولا خواص الناس ولا غيرهم من الإنس والجن. وكذلك قوله تعالى: ( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34)) فإن لم يستطيعوا وزعموا كذبه على الله، فليجربوا الكذب مثله، وليأتوا بعشر سور مفتريات من مثل افتراءه إن كانوا صادقين (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13)) فإن عجزوا عن عشر سور، فليأتوا بسورة واحدة من مثله (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)، وكذلك قوله تعالى: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) )​

                  والقرآن الكريم ليس لغة خطاب جديدة او مستقلة، كان تقول لغة عربية وانجليزية وقرآن، بل جاء القرآن بلسان معلوم مستطاع، وهو لسان نبيها ولغته، أي جاء بلسان يقدر عليه كل عربي، لكن القرآن ذاته هو عين قائمة بذاتها له صفاته وخواصه، فهو نزل بقالبٍ من عدم، لم تعرفه لغة العرب ولا غيرها من اللغات، فلا هو من الشعر ولا هو من النثر والكهانة والقصص، وليس كقالب الشعر يستطيع أن يسير عليه أي أحد، فهناك آلاف الشعراء، الذين يجيدون الكتابة في قالب شعري، ويعارض بعضهم بعضا سواءًا في الأفكار أو في المدح والهجاء والرثاء والحجاج وكل ذلك في نسق أدبي وشعري، وهذا عند أمة العرب وغيرها من الأمم. لكن يتفرد القرآن بهذا النسق لنفسه وحده، لا يشاركه فيه أحد، فأضاف للغة بعدًا جديدًا لم تعرفه، وخص العربية بما لا تعرفه غيرها من اللغات. فسقطت المثلية بداهة، بين القرآن وغيره من أحاديث العرب، وبين القرآن وغيره من حديث الأمم. بل أثَّر القرآن على غيره من قوالب اللغة العربية ولم يتأثر بها، أثر في الشعر والبلاغة والقصص، فأصبح غاية الشاعر أن يحاكيَ القرآن وأمثاله وألفاظه، وأصبح غاية الأدباء أن يُطعموا خطابهم بآياته وأن يُحاكوا أمثاله، وأن يسيروا على حججه، فهيمن القرآن وملك ناصية البلاغة والبيان والحجة في اللغة التي نزل بها، مُيسر مقروء متلو متعبد به محفوظ، مع منهج كامل متكامل يُرسي أصول الحق، في الدين والدنيا وينظم قانون الفرد ومجتمعه، في السياسة والحكم والحرب والسلام، ناطق بالعقيدة والحق، له دعوة وغاية ورسالة، نزل يُثبت الحقائق التي لله، ويقررها، ويدحض كل باطل وعي، مرسيا قواعد التفكير والتدبر والتفكر، وكل ذلك بالحجة البالغة والبرهان العقلي الذي يسوس به كل الفِطر فتُذعن لصدقه، كل هذا في وحدة واحدة من البيان والفصاحة وفصل الخطاب.

                  والمعارضة عند العرب تُستخدم في الحجاج ولتُبين الحق، والعقول تحكم بعد المعارضة لمن له الغلبة ومعه الحجة. وكانوا يسوقون أفكارهم ويرتجلون كلماتهم وألفاظهم في نُصرة قضيتهم وما يريدون واللغة منساقة لهم، فملكوا ناصيتها في البلاغة والبيان، ووظفوا أشعارهم وخطبهم في ذلك وتباروا وتعارضوا فيها. وقد بلغ العرب بذلك شأوًا لم تبلغه أمة من الأمم، فكانوا يظهرون المعاني والحجج في أسلوب بياني وشعري بالسليقة، وكانوا يحكمون بناءً عليه بالغلبة والفلج لفلان على فلان أو قبيلة على أخرى، لذا كانت المعارضة خصيصة من خواص العرب يرتجلونها ارتجالا وأقيمت لها الاسواق والمنتديات. وجاء القرآن الكريم يتحدى هؤلاء فالقرآن الكريم، لم يتحدَّ من لا يجيد هذا، بل تحدى من لهم السيادة والمنتهى في المعارضة والبلاغة والحجاج.

                  فأعجزهم جميعًا فلا يستطيعون الإتيان بقالب من عدم كما جاء به، فما بقي لهم إلا محاجة القرآن ومعارضته، بنفس اللسان الذي استخدمه القرآن وبنفس البلاغة والبيان التي يمتلكون أدواتها، بأن يأتوا بحديث يماثله في القوة والفصاحة وبيان الحجة، وأعجزهم هذا كذلك. وأكد القرآن أن حتى هذا ليس بمستطاع، فإن عجزوا - وهم أقدر الناس عليه لو كان من عند غير الله -فيكون معجزا لكل البشر، بكافة لغاتهم وقدراتهم. ويكون قد علموا أن هذا ليس من جنس ما يستطيعه البشر فيكون حتمًا من عند الله.

                  هذا هو القرآن وهذا حديث القرآن، نزل هكذا منذ البدء،
                  - فمن يأتي بكتاب أو نص أو قالب مثله؟ - لا أحد

                  طيب إن عجزتم عن كل هذا، فإنكم أعظم من بلغ من الأمم سوْقَ الدعوة والحجة والحديث في أبلغ عبارة بيان،
                  - فافعلوا ذلك، وهاتوا بحديث مثله في أبلغ عبارة وبيان، هل استطاع أحد؟ - لا أحد

                  فإن عجزتم حتى عن أعظم ما تتفاخرون به وهو الفصاحة والبلاغة والبيان وفصل الخطاب، وهو خصيصتكم بين الأمم
                  - فمن باب أولى، غيركم من باقي الأمم أعجز!

                  بل يكتب القرآن الكريم لنفسه شهادة البقاء من اول يوم نزل فيه بمكة، إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ فهذه الآية نزلت في مكة حين كان الرسول والإسلام مستضعفا، وكان المسلمون قلة معدودة، فكيف يشهد لنفسه بالبقاء؟​بل ان يصدق القرآن في ما تنبأ عنه وخبّر به، يدلك على أن القرآن جاء يحمل في طياته كل ما يضمن له البقاء نقلًا وعقلًا وبحفظ الله الذي توعد به، فإن هذا في ذاته آية لأن كل من يدعي المماثلة وعجز عنها، لماذ؟ لأنهم جميعًا، ما استطاعوا أن يأتوا بنص يضمن لنفسه البقاء بل اكثرهم تنكروا لما كتبوه، ولم يبق مما كتبوه من خياطة وتلفيق إلا ما تناقلته الأوراق للسخرية والاستهزاء وبيان ركاكة اللفظ وسطحية نصه وخلوه من كل رسالة، وبيان لحقيقة موته واندثاره. فهذا فرق كبير بين نص مكتوب له البقاء، نص خالد وبين نص لقيط أجهضه اصحابه. فأي مثلية هذه؟

                  لن يستطيعها احد، فإن عجزوا عن كل هذا، فكيف يُصبح محاكاة القرآن وخياطة ألفاظه وتقليده بفكر ركيك فارغ هو شيء مثله؟.​

                  يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
                  وهذا فيه آيات لنبوته منها: إقدامه على هذا الخبر العظيم عن جميع الإنس والجن إلى يوم القيامة بأنهم لايفعلون هذا بل يعجزون عنه،
                  • هذا لا يُقدم عليه من يطلب الناس أن يصدقوه إلا وهو واثق بأن الأمر كذلك؛ إذ لو كان عنده شك في ذلك لجاز أن يظهر كذبه في هذا الخبر فيُفسد عليه ما قصد.
                  • وهذا لا يُقدم عليه عاقل مع اتفاق الأمم المؤمن بمحمد والكافر به على كمال عقله ومعرفته وخبرته إذ ساس العالم سياسة لم يسسهم أحد بمثلها، ثم جعله هذا في القرآن المتلو المحفوظ إلى يوم القيامة الذي يقرأ به في الصلوات ويسمعه العام والخاص والولي والعدو دليل على كمال ثقته بصدق هذا الخبر؛ وإلا لو كان شاكا في ذلك لخاف أن يظهر كذبه عند خلق كثير، بل عند أكثر من اتبعه ومن عاداه.
                  • وهذا​ لا يفعله من يقصد أن يصدقه الناس فمن يقصد أن يصدقه الناس لا يقول مثل هذا ويظهره هذا الإظهار ويشيعه هذه الإشاعة ويخلده هذا التخليد إلا وهو جازم عند نفسه بصدقه ولا يتصور أن بشرا يجزم بهذا الخبر إلا أن يعلم أن هذا مما يعجز عنه الخلق إذ عِلْمُ العالَمِ بعجز جميع الإنس والجن إلى يوم القيامة هو من أعظم دلائل كونه معجزا وكونه آية على نبوته
                  فهذا من دلائل نبوته في أول الأمر عند من سمع هذا الكلام وعلم أنه من القرآن الذي أمر ببلاغه إلى جميع الخلق وهو وحده كاف في العلم بأن القرآن معجز.

                  دع ما سوى ذلك من الدلائل الكثيرة على أنه معجز مثل عجز جميع الأمم عن معارضته مع كمال الرغبة والحرص على معارضته وعدم الفعل مع كمال الداعي يستلزم عدم القدرة فلما كان دواعي العرب وغيرهم على المعارضة تامة علم عجز جميع الأمم عند معارضته وهذا برهان ثان يعلم به صدق هذا الخبر وصدق هذا الخبر آية لنبوته غير العلم بأن القرآن معجز فإن ذلك آية مستقلة لنبوته وهي آية ظاهرة باقية إلى آخر الدهر معلومة لكل أحد وهي من أعظم الآيات فإن كونه معجزا يعلم بأدلة متعددة والإعجاز فيه وجوه متعددة فتنوعت دلائل إعجازه وتنوعت وجوه إعجازه وكل وجه من الوجوه هو دال على إعجازه وهذه جمل لبسطها تفصيل طويل ولهذا قال تعالى وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون فهو كاف في الدعوة والبيان وهو كاف في الحجة والبرهان​

                  يتبع
                  "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                  رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                  *******************
                  موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                  ********************
                  "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                  وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                  والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                  (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                  تعليق


                  • #10
                    حقيقة المعارضة ومعناها:

                    المعارضة، هي ادعاء يناقض ادعائي، وغاية المعارضة: ابطال دعوى الخصم ودحضها بنفس البرهان الملزم لكلينا. يعني أنا وأنت لدينا برهان عقلي ملزم لي ولك، قبلناه، فاستدللت أنا بهذا البرهان على شيء ادعيه، فجئت تعارضني، يعني جئت تدعي دعوى مخالفة ومناقضة تماما لما ادعيته، مستدلًا بنفس البرهان العقلي الملزم لي ولك، فهذه تُسمى دعوى المعارضة. فإذا ثبُت بالبرهان صحة ادعائك (صحت المعارضة) بطل ادعائي بالضرورة لاستحالة اجتماع النقيضين، وتكون قد أبطلت ادعائي بمعارضتك بنفس البرهان الملزم لي ولك. أما إذا لم تثبت دعواك، فقد سقطت المعارضة كأن لم تكن وتكون من قبيل التشغيب والمغالطة، وتثبت دعواي بالبرهان الملزم لي ولك بالضرورة العقلية لاستحالة اجتماع النقيضين.

                    مثال: البرهان الملزم لي ولك أنه إذا كانت الشمس طالعة فإنه يكون نهار، فهذه مسلمة ضرورية لا يختلف عليها عاقل من العقلاء. قبلتها أنا وأنت كبرهان ملزم لنا، فإذا كنا أنا وأنت في غرفة مظلمة، وادعيت أنا أننا في الليل وجئت أنت فعارضتني أي ادعيت أنت أننا في النهار، فهنا دعوتك نقيض تام لدعوتي، من المستحيل أن يكون كلانا صواب أو كلانا خطأ بل بالضرورة العقلية لابد أن يكون أحدنا صوابـ والآخر خطأ، لا ستحالة اجتماع النقيضين، استحالة ان يكون نهار وليل في نفس الوقت، فإذا فتحنا الشباك ووجدنا الشمس طالعة، فإنه قد ثبت كذب دعواي اننا لسنا في الليل ويثبُت بالضرورة صحة دعواك أننا في النهار.

                    والتحدي الذي جاء به القرآن الكريم هو من هذه الحجة البرهانية الضرورية الملزمة لي ولك، حجة عقلية ملزمة لكل أحد، لأن كل البشر المؤمنون بوجود الله، ليس عندهم إلا أحد أمرين:
                    - إما أن يكون القرآن كلام الله
                    - وإما أن يكون كلام البشر،
                    فإذا انتفى كونه كلام البشر، ثبت بالضرورة انه من الله.


                    لذا جاء التحدي القرآني بنتيجة إذا صحت فإنها مُثبَتةٌ بالضرورة العقلية وملزِمة لكل أحد. فحين يزعم محمد صلى الله عليه وسلم أن هذا القرآن كلام الله، وليس كلامه هو، دلّ الدليل العقلي والفطري البسيط عند كل أحد من العقلاء على أنه لا يستطيع ان يأتي بمثله أحد من البشر لا قبله ولا بعده، لا محمدٌ ولا غيره، لأنه من الله، وبهذه الحجة الضرورية يتحدى القرآن كل البشر في كل زمان ومكان، فإذا ثبُت ذلك دلّ على أنه من الله وليس من عند البشر.

                    ويمكن سوق الحجة هكذا:
                    مقدمة (1): القرآن إما أن يكون كلام الله، وإما أن يكون كلام البشر
                    مقدمة (2): القرآن ليس مستطاعا لأحد من البشر، أن يأتي بمثله
                    نتيجة: إذن القرآن كلام الله,


                    فالمقدمة الأولى، يُسلم بها كل مسلم وغير مسلم، لأنه لا يوجد خيار ثالث. أما المقدمة الثانية فهي الدعوى التي يدعيها القرآن ويجزم بها المسلم، وهي التي يدعي غير المسلم خلافها، وبالتالي هنا يجب أن يُقدم المسلم الدليل على صحة دعواه، ويجب أن يقدم غير المسلم الدليل على بطلانها. فإذا لم يستطع غير المسلم معارضتها وإبطالها، فإنه يُصبح مُلزمًا بالضرورة العقلية بالنتيجة وهي أن القرآن كلام الله.

                    والدليل الذي يُقدمه المسلم في اثبات المقدمة الثانية هو: دعوى عدم المماثلة، وغير المسلم يعارضها بدعوى المماثلة، فهنا دعوتان متناقضتان تحتكمان لنفس البرهان، فبالضرورة العقلية إذا ثبت بالبرهان صحة أحدهما بطلت الأخرى. فإذا ثبُت ذلك وأنه قد انتفت المماثلة، فإن المماثلة تكون ممتنعة بالضرورة من كل وجٍه كان، بقوله تعالى: (ليس كمثله شيء). فإذا انتفت المماثلة من كل وجه، ثبت بالضرورة نتيجة الحجة اعلاه أن هذا القرآن كلام الله. ولا يمكن أن تثبت إلا بثبوت عجز غير المسلم عن الطعن فيها، وبالتالي أصبح ملزما أمام الله بقبول كلام الله أو دخول جهنم.

                    ويمكن سوق هذه الحجة القرآنية، هكذا:
                    مقدمة: إذا كان القرآن من عند الله، فإنه يعجز البشر على أن يأتوا بمثله
                    مقدمة: القرآن من عند الله.
                    نتيجة: إذن يعجز البشر عن الإتيان بمثله,


                    فإذا ما استطاع المعارض أن يأتي بمثل القرآن ولو من وجه، فإنه يكون قد أسقط كل ذلك ويُثبت بالضرورة أنه ليس من عند الله.

                    ويمكن سوق الحجة التي يتبناها المكذب هكذا:
                    مقدمة: إذا كان القرآن من عند الله، فإنه يعجز البشر على أن يأتوا بآية من مثله
                    مقدمة: لم يعجز البشر عن الإتيان بمثله
                    نتيجة: إذن هو ليس من عند الله.​​

                    يتبع
                    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                    *******************
                    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                    ********************
                    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                    تعليق


                    • #11
                      مجرد المعارضة لا تعني المماثلة:

                      المعارضة مجرد أداة، أو وسيلة، ,هي الأداة التي نستخدمها أولًا في المقابلة والمقارنة لإثبات التماثل أو نفيه، أو لتبليغ الحجة أو نفيها، والمعارضة سليقة في كل البشر ولو تفاوتت. ولكي نحكم هل يوجد تماثل أم لا، فإننا يجب أن نبدأ أولًا باثبات التباين، ثم نثبت خواص المتباينين المستقلة، ثم نضع المعايير، ثم نبدا المعارضة حسب هذه المعايير بين المتباينين للبحث عن المماثلة أو اثبات عدمها. وبالتالي فالمعارضة في ذاتها ليست تماثل.، إنما هي الآلة التي نستخدمها لنصل إلى حكم بالتماثل أو عدمه.

                      فدعوى المعارضة للحكم على المماثلة أو عدمها، لابد لها أولًا من شروط:
                      1- ثبوت التباين في الأعيان وفي المعاني.
                      2- تحديد خواص كل عين ومميزاته المستقلة لاستبعاد التمويه والمغالطة.
                      3- ثم نضع المعايير التي نحتكم إليها عند المعارضة.
                      4- ثم نقوم بالمقابلة والعرض (المعارضة).
                      5- ثم نحكم بالمعايير بعد المعارضة على وقوع المماثلة او لا وقوعها.​​

                      إذن الحكم بالمماثلة هي الخطوة الخامسة الاخيرة، ولن يصل إليها احد من اهل الارض إن كانوا جميعًا لا يستطيعون الخطوة الأولى ويغالطون في الثانية، فهذا هو العجز المدقع.

                      ومن هذا يتبين أن المعارضة في ذاتها ليست تماثل، بل هي مجرد أداة، وقد تصح وقد لا تصح، فإن صحت فإننا نصل منها إلى واحدة من أنواع التباين الثلاثة: إما المماثلة وإما التقابل وإما الاختلاف. وقد لا تصح المعارضة، ولو سماها أصحابها تجوزًا معارضة، كمن يلجا إلى التقليد والتحريف والمحاكاة، وعرفنا أن من لا يقرأ ولا يكتب بل ولا يعرف لغة العرب يمكنه أن يُعارض، ويدعي المعارضة كما بينا في مثال الانجليزي الذي يضرب حروفا عربية عشوائية على الكيبورد فهو يعارض الحروف بحروف مثلها. لكن لا نسمي هذه معارضة على الحقيقة ولو ادعى أنها معارضة، لأنها خالية من المعاني الصحيحة الحقيقية، لذا لا نحكم على المعارضة إلا إذا كانت واقعة تحت المعايير العقلية بحيث يمكن الحكم على صحة اتباع أصحابها لقواعد هذه الأداة.

                      نتيجة المعارضة، ثبوت أحد أنواع التباين:
                      1- إما الحكم بتباين التماثل
                      2- وإما الحكم بتباين التناقض (التقابل).
                      3- وإما الحكم بتباين الاختلاف.

                      إذن كيف تكون المعارضة؟ لو عدنا لمثال اللغة وهذه المرة نقارن بين لغتي العربية ولغتك العربية، أي استخدام كلينا وتوظيفه للغة، هل بينهم تماثل في وجه من الوجوه؟ فهنا يجب أولًا أن نثبت أن كل منا له استخدام وتوظيف مستقل عن الآخر في اللغة = تباين، ثم نبدا في فهم وتصور وتبيان خواص كل واحد فينا في استخدامه واتقانه وتوظيفه للغة، ثم نصيغ المعايير العقلية المتفقة بين الجميع لنقارن بها بيننا في توظيف اللغة بناءً على هذه المعايير، مثل معيار الفصاحة مثلا، أو التشبيهات البلاغية، أو تركيب الجمل، مع وضوح الفكرة وقوة الحجة، أو غير ذلك. ثم يأتي دور المعارضة أعرض نصوصي التي اوظف فيها لغتي العربية وتعرض نصوصك التي توظف فيها لغتك العربية. فنقوم بالمعارضة والمقابلة. فإذا كنا حسب معيار الفصاحة سواء مع اختلافكم وتباينكم فهذه هي المثلية من هذا الوجه (متماثلين في الفصاحة)، وتُسمى المعارضة بالمثل، وإذا لم نكن في القوة سواء وتكلمت أنا بلغة ركيكة وتكلمت أنت بلغة فصيحة، فهنا التقابل (التناقض)، هذا فصيح وهذا ركيك، وإن تكلمت أنا بلغة فصيحة، بينما لم تلتزم أنت شروط الفصاحة، وتكلمت بلغة علمية فهذا تباين الاختلاف.


                      تحرير الألفاظ
                      ومن المهم الآن تحرير الألفاظ فيما بخص التحدي القرآني: المعارضة وادعاء المعارضة والتشغيب​ والمغالطة، ​والمماثلة وعدم المماثلة :

                      المعارضة = ادعاء المعارضة =التشغيب والمغالطة​: فكلها عندنا بمعنى واحد، لاستيقاننا من استحالتها، كمسلمين بضرورة العقل والنقل، وانها مزيفة مكذوبة لا محالة. وهي الحديث والجمل التي يُقدمها غير المسلم في محاولته اليائسة ليماثل بها القرآن من وجهة نظره، ومن ثمّ الاستدلال بها حسب زعمه على ثبوت المماثلة مع القرآن، وبالتالي بشرية اصله، وهذا عاجز عنها الإنس والجن، إلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

                      المماثلة: هي النتيجة الميئوسة التي يسعى إليها غير المسلم، في كل قرن وزمان، وعاجز عنها إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، وهي تبع للمعارضة، فإذا صحت المعارضة، وثبتت المماثلة، فإنه ينتج عن ثبوتها نتيجة أخرى بالضرورة وهي أن القرآن ليس من عند الله.

                      عدم المماثلة: هي النتيجة المستيقنة الثابتة في كل زمان ومكان، والتي قررها الله سيحانه وقرر عجز العالمين عنها، وههو عجز ملزم لكل غير المسلمين إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، ويستلزم عجزهم بالضرروة ثبوت أن القرآن كلام الله.​

                      يتبع
                      "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                      رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                      *******************
                      موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                      ********************
                      "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                      وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                      والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                      (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                      تعليق


                      • #12
                        بارك الله فيك د/ أمير عبدالله ، زادك الله علما فوق علمك وأعطاك الله بسطه في العلم ونفع بك وبارك في علمك وسدد خطاك وجعلك سببا لمن اهتدي .
                        ​​​​​​
                        ما زالت محاولات المشككين في عصمه كتاب الله سبحانه وتعالى مستمره بكل جحود وكبر فتجدهم تاره يقولون ان في كتاب الله تناقضات وتاره تجدهم يقولون بأنه يحتوي علي اخطأ وتاره تجدهم يقول ان قصصه مقتبسه نذهب ونري عن اي شيء يتحدثون ويتهمون به القرآن وسبحان الله نجد في قلب كل إدعاء يروجون له دليل منفصل علي إن ذلك الكتاب معصوم من اي اخطأ ،ولذلك قال الله تعالى عنه : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" بل ولم يتكفل الله بحفظه فقط بل تكفل الله بإفهام معانيه للناس و سيجعله الحجه البينه علي صحه الرساله الخاتمه مصداقا لقوله تعالي : " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ " فالقرآن هو النور والطريق الوحيد للهدايه والعبور لبر الأمان ودخول جنان الرحمن اسأل الله ان يجعل القران الكريم ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وذهاب غمنا و حزننا اللهم اجعل القران الكريم حجه لنا لا علينا يوم الوقوف بين يدك .

                        تعليق


                        • #13
                          السلام عليكم ورحمة الله لم افهم غير ان التحدي القراني هو ان ياتي الشخص بنسج جديد ولكن التحدي فالايه الكريمه فاليأتو بسوره من مثله لم افهمه من كلام حضرتكم يعني سوره الكوثر على سبيل المثال قصيره هل لو شخص اتى بثلاث اسطر مثل نسج القران وبليغه يكون قد فاز بالمعارضه او لابد ان ياتي بنسج جديد غير نسج القران الكريم

                          تعليق

                          مواضيع ذات صلة

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          ابتدأ بواسطة ابن الوليد, 24 مار, 2024, 09:27 ص
                          رد 1
                          135 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة ابن الوليد
                          بواسطة ابن الوليد
                           
                          ابتدأ بواسطة Guardian26, 22 ينا, 2024, 02:18 ص
                          ردود 3
                          132 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة محب المصطفى
                          بواسطة محب المصطفى
                           
                          ابتدأ بواسطة Muslim1989, 13 ديس, 2023, 02:27 ص
                          ردود 8
                          113 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                           
                          ابتدأ بواسطة Muslim1989, 11 ديس, 2023, 12:39 م
                          ردود 9
                          168 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة أحمد عربي أحمد سيد  
                          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أكت, 2023, 11:53 م
                          ردود 0
                          224 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                           
                          يعمل...
                          X